عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثالثة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بریء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبّت لوجد فیها الهدى والرّحمة . فالهدى بیان ما وقع من الأمر الّذی أغضبه ممّا هو هارون بریء منه . والرّحمة بأخیه ، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنّه أسنّ منه . فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأنّ نبوّة هارون من رحمة اللّه ، فلا یصدر منه إلّا مثل هذا . ثمّ قال هارون لموسى علیهما السّلام :إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ [ طه : 94 ] فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإنّ عبادة العجل فرّقت بینهم ، فکان منهم من عبده اتّباعا للسّامریّ وتقلیدا له ، ومنهم من توقّف عن عبادته حتّى یرجع موسى إلیهم فیسألونه فی ذلک . )


فلو نظر موسى علیه السلام فیها ، أی فی تلک الألواح نظر التثبت أی التأنی والتأمل لوجد أی موسى علیه السلام فیها أی فی تلک الألواح الهدى ، أی الدلالة على الحق من اللّه تعالى والرحمة الإلهیة من موسى بأخیه علیه السلام فالهدى بیان ما ، أی الذی وقع من الأمر الذی أغضبه ، أی موسى علیه السلام مما هو ، أی ذلک الأمر هارون علیه السلام بریء منه والرحمة من موسى علیه السلام بأخیه هارون علیه السلام کما قال تعالى :" وَکَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ کُلِّ شَیْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِیلًا لِکُلِّ شَیْءٍ " [ الأعراف : 145 ] .

وقال تعالى : "وَلَمَّا سَکَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِی نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِینَ هُمْ لِرَبِّهِمْ یَرْهَبُونَ( 154 ) [ الأعراف : 154 ] 

 


فکان ، أی موسى علیه السلام لا یأخذ بلحیته ، أی لحیة أخیه علیه السلام بمرأى من قومه ، أی بحیث یراه قومه مع کبره ، أی کونه أکبر وأنه ، أی هارون علیه السلام أسنّ منه ، أی من موسى علیه السلام کما مر فکان ذلک القول الحاصل من هارون علیه السلام شفقة على أخیه موسى علیه السلام لأنّ نبوّة هارون علیه السلام کانت من رحمة اللّه تعالى کما سبق فلا یصدر منه ، أی من هارون علیه السلام إلا مثل هذا القول المذکور .


(ثم قال هارون لموسى علیه السلام :إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ)[ طه : 94 ] ، أی أوقعت الفرقة بینهم فتجعلنی سببا فی تفریقهم إلى فرق کثیرة فإن عبادة العجل فرقت بینهم حتى کانوا فرقا فکان منهم ، أی من بنی إسرائیل من عبده ، أی العجل اتباعا ، أی على وجه الاتباع للسامری الذی دعاهم إلى ذلک فی غیبة موسى علیه السلام وتقلیدا له ، لأنهم أحسنوا ظنهم فتبعوه ومنهم ، أی من بنی إسرائیل من توقف عن عبادته ، أی العجل حتى یرجع موسى علیه السلام إلیهم فیسألونه فی ذلک هل هو صواب أم لا ؟


ثم قیل : إن الذین عکفوا على عبادة العجل منهم ثمانیة ألف رجل وقیل : کلهم عبدوه إلا هارون مع اثنی عشر ألف رجل ، وهذا أصح .

وقال الحسن : کلهم عبدوه إلا هارون وحده .

 

"قال تعالى : "وَمَا أَعْجَلَکَ عَنْ قَوْمِکَ یَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِی وَعَجِلْتُ إِلَیْکَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَکَ مِنْ بَعْدِکَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ یَاقَوْمِ أَلَمْ یَعِدْکُمْ رَبُّکُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَیْکُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ یَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّکُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِی (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَکَ بِمَلْکِنَا وَلَکِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِینَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَکَذَلِکَ أَلْقَى السَّامِرِیُّ "(87) سورة طه"


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )


قال رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى والرحمة فالهدى ) التی وجدت فی الألواح ( بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه ) أی الأمر الذی أغضب موسى علیه السلام هو عبادة قومه العجل 

( بما هو هارون بریء منه ) أی وجد موسى علیه السلام فی الألواح ما أضل قومه إلا السامری وهارون بریء منه ( والرحمة ) هی الرحمة ( بأخیه ) فالرحمة مبتدأ وخبره محذوف أی الرحمة التی وجد موسى علیه السلام فیها هی رحمة هارون على موسى علیهما السلام .


"قال تعالى : "وَمَا أَعْجَلَکَ عَنْ قَوْمِکَ یَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِی وَعَجِلْتُ إِلَیْکَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَکَ مِنْ بَعْدِکَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ یَاقَوْمِ أَلَمْ یَعِدْکُمْ رَبُّکُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَیْکُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ یَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّکُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِی (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَکَ بِمَلْکِنَا وَلَکِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِینَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَکَذَلِکَ أَلْقَى السَّامِرِیُّ "(87) سورة طه"


قال رضی الله عنه :  ( فکان ) موسى ( لا یأخذ بلحیته ولا برأسه بمرأى ) أی بمنظر ( من قومه مع کبره وأنه ) أی هارون ( أسن منه فکان ذلک الکلام کله من هارون ) إلى موسى علیه السلام ( شفقة على موسى علیه السلام لأن نبوة هارون من رحمة اللّه فلا یصدر منه إلا مثل هذا ، ثم قال هارون لموسى علیهما السلام إنی خشیت أن تقول فرقت ) من التفریق ( بین بنی إسرائیل فتجعلنی یا موسى سببا فی تفریقهم ) وما کنت سببا فی تفریقهم وإنما قال هارون فی تفریقهم

( فإن عبادة العجل فرقت بینهم فکان منهم من عبده اتباعا للسامری وتقلیدا له ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم) أی فی عبادة العجل هارون فخاطبه بهذا الکلام لئلا ینسب هذا الفرقان إلیه


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )


قال رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة. فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه. والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه. فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا. ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم . )



قلت: ذکر، رضی الله عنه، قصة هارون مع موسى وأن هارون من حقیقة الرحمة الإلهیة کان نبیا، لأنه رحمة فی حق أخیه موسى ، وذکر أن هارون ما أنکر عبادتهم العجل وإنما خاف التفرقة بین بنی إسرائیل .

ونسب موسی علیه السلام، إلى أنه علم الحقیقة فی الواقعة إلا أنه ما یثبت حتى أحرق العجل 


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )


قال رضی الله عنه :  (فلو نظر فیها نظر تثبّت ، لوجد فیها الهدى والرحمة ، فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه ممّا هو هارون بریء منه . والرحمة بأخیه . فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنّه أسنّ منه ، وکان ذلک من هارون شفقة على موسى ، لأنّ نبوّة هارون من رحمة الله ، فلا یصدر منه إلَّا مثل هذا ، ثم قال هارون لموسى علیهما السّلام : "إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ " [ طه : 94 ]   فتجعلنی سببا فی تفریقهم ، فإنّ عبادة العجل فرّقت بینهم ، وکان منهم من عبده اتّباعا للسامریّ وتقلیدا له ، ومنهم من توقّف عن عبادته ، حتى یرجع موسى إلیه ،)



قال العبد : یرید التربیة الربانیة المتعیّنة لهارون فی مادّة موسى علیهما السّلام فإنّ التربیة لا تکون حقیقة إلَّا من الربّ ، لأنّ نبوّته من رحمة ربانیة بموسى ، حتى یکمل بهارون أمره ویشدّ به أزره ،

فکان فی تربیة هارون وموسى من حیث لا یشعر بذلک إلَّا من شاء الله ، فإنّ جمیع أفعال العبید التی یجری الله على أیدیهم صور نسب أحکام حقائقهم ، فیوجدها الله على حکم وعلوم تفرّد بعلمها هو ومن أعلمه بها ،

فوقوع العتب وعدم التثبّت وإلقاء الألواح من موسى وأخذه بلحیة هارون ورأسه تأثیر قویّ ، غیر متوقّع من مثله فی مثل أخیه الذی هو أکبر منه سنّا ، إنّما حصل لتنبیهه وتربیته على معرفة أسرار ما وقع من عبادة العجل وهو سرّ عظیم طوی عن الأنبیاء من حیث نبوّاتهم ، فیعلمهم من حیث ولایته لهم ، فیعلمون آخرا ، فافهم .

 

وهاهنا دقیقة أخرى وهی أنّ موسى علیه السّلام کان فی مبالغته فی عتب أخیه یرى قومه أنّ عبادة غیر الله - أو ما یسمّى فی زعم أهل الحجاب غیرا وسوى أو تعیّنا جزئیا فی شهود أهل الکشف والوجود - جهل أو کفر .

أمّا کونها جهلا فإنّ المعبود ما فی الصور من الحق ، فإنّ العبادة لا یستحقّها إلَّا الله الذی هو عین الکلّ ، وله هویة هذه الصور المعبودة فی زعم أهل الحجاب .

وأمّا کونها کفرا فلکونها سترا بالتعیّن على الحق المتعیّن ، ففعل ذلک به ربّ موسى من مادّته ، لیتنبّهوا على ما قد کان حذّرهم من قبل حین قالوا له :   ( یا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً کَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) .

یعنى حقیقة الأمر إنّ العبادة مطلقة لا تکون إلَّا للربّ المطلق ،


" قال تعالى : "وَمَا أَعْجَلَکَ عَنْ قَوْمِکَ یَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِی وَعَجِلْتُ إِلَیْکَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَکَ مِنْ بَعْدِکَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ یَاقَوْمِ أَلَمْ یَعِدْکُمْ رَبُّکُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَیْکُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ یَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّکُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِی (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَکَ بِمَلْکِنَا وَلَکِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِینَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَکَذَلِکَ أَلْقَى السَّامِرِیُّ "(87) سورة طه"


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )

قال رضی الله عنه :  (فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى والرحمة ، فالهدى ) أی فوجد الهدى


"" أضاف بالى زاده :

أی وجد موسى فی الألواح ما أضل قومه إلا السامری ، وهارون بریء منه والرحمة بأخیه . أهـ بالى زاده ""

 

قال رضی الله عنه :  ( بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بریء منه ) وکان الله قد أعلمه قبل ذلک بالأمر بقوله : ( فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَکَ من بَعْدِکَ وأَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُّ )   ، ( والرحمة بأخیه ) ووجد الرحمة بأخیه ( فکان لا یأخذ بلحیته بما رأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه فکان ذلک من هارون شفقة على موسى ، لأن نبوة هارون من رحمة الله فلا یصدر منه إلا مثل هذا ،)


قال رضی الله عنه :  ( ثم قال هارون لموسى علیهما السلام  إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ ، فتجعلنی سببا فی تفریقهم ، فإن عبادة  العجل فرقت بینهم فکان منهم من عبده اتباعا للسامری وتقلیدا له ، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم ) فیسألونه فی ذلک . فخشی هارون أن ینسب ذلک الفرقان بینهم إلیه.


أی بربیه تربیة ربانیة متعینة لهارون فی مادة موسى ، لأن التربیة لا تکون حقیقة إلا من الرب ، فکما کان یربى موسى فی مادة هارون بأن جعله من رحمته له نبیا یکمل نبوته وشد به أزره کان یربى هارون فی مادة موسى ،

فإنه عتب علیه وأخذ بلحیته ورأسه لیتنبه على أسرار ما وقع من عبادة العجل فیطلع على ما یقرر موسى بعلمه فی سر ذلک ،

وکان الله فی تربیة موسى وهارون من حیث لا یشعر بذلک إلا من شاء الله ، فإن جمیع الأفعال التی یجرى الله على أیدی عباده صور أحکام حقائقهم وحکمة لا یعلمها إلا الله ومن أطلعه علیها ، فوقوع العتب وعدم التثبت وإلقاء الألواح من ید موسى وأخذه بلحیة هارون أمر قوى غیر متوقع من مثله فی مثل أخیه

الذی هو أکبر سنا إنما کان لتنبیهه على ما ذکر من السر وتربیته من حیث لا یشعران بذلک الأمر فإنهما من المعصومین الذین لا یجرى الله على أیدیهم إلا ما هو الحکمة والطاعة ، ویزید به العلم والمعرفة ، وهذا بالنسبة إلى أخیه ،


"" أضاف بالى زاده :

فالأنبیاء والأولیاء العارفون وإن کانوا ینکرون العبادة للأرباب الجزئیة لکن إنکارهم لیس لاحتجابهم عن الحق الظاهر فی صور الأشیاء ، بل إنکارهم بحسب اقتضاء نبوتهم وبحسب اقتضاء الظاهر فإنهم یرون بحسب الباطن فی کل شیء ، ونهى العبادة عن الأمة بحسب النبوة فی مظهر خاص ، والمحجوبون وإن أنکروا أیضا لکن إنکارهم لاحتجابهم عن ظهور الحق فی الأشیاء أهـ بالى زاده ""


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )

قال رضی الله عنه :  (فلو نظر فیها نظر تثبت ، لوجد فیها الهدى والرحمة . ) .


کما قال تعالى : ( "ولما سکت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفی نسختها هدى ورحمة للذین هم لربهم یرهبون ". (

(فـ "الهدى" بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون برئ منه والرحمة بأخیه.).

أی ، ( الهدى ) المذکور . وهو المکتوب فیها کیفیة ما وقع من عمل العجل وإضلال السامری لهم وبراءة هارون منه .

و ( الرحمة ) المذکورة هی الرحمة على أخیه . فیکون الخبر محذوفا لوجود القرینة .


قال رضی الله عنه :  ( فکان ) عطف على قوله ( لوجد ) . أی ، لوجد فیها الهدى والرحمة ، فکان موسى ( لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه ) أی ، على نظر قومه .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( مع کبره ، وأنه أسن منه ، فکان ذلک من هارون شفقة على موسى ، لأن نبوة هارون من رحمة الله ، فلا یصدر منه إلا مثل هذا . ثم ، قال هارون لموسى : " إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل " . فتجعلنی سببا فی تفریقهم ، فإن عبادة العجل فرقت بینهم ، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری وتقلیدا له ، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم).

علم موسى ما الذی عبده أصحاب العجل فی الحقیقة .


"قال تعالى : "وَمَا أَعْجَلَکَ عَنْ قَوْمِکَ یَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِی وَعَجِلْتُ إِلَیْکَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَکَ مِنْ بَعْدِکَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ یَاقَوْمِ أَلَمْ یَعِدْکُمْ رَبُّکُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَیْکُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ یَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّکُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِی (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَکَ بِمَلْکِنَا وَلَکِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِینَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَکَذَلِکَ أَلْقَى السَّامِرِیُّ "(87) سورة طه"


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )


قال رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبّت لوجد فیها الهدى والرّحمة ، فالهدى بیان ما وقع من الأمر الّذی أغضبه ممّا هو هارون بریء منه ، والرّحمة بأخیه ، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنّه أسنّ منه ، فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأنّ نبوّة هارون من رحمة اللّه ، فلا یصدر منه إلّا مثل هذا ).


قال رضی الله عنه :  ( ثم ) أی : بعد قوله :یَا بْنَ أُمَّ ( قال :لا تَأْخُذْ بِلِحْیَتِی وَلا بِرَأْسِی [ طه : 94 ] ،فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ [ الأعراف : 150 ] ) ، ولم یغضب علیه مع أنه فعل ذلک عن علمه ، ( فهذا ) القول وترک الغضب على موسى علیه السّلام ( کله نفس من أنفاس الرحمة ) المجتمعة تلک الأنفاس فی هارون رحم بها موسى ؛ لئلا یزید غضبه عن العجلة فیهلک ، وإن کان للّه ؛ لکونه بلا موجبة فی الحقیقة ؛

وذلک لأن ( سبب ذلک ) الغضب والعجل من موسى ( عدم التثبت ) من الحیرة التی غلبت علیه من الغیرة فی اللّه والغضب له عن عجلة ، فلم یثبت ( فی النظر فیما کان ) أبلغ تثبت مع غایة قربه ، إذ کان ( فی یدیه من الألواح ) أی : ألواح التوراة ( التی ألقاها من یدیه ) من عدم التثبت الموجب للحیرة الحاصلة من الغضب فی اللّه ، والغیرة له إذ لا یتجرأ على مثل ذلک إلا عن الحیرة ، وإلا فهو معصوم ، وکذا ما فعل بأخیه .


قال رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیه نظر تثبت ) فیه إشارة إلى أن الحائر لا یفیده النظر ، وإن بالغ فیه ( لوجد فیه الهدى ) المنافی لإلقاء الألواح ، ولما فعل بأخیه ( والرحمة ) المنافیة لما فعل بأخیه ( فی الهدى ) الذی کان یجده لو ثبت فی نظره فیه ( بیان ) سبب ( ما وقع من الأمر الذی أغضبه ) من عبادة العجل ؛ لأنه مکتوب فیها وأصلها السامری ، فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار ، وهذا ( مما هارون بریء منه ) ، فلم یکن معینا فیها بل مانعا عنها بقوله :إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّکُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِی وَأَطِیعُوا أَمْرِی [ طه : 90 ] ، والرحمة التی کان یجدها موسى لو ثبتت فی نظره فیها هی ( الرحمة بأخیه ) المانعة من هتک رحمته لما فیه من قطع الرحم وهتک رحمة الکبیر ،


قال رضی الله عنه :  ( وکان لا یأخذ بلحیته ) سیما إذا کان ثمة أی : ( من قومه مع کبره ) فی السن ، ( فإنه أسن منه ) والکبر فی السن یستوجب الحرمة من کل أحد حتى ممن هو أکبر منه فی النبوة أو فی فضیلة أخرى ، فهذا الفعل من موسى ، وإن کان عن غضب وغیرة فی اللّه فهو بسبب العجلة لا شکّ أنه ترک الأولى والأنبیاء یؤاخذون بذلک ،


قال رضی الله عنه :  ( فکان ذلک ) القول وترک الغضب ( من هارون شفقة على موسى ) غلبت علیه ؛ ( لأن نبوة هارون من رحمة اللّه ، ولا یصدر منه إلا مثل هذا ) ، وإن کانت الرحمة الرحمانیة عامة ، لکنها إذا رحمة الغضب لم تکن رحمة على المغضوب علیه ، وکأن نبوته رحمة على موسى إذ وهب له من الرحمة ، ولم یغلب على موسى ؛ لأن نبوته من جمیع الأسماء الإلهیة الشاملة على الغضب والانتقام ، فغضب فی موضعه فی ظنه .


قال رضی الله عنه :  ( ثمّ قال هارون لموسى - علیهما السّلام :إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ [ طه : 94 ] ؛ فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإنّ عبادة العجل فرّقت بینهم ، فکان منهم من عبده اتّباعا للسّامریّ وتقلیدا له ، ومنهم من توقّف عن عبادته حتّى یرجع موسى علیه السّلام إلیهم )


ثم أشار إلى أن موجب الغضب لا إلى هذا الحدّ بقوله : ( ثم ) أی : بعد ما قال هارون ما ذکرنا ( قال هارون لموسى - علیهما السلام : ) معتذرا عما غضب علیه من ترکه التشدید فی الإنکار خوفا من الأضرار عن العناد الناشئ من التشدید ( أنی خشیت ) فی التشدید ( أن تقول : فرقت ) أی : أدمت التفریق ( بین بنی إسرائیل ) مع وقوعه من غیری ؛ لأن الدوام أشد من الابتداء إذا زال سریعا ، ( فتجعلنی سبب ) ابتداء وانتهاء ( فی تفریقهم ) ، بل یجعل التفریق من غیری کاللا تفریق ، ( فإن عبادة العجل فرقت بینهم ) تفریقا غیر تام فی البعض مطلقا ، وإن تم فی الآخرین من وجه ،


قال رضی الله عنه :  ( فکان منهم من عبده اتباعا للسامری ) مع أن الواجب اتباع هارون لنبوته وخلافته ،

 ( وتقلیدا له ) ، مع أن الواجب علیهم النظر الموجب متابعة الأنبیاء لکمال إدراکهم للحقائق ، فهؤلاء وإن لم یتم التفریق فیهم ؛ لکنه لکونه تقلیدیّا ضعیف جدّا ، لکنه یتقوى عن المعتاد الحاصل عن التشدید فی الإنکار علیهم .

( ومنهم من توقف عن عبادته ) وهو وإن کان کفرا ، فهو دون عبادته کیف وکان توقفهم ( حتى یرجع إلیهم موسى فیسألونه فی ذلک ) ، فهم مؤمنون بقول موسى.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )


قال رضی الله عنه  : ( فلو نظر فیها نظر تثبّت لوجد فیها الهدى والرحمة. )

مما علیه موسى وأخوه فلذلک لما سکت عنه الغضب أخذ الألواح فما وقعت عینه مما کتب فیها إلا على الهدى والرحمة ، فقال : " رَبِّ اغْفِرْ لِی وَلأَخِی وَأَدْخِلْنا فی رَحْمَتِکَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ."


قال رضی الله عنه  : ( فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه ، مما هو هارون بریء منه والرحمة بأخیه ، وکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره ) وشیخوخته ( وأنّه أسنّ منه وکان ذلک ) القول ، أو ظهور ما ظهر فی بنی إسرائیل ( من هارون شفقة على موسى ) حیث ما ظهر من ذلک القول منه مع إهانته إیّاه ما یدلّ على تغیّره وتأثّره منها ، استنکافا وغیرة نفسانیّة ،


قال رضی الله عنه  : ( لأنّ نبوّة هارون من رحمة الله ، فلا یصدر منه إلا مثل هذا ) فإنّ التفرقة الظاهرة فی امّته عند خلافة هارون من أثر تلک الرحمة والرقّة .


عذر هارون

قال رضی الله عنه : ( ثمّ قال هارون لموسى " إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ "  فتجعلنی سببا فی تفریقهم ، فإنّ عبادة العجل فرّقت بینهم ، فکان منهم من عبده اتّباعا للسامری وتقلیدا له، ومنهم من توقّف عن عبادته حتّى یرجع موسى إلیهم، فیسألونه فی ذلک).

تفریق أمم کلّ زمان عند تصویر سامر الخیال لهم عجل العاجل من التجوّهات والتموّلات ، فإنّه قد استحصل من حلیّ القوم ،


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو هارون بری ء منه.

والرحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنه أسن منه.

فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا یصدر منه إلا مثل هذا.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام «إنی خشیت أن تقول فرقت بین بنی إسرائیل» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم  )


قال رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبّت لوجد فیها الهدى والرّحمة . فالهدى بیان ما وقع من الأمر الّذی أغضبه ممّا هو هارون بریء منه . والرّحمة بأخیه ، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره وأنّه أسنّ منه . فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأنّ نبوّة هارون من رحمة اللّه ، فلا یصدر منه إلّا مثل هذا . ثمّ قال هارون لموسى علیهما السّلام :إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ [ طه : 94 ] فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإنّ عبادة العجل فرّقت بینهم ، فکان منهم من عبده اتّباعا للسّامریّ وتقلیدا له ، ومنهم من توقّف عن عبادته حتّى یرجع موسى إلیهم )


قال رضی الله عنه :  ( فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى والرحمة . فالهدى بیان ما وقع من الأمر الذی أغضبه مما هو ) ، أی ( هارون بریء منه . والرحمة هی الرحمة بإخیه فکان ) عطف على وجد ، أی لوجد فیها الهدى والرحمة فکان ( لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه ) ، أی بمکان یراه على قومه ویرون ما یفعل بأخیه .


قال رضی الله عنه :  ( مع کبره وأنه أسن منه فکان ذلک من هارون شفقة على موسى ، لأن نبوة هارون من رحمة اللّه فلا یصدر منه إلا مثل هذا . ثم قال هارون لموسى علیهما السلام :إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ فتجعلنی سببا فی تفرقهم فإن عبادة العجل فرقت بینهم فکان منهم من عبده اتباعا للسامری وتقلیدا له ومنهم من توقف عن عبادته حتى یرجع موسى إلیهم ) .


قال تعالى : "وَمَا أَعْجَلَکَ عَنْ قَوْمِکَ یَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِی وَعَجِلْتُ إِلَیْکَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَکَ مِنْ بَعْدِکَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ یَاقَوْمِ أَلَمْ یَعِدْکُمْ رَبُّکُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَیْکُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ یَحِلَّ عَلَیْکُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّکُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِی (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَکَ بِمَلْکِنَا وَلَکِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِینَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَکَذَلِکَ أَلْقَى السَّامِرِیُّ "(87) سورة طه


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۱۳

فلو نظر فیها نظر تثبت لوجد فیها الهدى و الرحمة.

 که اگر در الواح نظر تثبّت ‌می‌کرد، در آنها هدى و رحمت ‌می‌یافت. (چنانکه حق تعالى فرمود وَ لَمَّا سَکَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَ فِی نُسْخَتِها هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِینَ هُمْ لِرَبِّهِمْ یَرْهَبُونَ‏ (اعراف: 154).

فالهدى بیان ما وقع من الامر الذی اغضبه مما هو هارون بری‏ء منه و الرحمة بأخیه فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره و أنه أسن منه، فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة اللّه، فلا یصدر منه إلّا مثل هذا.

هدى بیان امرى است که واقع شد و موسى را به غضب آورد، چیزى که هارون از آن برى بود و رحمت به برادرش هارون بود. (غرض بیان هدى و رحمت آیه است. پس اگر تثبت ‌می‌نمود در الواح هدى و رحمت ‌می‌یافت) که لحیه هارون را در مرآى قوم خود نگیرد، با اینکه هارون بزرگتر و مسن‌تر از او بود، پس این عمل از سوى هارون شفقتى بر موسى بود زیرا نبوت هارون از رحمت اللّه (از حضرت رحموت) بود، لذا از او جز این گونه اعمال به رویّه رحمت صادر نمی‌شود.

ثم قال هارون لموسى علیهما السلام‏ إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ‏ فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإنّ عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتباعا للسامری و تقلیدا له، و منهم من توقف عن عبادته حتّى یرجع موسى إلیهم 

سپس هارون به موسى گفت من ترسیدم که تو بگویى بین بنى اسرائیل جدایى انداختى و مرا سبب تفریق و پراکندگى آنها قرار بدهى چه اینکه عبادت عجل بین آنان تفرقه ایجاد کرد زیرا بعضى از آنان به پیروى سامرى و تقلید از وى عجل را پرستش کردند و بعضى از آنان از عبادتش خوددارى نمودند و توقف کردند، تا موسى به نزد آنان برگردد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۶۵

فلو نظر فیها نظر تثبّت لوجد فیها الهدى و الرّحمة. فالهدى بیان ما وقع من الأمر الّذى أغضبه ممّا هو هارون برى‏ء منه. و الرّحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره و أنّه أسن منه. فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأنّ نبوّة هارون من رحمة اللّه، فلا یصدر منه إلّا مثل هذا. ثمّ قال هارون لموسى علیهما السّلام‏ إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ‏ فتجعلنى سببا فى تفریقهم فإنّ عبادة العجل فرّقت بینهم، فکان منهم من عبده اتّباعا للسّامرىّ و تقلیدا له، و منهم من توقّف عن عبادته حتّى یرجع موسى إلیهم 

پس اگر موسى تثبت نظر کردى در الواح هدى و رحمت دریافتى؛ و هدى آن بودى که در الواح مطلع شدى بر آنکه آنچه سبب غضب اوست هارون از آن بیزار است و معلوم گشتى که عمل عجل و اضلال از سامرى بود؛ و رحمت کردن بر برادرش و از ریش او در پیش قوم ناگرفتن از الواح موسى را معلوم شدى و با برادر بزرگتر این جفا و خجالت روا نداشتى، و نهى کردن هارون از اخذ لحیه و سائر اذیّت از محض شفقت بود بر موسى از براى آنکه نبوت هارون چون از رحمت الهى بود، از هارون جز مثل آن صادر نشود


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۵۷

 فلو نظر فیها نظر تثبّت لوجد فیها الهدى و الرّحمة.

فالهدى بیان ما وقع من الأمر الّذی أغضبه ممّا هو هارون بری‏ء منه.

و الرّحمة بأخیه، فکان لا یأخذ بلحیته بمرأى من قومه مع کبره و أنّه أسنّ منه. فکان ذلک من هارون شفقة على موسى لأنّ نبوّة هارون من رحمة اللّه، فلا یصدر منه إلّا مثل هذا. ثمّ قال هارون لموسى- علیهما السلام- «إِنِّی خَشِیتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَیْنَ بَنِی إِسْرائِیلَ» فتجعلنی سببا فی تفریقهم فإنّ عبادة العجل فرقت بینهم، فکان منهم من عبده اتّباعا للسّامرىّ و تقلیدا له، و منهم من توقّف عن عبادته حتّى یرجع موسى إلیهم 

شرح یشیر إلى التّربیة الرّبانیّة المتعیّنة لهارون فی مادّة موسى. لأنّ التّربیة لا تکون حقیقة إلّا من الرّبّ.

یعنى چون ظاهر موسى نبوّت بود و باطن او ولایت، و از روى ولایت دانسته بود که آن قوم عبادت کرده بودند در مظهر عجل. امّا در هر نبوت بر نبى واجب است که انکار عبادت ارباب کند، و دعوت به عبادت حقّ مطلق کند. پس هارون رعایت این معنى کرد. موسى- علیه السلام- به کشف دانست که هارون را ذهولى از شهود حق حاصل شده در صورت عجل. زیرا چه کشف موسى أتمّ و أکبر بود.

پس خواست تا شفقت کند بر هارون، و تربیت کند تا از حقیقت غافل نگردد، و طرف ولایت به مراقبت و مشاهدت معمور دارد.