الفقرة الثالثة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه : ( فکان الحقّ فیه منزّها ، فکان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره ، کانت معرفته باللّه على التّنزیه لا على التّشبیه. وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّی کملت معرفته باللّه ، فنزّه فی موضع وشبّه فی موضع . ورأى سریان الحقّ فی الصّور الطّبیعیّة والعنصریّة . وما بقیت له صورة إلّا ویرى عین الحقّ عینها . وهذه المعرفة التّامّة الّتی جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحکمت بهذه المعرفة الأوهام کلّها . ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النّشأة من العقول ، لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم یخل عن حکم الوهم علیه والتصوّر فیما عقل . )
(فکان الحق) تعالى ظاهرا (فیه) ، أی فی إدریس علیه السلام (منزها) عن کل ما لا یلیق به سبحانه تنزیها تاما من غیر تشبیه أصلا .
(فکان) إدریس علیه السلام الذی هو إلیاس (على النصف من المعرفة باللّه) تعالى والنصف الآخر سبق ذکره فی الفص الإدریسی ، فکانت معرفته کمعرفة الملائکة باللّه تعالى ، ولهذا یسبحونه ویقدسونه ولا یفترون عن ذلک لأنهم عقول مجرد (فإن العقل إذا تجرد) عن الشهوة (لنفسه من حیث أخذه العلوم) الإلهیة (عن نظره وفکره کانت معرفته باللّه) تعالى على جهة (التنزیه) فقط (لاعلى) جهة التشبیه بالصور الظاهرة له (وإذا أعطاه) ، أی العقل (اللّه تعالى المعرفة بالتجلی فی الصورة المحسوسة والمعقولة والموهومة (کملت معرفته) ، أی العقل باللّه تعالى حینئذ.
فنزه) اللّه تعالى (فی موضع) یقتضی التنزیه لوروده فی الشرع وشبه أیضا اللّه تعالى (فی موضع آخر) یقتضی التشبیه لوروده فی الشرع ورأى ، أی ذلک العقل بعین بصیرته (سریان الحق تعالى بالوجود) المطلق الحقیقی ظاهرا (فی الصور الطبیعیة) الروحانیة والصور (العنصریة الجسمانیة (وما بقیت له) ،
أی للعقل (صورة) مطلقا إلا ویرى ذلک العقل (عین الحق) تعالى (عینها) من حیث التجلی بالوجود کما ذکر (وهذه هی المعرفة) باللّه تعالى (التامة الکاملة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند اللّه) بالملک على النبیین علیهم السلام إلى أممهم وإدریس الذی هو إلیاس علیه السلام جاء بها أیضا إلى أمته التی أرسل إلیهم ولکن لما کذبوه رفعه اللّه تعالى المکان العلی بانفلاق الجبل عن تلک الفرس ونزع منه المقتضیات الجسمانیة بغلبة الروحانیة علیه کما فعل تعالى بعیسى ابن مریم لما رفعه إلیه .
قال تعالى :یا عِیسى إِنِّی مُتَوَفِّیکَ وَرافِعُکَ إِلَیَّ وَمُطَهِّرُکَ مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا[ آل عمران : 55 ] . (وحکمت أیضا بها) ، أی بهذه المعرفة المذکورة من حیث اشتمالها على التشبیه (الأوهام) العقلیة (کلها) فبلغت منها الغایة (ولذلک) ، أی لأجل ما ذکر (کانت الأوهام أقوى سلطانا) ، أی أشد تسلطا وقهرا (فی هذه النشأة) الإنسانیة من إدراک (العقول لأن العاقل) من بنی آدم (وإن بلغ من عقله ما بلغ) من رتبة کمال العقل (لم یخل عن حکم) ، أی استیلاء (الوهم علیه) ، أی على عقله وبقدر ذلک یکون القصور « التصور » منه (فیما عقل) من الأمور.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه: ( فکان الحق فیه ) أی فی قلب إلیاس أو فی هذا المقام ( منزها ) اسم مفعول أی کان إلیاس ینزه من جهة کونه عقلا مجردا عن الشهوة ( وکان ) إلیاس ( على النصف من المعرفة باللّه فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره کانت معرفته باللّه على التنزیه ) خاصة
( لا على التشبیه ) والتنزیه فمن کانت معرفته باللّه على التنزیه بلا تشبیه أو على التشبیه بلا تنزیه کانت معرفته على النصف ثم بعد ذلک تجلى اللّه له بالاسم الجامع تکملة له فأعطاه المعرفة بالتجلی فسقط عنه أخذ العلوم عن نظر العقل.
قال الشیخ رضی الله عنه : (وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتجلی کملت معرفته باللّه فنزه بموضع ) التنزیه ( وشبه فی موضع ) التشبیه ( ورأى ) أی شاهد بسبب هذا التجلی ( سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة وما بقیت له ) أی لإلیاس ( صورة إلا ویرى عین الحق عنها ) من وجه ومعنى سریان الحق فی الصور ظهور آثار أسمائه وصفاته فیها ولو لم یکن للصورة مع الحق جهة الاتحاد والعینیة فی وجه خاص لم یکن العالم دلیلا على وجوده ووجوبه ووحدانیته
فکان إلیاس من هذا الوجه أنس الأناسیّ فسریان الحق فی الصور عند أهل الحقیقة کإحاطة الحق بالأشیاء عند علماء الرسوم فی أن المراد بکل واحد منهما معنى واحد وکون الحق عین الأشیاء عند أهل اللّه کاتحاد الحق مع الأشیاء فی بعض الأمور الکلیة عند أهل الظاهر ولا مخالفة بینهما إلا فی العبارة لا فی المعنى .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وهذه المعرفة التامة ) التی تحصل من تجلی الحق وهی مشاهدة سریان الحق فی کل صورة ( التی جاءت بها الشرائع المنزلة ) من التنزیل ( من عند اللّه ) إذ الشرائع کلها جاءت بالتنزیه والتشبیه معا ولم تنفرد بأحدهما ( وحکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها ) الوهم والعقل قوتان روحانیتان فی هذه النشأة الانسانیة العنصریة
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولذلک ) أی ولأجل کون الأوهام حاکمة بهذه المعرفة التامة دون العقول ( کانت الأوهام أقوى سلطانا ) أی قوة وحجة ( فی هذه النشأة من العقول لأن العاقل ولو بلغ ما بلغ فی عقله ) أی بلغ کمالا فی التنزیه تنتهی إلیه العقول ( لم یخل ) ذلک العاقل ( عن حکم الوهم علیه والتصور ) أی وعلى تصوره ( فیما عقل ) فإذا حکم العقل بالتنزیه فی موضع فقد حکم الوهم بالتشبیه فی ذلک الموضع لشهوده سریان الحق فی الصور الذهنیة والخارجیة فشاهد الحق فی صورة التنزیه الذی حصل فی العقل ویرى أن إثبات التنزیه له تحدید والتحدید عن التشبیه
ولا شعور للعقل أن تنزیهه صورة من الصور التی یجب تنزیه الحق عنها عنده فحکم على العقل وعلى إدراکه.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه. وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها. وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها. ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قلت : الشیخ رضی الله عنه وصف حال الوهم فی الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزیه والتشبیه وما جمعهما إلا عارف وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه یقتضی التنزیه دون التشبیه وأما الحس فلا یقتضی إلا التشبیه والجامع هو الوهم أو المحقق وما ذکره بعد ظاهر.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزّها ، فکان على النصف من المعرفة بالله تعالى).
فتمثّلت نفسه الناطقة وهی نوریة فی صورة فرس من نار ، فالصورة الناریة لشدّة الشوق والطلب الإرادی لإحراق القوى الشهویة والإخراق لحجبها المانعة عن الانسلاخ والتقدیس والطهارة عن الأوساخ ،
والصورة الفرسیة لحقیقة همّته المترقّیة إلى أعالی ذرى العروج ، وجمیع آلاته صورة تکامل قواه الروحانیة للانسلاخ والمفارقة عن الأدناس والأوساخ لأجل السیر والسلوک الروحانی الذی کان بصدده ، فلمّا أمر بالرکوب علیه ، رکبه ، فسقطت القوى الشهویة منه عن التعلَّق بالملاذّ الجسمانیة الطبیعیة ، فبقی روحا ، والعقول المجرّدة الکلَّیة ، وهی نصف المعرفة بالله ، والنصف الآخر ظهر بالنصف الآخر من النفوس ، کما بیّنّا ، فاذکر .
قال رضی الله عنه : ( فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره ، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه ، وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلَّی ، کملت معرفته بالله فنزّه فی موضع التنزیه تنزیها حقیقیا لا وهمیا رسمیا ، وشبّه فی موضع التشبیه تشبیها شهودیا کشفیا ورأى سریان الحقّ بالوجود فی الصور الطبیعیة والعنصریة ، ولا تبقى صورة إلَّا ویرى الحق عینها ، وهذه هی المعرفة التامّة الکاملة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله ، وحکمت أیضا بها الأوهام کلَّها ) .
یشیر رضی الله عنه إلى أنّ الوهم یستشرف إلى ما وراء موجبات الأفکار ، ولا ینفعل للقوّة الفکریة العقلیة من حیث تقیّدها انفعالا یخرجها عن الإطلاق ، بل الوهم یتعلَّق أبدا بما فوق المدرک بالعقل ، فیجیز الحکم على المطلق بالتقیید مرّة ، ویحکم بالعکس أخرى ، ولا یحیل ذلک ، ویحکم بالشاهد على الغائب تارة ، وعلى عکس ذلک أخرى ، وهذا فی جمیع من له قوّة الوهم من المقلَّدین والمؤمنین .
قال رضی الله عنه : ( ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقل، لأنّ العاقل وإن بلغ من عقله ما بلغ لم یخل عن حکم الوهم علیه والتصوّر فیما عقل )
یعنی رضی الله عنه : نزّه فی عین التشبیه ، لأنّه نزّه فی مماثلة المثل ما لا یماثله فی هذه المثلیة وهو عین التشبّه ، لأنّه إثبات المثل ونفی مماثلته ، فنزّه أن یکون شیء من الأشیاء مثلا لهذا المثل المنزّه ، فینتفی عن الحق المماثلة بالأحرى والأحقّ ، وذلک على أنّ الکاف غیر زائدة ، فهو - کما ذکرنا - تنزیه فی تشبیه أو تشبیه فی تنزیه ، وکلاهما سائغ فیه ، فتأمّل .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه : (فکان الحق فیه منزها ، فکان على النصف من المعرفة باللَّه فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره کانت معرفته باللَّه على التنزیه لا على التشبیه ، وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته باللَّه فنزه فی موضع وشبه فی موضع ) .
أی نزه فی موضع التنزیه تنزیها حقیقیا لا وهمیا رسمیا ، وشبه فی موضع التشبیه تشبیها شهودیا کشفیا
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ورأى سریان الحق بالوجود فی الصور الطبیعیة والعنصریة ، وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها ، وهذه هی المعرفة التامة الکاملة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله ، وحکمت أیضا بهذه المعرفة الأوهام کلها )
لأن الوهم یستشرف ما وراء موجبات الأفکار ولا ینفعل عن القوة العقلیة من حیث تقییدها انفعالا یخرج عن الإطلاق ، فیجیز الحکم على المطلق بالتقیید مرة ویحکم بالعکس أخرى ، ولا یحیل ذلک وبحکم بالشاهد على الغائب تارة وبالعکس أخرى ، وهذا فی جمیع من له قوة الوهم من المقلدین والمؤمنین .
"" أضاف بالی زادة :
( إلا ویرى الحق عینها ) عین من وجه ، ومعنى سریان الحق فی الصور ظهور آثار أسمائه وصفاته فیها .
ولو لم یکن الصورة مع الحق جهة الاتحاد والعینیة فی وجه خاص لم یکن العالم دلیلا على وجوده ووجوبه ووحدانیته فکان إلیاس مع هذا الوجه آنس الإنسان ، فسریان الحق فی الصور عند أهل الحقیقة کإحاطة الحق بالأشیاء عند علماء الرسوم فی أن المراد من کل واحد منهما معنى واحد ، وکون الحق عین الأشیاء عند أهل الله کاتحاد الحق مع الأشیاء فی بعض الأمور الکلیة عند أهل الظاهر ، ولا مخالفة بینهما إلا فی العبارة لا فی المعنى .اهـ بالى زادة.
( قوله ویرى الحق عینها ) من حیث اتحاد الظاهر بالظاهر والتصور فیما عقل فإذا حکم العقل بالتنزیه فی موضع فقد حکم الوهم بالتشبیه فی ذلک الموضع لشهوده سریان الحق فی الصور الذهنیة والخارجیة ، فشاهد الحق فی صورة التنزیه الذی حصل فی العقل ، ویرى أن إثبات التنزیه له تحدید ، والتحدید عین التشبیه ، ولا شعور للعقل أن تنزیهه صورة من الصور التی یجب تنزیه الحق عنها عنده فحکم على العقل وعلى إدراکه .اهـ بالى زادة. ""
قال رضی الله عنه : (ولهذا کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة الإنسانیة من العقول ، لأن العاقل وإن بلغ من عقله ما بلغ لم یخل عن حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل)
أی نزه فی عین التشبیه حیث نفى عن کل شیء مماثلة فی مثلیته وهو عین التشبیه. لأنه إثبات المثل .
ولما نفى عن کل شیء مماثلة المثل نزه الحق أن یکون مثلا له لأنه شیء من الأشیاء فلا یماثل ذلک المثل ، وإذا لم یکن مثل مثله فبالأحرى أن یکون ذلک المثل لیس مثلا له وذلک فی غایة التنزیه ، فهو تشبیه فی تنزیه وتنزیه فی تشبیه (" وهُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ " فشبه )
أی فی عین التنزیه لأنه أثبت له السمعیة والبصریة اللتین هما صفتان ثابتتان للعبد وهو محض التشبیه ، لکنه خصصهما بالصیغة الترکیبیة المفیدة للحصر حیث حمل الصفتین المعرفتین بلام الجنس على ضمیره ، فأفاد أنه هو السمیع وحده لا سمیع غیره ، وهو البصیر وحده لا بصیر غیره وهو عین التنزیه ، فتأمل
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه : (فکان الحق فیه منزها) أی، کان الحق فی المقام العقلی منزها على اسم المفعول .
(فکان) أی إلیاس . (على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه، لا على التشبیه.)
لأنه لا یدرک مدرک ما شیئا إلا بحسب ما منه فیه . کما هو مقرر فی قواعد التحقیق . ومقامه تنزیه ربه ، لذلک قال الملائکة : ( ونحن نسبح بحمدک ونقدس لک ) . فکان على النصف من المعرفة .
قال رضی الله عنه : (وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی ، کملت معرفته بالله ، فنزه فی موضع وشبه فی موضع . )
أی ، نزه فی موضع التنزیه ، تنزیها حقانیا ، وشبه فی موضع التشبیه ، تشبیها عیانیا ، فیکون تنزیهه تنزیه الحق ، وتشبیهه تشبیه الحق .
(ورأى سریان الحق بالوجود فی الصور الطبیعیة والعنصریة ، فما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها . ) کما هو الأمر علیه فی نفسه .
قال رضی الله عنه : ( وهذه هی المعرفة التامة ) أی ، هذه المعرفة هی المعرفة التامة ( التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله ) لأن الشرائع کلها تحکم بالتشبیه والتنزیه ، ولا ینفرد بأحدهما .
قال رضی الله عنه : ( وحکمته بهذه المعرفة الأوهام کلها . ) لأن ( الوهم ) یلبس المعانی ، کلیة کانت أو جزئیة ، نوعا من الصور المتخیلة فی الذهن . وهذا تشبیه فی عین التنزیه ،
لأن المعانی من حیث تجردها عن المواد ، منزهة عنها وعن الصور التابعة لها . ومن حیث إنها موجودة مصورة فی الذهن ، مشبهة بها .
قال رضی الله عنه : (ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول ، لأن العاقل ولو بلغ ما بلغ فی عقله ، لم یخل عن حکم الوهم علیه والقصور فیما عقل . ) أی ،
ولأجل أن الوهم حاکم على المدرکات العقلیة ، بالتنزیه والتشبیه ، کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة العنصریة من العقول ، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله کما لا ینتهى العقول إلیه ، لا یخلص عن أحکام الوهم علیه ، ولا مدرکاته العقلیة یتجرد عن الصور الوهمیة .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه : (فکان الحقّ فیه منزّها ، فکان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره ، کانت معرفته باللّه على التّنزیه لا على التّشبیه ، وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّی کملت معرفته باللّه ، فنزّه فی موضع ، وشبّه فی موضع ) .
( فکان الحق فیه منزها ) کما فی الملائکة ، و ( کان على النصف ) أی : أحد القسمین ، وإن کان أسرف من الآخر بحیث لا بعد ذلک الآخر لو تجرد شیئا ، بل کان کفرا ( من المعرفة ) الجامعة لقسمیها التنزیهیة والتشبیهیة ، فإنها أکمل لا محالة من التنزیهیة وحدها ، وإن کانت کافیة للإیمان ،
ولها الشرف ، فلم یکن من لم یرفع إلى السماء دونه فی الکمالات إذا حصل لهم هذه المعرفة الکاملة فی النصفیة هاهنا ، کنصفیة السماء للجسم ، ونصفیة الملک للإنسان إذ الملک هو الباطن ، والإنسان هو الحیوان الناطق ، وکثلثیة سورة الإخلاص ، وربعیة سورة الکافرون للقرآن ، ونصفیة التزوج للدین ، ونصفیة الفرائض للعلم .
ثم إن هذا باعتبار ملکیته من حیث هی ملکیة لا من حیث ما حصلت له بعد الحیوانیة على ما یأتی من بعد ؛ ( فإن العقل إذا تجرد ) عن الوهم والخیال ( لنفسه ) المجردة فی نفسها ( من حیث أخذه العلوم عن نظره ) ، وإن کان مع الوهم والخیال لکنهما قد ساعداه ، وصارا فی حکم العقل ، ( کانت معرفته باللّه ) الذی هو منزه فی نفسه ، وإن لحقه التشبیه باعتبار ظهوره فی المظاهر ( على التنزیه ) الذی هو نتیجة نظر العقل فی ذاته ،
وکذا إذا نظر إلى ظهوره فی المظاهر ؛ لأن الأمر الذاتی لا یتغیر عنده ( لا على التشبیه ) الذی هو نتیجة الوهم والخیال إذا نظر إلى ظهوره فی المظاهر ؛ فإنه یتوهم من ذلک کونه على تلک الصور فی نفسه ، ( وإذا أعطاه المعرفة بالتجلی ) الذی لا بدّ فیه من نظر القوی الظاهرة والباطنة ( کملت معرفته باللّه ) ؛ لأنه أدرکه بجمیع الوجوه ، ( فنزه فی موضع ) ، وهو باعتبار استقراره فی مقر غیره أو فی مدرک العقل ، ( وشبه فی موضع ) ، وهو باعتبار ظهوره فی المظاهر الحسیة ، وإذا اختلف الموضعان ؛ فلا تناقض .
قال الشیخ رضی الله عنه : (ورأى سریان الحقّ فی الصّور الطّبیعیّة والعنصریّة ، وما بقیت له صورة إلّا ویرى عین الحقّ عینها ، وهذه المعرفة التّامّة الّتی جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحکمت بهذه المعرفة الأوهام کلّها ، ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النّشأة من العقول ؛ لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم یخل عن حکم الوهم علیه والتصوّر فیما عقل )
وبیّن موضع التشبیه بقوله : ( ورأى سریان ) نور إشراق ( الحق ) بالوجود ( فی الصور الطبیعیة ) للملائکة العلویة ، ( والعنصریة ) للمولدات ، والملائکة السماویة ، ویکون بحیث ( ما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها ) ؛ لأنه وإن نزه عن الصور فی ذاته ، فلا صور فی ظهوراته ، ولکل صورة منها عین ثابتة هی أعیان الممکنات بعینها ، فصور الممکنات عین صورته تعالى .
ثم قال : ( وهذه المعرفة ) ، وإن کان بعضها من الوهم والخیال ، وکان بعضها الذی من العقل کافیا فی الإیمان هی المعرفة ( التامة ) ؛ لشمولها على وجوهها ، ولیس زیادة المعرفة التشبیهیة لمثابة الإصبع الزائدة فی کف الإنسان بحیث تکون الزیادة عین النقصان ، بل هی المعرفة الکاملة ، کیف وهی ( التی جاءت بها الشرائع ) ،
کقوله صلّى اللّه علیه وسلّم : «رأیت ربی فی أحسن صورة ، وإنّ اللّه خلق آدم على صورته». رواه الدارمی فی سننه
وفی روایة : " على صورة الرحمن " ، رواه عبد اللّه بن أحمد فی السنة
وقوله : " مرضت فلم تعدنی ، وجعت فلم تطعمنی " رواه مسلم بنحو وغیر ذلک .
والحاصل منها أرجح من الحاصل من العقول المجردة ، وإن کان أصلها المثبت لها ، إذ هی
قال الشیخ رضی الله عنه : (المنزلة من عند اللّه) ، فلا یفاوتها ما لم ینزل من عند اللّه ، وإثبات الشرائع بالعقل لا یستلزم رجحانها ، فإنه کدلالة المحدثات على الصانع تعالى على أن الرجحان إنما یکون فی وضع التناقض ، ولا تناقض على نبی ، ولا بأس بکونها من الأوهام ، فإنه من جملة القوى المدرکة من الإنسان کالعقل والسمع والبصر ، والغلط فیه کالغلط فیها لأمور عارضة ،
وإلیه الإشارة بقوله : ( وحکمت ) أیضا بها ( الأوهام کلها ) ، فلو کان غلطا لم یحکم بها الکل حتى من أرباب العقول .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولذلک ) أی : ولوجود حکم الوهم فی أرباب العقول دون حکم العقل فی أرباب الأوهام ، ( کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة ) ، وإن کان لا سلطان لها فی الملائکة (من العقول) إذا اجتمعت مع الأوهام ؛
ولذلک لا یقدر العاقل أن یمشی على خشب مرتفع من الأرض قدر مائة ذراع إذا کان عرضه أربعة أصابع ، إلا من ارتاض فی اکتساب ذلک حتى وقع الوهم عن نفسه فی هذا الأمر ؛ (لأن العاقل) من الإنسان إذا لم یدفع عنه حکم الوهم بالکلیة ، وإن ( بلغ ما بلغ ) من مراتب الکمال فی عقله ( لم یخل من حکم الوهم ) ، وإن صار فی غایة الضعف ما لم یتصور بالریاضة التامة مساعد للعقل من کل وجه ، کیف ولا یخلو عن ( التصور فیما عقل ) ، والعقل إنما یتصور الشیء مجردا ، ولو کان فی الخارج مأدبا ، وإذا غلب الوهم الضعیف العقل الکامل المتعقل للمجردات .
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
وکان الحقّ فیه منزّها ) عن الموادّ الجزئیّة والکثائف الأرضیّة السفلیّة ، ( وکان ) لقصره النظر على لطائف سماء التنزیه وکلیّات حقائق التقدیس ( على النصف من المعرفة باللَّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه ) معرّى عن الآلات والجوارح المتمّمة لأمره ، المکمّلة لآثاره ، ( من حیث أخذه العلوم عن نظره ) الخاصّ به ، ( کانت معرفة باللَّه على التنزیه ) فقط - وهی المعرفة الحاصلة من کلَّیات الحقائق بالنظر والاستدلال - ( لا على التشبیه ) المستحصل من اللطائف الجزئیة بالذوق والوجدان ، ( وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی ) الکاشف عن وجهه بما علیه فی نفسه ( کملت معرفته باللَّه ، فنزّه فی موضع ، وشبّه فی موضع ) .
وإذ کان تکمیل معرفته بالبعثین فصّل فی الموضعین ، وأیضا جمع بین التفصیل المصدّر به ، والإجمال المستردف له ، وفاء بمقتضى حکم نبوّته المقدّم فیه أمر التفصیل حیث قال : ( ورأى سریان الحقّ بالوجود فی الصور الطبیعیّة ) ، بل ( والعنصریّة ) أیضا والصور کلها إمّا طبیعیّة أو عنصریّة ،
فلذلک قال : ( وما بقیت له صورة إلا ویرى الحقّ عینها ) ، فلا یرى فی الوجود صورة ومعنى ، ظاهرا وباطنا ، أوّلا وآخرا ، إلا الحقّ .
خاصیّة الوهم بین المشاعر
قال الشیخ رضی الله عنه : (وهذه هی المعرفة التامّة الکاملة التی جاءت بها الشرایع ) الختمیّة ( المنزلة من عند الله - وحکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها ) ، وذلک لما عرفت من أن الوهم بین المشاعر البشریّة هو البرزخ الجامع بین المعانی الکلَّیّة والصور الجزئیّة ، فهو الذی یتمکَّن من إدراک المعنى المنزّه عن هذه الصورة فیها وعینها ،
فإنّ إدراک الحقّ المنزّه فی الصورة عینها إنما یمکن لما له مدرجتان من الإدراک ، مدرجة الإطلاق والتنزیه وهو طرف المعانی وکلیّة أحکامها ، ومدرجة القیود المشخّصة وهو طرف الصورة وجزئیّة أحکامها .
وهذان المدرجتان للوهم فقط بین المشاعر البشریّة ، ( ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول ) مع علوّ قدرها وقوّة أمرها لقربها من المبدء وغلبة أحکام الوجود فیها .
الوهم هو السلطان الأعظم فی الصورة الإنسانیّة
وأما بیان قوّة سلطان الوهم علیها إنّا : ( لأن العاقل لو بلغ ما بلغ فی عقله لم یخل عن حکم الوهم علیه ، والقصور فیما عقل ) بإثارة الشبه المشوّشة له عن الاطمئنان بما حکم به العقل والسکون به .
وأما البیان اللمّی : فهو أنّ مقالید أزمّة التحریک والتسکین فی المملکة الإنسانیة ظاهرا وباطنا إنما هو بید الوهم وسدنته ، فإنّ سائر عمّال القوى المحرکة - المنبثّة فی الأعصاب والعضل والرباطات - ما لم یبلغهم حکم من الوهم لا یتحرّکون عن أمر ، ولا یسکنون بتّة ،
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان الحق فیه منزها، فکان على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته بالله على التنزیه لا على التشبیه.
وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلی کملت معرفته بالله، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، ورأى سریان الحق فی الصور الطبیعیة والعنصریة. وما بقیت له صورة إلا ویرى عین الحق عینها.
وهذه المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلها.
ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل ولو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه والتصور فیما عقل. )
قال رضی الله عنه : (فکان الحقّ فیه منزّها، فکان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته باللّه على التّنزیه لا على التّشبیه . وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّی کملت معرفته باللّه ، فنزّه فی موضع وشبّه فی موضع . ورأى سریان الحقّ فی الصّور الطّبیعیّة والعنصریّة. وما بقیت له صورة إلّا ویرى عین الحقّ عینها .
وهذه المعرفة التّامّة الّتی جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحکمت بهذه المعرفة الأوهام کلّها . ولذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النّشأة من العقول ، لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم یخل عن حکم الوهم علیه والتصوّر فیما عقل .)
قال رضی الله عنه : ( فکان الحق ) المتجلى ( فیه ) من جهة روحانیته ( منزها ) عن أحکام جهة جسمانیة فما کان یعرفه من حیث تلبسه بأحکام جهة جسمانیته معرفة ذوق ووجدان فی نفسه ( فکان على النصف من المعرفة باللّه فإن العقل إذا تجرد لنفسه ) من غیر مدخلیة الوهم ( من حیث أخذه العلوم عن نظره کانت معرفته باللّه على التنزیه لا على التشبیه ) ، فإن الدلائل العقلیة والمقدمات الیقینیة لا تنتج إلا تنزیهه تعالى عما لا یلیق بذاته فی صرافة وحدته ( وإذا أعطاه ) ، أی العقل ( اللّه المعرفة بالتجلی ) فی الصورة،
أی صورة کانت ( کملت معرفته باللّه فنزه فی موضع ) یقتضی نظره الفکری التنزیه ( وشبه فی موضع آخر ) ، یقتضی التجلی التشبیه ( ورأى سریان الحق بالوجود فی الصور الطبیعیة والعنصریة ) ، الشاملتین لجمیع أنواعها ( وما بقیت صورة إلا ویرى الحق عینها ) ، من حیث اتحاد الظاهر بالمظهر ( وهذه ) المعرفة الجامعة التی بین التنزیه والتشبیه ( هی المعرفة التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند اللّه وحکمت بهذه المعرفة )،
أی بصحة هذه المعرفة من حیث اشتمالها على تجویز التشبیه ما نزه العقل والناس لیس له صورة عند العقل نوعا من الصور ( الأوهام کلها ) وإن لم یکن فی هذه المادة وانقاد أصحاب الأوهام لحکمها ، لأن الوهم یستشرف إلى ما وراء موجبات الأفکار وألا ینقاد للقوة الفکریة فیجوز الحکم على المطلق بالقید وعلى المنزه عن الصورة بالصورة وبالعکس ، فکذا یحکم بالشاهد على الغائب وبالعکس
قال رضی الله عنه : ( ولذلک ) ، أی لکون صوره عند العقل من التنزیه وإلباس الصور لما لیس له صورة عند العقل وانقیاد صاحب الوهم لحکمه ( کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول لأن العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ ) ، مما هو منتهى مبلغ العقول ( لم یخل عن حکم الوهم علیه ) بخلاف ما حکم العقل علیه ( والتصور ) ، أی ولم یخل عن الدخول فی الصور وقبولها ( فیما عقل ) ، أی فی معقولاته الصرفة الخالیة عن الصور
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص:۴۸۰-۴۸۱
فکان الحقّ فیه منزّها.
بنا بر این حق در او منزه بود.
یعنى چون الیاس علیه السلام عقل بدون شهوت شد و هر مدرکى به اقتضاى هویت ذاتى خود ادراک میکند عقل که خود مجرد از ماده است مدرکات او مجرد و منزه از ماده و احکام ماده میباشند، پس عقل ناصع، خدا را منزه از ماده میبیند و خود منزه- به صیغه اسم فاعل- است مر خداى را از ماده و مادیات و حال اینکه وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ و هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ.
فکان على النصف من المعرفة باللّه، فانّ العقل إذا تجرد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته باللّه على التنزیه لا على التشبیه. و إذا أعطاه اللّه المعرفة بالتجلّی کملت معرفته باللّه، فنزه فی موضع و شبه فی موضع، و رأى سریان الحقّ بالوجود فی الصور الطبیعیة و العنصریة فما بقیت له صورة إلّا و یرى عین الحقّ عینها و هذه المعرفة
التامة التی جاءت بها الشرائع المنزلة من عند اللّه.
پس الیاس علیه السلام بر نصف معرفت باللّه بود (یعنى معرفت تشبیهى را نداشت) چه عقل وقتى از جهت أخذ علوم از نظر خودش، مجرد شود، معرفتش به خداوند بر تنزیه است نه بر تشبیه و وقتى خداوند معرفت به تجلى را به بنده عطا فرمود معرفت آن کس به اللّه تعالى کامل میشود که در موضع تنزیه، تنزیه میکند و در موضع تشبیه، تشبیه و سریان حق را به وجود، در صور طبیعیه و عنصریه میبیند. پس براى او صورتى باقى نمیماند مگر اینکه عین حق را عین آن صورت (از حیث اتحاد ظاهر و مظهر) میبیند و این معرفت که جامع بین تنزیه و تشبیه است معرفت تامه است. معرفتى که شرایع منزّله از جانب خداوند آن را آوردند و حکم فرمودند که باید میان تشبیه و تنزیه جمع کرد، نه اینکه به یکى از آن دو منفرد بود.
و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلّها.
و لذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النشأة من العقول، لأن العاقل و لو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل عن حکم الوهم علیه و التصور فیما عقل.
همه اوهام به این معرفت حکم کردهاند.( وهم در اینجا به معنایى که در روایات آمده نیست. زیرا اوهام در روایات به معناى عقول است.) زیرا وهم به معانى خواه کلى باشند خواه جزئى نوعى از لباس صور متخلیه در ذهن را میپوشاند و این عمل تشبیه در عین تنزیه است. زیرا معانى از حیث تجردشان از مواد، از مواد و از صور تابع مواد منزهند.( شرح فصوص قیصرى، ص 414، ستون دوم.) و از آن حیث که معانى، موجود مصور در ذهنند، سلطان اوهام در این نشئه اقوا از عقول است. زیرا عاقل در عقل خود به هر جا برسد از حکم وهم بر وى و از تصور (یعنى صورت وهمى یافتن) در آن چه تعقل کرده خالى نیست.
به این بیان که چون وهم بر مدرکات عقلیه به تنزیه و تشبیه حاکم است سلطان اوهام در این نشئه عنصریه از عقول قوىتر است زیرا عاقل در این نشئه هر چند در عقل خود به کمالى برسد که منتهى الیه عقول باشد از احکام وهم بر وى خلاصى ندارد و مدرکات عقلیه او از صور وهمیه مجرد نمیشود.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۱۰
فکان الحقّ فیه منزّها، فکان على النّصف من المعرفة باللّه، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته باللّه على التّنزیه لا على التّشبیه.
پس حق در مقام عقلى منزه باشد، پس الیاس را از معرفت اللّه ادراک نصفى باشد از آنکه عقل چون اخذ علوم بطریق نظرش متجرد شود معرفت او حق را بر طریق تنزیه باشد نه به طریق تشبیه. از آنکه هیچ مدرکى ادراک چیزى نمىکند مگر به حسب آنچه از آن چیز در وى هست چنانکه در قواعد تحقیق مقرّر است. و مقام عقل تنزیه ربّ است، و لهذا ملائکه گفتند وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِکَ وَ نُقَدِّسُ لَکَ پس بر نصف باشد از معرفت.
و إذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّى کملت معرفته باللّه، فنزّه فى موضع و شبّه فى موضع.
و چون حق اعطاى معرفت به حسب تجلّى کند متجلى له کامل المعرفة باشد.
پس تنزیه کند در موضع تنزیه تنزیهى حقّانى، و تشبیه کند در محل تشبیه تشبیهى عیانى. لاجرم تنزیه و تشبیهش مطابق حقّ باشد.
و رأى سریان الحقّ (سریان الحق بالوجود- خ) فى الصّور الطّبیعیّة و العنصریّة.
و ما (فما- خ) بقیت له صورة إلّا و یرى عین الحقّ عینها.
و سریان حق را در صور طبیعیّه و عنصریّه مشاهده کند، و صورتى نماند که عین حق را در او ملاحظه نکند، چنانکه مطابق نفس امر است.
و هذه المعرفة التّامّة الّتى جاءت به الشّرائع المنزلة من عند اللّه و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلّها.
یعنى این است معرفت تامّه که شرائع منزله من عند اللّه بدان ناطق است از آنکه همه شرائع حکم به تشبیه و تنزیه مىکند و منفرد به یکى از دو نیست؛ و همه اوهام نیز بدین معرفت حاکم است از آنکه وهم معانى کلّیّه را؛ یا جزئیّه را نوعى از صور متخیّله در ذهن مىپوشاند، و این تشبیه است در عین تنزیه. از براى آنکه معانى از روى تجرّدش منزّه است از مواد و از صور تابعه مر مواد را از آن روى که موجود و مصوّر است در ذهن مشبّه است (شبیه است- خ) به صاحب مواد و صور.
و لذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فى هذه النشأة من العقول، لأنّ العاقل و لو (و إن- خ) بلغ من عقله ما بلغ لم یخل عن حکم الوهم علیه و التصوّر فیما عقل.
یعنى از براى آنکه وهم حاکم است بر مدرکات عقلیّه به تنزیه و تشبیه اوهام اقوى باشد از جهت غلبه و سلطان درین نشأت عنصریّه از عقول، چه عاقل اگرچه به کمالى که منتهاى عقل است رسیده باشد خلاص نمىشود از احکام و هم بر وى و مدرکات عقلیه او متجرّد نمىگردد از صور ذهنیّه.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۴۷
فکان الحقّ فیه منزّها، فکان على النّصف من المعرفة باللّه؛ فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حیث أخذه العلوم عن نظره، کانت معرفته باللّه على التّنزیه لا على التّشبیه. و إذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّى کملت معرفته باللّه، فنزّه فی موضع و شبّه فی موضع، و رأى سریان الحقّ فی الصّور الطّبیعیّة و العنصریّة. و ما بقیت له صورة إلّا و یرى عین الحقّ عینها. و هذه المعرفة التّامّة الّتی جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه، و حکمت بهذه المعرفة الأوهام کلّها. و لذلک کانت الأوهام أقوى سلطانا فی هذه النّشأة من العقول، لأنّ العاقل لو بلغ فی عقله ما بلغ لم یخل من حکم الوهم علیه و التّصوّر فیما عقل.
شرح یعنى از آن جهت این معرفت را تامّه مىخواند که جمله شرایع انبیا حکم به تشبیه و تنزیه کرد، و در هیچ شریعت حکم به یکى على الانفراد نکردند. و اوهام نیز حکم به این معرفت مىکند، و إلّا معانى از صور و مواد مجردند، و ازین جهت که وهم حاکم است بر مدرکات عقلیّه به تنزیه و تشبیه، سلطنت وهم در نشأت عنصریّه قوىّ و غالب است از سلطنت عقول، که عقل هر عاقلى که تصور کنى که او در عقل اکمل و اعقل همه عقول است، از حکم وهم خلاص نمىیابد؛ و البته وهم سلطنت خود بر وى راند. و کمترین آن سلطنت آن که آن چه مدرک عقل گشت، وهم در ذهن او را صورتى ذهنى بخشید.