عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الحادیة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )

 

قال رضی الله عنه :  (وإنّما کانت هذه التّغییرات منها لاختلاف مقادیر المرائی .

فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی ، لا تنظر الجماعة ، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا . فهو غنیّ عن العالمین ؛ ومن حیث الأسماء الإلهیّة فذلک الوقت یکون کالمرائی .

فأیّ اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر ، فإنّما یظهر للنّاظر حقیقة ذلک الاسم .

فهکذا هو الأمر إن فهمت . فلا تجزع ولا تخف فإنّ اللّه یحبّ الشّجاعة ولو على قتل حیّة).

 

(وإنما کانت هذه التغییرات) فی الصور (منها) ، أی من تلک العین الواحدة التی هی کالمرآة (لاختلاف مقادیر المرائی) الموجودة فی تلک العین الواحدة ، أی الموجودة المختلفة فکل إنسان ناظر إلى مرآة مخصوصة هی حضرة اسم من أسمائها ، فلها فیه صورة مخصوصة (فانظر) یا أیها السالک (فی المثال) المذکور (مرآة واحدة من) جملة (هذه المرائی) المذکورة (لا تنظر الجماعة) من المرائی کلها (وهو) ،

أی ذلک النظر المخصوص (نظرک) إلیه تعالى (من حیث کونه) سبحانه (ذاتا فهو) تعالى من هذا الوجه (غنی عن العالمین)، أی لا افتقار له ولا احتیاج إلى شیء منهم أصلا .

 

وأما نظرک (من حیث الأسماء الإلهیة) المتجلی بها سبحانه على کل شیء فهو ظاهر بصورة کل شیء (فذلک الوقت یکون) تعالى من تلک الحیثیة (کالمرائی) الکثیرة المختلفة کل اسم منها بمنزلة المرآة المستقلة (فأی اسم إلهی) من ذلک (نظرت فیه نفسک) من حیث هو کالمرآة المجلوة أو نظرت (من نظر) فیه نفسه من غیرک (فإنما یظهر) من ذلک (فی) عین (الناظر حقیقة ذلک الاسم) الإلهی بمقتضى ما هو علیه تلک الصورة من الحالة المخصوصة .

 

(فکهذا) ، أی کما ذکرنا (هو الأمر) الإلهی علیه فی نفسه والشأن الربانی (إن فهمت) یا أیها السالک ما قد ذکرنا (فلا تجزع) ، أی لا یقل صبرک (ولا تخف) من تحقیق هذه المعانی الإلهیة والأسرار الربانیة وإن أزالت ما عندک من الجهل الذی کان بمقتضى نظرک القاصر (فإن اللّه) تعالى (یحب الشجاعة) ، أی قوّة القلب فی جمیع الأمور (ولو على قتل حیة) یجدها الإنسان .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرایا ) فللحق أثر فی الصورة الظاهرة فی مرآته بحسب تجلیاته الذاتیة وللرائی أثر بحسب اعتقاده إذ الحق لا یتجلى له إلا بصورة اعتقاده فکان للحق أثر بوجه وما له أثر بوجه فأهل الذوق والتمییز لعلمه بمراتب الأشیاء یلحق کل أثر إلى صاحبه یعطی کل ذی حق حقه فإن طلبت أنت معرفة الحق بالمثال الشهادی

 

قال رضی الله عنه :  ( فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی لا تنظر الجماعة ) أی لا ینظر العامة بل ینظر الخواص ، فإن العامة لا تنظر فیها لطلب معرفة اللّه بل إنما تنظر لمعرفة صورته المجهولة له بوجه والخواص إنما ینظرون من حیث کونها مثالا لمعرفة اللّه هنالک مطلبهم أو بتاء الخطاب فمعناه لا تنظر کثرة المرآة .

 

قال رضی الله عنه :  ( وهو ) أی النظر فی المثال مرآة واحدة ( نظرک ) فی الحق ( من حیث کونه ذاتا فهو ) أی الحق من هذه الحیثیة ( غنی عن العالمین ) لا یکون مرآة لأحد ولا یکون أحد مرآة له فکما أن المرآة المنظور فیها من حیث نفسها واحدة غنیة عن الصور الحاصلة فیها کذلک ذات الحق ( من حیث ذاته غنی عن العالمین ) وانظر إلى المرایا المتخالفة فی المقدار وهو نظرک فی الحق ( من حیث الأسماء الإلهیة فکذلک الوقت ) أی وقت نظرک فی الحق من حیث الأسماء الإلهیة.

 

قال رضی الله عنه :  ( یکون ) الحق ) کالمرایا المتکثرة المتخالفة المقادیر فأیّ اسم إلهی نظرت ) أنت ( فیه نفسک أو من نظر فیه ) نفسه ( فإنما یظهر للناظر حقیقة ذلک الاسم ) کما یظهر للناظر حقیقة المرآة من الطول فی المرآة الطویلة والعرض من المرآة العریضة والصغر والکبر والناظر واحد وهذه الصور المختلفة هی حقائق المرایا تظهر للناظر .

 

قال رضی الله عنه :  ( فهکذا ) أی فکما ذکرنا ( هو ) الشأن ( الأمر ) فی حق الحق ( إن فهمت ) فاطلب بقتل نفسک بالفناء فی اللّه فاصبر بالبلایا فی طریق الوصول إلى ما ذکرناه من معرفة الحق ( فلا تجزع ولا تخف ) وکن شجاعا على قتل نفسک فإنه یوصلک إلى شهود الحق ( فإن اللّه یحب الشجاعة ولو على قتل حیة ) حقیرة خارجة عنک قلیلة الضرّ والعداوة التی لا تضرّک إذا لم تقتل فلا یجب علیک قتلها مع أنها لو قتلها وصلت درجة الشجاعة فاستحقت حب اللّه .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )

 

قال رضی الله عنه : ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا : فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت . فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة. )

 

قلت : الشیخ رضی الله عنه وصف حال الوهم فی الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزیه والتشبیه وما جمعهما إلا عارف .

وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه یقتضی التنزیه دون التشبیه .

وأما الحس فلا یقتضی إلا التشبیه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذکره بعد ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )


قال رضی الله عنه : (وإنّما کانت هذه التغییرات منها، لاختلاف مقادیر المرائیّ) .

 

أمّا ظهور الصور متغیّرة فی مرآة الحق لاختلاف فی المرآة فضرب مثل لتجلَّی الحق فی صور الحضرات مرائی ، فلا یکون تجلَّیه وظهوره فی مرآتیة کل حضرة حضرة إلَّا بحسبها ، فإنّ نظر ناظر إلى الحق من حیث تجلَّیه فی حضرة ، فإنّه تظهر صورة الرائی له فی تلک الحضرة بحسبه ، وأمّا فی تجلَّیه الوجودی الذاتی الأحدی الجمعی ، فلا یرى فیه صورة إلَّا على ما هی علیه ، ولکنّ الناظر إن لم یغلب على نظره التقیّد بصورة دون صورة ، ولا حصره فی الصورة المرئیّة فی المرآة کلَّها ولم ینفها عنه مطلقا ، فإنّه یرى العین بعین رؤیة العین عینها ، فافهم .

قال رضی الله عنه  : ( فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی لا تنظر الجماعة وهو نظرک من حیث کونه ذاتا ، فهو غنیّ عن العالمین ، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرائی ، فأیّ اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر فإنّما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم ، فهکذا هو الأمر إن فهمت ، فلا تجزع ولا تخف ، فإنّ الله یحبّ الشجاعة ولو على قتل حیّة ).

 

یشیر رضی الله عنه:  محرّضا على إطلاق العلم بالله عن کلّ قید وحصر فی عقد ، ولیس ذلک إلَّا بإفساد الاعتقادات الجزئیة التقییدیة التحدیدیة صورة أو معنى أو بهما معا ، ویشجّع الناظر فی حقیقة الحق على إفساد صورة التقیید والتحدید ، حتى یشهد الحق الموجود المشهود الشاهد ، کما هو فی حقیقته ، وذلک بأن یراه عین کل شیء غیر منحصر فی تعیّنه به وفیه ،

ولا فی الکلّ مطلقا عن الکلّ جامعا بین التعیّن واللاتعیّن مطلقا فی جمعه بینهما ، قابلا کلّ وصف وحکم واعتبار من کل حاکم وواصف معتبر ، مع کمال تقدیسه ونزاهته فی حقیقته عن کل ذلک ، وإطلاقه فی ذاته الغنیّة عن العالمین ، فهذا هو العلم المحقّق الصحیح بحقیقة الحق على ما یعلم نفسه ، وفی تفصیل ذلک طول ، فتدبّر وتحقّق إن شاء الله تعالى.

 

واعلم : أنّه لیس وراء الله مرمى ولا دونه منتهى ، وهو المنتهى والمنتهى ولا انتهاء له إلَّا إلیه ، إلیه المصیر ، وهو الواحد الأحد الذی لیس فی الوجود غیره .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )

 

قال رضی الله عنه :  (وإنما کانت هذه التغییرات منها لاختلاف مقادیر المرایا )

قد صرح بالحق المشهود فی هذا المثال ، فإن الحق تعالى لما تجلى فی صور المعتقدات رأى کل ناظر معتقد فیه صورة معتقده فعرفه وأقرّ به ، وصوّر سائر المعتقدات فلم یعرفها وأنکرها ، فهو فی الحقیقة لم یعترف إلا بصورة معتقده فی الحق لا بالحق ، وإلا لاعترف وأقرّ به فی جمع صور المعتقدات ،

لأن العارف للحق المعترف به یعلم أنه غیر محدود ولا ینحصر فی شیء منها ولا فی الجمیع ، ولکنه تعالى یقبل إنکاره فی غیر صورة معتقده کما یقبل إقراره فی صورة معتقده وهو عین الکل غنى بذاته عن العالمین ، وعن کل هذه الصور والتعین بها جمعا وفرادى ، وعن نفى هذه الصور والتنزیه عنها جمیعا کما هو مذهب العقلاء .

 

وأما تأثیر المرآة فی الصور فهی ردها مختلفة المقادیر لاختلاف مقادیر المرایا فی الصغر والکبر والطول والعرض إذا کانت مختلفة ،

وهو ضرب مثال لتجلى الحق فی صور الحضرات الأسمائیة ، فتصیر مرآة الحق مرایا مختلفة الحکم ، فلا یکون تجلیه وظهوره فی مرآة کل صورة إلا بحسبها ، فإن نظر ناظر الحق من حیث تجلیه فی حضرة من حضراته فإنه یرى صورته فی تلک الحضرة بحسبها لما ذکرنا من تأثیر المرآة فی الصور .

وأما فی تجلیه الذاتی الوجودی الأحدى ، فلا یرى فیه صورته إلا على ما هی علیه إذا لم یغلب على نظره التقید بصورة دون صورة ، ولا حصر فی الصور المرئیة فی المرایا بهذه الاعتبارات .

 

قال رضی الله عنه :  ( فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی لا تنظر الجماعة ، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا فهو غنى عن العالمین ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرائی ، فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم ، فهکذا هو الأمر إن فهمت ، فلا تجزع ولا تخف ، فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة )

 

أی فانظر فی هذه المثال مرآة واحدة هی مرآة الذات الأحدیة ، ولا تنظر المرایا الأسمائیة ، وفیه تحریض على التوجه إلى الذات الأحدیة على إطلاقها عن کل قید وحصر فی عقد ،

وذلک بإفناء الاعتقادات المتجزیة التحدیدیة والتقییدیة صورة ومعنى ،

وتشجیع للطالب السالک سبیل الحق على کسر أصنام المعتقدات کلها ، ورفع حجب التعینات بأسرها ، حتى یشهد الحق المحض الشاهد المشهود على الحقیقة فی عین کل شیء غیر منحصر فیه وفی تعینه ولا فی الکل ، بل مطلقا جامعا بین التعین واللاتعین فیکون سویا على صراط مستقیم " صِراطِ الله الَّذِی لَه ما فی السَّماواتِ وما فی الأَرْضِ أَلا إِلَى الله تَصِیرُ الأُمُورُ "

ولا عوج ولا التواء ولا میل ولا تعرج فی سیر الله کالحیة ، ولا حیة إلا نفسک "أَفَمَنْ یَمْشِی مُکِبًّا عَلى وَجْهِه أَهْدى أَمَّنْ یَمْشِی سَوِیًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ "

"" أضاف بالی زادة :

غنى عن العالمین : أی لا یکون مرآة لأحد ولا یکون أحد مرآة له ، فتکون المرآة المنظور فیها من حیث نفسها واحدة غنیة عن الصور الحاصلة فیها ، کذلک ذات الحق من حیث ذاته غنى على العالمین ، وانظر إلى المرایا المتخالفة فی المقدار وهو نظرک فی الحق من حیث الأسماء فذلک الوقت یکون کالمرائی .أهـ بالى زادة ""

 

 فالمیل إلى اختلاف المذاهب والمعتقدات ومعارج طرق الحضرات ، إنما هو کانسیاب الحیات فاجتنبها واتبع الطریقة المحمدیة فی قوله تعالى :" ثُمَّ جَعَلْناکَ عَلى شَرِیعَةٍ من الأَمْرِ فَاتَّبِعْها " أی فاتبع الطریقة " ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ ".  فاقتل حیة نفسک فی التقیید بتعینک ،

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )


قال رضی الله عنه : ( فإنما کانت هذه التغیرات منها ) أی ، من المرآة . ( لاختلاف مقادیر المرآئی . ) هذا تصریح بوجه التشبیه .

وتقریره : أن المرآة مع أنها خالیة عن الصور التی یظهر فیها لها أثر فی الصور الظاهرة فیها.

وذلک ردها إیاها متغیرة الشکل فی الصغر والکبر والطول والعرض والاستدارة وغیرها .

فکل من الرائی والمرآة مؤثر من وجه ومتأثر من آخر . فکذلک للحق أثر فی الصور الظاهرة فی مرآة ذاته ، وذلک بواسطة تجلیاته الغیبیة وشؤونه الذاتیة .

ولصور العالم أثر، وهو بواسطة تفاوت أعیانهم واختلاف استعداداتهم الموجبة لاختلاف عقائدهم .

فلا بد للعارف أن یلحق الأثر الإلهی إلى حضرته ، والأثر الکونی إلى حضرته.

قال رضی الله عنه : (فانظر فی المثال مرآة واحدة) أی، حال کونه مرآة واحدة (من هذه المرائی لاینظر الجماعة) أی ، بنظرک الکامل الجامع للعقائد ، لا بنظر الجماعة من المعتقدین بالاعتقادات الجزئیة.

 

ویجوز أن تقرأ : (لا تنظر الجماعة) . بتاء الخطاب . ومعناه : فانظر فی مرآة واحدة ، ولا تنظر فی جماعة المرآیا التی هی الأسماء ، فإنها تفرق خاطرک وتخرجک عن الصراط المستقیم . کما قال تعالى : (ولا تتبعوا السبل فتفرق بکم عن سبیله) .

قال رضی الله عنه : ( وهو نظرک من حیث کونه ذاتا. ) أی ، أنظروا لشأن نظرک فی الحق من حیث کونه ذاتا واحدة غنیة عن العالمین .

ویجوز أن یعود الضمیر إلى مصدر ( فانظر ) . أی ، وذلک النظر شهودک إیاه من حیث ذاته ، لا من حیث أسمائه .

قال رضی الله عنه : ( فهو ) أی ، الحق من حیث ذاته ( غنى عن العالمین ، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرآتی . ) أی ، وإذا کان نظرک فیه من حیث أسمائه وصفاته ، یکون کالمرآئی المتکثرة .

والخلاصة ، أنک إذا نظرت إلى الحقیقة الواحدة المرآتیة ، لا إلى المرایا المتعددة التی هی أشخاصها بنظرک الکامل ، وجدت الحقیقة المرآتیة مثالا للذات الغیبیة الإلهیة ، وإذا نظرت إلى المرایا المتعددة ، وجدتها أمثلة لمرآیا الأسماء المتکثرة ، فتکون عقیدة الناظر فی الذات من حیث هی هی ومن حیث الأسماء والصفات ، کالهیولی بجمیع العقائد ، بخلاف أصحاب العقائد الجزئیة ، فإنه یقر بما یعرفه ، وینکر بما یجهله .

قال رضی الله عنه : ( فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک ) بتاء الخطاب ، ونصب ( نفسک ) على المفعولیة . ( أو من نظر ، فإنما یظهر للناظر ) وفی بعض النسخ : ( فی الناظر ) .

( حقیقة ذلک الاسم . ) أی ، أی اسم إلهی شاهدت نفسک فی مرآته وأدرکت صورة عقیدتک ، أو نفس من نظر فیها وعقیدته ، فإنما یتجلى لنظر الناظر حقیقة ذلک الاسم ، فتصیر کالمرآة المظهرة صورة کل ناظر فیها.

أو : أی اسم إلهی نظرت بسکون ( التاء ) فیه نفسک ، أو نفس من نظر فیه ترفع ( نفسک ) على الفاعلیة فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم بظهور لوازمه فیه . 

والأول أنسب ، لأنه جعل ( الاسم ) مرآة . وهی لا یشاهد ، وإنما یشاهد الصورة فیها . کما مر مرارا من أن عین المرآة لا ترى ، ولا یمکن أن یراها أحد .

قال رضی الله عنه : ( فهکذا هو الأمر ، إن فهمت . ) أی ، الشأن الإلهی فی تجلیاته وفی ظهوراته کالشأن فی المرآة ، إن فهمت ما أشیر إلیک من أن الذات الأحدیة غیر مدرکة ، ولا صورة فیها من حیث هی ، وهی مظهرة لجمیع صور العالم ( فلا تجزع ولا تخف ) عند احتجابک عن شهود نفسک ، ولا تخف عند إقدامک بطلب شهود حقیقتک من الفناء .

 

قال رضی الله عنه : ( فإن الله یحب الشجاعة ) وأعلى مراتب الشجاعة هو إفناء نفسه وذاته مع صفاتها وأفعالها فی عین ذات الحق وصفاته وأفعاله . وإنما کانت الشجاعة محبوبة لاستلزامه عین البقاء الأبدی وتحققه بالوجود المحض الحقانی .


قال رضی الله عنه : (ولو على قتل حیة) هذا تضمین لقوله صلى الله علیه وسلم : (إن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة ). ولیست الحیة سوى نفسک. أی ، الحیة التی هی عدو لک وینبغی قتلها لیست فی الحقیقة إلا نفسک .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )


قال رضی الله عنه :  ( وإنّما کانت هذه التّغییرات منها لاختلاف مقادیر المرائی، فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی ، لا تنظر الجماعة ، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا ؛ فهو غنیّ عن العالمین ، ومن حیث الأسماء الإلهیّة فذلک الوقت یکون کالمرائی ، فأیّ اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر ، فإنّما یظهر للنّاظر حقیقة ذلک الاسم ، فهکذا هو الأمر إن فهمت ، فلا تجزع ولا تخف فإنّ اللّه یحبّ الشّجاعة ولو على قتل حیّة )

( إنما کانت هذه التغییرات منها ) أی : فی الصور و(اختلاف مقادیر المرائی) .

ثم أشار إلى سبب رؤیة صور الاعتقادات فی مرآة الحق دون صور الناظرین ؛


"" أضاف المحقق :

فهو یرى الخلق فی مرآة الحق ، وإنما کان الحق فی ذوق صاحب هذه الرؤیة باطنا ، والخلق ظاهرا ؛ لأن وجه المرآة یخفى لظهور ما یتجلى فیها ، فإنه متى انطبع فی المرآة صورة لا بد وأن تظهر فی وجهها لأجل ذلک .أهـ . لطائف الإعلام ). ""


فقال : ( فانظر فی المثال ) أی : إذا علمت أن المرآة مثال لحضرة الحق فی ظهور الصور ، فانظر فیه بوجه آخر یکون به مثالا لرؤیة صور الاعتقادات دون صور الناظرین ،

فتقول : ( مرآة واحدة ) قابلها مرایا کثیرة ، فظهرت فی تلک المرآة حتى صارت کأنها مجموعة من المرائی یظهر فیها ما فی تلک المرائی من الصور ، لکن لا یکون فی هذه المرآة شیء من صور الناظرین ، إذ لا تکون قابلة تلک المرائی لها بنظر الجماعة فیها حتى تظهر صورهم فی تلک المرائی ، ثم فی تلک المرآة الواحدة ، فالمرآة الواحدة هو الحق والمرایا المتقابلة هی نفوس الناظرین ، والصور التی فیها صور اعتقاداتهم لا صور أشخاصهم لغنائهم عن أنفسهم ، فلا تکون لهم صور فی نفوسهم .


( وهو ) أی : النظر فی مرآة الحق باعتبارین أحدهما ( نظرک من حیث کونه ذاتا ) ، ولا تحصل منه صورة فی مرآته ؛ لأنه أجل من أن تدرکه نفوسا ، وتعقله أذهانا ، ویتخیله خیالنا ؛ ( فهو غنی عن العالمین ) فلا یظهر فی شیء حتى یکون له صورة فی النفس ، وإنما یظهر فی ضمن الأسماء ، وإن کان قد یکون مغلوبا بحیث لا یلتفت إلیه ، والثانی نظرک ( من حیث الأسماء الإلهیة ، فذلک الوقت تکون ) هذه المرآة الواحدة الإلهیة بظهور صور الاعتقادات الحاصلة من ظهور صور الأسماء فی نفوس الناظرین ( کالمرائی ) ،


لکن لا تظهر فیها تلک المرائی لغنائها فی نظره ، وإنما یظهر ما فیها من صور الاعتقادات ؛ لوجودها فی الواقع بحیث تقوم بها تلک الصور ، وإلیه الإشارة بقوله : ( فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو ) نفس ( من نظر ) من غیرک .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فإنما تظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم ) دون حقیقة نفس الناظر لغنائها فی نظره مع وجودها فی نفس الأمر ، ( فلا تجزع ) فإن النظر فی الاسم الإلهی لما أوجب فناء النفس یکون ذلک مانعا من الرؤیة ، ( ولا تخف ) من إفناء نفسک بحصول هذه الرؤیة من توهم أن إفنائها مخل بالرؤیة القائمة بالنفس ، إذ یکفی لها قیامها فی نفس الأمر لا فی نظرک ، فإنه مانع من الرؤیة ، فکن شجاعا فی إفنائها من نظرک، ( فإن اللّه یحب الشجاعة ولو على قتل حیة ) ،وهو إشارة إلى إفناء النفس إذ


 شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )


ثمّ إنّک قد عرفت أنّ تلک القابلیّة إنما هو من الفیض الأقدس ، الذی لا مجال للثنویّة فیه أصلا فوجّه ذلک المعنى فی المثال المذکور بقوله ( وإنما کانت هذه التغیّرات منها لاختلاف مقادیر المرائی ) ، أی تلک الآثار والخواصّ لیست من الأفعال المباینة للمرائی والقابلیّات الخارجة عنها ، بل القوابل إنما هی قوالب تلک الخصوصیّات ، وهی صورة ظهورها ومثال ظلَّها وعکسها .

ثمّ إنّ التجلیّات کما أنّ منها ما هو أسمائیّ وهی متخالفة الأحکام ، فمنها ما هو ذاتیّ أحدىّ العین والحکم ، والمثال یجب أن یطابق سائر أفراد الممثّل وجمیع جزئیّاته ، فأشار إلى تصویر الأسمائیّ منها والذاتیّ مفصلا فالذاتیّ الذی هو أحدیّ العین والحکم هو المعبّر عنه بقوله


التجلَّی الذاتی والأسمائی

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی ) عند تمثّل الصورة بنظرک الواحد بالعین والشخص ، ( لا بنظر الجماعة ) ، فإنّه لا مجال للتعدّد فی هذا التجلَّی أصلا ، - فلذلک قال : ( وهو بنظرک من حیث کونه ذاتا ) ، أی المرآة هاهنا لیس إلَّا نظرک نفسک ، من حیث الوحدة العینیّة - التی لا مجال للمغائرة ولا للکثرة فیها أصلا ، فهو الظاهر ، وهو المظهر ( فهو غنیّ عن العالمین ) هذا أمره من حیث الذات .


( و ) أما ( من حیث الأسماء الإلهیّة فذلک الوقت ) والزمان الجامع لشتات المقولات التی کانت کل واحدة منها مظهر اسم من الأسماء الإلهیّة ، فذلک الزمان الجامع ( یکون کالمرائی فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر ، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم ) ، فالناظر هاهنا هو الذی فی المثال المذکور بمنزلة المرآة ، التی یظهر فیها مثال الشخص عند التعاکس ، وهی معدومة بنفسها ، لا حظَّ لها من الوجود ، والموجود بالحقیقة هو ذلک الاسم ولذلک قال : "حقیقة ذلک الاسم " .


( فهکذا هو الأمر ) من أنّ الناظر نفسها معدومة العین والأثر کما ظهر فی المثال ( إن فهمت ، فلا تجزع ) من هذا العدم ( ولا تخف ) من نسبة البوار والهلاک إلى نفسک ، ( فإنّ الله یحبّ الشجاعة ولو على قتل حیّة ) ولیست الحیّة سوى نفسک  .

ثمّ إنّ فی العبارة الختمیّة هذه لطائف قد نبّه إلیها إیماء منها أن النفس بقتلها لا تموت فی حدّها الذاتی وفی عبارة « الحیّة » دلالة على ذلک وإلیه أشار بقوله :

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما کانت هذه التغیرات منها لاختلاف مقادیر المرائی: فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرایا، لا تنظر الجماعة، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنی عن العالمین، ومن حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرایا: فأی اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنما یظهر فی الناظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت .

فلا تجزع ولا تخف فإن الله یحب الشجاعة ولو على قتل حیة  )


قال رضی الله عنه :  ( وإنّما کانت هذه التّغییرات منها لاختلاف مقادیر المرائی . فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی ، لا تنظر الجماعة ، وهو نظرک من حیث کونه ذاتا . فهو غنیّ عن العالمین ؛ ومن حیث الأسماء الإلهیّة فذلک الوقت یکون کالمرائی .)


( وإن کانت هذه التغیرات منها ) ، أی من المرآة ( لاختلاف مقادیر المرئی ) ، فی الصغر والکبر والطول والعرض کما عرفت ، فعلى هذا المرآة مثال لاستعدادات المتجلی لهم أو للحضرات الأسمائیة وإذا أردت مثالا للتجلی الذاتی أو الأسمائی


( فانظر فی هذا المثال ) المورد للعین الواحدة والصور المتکثرة ( مرآة واحدة من هذه المرائی لا ینظر ) بصیغة النهی هکذا فی النسخة المقروءة علیه رضی اللّه عنه ، أی انظر مرآة واحدة من المرائی لا ینظر ( الجماعة ) ، أی جماعة منها أکثر من الواحد وجه وجهک إلى الوحدة الصرفة التی لم یکن فیها شائبة کثرة ( وهو ) ، أی النظر إلى مرآة واحدة


( نظرک ) إلى الحق سبحانه ( من حیث کونه ذاتا ) واحدة من غیر نظر إلى کثرة الأسماء ( فهو ) ، أی الحق من هذه الحیثیة ( غنی عن العالمین ) فلا یبقیک فی نظرک بل یغنیک عن نفسک فإنک من العالم ( و ) أما إذا نظرت إلیه ( من حیث الأسماء الإلهیة فمن ذلک الوقت یکون ) الحق فیه من حیث کثرة تلک الأسماء ( کالمرائی ) المتکثرة للعین الواحدة الظاهرة فی الحضرات الأسمائیة

 

قال رضی الله عنه :  ( فأیّ اسم إلهی نظرت فیه نفسک أو من نظر ، فإنّما یظهر للنّاظر حقیقة ذلک الاسم .  فهکذا هو الأمر إن فهمت . فلا تجزع ولا تخف فإنّ اللّه یحبّ الشّجاعة ولو على قتل حیّة . )

 ( وأی اسم إلهی ) استعددت بالأشرف على الفناء فیه لمظهریته أو استعد غیرک ( إذا نظرت فیه ) ، أی فی شأنه ( نفسک ) ، أی حالها ( أو ) نظر ( من نظر ) ، هل یظهر فی الناظر ذلک الاسم ؟

( فإنما یظهر فی الناظر ) کان ما کان ( حقیقة ذلک الاسم ) لا وجهه ورسمه کما إذا حصل العلم به بالفکر والنظر ، وظهور الأسماء الإلهیة وتجلیها على الناظر بحقائقها یوجب فناءه عن نفسه ، فإنه حینئذ کالمرآة والمرآة من حیث هی مرآة معدومة عن نظر الرائی ، وأما التجلی الذاتی فهو أولى بذلک .


( فهکذا هو الأمر ) ، أی أمر الفناء فی المتجلی الذاتی أو الأسمائی ( فإن فهمت فلا تجزع ولا تخف ) من ورود الهلاک على نفسک ( فإن اللّه یحب الشجاعة ولو على قتل حیة ) .

إشارة إلى قوله علیه السلام : « إن اللّه یحب الشجاعة ولو على قتل حیة » .


""أورده الدیلمی بمأثور الخطاب ولفظه : " یا علی کن غیورا فإن اللّه عز وجل یحب الغیور وکن سخیا فإنّ اللّه عز وجل یحب السخاء ، وکن شجاعا فإن اللّه عز وجل یحب الشجاعة وإن امرؤ سألک حاجة فاقضها له فإن لم یکن لها أهلا کنت لها أهلا . أهـ "" .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۴۸۹

و إنّما کانت هذه التغییرات منها لاختلاف مقادیر المرائی.

فانظر فی المثال مرآة واحدة من هذه المرائی لا بنظر الجماعة.

و هو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنیّ عن العالمین.

 و همانا این تغیّرات از مرآت به علت اختلاف مقادیر مرائى است (مرائى جمع مرآت است و اختلاف مقادیر آن به لحاظ بزرگى و کوچکى و استداره و دیگر اشکال مرآت است که سبب اختلاف صور است).

پس در این مثال یک مرآت از این مرائى را بنگر نه جماعت مرائى را.

یعنى بنگر مرآت واحد را که مراد، ذات احدیت است و به دیگر مرایا که مراد، اسمایند منگر که سبب تفرق خاطر توست و تو را از صراط مستقیم به در ‌می‌برد.( قتى آینه را نگاه مى‏کنیم صور را در او مى‏بینیم ولى خود او را نمى‏بینیم.)  و این نظر تو شهود تو از حیث ذات اوست (نه از حیث اسمایش) پس حق تعالى از حیث ذاتش غنى از عالمیان است.

و من حیث الأسماء الإلهیة فذلک الوقت یکون کالمرائی: فأی اسم الهیّ نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنّما یظهر للناظر حقیقة ذلک الاسم، فهکذا هو الأمر إن فهمت.

و از حیث اسماء الهیه در آن هنگام همچون نظر در مرآتهاست (که هر اسمى مرآتى است). بنا بر این به هر اسم الهى که خودت را در آن ‌می‌نگرى و هر کس که در آن ‌می‌نگرد، براى ناظر، حقیقت آن اسم ظاهر ‌می‌شود. پس بدان که فنا در تجلى ذاتى و اسمائى چون نظر در مرآت و مرائى است (که ذات احدیت چون مرآت، مدرک نیست و هیچ صورتى در آن نیست و حال اینکه مظهر یعنى ظاهر کننده جمیع صور عالم است).

فلا تجزع و لا تخف فانّ اللّه یحب الشجاعة و لو على قتل حیّة، 

پس از این عدم، جزع و بی‌تابى نکن و در هنگام اقدام به طلب شهود حقیقت‏ خودت از فنا خوف نداشته باش. چه اینکه خداوند شجاعت را دوست دارد و لو بر کشتن مارى(حدیث از رسول اللّه( ص) است:« ان اللّه یحب الشجاعة و لو على قتل حیة.»


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۲۶-۹۲۷

و إنّما کانت هذه التّغییرات منها لاختلاف مقادیر المرائى.

و این تغییرات از مرآت حاصل نمى‏شود مگر به حسب اختلاف مقادیر مرائى؛ و این تصریح است به وجه تشبیه و تقریرش آنست که مرآت با وجود آنکه خالى است از صورى که ظاهر مى‏شود در وى، او را اثرهاست درین صور ظاهره چنانکه به تقدیم رسید. پس هریکى از رائى و مرآت مؤثّر است از وجهى و متأثر است از وجهى دیگر؛ و همچنین حقّ را سبحانه و تعالى اثر است در صورت ظاهره در مرآت ذاتش. و این به واسطه تجلّیات غیبیّه و شئون ذاتیّه اوست و صور عالم را نیز اثر است و آن به واسطه تفاوت اعیان و اختلاف استعدادات ایشان است‏ که موجبه است اختلاف عقاید را. پس چاره نیست عارف را ازین که الحاق کند امر الهى را به حضرتش و اثر کونى را به کون.

فانظر فى المثال مرآة واحدة من هذه المرائى، لا تنظر الجماعة، و هو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنىّ عن العالمین؛ و من حیث الأسماء الإلهیّة فذلک الوقت یکون کالمرائى.

یعنى نظر کن در مثال مرآت واحده که آن مرآت ذات احدیّت است، و نظر مکن جماعتى را از مرایاى اسمائیّه.

و این نظر که فرمودیم مشهود و ملاحظه تست حق را از حیثیّت ذات نه از روى اسماء و صفات. پس بدین ملاحظه او غنى است از عالمین و اگر نظر تو از حیثیّت اسماء و صفات باشد به منزله مرائى متکثّره مى‏گردد.

و خلاصه تحقیق آنکه چون نظر کنى به سوى حقیقت واحده مرآتیّه نه به سوى مرایاى متعدّده که آن اشخاص مرایاست به نظر کامل خویش حقیقت مرآتیه را مثال ذات غنیّه الهیّه دریابى؛ و اگر نظر در مرایاى متعدّده کنى امثله مرایاى اسماى متکثّره ملاحظه کرده باشى، پس عقیده ناظر در ذات من حیث هى هى و از حیثیّت اسماء و صفات چون هیولى باشد مر جمیع عقاید را؛ به خلاف اصحاب عقاید جزئیّه که ایشان اقرار مى‏کنند آنچه را مى‏شناسند و انکار مى‏کنند آنچه را نمى‏دانند.

فأىّ اسم إلهى نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنّما یظهر للنّاظر (فى الناظر- خ) حقیقة ذلک الاسم.

یعنى هر اسمى الهى که نفس تو در وى نظر کند یا به نفس ناظر دیگر ظاهر نمى‏شود ناظر را مگر حقیقت آن اسم.

فهکذا هو الأمر إن فهمت.

یعنى شأن الهى در تجلّیات و ظهوراتش همچو شأنى است که در مرآت بیان آن به تقدیم رسید اگر به ذوق دریافته باشى آنچه را اشارت بدان لاحق شد که ذات غیر مدرکه است و هیچ صورت در وى من حیث هى هى نیست و حال اینکه او مظهره است جمیع صور عالم را.

فلا تجزع و لا تخف فإنّ اللّه یحبّ الشجاعة و لو على قتل حیّة.

یعنى مترس و جزع مکن هنگام احتجاب از شهود نفس خویش و خائف مباش در حالت اقدام و طلب شهود حقیقت خود از فناء. بیت:

نیست شو تا هستیت از پى رسد تا تو هستى هست در تو کى رسد

تا نگردى محو در ذل فنا کى رسد اثباتت از عزّ بقا

ترسنده مباش که حق تعالى شجاعت را دوست مى‏دارد، و اعلى مراتب شجاعت افناى نفس و ذات خویش است با جمیع صفات و افعالش در عین ذات و صفات و افعال حق از براى اینکه این‏چنین شجاعت مستلزم عین بقاى جاودانى است و مستوجب تحقّق به وجود محض حقّانى.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۰

 و إنّما کانت هذه التّغییرات منها لاختلاف مقادیر المرائى: فانظر فی المثال: مرآة واحدة من هذه المرایا؛ لا تنظر الجماعة، و هو نظرک من حیث کونه ذاتا: فهو غنیّ عن العالمین؛ و من حیث الأسماء الإلهیّة فذلک الوقت یکون کالمرایا: شرح یعنى نظر کن در ذات تنها، که آن مثال آینه است، بر نظر کامل که جامع عقاید است، نه به نظر جماعتى معتقدان به اعتقادات جزئیّه مختلفه، بلکه از آن روى که حق- عز شأنه- غنى و بى نیاز است از عالم بأجمعه؛ یعنى نظر به ذات او که به آن اعتبار هیچ تعدّد و کثرت نیابى. و از آن روى که نظر به اسما وصفات کنى یک مرآت نبود، بلکه مرایا باشد و مقتضى تعدد و کثرت بود.

فأىّ اسم إلهىّ نظرت فیه نفسک أو من نظر، فإنّما یظهر فی النّاظر حقیقة ذلک الاسم: فهکذا هو الأمر إن فهمت. فلا تجزع و لا تخف فإنّ اللّه یحبّ الشّجاعة و لو على قتل حیّة؛