عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثامنة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.

ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا العقل السّلیم فهو إمّا صاحب تجلّ إلهیّ فی مجلى طبیعیّ فیعرف ما قلناه ، وإمّا مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصّحیح .  ولا بدّ من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحقّ فی هذه الصّورة لأنّه مؤمن بها . وأمّا غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیّل بنظره الفکریّ أنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التّجلی فی الرّؤیا ، والوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه . ومن ذلک قوله تعالى :ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ [ غافر : 60 ] . قال تعالى :وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ [ البقرة : 186 ] إذ لا یکون مجیبا إلّا إذا کان من یدعوه غیره . )

(وأما) صاحب (العقل السلیم) من آفات التقلید الردیء والعناد والغرور والأعراض الفاسدة .

(فهو إما صاحب) کشف عن (تجل إلهی) ، أی ظهور للحق تعالى عنه (فی مجلى) ، أی مظهر (طبیعی) کالصور المحسوسة فیعرف ما قلناه من التحاق الفرع بالأصل لانقسام الأمر إلى مؤثر ومؤثر فیه (وإما مؤمن) ،

 

أی مصدق (مسلم) ، أی مذعن للوارد عن الشارع (یؤمن) أی یصدق (به) أی بالأثر المذکور والحدیث المسطور (کما) أی على حسب (ما ورد) ، أی بالمعنى الذی أراده اللّه تعالى ورسوله (فی) الإسناد (الصحیح) من غیر عدول إلى تأویل عقلی ونظر فکری .

(ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم) لغلبته (على) هذا (العاقل) المؤمن المسلم للذی ورد على حسب ما ورد الباحث ذلک العاقل (فیما جاء به الحق) تعالى (فی هذه الصورة) مما تضمنه الحدیث المذکور (لأنه) ، أی ذلک المؤمن المسلم (مؤمن) ، أی مصدق (بها) ، أی بتلک الصورة الواردة ،

ولا یمکن امتناعه من الوهم لغلبته علیه بالضرورة وإن نفى الصورة واحترز من ذلک کمال الاحتراز ، لأن لفظ الحدیث یقتضیها ،

فحال هذا المؤمن المسلم مثل حال صاحب التجلی المذکور إلا أنه غیر عارف بمن تجلى له ، وهو محترز منه خائف على إیمانه بالغیب من جهله بما الأمر علیه فی نفسه وأما العاقل (غیر المؤمن) بالوارد فی الحدیث المذکور (فیحکم) دائما (على الوهم) الغالب فیه (بالوهم) الغالب فیه على عقله فیتخیل بنظره الفکری وقیاسه العقلی (أنه قد أحال على اللّه( تعالى ، أی اعتقد أنه محال فی حق اللّه تعالى عنده ما (أعطاه ذلک التجلی) الإلهی والانکشاف الربانی لتلک الصورة التی رآها فی (الرؤیا) المنامیة حیث لا یقدر على إنکارها ولا یستطیع أن یجحد أنه رأى اللّه تعالى فی صورة کذا .

 

(و )لأن (الوهم فی ذلک) ، أی فما رآه (لا یفارقه) أصلا لأن ذلک التجلی وجدان عنده وذوق له (من حیث لا یشعر) بحاله وما هو علیه (لغفلته عن نفسه) وذهوله عنها ومن ذلک ،

أی من التحاق الفرع بالأصل وما تقرر فیه قوله تعالى ادعونی یا أیها العباد استجب لکم ما تدعونی فیه ،

فإنه إذا کان لسان الداعی کما ورد فی الحدیث ، کان هو الداعی تعالى وهو المستجیب ، ولهذا ورد فی قوله تعالى :وَاللَّهُ یَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَیَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ( 25 ) [ یونس : 25 ] ، أی یدل على أنه عین الداعی .

 

وقال تعالى :اسْتَجِیبُوا لِرَبِّکُمْ[ الشورى : 47 ] ، فهو عکس الأوّل لیتبین العبد ما هو الأمر علیه فی نفسه (قال اللّه تعالى : "وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی) ، أی طلبوا منک أن تعرفهم بی وتدلّهم علیّ "فَإِنِّی قَرِیبٌ" إلیهم ، ولأنی أقرب للشیء من نفسه ؛

ولهذا ورد :"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ"[ ق : 16 ] وذلک لأن حبل الورید من الصورة الجسمانیة والحق تعالى متجل علیه فی صورته النفسانیة التی هی حقیقته "أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ" بأن عرف نفسه فعرف ربه فدعاه سبحانه وهو شرط فی الآیة یعنی إذا دعانی لا إذا دعا غیری لجهله بی فی صورة التجلی (إذ) ،

 

أی لأنه تعالى (لا یکون مجیبا) لدعوة الداع (إلا إذا کان) تعالى (هو من یدعوه) ، أی عین الداعی فیکون صدق علیه مقتضى قوله :إِذا دَعانِ[ البقرة : 186 ] ، کما ذکرنا.

""وفی نسخة أخرى : من یدعوه غیره  بدل  هو من یدعوه "".

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.

ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «وإذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما العقل السلیم ) وهو الباقی على الفطرة الأصلیة الخالی عن العقائد الفاسدة ( فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ) ما قلناه من ظهور الحق فی صور الأشیاء فی النوم وغیره أو یعرف ما قلناه من انقسام الأمر إلى مؤثر ومؤثر فیه ( وإما مؤمن مسلم یؤمن به ) أی یؤمن ما قلناه ( کما ورد فی الصحیح )

 

وأیا ما کان ( ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة ) المرئیة فی المنام ( لأنه ) أی العاقل ( مؤمن بها ) أی بهذه الصورة التی تجلى الحق له فیها فطلب حقیتها فبحث بالوهم فی ذلک فیحکم الوهم علیه فی تصوره .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإما غیره المؤمن ) وهو صاحب الاعتقادات الفاسدة والعقل المشوب بالوهم الحیوانی ( فیحکم على الوهم ) أی فیحکم على بطلان ما حکم علیه الوهم من ظهور الحق بصور الأشیاء ( بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا والوهم فی ذلک لا یفارقه ).

 

أی والحال أن الوهم السلطانی لا یفارق عن ذلک المتخیل ( من حیث لا یشعر ) عدم مفارقة الوهم عنه ( لغفلته عن نفسه ومن ذلک ) أی ومن انقسام الأمر إلى مؤثر ومؤثر فیه ( قوله تعالى :ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْوَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِإذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان ) أی وجد ( من یدعوه ) فالمجیب فاعل ومؤثر والداعی قابل ومؤثر فیه فالأثر الحاصل بینهما له وجه إلى الفاعل ووجه إلى القابل فالحق کل شیء بأصله.

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما العقل السلیم ) وهو الباقی على الفطرة الأصلیة الخالی عن العقائد الفاسدة ( فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ) ما قلناه من ظهور الحق فی صور الأشیاء فی النوم وغیره أو یعرف ما قلناه من انقسام الأمر إلى مؤثر ومؤثر فیه ( وإما مؤمن مسلم یؤمن به ) أی یؤمن ما قلناه ( کما ورد فی الصحیح )

 

وأیا ما کان ( ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة ) المرئیة فی المنام ( لأنه ) أی العاقل ( مؤمن بها ) أی بهذه الصورة التی تجلى الحق له فیها فطلب حقیتها فبحث بالوهم فی ذلک فیحکم الوهم علیه فی تصوره .

 

قال رضی الله عنه :  ( وإما غیره المؤمن ) وهو صاحب الاعتقادات الفاسدة والعقل المشوب بالوهم الحیوانی ( فیحکم على الوهم ) أی فیحکم على بطلان ما حکم علیه الوهم من ظهور الحق بصور الأشیاء ( بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا والوهم فی ذلک لا یفارقه ) أی والحال أن الوهم السلطانی لا یفارق عن ذلک المتخیل.

 

قال رضی الله عنه : ( من حیث لا یشعر ) عدم مفارقة الوهم عنه (لغفلته عن نفسه ومن ذلک) أی ومن انقسام الأمر إلى مؤثر ومؤثر فیه ( قوله تعالى :ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان ) أی وجد ( من یدعوه ) فالمجیب فاعل ومؤثر والداعی قابل ومؤثر فیه فالأثر الحاصل بینهما له وجه إلى الفاعل ووجه إلى القابل فالحق کل شیء بأصله.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.  ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )


قال رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.  ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها. وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».  قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه، )


قلت : الشیخ رضی الله عنه وصف حال الوهم فی الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزیه والتشبیه وما جمعهما إلا عارف .

وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه یقتضی التنزیه دون التشبیه .

وأما الحس فلا یقتضی إلا التشبیه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذکره بعد ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح. ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )

 

قال رضی الله عنه :  ( قوأمّا العقل السلیم فهو إمّا صاحب تجلّ إلهی فی محلّ طبیعی ، فیعرف ما قلناه ، وإمّا مؤمن مسلم یؤمن به ، کما ورد فی الصحیح . ولا بدّ من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة ، لأنّه مؤمن بها وأمّا غیر المؤمن فیحکم بالوهم على الوهم ، فیتخیّل بنظره الفکری أنّه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلَّی فی الرؤیا ، والوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر بغفلته عن نفسه  ) .

 

یشیر رضی الله عنه  إلى ما ذکر أوّلا عن سعة سلطان الوهم ، والوهم قوّة ، لها

مدخل فی التخیّلات ، وتحکَّم أیضا فی المعقولات والمحسوسات ، من شأنها أن ترکَّب أقیسة کلَّیة من الموادّ الجزئیة ، وتحکم بالشاهد على الغائب ، وتجری الحکم کلَّیا والمقیس علیه جزئی والمقیس کلی ، ویعبّر فی العرف النظری عن هذا القیاس بالتمثیل ، والمثال فیما نحن بصدده : أنّ الحق - مثلا - تجلَّى فی صورة إنسانیة نوما ، فالمؤمن العاقل یؤمن بذلک ، ویتوهّم أنّه مطَّرد فی جمیع صور التجلَّی ، أو أنّه کلَّما یتجلَّى یتجلَّى فی الصورة الإنسانیة ، أو أنّ الصورة الإنسانیة صورته فی کلّ تجلّ .

 

والمنزّه ینزّه الحق عن الصورة فی الدلیل العقلی ، ویحکم بالوهم : أنّ ذلک له - تعالى - ذاتی ، وذلک تعیّن له فی مرتبة الفکر ، لا فی الکشف ولا فی التجلَّی ولا کلَّما شاء ، فإنّه - تعالى - إن شاء ظهر فی کل صورة ، فأضیف إلیه ما یضاف إلى تلک الصورة ، وإن لم یشأ ، لا یضاف إلیه صورة أصلا ، فلا یحکم علیه أنّه فی کل موطن ومقام منزّه کذلک ، وهو وهم من المنزّه ، لأنّ تنزیهه عن الصورة حصوله فیما لا صورة له ، وحدّه به ، وهو - تعالى - غیر محدود ، وتشبیه له - تعالى - بالعقول والمجرّدات عن الصور فی زعم من یقول بذلک ، وهو قد یتوهّم أنّه قد نزّه وهو فی عین التشبیه ، فلا یخلو عاقل ، - کما ذکر رضی الله عنه - عن الوهم .

 

قال رضی الله عنه  : ( ومن ذلک قوله : " ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ " قال تعالى : "وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ"، إذ لا یکون مجیبا إلَّا إذا کان  من یدعوه غیره).

 

یعنی : یتوهّم الداعی ذو الوهم أنّ قربه عنه کقرب الأشیاء الجسمانیة بعضها من بعض ، وأنّه غیره من کل وجه ، وذلک وهم منه ، إذ هو هو ، لا غیر ، ویتوهّم المفکَّر أیضا أنّ القرب والبعد لا یکونان إلَّا بین الأجسام المتحیّزة بعضها من بعض ، وهو أیضا وهم منه .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.  ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما العقل السلیم فهو إما صاحب تجلى إلهی فی مجلى طبیعی ) أی صورة إنسانیة

"" أضاف بالی زادة :

فالحق بأصله الذی یناسبه ، فإن الکمالات الإلهیة کالوجود والعلم والقدرة وغیرها آثار فیک لاحقة إلى أصلها الذی یناسبه وهو الحق تعالى قال :" ما أَصابَکَ من حَسَنَةٍ فَمِنَ الله " والنقائص الإمکانیة کالاحتیاج وغیره ، وهو الأثر الحاصل فیک منک ، فالحق إلى أصله الذی یناسب ذلک الاحتیاج به وهو أنت ، فلا یکون الحق أصلا له .اهـ بالى زادة ""

 

قال رضی الله عنه :  ( فیعرف ما قلناه ، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح ، ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به فی هذه الصورة ) أی فیما آتاه الله الحق فی الصورة التی رآه فی النوم .

 

قال رضی الله عنه :  ( لأنه مؤمن بها ، وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا ) أی قد استحال فی حقه تعالى کونه فی صورة جسدانیة

( والوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ) أی لا ینفک أن یتوهم فی حقه تعالى التمثیل بصورة من حیث لا شعور له به

 

قال رضی الله عنه :  ( ومن ذلک قوله تعالى :" ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ "   ، قال الله تعالى :" وإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ " إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه ) کان تامة أی إذا وجد من یدعوه یعنى أن صاحب الوهم یتوهم أن قربه تعالى منه کقرب الأجساد بعضها من بعض ، وأنه غیر الداعی من کل وجه ، وذلک وهم منه إذ هو هو لا غیر .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح. ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما العقل السلیم ، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلی طبیعی ، فیعرف ما قلناه . وإما مؤمن مسلم یؤمن به . کما ورد فی الصحیح . )

"العقل السلیم " هو القلب الساذج من العقائد الفاسدة ، الباقی على الفطرة الأصلیة .

فهو إما صاحب تجلى إلهی ، أی ، ذو کشف وعیان فی هذه النشأة العنصریة والصورة الطبیعیة .

 

وإما مؤمن بالرسل وأهل الکشف ، مسلم أمره إلیهم منقاد بأوامرهم : فإن کان صاحب تجل ، فهو عارف بشهوده حقیقة ما قلناه من أن الأمر ینقسم إلى مؤثر ومؤثر فیه . والمؤثر فی جمیع الحضرات الکونیة والإلهیة هو الله ، والمؤثر فیه فی کلها هو الأعیان ، ولا بد أن یسند کلا منهما إلى أصله .

وإن کان مؤمنا بالرسل والأولیاء ، فیؤمن به کما ورد فی الصحیح : (أن العبد لا یزال یتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه. . .) . الحدیث

 

قال رضی الله عنه :  (ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها).

المراد ب ( الصورة ) الصورة التی تجلى بها الحق فی النوم . أو صورة الرسل . أی، ولا بد أن یحکم الوهم بحقیقة ما أدرکه وشاهده من الصورة المرئیة فی النوم ، أو الیقظة ، على العاقل المؤمن بالرسل ، الطالب تحقیق ما أتاه الحق من هذه الصورة المثالیة ، أو الصورة الکاملة الإنسانیة ، من الآیات والأخبار الدالة على تجلیات الحق بالصور الحسیة والمثالیة .

لأن هذا العاقل مؤمن بأن تلک الصورة المرئیة صورة الحق . أو بالرسل والشرائع المنزلة بالتنزیه الذی یحکم به العقل ، والتشبیه الذی یحکم به الوهم .

 

قال رضی الله عنه :  (وأما غیر المؤمن ، فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا ، والوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه.)

أی ، وأما العاقل الذی لا إیمان له بالرسل والشرائع ، وهو صاحب العقل المشوب بالوهم ، فیحکم على بطلان ما حکم به الوهم من إثبات الصور على الله بالوهم الذی هو مشوب بعقله .

لأن العقل إذا تنور بنور الکشف ، أو الإیمان ، یدرک ما هو الأمر علیه ، وعند عدم الإیمان بالشرائع لا یخلص عن حکم الوهم ، فیتخیل أن ما أعطاه التجلی فی الرؤیا من الصورة مستحیل ، لما أعطاه نظره الفکری ذلک ، فأبطل حکم الوهم بتوهمه الفاسد ، وهو لا یشعر بذلک لعدم علمه بنفسه وأحکامها .

 

قال رضی الله عنه :  (ومن ذلک قوله تعالى : "أدعونی أستجب لکم ". قال الله تعالى : "وإذا سألک عبادی عنى فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعانی" . إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه.)

أی ، ومن ذلک القبیل المذکور - وهو قوله : إن الأمر منقسم إلى مؤثر ومؤثر فیه - قوله تعالى : ( أدعونی أستجب لکم ) و ( أجیب دعوة الداع ) . لأن أمر الوجود منقسم إلى مؤثر ومتأثر : والداعی هو القابل المتأثر ، والمجیب هو الفاعل المؤثر .


وکما أن الفاعل لا یکون فاعلا إلا بالقابل ، کذلک لا یکون المجیب مجیبا إلا إذا حصل من یدعوه. وذلک إشارة إلى قوله : إن الأمر منقسم . و(کان) فی قوله : (إلا إذا کان من یدعوه.) تامة .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.

ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )

 

قال رضی الله عنه :  (وأمّا العقل السّلیم فهو إمّا صاحب تجلّ إلهیّ فی مجلى طبیعیّ فیعرف ما قلناه ، وإمّا مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصّحیح ، ولا بدّ من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحقّ فی هذه الصّورة ؛ لأنّه مؤمن بها ، وأمّا غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم ، فیتخیّل بنظره الفکریّ أنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التّجلّی فی الرّؤیا ، والوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى :ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ [ غافر : 60 ] ، قال تعالى :وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ [ البقرة : 186 ] ، إذ لا یکون مجیبا إلّا إذا کان من یدعوه غیره )

 

قال رضی الله عنه : ( وأما العقل السلیم ) عن النظر الفکری أو تقلید صاحبه ، ( فهو ) ، أی : صاحبه ( إما صاحب تجلّ إلهی ) أی : قائل بجواز أن یتجلى فی المنام ( فی مجلی طبیعی ) ، فإن منهم من یجوز ذلک فی المنام ، وإن منع منه فی الیقظة ، ( فیعرف ما قلناه ) من العبور من الحق إلى الخلق ؛ لأنه إنما جوز ذلک ؛ لأن المنام قابل للتعبیر بخلاف الیقظة ، فیکون المرئی فی المنام صورة یعبر عنها إلى ما هو الحق فی الواقع ، ولا یتأتى ذلک فی صورة الیقظة ، إذ لا عبور فیها عنده ، ( وإما ) قائل بجواز تجلیه فی المنام فی المجلی الطبیعی ، لکنه ( مؤمن ) ، والمؤمن ( مسلم ) ، أی : منقاد لما ورد من نصوص الرؤیة ، فهو ( یؤمن به ) أی : بکونه مرئیّا ، ( کما ورد فی الصحیح ) من قوله صلّى اللّه علیه وسلّم : « إنکم سترون ربکم کما ترون القمر لیلة البدر ، لا تضامون فی رؤیته ».  رواه البخاری ومسلم .

 

وهو وإن قال : بأنه یرى لا فی صورة طبیعیة ؛ لأنه ( من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق ) على لسان رسوله صلّى اللّه علیه وسلّم من تجلیه ( فی هذه الصورة ) الطبیعیة ، إذ ذکر تحوله فی الصور ، ولا یتأتى بدون الصور الطبیعیة ، وإنما یحکم علیه ؛ ( لأنه مؤمن بها ) أی : برؤیته فی تلک الصور التی تفید تارة وتنکر أخرى .

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما غیر المؤمن ) من ترونه فی الآخرة ، وفی المنام کالمعتزلة ، وهو صاحب النظر الفکری أو المقلد له ، ( فیحکم ) إذا سمع النصوص القائلة بتحولة فی الصور فی الآخرة أو فی المنام ( على الوهم ) ، إذا حکم برؤیته فیها ( بالوهم ) بأنه من لا صورة له یستحیل رؤیته فی صورة أو یتحول فی الصور ، مع أن العقل لا یمنع من رؤیة من لا صورة له فی الصورة ، کما لا یمنع من رؤیة من له صورة أن یرى فی غیر صورته ، فقد رئی جبریل علیه السّلام فی صورة دحیة مع أنها لیست بصورته اتفاقا .

 

قال رضی الله عنه :  ( فیتخیل ) عند رده النصوص بکونها أخبار الآحاد أو بتأویلها على وفق وهمه ( بنظره الفکری ) الذی لا یحیل ظهور الحق فی صورة ، وإنما یحیل کونه فی نفسه ذا صورة ( أنه قد أحال على اللّه ) رؤیته فی الصورة ، حتى أحال ( ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا ) ، مع أنه یجوز فی الرؤیا رؤیة الشیء فی غیر صورته ؛ لذلک یحتاج فیه إلى التعبیر کما ترى العدو فی صورة الحیة ، وهو لم یفعل ذلک أیضا من کل وجه ، إذ ( الوهم منه فی ذلک ) ، أی : إثبات الصورة للحق ( لا یفارقه ) ؛ فإنه ما دام بدنه صحیحا کان علمه باقیا ، وإن کان علمه ( من حیث لا یشعر ) به صاحبه ؛ ( لغفلته عن نفسه ) لاحتجابه به بربه عنها ، فلا یلوح له ما یحکم به نفسه من الجمع بین التنزیه والتشبیه بقوتیه العقلیة والمؤمنة ، ولو کوشف عنها لعرف ربه بما یلوح من جمیع قواها ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .

 

قال رضی الله عنه :  ( ومن ذلک ) ، أی : ومما یلحق فیه کل شیء من المؤثر والمؤثر فیه بأصله ، ویحکم فیه الوهم بتصویر الحق ما أشار إلیه ( بقوله تعالى : ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ ) [ غافر : 60] ، فالداعی من حیث التأثر بالمدعو به عبد ، ومن حیث التأثیر فی الإجابة حق ظهر فی العبد ، والمجیب من حیث التأثیر فی المدعو به حق ، ومن حیث التأثر للدعوة عبد ظهر فیه ، ولظهور کل منهما فی مرآة الآخر ( قال اللّه تعالى :وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ) [ البقرة : 186 ] ،

إذ لا قرب هنا بالزمان والمکان والرتبة بل بالظهور ، وهو مستلزم لتصویر الوهم الحق بصورة ما ظهر فی العبد ، وبصورة العبد الظاهرة فی مرآة الحق ، وکیف تکون الإجابة من الحق من حیث هو حق ، وهی متوقفة على الدعوة ؟

 

قال رضی الله عنه :  ( إذ لا یکون ) المجیب ( مجیبا إلا إذا کان ) أی : وجد ( من یدعوه ) ، والمتوقف على الغیر حادث ، فلا یتصف به الحق من حیث هو حق لا یقال : إذا کان الحق ظاهرا فی العبد من حیث تأثیر الدعوة .

فالإجابة لا تتوقف على الغیر ، فیجوز أن یکون المجیب هو الحق من حیث هو حق ؛ لأنّا نقول:

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.

ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا العقل السلیم ) - عمّا یعوقه عن کماله - ( فهو إمّا صاحب تجلّ إلهیّ ) إذا وفّق لما قدّر لأصل استعداده من إدراک الحقائق کلَّها ، على ما هی علیه ، فهو ( فی مجلى طبیعیّ ، فیعرف ما قلناه ، وإما مؤمن مسلم ) یلقى السمع لصاحب التجلَّى والبیان ، فهو ( یؤمن به ، کما ورد فی الصحیح ) فما بقی إلَّا صاحب النظر والاستدلال ، فإنّه غیر مؤمن بإلقاء السمع إلى صاحب التجلَّی ، ولا بالغ عقله إلى کماله الطبیعی.

 

قال رضی الله عنه :  ( و ) حینئذ ( لا بدّ من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث ) ضرورة نفاذ أمره فی هذه النشأة وعدم انقهاره أصلا ، فیکون تحت حکمه (فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنّه مؤمن بها ) .

 

هذا على تقدیر أن یکون الباحث من حکماء الإسلام والمتکلَّمین من الملَّیین ، فأمّا إذا لم یکن منهم - کالفلاسفة الذین قصروا طریق الاستفاضة على النظر المجرّد والبحث البحت - فإلیه أشار بقوله رضی الله عنه  : ( وأمّا غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم ) فإنّهم یوصون أولا بتسخیر قوّتی الوهم والخیال وعزلهم عمّا فی تصرّفهما من مدارک الجزئیّات مطلقا - صوریّة ومعنویّة - حتى یصفو لهم حکم صرافة العقل فی الکلیّات المنزّهة عما یشوب به قدس التنزیه ویمیل إلى هذا المشرب أکثر المنتمین إلى التحقیق والمنتسبین إلى التصوّف ، حتى أنّ بعض شارحی هذا الکتاب یستشمّ المتفطَّن من کلامه رائحة ذلک المیل ، ومن ثمّة تراه یستهجن مدرکات الوهم کل الاستهجان.

 

 الغرض من الحکایات القرآنیّة تقریر أحوال الإنسان

وکأنّک قد اطَّلعت فی طیّ هذه التعلیقات أنّ ما فی القرآن الکریم مما یفهم منه العامة أنّه حکایة الأمم السالفة فی الأزمنة الماضیة ، إنما هو تقریر أحوال الأمم الحاضرة فی کلّ زمان ، على ما عبّر عن ذلک ألسنة استعداداتهم ویعبر من الأزل إلى الأبد ما هو أساطیر الأوّلین ،

على ما زعم الجاحدون للتنزیل وجلالة قدره من أرباب الزیغ والطغیان - ومن ذلک حکایة تخصیص آدم بمنصب الخلافة ، واغتباط الملإ الأعلى له فی ذلک وادّعاؤهم أنّهم المستحقون لها بتقدیسهم وتسبیحهم ،

وأنّ آدم بما فیه من قوّتی الوهم والخیال والشهوة والغضب ، بعید عن نیل مثل تلک المنقبة الکریمة ، وتعییر الحق عزّ شانه لهم فی ذلک الدعوى بأنّ آدم بجمعیّته التی اختص بها من احتیاز القوى - التی هی مبدأ الشعور والإشعار لطرف التشبیه من الحقّ - یعلم من الأسماء الکاشفة للحقّ ما لا یعلمون ، وهی الأسماء الوجودیّة المبیّنة للحقائق التشبیهیّة التی بها یتمّ أمر التنزیه .

 

التشابه الفکری بین الملائکة وأهل النظر

فإنّ تلک القصّة بعینها هی التی بین الحکماء من أهل النظر والاستدلال وبین أرباب الأذواق من اولی الألباب ، فإنّهم هم الذین یستفتحون مدارک القوى البشریّة والجمعیّة الآدمیّة ، ویستحقّون ما یستحصل من تلک القوى - التی رئیسهم الوهم - بأنّها لا یمکن لها تسبیح الحقّ ،

فإنّها مبدأ الإفساد وإهراق الدماء ، فیعزلون تلک القوى عن درجة الاعتداد بمدارکها والاعتبار بأحکامها ویحصرون أمر ذلک الاعتداد والاعتبار فی العقل المجرّد الذی یسبّح الحقّ ویقدّسه ، ذاهلین عن قصور عقلهم المجرّد عن أداء التنزیه حقّه ، وأنّهم هم المفسدون فی عزل تلک القوى ، ولکن لا یشعرون منزلتهم .

 

تسلَّط الوهم على أصحاب النظر

ومن آیات قصورهم فی رتبة الشعور والعلم أنّهم یحکمون على الوهم وسدنته بالوهم ، ویعزلونه بأمره ، ذاهلین عنه وعن أنّه هو الحاکم ، یعزل نفسه بما لا یشعر به صاحب النظر الفکریّ ، ضرورة أنّ الوهم من المعانی الجزئیّة التی إنما یدرکها الوهم فصاحب النظر انما یدرکه ویعزله به ، ( فیتخیّل بنظره الفکری أنّه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلَّی فی الرؤیا ) مما لا یناسب تنزیه العقل المجرّد له من الصور الجسدانیّة والمثل الجسمانیّة التی استحال عنده بنظره الفکری أن یکون لله .

 

قال رضی الله عنه :  ( والوهم فی ذلک ) التخیّل ( لا یفارقه من حیث لا یشعر به ) ، فإنّه هو السلطان الحاکم فی هذه النشأة - کما عرفت آنفا - ولکن لاتّحادّه بالکلّ - لما تقرّر من أنّ السلطان هو الهیئة الجمعیّة الکلَّیّة - لا یشعر به ( لغفلته عن نفسه ) ، فإنّه یحسب أنّ الوهم أمر غیره ، وعرض یفارقه ، فهو بعد فی سنة الغفلة ورقاد الذهول ، إذا مات عن نظره الفکریّ انتبه من نومه ، وتیقّظ لیومه فلا تغفل عن دقائق هذه الإشارات فإنّه من جلائل الحقائق .

 

المؤثّر والمتأثّر فی الداعی والمجیب

قال رضی الله عنه :  ( ومن ذلک ) - أی مما ورد لک مما لا بدّ فیه من إلحاق کلّ شیء من أحکامه المتکثّرة المتفرّعة بأصله ، الذی یتفرّع عنه ولکن الحکم مع أحدیّة العین حتى یتحقّق معناه - ( قوله تعالى : “ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ") [ 40 / 60 ]

فإنّ الدعاء یخالف الإجابة حکما ، فلذلک نسب الدعاء إلى العبد المتأثّر بحسب أصله ، والإجابة إلى الحقّ المؤثّر .

 

هذا ما یدل على ذلک إجمالا ، والذی یدلّ على ذلک تفصیلا ما (قال تعالى : “وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ“) [ 2 / 186 ] ،

فإنّ أحکام المتأثّر العبد والمؤثّر الحقّ قد فصّل فی هذه الآیة تفصیلا ، حیث عیّن مقام بعد العبد السائل بإثبات الواسطة ، وقرب المجیب الحقّ بقوله : “  قَرِیبٌ “  ،

وأشار إلى أحدیّة فعل الحقّ المؤثّر بقوله : "أُجِیبُ "، وإلى أنّ اختلافه بحسب الصور والأحکام المتکثّرة

 

إنّما هو من جهة العبد المتأثّر بقوله : “  دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ “  ، حیث عبّر ما یتعلَّق بالعبد من السؤال والدعاء بصیغ ثلاثة متکثّرة - من المصدر والصفة والفعل .

 

وفیه إشارة أیضا إلى ما للعبد من الألسنة التی له عند الدعاء :

أحدها لسان الاستعداد المشار إلیه بصیغة المصدر .

والثانی لسان الحال ، المعبّر عنه بصیغة الوصف .

والثالث لسان الفعل والقول المدلول فیه بصیغة الفعل .

وإذ قد تختلف قبلة الدعاء فی موطن الفعل لتشابه الصور والأشکال هنالک دون غیره ، فتنحرف حینئذ عن سمت إطلاقه ، خصّصه بقوله : “  إِذا دَعانِ “  .

 

ثمّ إنّه لا بدّ من اختلاف الصور هناک ، ( إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه ) ووجد الداعی مستقلا بحسب الصورة.

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : (  وأما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، وإما مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.

ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحق فی هذه الصورة لأنه مؤمن بها.

وأما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ، ومن ذلک قوله تعالى «ادعونی أستجب لکم».

قال تعالى «و إذا سألک عبادی عنی فإنی قریب أجیب دعوة الداع إذا دعان» إذ لا یکون مجیبا إلا إذا کان من یدعوه،  )


قال رضی الله عنه : (  وأمّا العقل السّلیم فهو إمّا صاحب تجلّ إلهیّ فی مجلى طبیعیّ فیعرف ما قلناه ، وإمّا مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصّحیح . ولا بدّ من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحقّ فی)

 

قال رضی الله عنه : ( وأما العقل السلیم ) بل صاحبه وهو صاحب القلب الشارح من العقائد الفاسدة الباقی على القوة الأصلیة .

 

قال رضی الله عنه :  ( فهو إما صاحب تجل إلهی فی مجلى طبیعی ) بأن تجلى علیه الحق فی مجلى من مجالی الطبیعة فیکشف علیه کیفیة تجلیه فیها وکونه عنها من وجه ومیزها عنها من وجه ( فیعرف ما قلناه ) من کون قوى العبد عین الحق أو تجلى علیه فی مجلاه الطبیعی ونشأته العنصریة باسمه العلیم ، فتأید عقله السلیم بهذا المتجلی فأدرک عقله السلیم بهذا المتجلی ، فأدرک العقائد على ما هی علیه فیعرف ما قلناه من غیر أن یبقى للوهم علیه حکم ( وإما مؤمن مسلم یؤمن به ) ، أی بما قلناه ( کما ورد فی الحدیث الصحیح ) ، أن العبد لا یزال یتقرب إلی بالنوافل حتى أحبه الحدیث ولکن لا یخلو عن وسوسة بحث وتفتیش عما آمن به وأسلم .


قال رضی الله عنه :  ( ولا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث ) ، أی الذی هو فی صدد بحث وتفتیش ( فیما جاء به الحق).


قال رضی الله عنه :  ( هذه الصّورة لأنّه مؤمن بها . وأمّا غیر المؤمن فیحکم على الوهم فیتخیّل بنظره الفکریّ أنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التّجلّی فی الرّؤیا ، والوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه . ومن ذلک قوله تعالى :ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ[ غافر : 60 ] . قال تعالى :وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ [ البقرة : 186 ] إذ لا یکون مجیبا إلّا إذا کان من یدعوه غیره . )

 

قال رضی الله عنه :  (فی هذه الصورة ) التی تجلى فیها الحق نوما أو یقظة من معنى التشبیه ( لأنه مؤمن بها ) بما فیه معنى التشبیه .

والحکم بالتشبیه إنما هو من الوهم ، فإذا حکم علیه الوهم به وانقاد له اطمأن فقوله فیما جاء به الحق یحتمل أن یکون متعلقا بیحکم أو الباحث ( وأما غیر المؤمن ) بما جاء به الحق من صور التشبیه ( فیحکم على الوهم ) ، بأنه کاذب فی حکمه ولکن حکمه هذا على الوهم إنما هو ( بالوهم فیتخیل بنظره الفکری أنه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التجلی فی الرؤیا ) ، أو غیرها من معنى التشبیه ( والوهم فی ذلک ) ، الحکم ( لا یفارقه ) فإن الحاکم بهذا الحکم هو ، فهو یصدقه ( من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه ) .

 

وهذا أن الحاکم فیه وهمه ( ومن ذلک ) القبیل ، أی قبیل حدیث قرب النوافل من حیث الدلالة على مؤثر ومؤثر فیه ( قوله تعالى :ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)

وکذا قوله حیث ( قال تعالى :وَإِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ[ البقرة : 186 ] إذ لا یکون مجیبا ) ،

 

کما فی الآیة الثانیة ( إلا إذا کان ) ، أی وجد ( من یدعوه غیره ) بل دعوته ولا یکون مستجیبا کما فی الآیة الأولى إلا إذا وجد دعاء الداعین فالدعاء فی الآیتین هو المؤثر والمجیب هو المؤثر والمجیب هو المؤثر فیه ، إذ لولا الدعاء لم تکن إجابة ولا استجابة ، فلا بد ههنا من داع مؤثر ومجیب مؤثر فیه مختلفین بالصورة


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۴۸۶-۴۸۷

و أما العقل السلیم، فهو إما صاحب تجل إلهیّ فی مجلى طبیعی فیعرف ما قلناه، و إمّا مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصحیح.

اما عقل سلیم یا صاحب تجلى الهى در مجلاى طبیعى است. پس چنین کسى به سبب شهود خود، حقیقت آن چه را ما گفتیم عارف ‌می‌باشد (و آن اینکه امر منقسم است به مؤثر و مؤثر فیه و مؤثر در جمیع حضرات کونیه و الهیه اللّه تعالى است و مؤثر فیه در همه حضرات عالم است.) و یا مؤمن مسلم است که تسلیم صاحب تجلى و مؤمن به اوست.

اسکندر افرودیسى شاگرد أرسطو ‌می‌گوید: «لو لا وجود النفس لم یوجد اصلا زمان و لا حرکة».

و لا بد من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحقّ فی هذه‏ الصورة لأنه مؤمن بها.

و ناچار باید سلطان وهم بر عاقل باحث در آن چه که حق در این صورت آورده است حکم کند. زیرا عاقل، به آن صورت مؤمن است.

و آن صورت، تجلى حق است در نوم و یقظه که وهم به نور عقل حکم ‌می‌کند که آن چه از صور تشبیهیه در نوم و یقظه ‌می‌بیند صورت حق است. به این معنى که تجلیات اوست در مظاهر اسمائى.

و أما غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم.

فیتخیل بنظره الفکری أنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التجلّی فی الرؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر بغفلته عن نفسه.

اما غیر مؤمن به وهم بر وهم حکم ‌می‌کند.

زیرا عقل او مشوب به وهم است و به این وهم حکم وهم را که اثبات صور براى حق تعالى است باطل ‌می‌داند. یعنى حکم به بطلان ‌می‌کند.

و به نظر فکرى خود خیال ‌می‌کند که آن صورتى که تجلى در رؤیا به او عطا کرد محال است. (که خدا را در خواب دیدم یعنى چه). و وهم در این حکمش این حاکم عاقل را که عقلش مشوب به وهم است مفارقت نمی‌کند از آن حیث که به غفلت خود از خویشتن آگاه نیست.

و من ذلک قوله تعالى‏ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ‏. قال تعالى‏ وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‏ إذ لا یکون مجیبا إلّا إذا کان من یدعوه 

و از این قبیل مذکور (که امر منقسم به مؤثر و مؤثر فیه است) قول خداى تعالى است‏ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ‏ (غافر: 60) و قولش‏ وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‏ (بقره: 186). زیرا خداوند مجیب نمی‌باشد مگر آن گاه که کسى او را بخواند.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۲۲

و أمّا العقل السّلیم فهو إمّا صاحب تجلّ إلهىّ فى مجلى طبیعىّ فیعرف ما قلناه، و إمّا مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فى الصّحیح.

عقل سلیم قلب ساذج است از عقاید فاسد، که باقى باشد بر فطرت اصلیّه، پس او یا صاحب تجلّى الهى باشد یعنى خداوند کشف و عیان بود درین نشأت عنصریّه و صورت طبیعیّه، یا مؤمن به رسل باشد و تسلیم امر خویش به ایشان نموده و منقاد اوامر ایشان گشته.

پس اگر صاحب تجلّى باشد او به شهود خویش عارف است حقیقت آنچه را که گفتیم که امر منقسم [است‏] به مؤثّر و مؤثّر فیه، و مؤثّر در جمیع حضرات کونیّه و الهیّه اللّه تعالى است، و مؤثّر فیه در کلّ حضرات اعیان و چاره نیست هریک به اصلش.

و اگر مؤمن باشد به رسل و اولیاء، به آنچه گفتیم هرآینه ایمان مى‏آورد، زیرا که در خبر صحیح آمده است که‏

«و لا یزال عبدى یتقرّب إلىّ بالنّوافل حتّى أحبّه،

الحدیث.

و لا بدّ من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحقّ فى هذه الصّورة لأنّه مؤمن بها.

چاره نیست ازین که حکم کند و هم به حقیقت آنچه ادراک مى‏کند و مشاهده مى‏نماید از صورت مرئیّه در نوم یا در یقظت بر عاقل که ایمان به رسل داشته باشد و طالب بود تحقق آنچه را حق بدو نموده است از صورت مثالیّه، چه این عاقل مؤمن است به اینکه صورت مرئیّه صورت حق است.

و أمّا غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیّل بنظره الفکرىّ أنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التّجلّى فى الرّؤیا، و الوهم فى ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته (بغفلته- خ) عن نفسه.

اما عاقلى که او را ایمان به رسل و شرایع نیست و او صاحب عقل مشوب به وهم [است‏]، پس حکم مى‏کند بر بطلان آنچه وهم بدان حکم مى‏کند از اثبات صور بر بارى تعالى و این حکم او ناشى است از وهمى که مشوب به غفلت است از آنکه عقل چون منوّر شود به نور کشف یا ایمان ادراک امر بدان نهج که هست مى‏کند و چون ایمان به شرایع نداشته باشد خلاص نمى‏شود از حکم وهم. پس تخیّل مى‏کند که آنچه تجلّى در رؤیا عطا کرده است از صور مستحیل است بر موجب نظر فکریش، لاجرم ابطال مى‏کند حکم وهم را به توهّم فاسدش و این معنى را در نمى‏یابد زیرا که عالم نیست به نفس خود و احکامش.

و من ذلک قوله تعالى‏ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ‏. قال تعالى‏ وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ‏ إذ لا یکون مجیبا إلّا إذا کان من یدعوه. (یدعوه غیره- خ).

یعنى از همان قبیل است که گفتیم امر منقسم است به مؤثّر و مؤثّر فیه قوله سبحانه که مى‏فرماید: ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ‏ و مى‏گوید أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ‏ از براى آنکه اینجا نیز انقسام امر بر مؤثّر و مؤثّر فیه متحقّق [است‏]، چه داعى قابل متأثر است و مجیب فاعل مؤثّر؛ و چنانکه فاعل فاعل نمى‏باشد مگر به قابل، مجیب نیز مجیب نمى‏باشد مگر به حصول داعى. پس «کان» تامّه باشد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۰

 و أمّا العقل السّلیم فهو إمّا صاحب تجلّ الهىّ فی مجلى طبیعىّ فیعرف ما قلناه، و إمّا مؤمن مسلم یؤمن به کما ورد فی الصّحیح. و لا بدّ من سلطان الوهم أن یحکم على العاقل الباحث فیما جاء به الحقّ فی هذه الصّورة لأنّه مؤمن بها. 

و أمّا غیر المؤمن فیحکم على الوهم بالوهم فیتخیّل بنظره الفکرىّ إنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلک التّجلّی فی الرّؤیا، و الوهم فی ذلک لا یفارقه من حیث لا یشعر لغفلته عن نفسه، و من ذلک قوله- تعالى- «ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ». قال- تعالى- «وَ إِذا سَأَلَکَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ» إذ لا یکون مجیبا إلّا إذا کان من یدعوه.

شرح یعنى یتوهّم الدّاعى ذو الوهم أنّ قربه عنه کقرب الأشیاء الجسمانیّة بعضها من بعض، و أنّه غیره من کلّ وجه و ذلک وهم منه إذ هو هو لا غیره.