الفقرة الثالثة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال رضی الله عنه : ( قال اللّه تعالى :" وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ" [ لقمان : 12 ] " وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً" [ البقرة : 269 ] . فلقمان بالنّصّ ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه تعالى له بذلک . والحکمة قد تکون متلفّظا بها وقد تکون مسکوتا عنها . مثل قول لقمان لابنه :" یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ" [ لقمان : 6 ] . فهذه حکمة منطوق بها ، وهی أن جعل اللّه هو الآتی بها ، وقرّر ذلک اللّه فی کتابه ، ولم یردّ هذا القول على قائله . )
(قال اللّه) تعالى : (" وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ ") [ لقمان : 12]. وهو عبد حبشی لداود علیه السلام أعطاه اللّه تعالى الحکمة لا النبوّة على الأکثر ، وقیل : النبوّة ، ویؤیده ذکره هنا مع الأنبیاء علیهم السلام .
وقد قال تعالى فی الحکمة : یُؤْتِی الْحِکْمَةَ مَنْ یَشاءُ ("وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً") [ البقرة: 269 ]. أی لا نهایة له لظهوره إلى الأبد فلقمان علیه السلام (بالنص) من القرآن (ذو) ، أی صاحب (الخیر الکثیر بشهادة اللّه تعالى بذلک) فی أنه آتاه الحکمة وکل من آتاه الحکمة فقد آتاه خیرا کثیرا (والحکمة) المذکورة (قد تکون متلفظا) بصیغة اسم المفعول (بها) ، أی قد تکلم بها صاحبها (وقد تکون مسکوتا عنها) بأن لا یتکلم بها صاحبها.
فالحکمة الأولى (مثل قول لقمان علیه السلام لابنه) کما حکى تعالى ذلک عنه فقال سبحانه : ("یا بُنَیَّ إِنَّها ") هو ضمیر القصة نظیر ضمیر الشأن المذکور ("إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ ") ، أی تلک الحبة (" فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا") ، أی بتلک الحبة ("اللَّهُ [ لقمان : 16 ] فهذه حکمة منطوق بها") حیث تکلم بها لقمان علیه السلام .
(وهی) ، أی تلک الحکمة (أن جعل اللّه) تعالى (هو الآتی بها) ، أی بتلک الحبة المذکورة (وقرر) ، أی أثبت وحقق (اللّه) تعالى (ذلک) ، أی قول لقمان علیه السلام هذه الحکمة (فی کتابه) تعالى وهو القرآن العظیم (ولم یرد) تعالى (هذا القول) المذکور (على قائله) لقمان علیه السلام .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال رضی الله عنه : ( قال اللّه تعالى :وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ [ لقمان : 12 ] ،وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً[ البقرة : 269 ] ، فلقمان بالنص هو ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه له بذلک ) أی بکونه ذا الخیر الکثیر .
قال رضی الله عنه : ( والحکمة قد تکون متلفظا بها وقد تکون مسکوتا عنها ) أما الحکمة المتلفظ بها ( مثل قول لقمان لابنه یا بُنَیَّ إِنَّها) أی القصة (إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ، فهذه حکمة منطوق بها وهی إن جعل اللّه هو الآتی بها وقرّر اللّه ذلک ) الکلام ( فی کتابه ولم یردّ هذا القول على قائله ) مع أن الإتیان یضاف إلى العبد أیضا ولم یقل الحق للقمان لیس الأمر کما قلت فدل ذلک على أن کل آتی الحبة عین الحق من جهة الحقیقة .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک. والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله». فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
وقد بین الحکمة المنطوق بها ، والحکمة المسکوت عنها،
وبین بعد ذلک أن المؤتی به من السماء أو من الأرض إنما هو الحق تعالى،
فهو إذن الغذاء لنا کما ذکر ونحن الغذاء له کما شرح،
وبین سبب القول بذلک بالنص من قوله: "وهو الله فی السماوات وفی الأرض " [الأنعام: 3].
قال: لأن الحق تعالی عین کل معلوم، ثم بین عموم المعلوم
وخصوص الشیء وهذه المسألة مذکورة فی کتب الکلام، ثم بین کونه تعالی لطیفا خبیرا فی مقتضی تمام الآیة،
ثم ذکر معنى التوحید وهو قوله : والعین واحدة من کل شیء وفیه.
ثم ذکر بعد ذلک حکمة وصیة لقمان لابنه فی قوله لا تشرک بالله وذکر، رضی الله عنه أن ما هناک شرک أصلا وعلى تقدیر الإشاعة بین الشریکین، فإن تصرف أحد الشریکین تمیز نصیبه فترفع الإشاعة؟
قال: وإنما أوهم الشرک توهم أن الصور تتشارک فی المقام الواحد وما علموا أن العین الواحدة لا یتکثر بتکثر صورها، فهذه حکمة هذه المسألة.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال رضی الله عنه : ( قال الله - تعالى : " وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ " ،" وَمن یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً " [البقرة : 269 ]، فلقمان بالنصّ هو ذو الخیر الکثیر ، لشهادة الله له بذلک ، والحکمة قد تکون متلفّظا بها ومسکوتا عنها ) .
یعنی : أنّ النطق فی موضعه حکمة ، والسکوت أیضا فی الموضع الألیق الأنسب بذلک کذلک حکمة ، کما سکت لقمان عن سؤال داوود علیه السّلام فی صنعة السرد وعمل الدروع بمحضر من لقمان ، فلم یسأله عنه وسکت، حتى إذا أتمّه وأکمله داوود ، فأفرغه على لقمان،
فقال لقمان : نعم الآلة للحرب ، فقیل : إنّه قال له داوود عند ذلک : الصمت حکمة .
فمثل هذا السکوت لعمر الله حکمة یدفع بها الاستعجال ، ویورث التؤدة والوقار .
قال رضی الله عنه : ( مثل قول لقمان لابنه : " یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فی صَخْرَةٍ أَوْ فی السَّماواتِ أَوْ فی الأَرْضِ یَأْتِ بِهَا الله " [لقمان : 16] ، فهذه حکمة منطوق بها ، وهی أن جعل الله هو الآتی بها ، وقرّر ذلک الله فی کتابه ، ولم یردّ هذا القول على قائله . )
یعنی فی " یَأْتِ بِهَا الله " فالإتیان بها عامّ من الله من کلّ مکان .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال الله تعالى : ( ولَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ ) ، وقال : ( ومن یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً)
قال رضی الله عنه : (فلقمان بالنص هو ذو الخبر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک ، والحکمة قد تکون متلفظا بها ، وقد تکون مسکوتا عنها )
أی حیث یکون الحال یقتضی النطق فالحکمة متلفظ بها ، فإن النطق فی موضعه حکمة ، ومن حیث یقتضی الحال السکوت ، فالحکمة مسکوت عنها لأن السکوت فی موضعه حکمة ، کما سکت لقمان عن سؤال داود حین رآه صنع الدرع ، فأراد أن یسأل ما هو فسکت ولم یسأل حتى أتمه فلبس ،
فقال : نعم لبوس الحرب هذا ،
فقال لقمان : نعم الخلق الصبر ،
فقال داود : الصمت حکمة ، وقیل إنه قال لأجل هذا سمى حکیما ، فمثل هذا السکوت ینبئ عن التؤدة وانتفاء الاستعجال الطبیعی .
قال رضی الله عنه : ( مثل قول لقمان لابنه : " یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فی صَخْرَةٍ أَوْ فی السَّماواتِ أَوْ فی الأَرْضِ یَأْتِ بِهَا الله " - فهذه حکمة منطوق بها ، وهو أن جعل الله هو الآتی بها وقرر ذلک الله فی کتابه ولم یرد هذا القول على قائله )
وفی نسخة أو إلى غیرک ، ولا فی النسخة الأولى تأکید لقوله ، ولا قال وفی ولا قال تأکید للنفی « فی » فما ذکره ، ومعناه ولا قال إلى غیرک فیکون معناهما واحدا .
"" إضافة بالی زادة :
( ولم یرد هذا القول على قائله ) مع أن الإتیان یضاف إلى العبد أیضا ، ولم یقل الحق لیس الأمر کما قلت فدل ذلک على أن کل آتى الحبة ؟ عین الحق من جهة الحقیقة .أهـ بالى زاده.""
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال رضی الله عنه : ( قال الله تعالى : "ولقد آتینا لقمان الحکمة ومن یؤت الحکمة فقد أوتى خیرا کثیرا" ) .
فلقمان بالنص هو ذو الخیر الکثیر بشهادة الله له بذلک و ( الحکمة ) قد تکون متلفظا بها وقد تکون مسکوتا عنها . ) وذلک لأن المحل قد یقتضى إظهارها ، کالأحکام الشرعیة ، وقد یقتضى سترها ، کالأسرار الإلهیة التی سترها الحق عن الأغیار .
"" أضاف المحقق :
واعلم ، أن الشیخ رحمه الله ذکره للقمان فی جمع الأنبیاء ، والتزامه رضی الله عنه بذلک ، یدل
على أنه علیه السلام کان نبیا .
وأکثر أرباب العلم یعتقدون أن لقمان کان ولیا ، لأنه أعطاه الله الحکمة .
وقیل إنه علیه السلام کان نبیا ویدل علیه قوله تعالى : "ومن یؤت الحکمة فقد أوتى خیرا کثیرا " . أی لا نهایة له .
وهو علیه السلام کان عبدا حبشیا لنبی الله داود علیه السلام ، وأفاض الله علیه الحکمة . ووصوله إلى هذا المقام وهبی ، لا کسبی ، وأعطاه الله الخیر الکثیر من جهة استحقاقه الذاتی . ومن لا یصدق أو لا یذعن بنبوته ، لا بد أن یعترف بولایته . أهـ ""
فالمنطوق بها : ( مثل قول لقمان لابنه : " یا بنى إنها " أی ، أن ( القصة ) ( "إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله " . )
فهذه حکمة منطوق بها .
"" أضاف المحقق :
قوله علیه السلام : ( یا بنى إنها . . . ) هو ضمیر ( القصة ) . نظیر ضمیر الشأن المذکور . وبه صرح العارف الجامی وغیره. وبعضهم أرجع الضمیر إلى (الحبة). ولا یخفى بشاعته .""
( وهی أن جعل الله هو الآتی بها . ) أی ، جعل لقمان ، الله آتیا بتلک الحبة .
( وقرر ذلک ) الکلام . ( الله تعالى فی کتابه ، ولم یرد هذا القول على قائله . )
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال رضی الله عنه : ( قال اللّه تعالى :وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ [ لقمان : 12 ] ،وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً [ البقرة : 269 ] ، فلقمان بالنّصّ ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه تعالى له بذلک ، والحکمة قد تکون متلفّظا بها وقد تکون مسکوتا عنها ، مثل قول لقمان لابنه :یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ [ لقمان : 6 ] ؛ فهذه حکمة منطوق بها ، وهی أن جعل اللّه هو الآتی بها ، وقرّر ذلک اللّه فی کتابه ، ولم یردّ هذا القول على قائله ).
قال رضی الله عنه : (قال اللّه تعالى :"وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ" [ لقمان : 12 ] ، وقال :"وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً" [ البقرة : 269].)
لأن الحکمة هی العلم بحقائق الأشیاء وخواصها ، والعمل بمقتضاها ، وجمیع الکمالات منوطة بها ، ( فلقمان بالنص ) الوارد فی الموضعین ( ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه تعالى ) ، إذ ذلک نتیجة نصیه التی إحداها صغیر الشکل الأول والثانی کبیره ، فهی وإن لم تکن مذکورة بالفعل ، فهی مفهومة قطعا من کلامه ، فصارت شهادة إلهیة ، وهی أقوی من البرهان العقلی.
ثم أشار إلى أن من کمال حکمته أن جمع المقصود الکلی من نوعی الحکمة المنطوق بها ، والمسکوت عنها فی ألفاظ یسیرة ناطقا بالمنطوق بها صریحا مشیرا إلى المسکوت عنها بإشارات لطیفة بقوله : ( والحکمة قد تکون ملفوظا بها ) إذ لا یتضرر بها أحد سمعها ، ( وقد تکون مسکوتا عنها ) لتضرر العامة بسماعها ، فیشار إلیها بالإشارات اللطیفة للخاصة.
""أضاف الجامع :
مسکوت عنها للإمتناع أحیاننا أو لصعوبه تجلی أنوار وظلال صورها وسریانها فی أرواح وعقول الکثیر من العامة . فالحقائق لها مواقیتها المرقومة من القدم وهى تختلف من إنسان للآخر حسب استعداده منذ "الست بربکم" فیجب تفهم مراعاتها للحکمة الإلهیة فی توالی تطور خلقه منذ ألست وحتى یبعثون وما بعد یبعثون .أهـ "".
فقال رضی الله عنه : ( مثل قول لقمان لابنه ) ؛ لیصیر حاملا سر کماله ، فإن الولد ، وإن کان سر أبیه فلا تظهر هذه الأسرار فیه إلا بالولادة المعنویة دون الولادة الطبیعیة ؛
فلذلک قال :( یا بُنَیَّ ) بالتصغیر إشارة إلى أن ولادته لم تتم ( إِنَّها ) أی : القصة ، أبهم الضمیر لیدل على علو شأن المذکور بعدها بحیث لا یصل إلیه فهم کل أحد ولا علمه ،( إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ) أشار بعمومها إلى عموم تعلق القدرة والعلم والظهور الإلهی بها ،( فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ ) التی هی علیها السماوات والأرض ،
فقال رضی الله عنه : ( أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ ) أشار بعموم مکانها إلى عموم سلطنته وعلمه وظهوره فیها أیضا ( یَأْتِ بِهَا اللَّهُ )[ لقمان : 16 ] أشار بذلک إلى وحدة الفاعل فی الکل.
فقال رضی الله عنه : ( فهذه ) الدلالة على وحدة الفاعل ( حکمة منطوق بها ) ، ثم بینها بقوله : ( وهی أن جعل اللّه هو الآتی بها ) ؛ لئلا یتوهم أن منها الدلالة على عموم العلم والقدرة ، إذ یعترف بذلک کل مؤمن من العامة مع أنهم لیسوا من أهل الحقائق ، فلیسوا من أهل الحکمة بخلاف وحدة الفاعل ، إذ تنکرها المعتزلة ، ویختص بمعرفتها على الکمال أهل الحکمة الجامعون بین القدر والشرع ، ( وقرر ذلک اللّه ) إذ أورده ( فی کتابه ) لصدقه فی نفس الأمر مع عدم تضرر أحد بسماعه ، وأما ما یتوهم فیه من التخییر ، ونفی التکلیف ، فلیس بلازم له ، فإن هذا جهة الإیجاد ، وإنما التکلیف من جهة الاکتساب ،
وهذا الإیجاد متوقف على اکتسابه بحسب السنة الإلهیة ، إذ لا یفعله الحق قبل اختیاره فلا ینافی التکلیف المنوط باختیاره واختباره ، وإن کان عن إیجاد الحق الداعیة فیه ، فلا یؤخذ الحق فیه إلا باقتضاء عینه أن یوجده فیه بحسب السنة أیضا ،
وإنما قلنا قرر فی کتابه ؛ لأنه ( لم یرد هذا القول على قائله )، ولو کان مردودا عند اللّه لوجب رده ، ولو کان مما یتضرر إظهاره لم یحکه صریحا فی کتابه الذی خاطب به کل أحد ، وأکثر ما أورد فیه من الأسرار بطریق الإیماء أو فی الألفاظ المتشابهة مع منع العامة عن تعوضها تخصیص فهمها للراسخین .
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
اختصاص لقمان بالإحسان
ثمّ إنّه یرید أن یبیّن وجه اختصاص الکلمة المذکورة بالحکمة الإحسانیّة التی هی إظهار ما هو حسن - أی ذو نسب کمالیّة - بقوله : ( قال الله تعالى : "وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ " [لقمان :12 ] . " وَمن یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً " [البقرة : 269] )
وفی هذین اللفظین من الإشعار بالنسبة الکمالیّة المذکورة ما لا یخفى ، فلذلک صرّح بالمقصود فی قوله : ( فلقمان بالنصّ هو ذو الخیر الکثیر ، بشهادة الله تعالى له بذلک )
إبانة لما هو بصدده من إثبات النسبة الکمالیّة المذکورة للقمان وقد أدرج فی طیّ عبارته هذه مفهومات ذات نسب شهادة بذلک .
ثمّ إنّ الإظهار المذکور قد یکون بصورة النطق والإفصاح ، وقد یکون بصورة الإشارة والسکوت على ما هو مقتضى کل حکمة، بما لها من الموطن والزمان کما قیل "ابن الفارض":
ولولا حجاب الکون قلت وإنما .... قیامی بأحکام المظاهر مسکتی
وقیل : " وما کل ما أملت عیون الضبی یروى "
الآتی بکل شیء هو الله تعالى
فأخذ فی تبیین القسمین بقوله :
قال رضی الله عنه : (والحکمة قد تکون متلفّظا بها ، ومسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه)
فیما هو بصدده من أمر التغذیة ، وجعل الغذاء فیها متّحدا بالمغتذی وأنّ الآتی به من مستجنّ البطون إلى مجالی الشهادة هو الله تعالى مظهرا إیّاه ، منطوقا به :
(" یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ ") أی مقدارا یقدّر به الکمیّة العددیّة من موزونات الأشیاء ، فهو أصغر المقادیر من الصورة المشخّصة الحبیّة من جنس الخردل الذی هو أصغر الحبوب المقتاتة وأبعدها نسبة إلى الاتّصال الغذائی لغلبة المزاج الدوائی علیه ، المانع عنه من التقطیع الذی یستتبع تنفیذ الکیموسات اللزجة .
ویقال من اللغة : « خردلت اللحم » أی قطعته قطعا فإذا کان هذا المقدار من حبّة من هذا الجنس البعید عن الاتّصال الغذائی والامتزاج الوحدانی ، ویکون فی أبعد المواضع للتناول ( "فَتَکُنْ فی صَخْرَةٍ ") هی أصلب المرکَّبات وأشدّها منعا لاستخراج ما فیها یعنی المادّیات المزاجیّة المانعة لخروج ما فیه ،
("أَوْ فی السَّماواتِ") من البسائط العلى ، یعنی المجرّدات المنزّهة عن الموادّ التی هی أبعد منها ، ("أَوْ فی الأَرْضِ ") وهی أرض القابلیّة الأصلیة التی تنزل منها المتحرّک نحو الظهور إلى السماء - وکأنّک قد نبّهت علیها فله زیادة البعد، ("یَأْتِ بِهَا الله ") [ 31 / 16 ]
للامتزاج الجمعی والاتّصال الوحدانیّ الغذائیّ فکیف بما دونه والآتی المحرّک له هو الله .
قال رضی الله عنه : (فهذه حکمة منطوق بها ، وهی أن جعل الله هو الآتی بها ) بناء على الأصل الممهّد أنّ المؤثریّة وما یتفرّع علیها مرجعها إلى الحقّ عند تفصیل الأحکام وتمییز الطرفین من الحقّ والعبد ، فذلک هو الذی یصلح لأن یثبت على صحائف الإعلان ، ویقرّر فی منابر البیان ، ولذلک نطق به : ( وقرّر الله ذلک فی کتابه ، ولم یردّ هذا القول على قائله ) لا عقلا ولا شرعا.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال تعالى «ولقد آتینا لقمان الحکمة: ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا». فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة الله تعالى له بذلک.
والحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه «یا بنی إنها إن تک مثقال حبة من خردل فتکن فی صخرة أو فی السماوات أو فی الأرض یأت بها الله».
فهذه حکمة منطوق بها، وهی أن جعل الله هو الآتی بها، وقرر ذلک الله فی کتابه، ولم یرد هذا القول على قائله. )
قال رضی الله عنه : ( قال اللّه تعالى :وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ[ لقمان : 12 ] وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً[ البقرة : 269 ] . فلقمان بالنّصّ ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه تعالى له)
قال اللّه تعالى : ( وَلَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا ، فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه له)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( بذلک . والحکمة قد تکون متلفّظا بها وقد تکون مسکوتا عنها .
مثل قول لقمان لابنه : یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ [ لقمان : 6 ] . فهذه حکمة منطوق بها ، وهی أن جعل اللّه هو الآتی بها ، وقرّر ذلک اللّه فی کتابه ، ولم یردّ هذا القول على قائله . )
(بذلک ) ، أی بکونه ذا الخیر الکثیر .
( والحکمة قد تکون متلفظا بها ) کالأحکام الشرعیة ( وقد یکون مسکوتا عنها ) کالأسرار الإلهیة المستورة عن غیر أهلها فالمنطوق بها ( مثل قول لقمان لابنهیا بُنَیَّ إِنَّها) ، أی القصة (إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ) بالرفع کما هو قراءة نافع وحینئذ کان تامة وتأنیثها لإضافة المثقال إلى الحبّة (مِنْ خَرْدَلٍ) ، أی مقدار ما هو أصغر المقادیر التی توزن بها الأشیاء من جنس الخردل الذی هو أصغر الحبوب المقتاتة
(فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ) ، هی أصلب المرکبات وأشدها منعا لاستخراج ما فیها (أَوْ فِی السَّماواتِ) مع بعدها (أَوْ فِی الْأَرْضِ) مع طولها وعرضها (یَأْتِ بِهَا اللَّهُ) [ لقمان : 16 ] للاعتداء بها ( فهذه حکمة منطوق بها وهی أن جعل )، أی لقمان ( اللّه هو الآتی بها وقرر اللّه ذلک فی کتابه ولم یرد هذا القول على قائله ) لا عقلا ولا شرعا .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص:۵۰۱-۵۰۲
[حکمت لقمان]
قال تعالى وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ: وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً.
فلقمان بالنص ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه تعالى له بذلک و الحکمة قد تکون متلفظا بها و مسکوتا عنها مثل قول لقمان لابنه یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ. فهذه حکمة منطوق بها، و هی أن جعل اللّه هو الآتی بها، و قرر ذلک اللّه فی کتابه، و لم یرد هذا القول على قائله.
خداى متعال فرمود: «ما به لقمان حکمت دادیم» (لقمان: 12) و «هر که را حکمت دهند خیر کثیر دادهاند» (بقره: 269) پس لقمان به نص قرآن به شهادت خداوند بر آن، صاحب خیر کثیر است. گاهى حکمت به لفظ در میآید مثل احکام شرعیه و گاهى مسکوت میماند (به لفظ آورده نمیشود) چون اسرار الهیه که از غیر اهلش مستور است. آن حکمتى که منطوق است و به لفظ میآید مثل قول لقمان به پسرش: یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ (لقمان: 16) این حکمت منطوق است که لقمان خدا را آتى حبه قرار داده است و خداوند هم آن را تقریر کرده و رد ننموده است.
مرحوم رضى که از مفاخر امامیه است در شرح شافیه در تعدیه فعل لازم نکتهای شریف افاده فرموده است که اگر تعدیه به باب افعال است، مثل «زید اذهب عمروا» معنایش این است که زید خودش با عمرو نیست و عمرو را فرستاد و روانه کرد اما در تعدیه با باء مثل «ذهب زید بعمرو» معناى آن این است که زید با عمرو است و عمرو را برد. چنانکه در فارسى فرق است بین این دو تعبیر: او را روانه کرد، که خودش با او نیست و او را برد، که خودش هم با اوست.
پس از این مقدمه گوییم: در آیه کریمه فعل یأتى با باء تعدیه شده است و معنى آن این است که خداوند آن حبه را میآورد. پس آتى یعنى آورنده حبه خداست، و این سریان وحدت حقه حقیقیه وجود است که از آن تعبیر به وحدت وجود و نیز تعبیر به صمد و صمد حق میشود در تمام ذرات کائنات که در همه جا آتى خداست و هکذا در دیگر اسماء و صفات الهیه در مقام توحید ذات و صفات و افعال. این معناى شریف اگر ناتمام بود، خداوند قول لقمان را به عنوان گفتار شخصى که حکمت یعنى خیر کثیر به او داده شده و به عنوان مثال و نمونهای از حکمت منطوق او نقل نمیفرمود.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۴۹
قال الله تعالى وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ* وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً. فلقمان بالنّص ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه تعالى له بذلک. و الحکمة قد تکون متلفّظا بها و قد تکون مسکوتا عنها.
حضرت الهى مىفرماید که لقمان را حکمت دادیم و هرکه مشرّف گردد به ایتاى حکمت، سعادت خیر کثیر دریابد. پس لقمان به حکم نص فرقان صاحب خیر کثیر است به گواهى حقّ سبحانه و تعالى.
و بعضى از حکمت متلفظ بها است، و بعضى مسکوت عنها، از براى آنکه گاهى محلّى اقتضاى اظهار مىکند چون احکام شرعیّه، و گاهى اقتضاى ستر مىکند چون اسرار الهیّه که حق سبحانه و تعالى آن را از اغیار مستور داشته.
مثل قول لقمان لابنه یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ. فهذه حکمة منطوق بها، و هى أن جعل اللّه هو الآتى بها، و قرّر ذلک اللّه فى کتابه، و لم یردّ هذا القول على قائله.
یعنى حکمت منطوق بها مثل قول حقّ سبحانه و تعالى است که به وجه حکایت از لقمان مىفرماید که لقمان پسرش را گفت که: اگر حبّهاى از دانه خردل در میان صخره باشد، یا در سماوات و یا در ارض، حقّ سبحانه و تعالى آن را بیارد. پس لقمان حقّ سبحانه و تعالى را آورنده این حبّه داشت و این حکمت منطوق بها است. و این را حقّ تعالى در کلام خویش مقرّر داشت و این قول را ردّ نکرد بر قائلش.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۴
قال اللّه- تعالى- «وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ: وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً». فلقمان بالنّصّ ذو الخیر الکثیر بشهادة اللّه- تعالى- له بذلک. و الحکمة قد تکون متلفّظا بها و مسکوتا عنها.
شرح زیرا چه محلّ آن، یا مقتضى اظهار است چنانچه احکام شرعیّه؛ یا مقتضى کتمان و سرّ چنانچه اسرار إلهیّت.
مثل قول لقمان لابنه «یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ».
فهذه حکمة منطوق بها، و هی أن جعل اللّه هو الآتی بها، و قرّر ذلک اللّه فی کتابه، و لم یردّ هذا القول على قائله.
شرح یعنى، هیچ کس نگوید که آرنده این حبّه حق نیست.