عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثانیة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)

24 - فص حکمة إمامیة فی کلمة هارونیة

إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً [ البقرة : 124 ] أی خلیفة علیهم .

هذا فص الحکمة الهارونیة ، ذکره بعد حکمة لقمان علیه السلام لاشتمال حکمة هارون علیه السلام على بیان ظهور العین الواحدة فی صور کثیرة ، فناسب ما ذکر من ذلک فی حکمة لقمان علیه السلام على طریق زیادة البیان والإیضاح لذلک .

(فص حکمة إمامیة) ، أی منسوبة إلى الإمام وهو المقتدى به ولو فی نوع من الکمال (فی کلمة هارونیة) إنما اختصت حکمة هارون علیه السلام بکونها إمامیة ، لأنه علیه السلام کان خلیفة عن أخیه موسى علیه السلام فی قومه لما ذهب إلى میقات ربه لقوله سبحانه :وَقالَ مُوسى لِأَخِیهِ هارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ [ الأعراف : 142 ] ، والخلیفة إمام یقتدى به .

 

قال رضی الله عنه :  ( اعلم أنّ وجود هارون علیه السّلام کان من حضرة الرّحموت بقوله تعالى :وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا یعنی لموسى :أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا[ مریم : 53 ] . فکانت نبوّته من حضرة الرّحموت .  فإنّه أکبر من موسى سنّا ، وکان موسى أکبر منه نبوّة . ولمّا کانت نبوّة هارون من حضرة الرّحمة ، لذلک قال لأخیه موسى - علیهما السلام - :یَا بْنَ أُمَّ، فناداه بأمّه لا بأبیه إذ کانت الرّحمة للأمّ دون الأب أوفر فی الحکم . ولولا تلک الرّحمة ما صبرت على مباشرة التّربیة . ثمّ قال :لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی[ طه : 94 ] ،فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ[ الأعراف : 150 ] فهذا کلّه نفس من أنفاس الرّحمة . وسبب ذلک عدم التّثبّت فی النّظر فیما کان فی یدیه من الألواح الّتی ألقاها من یدیه . )

 

قال رضی الله عنه :(اعلم )یا أیها السالک (أن وجود هارون علیه السلام) فی الدنیا (کان من حضرة الرحموت) ، أی الرحمة العظیمة الإلهیة (بقوله تعالى :وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا یعنی لموسى) علیه السلام (أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا [ مریم : 53 ] فکانت نبوّته) ، أی هارون علیه السلام (من حضرة الرحموت) ، أی الرحمة الإلهیة (فإنه) ، أی هارون علیه السلام (أکبر من موسى) علیه السلام (سنا) ، أی عمرا (وکان موسى) علیه السلام (أکبر منه) ، أی من أخیه هارون علیه السلام (نبوّة) ، لأنه المقصود بالإرسال إلى فرعون وبنی إسرائیل وأخوه هارون علیه السلام مساعد له فی ذلک کما قال تعالى :" سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِیکَ وَنَجْعَلُ لَکُما سُلْطاناً " [ القصص: 35] ، أی فی الأرض .

 

قال رضی الله عنه : (ولما کانت نبوّة هارون) علیه السلام (من حضرة الرحمة) الإلهیة بموسى علیه السلام ، لأنه موهوب له من قبل اللّه تعالى بدلیل الآیة السابقة (لذلک) ، أی لأجل ما ذکر (قال) ، أی هارون علیه السلام (لأخیه موسى) علیهما السلام حین أخذ بلحیته وبرأسه یضربه على تمکین بنی إسرائیل من عبادة العجل فی غیبة موسى علیه السلام فی میقات ربه تعالى : " یَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِی[ طه : 49 ] ،

وفی آیة أخرى :وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِیهِ یَجُرُّهُ إِلَیْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِی وَکادُوا یَقْتُلُونَنِی فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِی مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ "[ الأعراف : 150 ] ،

 

قال رضی الله عنه : (فناداه) ، أی نادى أخاه ، لأنه کان شقیقه (بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة) ، والشفقة للأم على الولد (دون الأب) ، فإن رحمته أقل من رحمة الأم بولدها (أوفر) ، أی أزید وأکثر (فی الحکم) الإلهی ولولا زیادة تلک الرحمة فی الأم ما صبرت ، أی الأم على مباشرة مشقة التربیة ، أی تربیة الولد .

ثم قال ، أی هارون علیه السلام لأخیه موسى علیه السلام ("لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی") ، أی تقبض علیها ("وَلا بِرَأْسِی") وقال أیضا له (فلا تشمت بی الأعداء )، أی من بنی إسرائیل الذین نهاهم عن ذلک فعادوه لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ یا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّکُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِی وَأَطِیعُوا أَمْرِی ( 90 ) قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ عاکِفِینَ حَتَّى یَرْجِعَ إِلَیْنا مُوسى) ( 91 ) [ طه : 90 - 91 ] ،

 

قال رضی الله عنه :(فهذا) القول من هارون علیه السلام لأخیه موسى علیه السلام (کله نفس) بالفتح ، أی تنفس ما یجده فی صدره (من أنفاس الرحمة) ، أی التذکیر بالشفقة المقتضیة تربیتهما من أمهما الیسرى حکمها بینهما أیضا (وسبب ذلک) ، أی سرعة معاتبة موسى لأخیه هارون علیهما السلام فی عبادة بنی إسرائیل العجل وضربه له وهذا التعطف والتلطف والتذکیر بالرحمة والشفقة من هارون لأخیه موسى علیه السلام (عدم التثبت) ، أی التأنی والتأمل فی النظر ، أی نظر موسى علیه السلام فیما کان فی یده من الألواح ، أی ألواح التوراة التی ألقاها من بین یدیه وأخذ برأس أخیه یجره إلیه .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)

 

24 - فص حکمة إمامیة فی کلمة هارونیة

ولما کان هارون نبیا وخلیفة من اللّه وخلیفة من موسى علیهما السلام أورد الحکمة الامامیة فی کلمته.

"" أضاف المحقق :

یدور هذا الفص حول مسألة الألوهیة والعبادة . فیشرح ابن العربی نظریته فی الدین بمعناه الصوفی الواسع .

وهو دین وحدة الوجود ، ویخلص منه إلى الحب هو أساس عبادة کل معبود ، وأن المعبود على الحقیقة هو المحبوب على الحقیقة وهو اللّه .""

"وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِینَ لَیْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِیهِ هَارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ "(142) سورة الأعراف

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون کان من حضرة الرحموت ) مبالغة من الرحمة ( بقوله :وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا یعنی لموسى أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا فکانت نبوته من حضرة الرحموت ) بالنص الإلهی ( فإنه ) أی هارون علیه السلام ( أکبر من موسى سنا ) والکبیر لشفقته ورحمته للصغیر تحت تسخیره

( وکان موسى أکبر منه نبوة ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة لذلک ) أی لأجل کون نبوته من الرحمة .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( قال لأخیه موسى ) فی وقت أخذه بلحیته ( یا ابن أمّ فناداه بأمه لا بأبیه ) أی لم یقل لموسى یا ابن أبی ( إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر ) أی أغلب ( فی الحکم ) أی فی الشفقة والمرحمة للولد ( ولولا تلک الرحمة ) للأم ( ما صبرت على مباشرة التربیة ) لولده وجواب لما قال فی قوله لذلک

قال فإن العامل مقدم على معموله فی الأصل فکان أصل الکلام قال لذلک ( ثم قال ) هارون لأخیه موسى ( لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی ولا تشمت بی الأعداء فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة وسبب ذلک ) الأخذ من موسى علیه السلام .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه) التی وجدت فی الألواح أی الأمر الذی أغضب موسى علیه السلام هو عبادة قومه العجل .

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)

 

قال رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا». فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة. ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة. و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)

 

قلت: ذکر، رضی الله عنه، قصة هارون مع موسى وأن هارون من حقیقة الرحمة الإلهیة کان نبیا، لأنه رحمة فی حق أخیه موسى وذکر أن هارون ما أنکر عبادتهم العجل وإنما خاف التفرقة بین بنی إسرائیل .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)

 

إنّما نسب الحکمة الإمامیة إلى الکلمة الهارونیة ، لکون هارون خلیفة موسى فی قومه ، وقد قال له :   " وَقَالَ مُوسَى لِأَخِیهِ هَارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ "(142) سورة الأعراف "  .

 الإمامة لقب من ألقاب الخلافة ، وکانت الإمامة لهارون فی صلواتهم ، وکذلک الإمامة فیهم إلى الیوم فی آل هارون .

"" کان هارون علیه السّلام إمام الأئمّة من الأحبار فی بنی إسرائیل کلَّهم ، وأمره موسى علیه السّلام أن یؤمّ أمّته ، واستخلفه علیهم ، ولقد صرّح بإمامته فی القرآن ، وصرّح هو أیضا بذلک فی طلبه الاتّباع والطاعة من قومه فی قوله : " فَاتَّبِعُونِی وَأَطِیعُوا أَمْرِی " .""

قال رضی الله عنه  : ( اعلم : أنّ وجود هارون علیه السّلام کان من حضرة الرحموت بقوله :   " وَوَهَبْنا لَه ُ من رَحْمَتِنا " [ مریم : 53 ] یعنی موسى " أَخاه ُ هارُونَ نَبِیًّا " [ مریم : 53 ]  فکانت نبوّته من حضرة الرحموت ، فإنّه أکبر من موسى سنّا ، وکان موسى أکبر منه نبوّة . ولمّا کانت نبوّة هارون من حضرة الرحمة ، لذلک قال لأخیه موسى علیه السّلام :   " یَا بْنَ أُمَّ " [ طه :94 ] فناداه بأمّه لا بأبیه ، إذ کانت الرحمة للأمّ دون الأب أوفر فی الحکم ، ولولا تلک الرحمة ، لما صبرت على مباشرة التربیة . ثم قال : " لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی " [ طه : 94 ]  و " فَلا تُشْمِتْ بِیَ الأَعْداءَ " [ الأعراف : 150 ] ، فهذا کلَّه نفس من أنفاس الرحمة . وسبب ذلک عدم التثبّت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها بین یدیه )

 

قال العبد : یرید التربیة الربانیة المتعیّنة لهارون فی مادّة موسى علیهما السّلام فإنّ التربیة لا تکون حقیقة إلَّا من الربّ ، لأنّ نبوّته من رحمة ربانیة بموسى ، حتى یکمل بهارون أمره ویشدّ به أزره ،

فکان فی تربیة هارون وموسى من حیث لا یشعر بذلک إلَّا من شاء الله ، فإنّ جمیع أفعال العبید التی یجری الله على أیدیهم صور نسب أحکام حقائقهم ، فیوجدها الله على حکم وعلوم تفرّد بعلمها هو ومن أعلمه بها ،

فوقوع العتب وعدم التثبّت وإلقاء الألواح من موسى وأخذه بلحیة هارون ورأسه تأثیر قویّ ، غیر متوقّع من مثله فی مثل أخیه الذی هو أکبر منه سنّا.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)


24 -  فص حکمة إمامیة فی کلمة هارونیة

إنما خصت الکلمة الهارونیة بالحکمة الإمامیة ، لأن هارون علیه السلام کان إمام أئمة الأحبار ، وقد استخلفه موسى على قومه بقوله : " وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِینَ لَیْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِیهِ هَارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ "(142) سورة الأعراف "  .

والإمام لقب من ألقاب الخلافة ، وقد صرح هارون بذلک فی قوله :  " فَاتَّبِعُونِی وأَطِیعُوا أَمْرِی " وقد بقیت الإمامة فی نسله إلى الآن ،

وهی الخلافة المقیدة أی الإمامة بالوساطة کما کانت لخلفاء رسول الله صلى الله علیه وسلم ، وله الإمامة المطلقة لکونه نبیا مبعوثا بالسیف کإمامة المهدی علیه السلام ،

والمراد بالمطلقة التی لا واسطة بین صاحبها وبین الله وله رتبة التقدم والتحکم فی الوجود ، ولو لم یکن کذلک لما صرح بوجوب اتباعه وطاعته فی قوله  :"فَاتَّبِعُونِی وأَطِیعُوا أَمْرِی " وهی التی قال فیها لخلیله: "إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً " فله الإمامة المطلقة والمقیدة .

 

قال الشیخ رضی الله عنه : ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله :" ووَهَبْنا لَه من رَحْمَتِنا أَخاه هارُونَ نَبِیًّا " فکانت نبوته من حضرة الرحموت ، فإنه أکبر من موسى سنا وکان موسى أکبر منه نبوة .

ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة لذلک قال لأخیه موسى علیه السلام -   ( یَا بْنَ أُمَّ )   - فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم ، ولولا تلک الرحمة ما صبرت أی الأم على مباشرة التربیة ،

 

ثم قال : ( لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی ولا بِرَأْسِی ) و ( فَلا تُشْمِتْ بِیَ الأَعْداءَ )   فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة ، وسبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یده من الألواح التی ألقاها من یدیه ،)

"" أضاف بالى زاده :

أی وجد موسى فی الألواح ما أضل قومه إلا السامری ، وهارون بریء منه والرحمة بأخیه . أهـ بالى زاده ""

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم.

ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء».

فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)

 

24 - فص حکمة إمامیة فی کلمة هارونیة

( الإمامة ) اسم من أسماء الخلافة ، کما قال فی حق نبیه إبراهیم ، صلوات الله علیه : " إنی جاعلک للناس إماما " . أی ، خلیفة علیهم . وهی إما بواسطة ، أو بلا واسطة . والقسمان ثابتان فی هارون ، علیه السلام ، لذلک اختصت بکلمته .

أما الأول ، فلکونه خلیفة موسى ، علیه السلام ، کما قال : " اخلفنی فی قومی " .

وأما الثانی ، فلکونه نبیا رسولا مبعوثا من الحق إلى الخلق بالسیف ، کأخیه موسى ، فقویت نسبة الإمامة إلیه ، فکان إماما مطلقا من جانب الحق ، وإماما مقیدا من جانب موسى ، علیه السلام

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم ، أن وجود هارون ، علیه السلام ، کان من حضرة " الرحموت " بقوله)

أی ، بدلیل قوله : ( " ووهبنا له من رحمتنا " . یعنى لموسى " أخاه هارون نبیا " . فکانت

نبوته من حضرت الرحموت . ) أی ، من حضرة ( الرحمة ) . سمیت ب ( الرحموت)

مبالغة ، کما یسمى عالم الملائکة ب ( الملکوت ) ، وعالم المجردات ب ( الجبروت ) .

وإنما کانت نبوته من الرحمة ، لأن موسى ، علیه السلام ، کان خشنا فی الخلق ، صلبا فی الدین ، ولم یکن فصیحا  فی النطق .

فطلب من الله أخاه  هارون ، لیکون معه فی الدعوة ، فیعینه بالأخلاق الحسنة ، فینجبر موسى بخلقه وفصاحته ویرغب الناس فی طاعته ،

کما قال تعالى : " رب اشرح لی صدری ویسر لی  أمری واحلل عقدة من لسانی یفقهوا قولی واجعل لی وزیرا من أهلی هارون أخی  أشدد به أزرى وأشرکه فی أمری کی نسبحک کثیرا ونذکرک کثیرا إنک کنت بنا بصیرا " .

فکان وجود هارون معه فی الدعوة رحمة من الله وإجابة لدعوته .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإنه أکبر من موسى سنا وکان موسى أکبر منه نبوة . ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة ، لذلک قال لأخیه موسى : " یا بن أم " . فناداه بأمه لا بأبیه ، إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم . ) أی ، حکم التعطف والشفقة .

( ولولا تلک الرحمة ) الذاتیة فی الأم ( ما صبرت على مباشرة التربیة .

ثم ، قال : " لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی ولا تشمت بی الأعداء " . فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة . وسبب ذلک ) أی ، الغضب والأخذ باللحیة ( عدم التثبت فی النظر فی ما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه .)


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)


الفصّ الهارونی

24 - فص حکمة إمامیة فی کلمة هارونیة  

أی : ما یتزین به ، ویکمل العلم الیقینی المتعلق بالأمة التی هی إما التصرف بالحق فی الخلق من حققه بأسماء الحق ، أو إقامة أمره ونهیه فی العموم ، ظهر ذلک العلم بزینته وکماله فی الحقیقة الجامعة المنسوبة إلى هارون علیه السّلام ؛ لتحققه بأسماء الحق من جهة کونه من حضرة الرحموت ، وإقامته أمر الحق ونواهیه باستخلاف أخیه إیاه على قومه . "إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً " [ البقرة : 124 ] أی : خلیفة علیهم .


"" أضاف المحقق :

(الإمامة المذکورة هاهنا لقب من ألقاب الخلافة ، وهی تنقسم إلى إمامة بلا واسطة وبین حضرة الألوهیة ، وإلى إمامة ثابتة بالواسطة ، وکل رسول بعث بالسیف فهو خلیفة من خلفاء الحق ، ولا خلاف فی أن موسى وهارون بعثا بالسیف ؛ فهما من خلفاء الحق الجامعین بین الرسالة والخلافة . شرح الجامی) .""


"وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِینَ لَیْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِیهِ هَارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ "(142) سورة الأعراف


قال رضی الله عنه :  ( اعلم أنّ وجود هارون علیه السّلام کان من حضرة الرّحموت بقوله تعالى :وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا [ مریم : 53 ] یعنی لموسى :أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا [ مریم : 53 ] ، فکانت نبوّته من حضرة الرّحموت ؛ فإنّه أکبر من موسى سنّا ، وکان موسى أکبر منه نبوّة ، ولمّا کانت نبوّة هارون من حضرة الرّحمة ، لذلک قال لأخیه موسى - علیهما السلام :یَا بْنَ أُمَّ [ طه :94 ] ، فناداه بأمّه لا بأبیه إذ کانت الرّحمة للأمّ دون الأب أوفر فی الحکم ، ولولا تلک الرّحمة ما صبرت على مباشرة التّربیة ) .

قال رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السّلام کان من حضرة الرحموت ) ، والرحمن اسم شامل تجلیه تجلیات سائر الأسماء ، والرحیم یدل على الاختصاص المشیر إلى التحقق والتخلق والرحمة شاملة لهما ، فکان متحققا بالأسماء الإلهیة .


قال رضی الله عنه :  ( بقوله تعالى :وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا[ مریم :53 ] یعنی لموسى ) بین الضمیر ؛ لأن مرجعه وإن کان مذکورا فی القرآن فلیس مذکورا فی الکتاب ، وفیه إشارة إلى أن خلافته عن موسى عین خلافته عن الحق ، وإنها مکملة لنبوته ونبوة موسى إذ وهبه له مع أخوته حال نبوته کما کان( أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا )؛ فکانت نبوته من حضرة الرحموت ) ،


فلابدّ أن تکون مکملة بالإمامة ، وکونه موهوبا لموسى من هذه الحضرة یستلزم کونه رحمة علیه ، ( فإنه أکبر من موسى سنا ) ، ومن شأن الکبیر أن یکون راحما على الصغیر ، ولا ینافی هذا کونه خلیفة لموسى إذ ( کان موسى أکبر منه نبوة ) ، والصغیر فی النبوة یجوز أن یکون خلیفة للکبیر فیها ، وإن کان راحما على الکبیر فیها من حیث کونه صغیرا فی السن .


قال رضی الله عنه :  (ولما کانت نبوة هارون ) التی هی غایة کماله ( من حضرة ) الرحموت کان الغالب علیه فی أفعاله وأقواله ما یناسب ( الرحمة ؛ لذلک قال لأخیه موسى - علیهما السلام ) مع کونه أخاه من الأبوین ؛( یَا بْنَ أُمَّ [ طه : 94 ] ، فناداه بأمه ) أی : إضافة إلى أمه ( لا بأبیه ) ، وإن کان أرحم من سائر الناس ،


( إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم ) ، فإن أثر الرحمة فی الأم أظهر وأکثر مما فی الأب ، ( ولولا تلک الرحمة ) الوافرة الأثر من الأم على الصغیر ( ما صبرت على مباشرة التربیة ) للصغیر کما لا یصبر علیه الأب ؛ ولذلک جعلت الحضانة أولا للأمهات .


قال رضی الله عنه :  ( ثمّ قال :لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی [ طه : 94 ] ،فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ [ الأعراف : 150 ] ؛ فهذا کلّه نفس من أنفاس الرّحمة . وسبب ذلک عدم التّثبّت فی النّظر فیما کان فی یدیه من الألواح الّتی ألقاها من یدیه ،)


قال رضی الله عنه :  ( ثم ) أی : بعد قوله :یَا بْنَ أُمَّ ( قال :لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی [ طه : 94 ] ،فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ [ الأعراف : 150 ] ) ، ولم یغضب علیه مع أنه فعل ذلک عن علمه ، ( فهذا ) القول وترک الغضب على موسى علیه السّلام ( کله نفس من أنفاس الرحمة ) المجتمعة تلک الأنفاس فی هارون رحم بها موسى ؛ لئلا یزید غضبه عن العجلة فیهلک ، وإن کان للّه ؛ لکونه بلا موجبة فی الحقیقة ؛


وذلک لأن ( سبب ذلک ) الغضب والعجل من موسى ( عدم التثبت ) من الحیرة التی غلبت علیه من الغیرة فی اللّه والغضب له عن عجلة ، فلم یثبت ( فی النظر فیما کان ) أبلغ تثبت مع غایة قربه ، إذ کان ( فی یدیه من الألواح ) أی : ألواح التوراة ( التی ألقاها من یدیه ) من عدم التثبت الموجب للحیرة الحاصلة من الغضب فی اللّه ، والغیرة له إذ لا یتجرأ على مثل ذلک إلا عن الحیرة ، وإلا فهو معصوم ، وکذا ما فعل بأخیه .


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)


24 - فصّ حکمة إمامیّة فی کلمة هارونیّة

تسمیة الفصّ

ووجه اختصاص هذه الکلمة بحکمتها هو أنّ هارون قد غلب علیه الرحمة المشتقة منها الرحم ، على ما ورد فی الحدیث أنّه : « لما خلق الرحم ، قال : أنا الرحمن وأنت الرحم ، شققت اسمک من اسمی ، فمن وصلک وصلته ومن قطعک بتتّه » . رواه أحمد و أبو داود

قال تعالى :"وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِینَ لَیْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِیهِ هَارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ "(142) سورة الأعراف



الإمام والإمامة

ومن ثمّة ظهر علیه عند الإنباء عن محمّد نشأته نسبة الأمومة ، حیث قال : “  یَا بْنَ أُمَّ “ [20 : 94 ].

والإمام عبارة عن « الامّ » بتکرار الإضافة اللازمة لمثله ، ولذلک صار مع نبوّته وخلافته عن الحقّ خلیفة أخیه ، فله الخلافة الکاملة ، والإمامة هی کمال الخلافة ، فإنّها تستتبع إطاعة الأمم خالصة عن القهر والغلبة والظهور بالسیف والسفاک .

ولذلک قال تعالى لخلیله : “  إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً “  [ البقرة : 124 ]  .

فالإمامة عند التحقیق هی النسبة الجمعیّة الوجودیّة الحبّیة ، الموجبة لانقیاد الأمم طوعا ورغبة.

ومما یلوّحک على هذا أنّ لفظ « الإمام » عبارة عن باطن لام الجمع وبیّناته مکرّرا ، کما أنّ الکلمة « الهارونیّة » عبارة عن الهاء التنبیهیّة الدالَّة على الحاضر ظاهرة بالنور وقلبه الذی هو ظاهر الوجود المنبسط على الکائنات ، المعبّر عنه بالرحمة ،

وذلک إذا اعتبر انبساطها على الجهات من الکائنات یعبّر عنها بالرحموت .


کان هارون من حضرة الرحموت

ولذلک قال رضی الله عنه  : ( اعلم أنّ وجود هارون کان من حضرة الرحموت ، بقوله “  وَوَهَبْنا لَه ُ من رَحْمَتِنا “ یعنی موسى “ أَخاه ُ هارُونَ نَبِیًّا “  [ مریم : 53 ] وکانت نبوّته من حضرة الرحموت ) ، فإنّ النبوّة صورة کمال الوجود وغایة تطوّراته الإظهاریة فإذا کان وجود هارون من حضرة الرحموت ، یکون ما یتفرّع علیه منها ، ضرورة وإذ کان الغالب على موسى أمر الغلبة القهریّة والغضب التسلَّطی ، وکان الغالب على هارون الرقّة والشفقة مما هو مقتضى الرحمة التی علیها جبلَّته ، سأل الله تعالى بقوله : “  وَاجْعَلْ لِی وَزِیراً من أَهْلِی . هارُونَ أَخِی . اشْدُدْ به أَزْرِی . وَأَشْرِکْه ُ فی أَمْرِی “  [ طه / 31 - 29 ] ،

لیعتدل مزاج صورته النبویّة ، ویناسب به لأمزجة العامّة ، تیسیرا بما هو بصدده من البلاغة والرسالة .

وإنما قال : “  اشْدُدْ به أَزْرِی . وَأَشْرِکْه ُ فی أَمْرِی “ [طه : 31-32] ، ( فإنّه أکبر من موسى سنّا ، وکان موسى أکبر منه نبوّة ) .



ظهور آثار الرحمة من هارون

(ولما کانت نبوّة هارون من حضرة الرحموت لذلک قال لأخیه موسى :“  ابْنَ أُمَّ “ فناداه بامّه ) عندما یرید الإبانة عن مجمع تفرقتهما ، ( لا بأبیه ) على أنّ أمر الجمعیّة بینهما فی الأب أحکم امتزاجا واقترانا ، ( إذ کانت الرحمة للامّ - لا للأب - أوفر فی الحکم ) وظهور الأثر المترتّب علیها من الرقّة والعطوفة ،

قال رضی الله عنه  : ( ولولا تلک الرحمة ) الوافرة الحکم ، الظاهرة الأثر منها ( ما صبرت على مباشرة التربیة ) والتزام مقاساتها ، مع قصور القوّة فیها وضعف مزاجها بالنسبة إلى الأب .

قال رضی الله عنه  : ( ثمّ قال ) عندما رأی موسى تفرقة امّته فی أیّام خلافة هارون وغیبته  عنهم فتحرّک منه الغضب وغلب علیه : (" لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی ")[ طه : 94 ]  .

فإنّهما منشأ التفرقة من الشخص وبیّن أنّ ترشیح أمر التفرقة وتنفیذ أحکامها من مقتضى الرحمة ، والمؤاخذة على ما هو مقتضى أصل الطبیعة مما یشمت به أعداءه من المخالفین له فی تلک الاقتضاء ، فلذلک قال : (و" فَلا تُشْمِتْ بِیَ الأَعْداءَ " ) [ الأعراف : 150] .


غضب موسى وما کتب فی الألواح

قال رضی الله عنه  : ( فهذا کلَّه نفس من أنفاس الرحمة ، وسبب ذلک ) الغضب وظهوره علیه ( عدم التثبّت فی النظر فیما کان فی یدیه ) من مبدأی قوّته وفعله ( من الألواح ) التفصیلیة الثابتة فیها کل شیء ، ( التی ألقاها من یدیه ) عند ثوران الغضب وشدّة حدّته ( فلو نظر فیها نظر تثبّت لوجد فیها الهدى والرحمة.


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى «ووهبنا له من رحمتنا» یعنی لموسى «أخاه هارون نبیا».

فکانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أکبر من موسى سنا، وکان موسى أکبر منه نبوة.  ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام «یا بن أم» فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم. ولو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال «لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی وفلا تشمت بی الأعداء». فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه.)


الفصّ الهارونى

24 - فص حکمة إمامیة فی کلمة هارونیة

قال رضی الله عنه :  ( إِنِّی جاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِماماً [ البقرة : 124 ] أی خلیفة علیهم .

اعلم أنّ وجود هارون علیه السّلام کان فی حضرة الرّحموت بقوله تعالى :"وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا" یعنی لموسى :أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا [ مریم : 53 ] . فکانت نبوّته من حضرة الرّحموت .

فإنّه أکبر من موسى سنّا ، وکان موسى أکبر منه نبوّة . ولمّا کانت نبوّة هارون من حضرة الرّحمة ، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام: " یَا بْنَ أُمَّ، فناداه بأمّه لا بأبیه إذ کانت الرّحمة للأمّ دون الأب" أوفر فی الحکم . )


فص حکمة إمامیة فی کلمة هارونیة

اعلم أن الإمامة المذکورة ههنا لقب من ألقاب الخلافة ، وهی تنقسم إلى إمامة بلا واسطة وبین حضرة الألوهیة ، وإلى إمامة ثابتة بالواسطة ، وکل رسول بعث بالسیف فهو خلیفة من خلفاء الحق ولا خلاف فی أن موسى وهارون بعثا بالسیف ، فهما من خلفاء الحق الجامعین بین الرسالة والخلافة ، فهارون له الإمامة التی لا واسطة بینها وبین الحق فیها وله الإمامة بالواسطة من جهة استخلاف أخیه إیاه على قومه فجمع بین قسمی الإمامة فقویت نسبته إلیها ، فلذلک نسبت حکمته إلى الإمامة دون غیرها من الصفات .

قال تعالى : "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِینَ لَیْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِیقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِیهِ هَارُونَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِیلَ الْمُفْسِدِینَ "(142) سورة الأعراف


(اعلم أن وجود هارون علیه السلام) ، فی مقام الإمامة وتحققه به (کان من حضرة الرحموت) ، هی مبالغة الرحمة ( بقوله ) ، أی بدلالة قوله : (وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا یعنی لموسى أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا [مریم : 53 ] فکانت نبوته من حضرة الرحموت ) ، أی الرحمة علیه وعلى موسى وعلى أمته ( فإنه أکبر من موسى سنا وکان موسى أکبر منه نبوة ) ، ولکن کان حسنا فی الخلق صلبا فی الدین ، ولم یکن فصیحا فی النطق فطلب من اللّه أخاه هارون یکون معه فی الدعوة فیعینه فوهبه اللّه لموسى ( ولما کانت نبوة هارون من حضرة الرحمة ، لذلک قال لأخیه موسى علیه السلام یا ابن أم فناداه ) ، مضافا ( بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم ) ، أی فی الأثر المرتب علیها من الرقة والعطوفة



قال رضی الله عنه :  ( ولولا تلک الرّحمة ما صبرت على مباشرة التّربیة . ثمّ قال :لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی [ طه : 94 ] ،فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ[ الأعراف : 150 ] فهذا کلّه نفس من أنفاس الرّحمة . وسبب ذلک عدم التّثبّت فی النّظر فیما کان فی یدیه من الألواح الّتی ألقاها من یدیه . )


قال رضی الله عنه :  ( ولولا تلک الرحمة ) ، أی أوفر فی الأم ( ما صبرت على مباشرة التربیة ثم قال : لا تأخذ بلحیتی ولا برأسی ولا تشمت بی الأعداء فهذا کله ) ، بل کل واحد منه ( نفس من أنفاس الرحمة . وسبب ذلک)، أی سبب ما وقع من موسى من الغضب وأخذ اللحیة والرأس ( عدم التثبت ) من موسى ( فی النظر فیما کان بین یدیه من الألواح التی ألقاها من بین یدیه . )


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۱۲-۵۱۳

[وجود هارون علیه السلام از حضرت رحموت است‏]

اعلم أن وجود هارون علیه السلام کان من حضرة الرحموت بقوله تعالى‏ وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا یعنی لموسى‏ أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا. فکانت نبوته من حضرة الرحموت.

بدان که وجود هارون علیه السلام از حضرت رحموت است به دلیل گفتار حق تعالى که فرمود: وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا (مریم: 53) یعنى بخشیدیم به موسى برادرش هارون را. پس نبوتش از حضرت رحموت است.

جهت رحمت بودن هارون براى موسى این بود که موسى علیه السلام در خلق تند و در دین متصلب بود و در نطق فصیح نبود. پس از خداوند برادر خود هارون را طلب کرد تا با او در دعوت شریک باشد و به اخلاق حسنه او را یارى کند و موسى به خلق هارون و فصاحت او جبران خلق و نطق خود بنماید و مردم را در طاعت خود ترغیب کند چنانکه موسى خود فرمود:

رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی یَفْقَهُوا قَوْلِی وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی هارُونَ أَخِی اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِکْهُ فِی أَمْرِی کَیْ نُسَبِّحَکَ کَثِیراً وَ نَذْکُرَکَ کَثِیراً إِنَّکَ کُنْتَ بِنا بَصِیراً (طه: 35- 25).( شرح فصوص قیصرى، ص 436.)  فإنّه أکبر من موسى سنّا، و کان موسى أکبر منه نبوّة و لما کانت نبوّة هارون من حضرة الرحمة، لذلک قال لأخیه موسى علیهما السلام یا ابن امّ فناداه بأمه لا بأبیه إذ کانت الرحمة للأم دون الأب أوفر فی الحکم و لو لا تلک الرحمة ما صبرت على مباشرة التربیة.

ثم قال: لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَ لا بِرَأْسِی‏ و فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ. فهذا کله نفس من أنفاس الرحمة.

هارون به حسب سن بزرگتر از موسى (ع) بود و موسى به حسب نبوت بزرگتر از هارون بود و چون نبوت هارون از حضرت رحمت است به برادر خود موسى گفت‏ یَا بْنَ أُمَ‏ که او را با اضافه به مادر صدا زد نه با اضافه به پدرش، زیرا رحمت براى‏ مادر در حکم تعطف و شفقت اوفر و بیشتر است به خلاف اب و اگر این رحمت ذاتیه در مادر نبود بر مباشرت تربیت اولاد صبر نمی‌کرد. سپس هارون گفت‏ لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَ لا بِرَأْسِی‏ و فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ که همه این حرفها نفسى از انفاس رحمت است.

و سبب ذلک عدم التثبت فی النظر فیما کان فی یدیه من الألواح التی ألقاها من یدیه، 

و سبب غضب موسى علیه السلام عدم تثبّت در نظر کردن در الواحى که در دستش بود و آنها را انداخت، بوده است،


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۶۵

اعلم أنّ وجود هارون علیه السّلام کان من حضرة الرّحموت بقوله تعالى‏ وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا یعنى لموسى‏ أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا. فکانت نبوّته من حضرة الرّحموت.

بدانکه وجود هارون از «حضرت رحموت» بود به دلیل قول حقّ سبحانه که مى‏فرماید وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا یعنى ما بخشیدیم از حضرت خویش رحمت بالغه خویش هارون را به برادرش موسى علیه السلام.

و رحمت از جهت مبالغه به «رحموت» تسمیه کرده شد چنانکه عالم ملائکه را «ملکوت» گویند و مجردات را «جبروت» خوانند.

و حکمت آنکه نبوّت او از رحمت کامله شد آنست که موسى علیه السلام را خشونت در خلق بود و صلابت در دین، و در نطق فصاحت نداشت لاجرم هارون را از حضرت الهى طلبید تا در دعوت با او شریک باشد و به حسن اخلاق و فصاحت کلام معاونت کند تا خلق در اطاعت رغبت کنند، کما قال‏ رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی یَفْقَهُوا قَوْلِی وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی هارُونَ أَخِی اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِکْهُ فِی أَمْرِی کَیْ نُسَبِّحَکَ کَثِیراً وَ نَذْکُرَکَ کَثِیراً و حضرت الهى اجابت دعوت او کرد.

فإنّه أکبر من موسى سنّا، و کان موسى أکبر منه نبوّة. و لمّا کانت نبوّة هارون من حضرة الرّحمة، لذلک قال لأخیه موسى- علیهما السلام-: یَا بْنَ أُمَ‏، فناداه بأمّه لا بأبیه إذ کانت الرّحمة للأمّ دون الأب أوفر فى الحکم.

یعنى هارون در سنّ اکبر از موسى بود و موسى در نبوّت اکبر از هارون، و چون نبوّت هارون از حضرت رحمت بود در نداى موسى اى فرزند مادر من گفت، و ذکر پدر نکرد از آنکه رحمت مادر أوفر است از رحمت پدر در حکم تعطف و شفقت.

و لو لا تلک الرّحمة ما صبرت على مباشرة التّربیة.

و اگر این رحمت ذاتیه در أم نبودى صبر بر مباشرت تربیت ننمودى.

ثمّ قال‏ لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَ لا بِرَأْسِی‏ فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ فهذا کلّه نفس من أنفاس الرّحمة. و سبب ذلک عدم التّثبّت فى النّظر فیما کان فى یدیه من الألواح الّتى ألقاها من یدیه.

بعد از آن گفت از ریش و سر مگیر و مرا از شماتت اعداء نگاه دار، و این همه نفسى است از انفاس رحمت، و سبب این غضب و اخذ باللحیة عدم تثبّت بود در نظر کردن به الواحى که در دست داشت و در او نگاه ناکرده از دست بینداخت.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۷

 اعلم أنّ وجود هارون- علیه السّلام- کان من حضرة الرّحموت بقوله- تعالى- «وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا» یعنى لموسى‏ «أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا».

فکانت نبوّته من حضرة الرّحموت فإنّه أکبر من موسى سنّا، و کان موسى أکبر منه نبوّة. و لمّا کانت نبوّة هارون من حضرة الرّحمة، لذلک قال لأخیه موسى- علیهما السّلام- «یَا بْنَ أُمَّ» فناداه بأمّه لا بأبیه إذ کانت الرّحمة للأمّ دون الأب أوفر فی الحکم. و لو لا تلک الرّحمة ما صبرت على مباشرة التّربیة. ثمّ قال‏ «لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَ لا بِرَأْسِی‏ و فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ». فهذا کلّه نفس من أنفاس الرّحمة. و سبب ذلک عدم التّثبّت فی النّظر فیما کان فی یدیه من الألواح الّتی ألقاهامن یدیه. 

شرح ظاهر است