الفقرة السابعة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقّق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجرّدا فی غیر مادّة طبیعیّة ، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی الصّور الطّبیعیّة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی الصّور الطّبیعیّة علما ذوقیّا . فإن کوشف على أنّ الطّبیعیّة عین نفس الرّحمن فقد أوتی خیرا کثیرا . وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله : فیلحق بالعارفین ویعرف عند ذلک ذوقا : فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ [ الأنفال : 17 ] . وما قتلهم إلّا الحدید والضّارب والّذی خلف هذه الصّور . فبالمجموع وقع القتل والرّمی ، فیشاهد الأمور بأصولها وصورها . فیکون تامّا . فإن شهد النّفس کان مع التّمام کاملا : فلا یرى إلّا اللّه سبحانه عین ما یرى . فیرى الرّائی عین المرئیّ . وهذا القدر کاف ، واللّه الموفّق الهادی .)
(فإذا تحقق) السالک (بما ذکرنا) من حیوانیته على التمام انتقل بعد ذلک إلى أن یکون عقلا مجردا ، أی خالصا قائما (فی غیر مادة )، أی صورة طبیعیة عنصریة فیشهد عند ذلک أمورا کثیرة ملکوتیة هی أصول لما یظهر فی الصور الطبیعیة العنصریة کأرواح الکواکب المسلطة على تدبیر الأجسام الإنسانیة والحیوانیة والنباتیة والجمادیة وأسرار الحفظة الکرام الکاتبین الذین هم فی مواد الأعمال الإنسانیة ، وأنوار القبض والبسط والجلال والجمال الساری فی عالم القلوب والنفوس البشریة وغیر ذلک .
(فیعلم) بذلک (من أین یظهر هذا الحکم) الإلهی المطلق (فی الصور الطبیعیة) العنصریة مع بعد المناسبة بینهما (علما ذوقیا) ، أی مستندا إلى الذوق وهو الوجدان (فإن کوشف) فی هذا المقام بأن کاشفه الحق تعالى أی کشف له (على أن الطبیعة) الکلیة الساریة فی مجموع العالم مادة له فی جمیع الصور الحسیة والعقلیة (عین نفس) بفتح الفاء (الرحمن) الوارد فی الحدیث کما مر ذکره (فقد أوتی) ، آتاه اللّه تعالى (خیرا کثیرا) ، لأن ذلک الکشف حصل له بالنور الذاتی الذی قال تعالى :اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ[ النور : 35 ].
وهذا النور الذاتی إذا سرى فی کلیة العبد أبطلها وقام بنفسه فیها ، فکان هیولى کل شیء وتحقیق بالغیب غیبا وبالشهادة شهادة وحاز مرتبة الکمال المطلق للحق بالنقص المحقق للعبد .
(وإن اقتصر) ، أی السالک (معه) ، أی مع عقله المجرد (على ما ذکرنا) من ذلک الکشف السابق (فهذا القدر یکفیه من المعرفة) باللّه تعالى الصحیحة (الحاکمة على عقله) فی رتبة التنزیه بالکشف عن حکم الظهور فی صور الطبیعة (فیلحق) ، أی صاحب هذه المعرفة المذکورة (بالعارفین) الکاملین (ویعرف عند ذلک ذوقا) ، أی وجدانا من نفسه معنى قوله تعالى : ("فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ") [ الأنفال : 17 ] ،
أی المشرکین والخطاب للصحابة رضی اللّه عنهم مع أنهم قتلوهم فی الظاهر للحس (ولکن الله قتلهم) بکم وبأسلحتکم (وما قتلهم) بحسب ما یظهر لکل أحد (إلا الحدید) وهو السیف والرمح ونحو ذلک (والضارب) بالحدید وهم الصحابة رضی اللّه عنهم ، والعالم النفسانی والروحانی والأمر الإلهی الربانی (والذی خلق هذه الصور) . " وفی نسخة : والذی خلف هذه الصور بدل الذی خلق هذه الصور".
المذکورة (فبالمجموع) من ذلک کله (وقع القتل) للمشرکین من الصحابة رضی اللّه عنهم (و) کذلک (الرمی) من النبی صلى اللّه علیه وسلم .
(فیشاهد) صاحب هذه المعرفة المذکورة جمیع (الأمور بأصولها) الروحانیة (وصورها) الطبیعیة والعنصریة (فیکون) عارفا (تاما) ، أی غیر ناقص المعرفة (فإن شهد) مع ذلک عین (النفس) بفتح الفاء الرحمانی کما ذکر (کان مع التمام) فی المعرفة (کاملا )،
أی زائدا المعرفة فائضا مکملا لغیره (فلا یرى) فی هذا الوجود (إلا اللّه تعالى) فیرى (عین ما یرى) من کل محسوس ومعقول وموهوم مع تمیزه تعالى عنده عنها بالوجود المطلق على ما هو علیه أزلا وأبدا ،
وتمیزها عنه تعالى بصورها الثابتة فی حضرة علمه القدیم من غیر وجود لها أصلا (فیرى) ببصره وبصیرته الرائی منه ومن غیره هو (عین المرئی) منه ومن غیره ویتحقق بالجمع والفرق (وهذا القدر کاف) فی المعرفة (واللّه الموفق والهادی) فی النهایات والمبادی .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قال رضی الله عنه : (فإذا تحقق ) ذلک النازل ( بما ذکرناه ) من مقام حیوانیته ( انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة ) فحینئذ قد تحقق بمقام إلیاسیة (فیشهد أمورا) کلیة مجردة فی غیر مادة طبیعیة ( هی أصول لما تظهر فی الصورة الطبیعیة ) کشهود إلیاس.
قال رضی الله عنه : ( فیعلم ) حینئذ ( من أین یظهر هذا الحکم ) وهو الرمی والقتل وغیر ذلک ( فی الصور الطبیعیة علما ذوقیا ) کما علم إلیاس ( فإن کوشف ) لهذا العارف المشاهد أصول الأمور مع هذا الکشف ( على أن الطبیعیة عین النفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا وإن اقتصر ) هذا العارف ( معه ) أی مع هذا الکشف ( على ما ذکرناه فهذا القدر ) أی کشف الأصول الظاهرة فی صور الطبیعة على الاقتصار ( یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله فیلحق بالعارفین ویعرف عند ذلک ) الشهود ( ذوقا ) معنى قوله تعالى :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ[ الأنفال : 17 ] ، لشهوده کیفیة صدور الأفعال من اللّه .
قال رضی الله عنه : ( وما قتلهم ) فی الحقیقة ( إلا الحدید والضارب والذی خلق هذه الصورة ) الضاربیة والحدیدیة وهو الذات الإلهیة الباقیة بعد إفناء هذه الصورة العنصریة ( فبالمجموع وقع القتل والرمی فیشاهد الأمور بأصولها ) وهی الحقائق المجردة الإلهیة والحقائق المجردة الکونیة ( وصورها ) الطبیعیة والعنصریة ویشاهد کیفیة صدور الأحکام من جملتها ( فیکون تاما ) فی المعرفة باللّه لا کاملا ( فإن شهد النفس ) أی فإن شهد مع ذلک أن النفس الرحمن عین الطبیعیة .
قال رضی الله عنه : ( کان مع التمام کاملا ) فی المعرفة باللّه فعلى هذا التقدیر ( فلا یرى إلا اللّه فی عین کل ما یرى فیرى الرائی عین المرئی ) فمن حیث أنه کاملا یرى الرائی عین المرئی ویرى غیره من حیث أنه تام لا کامل فجمع بین الشهودین شهود النفس الرحمن وشهود أصول الأمور وصورها فلکل شهود حکم فی هذا العارف ( وهذا القدر ) من البیان فی المعرفة باللّه ( کاف ) للطالبین والسالکین إلى اللّه ( واللّه الموفق والهادی إلى سبیل الرشاد ) .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قال رضی الله عنه : (فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا. فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور. فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قلت : الشیخ رضی الله عنه وصف حال الوهم فی الإنسان وأنه سلطان عظیم لقبوله التنزیه والتشبیه وما جمعهما إلا عارف .
وأما العقل فهو بشطر المعرفة أنسب، لأنه یقتضی التنزیه دون التشبیه .
وأما الحس فلا یقتضی إلا التشبیه والجامع هو الوهم أو المحقق. وما ذکره بعد ظاهر.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقّق بما ذکرناه » یعنی إذا نزل إلى حیوانیته وتحقّق بها « انتقل إلى أن یکون عقلا مجرّدا فی غیر مادّة طبیعیة ، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی الصور الطبیعیة ، فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی الصور الطبیعیة علما ذوقیا ) .
یعنی رضی الله عنه : أنّ السالک المتحقّق بحیوانیته إن انتقل بعد ذلک إلى التحقّق بکونه عقلا مجرّدا عن القیود الطبیعیة ، تحقّق حینئذ ذوقا أنّ العین - التی کانت فی العقل عین العقل ، وفی النفس عین النفس ، وفی المعانی معنى مجرّدا معقولا ، وفی الحقّیة وجودا بحتا صرفا هو عین ذاته - تبارکت وتعالت : وهو فی الحیوان حیوان وفی الجماد " جماد " قد ظهرت العین الحقیقة بهذه الصور کلَّها ، فهی أصل الکلّ ومنشؤه ومنبعه ، ومنه وعلیه منبعثه ومهیعه ، وإلى العین مصیره ومرجعه ، وأنّه أیضا فی صورة من صورها أصل ومنشأ لصورة أخرى بعدها .
قال رضی الله عنه : (فإن کوشف على أنّ الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا)
فإنّه قد أوتی الحکمة التی بها یغلب أعیان خلق العالم کلَّه مع کثرة صورها غیر المتناهیة حقّا واحدا أحدا لا کثرة فیه أصلا ، وهذا هو الخیر الکثیر .
قال رضی الله عنه : ( وإن اقتصر معه على ما ذکرناه ، فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله ، فیلحق بالعارفین ویعرف عند ذلک ذوقا "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ الله قَتَلَهُمْ ").
یعنی رضی الله عنه : أنّ الله قتلهم فی صورکم وموادّکم ، ( وما قتلهم إلَّا الحدید والضارب والذی خلف هذه الصور ، فبالمجموع وقع القتل والرمی ، فیشاهد الأمور بأصولها وصورها ، فیکون تامّا ، فإن شهد النفس ، کان مع التمام کاملا ، فلا یرى إلَّا الله عین ما یرى ، فیرى الرائی عین المرئیّ ) کما کان یرى العلَّة عین المعلول ( وهذا القدر کاف ، والله الموفق الهادی ) .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
( فإذا تحقق بما ذکرناه ) أی عند نزوله إلى حیوانیته والتحقق بها ( انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی مادة طبیعیة ، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی الصور الطبیعیة ، فیعلم من أین یظهر هذا الحکم فی الصورة الطبیعیة علما ذوقیا )
یعنى أن السالک المتحقق بحیوانیته إذا انتقل بعد ذلک إلى التحقق بکونه عقلا مجردا عن القیود الطبیعیة ،
تحقق حینئذ ذوقا أن العین التی کانت فی عالم العقل عقلا هی فی عالم النفس نفس ، فشهد فی العالم العقلی عقولا هی أصول لما فی العالم الأسفل من الصور الطبیعیة ،
فیعلم أن الأحکام المختلفة فی الصور الطبیعیة هی معانی الأعیان والحقائق العقلیة علما ذوقیا ، فالحقیقة التی هی وجود بحث صرف هی ذاته تعالى فی عالم الأعیان عین ،
وفی عالم المعانی معنى صرف معقول ، وفی عالم العقول عقل مجرد ، وفی عالم النفس نفس ، وفی عالم الحیوان حیوان ، وفی النبات نبات ، وفی الجماد جماد ،
فقد ظهرت العین الحقیقة فی المراتب کلها بهذه الصور مع بقائها على حالها فی عالمها فهی أصل الکل ومنشؤه ومنبعه ، وإلى الأصل الأول والحقیقة الأولى مصیره ومرجعه " وإِلَى الله تُرْجَعُ الأُمُورُ " منه بدأ الکل وإلیه یعود
قال رضی الله عنه : (فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن "فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً") فإنه قد أوتى الحکمة التی بها تنقلب أعیان خلق العالم کله ، مع کثرة صورها الغیر المتناهیة حقا واحدا أحدا لا کثرة فیه أصلا وهو الخیر الکثیر ، لأن الغالب على حاله الإحسان العلمی والحکمة والتوحید
قال رضی الله عنه : (وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله فیلحق بالعارفین، ویعرف عند ذلک ذوقا "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ولکِنَّ الله قَتَلَهُمْ")
یعنى أن الله قتلهم فی صورکم وموادکم
قال رضی الله عنه : ( وما قتلهم إلا الحدید والضارب والذی خلف هذه الصورة ، فبالمجموع وقع القتل والرمی فیشاهد الأمور بأصولها وصورها فیکون تاما ، فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا ، فإن النفس الرحمانی هو عین فیض الوجود والحیاة على الکل بل عین تنزل الحق إلى الصور کلها ) فلا یرى إلا الله عین ما یرى فیرى الرائی عین المرئی ، وهذا القدر کاف ،
والله الموفق والهادی .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قال رضی الله عنه : ( وکان لنا تلمیذ قد حصل له هذا الکشف غیر أنه لم یحفظ علیه الخرس ، فلم یتحقق بحیوانیته . ولما أقامنی الله فی هذا المقام ، تحققت بحیوانیتی تحققا کلیا ، فکنت أرى وأرید أن أنطق بما أشاهده فلا أستطیع ، فکنت لا أفرق بینی وبین الخرس الذین لا یتکلمون).
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه ) أی ، بالمقام الحیوانیة وانکشف له أسرار عالم الطبیعة وشاهد الأحوال البرزخیة وعلم حقیقة ما جاء به الشریعة .
قال رضی الله عنه : ( انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة ، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی الصورة الطبیعیة فیعلم من أین یظهر هذا الحکم فی صورة الطبیعة ، علما ذوقیا. )
وإنما ینتقل إلى مقام العقل المجرد مرة أخرى بعد شهود الأمر على ما هو علیه فی البرزخ ، لأنه إذا صار عقلا مجردا ، شارک العقول المجردة والأرواح المطهرة ، واطلع على عالم
الجبروت وما فیه من الأنوار القاهرة ، فحینئذ یشاهد أمورا کلیة وحقائق مجردة ، هی أصول لما یظهر فی عالم الطبیعة ، فیعلم ذوقا أن الأمور الکلیة کیف تنزل وتصیر جزئیة محسوسة مصورة بالصورة الطبیعیة العنصریة ، من غیر تنزل روحه المجردة إلى هذه الصورة الإنسانیة والمقام الحیوانیة .
وبرجوعها إلى مقامها الأصلی وتحققها بالعهد الأول یعرف کیفیة تنزلات الذات الإلهیة من المقام
قال رضی الله عنه : ( الأحدیة ) و ( الواحدیة ) إلى المراتب الکونیة وظهورها فی جمیع مراتب العوالم السفلیة والعلویة ، شریفها وخسیسها ، عظیمها وحقیرها ، فیشاهد الحق فی جمیع مراتب الوجود شهودا حالیا ، فیفوز بالسعادة العظمى والمرتبة الکبرى .
رزقنا الله وإیاکم السعادة وجعلنا ممن کمل وطهر بالعبادة .
قال رضی الله عنه : (فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن ، فقد أوتى خیرا کثیرا.) أی، فإن علم ذوقا أن الطبیعة هی التی تسمى ب (النفس الرحمانی) ولیست مغائرة له فی الحقیقة ، فقد أوتى خیرا کثیرا .
وتفسیر (الطبیعة) و (النفس الرحمانی) قد مر فی (الفص العیسوی) ومواضع أخر مرارا ، فلا نحتاج إلى ذکرهما هاهنا .
قال رضی الله عنه : ( وإن اقتصر معه ) أی ، مع مقام الخرس ( على ما ذکرناه ) من شهود الأمور التی هی أصول لما یظهر فی الصورة الطبیعیة ، ( فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله ) أی ، النظر الفکری .
قال رضی الله عنه : (فیلحق بالعارفین، ویعرف عند ذلک ذوقا) حقیقة قوله تعالى: ("فلم تقتلوهم ولکن الله قتلهم".) لأنه شهد ظهور الحق فی جمیع مراتب الوجود وکیفیة صدور الأفعال منه فی المظاهر الکونیة ،
فنفى القتل عنهم، وأضاف إلى الله، کما قال : ( وما رمیت إذ رمیت ولکن الله رمى ).
( وما قتلهم إلا الحدید والضارب ، والذی خلف هذه الصور) من الهویة الإلهیة .
(فبالمجموع وقع القتل والرمی) (فیشاهد الأمور) عطف على قوله : (ویعرف عند ذلک ذوقا ) . ( بأصولها ) وهی الحقائق المجردة الکونیة . (وصورها) وهی الصور الطبیعیة والعنصریة والمثالیة الخیالیة . (فیکون تاما.)
قال رضی الله عنه : (فإن شهد النفس) بفتح (الفاء) . أی ، فإن شهد مع الحقائق المجردة النفس الرحمانی. (کان مع التمام کاملا : فلا یرى إلا الله عین ما یرى.) أی، لا یرى فی کل عین ما یرى إلا الله، لاغیره.
(فیرى الرائی عین المرئی. وهذا القدر کاف.) أی، فی العرفان. (والله الموفق والهادی . )
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقّق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجرّدا فی غیر مادّة طبیعیّة ، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی الصّور الطّبیعیّة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی الصّور الطّبیعیّة علما ذوقیّا ، فإن کوشف على أنّ الطّبیعیّة عین نفس الرّحمن فقد أوتی خیرا کثیرا ، إن اقتصر معه على ما ذکرناه ؛ فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله ؛ فیلحق بالعارفین ، ویعرف عند ذلک ذوقا ،فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ [ الأنفال : 17 ] ، وما قتلهم إلّا الحدید والضّارب والّذی خلف هذه الصّور . فبالمجموع وقع القتل والرّمی، فیشاهد الأمور بأصولها وصورها ، فیکون تامّا؛ فإن شهد النّفس کان مع التّمام کاملا ؛ فلا یرى إلّا اللّه سبحانه عین ما یرى ، فیرى الرّائی عین المرئیّ، وهذا القدر کاف ، واللّه الموفّق الهادی ).
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقق ) العارف ( بما ذکرنا ) من الحیوانیة ، ثم الملکیة ،
ثم الحیوانیة مع الکشف المذکور ( انتقل ) من هذه الحیوانیة ( إلى أن یکون عقلا مجردا ) ؛ لأن هذه الحیوانیة تجذبه إلى العالم العلوی أشد من جذب الملکیة التی قبلها ، فتکمل ملکیته ثانیا أکمل بما کانت عند الانتقال من الحیوانیة الأولى ؛ لأنها بحسب المنتقل منه
فیصیر ( فی غیر مادة طبیعیة ) ، بل إما فی مادة مثالیة أو لا یبقى فی مادة أصلا ، ( فیشهد ) بهذه الملکیة بعد الحیوانیة الثانیة ( أمورا هی أصول لما یظهر فی الصور الطبیعیة ) ؛ لالتحاقه بالملأ الأعلى فوق رتبة الملائکة السماویة ، وهی منتقشة بالفعل بکل ما یؤخذ فی عالم الکون والفساد وبالأسباب الحقیقیة ؛
لذلک بخلاف الملائکة السماویة فإن انتعاشها بذلک لا یکون بالفعل بجمیع ما یکون فیه البعض ، ثم یمحی ویثبت البعض الآخر على حسب حرکات أفلاکها ، ولیس فیها أسباب ذلک وأسرارها على وجه الاستیعاب والاستقصاء ، ( فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی الصور الطبیعیة ) أی : یعرف ذلک فی حکم جزئی یطلع علیه ، فیمکنه فی الجملة التصرف فی العالم بمقتضى ذلک ،
قال رضی الله عنه : ( فإن کشف ) له مع ذلک ( أن الطبیعة عین نفس الرحمن ، فقد أوتی خیرا کثیرا ) ، إذ یحصل له کمال المعرفة مع کمال التصرف فی العالم ، إذ یرى نفسه الذی هو من الصور الطبیعیة عین نفس الرحمن الذی به سریان إشراق نوره فی الموجودات ، وهو الذی یتحد به الحق مع الخلق ، فیتم له التوحید ( وإن اقتصر معه ) أی : مع الانتقال إلى العقل المجرد ( على ما ذکرنا ) من شهود أصول ما یظهر فی الصور الطبیعیة .
قال رضی الله عنه : ( فهذا القدر یکفیه من المعرفة ) وإن لم یبلغ إلى کمالها المفضی إلى التوحید ، لکنها من المعرفة ( الحاکمة على عقله ، فیلحق ) فی الجملة ( بالعارفین ) ؛ لأنه لما اطلع على أصول ما یظهر فی الصور الطبیعیة اطلع على أصل تلک الأصول ، وهی ظهور الحق بصور أسمائه فی الموجودات ، ( فیعرف عند ذلک ذوقا ) وراء المعرفة العلمیة معنى قوله تعالى فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلکِنَّ اللَّهَ رَمى) [ الأنفال : 17 ] ، إذ یعرف أن اللّه هو القاتل والرامی باعتبار ذاته ، وباعتبار ظهوره فی الحدید والضارب والرامی بصور أسمائه ؛
وذلک لأنه ( ما قتلهم إلا الحدید والضارب ، والذی خلق هذه الصور ) ، وما رماهم إلا الحدید والقوس والرامی ، والذی خلق هذه الصور ، ( فبالمجموع وقع القتل والرمی ، فیشاهد الأمور بأصولها ) ، کالخالق وأسمائه ( وصورها ) کالحدید والضارب ، ( فیکون تامّا ) فی المعرفة لکن فیه تفرقة .
( فإن شهد ) مع ذلک ( النفس ) الرحمانی بعین الصور الطبیعیة ( کان مع التمام کاملا ) ؛ لوصوله إلى رتبة التوحید ،
"" أضاف المحقق :
أی : شهد مع ذلک أن النفس الرحمانی غیر الطبیعیة کان مع التمام کاملا فی المعرفة باللّه .أهـ شرح القاشانی. ""
قال رضی الله عنه : ( فلا یرى إلا اللّه عین ما یرى ) من الصور الطبیعیة ، فلا تتفرق فی نظره الصور والخالق بخلاف نظر الأول ، فیصیر کما قال الإمام حجة الإسلام الغزالی فی الباب الثالث من کتاب « التلاوة » : بل التوحید الخالص ألا یرى فی کل شیء إلا اللّه ،
( وهذا القدر کاف ) فی تمام المعرفة وکمالها ، وإن کان لا یخلو عن النظر فی الأسماء والنفس ، واللّه الموفق لتحصیل هذا الکمال ، والهادی لطریق تحصیله ، ( واللّه الموفق ) لمراتب الأکملیة ، و ( الهادی ) للسیر فیه ومنه بعد السیر إلیه ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .
ولما فرغ عن بیان الحکمة الإیناسیة المفیدة للأنس بالعوالم ، شرع فی بیان الحکمة الإحسانیة المفیدة أنس العبد بالحق والحق بالعبد ، فیرى العبد ربه فی کل شیء ، والرب یرى صور أسمائه وآثارها فی خلقه ،
وهذا هو الإحسان المشار إلیه بقوله علیه السّلام : « أن تعبد اللّه کأنک تراه ، فإن لم تکن تراه ؛ فإنه یراک » ؛
فقال : فص الحکمة الإحسانیة فی الکلمة اللقمانیة
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
العقل البالغ
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقّق بما ذکرناه ) من الإطلاق الحقیقیّ الجامع بین الوحدة العینیّة والکثرة التعینیّة عند تحقّقه بالحیوانیّة الکلیّة تحقّقا کلیّا ، خالصا عن تقیّدات الموادّ وتشخّصات الأفراد .
فلذلک ( انتقل إلى أن یکون عقلا مجرّدا ) عن مشخّصاته الفارقة ( فی غیر مادة طبیعیة ) ، فإنّها هی مبدأ التفرقة والتکثّر ، وهذا العقل هو البالغ رتبة استوائه القلبی - کما أشیر إلیه غیر مرّة - والعالم حقائق الأمور بما هی علیه بأصولها وفروعها وخصائصها وأعراضها ( فیشهد أمورا ) فی ذلک الموطن العلمی الإطلاقی
قال رضی الله عنه : ( هی أصول لما یظهر فی الصور الطبیعیّة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صورة الطبیعة ) یعنی ظهور شخص واحد فی صورتین ، کظهور إدریس فی صورة إلیاس ، مع بقاء الأول بحاله ، بدون نسخ ولا فسخ على ما هو مدرک العامّة فی ذلک .
فإنّک قد عرفت حیث حقّق الارتباط بین الکلَّین أنّ طریان الکثرة للواحد لا یزیله عن أمر الوحدة وما یعوقه عنها ، بل یقوّیه ویکمله .
ومن جملة ما ظهر من هذه الأصول أمر العقل ومدرکه فی الصور الطبیعیّة ، حیث قصر نظر العقل فیها على طرق التنزیه ، ولا یتمکَّن من إدراک طرف التشبیه أصلا ، ما دام فی صورته الطبیعیّة ، والوهم على عکس ذلک - ( علما ذوقیّا ) فإنّ العقل حینئذ فی مقرّ إطلاقه الجمعی ، لا مجال لتفرقة الدلیل والمدلول هناک أصلا .
قال رضی الله عنه : (فإن کوشف) مع العلم بهذه الکثرة وخصائص الکثیر (على أنّ الطبیعة) التی هی مبدأ تلک الکثرة (عین نفس الرحمن) - وهی العین الواحدة فی الصور الکثیرة - ( فقد أوتی خیرا کثیرا) ، ضرورة أنّ نفس الرحمن هو الوجود الذی هو الخیر ، فإذا شوهد ذلک فی الکثیر فقد أوتی خیرا کثیرا .
وظهر من کلامه هذا أنّ الحکمة - التی من أوتیها فقد أوتی خیرا کثیرا - إنما هو التحقّق بالوحدة الحقّیّة مع الکثرة الکونیّة ، مرتبطا أحدهما بالآخر ، على ما لا یخفى للمتأمّل فی حروفها الکاشفة عنها ( وإن اقتصر معه على ما ذکرنا ) من التحقّق بأصول تلک الصور ، ومبادئ تلک الخصائص ، دون الوجه الجمعیّ الإحاطیّ النفسی الرحمانیّ ، ( فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله ) بالقصور ما دام فی صورته الطبیعیّة .
لا یعرف حقّ الأمر غیر العارفین
وفی هذا القید استشعار أنّ طائفة أهل النظر من الفلاسفة والمتکلمین الذین قد حکم علیهم عقولهم ، لیسوا من المعرفة فی شیء وهذه الطائفة لمّا علمت قصور مدارک العقل وعجزه عرفت أمر العقل بما هو علیه ( فیلحق بالعارفین ، ویعرف عند ذلک ) التحقّق بمبادئ الأفعال ، وارتباط کل أصل بفروعه المنشعبة عنه ( ذوقا ) یعنی قوله تعالى : - ("فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ الله قَتَلَهُمْ“).
قال رضی الله عنه : ( وما قتلهم ) لدى المدارک الحسّیة ( إلا الحدید والضارب الذی خلف هذه الصور ) منحجبا بها عن تلک المدارک ، منکشفا لدى العقل الصافی مشرب شعوره عن شوائب العادات والتقلیدات الواهیة ، ورسومها الخالیة (فبالمجموع وقع) هذا (القتل والرمی) .
وإنما خصّ هذان الفعلان فی تحقیق الأمر من عالم الأفعال لکمال ظهورهما وتوجّه المدارک نحوهما بجوامع قصدها ، ولأنّهما أیضا من الکلیّات التی تترتّب علیها أمور وأحکام جزئیّة فإذا نظر العارف فیهما عند صدورهما من المجموع ، وتمیّز بین الأصول والفروع ( فیشاهد الأمور بأصولها وصورها ، فیکون تامّا ).
قال رضی الله عنه : (فإن شهد النفس ) الرحمانیّ - الذی هو أصل الأصول - ( کان مع التمام کاملا ) فإنّک قد عرفت فیما سلف أنّ الکمال باحتیاز غایات الأمور وحدودها ، وهو الحقّ فی صورة النفس الرحمانی الذی تتّحد به الکلمات الوجودیّة کلَّها ، اتّحاد الکلمات اللفظیّة بالنفس الإنسانیّ ( فلا یرى إلَّا الله عین ما یرى ، فیرى الرائی عین المرئی ) ،
وهذا هو احتیاز الغایات فإنّ الرؤیة التی هی غایة الحرکة الوجودیّة قد اتّحدت بها غایة الظهور ، یعنی المرئی - وغایة الإظهار - یعنی الرائی - فانحازت برؤیة الغایات .
قال رضی الله عنه : (وهذا القدر یکفی) للبیب المتفطَّن فی تحقیق أمر الکمال ، (والله الموفّق والهادی) له إلى إدراکه وتحقّقه .
تم الفص الإلیاسی
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی صور الطبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطبیعة علما ذوقیا.
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فقد أوتی خیرا کثیرا، وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فلم تقتلوهم و لکن الله قتلهم»: و ما قتلهم إلا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور.
فبالمجموع وقع القتل و الرمی، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تاما. فإن شهد النفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلا الله عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی . وهذا القدر کاف، والله الموفق الهادی. )
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقّق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجرّدا فی غیر مادّة طبیعیّة ، فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی الصّور الطّبیعیّة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی الصّور الطّبیعیّة علما ذوقیّا .).
قال رضی الله عنه : ( فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل ) من مقام الحیوانیة ( إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة فیشهد أمورا هی أصول لما یظهر فی الصور الطبیعیة فیعلم من أین یظهر هذا الحکم فی الصور الطبیعیة علما ذوقیا .
قال رضی الله عنه : ( فإن کوشف على أنّ الطّبیعیّة عین نفس الرّحمن فقد أوتی خیرا کثیرا . وإن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله : فیلحق بالعارفین ویعرف عند ذلک ذوقا :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ [ الأنفال : 17].وما قتلهم إلّا الحدید والضّارب والّذی خلف هذه الصّور . فبالمجموع وقع القتل والرّمی ، فیشاهد الأمور بأصولها وصورها . فیکون تامّا . فإن شهد النّفس کان مع التّمام کاملا : فلا یرى إلّا اللّه سبحانه عین ما یرى . فیرى الرّائی عین المرئیّ . وهذا القدر کاف ، واللّه الموفّق الهادی .)
فإن کوشف على أن الطبیعة ) التی هی مبدأ الکثرة ( عین نفس الرحمن ) الذی هو العین الواحد فی الصور الکبیرة ( فقد أوتی خیرا کثیرا ) . ضرورة أن نفس الرحمن هو الوجود الذی هو الخیر فإذا شوهد ذلک الکثیر فقد أوتی خیرا کثیرا .
قال رضی الله عنه : ( وإن اقتصر معه ) ، أی مع الخرس ( على ما ذکرناه ) ، من مشاهدة أمور هی أصول لما یظهر فی الطبیعة ( فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله ) بالکشف ( فیلحق بالعارفین ویعرف عند ذلک ذوقا ) ،
حقیقة قوله تعالى : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْوما قتلهم إلا الحدید والضارب الربانی الذی خلف هذه الصورة فبالمجموع وقع القتل والرمی ، فیشاهد الأمور بأصولها وصورها فیکون تاما ، وإن شهد النفس الرحمانی ) الذی هو أصل الأصیل ( کان مع التمام کاملا ) ، فإن الکمال هو الوصول إلى غایات الأمور وهو الحق فی صورة النفس الرحمانی الذی متحد به الکلمات الوجودیة کلها اتحاد الکلمات اللفظیة بالنفس الإنسانی .
قال رضی الله عنه : (فلا یرى إلا اللّه عین ما یرى ، فیرى الرائی عین المرئی وهذا القدر کاف ) فی التحقیق بمقام الکمال وإن کانت مرتبة التکمیل فوقه ( واللّه الموفق ) لسلوک سبیل مرتبة الکمال والتکمیل ( والهادی ) إلى سواء السبیل .
تم الفص الإلیاسی
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص:۴۹۶-۴۹۸
فإذا تحقق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجردا فی غیر مادة طبیعیة، فیشهد أمورا هی اصول لما یظهر فی الصّور الطبیعیة فیعلم من أین یظهر هذا الحکم فی الصور الطبیعیة علما ذوقیّا.
پس چون به این مقام حیوانى متحقق شد منتقل میشود (یعنى ارتقا مییابد) به این که عقل میشود در غیر ماده طبیعى (یعنى در مقام اعتلاى نفس ناطقه، به عقول مجرده که مبادى عالیهاند میپیوندد) پس امورى را مشاهده میکند که اصول آن چه در طبیعت ظاهر میشوند میباشند. پس به علم ذوقى( ذوق به اصطلاح اهل شهود که تحقق و دارایى انسان به حقایق اسماء عینیه است.)میداند که این حکم در این صورت طبیعیه از کجا ظاهر شده است.
عوالم همه در طول همند و انسان در سیر علمیاش در هر مرتبه از وجود قرار گرفت، از آن مرتبه میتواند هم به مقامات عالیه آن آگاهى یابد- که هر دانى راسم و حاکى مراتب عالیه خود است که «و ان من شیء الا عندنا خزائنه»- و هم به منازل ما دون آن اطلاع مییابد که هر عالى کمالات وجودى طولى ما دون خود را دارد مع الإضافة و در خارج هیچ عوق و منعى براى تحصیل این دو نحوه علم و مشاهده مقامات عالیه و منازل دانیه نیست، مگر خود انسان که در حجاب جهل قرار گیرد و گر نه صورتى در زیر دارد آن چه در بالاستى.
«وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَکَّرُونَ» (واقعه: 62)
فإن کوشف على أن الطبیعة عین نفس الرحمن فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً.
پس اگر براى او مکشوف شود که طبیعت عین نفس رحمانى است خیر کثیر به او داده شده است.
طبیعت در اصطلاح عرفان اعم از طبیعت در اصطلاح فلسفه است که مساوق با نفس رحمانى است و این طبیعت مبدأ جمیع کثرات است، حتى مبدأ صادر اولى است که در اصطلاح عرفان از آن به هباء و هیولاى کلى نیز تعبیر میشود.
و إن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله.
فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ: و ما قتلهم إلّا الحدید و الضارب، و الذی خلف هذه الصور، فبالمجموع وقع القتل و الرمی.
و اگر با مقام گنگى و لالى اقتصار شهود مذکور بنماید این اندازه معرفتى که حاکم بر عقل او یعنى نظر فکرى اوست کفایت میکند او را. پس ملحق به عارفان میشود در این هنگام به حقیقت قول خداوند تعالى به حسب علم ذوقى معرفت مییابد که فرمود:
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ (انفال: 17) و حال اینکه آنان را نکشت مگر آهن و ضارب و آن کسى که این صورت از هویت الهیه را جانشین شده است، پس به مجموع این امور قتل و رمى واقع شد.
فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تامّا. فإن شهد النّفس کان مع التمام کاملا:
فلا یرى إلّا اللّه عین ما یرى. فیرى الرائی عین المرئی و هذا القدر کاف، و اللّه الموفق الهادی.
پس امور و احکام اینجایى را به اصول آنها که حقایق مجرده کونیهاند و نیز به صور آنها که صور طبیعیه و عنصریه و مثالیه و خیالیهاند مشاهده میکند. پس شخصى تام میگردد (یعنى انسان بالفعل شده است). پس اگر با حقایق مجرده، نفس رحمانى را که اصل اصول است مشاهده کند علاوه بر اینکه تام است کامل هم هست. پس در این هنگام نمیبیند مگر خدا را عین آن چه میبیند، پس رائى را عین مرئى میبیند و این قدر در عرفان کافى است و خداوند موفق و هادى است.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۴۰-۹۴۲
فإذا تحقّق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون عقلا مجرّدا فى غیر مادّة طبیعیّة، فیشهد أمورا هى أصول لما یظهر فى الصّور الطّبیعیّة فیعلم من أین ظهر (یظهر- خ) هذا الحکم فى الصور الطّبیعیّة علما ذوقیّا.
پس چون متحقّق شود به مقام حیوانیّت و منکشف گردد بر وى اسرار عالم طبیعت و مشاهده کند احوال برزخیّه را چنانچه هست و داند حقیقت آنچه را به شرع ثابت شده است بار دیگر منتقل شود به مقام عقل مجرّد بعد از مشاهده امر بر آنچه هست در برزخ، از براى آنکه چون عقل مجرّد گردد مشارکت تواند کرد عقول مجرّده و ارواح مطهّره را و مطلع شود بر عالم جبروت و آنچه در وى است از انوار قاهره و اسرار باهره، لاجرم درین حال مشاهده کند امور کلّیّه و حقائق مجرّده را که آن اصول موجودات عالم طبیعیّه است.
پس به ذوق دریابد که کلّیّه به تنزل چگونه جزئیّه محسوسه مىگردد و مصور مىشود به صور طبیعیّه عنصریّه بىآنکه تنزّل کند روح مجرّدهاش به سوى صور انسانیّه و مقام حیوانیّه و به رجوع روحش به مقام اصلى به واسطه عهد ازلى مىشناسد کیفیت تنزلات ذات الهیّه را از مقام احدیّت و واحدیّت به سوى مراتب کونیّه به واسطه ظهورش در جمیع مراتب عوالم سفلیّه و علوم و شریف و خسیس و عظیم و حقیرش، لاجرم مشاهده مىکند حقّ را در جمیع مراتب وجود شهودى حالى، پس فائز مىگردد به سعادت عظمى و مرتبه کبرى. رزقنا اللّه و إیّاکم السّعادة و جعلنا ممّن کمل و طهر بالعبادة.
فإن کوشف على أنّ الطّبیعة عین نفس الرّحمن فقد أوتى خیرا کثیرا.
یعنى اگر دریابد به طریق کشف و ذوق که طبیعت است که مسمّا است به «نفس رحمانى» و در حقیقت مغایر او نیست، موفّق گردد به ایتاى خیر کثیر.
و إن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفة الحاکمة على عقله:
فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ».
پس اگر اقتصار کرده شود با قیام خرس بر آنچه ذکر کردیم از شهود امورى که اصول است آنچه را ظاهر مىشود در صورت طبیعیّه این قدر از معرفت مکاشف را کافى است زیرا که حاکم است بر عقل و نظر فکرى او، لاجرم ملحق مىشود به عارفین و به ذوق درمىیابد حقیقت قول حقّ تعالى را که مىگوید فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ یعنى شما نکشتید بلکه اللّه تعالى قتل کرد. از آنکه مشاهده مىکند ظهور حقّ را در جمیع مراتب وجود، و کیفیّت صدور افعال را ازو در مظاهر کونیّه. پس نفى مىکند قتل را از ایشان و اضافت مىکند به حق تعالى چنانکه حقّ سبحانه و تعالى فرمود وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمى.
و ما قتلهم إلّا الحدید و الضّارب و الّذى خلف هذه الصّور فبالمجموع وقع القتل و الرّمى،
یعنى قتل ایشان نکرد مگر آهن و ضارب و آنکه در خلف ستر این صورت است؛ پس به مجموع واقع شد قتل و رمى.
فیشاهد الأمور بأصولها و صورها.
عطف است به یعرف عند ذلک ذوقا یعنى بذوق درمىیابد و مشاهده مىکند امور را به اصولش که آن حقائق مجرّده کونیّه است و به صورش که آن صور طبیعیه و عنصریّه و مثالیه خیالیّه.
فیکون تامّا. فإن شهد النّفس کان مع التمام کاملا: فلا یرى إلّا اللّه سبحانه عین ما یرى. فیرى الرّائى عین المرئىّ. و هذا القدر کاف، و اللّه الموفق الهادى (و الهادى- خ).
لاجرم بدین مشاهده موصوف شود به صفت تام و اگر با حقائق مجرده مشاهده نفس رحمانى نیز کند بعد از اتمام به کمال معروف گردد، پس در عین هرچه مشاهده مىکند جز حقّ را نبیند، پس رائى را عین مرئى بیند و گوید:
همه با ماست چه با ما که خود مائیم سرتاسر مثل گشتست در عالم که جوینده است یابنده
چه جاى ما که ما مردیم زیر پاى عشق او غلط گفتم کجا میرد کسى کو شد بدو زنده
عجائب غیر و لا غیرى که معشوقست با عاشق وصال بوالعجب دارد زدوده یا زداینده
و این قدر در عرفان کافیست، و هدایت و توفیق حقّ بدرقه طریق خداشناسى را وافى است، نظم:
جز لطف و جز حلاوت خود از شکر چه آید جز نور پخش کردن خود از قمر چه آید
جز رنگهاى دلکش از گلستان چه خیزد جز برگ و جز شکوفه از شاخ تر چه آید
جز طالع مبارک از مشترى چه یابى جز نقدهاى روشن از کان زر چه آید
آن آفتاب تابان مر لعل را چه بخشد وز آب زندگانى اندر جگر چه آید
از دیدن جمالى کو حسن آفریند باللّه یکى نظر کن کاندر نظر چه آید
مائیم و شور و مستى مستى بتپرستى زینسان که ما شدستیم از ما دگر چه آید
مستى و مستتر شو بىزیر و بىزبر شو بىخویش و بىخبر شو خود از خبر چه آید
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۳
فإذا تحقّق بما ذکرناه انتقل إلى أن یکون مجرّدا فی غیر مادّة طبیعیّة، فیشهد أمورا هی اصول لما یظهر فی صور الطّبیعة فیعلم من أین ظهر هذا الحکم فی صور الطّبیعة علما ذوقیّا. فإن کوشف على أنّ الطبیعة عین نفس الرّحمن فقد أوتى خیرا کثیرا.
شرح یعنى، فإنّه قد أوتى الحکمة الّتی بها تقلّب اعیان العالم کلّه مع کثرة صورها الغیر المتناهیة حقّا واحدا أحدا.
و إن اقتصر معه على ما ذکرناه فهذا القدر یکفیه من المعرفةالحاکمة على عقله: فیلحق بالعارفین و یعرف عند ذلک ذوقا «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ».
شرح یعنى: أن قتلهم فی صورکم و موادکم.
و ما قتلهم إلّا الحدید و الضّارب، و الّذی خلف هذه الصّور.
فبالمجموع وقع القتل و الرّمى، فیشاهد الأمور بأصولها و صورها، فیکون تامّا. فإن شهد النّفس کان مع التّمام کاملا: فلا یرى إلّا اللّه عین ما یرى. فیرى الرّائى عین المرئىّ. و هذا القدر کاف، و اللّه الموفّق الهادی.