عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة العاشرة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

قال رضی الله عنه:  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسیّ فی الأسماء الإلهیّة : إنّ کلّ اسم إلهی على انفراده مسمّى بجمیع الأسماء الإلهیّة کلّها : إذا قدّمته فی الذّکر نعتّه بجمیع الأسماء ، وذلک لدلالتها على عین واحدة ، وإن تکثّرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها أی حقائق تلک الأسماء .

ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طریقین ، طریق الوجوب ، وهو قوله تعالى :فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَوما قیّدهم به من الصّفات العلمیّة والعملیّة . والطّریق الآخر الّذی تنال به هذه الرّحمة طریق الامتنان الإلهیّ الّذی لا یقترن به عمل وهو قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ[ الأعراف : 156 ] ومنه قیل :لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَما تَأَخَّرَ[ الفتح : 2 ] . ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لک » فاعلم ذلک ).

 

قال رضی الله عنه:  (ولهذا) ، أی لأجل اعتبار هذه الدلالة (قال) الإمام العارف المحقق (أبو القاسم بن القسی) رضی اللّه عنه (فی) حق (الأسماء الإلهیة إن کل اسم) منها (على انفراده) ، أی بحسب ظهوره بأثره الخاص فی الحس أو العقل للمتجلی به الحق تعالى (مسمى) ، أی ذلک الاسم (بجمیع الأسماء الإلهیة کلها) وذلک باعتبار دلالته على الذات الإلهیة الجامعة لجمیع الأسماء بحیث إذا (قدمته) ، أی کل اسم إلهی (فی الذکر) ، أی ذکرک له فی افتتاح الکلام (نعته) ،

أی صفته (بجمیع الأسماء) الإلهیة بأن ذکرتها بعده أوصافا له ونعوتا ، ویصح منک فعل ذلک ویحسن فی الکلام ، بإرادة أن الاسم الأول الذی ابتدأت به أردت به الدلالة على الذات المسماة به ، وحسن منک هذا لما سبق أن کل اسم إلهی دلالة على الذات الإلهیة زیادة على دلالته على معناه المخصوص فی نفسه ، وعلى حکمه الخاص به ، ثم تورد بقیة الأسماء بعدها نعوتا له بإرادة معنى کل اسم فی نفسه وصح (ذلک) ،

 

أی تسمى المذکور (لدلالتها) ، أی الأسماء الإلهیة (على عین) ، أی ذات (واحدة) جامعة لجمیع الأسماء (وإن تکثرت الأسماء علیها) فإن کثرتها غیر مانعة من وحدة الذات ، لأنها مجرد مراتب لها ونسب لا أعیان موجودة وإن (اختلفت) أیضا (حقائقها أی حقائق تلک الأسماء) الکثیرة فکل اسم له حقیقة تمیزه عن الاسم الآخر ، فإن ذلک غیر مانع أیضا من وحدة الذات المسماة .

 

قال رضی الله عنه:  (ثم إن الرحمة) الإلهیة (تنال) ، أی ینالها من یعامله اللّه تعالى بها من الناس (على طریقین) ، أی جهتین طریق الوجوب بإیجاب اللّه تعالى ذلک على نفسه کما قال سبحانه :کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ[ الأنعام : 54 ] ، وهو قوله سبحانه : (فَسَأَکْتُبُها)، أی الرحمة( لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ) الشرک الجلی والخفی ، فإن الکفر نتیجة الشرک الجلی والمعاصی نتیجة الشرک الخفی (وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ)[ الأعراف : 156 ] من أموالهم بربع عشرها ومن أنفسهم بفناء أنانیتها ، فإن الرحمة لهم بإیجاب اللّه تعالى ذلک على ذلک وکذلک من طریق الوجوب (ما قیدهم)،

أی الذی قید الحق تعالى هؤلاء المتقین المزکین من طریق الوجوب به من هذه الصفات العلمیة ، وهو ما دعاهم فی أنفسهم إلى التقوى والزکاة مما یعلمونه من العظمة الإلهیة والجلال (و)الصفات (العلمیة) کالتقوى والزکاة فإنه أوجب ذلک لهم أیضا على نفسه الرحمة بهم وهو عین ما کتب لهم ، وأوجب من غیر سابقة داعیة منهم ، وإن کان یلاحقه الداعیة وهی العمل وبهذا یفترق عن القسم الثانی .

 

قال رضی الله عنه:  (والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة) الإلهیة ، أی ینالها من یعامله اللّه تعالى بها من الناس (طریق الامتنان) ، أی الفضل والکرم (الإلهی الذی لا یقترن به عمل) أصلا (و) لا داعیة تقتضی ذلک (وهو قوله تعالى :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ) [ الأعراف : 156 ] ،

أی منة وفضلا وکرما وهی نعمة الإیجاد لکل شیء والأولى نعمة الإمداد لأهل الاستعداد ، فإن من لا استعداد له لا إمداد له وبقاؤه فی الدنیا بطریق الإیجاد المتکرر لا بطریق الإمداد المتأکد ومنه ، أی من طریق الامتنان رحمته تعالى بالنبی صلى اللّه علیه وسلم فی (قوله تعالى : لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَما تَأَخَّرَ) [ الفتح : 2 ] ،

 

وکذلک قوله تعالى فی حق غیره من الأمة :وَیَغْفِرُ ما دُونَ ذلِکَ لِمَنْ یَشاءُ[ النساء : 48 ] ، وقوله سبحانه لعباد الاختصاص المضافین إلیه تعالى لانقطاعهم عن کل ما سواه والتجائهم إلیه سبحانه بالفناء عن کل شیء :" قُلْ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ( 53 ) [ الزمر:53].

 

قال رضی الله عنه:  (ومنها) ، أی من رحمة الامتنان أیضا قوله تعالى کما ورد فی الحدیث فی حق أهل بدر "اعملوا ما شئت فقد غفرت لکم" . رواه الهیثمی فی موارد الظمآن

"" أضاف المحقق :

نص الحدیث : "عن جابر أن ابن أبی بلتعة کتب إلى أهل مکة یذکر أن رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم أراد غزوهم فدل رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم على المرأة التی معها الکتاب فأرسل إلیها فأخذ کتابها من رأسها فقال : یا حاطب أفعلت

قال : نعم أما إنی لم أفعله غشا لرسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم ولا نفاقا ولقد علمت أن اللّه سیظهر رسوله ویتم أمره غیر أنی کنت غریبا بین ظهرانیهم وکانت أهلی معهم فأردت أن أتخذها عندهم یدا فقال عمر بن الخطاب رضی اللّه عنه ألا أضرب رأس هذا فقال رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم أتقتل رجلا من أهل بدر ما یدریک لعل اللّه اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم. رواه الهیثمی ""

 

وفی روایة الجامع الصغیر للسیوطی ، قال رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم : " کما لا ینفع مع الشرک شیء کذلک لا یضر مع الإیمان شیء ".

 وفی روایة لأبی نعیم : " کما لا یضر مع الإیمان ذنب لا ینفع مع الشرک عمل". رواه الدیلمی فی الفردوس

حتى قال بعض الشارحین : من أراد الإیمان الحقیقی الکامل الذی یملأ القلب نورا فتستأنس النفس وتصیر تحت سلطنته وقهره ،

فهذا الذی لا یضر معه شیء من الأشیاء إذ الإیمان کما فی الحکم قد یکون فی الغیب وقد یکون عن کشف وشهود وهو الحقیقی فاعلم یا أیها السالک ذلک ، أی ما ذکر لأنه یکشف لک خفایا المسالک .  

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولهذا ) أی ولأجل سوق کل اسم للدلالة على عین واحدة مسماة بکل واحد منها ( قال أبو القاسم بن القیسی ) وهو من کبار أهل الطریق ( فی ) تحقیق ( الأسماء الإلهیة أن کل اسم إلهی ) على انفراده ( مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء وذلک ) النعت ( لدلالتها ) أی لدلالة الأسماء کلها ( على عین واحدة ) والعین تسمى بجمیع الأسماء وکذا ما یدل علیها

 

قال رضی الله عنه :  ( وأن تکثرت الأسماء علیها ) أی على عین واحدة ( واختلف حقائقها أی حقائق تلک الأسماء ثم أن الرحمة تنال على طریقین طریق الوجوب ) یعنی أوجب اللّه هذه الرحمة على نفسه لعباده الصالحین فی مقابلة أعمالهم ( وهو ) أی طریق الوجوب

 

قال رضی الله عنه :  ( قوله تعالى فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ) قوله ( وما ) أی الذی ( قیدهم به من الصفات العملیة والعلمیة ) عطف على قوله وهو قوله ( والطریق الآخر الذی ینال به ) العبد ( هذه الرحمة على طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو ) أی طریق الامتنان ( قوله تعالى :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ) وهو عام فی حق کل شیء وهو الرحمة الذاتیة ( ومنه ) أی من طریق الامتنان .

 

قوله تعالى : لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَما تَأَخَّرَ فی حق نبینا علیه السلام وهی رحمة امتنانیة خاصة به علیه السلام ( ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لک فاعلم ذلک » ) .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها: إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.  ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة. والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

فنقول: إنه إنما یوجد ما یوجده رحمة منه،  فالرحمة نفسها هو قد أوجدها فإن کان رحمها ثم أوجدها فقد کانت الرحمة فیه من حیث هی صفته، والتقدیر إنها لم یکن موجودة فهی إذن موجودة لا موجودة فخرج القول إلى إثبات الذوات التی لا موجودة ولا معدومة، 

ثم تقرر أن قبول الحق تعالى للصفات إنما هو نسب واعتبارات وما بعد هذا واضح بنفسه .


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )


قال رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسیّ فی الأسماء الإلهیة : إنّ کل اسم على انفراده مسمّى بجمیع الأسماء الإلهیة کلَّها إذا قدّمته فی الذکر نعتّه بجمیع الأسماء ، وذلک لدلالتها على عین واحدة ، وإن تکثّرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها أی حقائق تلک الأسماء . ثمّ إنّ الرحمة تنال على طریقین : طریق الوجوب وهو قوله : " فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ " وما قیّدهم به من الصفات العلمیة والعملیة . والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لم یقترن به عمل وهو قوله : " وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ " ومنه قیل: " لِیَغْفِرَ لَکَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِکَ وَما تَأَخَّرَ".  ومنها قوله : اعمل ما شئت فقد غفرت لک ، فاعلم ذلک ) .

یشیر رضی الله عنه  إلى أنّ رحمة الامتنان ذاتیة ، لیست فی مقابلة عمل ، تنال الأشیاء کلَّها ، فکل ما تناولته الشیئیة تناله هذه الرحمة ولا بدّ ، و « اعمل ما شئت فقد غفرت لک » و « غفران ما تقدّم وما تأخّر » من مقتضى هذه الرحمة ، ولسانها یقول ذلک . والباقی واضح

 

وبهذه الرحمة استظهار الأبالسة والشیاطین والسحرة والکفرة والفجرة والمردة والفراعنة ، وقد سبق کلّ ذلک مرارا ، فتذکَّره تذکر ، والله الموفّق .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

قال رضی الله عنه :  (ولهذا قال أبو القاسم بن قسى فی الأسماء الإلهیة : إن کل اسم على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها ، إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء ، وذلک لدلالتها على عین واحدة وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها أی حقائق تلک الأسماء ، ثم إن الرحمة تنال عن طریقین : طریق الوجوب ،

وهو قوله : " فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ ویُؤْتُونَ الزَّکاةَ " وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة ، والطریق الآخر الذی تنال به الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل ،

وهو قوله : " ورَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ " ومنه قیل "لِیَغْفِرَ لَکَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِکَ وما تَأَخَّرَ " ومنها قوله « اعمل ما شئت فقد غفرت لک » فاعلم ذلک ) .

 

رحمة الامتنان ذاتیة تنال الأشیاء کلها لأنها لیست فی مقابلة عمل ، فکل ما تناولته الشیئیة تناله هذه الرحمة ، وبهذه الرحمة استظهار الأبالسة والفراعنة والکفرة والسحرة ، والله المنان وعلیه التکلان .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن القسی فی الأسماء الإلهیة : إن کل اسم على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها ، إذا قدمته فی الذکر ، نعته بجمیع الأسماء . وذلک لدلالتها على عین واحدة ، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها . )

أی ، حقائق تلک الأسماء . أی ، ولأجل أن الأسماء کلها فی دلالتها على الذات لا یختلف ، قال أبو القاسم بن القسی - وهو صاحب خلع النعلین ، وذکر الشیخ فی الفتوحات أنه کان من أکابر أهل الطریق - : إن أی اسم من الأسماء إذا قدمته فی الذکر ، نعته بجمیع الأسماء لأنه دلیل الذات ، والذات منعوته بجمیع الأسماء والصفات

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم ، إن الرحمة تنال على طریقین : طریق الوجوب ، وهو قوله تعالى : "فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة " . وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة . ) ( وهو قوله تعالى ) أی ، ذلک الوجوب مستفاد من قوله تعالى :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فسأکتبها . . . ) - إلى آخر الآیة ." وَاکْتُبْ لَنَا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا حَسَنَةً وَفِی الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَیْکَ قَالَ عَذَابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ فَسَأَکْتُبُهَا لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَالَّذِینَ هُمْ بِآیَاتِنَا یُؤْمِنُونَ (156) " سورة الأعراف

ومستفاد من الوعد الذی وعدهم فی مقابلة ما قیدهم به وکلفهم .

 

فـ ( ما قیدهم ) معطوف على قوله : ( وهو قوله ) . و ( ما ) بمعنى ( الذی ) أو ( الشئ ) . أی ، الرحمة من الله تعالى تنال على طریقین : طریق الوجوب . أی ، على طریق الذی أوجب الحق على نفسه أن یرحم عباده إذا أتوا به فی مقابلة ما قیدهم به وکلفهم من العلم والعمل .

 

کما قال الشیخ رضی الله عنه :  رضی الله عنه : ( فسأکتبها ) أی ، أفرضها ( للذین یتقون ویؤتون الزکاة ) . لا أن العبد بحسب عمله یوجب على الله أن یرحمه ، بل ذلک الإیجاب على سبیل الفضل والمنة أیضا منه على عباده .

 

قال رضی الله عنه:  (والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة على طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل، وهو قوله : "ورحمتی وسعت کل شئ" . ومنه قیل : "لیغفر الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر". ومنها قوله : "إعمل ما شئت فقد غفرت لک ". فاعلم ذلک.).

( الرحمة الامتنانیة ) قد تکون عامة ، وهو الرحمة الذاتیة الشاملة لجمیع العباد ، کقوله تعالى : ( رحمتی وسعت کل شئ ) .

 

وقد تکون خاصة کما قیل : ( لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر ) . فی حق نبینا ، صلى الله علیه وسلم ،


وکما قال لبعض عباده : ( إعمل ما شئت ، فقد غفرت لک ) فلا یتوهم أنها شاملة لجمیع الأشیاء مطلقا . والله الرحیم المنان ومنه الفضل والإحسان .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

قال رضی الله عنه :  (ولهذا قال أبو القاسم بن قسیّ فی الأسماء الإلهیّة : إنّ کلّ اسم إلهی على انفراده مسمّى بجمیع الأسماء الإلهیّة کلّها ، إذا قدّمته فی الذّکر نعتّه بجمیع الأسماء ، وذلک لدلالتها على عین واحدة ، وإن تکثّرت الأسماء علیها ، واختلفت حقائقها أی :حقائق تلک الأسماء ، ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طریقین ، طریق الوجوب ، وهو قوله تعالى :فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ [ الأعراف : 156 ] ، وما قیّدهم به من الصّفات العلمیّة والعملیّة ، والطّریق الآخر الّذی تنال به هذه الرّحمة طریق الامتنان الإلهیّ الّذی لا یقترن به عمل ، وهو قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ [ الأعراف :156]. ومنه قیل : لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَما تَأَخَّرَ[ الفتح : 2 ] ، ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لک » ؛ فاعلم ذلک ). الحدیث رواه أحمد فی مسنده وابن حبان والحاکم فی  المستدرک.

 

قال رضی الله عنه :  ( ولهذا ) أی : ولاعتبار دلالة کل اسم على الذات حتى أنه یصیر کمجرد الذات ، ( قال أبو القاسم بن قسی ) ، صاحب کتاب « خلع النعلین ( فی الأسماء الإلهیة ) » قید بذلک ؛ لیشیر إلى أن أسماء الذات أولى بذلک ، (وإن کل اسم على انفراده ) ، أی : وإن لم یوجد مع الذات ، ولا مع سائر الأسماء ( مسمى بجمیع الأسماء ) ، کما أن الذات مسماة بها ، وإن کان فی الأسماء ما یدل بخصوصه على ما یقابل المدلول الخاص لهذا الاسم .

 

والدلیل علیه أنک ( إذا قدمته ) فتأکد شبهه بالذات المقدمة على الصفات ( نعته بجمیع الأسماء ) نعت الذات بها ؛ ( وذلک لدلالتها على عین واحدة ) بطریق التضمن ، فیجوز إرادة الذات الواحدة منها ( وإن تکثرت الأسماء علیها ) ؛ فإنه لا یبطل وحدتها ، وإن کانت فی ضمن کثرتها ، (واختلفت حقائقها ) ، فإن کونها فی ضمن هذه الحقائق المختلفة لا یوجب اختلاف حقیقتها ، فلا یکون نعت ذلک الاسم بسائر الأسماء ، کنعت الشیء بنفسه وبما یقابله ،

وبیّن الضمیر بقوله : ( أی : حقائق تلک الأسماء ) ؛ لئلا یتوهم عوده إلى الذات مع أن اعتبار ذلک یخل بوحدتها .

 

ثم أشار إلى قسمة أخرى للرحمة ؛ لیشیر إلى أن رحمة زکریا علیه السّلام کانت امتنانیة من وجه ؛ لوقوعها على خرق العادة ، ووجوبیة من وجه ؛ لترتبها على دعائه وتسبیحه ،

فقال : ( ثم ) ، أی : بعد أن قسمت الرحمة إلى الذاتیة والأسمائیة ( أن الرحمة تنال على طریقین ) فیه إشارة إلى أن کل رحمة امتنانیة  فی الحقیقة ، إذ لا موجب على اللّه تعالى ، ولا یذم ترک الشیء ، کما لا یذم بفعل الشیء.

 

"" أضاف المحقق :

الرحمة الامتنانیة : هی السابقة ، سمیت بذلک لأن اللّه تعالى امتن بها على الخلائق قبل استحقاقها ، لأنها سابقة على ما یصدر منهم من الأفعال التی توجب لهم استحقاقا ،

والرحمة الامتنانیة الخاصة : یعنی بها رحمة اللّه تعالى لعبده ، حیث وفقه للقیام بما یوجب له من الأفعال استحقاق الثواب علیها ( لطائف الإعلام  للقاشانی ) .""

 

لکن لما وعد على اکتساب العلم والعمل ، ووعده صادق لا محالة صار فی حکم الواجب علیه ، فأحدهما ( طریق الوجوب ) ، وهو الذی دلّ علیه السلام  ( قوله تعالى :"فَسَأَکْتُبُها ") أی : أثبتها وأوجبها "لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ"[ الأعراف : 156 ].

 

وفی معنى ذلک سائر ( ما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة ) ، وفی التقیید إشارة إلى أنهما فی صورة الاحتیاط لا یبقى إنصاف الشخص بهما ، ( والطریق الآخر الذی ینال به هذه الرحمة ) التی وجب مثلها على اکتساب العلم والعمل الصالح مما یوافق الغرض ،

ویلاءم الطبع ( طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل ) ، أی : اکتساب علم أو عمل ، وهو الذی دلّ علیه ( قوله تعالى : وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ) [ الأعراف : 156 ] .

إذ لا یخلو شیء مما یلاءم طبعه ، ویوافق غرضه ، مع أن فی الأشیاء ما لا یکتسب علما ولا عملا .

 

( ومنه ) أی : ومن هذا القبیل لا من عمل یکفر للسیئات ، قوله تعالى لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَما تَأَخَّرَ) [ الفتح : 2 ] ؛ لأنه عقله ، ففتح مکة ، ولیس فیه عمل للنبی صلّى اللّه علیه وسلّم ،

فإن معناه :إِنَّا فَتَحْنا لَکَ فَتْحاً مُبِیناً[ الفتح : 1 ] لکی یجمع لک بین المغفرة تمام النعمة فی الفتح ، وقیل : هو مردود إلى قوله :وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِکَ وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِناتِ[ محمد : 19 ] ؛لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ،وقیل : إلى قوله :إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَیْتَ النَّاسَ یَدْخُلُونَ فِی دِینِ اللَّهِ أَفْواجاً ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَاسْتَغْفِرْهُ[ النصر : 1 - 3 ] ؛ لیغفر لک اللّه ، وبعدهما ظاهر .

 

ومنها أی : ومن الرحمة الامتنانیة ، وإن توهم کونها وجوبیة ، وهما مؤکدا ، فلذا أنت الضمیر ؛ لیعود إلیها صریحا قوله عزّ وجل لبعض خواص عباده : ( « اعمل ما شئت ، فقد غفرت لک » ، فاعلم ذلک ) ،

ولا یتوهم أنه على العمل ، فإنه إنما یوجب الثواب وغفران الذنوب الکبائر ، إنما هو بالتوبة ، « واعمل ما شئت » أعم من الصغائر ، ولکن یکون لبعض الأعمال مزید نور ینفی ظلمة المعاصی بالکلیة ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .

 

ولما فرغ من الحکمة الملکیة التی بها کمال التصرف، وعموم الرحمة وخصوصها، وذلک یوجب کمال المناسبة بین الفاعل والمنفعل، وهو یوجب التأنس الکلی له به عقبها بالحکمة الإیناسیة؛ فقال : فص الحکمة الإیناسیة فی کلمة إلیاسیة

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

کلّ اسم مسمّى بجمیع الأسماء

ثمّ إنّه إذا کان لکل اسم فی نفسه - بدون اعتبار الخارج من الوضع والجعل - له دلالة على الذات المسمّاة ، یکون له جهة جمعیّة الأسماء کلَّها ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی ) صاحب کتاب خلع النعلین ( فی الأسماء الإلهیة : « إنّ کلّ اسم على انفراده مسمّى بجمیع الأسماء الإلهیّة کلَّها ، إذا قدّمته بالذکر نعتّه بجمیع الأسماء » ) ، أی إذا خصّصته بالذکر - ذکرا وجودیّا ، أو لفظیّا ، أو رقمیّا ، أو قلبیّا - لا بدّ وأن یستتبعه النعت بسائر الأسماء .

 

قال رضی الله عنه :  ( وذلک لدلالتها على عین واحدة ) أی لدلالة الأسماء کلَّها على عین هی واحدة بالوحدة الإطلاقیة الجمعیّة ( وإن تکثّرت الأسماء علیها ) أی على العین الواحدة فإنّ کل اسم بخصوصه له دلالة علیها ( وإن اختلفت حقائقها ) - أی حقائق تلک الأسماء .

 

تقسیم الرحمة بالوجوبیّة والامتنانیّة

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ إنّ الرحمة ) لها تقسیم آخر باعتبار وصولها إلى المرحومین ونیلهم منها ، فإنّها ( تنال على طریقین : طریق الوجوب ) أی اللزوم المترتّب على ما یقتضیه اقتضاء ضروریّا ، کما نصّ علیه الشارع فی القرآن الختمی ( وهو قوله : “  فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ “  ) [ 7 / 156 ] ،

فإنّه یدلّ على أنّ الرحمة قد أوجبها على نفسه للعالمین ، الذین یجعلون أنفسهم وقایة للحقّ فی الذمّ ، والحقّ وقایة لهم فی الحمد - کما سبق بیانه –

وللعالمین الذین ینمون بجوارحهم الظاهرة والباطنة عند ازدیاد الأعمال منها والأفعال والأقوال ، فإنّه یزید بها مرتبة أخرى من الوجود على شخصه ، أو الذین یعلَّمون الطالبین ذلک وأصل الزکاة : النموّ ، یقال : زکى الزرع : إذا حصل له نموّ .

وإلیه أشار بقوله : ( وما قیدهم به من الصفات العملیة والعلمیة ) .

قال رضی الله عنه :  (والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهیّ الذی لا یقترن به عمل ) ولا یوازیه من العبد فعل أصلا ، کالوجود وما قبله من مراتب الرحمة . وإلیه إشارة من القرآن الختمی ( وهو قوله : « وسعت رحمتی کل شیء » ) ، هذا لسان الإجمال الشامل لمراتب الرحمة إجمالا ، وفیه ما یدلّ علیها تفصیلا ،

 

قال رضی الله عنه :  ( ومنه قیل : “ لِیَغْفِرَ لَکَ الله ما تَقَدَّمَ “  ) على هذه النشأة ( "من ذَنْبِکَ وَ"  ) وهو ما یتأخّر عن رتبة الاعتبار من الأوصاف الحدثانیّة والأحکام الإمکانیّة ، فإنّ أذناب القوم أراذلهم ، وذنب الدابة : هو ما یتأخّر من أعضائه عن درجة الاعتبار ورتبة الاحتیاج ( " وَما تَأَخَّرَ ") [ 48 / 2 ] منها ،

 

فإنّ الفتح المبین الذی تفرّد به الخاتم یستتبع هذه الرحمة الامتنانیّة التی لا یوازیها عمل من العبد ، وهو الستر لما تقدّم من نشأته هذه من أحکام الإمکان . وما تأخّر عنها منها وإخفائهما فی صحائف الظهور وإسقاطهما عن درجة التأثیر .

 

ویمکن أن یجعل هذه الآیة إشارة إلى قسمی الرحمة ، فإنّ « ما تقدّم » إشارة إلى الرحمة الامتنانیّة المتقدّمة على الأعمال ،

کما أنّ " ما تأخّر " إشارة إلى الوجوبیّة المترتّبة المتأخّرة عن الأعمال ،

والذنب حینئذ عبارة عن أحکامه صلَّى الله علیه وسلَّم المتمّمة التی بها تمام الأوضاع النبویّة المشعرة ، کما أنّ الذنب تمام الأعضاء ، کذلک إنّ المراد بالغفران فی هذا اللسان هو الإظهار الذی یلزمه ضرورة .

ولکن التوجیه الأوّل أوفق بسیاق کلامه ، وإن کان الثانی أعلى .

 

قال رضی الله عنه :  ( ومنها قوله : « اعمل ما شئت فقد غفرت لک » ) وذلک لأنّ الغفر أصله إلباس الشیء ما یصونه عن الدنس .

ومنه قیل : « أغفر ثوبک فی الوعاء ، واصبغ ثوبک فإنه أغفر للوسخ » .

وبیّن أن أوضاع محمد صلَّى الله علیه وسلَّم وشرائعه - لأنّه خاتم النبوّة - لا بدّ وأن یکون هو التامّ الکامل من مراتب الرحمة وصورها الصائنة للکائنات عن دنس النقص والبوار ، وذنب العیب والعوار .

 

ومن هاهنا ترى الحدیث القدسی یفصح عن أنّ العبد المذکور المخاطب مغفور ، ولو عمل من الذنب ما عمل .

وتمام تحقیق ذلک ما أورده الشیخ فی الفتوحات ، فإنّه قال فیها : " إنّه ثبت فی الأخبار الإلهیّة وصحّ أنّ العبد یذنب الذنب ویعلم أنّ له ربّا یغفر الذنب ویأخذ بالذنب ، ثم یذنب الذنب فیعلم أنّ له ربّا یغفر الذنب ویأخذ بالذنب ، فیقول الله فی ثالث مرّة أو رابع مرّة : اعمل ما شئت فقد غفرت لک " إلى هنا کلامه .

 

""أضاف الجامع :

قال الشیخ رضی الله عنه  فی الفتوحات الباب الرابع والسبعون فی التوبة :

ومما یؤید ما ذکرناه من أن التوبة اعتراف ودعاء لا عزم على أنه لا یعود

ما ثبت فی الأخبار الإلهیة وصح أن العبد بذنب الذنب ویعلم أن له ربا یغفر الذنب ویأخذ بالذنب

ولم یزد على هذا مثل صورة آدم سواء ثم یذنب الذنب فیعلم إن له ربا یغفر الذنب ویأخذ بالذنب فیقول الله له فی ثالث مرة أو رابع مرة اعمل ما شئت فقد غفرت لک

وهذا مشروع أن الله قد رفع فی حق من هذه صفته المؤاخذة بالذنب على من یرى أن الخطاب على غیر من لیس بهذه الصفة منسحب

وأما ظاهر الحدیث فإن الله قد أباح له ما قد کان حجر علیه لأجل هذه الصفة کما أحل المیتة للمضطر وقد کانت محرمة على هذا الشخص قبل أن تقوم به صفة الاضطرار

ثم إنه قد بینا أن من عباد الله من یطلعه الله على ما یقع منه فی المستأنف

فکیف یعزم على أن لا یعود فیما یعلم بالقطع أنه یعود

ولم یرد شرع نقف عنده أن من حد التوبة المشروعة العزم فی المستأنف

فلم تبق التوبة إلا ما قررناه فی حدیث آدم علیه السلام

ثم یؤید ذلک قوله تعالى ثُمَّ تابَ عَلَیْهِمْ لِیَتُوبُوا إِنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ

یعنی فی الحالتین ما هم أنتم ینظر إلیه قوله وما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ ولکِنَّ الله رَمى

وقوله فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ولکِنَّ الله قَتَلَهُمْ

وقوله ما قَطَعْتُمْ من لِینَةٍ أَوْ تَرَکْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ الله . أهـ ""

 

فقد ظهر من هذا الخبر الإلهی أنّ سبب انطلاق ذلک العبد المذکور عن مؤاخذة التکالیف هو علمه بأنّ له ربّا یغفر الذنب ، والعلم من جزئیّات الرحمة الامتنانیة ، والأولیاء المحمدیّون أصحاب السبق فی ذلک المیدان ،

 

وإلیه أشار بقوله : ( فاعلم ذلک ) فإنّه لبّ معنى الرحمة وأصله .

وعلم من هذا الکلام أنّ الرحمة الامتنانیّة هی الفاتحة لغیب الوجود والخاتمة لکمال إظهاره .

  

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کل اسم إلهی على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها:

إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء، وذلک لدلالتها على عین واحدة، وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

ثم إن الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، وهو قوله «فسأکتبها للذین یتقون ویؤتون الزکاة» وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة.

والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل وهو قوله «ورحمتی وسعت کل شیء» ومنه قیل «لیغفر لک الله ما تقدم من ذنبک وما تأخر»، ومنها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک. )

 

قال رضی الله عنه :  (ولهذا قال أبو القاسم بن قسیّ فی الأسماء الإلهیّة : إنّ کلّ اسم إلهی على انفراده مسمّى بجمیع الأسماء الإلهیّة کلّها : إذا قدّمته فی الذّکر نعتّه بجمیع الأسماء )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولهذا ) ، أی لعدم اختلاف الأسماء الإلهیة فی الدلالة على الذات ( قال أبو القاسم بن قسی ) صاحب کتاب خلع النعلین ذکره فی الفتوحات .

وقال : إنه من أکابر أهل الطریق ( فی ) بیان أحکام ( الأسماء الإلهیة : إن کل اسم على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة کلها إذا قدمته فی الذکر نعته بجمیع الأسماء ) ، فتقول مثلا الحی هو العلیم المرید القدیر أو العلیم هو الحی المرید القدیر إلى غیر الذات

 

قال رضی الله عنه :  ( وذلک لدلالتها على عین واحدة ، وإن تکثّرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها أی حقائق تلک الأسماء .  ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طریقین ، طریق الوجوب ، وهو قوله تعالى :فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَوما قیّدهم به من الصّفات العلمیّة والعملیّة .

والطّریق الآخر الّذی تنال به هذه الرّحمة طریق الامتنان الإلهیّ الّذی لا یقترن به عمل وهو قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ [ الأعراف : 156 ] ومنه قیل :لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَما تَأَخَّرَ[ الفتح : 2 ] . ومنها قوله : " اعمل ما شئت فقد غفرت لک ")

 

قال رضی الله عنه :  (وذلک لدلالتها على عین واحدة ) ، هی الذات الإلهیة ( وإن تکثرت الأسماء علیها واختلفت حقائقها ، أی حقائق تلک الأسماء ) ، یعنی مفهوماتها بخصوصیاتها الامتیازیة .

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم إن الرحمة تنال على طریقین : طریق الوجوب ) بأن أوجب الحق على نفسه أن یرحم عباده إذا أتوا لما قیدهم به وکلفهم من العلم والعمل وهذا الإیجاب على سبیل الفعل والامتنان ، لأن العبد أوجبه علیه بعمله أو بعلمه.

 

 قال رضی الله عنه :  ( و ) ما یدل على هذا الطریق ( هو قوله تعالى :فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤْتُونَ الزَّکاةَ [ الأعراف : 156 ] ، وما قیدهم به من الصفات العلمیة والعملیة ) ، ویفهم من ذلک أن الرحمة الواقعة بإزاء العلم أیضا وجوبیة ولا یبعد أن یفرق بین العلم الکسبی والوهبی .

 

قال رضی الله عنه :  ( والطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل ) ، والمراد بالعمل إما ما یعم العلم أیضا ، أو ترک العمل بقرینة السابق فمنه ما هو عام وهو الرحمة الذاتیة الشاملة لجمیع الموجودات .

 

قال رضی الله عنه :  ( و ) ما یدل علیه ( هو قوله :وَرَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْءٍ ومنه ) ما هو خاص کما ( قیل ) لنبینا صلى اللّه علیه وسلم ( لیغفر لک اللّه ما تقدم من ذنبک وما تأخر ) فإن الفتح المبین الذی تفرد به صلى اللّه علیه وسلم یستتبع هذه الرحمة الامتنانیة التی لا یوازیها عمل منه ومعنى الآیة على بعض وجوهها لیغفر لک اللّه ما تقدم على هذه النشأة من أحکام الإمکان من ذنبک وهو ما یتأخر عن رتبة الاعتبار من هذه الأحکام فإن أذناب القوم أراذلهم وذنب الدابة ما یتأخر عن سائر أعضائه وما تأخر عن تلک الشاة من تلک الأحکام ( ومنها ) ، أی من الرحمة الامتیازیة الحاصلة ما یدل علیه ( قوله : اعمل ما شئت فقد غفرت لک ) .

 

أورد الشیخ رضی اللّه عنه فی الفتوحات المکیة أنه ثبت فی الأخبار الإلهیة وصح أن العبد یذنب الذنب ویعلم أن له ربا یغفر الذنب ویأخذ بالذنب فیقول : اللّه له فی ثالث مرة أو رابع مرة اعمل ما شئت فقد غفرت لک . انتهى کلامه فقد ظهر من هذا الخبر أن فاعلم ذلک .

 

سبب عدم مؤاخذة الحق هذا العبد بالذنب علمه بأن له ربا یغفر الذنب ویأخذ به ، وهذا العلم من قبیل الرحمة الامتنانیة التی لا یوازیها عمل ،

وکذلک المغفرة المترتبة علیه ، ولکن یشترط أن یفرق بین العلم الکسبی والوهبی کما سبقت إلیه الإشارة ویجعل العلم بأن له ربا یغفر ویأخذ وهبیا ( فاعلم ذلک ) ،

واللّه سبحانه هو الکریم المنان ذو الفضل المحسان .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۴۷۶-۴۷۷

و تدل بحقائقها على معان مختلفة.

و حقایقشان دلالت بر معانى مختلفه دارد.

مثل نور آفتاب که به شبکه‌هاى آیینه‌ای به اشکال و الوان مختلف ‌می‌تابد که تمام آن شبکه‌ها در داشتن اصل ذات نور آفتاب شریکند و به اقتضاى شکل و لون خودشان هر یک را اثرى خاص است. همان که جامى گوید:

أعین همه شیشه‌هاى گوناگون بود تابید در او پرتو خورشید وجود

هر شیشه که سرخ بود یا سبز و کبود خورشید در او هر آن چه او بود نمود

فیدعو بها فی الرحمة من حیث دلالتها على الذات المسمّاة بذلک الاسم لا غیر.

لا بما یعطیه مدلول ذلک الاسم الذی ینفصل به عن غیره و یتمیز.

داعى به آن اسماء از حیث دلالتشان بر ذات مسمّاة به این اسم طلب رحمت ‌می‌کند، نه از غیر آن.

یعنى نه از غیر ذات، یعنى نظر داعى در دعایش فقط ذات مسمّاة به اسم است. زیرا دهنده در حقیقت، ذات است هر چند داعى متهب از دست اسم خاص ‌می‌گیرد. یعنى نظر داعى در دعایش فقط به ذاتى است که به این اسماء نامیده شده است.

نه به آن چه که مدلول این اسم عطا ‌می‌کند که به آن از غیر خود منفصل ‌می‌گردد و تمیز ‌می‌یابد.

غرض این است که اسماء هر یک را خصوصیتى است که به آن خصوصیت از غیر خود متمیزند. چه اینکه همه در یک ذات شریکند و آن ذات قبله حاجات است، هر چند داعى باید به دست ایادى اسماء از قبله حاجات بگیرد.

فإنّه لا یتمیز عن غیره و هو عنده دلیل الذات، و إنّما یتمیز بنفسه عن غیره لذاته إذ المصطلح علیه بأی لفظ کان حقیقة متمیزة بذاتها عن غیرها، و إن کان الکلّ قد سیق لیدلّ على عین واحدة مسماة و لا خلاف فی أنّه لکلّ اسم حکم لیس للآخر، فذلک أیضا ینبغی أن یعتبر کما تعتبر دلالتها على الذات المسماة.

در عین حال تعینات اسمائى حجاب او نیستند که دیده بر ذات واجب دوخته است و همانا هر اسم خاص به نفس ذاتش از غیر خود متمیز است زیرا آن حقیقتى که در اسم است و به لفظ مصطلحى خوانده ‌می‌شود به ذات خود از غیر خود متمیز است (مثل علیم از قادر که به عین علم و قدرت از هم تمایز دارند) هر چند که جمیع اسماء بر عین واحدة دلالت ‌می‌نمایند و لکن خلافى نیست که هر اسم را حکمى خاص است که آن حکم خاص در اسم دیگر نیست.

مثلا مریض که «یا اللّه» ‌می‌گوید شافى ‌می‌خواهد و گمراه که یا اللّه ‌می‌گوید هادى ‌می‌خواهد.

و لهذا قال أبو القاسم بن قسی فی الأسماء الإلهیة إن کلّ اسم على انفراده مسمى بجمیع الأسماء الإلهیة إذا قدمته فی الذکر نعتّه بجمیع الأسماء، و ذلک لدلالتها على عین واحدة، و إن تکثرت الأسماء علیها و اختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء.

لذا ابو القاسم بن قسى (صاحب کتاب خلع نعلین که شیخ او را در فتوحات نامبرده و از أکابر اهل طریق دانسته است) گفته است که هر اسم از اسماء الهیه به تنهایى مسمى به جمیع اسماء الهیه است و هر گاه آن اسم را پیش بکشى او را منعوت به جمیع اسماء ‌می‌گردانى زیرا که اسماء دلالت بر عین واحدة دارند، هر چند که حقایقشان متکثر است و اسماء به تکثر آن حقایق مختلفند.

ثم انّ الرحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، و هو قوله‏ فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ و ما قیّدهم به من الصفات العلمیة و العملیة.

و الطریق الآخر الذی تنال به هذه الرحمة طریق الامتنان الإلهی الذی لا یقترن به عمل و هو قوله‏ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ و منه قیل‏ لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ. و منها قوله اعمل ما شئت فقد غفرت لک فاعلم ذلک.

سپس اینکه رحمت بر دو طریق است یکى طریق وجوب است (که در مقابل تکلیف‏ و عمل است. زیرا پاداش دادن واجب است) که فرمود: فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ.

و طریق دیگر که بدان طریق آدمى به رحمت نایل ‌می‌گردد، طریق امتنان الهى است که مقرون به عمل نیست و این طریق امتنان نیز بر دو قسم است: یک وقت رحمت رحمانى عام است: رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ، (که همان رحمت ذاتیه شامل جمیع عباد است) و یک وقت رحمت رحمانى خاص است که شامل بعضى از عباد است مثل خطاب به رسول اللّه: لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ (فتح: 2) و چنانکه به بعضى از بندگانش خطاب کرد که «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» پس بدان این را.

یعنى رحمت رحمانى آن است که در مقابل عملى نیست خواه عام باشد و خواه خاص و رحمت رحیمى آن است که در مقابل عمل است، پس توهّم نشود که رحمت رحمانى مطلقا باید عام باشد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۰۳-۹۰۴

 و لهذا قال أبو القاسم بن قسىّ فى الأسماء الإلهیّة: إنّ کلّ اسم إلهى على انفراده مسمّى بجمیع الأسماء الإلهیّة کلّها: إذا قدّمته فى الذکر نعّته بجمیع الأسماء، و ذلک لدلالتها على عین واحدة، و إن تکثّرت الأسماء علیها و اختلفت حقائقها أى حقائق تلک الأسماء.

یعنى از براى آنکه همه اسماء در دلالت متحدند ابو القاسم بن القسى صاحب‏ خلع نعلین که از أکابر اهل طریق است گفت: هر اسمى را از اسماى الهى چون تقدیم کنى در ذکر مى‏شاید که منعوت به جمیع اسماء سازى از آنکه او دلیل ذات است و ذات منعوته به جمیع اسما و صفات.

ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طریقین، طریق الوجوب، و هو قوله تعالى‏ فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ و ما قیّدهم به من الصّفات العلمیّة و العملیّة.

یعنى نیل رحمت به دو طریق است: یکى طریق وجوب است یعنى وصول رحمت و ادراک آن بر طریقى است که حقّ تعالى بر نفس خود ایجاب کرده است چنانکه مستفاد مى‏شود از قول او سبحانه و تعالى که‏ فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ‏ الآیة یعنى ما بر نفس خود نوشته و ایجاب کرده‏ایم رحمت را از براى کسانى که تقوى مى‏ورزند و زکات مى‏دهند. پس این رحمت در مقابله آن طاعات و عبادات است که حقّ سبحانه و تعالى بر بندگان خود آن را تکلیف کرده است از علم و عمل. پس ظاهرا اگرچه بنده به حسب عمل خود ایجاب رحمت مى‏کند بر حق اما در حقیقت این ایجاب بر طریق فضل و منّت است از حقّ بر عبادش.

و الطّریق الآخر الّذى تنال به هذه الرّحمة طریق الامتنان الإلهىّ الّذى لا یقترن به عمل و هو قوله‏ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ و منه قیل‏ لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ. و منها قوله‏

«اعمل ما شئت فقد غفرت لک»

فاعلم ذلک.

و طریق دیگر که سعادت نیل رحمت بدان میسّر مى‏شود طریق امتنان الهى است که آن مقترن به عمل نیست؛ و این «رحمت امتنانیّه» گاهى عامّه باشد چون رحمت ذاتیّه شامله مر جمیع عباد را کقوله‏ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ؛ و گاهى خاصّه باشد کما قیل‏ لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ در حق نبى ما صلى اللّه علیه و سلم، و بعضى عباد خود را نیز گفت‏

«اعمل ما شئت فقد غفرت لک»

و حضرت الهى است رحیم منّان و از او است رحمت و احسان. پس فضل و رحمت رب الارباب را دریاب و بدانکه همه رحمت او مبتنى نیست بر اسباب، و در مخاطبه او بگوى بیت:


اى رحمت و فضلت از سببها بیرون‏ وى یافتن تو از طلبها بیرون‏

از قول زبان فائده‏اى نیست که هست‏ اسرار تو از حروف لبها بیرون‏

آرى،

هست رحمت آفتابى تافته‏                 جمله ذرات را دریافته‏

کار خلق است اینکه علّت ملت است‏ هرچه زان درگه رسد بى‏علّت است‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۴۶

و لهذا قال ابو القاسم بن قسىّ‏ فی الأسماء الإلهیّة: أنّ کلّ اسم إلهىّ على انفراده مسمّى بجمیع الأسماء الإلهیّة کلّها: إذا قدّمته فی الذّکر نعته بجمیع الأسماء، و ذلک لدلالتها على عین واحدة، و إن تکثّرت الأسماء علیها و اختلفت حقائقها، أی حقائق تلک الأسماء. ثمّ إنّ الرّحمة تنال على طریقین:

طریق الوجوب، و هو قوله‏ «فَسَأَکْتُبُها لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ» و ما قیّدهم به من الصّفات العلمیّة و العلمیّة. و الطّریق‏الآخر الّذی تنال به هذه الرّحمة طریق الامتنان الإلهیّ الّذی لا یقترن به عمل و هو قوله‏ «وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ‏ءٍ» و منه قیل‏ «لِیَغْفِرَ لَکَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِکَ وَ ما تَأَخَّرَ» و منها قوله «اعمل ما شئت فقد غفرت لک» فاعلم ذلک.

شرح «ما» در «ما قیدهم» ماى موصوله است، به معنى الّذی.