عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة. وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )

 

قال رضی الله عنه : ( فتتخیّل بالوهم أنّک قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصّورة موجودة فی الحدّ .  والدّلیل على ذلک :"وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى" [ الأنفال : 17 ] .  والعین ما أدرکت إلّا الصّورة المحمّدیّة الّتی ثبت لها الرّمی فی الحسّ ، وهی الّتی نفى اللّه الرّمی عنها أوّلا ثمّ أثبته لها وسطا ، ثمّ عاد بالاستدراک أنّ اللّه هو الرّامیّ فی صورة محمّدیّة ، ولا بدّ من الإیمان بهذا .  فأنظر إلى هذا المؤثّر حتّى أنزل الحقّ فی صورة محمّدیّة . وأخبر الحقّ نفسه عباده بذلک ، فما قال أحد منّا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه ، وخبره صدق والإیمان به واجب ، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه ؛ فإمّا عالم ، وإمّا مسلم مؤمن . )

 

فتتخیل یا أیها الإنسان بالوهم ، أی بسبب القوّة الواهمة المستولیة علیک أنک قتلت ، أی نفسک وأفسدتها وأعدمتها وبالعقل والوهم أیضا لم تزل الصورة النفسانیة منک موجودة على ما هی علیه فی الحد الذاتی أی تعریفها بماهیتها وإن فسدت صورة جسدها واضمحلت ،

ولولا أن النفوس صور الحق تعالى الظاهر بها للأبد بحیث لا تضمحل ولا تزل ما کان لها هذه العزة والمنعة عن أن یصل إلیها فساد أو یتطرق إلیها فناء أو زوال إلا فیه تعالى کما هو وصفها الحقیقی .

 

والدلیل على ذلک الأمر المذکور قوله تعالى عن نبینا محمد صلى اللّه علیه وسلم لما أخذ کفا من تراب ورمى به فی وجوه الأعداء فی بعض الغزوات .

وقال : « شاهت الوجوه » .  رواه مسلم وابن حبان فی صحیحه ورواه غیرهما .

فانهزموا ولم یبق أحد منهم إلا وصل التراب فی عینیه (" وَما رَمَیْتَ") من حیث أن صورتک للّه تعالى تجلى بها ("إِذْ رَمَیْتَ") من حیث أن صورتک لک ظهرت بها ("وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى") [ الأنفال : 17 ] من حیث أن الصورة له ولهذا اخترق العادة فی هزم الأحزاب وإیصال التراب وذلک قوله علیه السلام : " وهزم الأحزاب وحده ولا شیء قبله ولا شیء بعده." قال المحقق : رواه ابن سلام فی الأموال

""أضاف الجامع : من الشواهد علیه

1- حدیث : أن رسول الله صلى الله علیه وسلم کان یقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، ولا شیء بعده". رواه احمد بالمسند

2 - أن رسول الله صلى الله علیه وسلم کان یقول:" لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده ولا شیء بعده".  رواه الجوزی فی جامع المسانید و شهاب الدین أحمد فی إتحاف الخیرة المهرة . ""

 

(والعین) الناظرة من الحاضرین (ما أدرکت) فی الظاهر (إلا الصورة المحمدیة) ، أی المنسوبة إلى محمد صلى اللّه علیه وسلم (التی ثبت لها الرمی المذکور (فی الحس وهی) ، أی تلک الصورة المحمدیة (التی نفى اللّه تعالى (الرمی) المذکور (عنها أوّلا) بقوله سبحانه :وَما رَمَیْتَ، أی فی نفس الأمر (ثم أثبته) ، أی الرمی سبحانه (لها) ، أی للصورة المحمدیة (وسطا) ، أی ثانیا فی وسط الکلام بقوله :إِذْ رَمَیْتَ، أی بحسب ما یظهر منک للحس .

 

(ثم عاد) تعالى (بالاستدراک) آخرا وثالثا إن اللّه تعالى (هو الرامی) وحده (فی صورة محمدیة) ظاهرة فقال تعالى ولکن اللّه رمى ، أی فی نفس الأمر ، لأنه "هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ"[ الحدید : 3 ] .

وقال تعالى أیضا فی هذه الآیة قبل ذلک فی حق الصحابة رضی اللّه عنهم لما کانوا یفتخرون بقتل المشرکین فی تلک الغزوة فیقول الرجل : أنا قتلت خمسة ،

ویقول الرجل : أنا قتلت عشرة ونحو ذلک على حسب ما ورد فی الخبر عنهم .

فقال تعالى لهم کما قال لنبیه علیه السلام :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ[ الأنفال : 17 ] ، أی من حیث أن صورکم لیست لکم ولکن اللّه قتلهم ،

أی من حیث أن صورکم للّه تعالى تجلى بها فقتل المشرکین ، ولم یقل لهم إذ قتلتموهم

کما قال للنبی صلى اللّه علیه وسلم : إذ رمیت لأنهم لا یحتاجون إلى إثبات الفرق ، لأنه أصل فیهم فلا یتکلفون لشهوده بخلاف النبی صلى اللّه علیه وسلم ،

 

فإنه لولا إثبات الفرق له بقوله :إِذْ رَمَیْتَ لوقف فی أصله وهو الجمع ، فنفى الفعل عنه بالکلیة وأثبته للّه تعالى وحده فقط ،

والکمال بالجمع فی الفرق والفرق فی الجمع (ولا بد من الإیمان) ، أی التصدیق بهذا الأمر المذکور لأنه قرآن منزل وهو حق لا شبهة فیه (فانظر) یا أیها السالک (إلى هذا المؤثر) فی رمیه المذکور (حتى أنزل الحق) وهو وجوده تعالى أی أظهره للحس (فی صورة محمدیة) یراها کل أحد ولا یعرفها إلا العارفون ویجحده الجاهلون.

 

قال تعالى :وَتَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْکَ وَهُمْ لا یُبْصِرُونَ [ الأعراف : 198 ] .

وقال علیه السلام : "من رآنی فقد رأى الحق " . رواه احمد بالمسند

(وأخبر الحق) تعالى (نفسه) تأکید للحق (عباده) مفعول أخبر (بذلک) ، أی أنه تعالى حق فی صورة محمدیة کما هو مضمون الآیة المذکورة (فما قال أحد منا) معشر العباد (عنه) تعالى (ذلک الأمر المذکور (بل هو) سبحانه (قال الشیخ رضی الله عنه : ) ذلک (عن نفسه) فی کلامه القدیم المنزل على نبیه صلى اللّه علیه وسلم (وخبره) تعالى (صدق) من غیر شبهة کما قال سبحانه :"وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِیلًا"[النساء : 122].

 

(والإیمان) ، أی التصدیق (به) ، أی بما قاله تعالى عن نفسه من ذلک (واجب) ، أی فرض على المکلفین بحیث یکفر منکره والشاک فیه (سواء أدرکت) یا أیها الإنسان (علم) ، أی مفهوم معنى (ما قال) تعالى من ذلک فإنه یجب الإیمان بذلک العلم المذکور (أو لم تدرکه) ، أی علم ما قال سبحانه (فإما) أنک (عالم) بذلک القول الإلهی (وإما مسلم) ، أی مذعن له (مؤمن) ،

أی مصدق به والجاحد له کافر لا محالة والمتأوّل مبتدع لعدوله عن الحق القرآنی المؤید بالسنة من غیر ضرورة ولیس القصور عن أحوال الکاملین وأذواق السالکین بعد رقی التأویل خصوصا ممن یدعی العلم وینسب نفسه إلى معرفة الکتاب والسنة ولیس له حال ربانی ولا کشف وجدانی فإن الإسلام له أسلم والإیمان بحاله أحکم واللّه أعلم .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة.

وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )


( فتتخیل ) أنت ( بالوهم ) الفکری ( أنک قتلت ) وأزلت الصورة مطلقا ( وبالعقل ) المنور بنور القدس ( والوهم ) السلطانی ( لم تزل الصورة موجودة فی الحد ) وإنک لا تقتل إلا فی تخیل عقلک المشوب بالوهم والأمر فی نفسه لیس على ما فی تخیلک بل القاتل فی الحقیقة هو اللّه لا أنت .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والدلیل على ذلک ) أی على أنک قاتل فی تخیلک بالوهم وأن اللّه هو القاتل فی الحقیقة لا أنت ( قوله تعالى :وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى[ الأنفال : 17 ] ،والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس وهی ) أی الصورة المحمدیة .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( التی نفى اللّه الرمی عنها أوّلا ) بقولهما رَمَیْتَ ( ثم أثبته ) أی الرمی ( لها ) أی للصورة المحمدیة ( وسطا ) بقوله إِذْ رَمَیْتَ بناء على ما أدرکته العین من ثبوت الرمی لها فی الحس ( ثم عاد بالاستدراک أن اللّه هو الرامی فی صورة محمدیة ) فاثبت الحق لنفسه الرمی ملاصقا بالصورة المحمدیة لا من حیث کونه مجردا عنها والمقصود أن الرمی أثر حاصل بینهما .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولا بد من الإیمان بهذا فانظر إلى هذا المؤثر ) وهو الرمی فإنه وإن کان فی التحقیق أثرا للحق لکنه یؤثر فیه ( حتى أنزل ) هذا المؤثر ( الحق فی صورة محمدیة ) فالمعلول علة لعلة بوجه کما سیأتی فإن تأثیر الحق فی وجود الرمی وتأثیر الرمی فی نزول الحق فی صورة رامیة لیظهر منه .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأخبر ) الحق قوله ( نفسه ) بالنصب أو بالرفع ( عباده بذلک ) أی رمیه فی صورة محمدیة ( فما قال أحد منا ذلک بل هو قائل عن نفسه وخبره صدق والایمان به واجب سواء أدرکت ) بالذوق والشهود ( علم ما قال ) الحق فی الرمی ( أو لم تدرکه ) فإذا وجب الایمان به ( فإما عالم ) أنت ( وإما مسلم مؤمن ) ولا ثالث إلا باطل وهو العقل الذی ینقاد إلى نظره الفکری فی تحصیل مجهولاته ، فإن طابق شیء بنظره الفکری قبل وإلا فلا .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة.

وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )

 

قال رضی الله عنه : (فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد . والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة. وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه. وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )

قلت : الشیخ رضی الله عنه وصف حال الوهم فی الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزیه والتشبیه وما جمعهما إلا عارف .

وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه یقتضی التنزیه دون التشبیه .

وأما الحس فلا یقتضی إلا التشبیه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذکره بعد ظاهر.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة. وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )

 

قال رضی الله عنه : (فتتخیّل بالوهم أنّک قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحدّ ، والدلیل على ذلک "وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ الله رَمى ". والعین ما أدرکت إلَّا الصورة المحمدیة التی ینسب لها الرمی فی الحسّ ، وهی التی نفى الله الرمی عنها أوّلا ، ثم أثبته لها وسطا ، ثم عاد بالاستدراک أنّ الله هو الرامی فی صورة محمدیة ، ولا بدّ من الإیمان بهذا ، فانظر إلى هذا المؤثّر ، حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة ، فأخبر الحق نفسه عباده بذلک ، فما قال أحد منّا عنه ذلک ، بل هو قال عن نفسه ، وخبره صدق والإیمان به واجب ، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه ، فإمّا عالم أو مسلم مؤمن.)

 

یشیر إلى أنّ العلَّیة معلولة وجودا وتقدیرا لمعلولیّة المعلول ،

لأنّه لولا معلولیة المعلول لم تتحقّق علَّیة العلَّة ، وحینئذ لم تکن العلَّة علَّة لهذا المعلول ،

فعلَّیّة العلَّة متوقّفة التحقق على معلولیة المعلول ، فإذن معلولیة المعلول علَّة لعلَّیة العلَّة ، ولولا العلة وعلَّیّتها - لما کان المعلول معلولا ولا المعلولیة نعتا له ، فتکون علَّیة العلَّة علَّة لمعلولیة المعلول ، والمعلول معلول بقیام المعلولیة به ،

وکذلک العلة علَّة لقیام العلَّیة بها فالعلة مع علَّیتها - التی بها علة للمعلول - معلولة لمعلولیة المعلول التی هو بها معلول ، إذ هی عینه ، کما أنّ العلَّیة لیست زائدة على العلَّة إلَّا فی التعقّل لا فی الوجود ، إذ العقل ینتزع معنى العلَّیة فیفرزه زائدا على عین العلة ، ولیس کذلک ،

إذ العلَّیة والمعلولیة لا عین لهما خارجا عن العلَّة والمعلول فی الوجود ، إذ لو کان لهما تحقّق وجودی دون عین العلة والمعلول ، لتحقّق امتیازهما عنهما فی الوجود ، والامتیاز لیس إلَّا فی تعقّل المتعقّل ، وکذلک جمیع المتضایفات لا تحقّق لأحدهما إلَّا بالآخر ، فکلّ منهما علة لمعلوله ،

 

فیقول الناظر المناظر والمفکَّر الماهر بعد تحقّقه أحدیة عین العلة والمعلول :

هذه العین الواحدة باعتبار کونها علة لیست معلولة لعلَّته بل باعتبار آخر فتنتقل العلَّیة إلى المعلول باعتبار آخر ، والمعلولیة إلى العلَّة کذلک باعتبار آخر ، وبتغایر الاعتبارین یتغایر الحکمان ، فنقول : والعلَّة باعتبار علیّته لیست معلولة لمعلولها ، والمعلول باعتبار معلولیته لیس علَّة لعلَّته إلَّا باعتبار الانتقال المذکور ،

 

فنقول له بلسان الذوق والتحقیق : للعین الواحدة فیهما مع وجود الاعتبارین صلاحیة قبول الکلّ بکونها عین العلة وعین المعلول ، حال کون العلة علَّة وکون المعلول معلولا ، وعین العلیة والمعلولیة المعتبرتین فی العلة والمعلول حالتئذ ، فهی فی عینها جامعة بین العلیة والمعلولیة ، فهی العلة بعلَّیتها والمعلول بمعلولیتها ، إذ لا یمکن اعتبار هذه العین الواحدة إلَّا وجمیع الاعتبارات لها من عینها فی حالة واحدة على السواء .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة. وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن.)

 

قال رضی الله عنه :  (وإذا کان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذوات والعزة والمنعة ، فإنک لا تقدر على إفساد الحدود ، وأی عزة أعظم من هذه العزة فتتخیل بالوهم أنک قتلت . وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد ، والدلیل على ذلک  " وما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ ولکِنَّ الله رَمى " والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها هذا الرمی فی الحس ، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ، ثم أثبته لها وسطا ، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة ، ولا بد من الإیمان بهذا فانظر إلى هذا المؤثر حتى نزل الحق فی صورة محمدیة وأخبر الحق نفسه عباده بذلک ، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه ، وخبره صدق والإیمان به واجب ، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه ، فإما عالم وإما مسلم مؤمن ).

 

یعنى أن العلیة معلولة وجودا وتقدیرا لمعلولیة المعلول ، لأنه لولا معلولیة المعلول لم تتحقق علیة العلة ، فعلیة العلة موقوفة التحقق على معلولیة المعلول ، فإذن معلولیة المعلول علة لعلیة العلة وعلیتها ، وکذلک العلة وعکسها ، لما کان المعلول معلولا لهما لأنهما متضایفان ،

فیتوقف کل واحد منهما على الآخر ذهنا وخارجا فتکون علیة العلة علة لمعلولیة المعلول ، ومعلولیة المعلول علة لعلیة العلة ، والمعلول معلول بقیام المعلولیة به ،

وکذلک العلة علة بقیام العلیة بها ، فالعلة مع علیتها التی هی بها علة للمعلول معلول لمعلولیة المعلول الذی هو بها معلول ، ومعلولیة المعلول لیست زائدة علیه إلا فی العقل ،

 کما أن علیة العلة لیست بزائدة على العلة إلا فی العقل فهی فی الخارج عینه ، لکن العقل ینزع معنى المعلولیة فیجعله زائدا على ذات المعلول ،

وکذا معنى العلیة بالنسبة إلى ذات العلة ، ولیس کذلک فی الخارج ، إذ العلة والمعلولیة لا غیر لهما فی الخارج زائدة على العلة والمعلول فی الوجود ، لأنه لو کان لها تحقق وجودی دون عین العلة والمعلول فی الوجود لتحقق امتیازها عنهما فی الوجود ،

لکن الامتیاز لیس إلا فی التعقل ، وکذلک جمیع أقسام المتضایفین لا تحقق لأحدهما وجودا إلا بالآخر فکل منها علة لمعلوله

 

"" أضاف بالی زادة :

أنزل الحق فی صورة محمدیة فالمعلول علة لعلته بوجه کما سیأتی ، فإن تأثیر الحق ، فی وجود الرمی وتأثیر الرمی فی نزول الحق فی صورة رامیة لیظهر منه اهـ بالى زادة ""

 

ومعنى قوله : والذی حکم العقل به صحیح مع التحریر فی النظر أن ذلک صحیح عند تحریر المبحث ومحل النزاع ، لأن الذی حکم العقل به هو أن الشیء الذی یتوقف علیه وجود شیء آخر حتى یتحقق به لا یتحقق فی وجوده على وجود ذلک المتأخر المتحقق به وإلا لزم الدور ، وذلک عند تجرید المرادین عن معنى التضایف ، أما إذا أخذهما من حیث أنهما متضایفان فلا بد من التوقف فی الجانبین .

وفی بعض النسخ : مع التحرز فی النظر ، أی الاحتراز عن معنى التضایف فیهما وغایته أی وغایة الناظر والمفکر إذا رأى الأمر على خلاف مقتضى الدلیل العقلی ، وتحقق أن العین واحدة فی هذه الصورة الکثیرة أن یقول إنها وإن کانت حقیقة واحدة فی العلة والمعلول فهی من حیث کونها علة فی صورة من الصور الکثیرة لمعلول ما ، فلا تکون معلولة لمعلولها فیکون معلولها حینئذ علة لها وهی معلولة له .

 

وحینئذ لم یقف مع نظره العقلی وجوابه بلسان الذوق . والتحقیق أن العین الواحدة فی الصورتین لها صلاحیة قبول الأمرین بالاعتبارین ،

فلها حال کونها علة صلاحیة کونها معلولا ، وحال کونها معلولا صلاحیة کونها علة ، فهی فی عینها جامعة للعلیة والمعلولیة وأحکامهما ،

فکانت علة بعلیتها ومعلولة بمعلولیتها ، فلها بحسب الأحوال جمیع هذه الاعتبارات من حیث عینها على السواء ،

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة. وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )

 

قال رضی الله عنه : (فتتخیل بالوهم إنک قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد.) أی ، فتتوهم أنک قتلت ، والقاتل فی الحقیقة هو الله . والمقتول هو باق فی العالم العقلی ، وصورته موجودة فی العالم المثالی . وتشاهد بالعقل المنور والوهم المدرک للمعانی الجزئیة أن صورتها العقلیة موجودة فی الحقیقة، وما أفسدت إلا صورتها الحسیة .

 

قال رضی الله عنه : ( والدلیل على ذلک ) أی ، على أن القاتل هو الله ، لا أنت ، هو قوله تعالى :(" وما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى" . والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی) أی، الصورة المحمدیة (التی نفى الله الرمی عنها أولا، ثم أثبته لها وسطا) بقوله: (إذ رمیت).

 

قال رضی الله عنه : (ثم عاد بالاستدراک : أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا.)

( فانظر إلى هذا المؤثر ) وهو الاسم ( الرامی ) کیف تنزل لإظهار فعله فی المظاهر . (حتى أنزل الحق ) هذا المعنى المذکور . (فی صورة محمدیة. أخبر الحق نفسه.) بالنصب . أی، عن نفسه . ویجوز أن یکون بالرفع ، فیکون تأکیدا (للحق) .

 

قال رضی الله عنه : (عباده بذلک . فما قال أحد منا عنه ذلک ، بل هو قال عن نفسه. وخبره صدق والإیمان به واجب ، سواء أدرکت علم ما قال ) ، أی ، أحطت بعقلک بسر ما قال وجعل نفسه رامیا فی صورة محمدیة بعقلک ( أو لم تدرکه . فإما عالم )


أی ، فالناس إما عالم . ( وإما مسلم مؤمن . ) بالإیمان التقلیدی .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «وما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة.

وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )


قال رضی الله عنه :  ( فتتخیّل بالوهم أنّک قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصّورة موجودة فی الحدّ ، والدّلیل على ذلک وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى [ الأنفال : 17 ] ،

والعین ما أدرکت إلّا الصّورة المحمّدیّة الّتی ثبت لها الرّمی فی الحسّ ، وهی الّتی نفى اللّه الرّمی عنها أوّلا ثمّ أثبته لها وسطا ، ثمّ عاد بالاستدراک أنّ اللّه هو الرّامیّ فی صورة محمّدیّة ، ولا بدّ من الإیمان بهذا ) .


قال رضی الله عنه:  (فتتخیل بالوهم) عند إفنائها (أنک قتلت، وبالعقل والوهم لم تزل الصورة ) فضلا عن الذات (موجودة فی الحد).

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( والدلیل على ذلک ) أی : على کون الفانی فی نظرک باقیا فی الواقع وفی حس غیرک، وفی الحد قوله تعالى :( وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى) [ الأنفال : 17 ] ؛  فکیف تفنی فی الواقع الصورة المحمدیة ؟


قال رضی الله عنه :  ( والعین ) الباصرة من الناس ( ما أدرکت ) للرامی ( إلا الصورة المحمدیة ) ، إذ هی ( التی ثبت لها الرامی فی الحس ) ، وهذه الصورة المحمدیة ( هی التی نفى اللّه الرمی عنها ) ، أو باعتبار فنائها ، ( ثم أثبته ) أی : الرامی ( لها وسطا ) لثبوتها حسّا ، ورؤیة العین الرامی منها ، وهی لا تکذب .

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم ) لما کانت فانیة من حیث هی باقیة من حیث هی لربها قائمة ( عاد بالاستدراک ) ، وبیّن ( أن اللّه هو الرامی ) باعتبار إشراقه وظهوره ( فی صورة محمدیة ) ، فلا یمکن إنکار ظهوره فی المحدثات ؛ وذلک لأنه ( لا بدّ من الإیمان بهذا ) النص الدّال على ظهوره فی الصورة المحمدیة ، ولا قائل بالفرق بینها وبین سائر الصور ، وعلى أنه أثر فناء النفس .


قال رضی الله عنه :  ( فانظر إلى هذا المؤثّر حتّى أنزل الحقّ فی صورة محمّدیّة ، وأخبر الحقّ نفسه عباده بذلک ، فما قال أحد منّا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه ، وخبره صدق والإیمان به واجب ، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه ؛ فإمّا عالم ، وإمّا مسلم مؤمن ).

 

قال رضی الله عنه : ( فانظر إلى هذا المؤثر ) الذی بلغ النهایة فی التأثیر ( حتى أنزل الحق ) بإشراق نوره ( فی صورة محمدیة ) ، ولا یقال : کیف یؤثر الفناء وهو عدمی ؟


لأنّا نقول : ( أخبر الحق نفسه ) لا فی مظهر یمکن أن یدخل فیه الشیطان ( عباده ) الکمّل الذین لیس للشیطان علیهم سلطان ( بذلک ) التأثیر للفناء فی تجلیه ، ولو أنکرتم علینا هذا القول ، ( فما قال أحد منا ) ابتداء ( عنه ذلک ) ، ( بل هو قال عن نفسه ) أولا فتبعناهم ، ولیس ذلک بطریق الأمر ، حتى یمکن أن یقال لغلبة أمر بالاعتقاد على خلاف الواقع ، کما أن له أن یکلف بالمحال عند الأشعری ، بل هو بطریق الخبر


 قال رضی الله عنه : ( وخبره صدق ) بحیث یکون تکذیبه کفرا ؛ وذلک لأن ( الإیمان به واجب ) بحیث لا یجوز التوقف فیما لم تعلم منه ، بل ( سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه ) ، وبعد الإیمان ؛ ( فإما ) ما أنت ( عالم ) بتأویله ، ( وإما مسلم ) علمه إلى اللّه من غیر إنکار ؛ لأنک ( مؤمن ) فإنا تبعناه فی مثل ذلک القول ، فلا ینبغی أن ینکر علینا أیضا ،

بل لا بدّ من تسلیم ما لم نحط بعلمه ، وکیف ینکر أثر العدمی بالنظر العقلی بعض النص الإلهی ، مع أنه قد صح بالکشف الصحیح باتفاق أهله تأثیر اختلاف المجال فی اختلاف التجلی ، مع أن التجلی علة وجود المجالی، فقد أثر المعلول المعدوم قبل تأثیر العلة فیه فی علته بالاختلاف .


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة. وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )


قال الشیخ رضی الله عنه :  (فتخیّل بالوهم أنّک قتلت) .


أیّ وهم حکمه باطل

وهذا الوهم الذی یتبع المتخیّلة فی أحکامها هو الذی یذمّه الحکماء المحققون وینسبون أحکامه إلى الفساد ، حیث یشیرون إلى الأحکام الفاسدة بأنّها أوهام ، وصار ذلک مزلَّة أقدام المتأخّرین منهم ، وحسبوا أن الوهم مطلقا حکمه باطل ولیس کذلک ، فإنّ الوهم المستقلّ بالحکم أو الذی یتبع العقل فی حکمه ، فهو من أساطین حکَّام هذه النشأة عند اقتناص الحقائق الذوقیّة ،


ولذلک قال : ( وبالعقل والوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحدّ ) ، أی الحدّ الکلَّی الکاشف عن الحقیقة ، لا یزال الوهم یتصوّر فیه أشخاصها وجزئیّاتها فصورة الشخص التی غابت بالقتل عن الحسّ وحکمت المتخیّلة - عند استتباعها الواهمة - بفسادها تبعا للحسّ ، لا زالت موجودة فإنّ مقوّمات حقیقته وذاتیّات حدّه غیر قابلة للفساد أصلا ، والعوارض المشخّصة لها إنما هی لوازم غیر ممکنة الانفکاک عنها .


وما رمیت إذ رمیت

فعلم من تشبیب هذه المقدّمات أنّ نفس العبد حیّة فی ذاتها ، على ما أشیر إلیه فی العبارة الختمیّة ، ولها تأثیر فی ذاتها ، ولکن لا من حیث أنّها عبد وإن قتلت وأسقطت عنها الإضافات من الأفعال والصفات ، ( والدلیل على ذلک ) عقلا وذوقا ما أشیر إلیه آنفا ونقلا قوله تعالى : ( “  وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ الله رَمى “  والعین ما أدرکت) عند مشاهدة ذلک الفعل وصدوره من الفاعل ( إلَّا الصورة المحمدیّة ، التی ثبت لها الرمی فی  الحسّ)، ولا شکّ أنّ الصورة الحسیّة من کل شیء هی الفاسدة بذاتها ، لأنّها صورة کونیّة ظلیّة ، وإن کانت فی الحقیقة هی المشتملة على الصورة الحیّة بذاتها ، وهی التی باعتبار التأثیر منها ونسبة الفعل إلیها حقّ - کما سبق بیانه .


ولذلک قال رضی الله عنه  : ( وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ) ، یعنی باعتبار الصورة الأولى ، ( ثم أثبته لها وسطا ) ، یعنی باعتبار الصورة الحقیقیّة التی هی البرزخ الجامع بین العبدیّة والحقیّة ، الواقعة فی وسط الاعتدال ولذلک وقعت فی العبارة القرآنیّة وسطا بین نفی التأثیر عن الصورة المحمدیّة وبین استدراک إثباته لله تعالى فیها ، کما قال :  


الرامی هو الله فی الصورة المحمّدیّة   

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ عاد بالاستدراک أنّ الله هو الرامی فی صورة محمدیّة ) وفی خصوصیّة عبارته هاهنا بقوله : « ثم عاد » إشعار بدقیقة من جلائل الحکم ، وهی أنّ المعاد الحقیقیّ والمراد الغائیّ إنما هو الظهور بصورة الأثر ، والبروز بکسوة الغلبة بالفعل والقهر ، والکلام والخبر فهی إشارة إلى ختم الولایة ، کما أنّ الأولین - یعنی النفی والإثبات - إشارة إلى ختم النبوّة.


قال رضی الله عنه :  ( ولا بدّ من الإیمان بهذا ) ، یعنی أنّ التأثیر مطلقا بدءا وإعادة للحقّ ، ولکن فی صورة محمدیّة ( فانظر إلى هذا المؤثّر ) کیف تنزل متدرّجا فی إظهار کماله صورة ومعنى ، من آدم فی مدارج الأنبیاء ( حتى أنزل الحقّ فی صورة محمّدیّة ) خاتمیّة مظهرة لأمر الکمال بالتعبیر عن تمام الکلام ، وکاشفه له عن تمام المرام ، حیث أبان ( وأخبر الحقّ نفسه عباده بذلک ، فما قال أحد منّا ذلک ، بل هو قال عن نفسه - وخبره صدق والإیمان به واجب ، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه ) ،


فإنّ الفائزین بنیل الکمال الإنسانی - کما مرّ غیر مرّة - قد انحصر أمرهم فی طائفتین : وهما العالمون أصحاب القلوب ، أو المؤمنون أرباب إلقاء السمع : ( فإمّا عالم ، وإمّا مسلم مؤمن ) .


الفرق بین حکم النظر والذوق فی مسألة العلة والمعلول

ثمّ إنّه استشعر أن یقال هاهنا : إنّ أصحاب العقول الذین یستحصلون المعارف والحقائق بالنظر والفکر - لا یتمّ هذا الکلام عندهم ولا یستقیم هذا الحصر فی الطائفتین لدیهم ، فأشار إلى دفع مقالهم بقوله :

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتتخیل بالوهم أنک قتلت، وبالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحد .

والدلیل على ذلک «و ما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى» : والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس، وهی التی نفى الله الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن الله هو الرامی فی صورة محمدیة. ولا بد من الإیمان بهذا. فانظر إلى هذا المؤثر حتى أنزل الحق فی صورة محمدیة. وأخبر الحق نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه.

وخبره صدق والإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإما عالم و إما مسلم مؤمن . )


قال رضی الله عنه : ( فتتخیّل بالوهم أنّک قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصّورة موجودة فی الحدّ . والدّلیل على ذلکوَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى[ الأنفال : 17 ] . والعین ما أدرکت إلّا الصّورة المحمّدیّة الّتی ثبت لها الرّمی فی الحسّ ، وهی الّتی نفى اللّه الرّمی عنها أوّلا ثمّ أثبته لها وسطا ، ثمّ عاد بالاستدراک أنّ اللّه هو الرّامیّ فی صورة محمّدیّة، ولا بدّ من الإیمان بهذا.فأنظر إلى هذا المؤثّر حتّى أنزل الحقّ فی صورة محمّدیّة . وأخبر الحقّ نفسه عباده بذلک ، فما قال أحد منّا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه ، وخبره صدق والإیمان به)


( فتتخیل بالوهم ) الکاذب ( أنک قتلت ) وأفنیت المقتول بالکلیة ( وبالعقل والوهم ) الصادق ، أی بحکمها ( لم تزل الصورة ) ، أی صورته العقلیة ( موجودة فی الحد ) ، بل فی صورته المثالیة فی عالم المثال وصورته الروحیة فی عالم الأرواح إن کان ذا روح مجرد مما قتلته بالحقیقة حیث قتلته بالصورة .


( والدلیل على ذلک ) ، أی ما یدل على مثل ذلک من نفی الفعل بحسب الحقیقة وإثباته بحسب الصورة قوله تعالى : (وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ) [ الأنفال : 17 ] ،


أی ما رمیت حقیقة إذ رمیت صورة (وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى والعین ما أدرکت إلا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحس وهی ) ، أی الصورة المحمدیة هی ( التی نفى اللّه الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا ثم عاد بالاستدراک أن اللّه هو الرامی فی صورة محمدیة ولا بد من الإیمان بهذا . فانظر إلى هذا المؤثر ) ، 

بفعل الرمی کیف نزل عن مرتبة الجمعیة ( حتى أنزل ) نفسه یعنی ( الحق فی صورة محمدیة وأخبر الحق نفسه) ، بالرفع تأکید للحق ( عباده بذلک فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه وخبره صدق والإیمان به،


 قال رضی الله عنه :  ( واجب ، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه ؛ فإمّا عالم ، وإمّا مسلم مؤمن . )

(واجب سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه فأما ) أنت ( عالم ) ، أی ممن له قلب ( وإما مسلم مؤمن ) ممن أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِیدٌ .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۴۹۰-۴۹۲

فتتخیل بالوهم أنّک قتلت، و بالعقل و الوهم لم تزل الصورة موجودة فی الحدّ.

و به وهم کاذب خیال ‌می‌شود که تو قاتلى و به حکم عقل و وهم صادق صورت در حدّ خود موجود است.

قیصرى ‌می‌گوید:

بظاهر گمان ‌می‌کنى که تو قاتلى و حال اینکه در حقیقت قاتل، حق تعالى است و مقتول در عالم عقلى باقى است و صورت مقتول در عالم مثالى موجود است و به عقل منور وهم مدرک معانى جزئیه مشاهده ‌می‌کنى که صورت عقلیه در حقیقت موجود است و جز صورت حسیه فاسد نشد.( شرح فصوص قیصرى، ص 423، ستون دوم.)

و الدلیل على ذلک‏ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَ‌می‌ و العین ما أدرکت إلّا الصورة المحمدیة التی ثبت لها الرمی فی الحسّ، و هی التی نفى اللّه الرمی عنها أولا ثم أثبته لها وسطا، ثم عاد بالاستدراک أن اللّه هو الرامی فی صورة محمدیة و لا بد من الإیمان بهذا، فانظر الى هذا المؤثر حتى أنزل الحقّ فی صورة محمدیة، و أخبر الحقّ نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه و خبره صدق و الإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فامّا عالم و إمّا مسلم مؤمن.

دلیل بر اینکه رامى خداست نه تو اینکه خداوند فرمود: وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَ‌می‌ (انفال: 17). چشم ادراک نمی‌کند جز صورت محمدیه (ص) را که در حس و به حسب ظاهر رمى براى صورت محمدیه ثابت است و حال اینکه صورت محمدیه آنى است که خداوند در اول نفى رمى از او فرمود. سپس رمى را براى او اثبات فرمود و او را وسط (واسطه) قرار داد (که گفت إذ رمیت) و سپس برگشت و استدراک کرد و گفت رامى، اللّه تعالى است در صورت محمدیه (ص) و لا بد باید بدان ایمان داشت. یعنى چاره‌ای جز ایمان بدان نیست. پس بنگر به این مؤثر که این رامى است چگونه تنزل نمود در این معناى مذکور (براى اظهار فعلش در مظاهر). حتى اینکه این معنى مذکور در صورت محمدیه نازل شد و خداوند عبادش را از نفس خود اخبار فرمود. پس هیچ یک از ما از خود ن‌می‌گوید، بلکه خداوند از خود ‌می‌گوید، خبر خداوند صدق است (که در آیه مذکور رمى را به خود نسبت داد هر چند که در ظاهر منسوب به صورت محمدیه بود.

گر چه تیر از کمان همى گذرد از کماندار بیند اهل خرد

و ایمان به خبر او واجب است خواه علم آن چه را گفت ادراک بکنى خواه نکنى. پس مردم یا عالمند یا مسلم مؤمنند (یعنى آنانى که ادراک کرده‌اند عالمند که صاحب قلبند و آنانى که ادراک نکرده‌اند مسلمند یعنى گردن نهادند و پذیرفتند و مؤمن به ایمان تقلیدى‌اند.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۳۰

فتتخیل بالوهم أنّک قتلت، و بالعقل و الوهم لم تزل الصّورة موجودة فى الحدّ.

پس تو توهم مى‏کنى که تو کشتى و حال آنکه قاتل در حقیقت اللّه تعالى است، و مقتول باقى است در عالم عقلى و صورتش موجود در عالم مثالى و مشاهده کرده مى‏شود به عقل منور و به وهم که مدرک معانى جزئیّه است که صورت عقلیّه او موجود است در حقیقت و فساد طارى نشده است مگر بر صورت حسیّه او.

و الدّلیل على ذلک‏ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمى‏. و العین ما أدرکت إلّا الصّورة المحمّدیّة الّتى ثبت لها الرّمى فى الحسّ، و هى الّتى نفى اللّه الرّمى عنها أوّلا ثمّ أثبته لها وسطا، ثمّ عاد بالاستدراک أنّ اللّه هو الرّامىّ فى صورة محمّدیّة، و لا بدّ من الإیمان بهذا.

یعنى دلیل بر آنکه قاتل حق تعالى است نه تو قول اوست سبحانه و تعالى که‏ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمى‏ یعنى تو نینداختى وقتى که تو انداختى و لکن حقّ سبحانه و تعالى انداخت و دیده ادراک نمى‏کند مگر صورت محمدیّه که رمى او را ثابت است در حسّ، و صورت محمدیّه است که حقّ تعالى نفى رمى کرد از او اولا، و در وسط اثبات رمى کرد او را، بعد از آن به طریق استدراک فرمود که اللّه است رامى در صورت محمدیّه و چاره نیست از ایمان بدین آرى، بیت:

نبى را که او محض نور خداست‏ بشر بیند آن کو به شر مبتلاست‏

و زبان وقت در کشف این حال در مخاطبه رسول ذو الجلال مى‏گوید بیت:


تا سوى لاهوت بیرون آئى از ناسوت دون‏ از الوهیّت چو بر جانت تجلّى آمده‏

ما رمیت إذ رمیت لکنّ اللّه رمى‏ خلعتى بر قد تو بس چست و زیبا آمده‏

فأنظر إلى هذا المؤثّر حتّى أنزل الحقّ فى صورة محمّدیّة. و أخبر الحقّ نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منّا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه، و خبره صدق و الإیمان به واجب، سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه؛ فإمّا عالم، و إمّا مسلم مؤمن.

پس نظر کن این مؤثّر را که اسم رامى چگونه نزول مى‏کند از براى اظهار فعل خویش در مظاهر تا غایتى که حقّ را فرومى‏آرد در صورت محمدیّه. و ازین معنى حقّ سبحانه و تعالى خود اخبار کرد بندگان خویش را هیچ احدى از ما متصدّى بدین اخبار نشده بل که اوست که از نفس خود این خبر مى‏دهد؛ و خبر او صدق است و ایمان بدان واجب، خواه تو به عقل خود سرّ آنچه گفت و نفس خود «رامى» ساخت در صورت محمّدیّه، احاطه توانى کرد؛ و خواه نى. پس تو یا عالمى یا مسلم مؤمن به ایمان تقلیدى. پس اگر عالمى در مخاطبه حق و مناجات جناب مطلق در باب ملاحظات او با حبیبش از سر ذوق بگوى بیت:

آن ملاحت داده‌‏اى او را که از یک دیدنش‏ یوسفان شش جهت را چون زلیخا کرده‌‏اى‏

گاه رمى او ز قول ما رمیت إذ رمیت‏         بر رموز مخفى توحید ایما کرده‌‏اى‏


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۱

 فتتخیّل بالوهم إنّک قتلت، و بالعقل و الوهم لم تزل الصّورة موجودة فی الحدّ. و الدّلیل على ذلک‏ «وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمى‏»: و العین ما أدرکت إلّا الصّورة المحمّدیّة الّتی ثبّت لها الرّمى فی الحسّ، و هی الّتی نفى اللّه الرّمى عنها أوّلا ثمّ أثبته لها وسطا، ثمّ عاد بالاستدراک أنّ اللّه هو الرّامى فی صورة محمّدیّة.

و لا بدّ من الإیمان بهذا. فانظر إلى‏ هذا المؤثّر حتّى أنزل الحقّ فی صورة محمّدیّة. و أخبر الحقّ نفسه عباده بذلک، فما قال أحد منّا عنه ذلک بل هو قال عن نفسه. و خبره صدق و الإیمان به واجب سواء أدرکت علم ما قال أو لم تدرکه: فإمّا عالم و إمّا مسلم مؤمن.

شرح «نفسه» منصوب است به نزع خافض، یعنى: أخبر الحقّ عن نفسه عباده. فامّا عالم و امّا مسلم، تفصیل است ضمیر مخاطب را در أدرکت یعنى:

إمّا أنت عالم بحقیقة الحال. پس ایمان تو برین تقدیر واجب باشد که به علم یقین‏دانسته‏اى که رامى حق بود در مظهر محمّدى؛ و إمّا أنت مسلم مقلد، و ایمان تو هم برین تقدیر واجب باشد تقلیدا؛ چرا که ظاهر آیت دلالت مى‏کند بر آن که رامى حق بود.