الفقرة الخامسة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک.
فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلّیة بهذه المثابة ، فما ظنّک باتّساع النّظر العقلی فی غیر هذا المضیق ؟ فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه علیهم وقد جاؤوا بما جاؤوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا بما لا یستقلّ العقل بإدراکه وما یحیله العقل رأسا ویقرّ به فی التّجلّی الإلهی . فإذا خلا بعد التّجلّی بنفسه حار فیما رآه : فإن کان عبد ربّ ردّ العقل إلیه ، وإن کان عبد نظر ردّ إلى حکمه . وهذا لا یکون إلّا ما دام فی هذه النّشأة الدّنیاویة محجوبا عن نشأته الأخراویّة فی الدنیا . فإنّ العارفین یظهرون ههنا کأنّهم فی الصّور الدّنیاویّة لما یجری علیهم من أحکامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم فی بواطنهم فی النّشأة الأخراویّة ، لا بدّ من ذلک . فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن کشف اللّه عن بصیرته فأدرک . )
(وإذا کان الأمر فی العلة) عند العقل (بهذه المثابة) یتسع فیها بنظره الفکری تارة ویضیق أخرى (فما ظنک) یا أیها السالک (باتساع النظر العقلی فی غیر هذا) الأمر (المضیق) من أمور الغیب الأخروی ونحوه (فلا أعقل) ، أی أکثر عقلا (من الرسل) والأنبیاء (صلوات اللّه) وسلامه (علیهم وقد جاؤوا) من عند اللّه تعالى بما
(جاؤوا به فی الخبر) ، أی فی الإخبار (عن الجناب الإلهی) مما یتعقل بمقتضیات الرضوان والغضب منه تعالى فی الأحکام الشرعیة ، وما یتعلق بأمور الآخرة والبرزخ وأخبار الأمم الماضیة والآتیة قبل یوم القیامة (فأثبتوا) لأممهم من ذلک (ما أثبته العقل وزادوا) علیه (بما لا یستقل العقل بإدراکه) بل یحتاج فی إدراکه إلى معونة من الخبر (وما یحیله) ، أی یحکم باستحالته (العقل رأسا وإنما یقر) العقل (به) ، أی بذلک المستحیل (فی) حالة (التجلی) ، أی الانکشاف (الإلهی) علیه .
(فإذا خلا) ، أی العقل (بعد التجلی) الإلهی (بنفسه حار) ، أی العقل یعنی أدرکته الحیرة (فیما) ، أی فی الأمر الذی رآه من ذلک المستحیل عنده (فإن کان) ، أی صاحب العقل بعد ذلک فی حال غفلته (عبد رب) ، أی تابعا لربه سبحانه فی کل ما أشکل علیه مفوضا فی جمیع أموره إلیه رد ، أی رجع (العقل) الحاکم منه باستحالته ذلک الأمر وامتناعه (إلیه) ، أی إلى ربه تعالى ووقف مع إسلامه لذلک وإیمانه به (وإن کان ، أی صاحب العقل (عبد نظر) فکری ، أی تابعا لنظره الفکری معتمدا علیه فی جمیع أمور دینه ودنیاه کعلماء الظاهر المحجوبین عن معرفة ربهم الذوقیة ومن تابعهم رد ، أی أرجع (الحق) الذی حار فیه (إلى حکمه) ، أی حکم نظره الفکری وفهمه بمقتضى عقله وجزم به کذلک .
(وهذا) الأمر المذکور (لا یکون) من العبد (إلا ما دام) واقفا (فی هذه النشأة ) الظاهرة للحس والعقل (محجوبا عن) القیام بحکم (نشأته) ، أی خلقته (الأخرویة) الغیبیة وهو کائن (فی) حال الحیاة (الدنیا) قبل موته منها وانتقاله إلى البرزخ کما قال سبحانه عمن هذا حاله "یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاةِ الدُّنْیا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ"[ الروم : 7].
(فإن العارفین) باللّه تعالى القائمین بأمره سبحانه بعد العبور عن عالم الخلق (یظهرون ههنا) فی هذه الدار الدنیا بین الناس (کأنهم) ،
أی حالهم الظاهر منهم للغافلین المحجوبین یشبه أنهم مثلهم قائمون (فی الصور) الخلقیة (الدنیویة) الجامدة فی العقل والحس (لما یجری علیهم) ، أی على ظواهرهم (من أحکامها) ،
أی الصورة الدنیویة من أکل وشرب ونوم وجماع وطاعة ومعصیة ومرض وموت ونحو ذلک (واللّه تعالى قد حوّلهم) ، أی العارفین (فی بواطنهم) فی الدنیا (فی النشأة الأخرویة) لقیامهم بأمره تعالى ومفارقتهم أحوال الخلق عن کشف منهم وشهود (لا بد من) ثبوت (ذلک) لهم فی طور المعرفة الذوقیة .
(فهم) ، أی العارفون (بالصورة) الإنسانیة ، أی بسببها وسبب أحکامها الدنیویة (مجهولون) بین الناس کما قال تعالى :" وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ یَأْکُلُ الطَّعامَ وَیَمْشِی فِی الْأَسْواقِ[ الفرقان : 7 ] ،
وقالوا :ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یَأْکُلُ مِمَّا تَأْکُلُونَ مِنْهُ وَیَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَکُمْ إِنَّکُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ( 34 ) [ المؤمنون : 33 - 34 ] ،
وقالوا :إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ کَذِباً[ المؤمنون : 38 ] ، وقالوا لرسلهم :ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَیْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَکْذِبُونَ[ یس : 15]
مع أن القائلین من العقلاء البالغین والمقول لهم ذلک من أکمل أهل الأنوار الإلهیة وأفضل أولى الصفوة والخصوصیة ، فکیف بمن دونهم من أهل الولایة والوراثة المحمدیة (إلا لمن کشف اللّه) تعالى (عن بصیرته) من الناس (فأدرک) مقامات الرجال ومیز مراتب أهل الکمال کما وفق اللّه تعالى فی الزمان السابق جماعة للإیمان بالأنبیاء علیهم السلام فجعلهم عمدة فی نقل الحق والشرع وتبلیغه بعدهم للأمم المؤمنین بهم .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : ( فإذا کان الأمر فی العلیة ) فی حق النظر العقل ( بهذه المثابة ) فإنه لا یدرک الأمر فی العلیة على ما کان علیه إلا مع التحرز فی النظر فلا یسع الأمر فی هذا المضیق مع أن الأمر لم یکن خارجا عن طوره فی هذا المقام
قال رضی الله عنه : ( فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق ) الذی أضیق منه فإن من الأمور أضیق منه بحیث کانت خارجة عن طور النظر العقلی فکیف یتسع العقل فیها فلا تظن أن العقل یدرکها بالنظر فإنما علمها بالتجلی الإلهی
قال رضی الله عنه : (فلا أعقل من الرسل صلوات اللّه علیهم أجمعین ، وقد جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی فأثبتوا للحق ما أثبته العقل وزادوا فیما لا یستقل العقل بإدراکه) بل یحتاج إلى التجلی الإلهی (وما یخیله رأسا) أی ولا یخیل العقل ثبوته للحق بکلیة (ویقرّ به)
من الإقرار ( فی التجلی الإلهی ) إذ التجلی یزیل حکم النظر العقلی أی زادوا کل ذلک فی الإثبات ( فإذا خلا ) العقل ( بعد التجلی بنفسه ) أی رجع إلى مرتبة عقله ( حار فما رآه ) فإذا کان الأمر کذلک ( فإن کان ) العبد ( عبد رب ردّ العقل إلیه ) إلى ربه کالأنبیاء والأولیاء
قال رضی الله عنه : ( فإن کان ) العبد ( عبد نظر ردّ الحق إلى حکمه ) أی حکم العقل أو فإن کان المتجلی له عبد ربّ ردّ إلخ ( وهذا ) أی رد الحق إلى حکم العقل ( لا یکون إلا ما دام ) المتجلی له ( فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأة الأخرویة فی الدنیا فإن العارفین یظهرون هنا ) أی فی عالمنا هذا ( کأنهم فی الصورة الدنیویة لما یجری علیهم من أحکامها ) أی من أحکام الدنیویة
قال رضی الله عنه : ( واللّه تعالى قد حوّلهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة لا بد من ذلک ) التحول لهم وإلا لم یکونوا عارفین ( فهم بالصورة مجهولون ) لا یعلمهم الناس فإنهم ستروا اللّه عن أعین الأغیار فسترهم اللّه عن أعین المحجوبین ( إلا لمن کشف اللّه ) غطاءه ( عن بصیرته فأدرک ) وهم الذین قال تعالى فی حقهم : أولیائی تحت قبابی لا یعرفهم غیری
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : (وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟ فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی. فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه . وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قلت : الشیخ رضی الله عنه وصف حال الوهم فی الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزیه والتشبیه وما جمعهما إلا عارف .
وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه یقتضی التنزیه دون التشبیه .
وأما الحس فلا یقتضی إلا التشبیه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذکره بعد ظاهر.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلَّة بهذه المثابة ، فما ظنّک باتّساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق ؟ فلا أعقل من الرسل - صلوات الله علیهم - وقد جاؤوا بما جاؤوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی ، فأثبتوا ما أثبته العقل » یعنی فی طور العقل . « وزادوا ما لا یستقلّ العقل بإدراکه وما یحیله العقل رأسا ویقرّ به فی التجلَّی فإذا خلا بعد التجلَّی بنفسه ، حار فیما رآه ، فإن کان عبد ربّ ، ردّ العقل إلیه ، وإن کان عبد نظر ، ردّ الحق إلى حکمه ، وهذا لا یکون إلَّا ما دام فی هذه النشأة الدنیاویة محجوبا عن نشأته الآخرة فی الدنیا ) .
یعنی : یکون فی هذه النشأة أبدا مقیّدا فیحار ویجار عن الحق ، ولا یجار إلیه ، حتى یجیره عمّا یحیّره ، ویخبر بما یخبره .
قال رضی الله عنه : (فإنّ العارفین یظهرون هنا کأنّهم فی الصورة الدنیاویة لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حوّلهم فی بواطنهم فی النشأة الأخراویة، لا بدّ من ذلک، فهم بالصورة مجهولون إلَّا لمن کشف الله عن بصیرته، فأدرک)
أی جمع لیوم الجمع ونشر من قبره أی انطلق عن قیده ولم یتقید بتعینه.
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : (وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق ، فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاؤوا بما جاؤوا فی الخبر عن الجناب الإلهی ، فأثبتوا ما أثبته العقل ) أی فی طور العقل
قال رضی الله عنه : ( وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه ولا یخیله العقل رأسا ویقربه فی التجلی الإلهی ، فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه ، فإن کان عبد رب رد العقل إلیه ، وإن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه ، وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا )
یعنى هذه الحیرة لا تکون إلا إذا کان صاحبها فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن النشأة الأخرویة ، فإنه فیها مقید أبدا بعین العقل مقید للأمر بحسب تقیده فیسعى فی قید ،
فإذا أطلق تحیر لتعوده بحکم القید ، فإن غلب حکم القید حار عن الحق فأخذ بقیده ، وإن غلب حکم الإطلاق حار عما تحیره وانحاز إلى الحق وأذعن له الحق فراعى حکم الطرفین فکان من الکمل ، وإن بقی فی الحیرة کان من الوله ،
وأما الکمل فهم خرجوا عن النشأة الدنیویة باطنا وإن کانوا فیها ظاهرا
قال رضی الله عنه : ( فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیویة لما یجرى علیهم من أحکامها ، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة لا بد من ذلک ، فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عین بصیرته فأدرک )
قد حشر أی جمع لیوم الجمع فشاهد أحوال القیامة ونشر من قبره أحیا بالحیاة الأخرویة عن قبر تقیده ، وانغماسه فی غواشیه بالمتجرد عن ملابسته .
"" أضاف بالی زادة :
فعجل لهم ما أجل لغیرهم ، فأنشأ الله العارفین نشأتین فی حال حیاتهم دنیویة وأخرویة . أهـ بالى زادة . ""
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : (وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة ، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق ) أی ، إذا کان الأمر الإلهی وشأنه عند التجلی بهذه المثابة فی العلیة ، حیث یجعل المعلول علة لعلته ، فما ظنک فی غیر هذا المضیق من المواضع التی یکون مجال التعقل فیها واسعا ، ویجوز علیها أمورا شتى .
قال رضی الله عنه : (فلا أعقل من الرسل ، صلوات الله علیهم) ، لأنهم یشاهدون الأمر على ما هی علیه بالتجلی الإلهی .
(وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر) أی ، جاءوا بما جاءوا من المعانی الغیبیة فی صورة الخبر المروى عنهم .
قال رضی الله عنه : ( من الجناب الإلهی ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا فیما لا یستقل العقل بإدراکه ، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی الإلهی. ) وإنما کانوا أعقل الخلائق وأکملهم ، لأنهم کانوا منورون بالأنوار الإلهیة ، مشاهدون للحقائق على ما هی علیها ، لذلک أخبروا عن الجناب الإلهی بما لا یستقل العقل بإدراکه وما یحیل نسبته إلى الله عقلا لإعطاء التجلی ذلک وإقراره لحقیقته .
قال رضی الله عنه : ( فإذا خلا بعد التجلی بنفسه ، حار فیما رآه . ) لأنه رجع إلى بشریته بارتفاع حکم التجلی عنه وغلب علیه عقله المانع من ذلک ، وهو لا یشک فیما رآه ، فتحصل الحیرة .
قال رضی الله عنه : (فإن کان عبد رب ، رد العقل إلیه ، وإن کان عبد نظر ، رد الحق إلى حکمه . )
أی، فإن کان المتجلى له عبد الحق، رد عقله إلیه، وإن کان عبد العقل، رد الحق إلى حکم العقل ویؤوله. کما نشاهده الیوم فی العلماء الظاهریین أنهم إذا سمعوا آیة من الآیات، أو خبرا من الأخبار الدالة على طور فوق العقل، یؤولون ذلک وینزلونه إلى ما یحکم به عقولهم .
قال رضی الله عنه : (وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیاویة محجوبة عن نشأته الأخراویة فی الدنیا. فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیاویة لما یجرى علیهم من أحکامها ، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخراویة لا بد من ذلک . فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک.) .
أی، وهذا الرد إلى العقل لا یکون إلا ما دام المتجلى له فی هذه النشأة الدنیاویة محجوبا عن نشأة الأخراویة، فإن ارتفع عنه الحجاب واطلع على ما فی نشأته الأخراویة اطلاعا شهودیا ،
وهو فی الدنیا، فحینئذ لا یبقى للعقل معه نزاع فیما أدرک من التجلی، ولا یحتاج إلى الرد إلى مقامه ، ولا تحصل الحیرة .
فإن العارفین المکاشفین للحقائق بالتجلیات الإلهیة ظاهرون فی الدنیا بالصورة ویجرى علیهم أحکام ما یتعلق بموطن الدنیا ، والله تعالى حول قلوبهم إلى النشأة الأخراویة . فهم بالصورة فی الدنیا وبالباطن فی الآخرة .
ولا یعرفهم إلا من کشف الله عن بصیرته الغطاء ورفع عن عینه الحجاب .
کما قال تعالى : ( أولیائی تحت قبابی، لا یعرفهم غیری ).
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلّیة بهذه المثابة ، فما ظنّک باتّساع النّظر العقلی فی غیر هذا المضیق ؟ فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه علیهم ، وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی ، فأثبتوا ما أثبته العقل ، وزادوا بما لا یستقلّ العقل بإدراکه ، وما یحیله العقل رأسا ، ویقرّ به فی التّجلّی الإلهی ، فإذا خلا بعد التّجلّی بنفسه حار فیما رآه ؛ فإن کان عبد ربّ ردّ العقل إلیه ، وإن کان عبد نظر ردّ إلى حکمه ، وهذا لا یکون إلّا ما دام فی هذه النّشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدّنیا ؛ فإنّ العارفین یظهرون هاهنا کأنّهم فی الصّور الدنیویة لما یجری علیهم من أحکامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم فی بواطنهم فی النّشأة الأخرویة ، لا بدّ من ذلک ، فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن کشف اللّه عن بصیرته فأدرک )
ثم بالغ فی بیان قصور العقل من حیث نظره الفکری ( فی العلیة ) ، أی : کون المعلول علة لعلته ( بهذه المثابة ) من الضیق مع أنها لیست من المضایق المحیرة ، ( فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق ؟ ) مما یحیر العقول ، وینهر الألباب ، فإذا کان فی النظر العقلی هذا القصور ، فالکامل لا یقف معه إذا کوشف بما لا یستقل به ، ولا یحیله أیضا ، بل یأخذ بکشفه ، ویعرف قصور العقل ، فذلک کمال عقله ،
قال رضی الله عنه : ( فلا أعقل من الرسل ) لثناء اللّه علیهم ، إذ عرفوا کمال الکشف ، وعدم استقلال العقل بأکثر الأمور ، وإن کلامنا فإنه بمثابة المیزان الذی یوزن به اللآلئ وزن الجبال ؛
ولذلک ( قد جاءوا بما جاءوا به ) ( عن الخطاب الإلهی ) بالکشف عن علمه ، ( فأثبتوا ما أثبته العقل ) إذ عرفوا بالعقل صحة مقدماته ، إذ یعتبر الاطلاع علیها قبل ذلک لقصور العقل ،
( وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه ) ، فعجز عن إقامة البرهان على إثباته ، ولکن ( ما یحیله العقل رأسا ) ؛ لأنه صادق فی کل ما یحکم بالمقدمات البینة فی العقل ، وإن لم ( یقر به ) استغلالا یقر به ( فی ) وقت ( التجلی ) ؛ لأنه لا یقدر على إنکار المحسوسات ما لم یکن عنده برهان قاطع على استحالته ، والأمر الکشفی حین الکشف فی معنى المحسوسات ؛ لکونه من الوجدانیات .
ومع ذلک ( فإذا خلا ) العبد ( بعد ) زوال ( المتجلی ) الموجب لإفراده بنفسه لیقیم علیه البرهان النظری ( حار فیما رآه ) ؛ لأنه کالمنکر لما فوق طوره ، وقد زال المعارض له ،
قال رضی الله عنه : (فإن کان ) العاقل الذی کان مکاشفا ( عبد رب ) علم أنه من عباد اللّه المخلصین الذین لیس للشیطان علیهم سلطان ، وعرف بالقرائن أن الکشف لم یکن من تخلیط الشیطان ، ( رد العقل إلیه ) فألزمه قبول ما لا یستحیل عنده ، وإن لم یکن له علیه برهان لقصوره ،
قال رضی الله عنه : ( وإن کان عبد نظر ) ، فزعم أن کل ما لا یستقل العقل بإدراکه ، وعجز عن إقامة البرهان علیه فهو باطل فی نفس الأمر ، وإن لم یکن على استحالته للعقل برهان ( رد ) الحق المتجلی ( إلى حکمة ) ، وزعم أن کلما عجز العقل عن إقامة البرهان على ثبوته ، فهو من تخلیط الشیطان ، ولکنه من قصور التجلی إذ ( هذا ) الرد منه ( لا یکون إلا ما دام ) الرد ( فی هذه النشأة الدنیویة ) ، حیث نفى بعد التجلی ؛ لقصوره ( محجوبا عن النشأة الأخرویة ) ؛ وذلک لکونه بعد الکشف مستغرقا ( فی الدنیا ) التی هی أجل الحجب ، ولیس ذلک شأن من کمل فی حقه التجلی وهو العارف ، وإن کان مردودا إلى الخلق بعد الفناء .
قال رضی الله عنه : ( فإن العارفین یظهرون هاهنا ) أی : فی مقام الرد إلى الخلق لتکمیلهم وإرشادهم ، ( کأنهم فی الصورة الدنیویة ) بمجرد المثال ( لما یجری علیهم من أحکامها ) العادیة والشرعیة ، ( واللّه تعالى قد حولهم فی بواطنهم ) عن الدنیا ، فجعلهم ( فی النشأة الأخرویة ) بکشف جمیع الحجب عنهم ، وإنما فعل بهم ذلک ؛ لأنه ( لا بدّ من ذلک ) الظهور لانتظام أمور الدنیا بحیث تصیر مزرعة للآخرة ، ( فهم بالصورة ) الدنیاویة ( مجهولون ) بحیث لا یرون من العوام ( إلا لمن کشف اللّه عن بصیرته ، فأدرک ) بواطنهم ، وإن لم یصل إلى رتبتهم ، لکن کوشفوا بهذا القدر منهم ؛ لیسترشدوا بهم ،
فلا یعرف ذلک بظهور الکرامات ، فإنها لا تتمیز عن الاستدراجات بدون هذا الکشف للبصیرة ، لکنه لا یعد صاحبها عارفا لبقائه فی الدنیا من وجه ،
ثم أشار إلى خواص هذه الحیوانیة ؛ لیعلم أن من استجمعها کان متحققا بها من کل وجه ، وإلا کان متحققا بها من وجه دون وجه ، ومن لیس فیه شیء منهما ، فکأنه لیس بحیوان أصلا ، وإن عد من الحیوانات ، فقال
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
ولذلک قال رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیّة ) التی هی أجلى المضایق المتباینة وأقواها حکما للتمانع ( بهذه المثابة ) - حیث حکم العقل بما وصل إلیه من الوحدة الذاتیّة وحیاطة القلبیّة وسعتها : أنّ العین الواحدة یصلح لأن تکون موردة لحکمی العلَّیة والمعلولیّة ، والفاعلیّة والقابلیّة - ( فما ظنّک باتّساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق ) ، الذی لیس بهذه الشدّة من الضیق .
وذلک عند طلوع تلک الوحدة على العقل بأنوارها الإطلاقیّة وتجلیّاتها الإحاطیّة الماحیة لظلام أحکام التعیّنات الفارقة ، وهی مرتبة کمال العقل وبلوغه ، فما دونها من العقول فی مواقف النقص ومقام القصور .
قال رضی الله عنه : (فلا أعقل من الرسل صلوات الله وسلامه علیهم) لبلوغ عقولهم مرتبة کمالها (وقد جاؤوا بما جاؤوا به فی الخبر) المنزل (عن الجناب الإلهیّ) ، الکاشف عن الحکم الحقّة ، (فأثبتوا ما أثبته العقل) من الحکم الطبیعیّة والعملیّة أکثرها ، ومن الإلهیّة ، الأحکام التنزیهیّة منها فقط ( وزادوا ما لا یستقلّ العقل بإدراکه ) مجرّدا عن الوهم من الأحکام التشبیهیّة وحکمها اللازمة لها ( وما یحیله العقل رأسا ) ، سواء کان مستقلا بنفسه أو مع غیره ، کاتّصاف العین الواحدة بالأحکام المتنافیة من حضرة تعانق الأطراف ومجمع الأضداد ، ( ویقرّ به فی التجلَّی ) لظهوره بما لا یمکن أن یتطرّق إلیه شبهة من بین یدیه ولا من خلفه .
حکم عبد الربّ وعبد النظر
قال رضی الله عنه : (فإذا خلا بعد التجلَّی بنفسه، حار فیما رآه) مما یخالف نظره الفکری وعقله النظری ، ( فإن کان عبد ربّ ) بتصحیح نسبة العبودیّة إلیه عند استفاضة ما یغتذی به ظاهرا وباطنا ، عبادة وعبودة ، ( رد العقل إلیه ) ، بما زاد فی دائرة إدراکه من السعة القلبیة التی عرفت أمرها آنفا ، ( وإن کان عبد نظر ) بتصحیح نسبته إلیه عند استفاضة ما یقویه ویغتذی به ( ردّ ) عقله ( الحقّ إلى حکمه ) ، أی حکم النظر الفکری ، الغالب على مشاعره ومدارکه أمر التفرقة التعیّنیّة ، ذاهلا عن الوحدة العینیّة ، بعیدا عنها .
العارف مجهول فی الدنیا
قال رضی الله عنه : ( وهذا ) الردّ والتحیّر ( لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیاویّة ) محاطا لأحکامها ، ( محجوبا عن نشأته الاخرویّة فی الدنیا ) لغلبة الأحکام الدنیویة على مدارکهم من الصور الحسّیة والمثالیّة ، وانقهار أحکام الاخرویّات فیهم من المعارف المعنویّة والحقائق الإطلاقیّة ، وهذا إنما هو للمحجوبین فی الدنیا ، المحاطین لحکمها ، دون العارفین الذین لا ینحجبون عن أحد المتقابلین بالآخر ،
ولا یحاطون لحکم أصلا ( إنّ العارفین یظهرون هنا کأنّهم فی الصور الدنیاویّة، لما یجری علیهم من أحکامها) التعینیّة الفارقة ، (والله تعالى قد حوّلهم فی بواطنهم فی النشأة الاخرویّة) ، تحویل تقلَّبات قلبیّة إطلاقیّة ،
( لا بدّ ) للعارف ( من ذلک ) ، حتى یکون عارفا ( فهم بالصورة مجهولون ) لاشتراکهم مع العامّة فیها قولا وفعلا ، ولا یظهرون من آثار العرفان شیئا ، کما قال ابن الفارض :
سقتنی حمیا الحب راحة مقلتی ... وکأسی محیا من عن الحسن جلت
فأوهمت صحبی أن شرب شرابهم ... به سر سری فی انتشائی بنظرة
وبالحدق استغنیت عن قدحی، ومن ... شمائلها، لا من شمولی، نشوتی
ففی حان سکری حان شکری لفتیة ... بهم تم لی کتم الهوى مع شهرتی
فهم فی قباب العزة والخفاء فی الدنیا على أهلها ( إلا لمن کشف الله عن بصیرته ) المدرکة للحقائق ، النافذة فی البواطن ، غیر الواقفة فی مواقف الحسّ والخیال على ما هو موطن إدراک العامّة من أهل الرسوم وأرباب العادات ( فأدرک ) الصور ببواطنها ، ومیّزها حقّ التمییز .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلیة بهذه المثابة، فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا المضیق؟
فلا أعقل من الرسل صلوات الله علیهم وقد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ما لا یستقل العقل بإدراکه، وما یحیله العقل رأسا ویقر به فی التجلی.
فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد رب رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه .
وهذا لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا.
فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیا لما یجری علیهم من أحکامها، والله تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة، لا بد من ذلک. فهم بالصورة مجهولون إلا لمن کشف الله عن بصیرته فأدرک. )
قال رضی الله عنه : ( وإذا کان الأمر فی العلّیة بهذه المثابة ، فما ظنّک باتّساع النّظر العقلی فی غیر)
( وإذا کان الأمر فی العیلة بهذه المثابة ) من التعارض بین العقل والکشف والاحتیاج فی التقصی عن تناقضهما بأمثال هذه الدقائق ( فما ظنک باتساع النظر العقلی فی غیر
قال رضی الله عنه : ( هذا المضیق ؟ فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه علیهم وقد جاؤوا بما جاؤوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا بما لا یستقلّ العقل بإدراکه وما یحیله العقل رأسا ویقرّ به فی التّجلّی الإلهی . فإذا خلا بعد التّجلّی بنفسه حار فیما رآه : فإن کان عبد ربّ ردّ العقل إلیه ، وإن کان عبد نظر ردّ إلى حکمه . وهذا لا یکون إلّا ما دام فی هذه النّشأة الدّنیاویّة محجوبا عن نشأته الأخراویّة فی الدّنیا . فإنّ العارفین یظهرون ههنا کأنّهم فی الصّور الدّنیاویّة لما یجری علیهم من أحکامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم فی بواطنهم فی النّشأة الأخراویّة ، لا بدّ من ذلک . فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن کشف اللّه عن بصیرته فأدرک . )
قال رضی الله عنه : (هذا المضیق ) ، وکثرة أحکام العقل المناقضة لما یحکم به الکشف .
( فلا أعقل من الرسل صلوات اللّه علیهم فقد جاؤوا بما جاؤوا به فی الخبر عن الجناب الإلهی فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا ) على ما أثبته العقل ( ما لا یستقل العقل بإدراکه ) ولا یحیله ( وقد یحیله العقل رأسا وإنما یقر به فی التجلی الإلهی ، فإذا خلا بعد التجلی بنفسه حار فیما رآه )، لأنه رجع إلى حکم عقله بارتفاع حکم التجلی عنه فعقله یأتی من قبول ما رآه وهو لا یشک فیه بحکم التجلی ( فإن کان عبد رب رد العقل إلیه ) ، أی إلى ما رآه ( وإن کان عبد نظر رد الحق إلى حکمه ) ، أی حکم العقل .
( وهذا ) الرد إلى العقل ( لا یکون إلا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخرویة فی الدنیا فإن العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیویة لما یجری علیهم من أحکامها ) ، أی أحکام الدنیا ( واللّه تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الأخرویة ، لا بد من ذلک فهم بالصورة مجهولون ) ، لا یظهرون لأحد ( إلا لمن کشف اللّه عن بصیرته فأدرک ) أشخاصهم وأحوالهم).
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص:۴۹۳-۴۹۵
و إذا کان الأمر فی العلّیّة بهذه المثابة، فما ظنّک باتساع النظر العقلی فی غیر هذا
المضیق؟ فلا أعقل من الرسل صلوات اللّه علیهم و قد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر من الجناب الإلهی، فأثبتوا ما أثبته العقل و زادوا فی ما لا یستقل العقل بإدراکه و ما یحیله العقل رأسا و یقرّ به فی التجلّی فإذا خلى بنفسه بعد التجلّی حار فیما رآه، فان کان عبد ربّ رد العقل إلیه، و إن کان عبد نظر رد الحقّ إلى حکمه.
وقتى امر الهى و شأن او در تجلى ذاتى خود در علیت به این مثابت و منزلت باشد طورى که معلول، علت علت خود گردد. پس گمان تو چه خواهد بود به اتساع نظر عقلى، در غیر این مضیق.
کسى اعقل از رسل صلوات اللّه علیهم نیست و خبر آوردند از جناب الهى آن چه را که عقل درباره حق جلّ و علا اثبات کرد و زیادة بر آن چیزهایى گفتند که عقل به ادراک آن، استقلال ندارد و محال هم نمیشمارد و در تجلى الهى به آن اقرار دارد و چون بعد از تجلى به حال خود آمد (یعنى به عالم بشریت رجوع کرد و حکم تجلى از او مرتفع شد) به حیرت میافتد. پس اگر عبد رب باشد عقل را به آن چه که دیده إرجاع میدهد و اگر عبد نظر باشد حق را به حکم عقل إرجاع میدهد.
این سخنى بسیار دقیق و شریف است. خلاصه سخن این است که افراد متوغل در حکم و معارف الهیه عالم اله را اصل میدانند و مراتب نازله آنها را و بخصوص ألفاظ را حاکى از آن اصل میبینند. به خلاف مردم متقشّف که اینجا را اصل قرار میدهند و ألفاظ را که از عالم زمان و طبیعت برخاستهاند اصل میپندارند و اصول دار هستى را که عوالم اله و حقایق نوریهاند در لباس ألفاظ اینجا در میآورند. بدین مناسبت شیخ گفت: عبد رب عقل را به سوى رب بر میگرداند و عبد نظر حق را به حکم عقل بر میگرداند.
و هذا لا یکون إلّا ما دام فی هذه النشأة الدنیویة محجوبا عن نشأته الأخراویة فی الدنیا، فإنّ العارفین یظهرون هنا کأنهم فی الصورة الدنیاویة لما یجری علیهم من أحکامها، و اللّه تعالى قد حولهم فی بواطنهم فی النشأة الدنیاویة لا بد من ذلک، فهم بالصورة مجهولون إلّا لمن کشف اللّه عن بصیرته فأدرک.
و این رد به عقل نمیباشد مگر مادامى که شخص در این نشئه دنیاوى از نشئات اخراوىاش محجوب باشد. زیرا عارفان به حسب ظاهر و به صورت در این دنیایند و احکام متعلق به موطن دنیا بر آنها جارى است و حال اینکه خداوند دلشان را به سوى نشئه اخراوى تحویل فرموده است. پس عارفان به حسب صورت در دنیا هستند و به حسب باطن در آخرت و آنان را نمیشناسد مگر کسى که پرده از پیش رویش برداشته شود.( چنانکه خداوند متعال فرمود: اولیاى من زیر قباب منند و آنان را جز من کسى نمىشناسد.)
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۳۵-۹۳۶
و إذا کان الأمر فى العلّیة بهذه المثابة، فما ظنّک باتّساع النّظر العقلى فى غیر هذا المضیق؟
یعنى وقتى که امر الهى و شان او در تجلى بدین مثابه در علّت که معلول را علّت علّت مىسازند پس ظن تو در غیر این مضیق چیست از مواضع دیگر که عقل را در وى مجال واسع است و امور شتّى بر وى جائز.
فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه علیهم و قد جاءوا بما جاءوا به فی (من- خ) الخبر عن الجناب الإلهى، فأثبتوا ما أثبته العقل و زادوا بما (فى ما- خ، و زادوا ما- خ) لا یستقلّ العقل بإدراکه و ما یحیله العقل رأسا و یقرّ به فى التّجلّى الإلهى.
یعنى عاقلتر از رسل نیست صلوات اللّه علیهم که مشاهده امر مىکنند بر آنچه هست به تجلى الهى و مىآرند آنچه مىآرند از معانى غیبیه در صورت خبر مروى از ایشان از جناب الهى، پس اثبات مىکنند آنچه عقل اثبات آن مىکند و زیاده مىکنند آنچه را عقل به ادراک آن مستقل نیست و مستحیل نیز نمىشمارد عقلا نسبت آن را به حق به سبب مشاهده آن به واسطه تجلّى.
و انبیاء را از آن جهت اعقل خلایق و اکمل ایشان داشت که ایشان منوّرند به انوار الهیّه و مشاهده حقائق مىکنند بر آنچه هست.
فإذا خلا بعد التّجلّى بنفسه حار فیما رآه: فإن کان عبد ربّ ردّ العقل إلیه، و إن کان عبد نظر ردّ الحقّ إلى حکمه.
یعنى اگر متجلّى له نزد حق باشد ردّ عقل خویش به سوى حق کند و اگر نزد عقل باشد ردّ حق به سوى حکم عقل کند و تنزیل بدین مقام نماید، چنانکه امروز از علماى ظاهر بین مشاهده مىافتد که چون آیتى از آیات یا خبرى از اخبار بشنوند که بالاتر باشد از طور عقل تأویل نمایند و تنزیل کنند بدانچه عقل ایشان بدان حاکم است.
و هذا لا یکون إلّا ما دام فى هذه النّشأة الدّنیاویّة محجوبا عن نشأته الأخراویّة فى الدّنیا. فإنّ العارفین یظهرون هاهنا کأنّهم فى الصّور الدّنیاویّة لما یجرى علیهم من أحکامها، و اللّه تعالى قد حقّ لهم فى بواطنهم فى النّشأة الأخراویّة، لا بدّ (الأخرویة، لا بدّ- خ) من ذلک. فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن (إلّا من- خ) کشف اللّه عن بصیرته فأدرک.
یعنى این ردّ به سوى عقل وقتى واقع مىشود که متجلّى له درین نشأت دنیاویّه محجوب باشد از نشأت اخراویه، پس اگر مرتفع شود از او حجاب و اطلاع یابد بر آنچه در نشأت اخراویه است بلا ارتیاب بل به اطلاع شهودى، و در دنیا به حالى باشد که عقل را منازعت نماند در آنچه از تجلّى ادراک مىکند محتاج نگردد به ردّ به سوى مقامش و از ورطات حیرت بازرهد زیرا که عارفان که به تجلّیات الهیّه مکاشف به حقائقاند ظاهرند در دنیا به صورت، و جارى است بر ایشان احکامى که به موطن دنیا تعلق دارد؛ و حال آنکه حضرت الهى قلوب ایشان را به سوى نشأت اخراویه تحویل کرده است. پس به صورت در دنیااند و به باطن در آخرت و به تنفروشىاند و به جان عرشى، لاجرم مىگویند بیت:
ز آن شاه که او را هوس طبل و علم نیست دیوانه شدم بر سر دیوانه قلم نیست
از دور ببینى تو مرا شخص رونده زان شخص بپرهیز که او غیر عدم نیست
پیش آ و عدم شو که عدم معدن جانست لیکن نه چنین جان که بجز غصه و غم نیست
و به حکم
«أولیائى تحت قبابى لا یعرفهم غیرى»
ایشان را به غیر حقّ یا طائفهاى که حقّ تعالى کشف غطاء از بصر بصیرت ایشان کرده باشد و حجاب از پیش نظر ایشان برداشته نمىشناسند، بلکه غیرت عشق اقتضاى آن مىکند که اینچنین محبوبان را از چشم خودشان هم پنهان مىدارد چنانکه حضرت مولوى مىفرماید بیت:
اندر میان جمع چو جانست آن یکى یک جان نخوانمش که جهانست آن یکى
سوگند مىخورم به جمال و کمال او کز چشم خویش هم به نهانست آن یکى
جمله شکوفهاند و گر هست میوه اوست جمله قراضهاند و چو کانست آن یکى
قفل است بر دهان من از رشک عاشقان تا من نگویم اینکه فلان است آن یکى
گر صد هزار خلق ترا ره زند که نیست اندر گمان مباش که آنست آن یکى
و از حال خویش خبر مىدهد که:
وه چه بىرنگ و بىنشان که منم کى ببینم مرا چنانکه منم
گفتى اسرار در میان آور کو میان اندرین میان که منم
بحر من غرقه گشت هم در خویش بوالعجب بحر بىکران که منم
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۲
و إذا کان الأمر فی العلیّة بهذه المثابة، فما ظنّک باتّساع النّظر العقلىّ فی غیر هذا المضیق؟ فلا أعقل من الرّسل- صلوات اللّه علیهم- و قد جاءوا بما جاءوا به فی الخبر عن الجناب الإلهیّ فأثبتوا ما أثبته العقل و زادوا ما لا یستقلّ العقل بإدراکه، و ما یحیله العقل رأسا و یقرّ به فی التجلی. فإذا خلا بعد التّجلّی بنفسه حار فیما رآه:
فإن کان عبد ربّ ردّ العقل إلیه، و إن کان عبد نظر ردّ الحقّ إلى حکمه.
شرح یعنى چون عقل در مضیق چنین مسأله، چندین حجّت بى فایدهمىآورد، در محلى که او را اتّساعى و مجالى بود، چه دلیلها انگیزد، و ممکن که در واقع چنان نباشد. و اعقل خلق انبیااند، و بأکمل حال از حضرت الهیّت خبر دادند به چیزى چند که عقل به خود ادراک آن نمىتواند کرد، بلکه آن را محال مىدارد.
و صاحب تجلّى چون از تحت غلبه تجلّى بیرون آید، آن چه از تجلّى یافته باشد، به میزان عقل قیاس کند؛ اگر مشهود او مغایر عقلست در حیرت افتد، و این محل ابتلاست. اگر این شاهد عبد رب است عقل را رد کند، و به حکم و مقتضى تجلّى عمل کند، اگرچه مخالف عقل بود؛ و اگر عبد عقل است تجلى را به مقام عقل فرود آورد، و آن را تأویلى کند موافق عقل. چون علماى ظاهر که چون آیتى یا خبرى یافتند که دالّست بر معانى فوق، طور عقل آن را تنزیل کردند به مرتبه عقل، و به تأویل آن مشغول گشتند. و اگر صاحب کشف از آن معانى خبر دهد، اگر سامع از اتقاى علماست گوید «ممکن که مراد این باشد، امّا اعتماد را نشاید»، و اگر از اشقى بود، آن موحّد را ملحد و زندیق خواند.
و هذا لا یکون إلّا ما دام فی هذه النّشأة الدّنیویّة محجوبا عن نشأته الأخرویّة فی الدّنیا. فإنّ العارفین یظهرون هنا کأنّهم فی الصّورة الدّنیا لما یجرى علیهم من أحکامها، و اللّه- تعالى- قد حوّلهمفی بواطنهم فی النشأة الأخرویّة، لا بدّ من ذلک. فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن کشف اللّه عن بصیرته فأدرک.
شرح یعنى این ردّ و تردّد تا وقتى بود که در نشأت دنیاوى پس پرده خود گرفتار است. امّا چون حجاب مرتفع شد و امور اخروى منکشف گشت، بر آن چه در نشأت اخروى است هم در دنیا به حکم مشاهده اطلاع یافت، عقل را نزاعى نماند؛ چرا که عارف، اگرچه به صورت در دنیاست و احکام مواطن دنیا بر وى جارى، امّا به دل در عقبى است، به صورت در دنیا و به معنى در عقبى. و این قوم را نداند مگر کسى که صاحب کشف بود.