عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالسّتر لیظهر تفاضل استعداد الصّور ، فإنّ المتجلّی فی صورة بحکم استعداد تلک الصّورة ، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها ولوازمها ولا بدّ من ذلک .   مثل من یرى الحقّ فی النّوم ولا ینکر هذا وأنّه لا شکّ الحقّ عینه فتتبعه لوازم تلک الصّورة وحقائقها الّتی تجلّى فیها فی النّوم ، ثمّ بعد ذلک یعبّر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التّنزیه عقلا . فإن کان الّذی یعبّرها ذا کشف أو إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیة فقط ، بل یعطیها حقّها من التّنزیه وممّا ظهرت فیه .  فاللّه على التّحقیق عبارة لمن فهم الإشارة .)


(ولکن قد أمرنا ، أی أمرنا الشارع (بالستر فیما لا تبلغه عقول القاصرین من العلوم کما قال صلى اللّه علیه وسلم : « کلموا الناس بما یعرفون ودعوا ما ینکرون ".أخرجه البخاری فی صحیحه بلفظ "" : « حدثوا الناس بما یعرفون أتحبون أن یکذب اللّه ورسوله » ""


(لیظهر) بذلک (تفاضل استعداد) أی تهیئة (الصور) الإنسانیة لقبول فیض التجلی نفسها ، فتذوق تلک الصور حلاوة الوهب الإلهی ولیظهر (أن المتجلی) الحق (فی صورة) إنسانیة ظاهر (بحکم استعداد تلک الصورة) لما قبلته من الإدراک (فینسب إلیه) ، أی إلى المتجلی الحق سبحانه (ما تعطیه حقیقتها )، أی حقیقة تلک الصورة فیکون هو تعالى الظاهر بذلک دونها وما تعطیه (لوازمها) ،


أی لوازم تلک الصورة من نسبة العلم أو الجهل أو نحو ذلک مما هو لازم حقیقة تلک الصور بحیث لا ینفک عنها ، لأنه من جملة أحوالها (لا بد من ذلک) ،


أی من بقاء حقیقة تلک الصورة ولوازمها ، لأن المتجلی الحق بها هکذا أراد أن یتجلى فلا ینبغی أن تعطیها خلاف ما یظهر منها ، وإن کانت لا تقبل منه إلا مقدار استعدادها فإن استعدادها یقبل من فیض التجلی بحسبه ، وإن کان منامک هو أیضا من فیض التجلی علیها ، ولکنها لا تشعر لوقوفها فی الفرق عن شهود الجمع .


(مثل من یرى الحق) تعالى (فی النوم ولا ینکر هذا) ، الذی رآه أنه الحق سبحانه (وأنه لا شک) عنده (أن الحق تعالى عینه ، أی عین ما رأى (فتتبعه) ، أی تتبع ذلک المرئی فی النوم لوازم (تلک الصورة) المرئیة من الکبر أو الصغر أو الحسن أو ضده ونحو ذلک (وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم) کحقیقة غلام أو رجل أو جاریة أو امرأة ونحو ذلک من غیر الإنسان أیضا .


(ثم بعد ذلک) ، أی بعد تحققه بصورة ما رأى فی النوم وضبطه لوازمها (یعبر) ذلک الرائی فی النوم أی (یجاوز عنها) ، أی عن صورة ما رأى (إلى أمر آخر) تناسبه تلک الصورة فتأول رؤیاه إلیه على أکمل الوجوه بحیث (یقتضی) ذلک حصول التنزیه للّه تعالى (عقلا) عن کل ما لا یلیق به ، لأنه تعالى نور والنور یکشف عن کل شیء مستور ، ویرجع حسن تلک الصورة أو سوءها إلى حال الرائی وأنه منهمک فی الباطل ، وقد استقصینا طرفا واسعا من رؤیة اللّه تعالى فی النوم فی کتابنا تعطیر الأنام فی تعبیر المنام .


(فإن کان الذی یعبرها) ، أی تلک الرؤیا (ذا کشف) ، أی بصیرة نافذة فی الغیب (أو) ذا (إیمان) ، أی تصدیق وإذعان من غیر کشف فلا یجوز ،


أی لا یتجاوز (عنها) ، أی عن صورة ما رأى (إلى تنزیه) اللّه تعالى (فقط بل یعطیها) ، أی صورة ما رأى (حقها) ، أی حق تلک الصورة (من التنزیه للّه) تعالى وحقها أیضا مما) ، أی من أمر الصورة التی (ظهرت) تلک الصورة فیه من التشبیه للّه تعالى فینزه ویشبه ویعمل بالعقل وبمقتضاه وهو التنزیه ، وبالحس وبمقتضاه وهو التشبیه (فاللّه) ، أی هذا الاسم الجامع (على التحقیق) فی المعرفة (عبارة) لفظیة فی اللسان ومعنویة فی القلب والجنان عن المرتبة الکلیة التی هی مرتبة الألوهیة الجامعة للجمعیة الأسمائیة الإلهیة العالمیة المظهریة الإمکانیة الانفعالیة (لمن فهم الإشارة) الوضعیة الإلهیة على صفحات المکان والزمان .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. ).


قال رضی الله عنه: (ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور ) بتجلی الحق المراد من هذا الکلام النهی عن الظهور بما تقرر من أسرار التنزیه والتشبیه والأمر بالستر لیظهر التفاضل


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فإن المتجلی فی صورة ) إنما یتجلى ( بحکم استعداد تلک الصورة فینسب إلیه ) أی المتجلی وهو الحق ( ما تعطیه حقیقتها ) أی حقیقة تلک الصورة ( و ) ینسب إلیه ما تعطیه ( لوازمها ) أی لوازم تلک الحقیقة فلا یذوق هذه المسألة إلا من تجلى له الحق فی صورة استعداد فینسبه ما نسبه لنفسه ویشاهده بذلک التجلی تفاضل الصور فیشبهه فینزهه.


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لا بد من ذلک ) فی التجلی فلا بد لظهور استعداد الصور من التجلی مثل هذه المسألة بما وقع فی المنام من الصور الإلهیة حتى یعلم منه ما فی الیقظة فإن الیقظة على الحقیقة منام ، قال علیه السلام : « الناس نیام » فکما قیل إنما الکون خیال ،

فقال رضی الله عنه  : ( مثل من یرى الحق فی النوم ) فی صورة ( ولا ینکر هذا ) کما رأى رسول اللّه علیه السلام وقال : « رأیت ربی فی أحسن صورة شاب » ( وأنه لا شک الحق عینه ) أی ولا ینکر أن الحق عین ذلک المرئی بلا شک ( فیتبعه ( أی الحق ( لوازم تلک الصورة وحقائقها )


قوله رضی الله عنه : ( التی تجلى فیها فی النوم ) صفة للصورة ( ثم بعد ذلک یعبر ) ذلک الرائی ( أی یجاز عنها ) أی عن الصورة التی رأى فیها الحق ( إلى أمر آخر یقتضی ) ذلک الأمر ( التنزیه عقلا فإن کان الذی یعبرها ذا کشف أو ) ذا ( إیمان فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط بل یعطیها حقها ) أی بل ذلک الرائی یعطی حق تلک الصورة المرئیة ( من التنزیه ومما ظهرت ) تلک الصورة ( فیه ) الضمیر راجع إلى ما ،


فکان لهذه الصورة حقان حق التنزیه وحق التشبیه مما یلزمها فی المنام فالعابر المذکور یعطی لها حقها فی التنزیه بأن یقول الحق منزه عن الصورة بحسب ذاته ویعطی حقها من التشبیه بأن یقول هذه صورة من الصور التی یظهر فیها الحق هکذا أهل الکشف والشهود یرى الحق فی کل صورة وفی کل کلام ینزه ویشبه یعنی یرى .

من وجه ولم یر من وجه فجمع الرؤیة وعدمها فی صورة واحدة فی زمان واحد ( فاللّه ) یعنی فإذا علمت ما ذکرته فاعلم فلفظة اللّه فی قوله تعالى رُسُلُ اللَّهِ اللّه أعلم


 ( على التحقیق عبارة ) عن ذات الحق من حیث ظهوره بالألوهیة وما یظهر ألوهیته تعالى إلا فی صورة مألوهاته فکما یظهر فی صور مصنوعاته یظهر فی کلامه ، لذلک وجه بالخبریة والابتدائیة إعطاء الحق التشبیه والتنزیه فی الکلام أیضا أو معناه فاللّه على التحقیق عبارة أی نسبة وإضافة فی التحقیق لا وجود له فی الخارج ثم جعل علما لذات الواجب الوجود من حیث اتصافه بالألوهیة بالنسبة إلى مألوهاته فجعله خبرا بناء على هذا الأصل بلا اعتبار کونه علما للذات فإن اعتبار الذات مانع للخبریة ولا اعتبار هذا التحقیق .


قال الشیخ رضی الله عنه : ( لمن فهم الإشارة ) أی إشارة کلامه القدیم فإن أهل الإشارة یفهم من وجه لفظة اللّه هذا المعنى فی هذا المقام وإن ترکه أهل الشرع أو معناه أن یقول فاللّه على التحقیق عبارة أی یعبر عنه القارئ بهذین الوجهین إلى التنزیه ،


والتشبیه کما یعبر عن مسماه فی المقام إلیهما فإن قیل إن اللّه علم لذات الواجب الوجود فمن أطلق على غیره فقد کفر وأشرک باللّه تعالى فکیف وجه هذا الکامل وجه الخبریة قلنا إن معنى التنزیه والتشبیه عندهم عین معنى النفی والإثبات فی کلمة التوحید عند أهل الشرع ألا ترى کیف یعم النفی بحسب المفهوم وجود الواجب والممکن فی کلمة التوحید لذلک لو توقف القائل فی النفی زمانا بلا عذر یکفر فوجب بالشرع ذلک النفی المحال على اللّه تعالى بمقارنة الإثبات بمعنى لولا الإثبات لاستحال على اللّه ذلک النفی فلا وجود لهذا النفی فی الشرع ولا فی نفس الأمر إلا بإثبات لذلک تسمى کلمة لا کلاما


وإن کان تفید فائدة الکلام إذ الکلام یقتضی وجود الأجزاء قبل التألیف فی کلمة عزیزة مرکبة من النفی والإثبات فنفیه إشارة إلى تنزیه الحق وإثباته إشارة إلى تشبیه الحق وصورته المخصوصة إشارة إلى أن ذاته تعالى جامعة محیطة بکل ما یدخل تحت العدم المطلق والوجود المطلق ، فکما لا یخلو النفی عن الإثبات ولا الإثبات عن النفی فی کلمة التوحید کذلک لا یخلو التنزیه عن التشبیه ولا التشبیه عن التنزیه کما مر ،

فکما یکفر قائل النفی بدون الإثبات کذلک یکفر المشبه بدون التنزیه وبالعکس

أی یستر بعض أحکام اللّه التی جاءت بها الشرائع فظهر أنه إنما یلزم ذلک لو لم یقارن ذلک الإطلاق التشبیهی إلى التنزیه فهو بعینه مع التنزیه النفی مع الإثبات


فأطلق فنزه فی زمان واحد فلا ینفک الوجه الخبری عن الوجه الابتدائی ولا الابتدائیة عن الخبری فی مشاهدة أهل الذوق فما أطلق فقط بدون النفی حتى یکفر

بل أطلق فنفى فی زمان واحد بلا فصل بینهما بشیء فیهما کلمة واحدة لا عین لها فی الخارج کما أن کلمة التوحید لا عین لها فی الخارج إذ ما فی الخارج شیء مرکب من النفی والإثبات یصدق علیه هی بل ما فی الخارج إلا ذات واحدة مستجمعة بجمیع الصفات


مع أن هذا الوجه أی الوجه الخبری فی اللّه مختص بالرسل عندهم لا یتناول إلى غیرهم من الأعیان لکون الحق سمعهم وبصرهم وجمیع قواهم من أجل تحصیلهم بالنوافل المحبة الإلهیة فلم یکن الحق قوی لمن لم یحصل له هذا الکمال

فصدق اللّه على الرسل إلى التنزیه مقدار صدق النفی علیه إلى الإثبات بل هو أقصر منه صدقا لطول النفی باللسان منه ولیس هذا أعقل من ذلک فجمع بین التنزیه والتشبیه أهل الحقیقة والشهود فی قولهم هو لا هو کما جمع فی کلمة التوحید بین النفی والإثبات ،


فجمع الشهود بینهما أسرع من جمع اللسان لأن جمع التنزیه والتشبیه یرجع إلى العقل والوهم فالعقل ینزه الحق عما یثبت له الوهم والوهم یثبت للحق عما ینزهه عنه والشهود یجمع بینهما بلا تخلل آن والشیخ قدس سره وجه بالخبریة أعلاما للمحجوبین بهذا المعنى وهو من لطائف کلام رب العزة وأسراره لا یطلعه إلا أهل الإشارة بهذا التوفیق وبهذا ظهر تقدم أهل الکشف والذوق فی رتب العلم عند أهل الانصاف .

ولما فرغ عن بیان حقیقة التنزیه والتشبیه وما یلزمهما من الأحکام شرع فیما هو المقصود من هذا الفص ،


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )


قال رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.  فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )


قلت : الشیخ رضی الله عنه وصف حال الوهم فی الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزیه والتشبیه وما جمعهما إلا عارف .

وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه یقتضی التنزیه دون التشبیه .

وأما الحس فلا یقتضی إلا التشبیه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذکره بعد ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )

قال رضی الله عنه :  (ولکن قد أمرنا بالستر ) .


یعنی رضی الله عنه  : لهم وعنهم وفی نظرهم وبموجب زعمهم ، ( لیظهر تفاضل استعداد الصور ، وإنّ المتجلَّی فی صورة هو بحکم استعداد تلک الصورة ، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها ولوازمها ، لا بدّ من ذلک )

 حتى ینسب إلى المتجلَّی ما ینسب إلى تلک الصورة من الحجاب ، والکشف ، والتجلَّی والستر ، والعرفان والمنکر 


قال رضی الله عنه  : ( مثل من یرى الحق فی النوم ، ولا شکّ هذا ، وأنّه لا شکّ الحقّ عینه ، فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلَّى فیها فی النوم ، ثم بعد ذلک یعبر - أی یجاز - عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا ، فإن کان الذی یعبرها ذا کشف أو إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط ، بل یعطیها حقها من التنزیه ، وممّا ظهرت فیه ) . یعنی : من التشبیه


قال رضی الله عنه :  ( فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة)

یشیر رضی الله عنه  إلى ما ذکر أوّلا عن سعة سلطان الوهم ، والوهم قوّة ، لها مدخل فی التخیّلات ، وتحکَّم أیضا فی المعقولات والمحسوسات ، من شأنها أن ترکَّب أقیسة کلَّیة من الموادّ الجزئیة ، وتحکم بالشاهد على الغائب.


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )


قال رضی الله عنه :  (ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور ، وإن المتجلى فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة ، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها ولوازمها لا بد من ذلک )

ولکن قد أمرنا بالستر عنهم وأن نکلمهم على حسب نظرهم واعتقادهم بموجب زعمهم ، کما قیل : کلموا الناس على قدر عقولهم ، فإن الله تعالى قال : " وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِه " وما أمکنهم فهمه.

أی فینسب إلى المتجلى ما تعطیه حقیقة تلک الصورة التی هی المجلى ولوازمها من الحجاب والکشف والتجلی والسر والعرفان والذکر ( مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا ، وإنه لا شک الحق عینه ) وأنه هو الحق عینه بلا شک .


قال رضی الله عنه :  ( فیتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم ، ثم بعد ذلک یعبر أی یجتاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا ، فإن کان الذی یعبرها ذا کشف وإیمان فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط بل یعطیها حقها من التنزیه ، ومما ظهرت فیه أی من التشبیه فاللَّه على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة ) .


"" أضاف بالی زادة :

( ولوازمها ) أی لوازم تلک الحقیقة فلا یذوق هذه المسألة إلا من تجلى له الحق فی صورة استعداده فینمیه ما نسبه لنفسه ، ویشاهده بذلک التجلی تفاضل الصور فیشبهه وینزهه ولا بد من ذلک فی التجلی ، فلا بد لظهور استعداد الصور من التجلی مثل هذه المسألة بما وقع فی المنام من الصور الإلهیة حتى یعلم منه ما فی الیقظة فإنها على الحقیقة قال علیه الصلاة والسلام « الناس نیام » وکما قیل : إنما الکون خیال .اهـ بالى  زادة. ""


یعنى أن الأمر بالستر إنما ورد سلطان الوهم على هذه النشأة فلا بد من الستر لیظهر تفاضل الاستعداد .

واعلم أن الوهم قوة تحکم فی المتخیلات وتدرک المعانی الجزئیة فی المحسوسات ، وأحکامها فی المعانی الجزئیة التی تدرکها من المحسوسات والمتخیلات أکثرها صحیحة ، وقد یحکم أیضا فی المعقولات والمعانی الکلیة بأحکام کلها فاسدة إلى ما شاء الله ، والتمیز بین صحیحها وفاسدها لا یتیسر إلا لمن أخلصه الله بنور الهدایة الحقانیة ، وو فقه لإدراک الحق والصواب ، وأید عقله بتأیید روح القدس ،


 


ومن شأن هذه القوة أن ترکت أقیسة استقرائیة أو تمثیلیة من المواد الجزئیة فتحکم من الجزئی على الکلى ، وتجعل الحکم بالقیاس کلیا والمقیس علیه جزئی ، وتحکم بالشاهد على الغائب والاستیلاء به على العقل یفسد أکثر أحکام العقل إلا ما صار لبا ،

والمقال الذی یتفاضل الاستعداد به ، هو أن الله قد یتجلى فی صورة إنسانیة مثلا فی النوم فالمؤمن العاقل یؤمن بذلک ویتوهم أنه مطرد فی جمیع صور التجلی حتى أنه یظن أنه تعالى کما تجلى فی هذه الصورة ، وأنه إذا تجلى تجلى فی صورة إنسانیة ، أو أن الصورة الإنسانیة صورته مطلقا ، والمنزه ینزه الحق عن الصورة بالدلیل العقلی ،



ویحکم الوهم أن التجرد عن الصورة له ذاتی فلا یعطیه الفکر إلا ذلک ، فیعبر عنها إلى ما یقتضیه التنزیه العقلی ، فحصره فیما لا صورة له ، وحدده وشبهه بالعقول والمجردات ،

ویتوهم أنه قد نزهه غایة التنزیه وهو فی عین التشبیه ،

وأما صاحب الکشف فلا یعبر عنها إلى التنزیه المحض ، بل یعطیها حقها من التنزیه بأن لا یقید الحق بصورة ، ولا یعطله عن جمیع الصور ولا یجرده ویعطیها أیضا حقها مما ظهرت فیه من التشبیه بأن یضیف إلیه فی تلک الصورة أحکام تلک الصورة ولا یقیده بها ،


ویعلم أنه کلما شاء ظهر فی أی صورة شاء فیضاف إلیه ما یضاف إلى تلک الصورة وإن شاء لم یظهر فی صورة أصلا ، وهو فی کل موطن ومقام وظهور وبطون منزه عن ذلک کله غیر مقید بتجرد ولا لا تجرد ولا بإطلاق ولا لا إطلاق ،

فاللَّه عند التحقیق لفظ وعبارة فهم منه کل أحد ما بلغه من معرفته للحق بحسب استعداده ، ولمن فهم إشارة الحق وأهله عن الحق الصریح .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )


قال رضی الله عنه :  (ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وإن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها ولوازمها لا بد من ذلک.)


أی ، أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعدادات الأعیان فی المظاهر ، فإن التجلی لا یقع على عین من الأعیان إلا بحسب استعداد تلک العین ، فیعلم الفاضل من المفضول ، ویتمیز المراتب ( فینسب إلیه ) أی ، إلى الحق المتجلی ، ما تعطیه حقیقة العین التی هی المجلى .

( ولوازمها ) أی ، حقیقة أعراضها الذاتیة من اللوازم الحاصلة فیها عند المتجلی ، کما مر مرارا من أن المرایا لها أحکام لا تظهر إلا عند التجلی من الصغر والکبر والاستطالة والاستدارة ، وأمثالها .

( مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا . ) أی ، رؤیة الحق فی النوم کما لا ینکر رؤیته فی الآخرة ( وأنه لا شک الحق عینه ) أی ، وأن المرئی هو الحق عینه بلا شک .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فیتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم . ثم ، بعد ذلک یعبر أی یجازعنها إلى أمر آخر یقتضى التنزیه عقلا . فإن کان الذی یعبرها ذا کشف أو إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط ، بل یعطیها حقها من التنزیه ومما ظهرت فیه.) أی ، الهویة الإلهیة فیه .


لما ذکر أن المتجلی إنما یتجلى بحسب استعداد المتجلى له ، وجعل منسوبا إلیه ما تعطیه حقیقة المتجلى له من الصور ولوازمها ، ذکر له مثالا :

وهو أن الإنسان یرى الحق فی نومه على صورة من الصور ، ولا شک أن الحق هو المتجلی فی تلک الصورة لروح النائم ، فلوازم تلک الصورة من الشکل والوضع واللون کلها تلحق الحق بتبعیة الصورة وهذا عین التشبیه .

ثم ، المعبر إن کان من أصحاب النظر والعقل ، یعبر عنها ویقول ، إن الحق منزه عن الصورة . فالمراد بهذه الصورة کذا وکذا ، من المعانی المناسبة للتنزیه المجردة عن الصورة .

ویلزمه التحدید بل التشبیه بما لا صورة له ، کالعقول والمعانی المجردة .


وهو لا یشعر یدرک المعانی الجزئیة فی المحسوسات وأحکامه فی المعانی الجزئیة أکثرها صحیحة ، ویحکم فی المعقولات والمعانی الکلیة بأحکام کلها فاسدة إلا ما شاء الله ، غیر مناسب لما ذکره الشیخ  ) رضی الله عنه .


لأنه ذکر أن الوهم هو السلطان الأعظم فی هذه الصورة الإنسانیة وبه جاءت الشرائع المنزلة ، فهو فی صدد تصویب أحکام الوهم ، تخطئته.

(فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة.) لما نقل کلامه ، رضی الله عنه ، إلى قوله تعالى رسل الله : الله أعلم حیث یجعل رسالاته ، وذکر أن لها وجها إلى الخبریة ووجها إلى الابتدائیة ، وبین التنزیه والتشبیه فی المثال، قال منتجا عما ذکره :

( فالله على التحقیق عبارة ) أی ، فلفظ ( الله ) فی ( الله أعلم ) فی الحقیقة عبارة عن حقیقة ظهرت فی صور الرسل لمن فهم ما أشرنا إلیه من جعلنا ( الله ) خبرا (الرسل) .


خصوص النعم فی شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )


قال رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالسّتر لیظهر تفاضل استعداد الصّور ، فإنّ المتجلّی فی صورة بحکم استعداد تلک الصّورة ، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها ولوازمها ولا بدّ من ذلک ، مثل من یرى الحقّ فی النّوم ولا ینکر هذا ، وأنّه لا شکّ الحقّ عینه فتتبعه لوازم تلک الصّورة وحقائقها الّتی تجلّى فیها فی النّوم ، ثمّ بعد ذلک یعبّر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التّنزیه عقلا ، فإن کان الّذی یعبّرها ذا کشف أو إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیة فقط ، بل یعطیها حقّها من التّنزیه وممّا ظهرت فیه ، فاللّه على التّحقیق عبارة لمن فهم الإشارة ) .

، ( ولکن قد أمرنا بالستر ) أی : بستر ظهور الحق على بعض صوره دون البعض بقوله صلّى اللّه علیه وسلّم : « ما أحد یحدث قوما بحدیث لا یبلغه قولهم إلا کان فتنة على البعض » . أورده ابن القیم فی الجواب الصحیح لمن بدل دین المسیح وابن کثیر فی التفسیر وذکره العجلونی.

وقوله صلّى اللّه علیه وسلّم : « إنا معاشر الأنبیاء أمرنا أن نکلّم الناس على قدر عقولهم » .

ذکره المناوی فی فیض القدیر وابی نعیم فی الحلیة والعجلونی فی کشف الخفاء . وعزاه الحافظ ابن حجر العسقلانی لمسند الحسن بن سفیان من حدیث ابن عباس بلفظ "أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم".


وقول علی رضی اللّه عنه : " إن هاهنا لعلوم جمة ، وأشار إلى صدره لو وجدت لها حملة " .

وقول العارفین : إفشاء سر الربوبیة کفر .


قال رضی الله عنه :  ( لیظهر تفاضل استعداد الصور ) بقبول ما یرد علیها من المعارف الإلهیة ، فالکامل یعرف تنزیهه فی ذاته ، وظهوره فی الموجودات کلها ، والقاصر یقتصر على التنزیه تارة ، وهو المؤمن ، وعلى التشبیه تارة وهو الکافر ، ومنهم من یجمع بینهما لکن بحصر ظهوره ببعض المظاهر ، وهو أیضا کافر لا، لاعتقاد ظهوره فیها ، بل لجعله فی حکم فی استحقاق العبادة أو لا یحصر ،

ولکن ینکر المظاهر الکاملة کالأنبیاء ، والملائکة ، والکتب الإلهیة ، وتری القاصرة مظاهر کاملة ، فیکفر أیضا لرؤیته القصور عن الکمال الإلهی ، وکل هؤلاء وإن کانوا مظاهر الحق فلا تفاوت ظهور الحق فیها ، یظهر فی بعضها بالعلم الکامل ، وفی بعضها لم یظهر .

کذلک ( فإن المتجلی فی صورة ) یکون ( بحکم استعداد تلک الصورة ) ، والاستعدادات متفاوتة ، فیتفاوت حکم المتجلی فیها ،


وإن کان کاملا فی ذاته ، ( فینسب إلیه ) أی : إلى المتجلی ( ما تعطیه حقیقتها ) من نحو الملائکیة ، والإنسانیة ، والحیوانیة ، والجمادیة ، ( ولوازمها ) من العلم والجهل وسائر العوارض مع التفاوت الذی فیها ، مثل نسبتنا إلیها هذه الحقائق واللوازم عند ظهورها فی صور الأشیاء بنسبة المعبرین کلهم من القدماء والمتأخرین إیاها إلیها عند رؤیتها فی المنام بصورها ( مثل من یرى الحق فی المنام ) بصورة تشبیهیة ، ( ولا ینکر هذا ) لکونه مأثورا من السلف مع أن الشیء لما جاز أن یرى فی المنام على خلاف صورته ، فرؤیة من لا صورة له فی ذاته مقصور بصورة فی المنام لا تزید على ذلک .


قال رضی الله عنه :  ( وإنه ) أی : المرئی ( لا شکّ الحق عینه ) ، إذ رؤی على أنه الحق ، وقد وعظ ، ونصح ، وفعل خلاف ما یفعله الشیطان ، ولم یوجب اعتقاد کون الحق على تلک الصورة فی نفسه ، ( فیتبعه ) أی : الحق المرئی فی تلک الصورة عند المعبر معان هی ( لوازم ) تلک الصورة وحقائقها ، وإن کانت ( تلک الصورة ) هی ( التی تجلى الحق فیها فی النوم ) "فی نسخة : المنام "

، ولیس للحق فی نفسه تلک اللوازم والحقائق ، فالمعبر بنسبها إلیه من حیث تجلیه فی تلک الصورة التی لها تلک الحقائق واللوازم سواء کان منزها أو مشبها أو جامعا بینهما .


( ثم بعد ذلک ) أی : بعد نسبة تلک الحقائق واللوازم إلى الحق ، ( یعبر أی یجاوز عنها ) أی : تلک اللوازم والحقائق ( إلى أمر آخر ) یناسبها ، لکنه یکون مما ( یقتضی التنزیه عقلا ) ، واحترز به عن تنزیه الکمّل ، وهو التنزیه عن عدم الجمع بین التنزیه والتشبیه ، هذا إذا کان المعبر من أهل النظر أو مقلدا لهم ، ( فإن کان الذی یعبرها ذا کشف أو ) لم یکن ذا کشف ، ولکن کان ذا ( إیمان ) بطریق الکشف ،


قال رضی الله عنه :  (فلا یجوز) أی : لا یتجاوز ( عنها ) ، أی : عین تلک اللوازم والحقائق إلى صرف التنزیه ، ( بل یعطیها ) أی : الذات الإلهیة (حقها من التنزیه) بأن یقول : إنها ظهرت فی هذه الصورة ، ولیست صورتها فی الواقع ، (ومما ظهرت فیه) من التشبیه وقع بینهما ، فأنبه على أن (التحقیق عبارة) عن المعبر عنه والمعبر إلیه ، بل عن کل شیء باعتبار استقراره فی مقر غیره تارة ، وباعتبار ظهوره فی المظاهر أخرى ،(لمن فهم الإشارة) إلى الجمع بین التنزیه والتشبیه فیه.


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )

ولکن أمرنا بالستر ) وأن لا یظهر للناس إلا ما هو على قدر عقولهم وطبق عقائدهم ، وذلک ( لیظهر تفاضل استعداد الصور ) ویتمّ به أمر ظهور تفاصیل أحکام الأسماء بجزئیّاتها على ما هو مبتغى ألسنة استعداداتهم .



التجلی بحکم استعداد محله

( و ) یظهر ( أن المتجلَّی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة ، فینسب ) المتجلَّى له ، أو على صیغة المجهول وهو أظهر وفی بعض النسخ أیضا : " فإنّ المتجلی " ، وذلک غیر بعید عن الصواب .

( إلیه ) أی إلى المتجلَّی ( ما تعطیه ) تلک الصورة ( حقیقتها ولوازمها ) أی ینسب المجلى إلى المتجلَّی ما یعطیه عین ذلک المجلى من التنزیه والتشبیه ولوازمه - من الظهور والستر والمعرفة والنکر کذا وغیر ذلک - کل ذلک تحقیقا لقضیّة الظهور والإظهار ، وتفصیل أحکام الجزئیّات وإعطاء حکم الکثرة حقّها .



رؤیة الحقّ فی النوم والاختلاف فی تعبیره

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا بدّ من ذلک ، مثل من یرى الحقّ فی النوم ، ولا ینکر هذا ) لسعة عالم المثال ، وظهور کل ما یمکن أن یتخیّل فیه عند کلّ أحد ( وأنّه لا شک الحقّ عینه ) ، فإنّه عین سائر المراتب من الحضرات والعوالم ، ( فیتبعه ) الحقّ ( لوازم تلک الصورة ) ، أی أعراضها الخارجة عن ذاتها - کالوضع والمقدار واللون المعیّن مما یلزم تلک الصورة - ( وحقائقها ) أی ذاتیّاتها التی یتقوّم بها الصورة ( التی تجلَّى فیها ) الحقّ ( فی النوم ثمّ بعد ذلک ) عند الانتباه فی النشأة الجمعیّة وانقهار حکم الخیال والمثال ( یعبر ) أصله من العبر ، وهو تجاوز من حال إلى حال ، ومنه اشتق عبرة العین والعبارة ، وإلیه أشار بقوله :


قال الشیخ رضی الله عنه :  (أی یجاوز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه ) عقلا ، إن کان المعبّر من أرباب العقول والأنظار ، ( فإن کان الذی یعبرها ذا کشف أو إیمان فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط ) فإنّ أحدهما صاحب القلب .

والآخر من ألقى إلیه السمع وهو شهید وهما إنما یحکمان بالتنزیه الذی فی التشبیه - لا بالذی یقابله ، وهو المعبّر عنه بـ « فقط » - ( بل یعطیها حقا من التنزیه ومما ظهرت فیه ) من الأوصاف التی هی مبدأ التشبیه إذ قد عرفت أنّ الحقّ عین هذه الصورة المثالیّة فی عالمها .



التعبیر والعبارة

وأما فی عالم الیقظة والانتباه الذی هو موطن التحقیق ، فهو العبارة التی یعبّر بها عن تلک الصورة ، وإلیه أشار بقوله : ( فاللَّه على التحقیق عبارة ) یعبّر بها سائر الصور التی رأى بها الراؤون فی مدارکهم .

فإنّ الوجود الکلامی هو الذی تفرّد به الحقّ من العین الموجود ، واختصّ به من بین الصور الخارجیّة تحقیقا ، على ما نطقت به الشرایع وجاءت به الرسل وإلَّا فسائر الأطوار من الوجود وجمیع المراتب الاستیداعیّة منها والاستقراریّة للحقّ فیها جهة وللعالم فیها أخرى ، کما سیحقّق أمره آنفا .

ثمّ إنّ العبارة التی قد اختصّت بالحقّ لها صورة ظاهرة ، وهی الحروف التی هی مختزن الحقائق الإلهیّة ، کما نبّهت على بعض ما اشتمل علیه الحروف « الله » ، ولها معنى خفیّ ، وهو العبور عمّا یدرک ، ویحیط به المدارک کما نبّه علیه فی تعبیر الرؤیا ، وإلیه أشار بقوله : ( لمن فهم الإشارة ) ، فإنّ الإشارة هی المعنى الخفیّ . المؤثر هو الله تعالى ، والمؤثر فیه العالم


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولکن قد أمرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور، وأن المتجلی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک: مثل من یرى الحق فی النوم ولا ینکر هذا وأنه لا شک الحق عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة وحقائقها التی تجلى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبر أی یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا.

فإن کان الذی یعبرها ذا کشف و إیمان ، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقها فی التنزیه و مما ظهرت فیه. فالله على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة. )


( ولکن قد أمرنا بالستر ) ، وألا یظهر للناس إلا ما هو على قدر عقولهم وإنما أمرنا بالستر ( لیظهر تفاضل استعداد الصور ) فی إظهار أحکام المتجلی فیها وإعطائها لوازمها له من غیر تصرف أمر خارج عنها ( فیها )


ولیظهر ( أن المتجلی فی صورة إنما یکون بحکم استعداد تلک الصورة فنسبت ) على البناء للفاعل ، أی ینسب استعداد تلک الصورة أو على البناء للمفعول ، أی ینسب ( إلیه ) ،

أی إلى المتجلی ( ما یعطیه ) الضمیر المنصوب إما عائد إلى التجلی أو إلى ما الموصولة ،


( حقیقتها ) ، أی حقیقة تلک الصورة ( ولوازمها لا بد من ذلک مثل من یرى الحق فی النوم ولا یذکر هذا وإنه ) بکسر الهمزة عطفا على جملة لا ینکر أو بفتحها عطفا على هذا ، أی وأنه أی المرئی فی النوم ( لا شک الحق عینه ) فالحق عینه خبر إن ولا شک معترضة بین اسمه وخبره ( فتتبعه لوازم تلک الصورة ) ، أی أعراضها الخارجة عن ذاتها کالوضع والمقدار واللون ( وحقائقها ) ، أی ذاتیاتها المقومة لها ( التی تجلى ) الحق ( فیها فی النوم ) الموصول إما صفة للصورة وللوازمها وحقائقها ( ثم بعد ذلک ) ،


أی عند التیقظ والانتباه ( یعبر ) ، أی یجاز ( عنها ) ، أی عن تلک الصورة ( إلى أمر آخر یقتضی التنزیه ) عن الصورة وأحکامها ( عقلا ) ، أی من حیث العقل ، فإن العقل من حیث هو لا یحکم إلا بتنزیهه عن الصور وأحکامها ( فإن کان الذی یعبرها ذا کشف ) وعیان ممن له قلب ( أو إیمان ) وتقلید ممن أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِیدٌ[ ق : 37 ] .


( فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط بل یعطیها حقها فی التنزیه ) ، بأن تقول هذه الصورة باعتبار ما هی صورة له منزه عن الصورة الحسیة والمثالیة والعقلیة کلها .


( ومما ظهرت فیه ) ، أی ویعطى حقها من الصفات التشبیهیة التی ظهرت فیه ، أی فی الحق سبحانه من جهة ظهوره فی هذه الصورة بأن یقول الحق سبحانه ،

وإن کان بحسب ذاته منزها عن هذه الصورة وأحکامها لکن بحسب ظهوره فی هذه الصورة عینها ، وأحکامها أحکامه فلا ینفیها عنه مطلقا وإذ قد عرفت أن اللّه فیاللَّهُ أَعْلَمُذو وجهین ناظر أحدهما إلى التنزیه والآخر إلى التشبیه ، واتضح عندک سر التنزیه والتشبیه بمثاله أورد هناک



قال رضی الله عنه :  ( فاللّه على التّحقیق عبارة لمن فهم الإشارة) .

 ( فاللّه ) المشیر أحد وجهیه إلى التنزیه والآخر إلى التشبیه واتضح معناهما غایة الاتضاح بواسطة المثال المذکور فهو وضوح الدلالة علیهما ( على التحقیق عبارة ) ، أی کالعبارة لا إشارة ، لأنه لا خفاء به لکن کونه فی وضوح المعنى کالعبارة إنما هو

 ( لمن فهم الإشارة ) ، لا للمتحمد على العبارة خصوصا على الوجه الذی حملنا کلامه رضی اللّه عنه علیه ، فإن فیه إشارة إلى إشارة ولا یبعد أن یجعل ذلک قرینة علیه ،


ولما انجر کلامه رضی اللّه عنه إلى أن استعدادات الصور متفاضلة فی إظهار أحکام الحق المتجلی فیها ، أو أنها تعطى الحق وتنسب إلیه ما تعطیه حقیقتها ولوازمها ، وهذا نوع تأثیر من الصورة فی الحق المتجلی فیها أراد أن یبین المؤثر فی الحقیقة ما هو والمؤثر فیه ما هو


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۴۸۴-۴۸۵

و لکن قد امرنا بالستر لیظهر تفاضل استعداد الصور.

 و لکن ما مأمور به ستر هستیم تا تفاضل استعداد صور ظاهر شود.

(مراد از منتقد محققى است که یا به کشف و عیان و یا به نظر و برهان خلاصه معانى و حقایق را ‌می‌داند و مراد از معتقد، مقلد مؤمن به اهل حقایق و عرفان است.

فانّ المتجلّی فی صورة بحکم استعداد تلک الصورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بد من ذلک.

زیرا متجلى در صورتى، به حکم استعداد آن صورت است. پس حقیقت آن صورت و عین که مجلاست و نیز آن چه حقیقت لوازم آن عین و صورت عطا ‌می‌کند و اقتضا ‌می‌نماید به متجلى که حق است نسبت داده ‌می‌شود و ناچار باید این چنین باشد.

اقتضاى هر عین ثابتى اختصاص به آن عین دارد و در پیش گفتیم که مرایا را احکامى است از صغر و کبر و استطاله و استداره و امثال آنها که هنگام تجلى ظاهر ‌می‌گردند.

مثل ما یرى الحقّ فی النوم و لا ینکر هذا

مثل آن کسى که حق تعالى را در عالم خواب ‌می‌بیند و این معنى انکار ن‌می‌شود.

زیرا عالم مثال، واسع است و مقام خیال انسان که مثال متصل اوست خیال عقلانى است. چون دیگر مشاعر و مدارک او که هر یک را ادراک عقلانى است. مثلا لمس و شم و ذوق انسان هر یک عقلانى است. هر چند مادى است به خلاف حیوانات که إدراکات آنها وهمى است. زیرا سلطان قواى حیوانى وهم است و از آن فراتر نیست، اما سلطان‏ قواى انسان عقل است. بلکه او را ادراکاتى وراى طور عقل است و از نکته عالیه‌ای که فرمودند: «بدن مرتبه نازله نفس است» باید این احکام را استنباط کرد و در آن حکم مندرج دانست و چون سلطان آن قوا وهم و این قوا عقل است، انسان از ظاهر پى به باطن ‌می‌برد و اکتشافات و اختراعات و کسب حقایق ‌می‌کند به خلاف حیوان. غرض اینکه از جهت سعه عالم مثال و تجرد برزخى قوه خیال، انکار خوابهایى آن چنان که گفته شد راه ندارد. چنانکه رؤیت حق تعالى در آخرت انکار ن‌می‌گردد و حدیث رؤیت بر این معنى نص است.

[شک نیست که مرئى عین حق است‏]

و انّه لا شک الحقّ عینه فتتبعه لوازم تلک الصورة و حقائقها التی تجلّى فیها فی النوم، ثم بعد ذلک یعبّر- أی یجاز- عنها إلى أمر آخر یقتضی التنزیه عقلا، فإن کان الذی یعبّرها ذا کشف و إیمان، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقّها من التنزیه و مما ظهرت فیه. فاللّه على التحقیق عبارة لمن فهم الإشارة.

و شک نیست که مرئى عین حق است. پس لوازم آن صورت (از شکل و وضع و امور دیگر) به تبعیت آن صورت به حق ‌می‌رسد (و این عین تشبیه است). سپس بعد از تیقظ و انتباه یعنى بعد از بیدارى، از آن صورت عبور ‌می‌کند به امر دیگرى که به حسب عقل اقتضاى تنزیه ‌می‌نماید. پس اگر آن کسى که از آن صورت عبور ‌می‌کند صاحب کشف و ایمان است از آن صورت به سوى تنزیه تنها ن‌می‌رود بلکه حق صورت را از تنزیه و از آن چه که در آن ظهور کرده است (یعنى هویت الهیه) عطا ‌می‌کند (یعنى جمع بین تشبیه و تنزیه ‌می‌کند). پس اللّه تعالى بنا بر تحقیق عبارت است از حقیقتى که در صورت رسل ظاهر شده است. براى کسى که اشاره‌ای را که نموده‏ایم فهم کند.

اشاره آن بود که در آیه سابق گفتیم: اللّه، خبر رسل اللّه است. یعنى رسل اللّه، اللّه است.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۱۶-۹۱۸

و لکن قد أمرنا بالسّتر لیظهر تفاضل استعداد الصّور، فإنّ المتجلّى فى صورة بحکم استعداد تلک الصّورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها و لا بدّ من ذلک.

یعنى ما مأموریم به ستر تا ظاهر شود تفاضل استعدادات در مظاهر، لاجرم، بیت:

زان روى ما و یاران کردیم عهد با هم‏ پنهان کنیم سرّ را پیش افکنیم سر را

ما نیز مرد مانیم، نى کم ز سنگ کانیم‏ بى‏زخمهاى میتین پیدا نکرده زر را

دیوار گوش دارد آهسته‏تر سخن کن‏ اى عقل نام بر زو (بام بررو- خ) و اى دل بگیر در را


زیرا که واقع نمى‏شود مگر به حسب استعداد آن عین، پس معلوم مى‏گردد فاضل از مفضول و متمیّز مى‏گردد مراتب پس منسوب مى‏شود به حقّ که متجلّى است آنچه اعطاء مى‏کند آن را حقیقت عینى که متجلّى لها است و لوازم آن از اعراض ذاتیّه چنانکه بارها گذشت که مرایا را احکامى است که در ناظر عند التّجلّى ظاهر مى‏شود از صغر و کبر و استطالت و استدارت و امثال این. بیت:

به قدر روزنه افتد شعاع در خانه‏ اگرچه شعشعه شمس را نهایت نیست‏

مثل من یرى الحقّ فى النّوم و لا ینکر هذا (تلک- خ) و أنّه (و انّه- معا) لا شکّ الحقّ عینه فتتبعه لوازم تلک الصّورة و حقائقها الّتى تجلّى فیها فى النّوم، ثمّ بعد ذلک یعبّر أى یجاز عنها إلى أمر آخر یقتضى التّنزیه عقلا. فإن کان الّذى یعبّرها ذا کشف أو إیمان، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط، بل یعطیها حقّها من التّنزیه (فى التنزیه- خ) و ممّا ظهرت فیه.

مثل آنکه کسى حقّ را در خواب بیند و دیدن حقّ در خواب منکر نیست‏ چنانکه در قیامت و شک نیست که مرئى عین حقّ است پس به تبعیّت ثابت مى‏شود حقّ را لوازم این صورت و حقائقش که حقّ متجلّى است در وى حالة النّوم بعد از آن گذشته مى‏شود از او به امر دیگر که مقتضاى تنزیه است عقلا.

پس اگر معبّر صاحب کشف یا ایمان باشد از آن صورت به تنزیه فقط نمى‏گذرد، بلکه حقّ تنزیه حقّ و آنچه را در وى ظاهر شده است اعطاء مى‏کند.

و توضیح این سخن آنست که شیخ چون ذکر کرد که متجلّى تجلّى نمى‏کند مگر به حسب استعداد متجلّى له و آنچه را حقیقت متجلّى له اعطاء مى‏کند از صورت و لوازمش منسوب به سوى متجلى داشت، مثالى ذکر کرد که انسان چون حقّ را در خواب بیند به صورتى از صور، و شک نیست که حقّ است متجلّى درین صورت مر روح نائم را. پس لوازم این صورت از شکل و وضع و کون همه ملحق مى‏شود به حقّ به تبعیّت صورت، و این عین تشبیه است.

بعد از آن اگر معبّر از اصحاب نظر و عقل باشد عبور مى‏کند ازین صورت و مى‏گوید: حقّ منزّه است از صورت و لوازمش. پس مراد ازین صورت فلان و فلان است از معانى مناسبه مر تنزیه را و مجرّده از صورت. و درین تعبیر لازم مى‏شود حق را تحدید بلکه تشبیه به آنچه صورت ندارد چون عقول و معانى مجرّده و آن معبّر نمى‏داند.

و اگر معبّر صاحب کشف و عیان باشد یا خداوند تقلید و ایمان بود از براى تنزیه مطلقا نفى صورت نمى‏کند بلکه اعطاى حقّ صورت به تقدیم مى‏رساند، و آن را از جمله صورى مى‏دارد که حقّ در آن متجلّى است در اوان ظهور به مظاهر، و لکن حقّ را تقیید بدان صورت نمى‏کند تا حصر در وى لازم آید و در

مخاطبه حقّ مى‏گوید؛ بیت:

در ذات تو جان عاشقان مستغرق‏ گیتى شده از دو حرف امرت مشتق‏

با آنکه منزّهى ز قید و اطلاق‏ این طرفه که هم مقیّدى هم مطلق‏


و اعطاى حقّ تنزیه نیز مى‏کند به اینکه مى‏گوید حقّ به حسب ذاتش منزّه است از صور عقلیّه و مثالیّه و حسیّه از براى عجز عقول و اوهام از ادراک آن ذات.

اگرچه به حسب اسماء و صفاتش و به واسطه ظهورش در مراتب عوالم غیر منزّه است از صور، لاجرم قائل مى‏باشد به تنزیه و تشبیه، و اعطاى حق مقامین به‏جاى مى‏آرد در تعبیرش آرى، بیت:

خلق است و حق است و جمله خلق و همه حقّ‏ قیدى نه و هم مقیّد و هم مطلق‏

خاموش کن و دم مزن اى مستغرق‏ کاینجا چو در افتاد نزد مرد نطق‏

فاللّه على التّحقیق عبارة لمن فهم الإشارة.

رجوع کرد به سخن اوّل که در آیت گفته بود که اللّه را از روى اعراب دو وجه است، پس گوید لفظ «اللّه أعلم» در حقیقت عبارت است از حقیقتى که ظاهرست در صور رسل آن‏کس را که اشارت خبر داشتن اللّه را از رسل فهم مى‏کند یعنى:

در بشر روپوش کردست آفتاب‏ فهم کن و اللّه اعلم بالصّواب‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۴۸

 و لکن قد أمرنا بالسّتر لیظهر تفاضل استعداد الصّور، و إنّ المتجلّى فی صورة هو بحکم استعداد تلک الصّورة، فینسب إلیه ما تعطیه حقیقتها و لوازمها لا بدّ من ذلک.

شرح قوله «و أنّ المتجلى فی صورة»، یعنى تجلّى حق بر صورتى از اعیان نیفتد مگر فراخور استعداد آن عین، تا فاضل و مفضول معلوم شود، تا بعد از آن نسبت توان کرد به حق که متجلّى است به آن عین که حقیقت آن عین، که متجلّى است مقتضى آن باشد و لوازم آن، یعنى اعراض ذاتیّه آن عین.

مثل من یرى الحقّ فی النّوم و لا ینکر هذا، و إنّه لا شکّ الحقّ عینه فتتبعه لوازم تلک الصّورة حقائقها الّتی تجلّى‏فیها فی النّوم، ثمّ بعد ذلک یعبّر- أی یجاز- عنها إلى امر آخر یقتضی التّنزیه عقلا. فإن کان الّذی یعبّرها ذا کشف أو ایمان، فلا یجوز عنها إلى تنزیه فقط بل یعطیها حقّها فی التّنزیه و ممّا ظهرت فیه.

شرح گفت انسان در خواب حق را مى‏بیند به صورتى از صور، و در آن شک ندارد. و لوازم آن صورت که شکل و لون به تبعیّت آن صورت لاحق حق گشته، و این عین تشبیه است. باز چون بیننده آن واقعه با معبّر صاحب نظر حکایت کند، او در تعبیر گوید که، حق از صورت و لوازم آن منزّه است، بل مراد از صورت چنین و چنین است، و آن عین تنزیه باشد در تحت تشبیه، بلکه عین تشبیه است. زیرا که از صورت محسوس به معنى معقول رفته، و آن را معیّن و محدود کرده، که مراد اینست. و اگر معبّر صاحب کشف باشد یا مقلّد به ایمان هر دو طرف رعایت حق کند، که حق منزّه است از صور خیالیّه و مثالیّه و حسیّه. اما به حسب صفات و اسما حق را در مراتب عالم ظهور است.

فاللّه على التّحقیق عبارة لمن فهم الإشارة.

شرح یعنى لفظ «اللّه» در «اللّه اعلم» عبارت است از حقیقتى که در صور رسل ظاهر شده، ولیک کسى را که از اهل اشارت است.