عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الحادیة عشر :

    

نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشیخ عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

21 - شرح نقش فص حکمة مالکیة فی کلمة زکریاویة

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لمّا فاز زکریا برحمة الربوبیة ستر نداءه ربه عن أسماع الحاضرین .  فناداه بسره "نداءً خفیاً" فأنتج من لم تجر العادة بإنتاجه . فإن العقم مانع . ولذلک )


اعلم أنّ سرّ وصف حکمته بالحکمة المالکیة هو من أجل أنّ الغالب على أحواله کان حکم الاسم «المالک»، لأنّ الملک الشدّة، و الملیک الشدید، و أنّ الله ذو القوّة المتین، فأیّده الله بقوّة سرت فی همّته و توجّهه، فأثمرت الاجابة و حصول المراد.

وقد علمت أنّ الهمّة من الأسباب الباطنة و الأسباب الباطنة أقوى حکما من الأسباب الظاهرة المعتادة و أحقّ نسبة إلى الحق.

ولهذا کان أهل عالم الأمر أتمّ قوّة من أهل عالم الخلق و أعظم تأثیرا.

وأیضا فلنتذکّر قضیة «وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ» فانّه لو لا إمداد الحق زکریّا و زوجته بقوّة غیبیة ربّانیة خارجة عن الأسباب المعتادة، ما صلحت زوجته، و لا تیسّر لها الحمل منه.

ولهذا لمّا بشّره الحق بیحیى، استغرب ذلک و قال، «رَبِّ أَنَّى یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً وَ قَدْ بَلَغْتُ من الْکِبَرِ عِتِیًّا».

فأجابه الحق تعالى بقوله، «قالَ کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُکَ من قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً»، أی و إن کان حصول مثل هذا من جهة الأسباب الظاهرة صعبا، بل متعذّرا، فانّه بالنسبة إلى ذى القدرة التامّة و القوّة و المتانة هیّن.

ثمّ إنّه کما سرت تلک القوّة من الحق فی زکریّا و زوجته، تعدّت منهما إلى یحیى. و لذلک قال له الحق سبحانه، "یا یَحْیى‏ خُذِ الْکِتابَ بِقُوَّةٍ". فاعلم ذلک. و الله الهادی.


(لما فاز زکریا علیه السلام برحمة الربوبیة) ، بمعنى التربیة بالنعمة و المدد و القیام بما فیه صلاحه، و بمعنى الإصلاح أیضا لقوله تعالى، «وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ»، (ستر نداءه ربه) و دعاءه إیّاه سبحانه (عن إسماع الحاضرین فناداه بسره).

لیکون أجمع للهمّة و أبعد عن التفرقة، فیکون أقوى تأثیرا.

فأنتج نداؤه الخفىّ لقوّة تأثیره من لم تجر العادة بانتاجه، و هو یحیى، الذی ولد بین شیخ فان وعجوز عقیم لم یعهد إنتاجها، فان العقم مانع من الإنتاج.


قال الشیخ رضی الله عنه :  (قال : " الریح العقیم " وفرّق بینها وبین اللواقح .  وجعل الله یحیى ببرکة دعائه وارث ما عنده . فأشبه وارث جماعة من آل ابراهیم .)


و لذلک، أیّ لکون العقم مانعا من الإنتاج، قال الله سبحانه، «الرِّیحَ الْعَقِیمَ».

فوصف سبحانه الریح بالعقم لعدم إنتاجها خیرا، و فرق بینها، أی بین الریح العقیم، (و بین «اللواقح»)، فـ «اللواقح» ما أنتجت خیرا من إنشاء سحاب ماطر، و «العقیم» ما کانت بخلافها، فالعقم أینما کان مانع من الإنتاج.


(و جعل الله یحیى ببرکة دعائه)، أی دعاء زکریّا علیه السلام حیث قال، «فَهَبْ لِی من لَدُنْکَ وَلِیًّا یَرِثُنِی وَ یَرِثُ من آلِ یَعْقُوبَ»، (وارث ما عنده) من العلم و النبوّة و الدعوة إلى الهدایة و الابعاد من الضلالة و غیرها.

(فأشبه) یحیى علیه السلام مریم فی الوراثة، لأنّه لمّا کفل زکریّا علیه السلام مریم و تصدّى لتربیتها، أورث فیها بعض صفاتها الکمالیة، فهی ترث ما عنده أو فی الحصوریة، لأنّها کانت من جملة ما کان عند زکریّا لکفالته إیّاها فلمّا ورث یحیى ما عنده، ورث بعض صفاتها، فأشبهها فیه.

و کذلک جعله وارث جماعة من آل إبراهیم من الأنبیاء و الأولیاء و العلماء فی الأمور المذکورة آنفا.

 

نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشیخ عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

21 - شرح نقش فص حکمة مالکیة فی کلمة زکریاویة

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لمّا فاز زکریا برحمة الربوبیة ستر نداءه ربه عن أسماع الحاضرین .  فناداه بسره "نداءً خفیاً" فأنتج من لم تجر العادة بإنتاجه . فإن العقم مانع . ولذلک )


اعلم أنّ سرّ وصف حکمته بالحکمة المالکیة هو من أجل أنّ الغالب على أحواله کان حکم الاسم «المالک»، لأنّ الملک الشدّة، و الملیک الشدید، و أنّ الله ذو القوّة المتین، فأیّده الله بقوّة سرت فی همّته و توجّهه، فأثمرت الاجابة و حصول المراد.

وقد علمت أنّ الهمّة من الأسباب الباطنة و الأسباب الباطنة أقوى حکما من الأسباب الظاهرة المعتادة و أحقّ نسبة إلى الحق.

ولهذا کان أهل عالم الأمر أتمّ قوّة من أهل عالم الخلق و أعظم تأثیرا.

وأیضا فلنتذکّر قضیة «وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ» فانّه لو لا إمداد الحق زکریّا و زوجته بقوّة غیبیة ربّانیة خارجة عن الأسباب المعتادة، ما صلحت زوجته، و لا تیسّر لها الحمل منه.

ولهذا لمّا بشّره الحق بیحیى، استغرب ذلک و قال، «رَبِّ أَنَّى یَکُونُ لِی غُلامٌ وَ کانَتِ امْرَأَتِی عاقِراً وَ قَدْ بَلَغْتُ من الْکِبَرِ عِتِیًّا».

فأجابه الحق تعالى بقوله، «قالَ کَذلِکَ قالَ رَبُّکَ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَ قَدْ خَلَقْتُکَ من قَبْلُ وَ لَمْ تَکُ شَیْئاً»، أی و إن کان حصول مثل هذا من جهة الأسباب الظاهرة صعبا، بل متعذّرا، فانّه بالنسبة إلى ذى القدرة التامّة و القوّة و المتانة هیّن.

ثمّ إنّه کما سرت تلک القوّة من الحق فی زکریّا و زوجته، تعدّت منهما إلى یحیى. و لذلک قال له الحق سبحانه، "یا یَحْیى‏ خُذِ الْکِتابَ بِقُوَّةٍ". فاعلم ذلک. و الله الهادی.


(لما فاز زکریا علیه السلام برحمة الربوبیة) ، بمعنى التربیة بالنعمة و المدد و القیام بما فیه صلاحه، و بمعنى الإصلاح أیضا لقوله تعالى، «وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ»، (ستر نداءه ربه) و دعاءه إیّاه سبحانه (عن إسماع الحاضرین فناداه بسره).

لیکون أجمع للهمّة و أبعد عن التفرقة، فیکون أقوى تأثیرا.

فأنتج نداؤه الخفىّ لقوّة تأثیره من لم تجر العادة بانتاجه، و هو یحیى، الذی ولد بین شیخ فان وعجوز عقیم لم یعهد إنتاجها، فان العقم مانع من الإنتاج.


قال الشیخ رضی الله عنه :  (قال : " الریح العقیم " وفرّق بینها وبین اللواقح .  وجعل الله یحیى ببرکة دعائه وارث ما عنده . فأشبه وارث جماعة من آل ابراهیم .)


و لذلک، أیّ لکون العقم مانعا من الإنتاج، قال الله سبحانه، «الرِّیحَ الْعَقِیمَ».

فوصف سبحانه الریح بالعقم لعدم إنتاجها خیرا، و فرق بینها، أی بین الریح العقیم، (و بین «اللواقح»)، فـ «اللواقح» ما أنتجت خیرا من إنشاء سحاب ماطر، و «العقیم» ما کانت بخلافها، فالعقم أینما کان مانع من الإنتاج.


(و جعل الله یحیى ببرکة دعائه)، أی دعاء زکریّا علیه السلام حیث قال، «فَهَبْ لِی من لَدُنْکَ وَلِیًّا یَرِثُنِی وَ یَرِثُ من آلِ یَعْقُوبَ»، (وارث ما عنده) من العلم و النبوّة و الدعوة إلى الهدایة و الابعاد من الضلالة و غیرها.

(فأشبه) یحیى علیه السلام مریم فی الوراثة، لأنّه لمّا کفل زکریّا علیه السلام مریم و تصدّى لتربیتها، أورث فیها بعض صفاتها الکمالیة، فهی ترث ما عنده أو فی الحصوریة، لأنّها کانت من جملة ما کان عند زکریّا لکفالته إیّاها فلمّا ورث یحیى ما عنده، ورث بعض صفاتها، فأشبهها فیه.

و کذلک جعله وارث جماعة من آل إبراهیم من الأنبیاء و الأولیاء و العلماء فی الأمور المذکورة آنفا.