عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال رضی الله عنه :  ( وأمّا الحکمة المسکوت عنها وقد علمت بقرینة الحال ، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة ، فما ذکره وما قال لابنه یأت بها اللّه إلیک ولا إلى غیرک ، فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السّموات إن کان ، أو فی الأرض تنبیها لینظر النّاظر فی قوله :وَهُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَفِی الْأَرْضِ[ الأنعام :3 ].  فنبّه لقمان بما تکلّم به وبما سکت عنه أنّ الحقّ عین کلّ معلوم ، لأنّ المعلوم أعمّ من الشّیء فهو أنکر النّکرات . )


(وأما الحکمة) الثانیة (المسکوت عنها) ، أی لم یتکلم بها صاحبها (وعلمت منه (بقرینة الحال) من کلامه أو غیره (فکونه) ، أی لقمان علیه السلام (سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة) المذکورة من هو من الناس .

(فما ذکره) ، أی لقمان علیه السلام فی کلامه ذلک (وما قال) ، أی لقمان علیه السلام لابنه یأت بها) أی بالحبة (اللّه) تعالى (إلیک ولا) قال (إلى غیرک) من الناس قصدا منه للعموم (فأرسل) أی لقمان علیه السلام الإتیان من اللّه تعالى (عاما) فی کل من تنسب إلیه تلک الحبة من العمل الصالح أو القبیح .

(وجعل) أی لقمان علیه السلام المؤتى به وهو الحبة (فی السماوات إن کان أو فی الأرض تنبیها) منه لابنه ولغیره (لینظر الناظر) من الناس (فی) مضمون (قوله) تعالى المتأخر النزول عنه لوجود المعنى من قبل (وهو) ، أی الشأن اللّه سبحانه ظاهر بطریق التجلی (فِی السَّماواتِ وَفِی الْأَرْضِ یَعْلَمُ سِرَّکُمْ وَجَهْرَکُمْ وَیَعْلَمُ ما تَکْسِبُونَ") [ الأنعام : 3 ] .


وفی آیة أخرى : "قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" [ یونس : 101 ] وهی مفسرة بالأولى.

(فنبه لقمان) علیه السلام (بما تکلم به) من الحکمة (وبما سکت عنه) منها أن (الحق) تعالى (عین کل معلوم) سواء کان موجودا فی نفسه کالذی فی الأرض ، أو غیر موجود فی نفسه بل موجود فی غیره کالذی فی الصخرة ، أو کان معلوما لغیره کالذی فی السماوات مما هو من علوم الملا الأعلى فی تدبیر ما یوجد فی الأرض ،


والکل معلوم للأسباب الأول العالیة کاللوح والقلم فهو أصل للکل لأن المعلوم أعم من الشیء الذی هو اسم للموجود فهو ، أی المعلوم أنکر النکرات ههنا لعمومه بالنسبة إلى الشیء الموجود وإن کان الشیء أنکر النکرات أیضا باعتبار آخر فهو أعم مما دونه لکن المعلوم أعم منه .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها ) قوله ( وعلمت ) معطوف على قول المسکوت باعتبار تضمنه بمعنى الفعل تقدیره الذی سکت عنها وعلمت تلک الحکمة ( بقرینة الحال ) وجواب .

أما قوله ( فکونه سکت عن الموتى إلیه بتلک الحبة فما ذکره ) أی لقمان المؤتى إلیه

( ولا قال لابنه یأت بها اللّه إلیک ولا إلى غیرک فأرسل لقمان الإتیان عاما ) أی لا یجعل متعلقا بشیء ( وجعل المؤتى به ) وهو حبة من خردل ( فی السماوات ) وإن کان ذلک المؤتى به فیها ( أو فی الأرض ) وإن کان ذلک فیها ( تنبیها ) بذلک الجعل .


قال رضی الله عنه :  ( لینظر الناظر فی قوله "وَهُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَفِی الْأَرْضِ " فنبه لقمان بما تکلم به ) وهو جعل المؤتى به فی السماوات أو فی الأرض وجعل الآتی هو اللّه .

قال رضی الله عنه :  ( وبما سکت عنه ) وهو سکوته عن المؤتى إلیه ( أن الحق عین کل معلوم ) سواء کان موجودا أو معدوما .

قوله ( لأن المعلوم أعم من الشیء ) دلیلا على تنبیهه بالمنطوق والمسکوت عنه من أن الحق عین کل معلوم ، لأن المراد بهذا التنبیه تعمیم إحاطة الحق ، وهذا لا یتم إلا بما هو أعم .

ولو کان الشیء أعم من المعلوم لنبه به ، فقال إن الحق عین کل شیء فلو وجد أعم من المعلوم لأتی به وبهذا المعنى أشار بقوله فأرسل الإتیان عاما فما حذف المفعول إلا للتعمیم


ولو قیل عین کل شیء لفات التعمیم واختص إحاطة الحق وهو یخالف بما هو المفهوم من کلام لقمان من التکلم والسکوت فهذا التعمیم ثبت من کلامه اقتضاء .

فاقتضى هذا الکلام أن الحق عین أعم الأشیاء صدقا ولا أعم من المعلوم فکان عین کل معلوم

( فهو ) أی الشیء ( أنکر النکرات ) وأعلاها فاستوى المعلوم مع الحق فی رتبة الإحاطة دون الشیء وغیره من النکرات.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک. فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».  فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات . )


 وقد بین الحکمة المنطوق بها ، والحکمة المسکوت عنها، وبین بعد ذلک أن المؤتی به من السماء أو من الأرض إنما هو الحق تعالى، فهو إذن الغذاء لنا کما ذکر ونحن الغذاء له کما شرح، 

وبین سبب القول بذلک بالنص من قوله: "وهو الله فی السماوات وفی الأرض "  [الأنعام: 3].

 قال: لأن الحق تعالی عین کل معلوم، ثم بین عموم المعلوم وخصوص الشیء وهذه المسألة مذکورة فی کتب الکلام، ثم بین کونه تعالی لطیفا خبیرا فی مقتضی تمام الآیة، ثم ذکر معنى التوحید وهو قوله : والعین واحدة من کل شیء وفیه.


ثم ذکر بعد ذلک حکمة وصیة لقمان لابنه فی قوله لا تشرک بالله وذکر، رضی الله عنه أن ما هناک شرک أصلا وعلى تقدیر الإشاعة بین الشریکین، فإن تصرف أحد الشریکین تمیز نصیبه فترفع الإشاعة؟ 

قال: وإنما أوهم الشرک توهم أن الصور تتشارک فی المقام الواحد وما علموا أن العین الواحدة لا یتکثر بتکثر صورها، فهذه حکمة هذه المسألة.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال  رضی الله عنه :  ( وأمّا الحکمة المسکوت عنها - وقد علمت بقرینة الحال - فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة ، فما ذکره ، وما قال  " لإبنه ":  یأت بها الله إلیک أو إلى غیرک ، فأرسل الإتیان عامّا ) یعنی فی   " یَأْتِ بِهَا الله " فالإتیان بها عامّ من الله من کلّ مکان .


قال رضی الله عنه  : ( وجعل المؤتى به فی السماوات إن کان أو فی الأرض ، تنبیها لنظر الناظر فی قوله : "وَهُوَ الله فی السَّماواتِ وَفی الأَرْضِ " [الأنعام : 3 ] ، فنبّه لقمان بما تکلَّم به وبما سکت عنه أنّ الحق عین کل معلوم ، لأنّ المعلوم أعمّ من الشیء فهو أنکر النکرات ).


قال العبد : أمّا تنبیهه على أنّ الحق عین کل معلوم فمن حیث إنّ المعلومات إمّا علویات تسمّى سماویّات ، أو سفلیات وهی الأرضیات :

فالسماوات السامیات العلویات حقیقة هی الحقائق والأعیان الأسمائیّة

والروحانیة على کثرة اختلاف طبقاتها وصورها ومعانیها ومراتبها ، مع عدم تناهی شخصیاتها فی التعیّنات والنوعیة ، فإنّها هی العلویات الأصلیة البحتة .

والسفلیات الحقیقیة والأرضیات هی الحقائق الکونیة ، لأنّها تحت أحکام الحقائق الإلهیة الوجوبیة ، فلحقائق الوجوب حقائق السماوات .

ثمّ الأرواح العلَّیة الکلَّیة العلیّة الإلَّیّة المحیطة بإشراق نورها على العوالم الجسمانیة ، والسفل للحقائق الکونیة أوّلا ، لأنّها منفعلة عن الحقائق العلَّیة العلَّیة کما ذکرنا .


ثمّ عالم الأجسام ، فإنّها تحت آثار العقول والنفوس والأرواح ، وتحت أحکامها وتصرّفاتها .

ثمّ الأجسام ، منها العلویات أیضا کذلک وهی السماوات المعروفة عرفا وفی الحقیقة السماوات هی العلویات کلَّها ، والسفلیات کلَّها أرضیات ،

فلمّا قال :" یَأْتِ بِهَا الله " [ لقمان: 16] ، أی بما فی السماوات وما فی الأرض من الرزق ، فقد جعله إلها رزّاقا من السماوات والأرض ،

والکائن فی السماء سماوی لیس بأرضیّ والأرضی کذلک ، لکون الوجود متعیّنا بحسبه وبحسب موطن المعیّن ، فإن لم یکن موجودا مطلق الوجود والتعیّن والتصرّف والعلم ، محیطا بالعین بما فی السماوات والأرض من المرزوقین والأرزاق ،


لم یتأتّ أن یأتی بما فی السماوات إلى من فی الأرض أو فی السماء ، ولا بما فی الأرض لمن فی السماء أو فی الأرض من أرزاق المرزوقین ، وإحاطة عین الوجود الحق بما فی السماوات والأرض من الأعیان بأن یکون عینها ،

وإلَّا لا تکون إحاطة کلَّیة مطلقة من العلم إلَّا بالعین لائقة بجناب الله تبارک وتعالى فهو من کونه عین المرزوق والرزق یأتی بما فی السماوات والأرض من الرزق


وأمّا کون المعلوم أعمّ من الشیء فلأنّ الشیء هو الذی له وجود عینی وتحقّق فی عینه ، والمعلوم یتناول ما له وجود عینی بل علمی ، فإنّ الموجودات معلومة للحق ، وکذلک علمه محیط بما لم یتحقّق له وجود ، فإنّ عینه یتعیّن به وفیه ، فالمعلوم أعمّ من الشیء .


قال بعض أهل النظر : قد یکون الشیء ثابتا وسمّى الماهیات أشیاء ثابتة ،

فرجّح الشیخ  رضی الله عنه قول القائل بالأوّل ، ویعضده وإیّانا فیه التحقیق والنظر اللغوی ، فإنّ الشیء مشتقّ من المشیّة ،

کما قیل : کلّ شیء یشیّئه الله ، أی بمشیّته والشیء ما خصصته المشیّة ، وعیّنه الإیجاد من المعلومات ، ولیس کل معلوم مرادا للإیجاد أو للإعدام ، وهو فعل بمعنى محلّ تعلَّق المشیّة ، وما یتعلَّق به المشیّة وما لا یتعلَّق به المشیّة ، فلیس کل معلوم مرادا للإیجاد أو الإعدام ، فافهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها وعلمت بقرینة الحال فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة ، فما ذکره ولا قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک )

وفی نسخة أو إلى غیرک ، ولا فی النسخة الأولى تأکید لقوله ، ولا قال وفی ولا قال تأکید للنفی « فی » فما ذکره ، ومعناه ولا قال إلى غیرک فیکون معناهما واحدا .


 "" إضافة بالی زادة :

( ولم یرد هذا القول على قائله ) مع أن الإتیان یضاف إلى العبد أیضا ، ولم یقل الحق لیس الأمر کما قلت فدل ذلک على أن کل آتى الحبة ؟ عین الحق من جهة الحقیقة .أهـ بالى زاده.""


قال رضی الله عنه :  ( فأرسل الإتیان عاما ، وجعل المؤتى به فی السماوات إن کان أو فی الأرض تنبیها ، لینظر الناظر فی قوله تعالى :" وهُوَ الله فی السَّماواتِ وفی الأَرْضِ " فنبه لقمان بما تکلم به وبما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم ، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات ) .

أی تنبیها على أن فی السماوات والأرض هو الحق ، فالمعلوم فی السماوات والأرض لیس غیره لأن المأتى به هو المعلوم فی السماوات وفی الأرض ، والمعلوم فی السماوات هو ما فی الجهة العلویة من الحقائق العینیة والاسمیة والروحانیة على اختلاف طبقاتها ،


والمعلوم فی الأرض هو ما فی الجهة السفلیة من الحقائق الکونیة والآثار الجسمیة على اختلاف مراتبها کالعناصر والموالید وأحوالها وهیئاتها ، فإنها تحت تصرف العوالم العلویة الإلهیة وتأثیراتها ، وإنما جعل المعلوم أعم من الشیء لأن الشیء عنده هو الذی له وجود عینی ، والمعلوم یتناول ما له وجود عینی وما لیس له وجود عینی ،


فإن علمه محیط بالکل ، فالمعلوم أعم من الشیء ، وأما عند من جعل الشیء أعم من المتعین الخارجی والعقلی فالمعلوم والشیء یتساویان ، لأن الثابت فی العلم شیء کالأعیان الثابتة ، وهو أرجح لقوله :" إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْءٍ إِذا أَرَدْناه أَنْ نَقُولَ لَه کُنْ فَیَکُونُ ".

فإنه تعالى أطلق قبل الکون على العین اسم الشیء وخاطبه بقوله « کُنْ » فیترتب الأمر کونه وکیف کان فالمقصود حاصل ، لأن المراد التنبیه على العالم الآتی بالمعلوم أی الله عین المعلوم سواء کان أعم من الشیء أو مساویا ، فإن الغرض إحاطة علمه بالکل ، وإن العلم والعالم والمعلوم حقیقة واحدة لا فرق بینها إلا باعتبار .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال رضی الله عنه:  (وأما الحکمة المسکوت عنها، وقد علمت) تلک الحکمة (بقرینة الحال .)

قال رضی الله عنه :  (فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة ، فما ذکره ، ولا قال لابنه : یأت بها الله إلیک ، ولا إلى غیرک . فأرسل الإتیان عاما )

أی ، جعل لقمان المؤتى إلیه عاما ، ما عین ولا خصص بقوله : إلیک ، أو إلى غیرک . کما عین الآتی وهو الله ، والمأتی به وهو الحبة .


 ( وجعل المؤتى به فی السماوات إن کان ) أی ، إن کان ذلک فیها . ( أو فی الأرض . ) إن کان فیها . ( تنبیها لینظر الناظر فی قوله : " وهو الله فی السماوات وفی الأرض " . )

أی ، لیتنبه الناظر من قوله : أو فی السماوات أو فی الأرض . وینتقل ذهنه من هذا القول إلى قوله : "وهو الله فی السماوات وفی الأرض " .


 قال رضی الله عنه :  ( فنبه لقمان بما تکلم به وبما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم . ) سواء کان ذلک المعلوم موجودا فی العین ، أو لم یکن . أی ، نبه بما تکلم به على أن الحق عین کل موجود خارجی ، وبما سکت عنه على أنه عین کل معلوم علمی ، باق فی الغیب غیر متصف بالوجود العینی .


 أما الأول ، فلأنه جعل الله آتیا بما فی السماوات أو فی الأرض ، وهو الله فی السماوات والأرض ، کما قال تعالى : ( وهو الذی فی السماء إله وفی الأرض إله ) . أی ، هویته هی الظاهرة بالألوهیة والربوبیة فی کل ما فی الجهة العلویة المسماة ب ( السماوات ) أو السفلیة المسماة ب ( الأرض ) . فالحق عین کل ما فی العلو والسفل المرتبی والمکانی .

 

وأما الثانی ، فلأن الهویة الإلهیة هی التی لا تعین لها ولا تقید .

وکل ما هو غیرها ، سواء کان موجودا عینیا أو علمیا ، فهو متعین .

فعدم التعین المسکوت عنه ، إشارة إلى الهویة الإلهیة التی هی غیر متعینة بنفسها وتعینت بصور المعلومات العلمیة .

ویجمع القسمین قوله تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بکل شئ علیم ) .

فشبه ، رضی الله عنه ، الکلام المنطوق بالکلمات الإلهیة الموجودة فی الخارج ، والمسکوت عنه بالحقائق الغیبیة التی لا وجود لها فی الخارج .


وقوله : ( لأن المعلوم أعم من الشئ . ) لیس دلیلا على أنه نبه بالمنطوق ، أو المسکوت عنه ، على أن الحق عین کل موجود ، ولأن کون المعلوم أعم من الشئ ، أو مساویا له ، لا یدل على أن الحق عین کل معلوم بل دلیل على قوله : ( فهو أنکر النکرات . ) وقع مقدما علیه .


 وضمیر ( فهو ) عائد إلى الحق سبحانه . أی ، إذا کان الحق سبحانه عین کل معلوم ، سواء کان موجودا فی العین أو لم یکن ، والمعلوم أعم من الشئ ، والشئ أنکر من کل نکرة ، فینتج أن الحق أنکر النکرات ، لذلک لم یعلم حقیقته غیره ،

کما قال أکمل الخلائق : "ما عرفناک حق معرفتک " وإن کان باعتبار آخر أعرف المعارف .


 وإنما جعل (المعلوم) أعم من (الشئ) بناء على قول من قال : إن المعدوم لیس بشئ، والموجود هو الشئ ، فالمعلوم أعم منه .

لأن علم الحق محیط بکل ما وجد ولم یوجد ، سواء کان ممکنا أو ممتنعا .

وأما على قول من قال : إنه شئ ، فمتساویان . وعلى تقدیر التساوی أیضا یکون الحق أنکر النکرات .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال رضی الله عنه :  ( وأمّا الحکمة المسکوت عنها ، وقد علمت بقرینة الحال ، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة ، فما ذکره وما قال لابنه یأت بها اللّه إلیک ، ولا إلى غیرک ، فأرسل الإتیان عاما ، وجعل المؤتى به فی السّموات إن کان ، أو فی الأرض تنبیها لینظر النّاظر فی قوله :وَهُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَفِی الْأَرْضِ[ الأنعام : 3 ] ، فنبّه لقمان بما تکلّم به وبما سکت عنه أنّ الحقّ عین کلّ معلوم، لأنّ المعلوم أعمّ من الشّیء فهو أنکر النّکرات ) .


فقال رضی الله عنه  : ( وأما الحکمة المسکوت عنها ) ، وهی الدلالة على توحید وجود الکل بتضرر العامة سماعها بتوهم الإلهیة ، وأن لهم ذلک مع دلالته على عدمهم فی ذواتهم ، وإن وجودهم عند إشراق نور وجود الحق علیهم ، ومحل إشراق الشمس من المرآة لا تکون شمسا بالحقیقة مغنیة للعالم کله ، وهو وإن سکت عنها (علمت بقرینة الحال) لکلامه مع کلام آخر له وللّه تعالى فی موضع آخر.


فقال رضی الله عنه  : ( فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة ) مع أنه لا بدّ منه ( فما ذکره ) على وجه العموم ، إذ یکون ناطقا بما یجب السکوت عنه ،

( ولا قال لابنه : یأت بها اللّه إلیک ، ولا ) قال : یأت بها اللّه ( إلیّ غیرک ) ؛ لدلالته على الخصوص المنافی للمقصود .


فقال رضی الله عنه  : ( فأرسل الإتیان ) أی : أطلقها عن التقیید بالمفعول الخاص ؛ لیکون ( عامّا ) ، ولکن لم یصرح بهذا العموم ، وإن صرح بعموم المؤتى به ومکانه ، إذ ( جعل المؤتى به ) کل مثقال حبة ( فی السماوات إن کان أو فی الأرض ) ، مع أن حذف المکان أیضا یدل على عمومه ، لکن حذفه یدل على أن المقصود هو نفس العموم ؛ لأنه إذا حذف صار الذهن طالبا له ، ومن عادته أنه إذا وجد مطلوبه سکت إلا أن یجد داعیا آخر إلى طلب ما وراؤه والتصریح به لا یدل على ذلک ،


فیمکن أن ینتقل الذهن منه إلى ما هو المقصود ، فصرح بعمومه ( تنبیها ) للخواص على أن عموم المکان لیس بمقصود ؛ ( لینظر الناظر ) منهم عند سماع قوله:فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ (فی قوله تعالى : وَهُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَفِی الْأَرْضِ) [الأنعام :3 ].


ثم ینتقل من هنا أن عموم المؤتى إلیه أیضا لیس مقصودا لذاته ، وإنما المقصود منه ظهور الحق فیه بحیث یصیر هو الآتی والمؤتى به ومکانه والمؤتى إلیه جمیعا ، ( فنبه لقمان بما تکلم به ) من نسبة إتیان کل ذرة إلى الحق ، ( وبما سکت عنه ) من کونه المؤتى إلیه ، وقد تکلم بوجه دون وجه بکونه عین مکان المؤتى به ( أن الحق عین کل معلوم ) باعتبار أنه لا محقق فیه سوى ما أشرق علیه من نور وجوده صرح بعینیة فاعلیته ،


وسکت عن عینیة وجوده تارة من کل وجه ، وتارة بوجه دون وجه ؛ لتصیر قرینة على ما سکت فیه بالکلیة ، وإنما قلنا : عین کل معلوم دون عین کل شیء ؛لأن المحذوف لو أخذ خاصّا بلا قرینة کان ذلک ترجیحا بلا مرجح ، فما هو أعم من کل وجه أولى مما لا یکون فیه ذلک العموم ، فأخذ بالمعلوم ؛


قال رضی الله عنه  : ( لأن المعلوم ) أی : الذی من شأنه أن یعلم ( أعم من الشیء ) ؛ لأنه یختص بالمحقق فی الواقع والمعلوم أعم منه ، ومن المعدوم الممکن والممتنع ، إذ وجودهما الذهنی أیضا وإشراق نور الحق ، وإذا کان الحق باعتبار الظهور عین کل معلوم ، وهو أعم من الشیء والشیء أنکر الموجودات ،


قال رضی الله عنه  : ( فهو ) أی : الحق ( أنکر المنکرات ) من حیث الظهور ؛ فلذلک خفی مع غایة ظهوره من حیث الظهور فضلا عن حیث الذات ، وقد فهم ذلک فی إشارة لقمان علیه السّلام ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .


"" أضاف المحقق :

( فهو ) أی : الحق (أنکر المنکرات) من حیث الظهور أی : لا مفهوم أعم منه إذ هو شامل للموجودات العینیة والموجودات العلمیة من الممکنات والممتنعات .أهـ شرح الجامی ""

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


الحکمة التی أشار لقمان رمزا

قال رضی الله عنه : ( وأما الحکمة المسکوت عنها ، وعلمت بقرینة الحال ) التی إنما یفهمها من یصلح لأن یکشف له عن وجوه جمال الإجمال : ( فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة ، فما ذکره ) فی ظاهر منطوقه ، ( ولا قال لابنه ) عند تعلیمه إیّاه رعایة لأدب الإرشاد والتسلیک فی علوم الحقائق ، وتنبیها لمن هو بصدده من الأولیاء المحمدیّین ، الذین یرثون علوم الأنبیاء أجمع ، حیث صرّح بنسبة التأثیر إلى الحقّ، وسکت عن التأثّر ونسبته إلى أحد - یعنی المغتذی.


فإنّه صرح بالغذاء الفرضی العلمی ومواضعه ، وأنّ الحقّ هو الآتی به ، دون المأتی إلیه فإنّه ما قال رضی الله عنه  : ( " یأت بها الله إلیک " ولا " إلى غیرک " فأرسل الإتیان ) من حیث متعلَّقه المتأثّر منه ( عامّا ) غیر معیّن ، ( وجعل المؤتى به ) متوسّطا بین الآتی المصرّح به معیّنا ، وبین المأتیّ إلیه ، المسکوت عنه مطلقا ، حیث عیّن مکانه بأن قال : ( "فی السَّماواتِ " إن کان "أَوْ فی الأَرْضِ"، تنبیها ) إلى أنّ تعیین الآتی لیس تعیین تفرقة یکون فی جهة  العلو فقط ، بل تعیین جمعی إحاطیّ ، (لینظر الناظر فی قوله: "وَهُوَ الله فی السَّماواتِ وَ فی الأَرْضِ") [ 6 / 3 ] فتجده مطابقا لذلک.


الحقّ تعالى عین کلّ معلوم

قال رضی الله عنه :  ( فنبّه لقمان بما تکلَّم به ) فی تعمیم الغذاء الفرضیّ ومقداره العددیّ ومکانه الجمعیّ الإحاطیّ ، وأن الآتی به هو الله ( وبما سکت عنه ) فی عدم تعیین المأتیّ إلیه ( أنّ الحقّ عین کلّ معلوم ) ، فإنّ المعلوم هو الذی یشمل المراتب المذکورة کلَّها ، من المأتیّ به الفرضی ، بعموم أحواله ، والآتی به بذلک العموم والمأتیّ إلیه من غیر تعیین ، دون الشیء الذی یساوی الوجود الخارجی الإمکانی على رأی أو یعمّه والثابت منه على آخر أو یرادف الوجود العارض المعلول فإنّه على کل تقدیر یختصّ بالإمکانیات ویخرج عنه الامتناعیّات الفرضیّة والواجب .


وأما « المعلوم » فیشمل الکلّ (لأنّ المعلوم أعمّ من الشیء ، فهو أنکر النکرات) إطلاقا ، وأشمل المفهومات حیطة وکفى بذلک شهادة على کمال إطلاقه وحیطته ما فیه من التعانق - بین المعرفة والنکرة ، فإنّ المعلوم مع أنّه أبین الأشیاء أنکر النکرات .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبة، فما ذکره، وما قال لابنه یأت بها الله إلیک ولا إلى غیرک.

فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السموات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله «و هو الله فی السماوات و فی الأرض».

فنبه لقمان بما تکلم و بما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم، لأن المعلوم أعم من الشیء فهو أنکر النکرات .  )


قال رضی الله عنه :  (وأمّا الحکمة المسکوت عنها وقد علمت بقرینة الحال ، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة ، فما ذکره وما قال لابنه یأت بها اللّه إلیک ولا إلى غیرک ، فأرسل الإتیان عاما وجعل المؤتى به فی السّموات إن کان ، أو فی الأرض تنبیها لینظر النّاظر فی قوله :وَهُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَفِی الْأَرْضِ [ الأنعام : 3 ] .)


قال رضی الله عنه : (وأما الحکمة المسکوت عنها وقد علمت بقرینة الحال فکونه سکت على المؤتى إلیه بتلک الحبة فما ذکره ولا قال لابنه یَأْتِ بِهَا اللَّهُ إلیک وإلى غیرک فأرسل الإتیان عاما ) ، غیر مخصوص معین بتعین المؤتى إلیه کما بین الآتی ، وهو سبحانه والمأتی به وهو مثقال حبة من خردل


( وجعل المؤتى به فی السماوات إن کان ) فیها (" أَوْ فِی الْأَرْضِ" تنبیها لینظر الناظر فی قوله : وهو اللّه فی السماوات وفی الأرض ) ، حین یتنبه له وینتقل إلیه من قوله : "أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ" وشاهد سریان هویته العینیة بأحدیة جمعها الأسمائیة فی جمیع الموجودات العلویة والسفلیة والروحانیة والجسمانیة فیعلم من ذلک أن الحق عین کل موجود عینی .


ولما وقعت الإشارة من الحکمة أعنی الحکمة المسکوت عنها إلى ما یقابل الموجودات العینیة أعنی الموجودات العلمیة الغیر الخارجة من العلم إلى العین ، فإنها فی حکم المسکوت عنها حیث لم تذکر بالذکر الوجودی ولا شک أن موجود الموجودات العلمیة بسریان الوجود الحق فیها کوجود الموجودات العینیة من غیر فرق ، فالحق عین کل موجود علمی أیضا ،


والعبارة الجامعة لهذین الاعتبارین أن الحق عین کل معلوم ، لأن المعلوم أعم من الشیء الموجود بالوجود العینی المشار إلیه بالحکمة المنطوق بها ومن الوجود بالوجود العلمی فقط المشار إلیه بالحکمة المسکوت عنها . وإلى جمیع ما ذکرنا أشار رضی اللّه عنه بقوله


قال رضی الله عنه :  ( فنبّه لقمان بما تکلّم به وبما سکت عنه أنّ الحقّ عین کلّ معلوم، لأنّ المعلوم أعمّ من الشّیء فهو أنکر النّکرات .): ( فنبه لقمان بما تکلم به وبما سکت عنه أن الحق عین کل معلوم ، لأن المعلوم أعم من الشیء ) ، لأنه یعم الموجودات والمعلومات والشیء مختص بالموجود .


( فهو ) ، أی المعلوم ( أنکر النکرات ) ، أی لا مفهوم أعم منه إذ هو شامل للموجودات العینیة والموجودات العلمیة من الممکنات والممتنعات


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۵۰۲

و أما الحکمة المسکوت عنها و قد علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة، فما ذکره، و لا ما قال لابنه یأت بها اللّه إلیک و لا إلى غیرک. فأرسل الآیتان عامّا و جعل المؤتى به فی السماوات إن کان أو فی الأرض تنبیها لینظر الناظر فی قوله‏ وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ‏.

اما حکمتى که از آن سکوت شده است و به قرینه حال دانسته شد این است که‏  خداوند از کسى که آن حبه به سوى او آورده ‌می‌شود سکوت کرد و آن را نام نبرد.( خداوند آتى حبه، حبه مؤتى به و مؤتى بها و آن کسى که حبه به سویش برده مى‏شود مؤتى الیه- خداوند مؤتى الیه را نام نبرد.)  و لقمان به پسرش نگفت که خداوند، آن حبه را به سوى تو ‌می‌آورد یا به سوى غیر تو ‌می‌برد. پس اتیان حبه را به سوى مؤتى الیه به طور عام رها نمود.

یعنى به طور مطلق گفت خداوند آن مثقال حبه را ‌می‌آورد اما به سوى چه کسى نام نبرده است و به اطلاق و عمومیتش گذاشته است.

و خداوند، مؤتى به را که مثقال حبه است در سماوات یا در زمین قرار داد (جهت علو موسوم به سماء است و جهت سفل موسوم به ارض مطلقا) این جعل براى تنبیه ناظر است که در قول خداوند متعال که فرمود: هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ‏ بنگرد (و تنبّه حاصل کند که او در آسمانها و زمینها اله است).

فنبّه لقمان بما تکلّم و بما سکت عنه أن الحقّ عین کلّ معلوم‏

پس لقمان به آن چه تکلم نمود و به آن چه از آن سکوت نمود تنبیه نمود که حق، عین کل معلوم است.

یعنى لقمان به آن چه که تکلم نمود تنبیه فرمود که حق عین کل موجود خارجى است و به آن چه که از آن سکوت نمود تنبیه فرمود بر اینکه او عین کل معلوم علمى باقى در غیب غیر متصف به وجود عینى ‌می‌باشد. (یعنى هم عین کل موجود خارجى است و هم عین کل معلوم علمى غیبى) اما وجه اول اینکه خداوند، خود را آتى به آن که در آسمانها و زمین است قرار داد ... و اما وجه دوم اینکه هویت الهیه تعین و تقید ندارد و جز او را تعین است. پس عدم تعین مسکوت عنه، اشاره است به اینکه هویت الهیه بذاتها متعین نیست و به صور معلومات علمیه تعین ‌می‌یابد که آن چه منطوق است کلمات الهیه موجود در خارج است و آن چه که مسکوت عنه است حقایق غیبیه‌ای است که او را در خارج، وجود نیست و این آیه بر هر دو قسم اشارت دارد که: هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عَلِیمٌ‏ (حدید: 3) چنانکه لقمان در امر خود منطوق دارد که آتی و مؤتى به را بیان کرد و مسکوت دارد که مؤتى الیه را بیان نکرده است، خداوند نیز منطوق دارد که کلمات وجودیه اعیان خارجیه‌اند و مسکوت دارد که حقایق علمیه در غیب ذاتند و وجود خارجى نیافته‌اند.( شرح فصوص قیصرى، ص 431، ستون دوم.) 

لأن المعلوم أعم من الشی‏ء فهو انکر النّکرات‏

معلوم که حق سبحانه ‌می‌باشد عین کل معلوم است. خواه معلوم موجود در عین باشد خواه نباشد پس انکر نکرات است.

یعنى هیچ مفهومى اعم از او نیست. زیرا شامل جمیع موجودات علمیه است. اعم از ممکنات و ممتنعات به اصطلاح اهل عرفان، زیرا که معلوم اعم از شی‏ء است چه اینکه شی‏ء مختص به موجود است و معلوم اعم است از موجود و معدوم.( حق تعالى از هر بى‏قیدى بى‏قیدتر است که حدود و تعینات براى او نیست. به ممتنعات که معلوم نزد حق هستند و وجود خارجى ندارند معدوم گفته مى‏‌شود.)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص:۹۵۰-۹۵۱

و أمّا الحکمة المسکوت عنها و قد علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة، فما ذکره و ما قال لابنه یأت بها اللّه إلیک و لا إلى غیرک، فأرسل الإتیان عاما و جعل المؤتى به فى السّماوات إن کان، أو فى الأرض تنبیها لینظر النّاظر فى قوله‏ وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ‏.

و أمّا حکمت مسکوت عنها و معلوم شدن این حکمت به قرینه حال ساکت بودن لقمان است از ذکر مؤتى إلیه یعنى آنکه این حبّه به سوى او آرند. پس پسر خود را نگفت که حقّ سبحانه و تعالى این حبّه به سوى تو مى‏آرد یا به سوى غیر تو؛ و ارسال اتیان کرد و مؤتى إلیه را عام آورد و تعیین و تخصیص نکرد به إلیک یا إلى غیرک، چنانکه آرنده را تعیین کرد که اللّه است و مأتیّ به را تقیید کرد که حبّه‏

است، و مؤتى به را فرمود که اگر در سماوات باشد یا در ارض از براى تنبیه تا ناظر نظر کند در قول حق که‏ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ‏ و از او منتقل شود ذهنش به احاطه حقّ همه موجودات را.

فنبّه لقمان بما تکلّم به و بما سکت عنه أنّ الحقّ عین کلّ معلوم.

پس تنبیه کرد لقمان به آنچه گفت و به آنچه ساکت شد که حقّ عین کلّ معلوم است؛ خواه این معلوم موجود باشد در عین؛ و خواه نى.

یعنى به آنچه تکلّم کرد تنبیه نمود بر آنکه حقّ سبحانه عین کلّ موجود خارجى است؛ و به آنچه ساکت شد تنبیه کرد بر آنکه عین هر معلوم علمى است، و باقى در غیب و عین موجود به وجود عینى.

اما اوّل از براى آنکه حقّ را گفت آرنده است آنچه را در سماوات و ارض است، و اوست اللّه در سماوات و ارض کما قال‏ وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ‏ یعنى هویّت اوست ظاهره به الوهیّت و ربوبیّت در هرچه در جهت علویّه است که مسماست به سماوات، و در جهت سفلیه است که مسمّاست به ارض. پس حقّ است عین آنچه در علوست و در سفل.

امّا دوم از براى آنکه هویّت الهیّه است که آن را تعیّن و تقیّد نیست، و هرچه غیر اوست خواه موجود عینى باشد و خواه علمى؛ متعیّن است. پس عدم تعیین مسکوت عنه اشارت است به هویّت الهیّه که غیر متعیّن است بنفسها و متعیّن مى‏شود به صور معلومات علمیّه و جامع قسمین قول اوست سبحانه که‏ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ عَلِیمٌ‏.

پس تشبیه کرد شیخ رضى اللّه عنه کلام را که به لفظ منطوق است به کلمات الهیّه که موجودست در خارج؛ و مسکوت عنه را به حقائق غیبیّه که ایشان را وجود نیست در خارج.

لأنّ المعلوم أعمّ من الشّى‏ء فهو أنکر النّکرات.

این کلام دلیل سابق که نبّه بالمنطوق إلى آخره نیست؛ بلکه دلیل فهو أنکر النّکرات است مقدّم بر وى. یعنى وقتى که حق سبحانه و تعالى عین کلّ معلوم باشد؛ خواه موجود در عین باشد و خواه نى؛ و معلوم اعم از شى‏ء و انکر از کلّ نکرات، لاجرم نتیجه مى‏دهد که حق سبحانه و تعالى انکر نکرات باشد و لهذا حقیقت او را غیر او نمى‏داند کما قال أکمل الخلائق‏

«ما عرفناک حقّ معرفتک»

. و خواجه مى‏فرماید قدّس سرّه بیت:

اى گشته مبادى همه در ذات تو طى‏ خود جمله توئى و نیست بیرون ز تو شى‏ء

چون سرور کائنات لا احصى گفت‏ پس جز تو کسى ترا کجا داند و کى؟

آنچه به تقدیم رسید به اعتبارى است؛ اما به اعتبار دیگر اعرف معارف است.

و معلوم را از آن جهت اعم از شى‏ء داشت که بعضى گفته ‏اند معدوم شى‏ء نیست و شى‏ء موجود را گویند؛ و معلوم اعم است. از آنکه علم حقّ محیط است به هرچه به وجود آمده است و نیامده؛ خواه ممکن باشد و خواه ممتنع. و اما بر قول آنکه معدوم را شى‏ء مى‏گوید هر دو متساوى باشند.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۴

 و أمّا الحکمة المسکوت عنها و علمت بقرینة الحال، فکونه سکت عن المؤتى إلیه بتلک الحبّة، فما ذکره، و ما قال‏لابنه یأت بها اللّه إلیک و لا إلى غیرک. فأرسل الإتیان عامّا و جعل المؤتى به فی السّموات إن کان‏ أو فی الأرض تنبیها لینظر النّاظر فی قوله‏ «وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ». فنبّه لقمان بما تکلّم به و بما سکت عنه إنّ الحقّ عین کلّ معلوم، لأنّ المعلوم أعمّ من الشی‏ء فهو أنکر النّکرات.

شرح یعنى، لقمان تنبیه کرد به حکمت منطوق، که حق عین هر موجودى است خارجى. چرا که حق را آتى گردانید به هر چه در آسمان و زمین‏ «وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ»، و به حکمت مسکوت عنها تنبیه کرد، که حق عین هر معلوم علمیست، که هنوز در غیب است. زیرا چه هویّت الهیّت است که لا تعیّن لها. پس عدم تعیّن مسکوت عنها اشارت بود به هویّت غیر متعیّنه. پس حق انکر النّکرات باشد به اعتبار باطنیّت؛ که غیر حق هیچ کس کنه حقیقت حقّ نداند.