عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الأولی:


متن فصوص الحکم الشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

23 - فص حکمة إحسانیة فی کلمة لقمانیة

إذ شاء الإله یرید رزقا ... له فالکون أجمعه غذاء

وإن شاء الإله یرید رزقا ... لنا فهو الغذاء کما یشاء

مشیئته إرادته فقولوا ... بها قد شاءها فهی المشاء

یرید زیادة و یرید نقصا ... ولیس مشاءه إلا المشاء

فهذا الفرق بینهما فحقق ... ومن وجه فعینهما سواء

قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا».

فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.

والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».

فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله.

وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، و ما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .

ثم تمم الحکمة واستوفاها لتکون النشأة کاملة فیها فقال "إن الله لطیف" فمن لطفه ولطافته أنه فی الشیء المسمى کذا المحدود بکذا عین ذلک الشیء، حتى لا یقال فیه إلا ما یدل علیه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح.

فیقال هذا سماء ورض و صخرة وشجر وحیوان و ملک ورزق وطعام.

والعین واحدة من کل شیء و فیه.

کما تقول الأشاعرة إن العالم کله متماثل بالجوهر: فهو جوهر واحد، فهو عین قولنا العین واحدة.

ثم قالت ویختلف بالأعراض، وهو قولنا ویختلف ویتکثر بالصور والنسب حتى یتمیز فیقال هذا لیس هذا من حیث صورته أو عرضه أو مزاجه کیف شئت فقل.

وهذا عین هذا من حیث جوهره، ولهذا  یؤخذ عین الجوهر فی کل حد صورة و مزاج: فنقول نحن إنه لیس سوى الحق، ویظن المتکلم أن مسمى الجوهر وإن کان حقا، ما هو عین الحق الذی یطلقه أهل الکشف والتجلی.

فهذا حکمة کونه لطیفا.

ثم نعت فقال «خبیرا» أی عالما عن اختبار وهو قوله «ولنبلونکم حتى نعلم» وهذا هو علم الأذواق.

فجعل الحق نفسه مع علمه بما هو الأمر علیه مستفیدا علما.

ولا نقدر على إنکار ما نص الحق علیه فی حق نفسه: ففرق تعالى ما بین علم الذوق والعلم المطلق، فعلم الذوق مقید بالقوى.

وقد قال عن نفسه إنه عین قوى عبده فی قوله «کنت سمعه»، وهو قوة من قوى العبد، «وبصره» وهو قوة من قوى العبد، «ولسانه» وهو عضو من أعضاء العبد، «ورجله ویده».

فما اقتصر فی التعریف على القوى فحسب حتى ذکر الأعضاء: ولیس العبد بغیر لهذه الأعضاء والقوى.

فعین مسمى العبد هو الحق، لا عین العبد هو السید، فإن النسب متمیزة لذاتها، و لیس المنسوب إلیه متمیزا، فإنه لیس ثم سوى عینه فی جمیع النسب.

فهو عین واحدة ذات نسب وإضافات وصفات.

فمن تمام حکمة لقمان فی تعلیمه ابنه ما جاء به فی هذه الآیة من هذین الاسمین الإلهیین «لطیفا خبیرا»، سمى بهما الله تعالى.

فلو جعل ذلک فی الکون وهو الوجود فقال «کان» لکان أتم فی الحکمة و أبلغ.

فحکى الله قول لقمان على المعنى کما قال: لم یزد علیه شیئا وإن کان قوله إن الله لطیف خبیر من قول الله لما علم الله من لقمان أنه لو نطق متمما لتمم بهذا.

وأما قوله «إن تک مثقال حبة من خردل» لمن هی له غذاء، ولیس إلا الذرة المذکورة فی قوله «فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره، ومن یعمل مثقال ذرة شرا یره».

فهی أصغر متغذ و الحبة من الخردل أصغر غذاء.

و لو کان ثم أصغر لجاء به کما جاء بقوله تعالى «إن الله لا یستحیی أن یضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها».

ثم لما علم أنه ثم ما هو أصغر من البعوضة قال «فما فوقها» یعنی فی الصغر.

وهذا قول الله و التی فی «الزلزلة» قول الله أیضا.

فاعلم ذلک فنحن نعلم أن الله تعالى ما اقتصر على وزن الذرة وثم ما هو أصغر منها، فإنه جاء بذلک على المبالغة والله أعلم.

وأما تصغیره اسم ابنه فتصغیر رحمة: و لهذا أوصاه بما فیه سعادته إذا عمل بذلک.

وأما حکمة وصیته فی نهیه إیاه أن لا تشرک بالله إن الشرک لظلم عظیم ، والمظلوم المقام حیث نعته بالانقسام وهو عین واحدة، فإنه لا یشرک معه إلا عینه وهذا غایة الجهل.

وسبب ذلک أن الشخص الذی لا معرفة له بالأمر على ما هو علیه، ولا بحقیقة الشیء إذا اختلفت علیه الصور فی العین الواحدة، وهو لا یعرف أن ذلک الاختلاف فی عین واحدة، جعل الصورة مشارکة للأخرى فی ذلک المقام فجعل لکل صورة جزءا من ذلک المقام.

ومعلوم فی الشریک أن الأمر الذی یخصه مما وقعت فیه المشارکة لیس عین الآخر الذی شارکه، إذ هو للآخر ».

فإذن ما ثم شریک على الحقیقة، فإن کل واحد على حظه مما قیل فیه إن بینهما مشارکة فیه.

وسبب ذلک الشرکة المشاعة، وإن کانت مشاعة فإن التصریف من أحدهما یزیل الإشاعة.

«قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» هذا روح المسألة.


متن نقش فصوص الحکم للشیخ الأکبر محمد ابن العربی الطائی الحاتمی 638 هـ :

23 - نقش فص حکمة إحسانیة فی کلمة لقمانیة

لمّا علم لقمان أن الشرک ظلمٌ عظیم للشریک مع الله.

فهو من مظالم العباد وله الوصایا بالجناب الإلهی وصایا المرسلین.

وشهد الله له بأنه " أتاه الحکمة " فحکم بها نفسه وجوامع الخیر.

 

الفکوک فی أسرار مستندات حکم الفصوص صدر الدین القونوی 673 هـ :

23 - فک ختم الفص اللقمانى

1 / 23 - إعلم ان سر اقرآن هذه الحکمة بالصفة الإحسانیة هو من أجل أن للإحسان ثلاث مراتب ، بین أحکام المرتبة الأولی وبین أحکام الحکمة اتحاد واشتراک ، فهما بین ذلک الوجه کالأخوین ، فان حکم الأول ومقتضاه هو فعل ما ینبغی لما ینبغی کما ینبغی ، ومقتضى الحکمة وضع الشیء فی موضعه على الوجه الأوفق وضبط الحکیم نفسه ، ومن یقدر على ضبطه من التصرفات الغیر المرضیة والأقوال الغیر المفیدة والآراء والتصورات الفاسدة والوصایا وجمیع النصائح والآداب المعلمة والمتعلمة ، داخلة فی أحکام هذه المرتبة الإحسانیة الأولی المختصة بهذه الحکمة .

 

2 / 23 -  وأما المرتبة الثانیة : فهی التی سأل عنها جبرائیل النبی صلى الله علیه وسلم بقوله : ما الإحسان ؟

فأحابه صلى الله علیه وسلم : الإحسان أن تعبد الله کأنک تراه ، وانه عبارة عن استحضار الحق على نحو ما وصف نفسه به فی کتبه وعلى السنة رسله علیهم السلام دون مزج ذلک بشیء من التأویلات السخیفة بمجرد الاستبعاد وقصور إدراک العقل النظری عن فهم مراد الله من أخبازاته وجنوحا إلى الأقیسة وتوهم التشبیه والاشتراک فی الصفات .

 

3 / 23 - والمرتبة الثالثة الإحسانیة یختص على المشاهدة دون کأن ،

کما قیل لبعض الأکابر : هل رأیت ربک ؟

فقال : لم اعبد ربا لم اره ،

والیه الإشارة بقوله صلى الله علیه وسلم : وجعلت قرة عینی فی الصلاة ، وبقوله صلى الله علیه وسلم : الصلاة نور ولهذا کان إذا دخل الصلاة کان ینظر من ورائه مثل ما ینظر من بین یدیه ، ولم یرد ان هذا الحال کان مستصحبا فی غیر الصلاة ،

والى هذا المعنى الإشارة فی الآیة التی هی فی سورة لقمان وهی : " ومن یُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى الله وهُوَ مُحْسِنٌ "  أی ومن ینقاد برمة ذاته إلى الله وهو مشاهد ،

" فَقَدِ اسْتَمْسَکَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وإِلَى الله عاقِبَةُ الأُمُورِ " [ لقمان / 22 ] .

 

4 / 23 - وهکذا فلیعلم ان لکل صفة من هذه الصفات ثلاث مراتب :

اولى ووسطى وعلیا ، وتدبر قوله تعالى : " لَیْسَ عَلَى الَّذِینَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِیما طَعِمُوا إِذا ما اتَّقَوْا وآمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وأَحْسَنُوا والله یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ " [ المائدة : 93 ] وتنبه بختم الآیة بذکر الإحسان واقرآن محبة الحق بالمحسنین ، وتذکر ما سلف ذکره فی مراتب الإحسان ولا تقتصر فی فهم کلام الحق على ما ورد فی أسباب نزول هذه الآیة من انها وردت جوابا للصحابة لما قال بعضهم :

کیف حال من مات قبل تحریم الخمر وکانوا یشربونها ؟

فان هذه الآیة وان تضمنت جوابهم فان ذلک لا یلزم منه ان لا یکون لها دلالة على أمور أخر ،

 

وتذکر قوله صلى الله علیه وسلم : ان لکل آیة من القرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا . . .

الى سبعة ابطن ، وفی روایة :سبعین بطنا . فتفهم تصب 


کلمات ومصطلحات وردت فی فص حکمة إحسانیة فی کلمة لقمانیة

مصطلح  الغذاء - غذاء

فی اللغة " غذاء : ما یکون به نماء الجسم من الطعام والشراب " .


فی الاصطلاح الصوفی

یقول الشیخ عبد الغنی النابلسی:

" حقیقة الغذاء : هو إرجاع کل شیء إلى أصله ، فالغذاء فرع من المتغذی به ، انفصل عنه ثم عاد إلیه بالتغذی ، فهو جزء منه فی الأصل ، ثم تفرق عنه فی غیره ثم عاد إلیه ، ولهذا قال تعالى : " وما من دابة فی الأرض إلا على الله رزقها " .

 

یقول الشیخ ابن العربی الطائی الحاتمی فی سر الغذاء:

" سر الغذاء ابتداء ، إنما هو الحیاة ، وسره بعد وجود الحیاة ، بقاء الحیاة فالبقاء .

والحیاة أمران متولدان عن الغذاء ، فالغذاء أجل فی مرتبة الوجود من الحیاة وفلکه أعظم إحاطة من فلک الحیاة وهو الساری فی جمیع الموجودات ، جماد وغیره ،

لکن یظهر فی أشیاء عینا ویظهر فی أشیاء معنى ، وأکثر ما یظهر فی الجسم الإنسانی البهیمی ، وأخفى من ذلک فی النبات ، وأخفى من ذلک فی الجماد ،

وأخفى من ذلک فی العقول وإن کانت حیة ، ولکن الوقوف على غذائها صعب من طریق العلم ، سهل من طریق العین وکل غذاء أعلى من حیاته المتولدة عنه فلا یزال من العالم الأدنى یرتقی فی أطوار العالم أغذیة وحیاة حتى ینتهی إلى الغذاء الأول الذی هو غذاء الأغذیة وهی الذات المطلقة " .


وما قوت النفوس سوى قواها    …. وإن العین عین کل قوت 

وسهل  ما له  قوت سواه   …. و أین الحق من خبز وحوت 

جمیع الخلق فی الأقوات تاهوا  …. وسهل ما یراه سوى المقیت


یقول الشیخ کمال الدین القاشانی عن غذاء الأعیان الممکنة:

" غذاء الأعیان الممکنة : هو الوجود المضاف إلیها والمفاض علیها فإنه هو الذی به یصیر الأعیان الثابتة ظاهرة الحکم باقیة الأثر ، فهو المبقی لها والممد لها بظهور أحکامها کفعل الغذاء فی المغتذی " .

 

تقول الدکتورة سعاد الحکیم غذاء الأغذیة : عند ابن العربی الطائی الحاتمی

" غذاء الأغذیة: هی الذات المطلقة من حیث إنها أول ما ابتدأت به الحیاة والغذاء ، فهی سابقة للأسماء الإلهیة، وسابقة للخلق، فهی أرفع مقاما من جمیع الأغذیة ".


یقول الشیخ إسماعیل حقی البروسوی غذاء الروح:

" یقال غذاء الروح : هو علم التوحید من حیث الأفعال والصفات والذات وسائر المعارف الإلهیة مما لا نهایة لها " .


یقول الشیخ إسماعیل حقی البروسوی غذاء الطبیعة:

" یقال : غذاء الطبیعة : الأکل والشرب " .


یقول الشیخ إسماعیل حقی البروسوی

: " یقال : غذاء القلب : الفکر " .


یقول الشیخ إسماعیل حقی البروسوی:

" یقال : غذاء النفس : التکلم بما لا یعنی " .


یقول الشیخ کمال الدین القاشانی:

" غذاء الوجود : هو الأعیان الثابتة ، فإنها غذاء للوجود المضاف إلیها والمفاض علیها إذ بها تعین آثار الوجود وهی اعنی : الأعیان الثابتة هی التی تظهر آثار الأسماء الإلهیة وتبقی علیها أحکامها بالفعل " .


تقول د. سعاد الحکیم المعجم الصوفی الحکمة فی حدود الکلمة :

فعندما یتخلل الظاهر الباطن یغذیه بالأحکام ، وعندما یتخلل الباطن الظاهر یغذیه بالوجود ، ولا یجب ان نؤخذ بمادیة تشبیه ابن العربی فنظن اثنینیة بین المتخلّل والمتخلّل أو المتغذّى والمتغذّى، بل هی مجرد صور تشبیهیة یحاول بها ان یشیر إلى نوعیة معینة من العلاقة بین وجهی الحقیقة: الحق والخلق.

 

یقول الشیخ ابن العربی :

( فأنت غذاؤه بالأحکام .... وهو غذاؤک بالوجود. . .

لذاک الحق أوجدنی  .... فأعلمه فأوجده . . .)

ولما کان للخلیل هذه المرتبة التی بها سمى خلیلا لذلک سنّ القرى  وجعله ابن مسرّة مع میکائیل للأرزاق. . .

فان الغذاء یسرى فی جمیع أجزاء المغتذى کلها وما هنالک أحراء. فلا بد ان یتخلل جمیع المقامات الإلهیة المعبر عنها بالأسماء فتظهر بها ذاته جل وعلا. . . " (فصوص )


تقول د. سعاد الحکیم فی المعجم الصوفی:-

الرزق یتلخص فی إیصال الغذاء وسریانه فی ذات المتغذى به.

وفعل التغذیة هذا ینطبق على وجهی الحقیقة الوجودیة الواحدة: الحق والخلق.

الحق یتغذى بالخلق: من حیث إنه لا ظهور للحق إلا فی صورة خلقیة تغذیه بإحکامها ولا بقاء للألوهیة الا ببقاء المألوه، فالألوهیة غذاؤها وجود مألوهیها.

والخلق یتغذى بالحق: من حیث إنه لا یتقوم وجوده وکیانه الا بالحق فالخلق مظهر، الظاهر به هو الحق. فالحق: رزق کیان الخلق، وغذاؤهم بالوجود.

 

یقول الشیخ ابن العربی:

" (1)ولما کان العالم لا بقاء له الا باللّه وکان النعت الإلهی لا بقاء له الا بالعالم، کان کل واحد رزقا للآخر به یتغذى لبقاء وجوده. . .

 (فنحن له رزق تغذى بکوننا  .... کما أنه رزق الکیان بلا شک

فیحفظنا کونا ونحفظ کونه  .... إلها وهذا القول ما فیه من أفک) (ف 3/ 363).


.(2) " علّمتک "علم الحق العبد" فعلمت ما تستحقه الأسماء الحسنى من الرزق الذی تقوم به حیاتها ونشأتها. . . وجعلتک الآتی به إلیهم. . . وأسمائی لا بد ان یصل إلیها ذلک الرزق من العالم. " (ف 4/ 114).


 " فهو "الحق" الساری فی مسمى المخلوقات والمبدعات ولو لم یکن الأمر کذلک ما صح الوجود:

( فهو الکون کله ... وهو الواحد الذی

قام کونی بکونه ... ولذا قلت یغتذی

فوجودی غذاؤه ... وبه نحن نحتذی )   (فصوص 1/ 111)


( إذا شاء الإله یرید رزقا * له فالکون أجمعه غذاء

 وان شاء الإله یرید رزقا * لنا فهو الغذاء کما یشاء ) (فصوص 1/ 187)

" فأنت "العبد" غذاؤه بالأحکام، وهو "الحق" غذاؤک بالوجود  " (فصوص 1/ 83).


تقول د. سعاد الحکیم :

غذاء الأغذیة هی الذات المطلقة من حیث إنها أول ما ابتدأ به الحیاة والغذاء، فهی سابقة للأسماء الإلهیة "غذاء کیان المخلوق"، وسابقة للخلق "غذاء الأسماء"، فهی أرفع مقاما وأعلى من جمیع الأغذیة .


ویقول  الشیخ ابن العربی:

" وکل غذاء أعلى فی حیاته المتولدة عنه، فلا یزال فی العالم الأدنى یرتقی فی أطوار العالم أغذیة وحیاة، حتى ینتهی إلى الغذاء الأول الذی هو غذاء الأغذیة : وهی الذات المطلقة. . . " (مواقع النجوم ص 121).481  


یقول عبد الرزاق القاشانی فی لطائف الأعلام عن غذاء الأعیان الممکنة:

هو الوجود المضاف إلیها، والمفاض علیها، فإنه هو الذی به تصیر الأعیان الثابتة ظاهرة الحکم، باقیة الأثر، فهو المبقى لها والممد لها بظهور أحکامها کفعل الغذاء فی المغتذى.


غذاء الوجود:

هو الأعیان الثابتة، فإنها غذاء الموجود المضاف إلیها  والمفاض علیها، إذ بها یتعین آثار الوجود وهی - أعنى الأعیان الثابتة - هی التی تظهر آثار الأسماء الإلهیة، ویبقى علیها أحکامها بالفعل، والإشارة إلى هذا المعنى فیما ذکره الشیخ فی الفص الإبراهیمی من کتاب فصوص الحکم بقوله:

( فهو الکون کله ... وهو الواحد الذی

قام کونی بکونه ... ولذا قلت یغتذی

فوجودی غذاؤه ... وبه نحن نغتذی)

فإن آثار الأسماء وظهور أعیانها بالفعل إنما یکون بوجودنا،


فلهذا  قال رضی الله عنه :   

فوجودی غذاؤه، قوله: وبه نحن. . . إذ لا بقاء لنا ولا جود ولا تحقق إلّا به عز وجل. الغربة:

تطلق بإزاء مفارقة الوطن فی طلب المقصود، وذلک عند انفصال النفس عن مقارها الحیوانیة، ومألوفاتها الطبیعیة، ومراداتها الشهوانیة، وعن ظهورها فی مواطن صور کثرتها وانحرافاتها الجسمانیة والشیطانیة إلى اتصالها بحضرة باطنها،

وأحکام عدالته ووحدته من الأوصاف والأخلاق الملکیة الروحانیة، ومن حیث إن العلاقة بین النفس والروح والسر قویة جدّا ما دامت النفس ظاهرة فی هذه النشأة الدنیویة،

مع أن لکل واحد من هذه الثلاثة نشأة تخصه، فإن نشأة النفس حسیة شهادیة ونشأة الروح غیبة إضافیة کونیة،


ونشأة السر غیبیة حقیة إلهیة صارت نسبة کل واحد غیریته بالنسبة إلى الآخر، فإذا شرع الروح فی السیر إلى السر استتبع النفس، فصارت النفس فی غربة.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۴۹۹-۵۰۰

23. فصّ حکمة احسانیّة فی کلمة لقمانیة

[إحسان به حسب لغت‏]

علامه قیصرى در شرح گوید:

إحسان به حسب لغت، فعل خیرى است که سزاوار به جا آوردن است به مال و قال و فعل و حال. چنانکه رسول اللّه (ص) فرمود: «ان اللّه کتب إحسانا على کلّ شی‏ء، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة» الحدیث. و إحسان در ظاهر شرع اینکه: «ان تعبد اللّه کانّک تراه» و در باطن شرع و حقیقت اینکه إحسان، شهود حق در جمیع مراتب وجودى است. زیرا در آن حدیث شریف که رسول اللّه (ص) فرمود «کانّک تراه، کلمه «کانّک» تعلیم و خطاب به اهل حجاب است. پس إحسان را سه مرتبه است: مرتبه نخستین آن لغوى است و آن اینکه بر هر چیزى إحسان کنید، حتى بر آن کسى که به تو بدى کرد و معذورش بدارید و به جمیع موجودات به نظر رحمت و شفقت بنگرید. مرتبه دوم آن این است که عبادت، با حضور تمام بوده باشد که کأن عابد رب خود را مشاهده ‌می‌کند. مرتبه سوم اینکه شهود رب با هر چیز و در هر چیز بشود (که «کانّ» «أنّ» بشود) چنانکه خداى تعالى فرمود: وَ مَنْ یُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَکَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى‏ (لقمان: 22) (و معنى و هو محسن این است که) زمان تسلیم ذات و قلبش به اللّه تعالى مشاهد او باشد (که «کانّ» «انّ») شود.

[اختصاص حکمت احسانیه به کلمه لقمانیه‏]

حکمت احسانیه به کلمه لقمانیه اختصاص یافت به این جهت که لقمان صاحب حکمت است به شهادت قول خداى تعالى: وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ (لقمان: 12) وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً. (بقره: 269) پس لقمان صاحب خیر است و خیر إحسان است و إحسان فعل خیرى است‏ که سزاوار است به جا آورده شود و حکمت هم وضع شی‏ء در موضع خود است. پس حکمت و إحسان از یک وادى‌اند و دیگر اینکه حکمت، مستلزم إحسان بر هر چیز است. لذا شیخ، إحسان را با کلمه لقمانى مقارن نمود.( شرح فصوص قیصرى، ص 429، ستون اول.) شیخ در ابتدا پنج بیت شعر آورده است آن گاه در حکمت احسانى کلمه لقمانى بحث نموده است و در این فص فواید و نکات عرفانى بسیارى نهفته است. چنانکه دیگر فصوص این کتاب نیز به همین سمتند. این أبیات با مطالب فص مناسبتى دارد که به منزله براعت استهلال مطالب فص است:


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۴۳-۹۴۶

[فصّ حکمة إحسانیّة فى کلمة لقمانیّة]


فصّ حکمة إحسانیّة فى کلمة لقمانیّة احسان آنچه از خیر مى‏باید کردن است به مال و قال و فعل و حال کما

قال صلى اللّه علیه و سلّم: «إنّ اللّه عزّ و جلّ کتب الإحسان على کلّ شى‏ء فإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة و إذا قتلتم فأحسنوا القتلة»

الحدیث.

و احسان در شرع آنست‏ که‏

رسول علیه السلام مى‏فرماید «الإحسان أن تعبد اللّه کأنّک تراه»

و در باطن شرع و حقیقتش شهود حقّ است سبحانه در جمیع مراتب وجودیّه چه در قول او علیه السلام که مى‏فرماید

کأنّک تراه‏

اهل حجاب را تعلیم است‏ و خطاب، لاجرم احسان را مراتب ثلاث است:

مرتبه اولى لغوى است و آن نیکویى کردن با هر چیزیست تا غایتى که باید کار (که باید کرد کار- خ) نیکوئى به‏جاى آرى و او را در آن فعل معذور دارى و نظر رحمت و شفقت بر همه موجودات بگمارى.

و مرتبه ثانیة به حضور تام عبادت کردن است که گوئیا عابد مشاهده حقّ سبحانه و تعالى مى‏کند.

و مرتبه سیوم شهود ربّ است عز و جلّ با هر چیز کما قال تعالى‏ وَ مَنْ یُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَکَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى‏ یعنى هرکه به خداى روى آورد و محسن باشد یعنى مشاهد حق بود عز و جلّ در حالت تسلیم همگى وجود خویش به حق، استمساک به عروه وثقى کرده باشد و سرمایه سعادت کبرى به دست آورده بود.

و اختصاص حکمت احسانیّه به کلمه لقمانیّه از آن جهت است که لقمان صاحب حکمت است به شهادت قول حق سبحانه و تعالى که‏ وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً پس به شهادت الهى او صاحب خیر کثیر باشد و خیر عین احسان است.

و احسان و حکمت نیز از یک وادى‏اند چه احسان قیام نمودن است به آنچه کردنى باشد (کردنى است- خ)، و حکمت وضع هر شى‏ء در موضعش، و باز حکمت مستلزم احسان است به نسبت با همه، پس شیخ قدّس اللّه سرّه احسان را مقارن کلمه لقمان ساخت.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۳

 فصّ حکمة إحسانیّة فی کلمة لقمانیّة

لمّا کان الغالب على حاله الإحسان و أوّل مرتبته الأمر بالعبادة على البصیرة و الشّهود، و هو أعلى مرتبة الإحسان ... فأسندت حکمته إلیه.