الفقرة الرابعة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة.)
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرّسول ودعاهم إلى واحد یعرف ولا یشهد ، بشهادتهم أنّهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم : "ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى." لعلمهم بأنّ تلک الصّور حجارة ، ولذلک قامت الحجّة علیهم بقوله :قُلْ سَمُّوهُمْ [ الرعد : 33 ] فما یسمّونهم إلّا بما یعلمون أنّ تلک الأسماء لهم حقیقة . ).
فجاء الرسول من اللّه تعالى إلیهم ودعاهم إلى عبادة إله واحد یعرف بالبناء للمفعول أی یعرفه المؤمن به والکافر ولا یشهد بالبناء للمفعول أیضا لا للمؤمن به ولا للکافر بشهادتهم التی یشهدونها بمجرد قولهم أنهم أثبتوه ، أی ذلک الإله الواحد عندهم واعتقدوه إلها حقا بالتصریح به (فی قولهم "ما نَعْبُدُهُمْ ")، أی الأصنام بصیغة العقلاء لأنهم کانوا ینحتونها على صور العقلاء ("إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى") [ الزمر : 3 ] .
فقد صرحوا بثبوت الإلهیة للّه تعالى ، ولم یشهدوه بهذا الثبوت وإن اعتقدوه ، لأن شهوده تعالى الذی فی قلوب المؤمنین به لا یکون فی الشهود شیء غیره معه ، تعالى أصلا ولا یمکن ذلک أبدا ، وهم فی قلوبهم شهود الأغیار ، فکیف تنکشف لهم وجوه الأسرار وتشرق الأنوار .
(لعلمهم) ، أی الکافرین (بأن تلک الصور) التی عبدوها (حجارة) لا تضر ولا تنفع والضار النافع هو اللّه تعالى وحده ، ولکنهم اعتقدوا أن لها عند اللّه تعالى مزید شرف ورفعة قدر ، فعبدوها وترکوا عبادة اللّه تعالى لتقربهم إلیه سبحانه لظنهم بأنها مشارکة له تعالى فی صفة الألوهیة ، فإنها کانت صور رجال عابدین اللّه تعالى فی الملل السابقة ، وربما خرقت لهم العادة فی حیاتهم أو بعد مماتهم بأمور کان أولئک العابدون لهم یعرفونها ، فظنوا أنهم شارکوا بذلک التأثیر اللّه تعالى فی الألوهیة ، فکانوا آلهة مع اللّه تعالى ، فصوروهم بعد موتهم وعبدوهم وغابوا عن شهود اللّه تعالى فیهم عنهم ، وکون صدور ذلک التأثیر بعینه عن اللّه تعالى لطمس بصائرهم بظلمة الکفر وزیغهم عن الصراط المستقیم .
قال تعالى :"إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ" [ المائدة : 67 ] .
(ولذلک) ، أی لعلمهم بأن معبودهم حجارة (قامت الحجة) القاطعة (علیهم) بکفرهم وزیغهم عن الحق المبین (بقوله) تعالى الذی أمر به نبیه المرسل إلیهم أن یقول لهم حیث قال تعالى : (" قُلْ سَمُّوهُمْ") ، أی سموا ما عبدتم من دون اللّه تعالى ولو سموهم (فما یسمونهم) ، أی یذکرون الأسماء لهم (إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة) لغویة عندهم کحجر وخشب وکوکب وأمثالها کإنسان وحیوان وملک فیظهر عند ذلک کفرهم بإقرارهم لو عقلوا أنهم عبدوا ما لا ینفع ولا یضر أصلا .
ولهذا لما قال لهم إبراهیم علیه السلام "فَسْئَلُوهُمْ إِنْ کانُوا یَنْطِقُونَ ( 63 ) فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّکُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ ( 64 ) ثُمَّ نُکِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ" [ الأنبیاء : 63 - 65 ] ،
أی رجعوا إلى قولهم الأوّل ، وتخیل لهم رؤیة تأثیرهم من دون اللّه تعالى ،
فقالوا له :" لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ یَنْطِقُونَ "[ الأنبیاء : 65 ] ،
أی إنک تعلم أنهم لا ینطقون ، ونحن نعبدهم کذلک لظهور تأثیر الألوهیة منهم ، فعدل علیه السلام إلى الاحتجاج برد ما تخیلوه فیهم من النفع والضر ،
قالَ: " أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا یَنْفَعُکُمْ شَیْئاً وَلا یَضُرُّکُمْ ( 66 ) أُفٍّ لَکُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " [ الأنبیاء : 66 - 67 ] ،
أی حیث وجدتم ذلک النفع والضر صادرا لکم من الأصنام دون اللّه تعالى : "أَفَلا تَعْقِلُونَ " إن ذلک صادر من اللّه تعالى لا من الأصنام ، فظهر الحق على لسان إبراهیم علیه السلام ، فلم یمکنهم رده إلا بالفعل فعند ذلک قالُوا :" حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَکُمْ " [ الأنبیاء : 68 ] إلى آخره .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرسول دعاهم إلى إله واحد یعرف ) أی معروف عندهم ( ولا یشهد ) أی ولا مشهود فإن ألهتهم المشهودة لهم أصنامهم ( بشهادتهم إنهم أثبتوه ) أی الإله الواحد .
قال رضی الله عنه : ( عندهم واعتقدوه فی قولهمما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى) وإنما قالوا ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى اللّه ولم یقولوا لکونهم ألهة ( لعلمهم بأن تلک الصورة حجارة) لا تستحق العبادة لذاتها بل إنما تستحق العبادة لکونها مقربة إلى اللّه .
قال رضی الله عنه : ( ولذلک ) أی ولأجل علمهم بأن تلک الصورة حجارة لا تستحق العبادة والألوهیة ( قامت الحجة علیهم بقوله قُلْ سَمُّوهُمْ فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم ) من الحجر والشجر والکوکب ( حقیقة ) فظهر أن تسمیتهم إلهة لهم مجاز عندهم .
والمقصود أن الرسول ما دعاهم إلى المجهول المطلق عندهم بل دعاهم إلى عبادة ما علموا من الحق فإنهم علموا أن اللّه واحد حقیقی واعتقدوه لکنه لما غاب وبعد مشاهدتهم لا یعبدون ولا ینقادون إلیه لاستحالتهم عبادة الغائب عن المشاهدة ولو قرب مع مشاهدتهم لعبدوه لذلک
قالوا لیقربونا فلا یمکن العبادة بدون القرب والمشاهدة عندهم فکأنهم قالوا فی التحقیق ما نعبد إلها لم نره ولم ینکروا بأن اللّه واحد وإنما إنکارهم فی عبادة الإله الواحد المعروف الغیر المشهود لهم فجاء الرسول بما یزیل به إنکارهم من أن الإله المعروف الغیر المشهود یجب له العبادة وقرّر ما فی علمهم واعتقادهم من أن الإله واحد .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة. ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
للإنسان، فله أن یحکم فیه بما شاء لأن درجة الإنسان فوق درجة من سواه فی قوله تعالى: "ورفع بعضکم فوق بعض درجات" (الأنعام: 165).
ثم قسم التسخیر إلى قسمین: تسخیر قهری، وتسخیر حالی ومثل التسخیرین.
ثم ذکر أنه لم یبق شیء من الأشیاء لم یعبد، إما عبادة تأله وإما عبادة حال وأنه تعالى عین الأشیاء لأنه تعالى قضى أن لا یعبد سواه
وذلک نص فی قوله: "وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه " (الإسراء: 23) ، أی حکم ولا مرد لحکمه، فإذن هو المعبود من درجات کثیرة ولذلک یسمی تعالی برفیع الدرجات ولم یقل رفیع الدرجة.
قال وأعظم ما عبد فیه درجة الهوى " أفرأیت من اتخذ إلهه هواه" (الجاثیة:23) ثم بین أنه ما عبد عابد إلا هواه وکلامه واضح.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة. ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
المعنى ظاهر
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد ).
أی ما أنکروا الإله بل تعجبوا من التوحید لوقوفهم مع کثرة الصور الإمکانیة ونسبة الألوهیة لها ، فاعترضهم الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف من قولهم ولا یشهد
قال رضی الله عنه : (بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم " ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى " ) فهو معروف عندهم غیر مشهود .
( لعلمهم بأن تلک الصور ) أی المشهودة ( حجارة ) لیست من الألوهیة فی شیء ( ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله " قُلْ سَمُّوهُمْ " فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة ) کحجر وخشب وکوکب وأمثالها .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد ، یعرف ولا یشهد ) على صیغة المبنى للمفعول .
قال رضی الله عنه : ( بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم : " ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى".) أی ، دعاهم الرسول إلى إله واحد معروف غیر مشهود عندهم بشهادة أنهم أثبتوا إلها واعتقدوه ، وجعلوا الأصنام المشهورة مقربات إلى الله ، فالإله معلوم لهم ، ثابت عندهم ، غیر مشهود بنظرهم ( لعلمهم بأن تلک الصور حجارة ، ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله : "قل سموهم " فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة . ) أی ، الأسماء الکونیة ، کالحجر والکوکب وغیرهما .
وأما العارفون بالأمر على ما هو علیه وهم الذین یعرفون وحدة الحق وظهوره فی مجالی متعددة.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرّسول ودعاهم إلى واحد یعرف ولا یشهد ، بشهادتهم أنّهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم :ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى [ الزمر : 3 ] ، لعلمهم بأنّ تلک الصّور حجارة ، ولذلک قامت الحجّة علیهم بقوله :قُلْ سَمُّوهُمْ [ الرعد:33] ، فما یسمّونهم إلّا بما یعلمون أنّ تلک الأسماء لهم حقیقة ) .
بل تعجبوا من ذلک ؛ لظنهم أن الإله تجلى بالإلهیة فی الأصنام ، فصار کل واحد منهم إلها ، فمع بقاء تلک الصور کیف تتصور وحدة الإله ، وإنما هو بفنائها ، فجهلوا کون الإله واحدا فی تلک الصور کلها بلا عجب ، لکنهم تحیروا عن الوقوف على الصورة ،
قال رضی الله عنه : ( فإنهم وقفوا مع کثرة الصور ونسبة الألوهیة لها ) ، إذ زعموا أن الإله ظهر بإلهیته فیها ؛ لأنها صور کاملة ولا کمال لغیره ، ولم یعلموا أن کمال الحق بوجوب وجوده بالذات ، ولا یمکن ظهوره فی شیء ،
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى ) إله ( واحد ) ؛ لئلا یقفوا على الصور ، ولا ینسبوا الإلهیة إلیها ؛ فإنه وإن ظهر فیها بصورة الوجود ، فلم یظهر بصورة الإلهیة أصلا ، ففائدة ظهوره فیها أنه ( یعرف ) بوجه ، ولکن ( لا یشهد ) فیها القصور مظهریتها ، فلا تصبح نسبة الإلهیة إلیها ، فدعاهم إلى الإله الواحد الذی ثبت .
قال رضی الله عنه : ( فشهادتهم ) على أنفسهم ( أنهم أثبتوه عندهم ) ؛ لأنهم لما قالوا بالعدد المبهم ، وهو یتضمن الواحد ، فقد شهدوا على حقیّة الواحد وزادوا علیه ، فدعاهم إلى ذلک ، بأنه المتفق علیه ، والمدلول علیه بالدلائل القطعیة ، فلابدّ فی إثبات الزیادة من دلیل ولا یوجد أبدا بالاستقراء ،
بل تقوم الدلائل على امتناعه ، ولیس ذلک بطریق التنزیل ( واعتقدوه فی قوله :ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى ) [ الزمر : 3 ] ) ، وإنما کانت عندهم مقربة إلى اللّه زلفى ؛ لأنها صور إلهیته عندهم فدعاهم إلى ذلک الإله الواحد ، فإنه لما ظهر فی هذه المظاهر أحدث صور فیها حکمتها ؛ ( لعلمهم بأن تلک الصور حجارة ) ، إذ لا تتمیز الصورة الإلهیة عن الحجریة فی هذا المظهر ، فلم یبق لها إلهیته ، فتصح عبادتها حتى تکون مقربة إلى اللّه تعالى ؛
قال رضی الله عنه : ( ولذلک ) أی : ولکون تلک الصور حجارة ، وإن ظهر الإله بها ( قامت الحجة علیهم بقوله : قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا یَعْلَمُ [ الرعد : 33 ] أن تلک الأسماء لهم حقیقة ) ، والإلهیة لو ظهرت فیها لسمیت صورتها باسم ذی الصور تکون مجازا ، فخافوا من ذکر الأسماء المجازیة أن تحتج علیه بصحة نفیها عنهم ؛
لأن من خواص المجاز صحة النفی هذا إذا تمیزت الصورة عن المرآة ، فکیف فیما لا تتمیز ،
لکن القاصر فی المعرفة إذا سمع ظهور الحق فیها ، وأن الحق أراد أن یعبد فی هذه المراتب لا ینکر على عابدیها ، وهی غلط منشئه ، فصورة المعرفة إذ کمالها یقتضی الإنکار .
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة.)
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد ، یعرف ولا یشهد ) - على صیغة المبنیّ للمفعول - فإنّ الإله من حیث الوحدة الحقیقیّة معلومة غیر مشهودة بالبصر ،
فحینئذ قوله : ( بشهادتهم ) متعلق بالواحد ، أی دعاهم الرسول إلى الإله الواحد الحقّ بشهادتهم ( أنّهم أثبتوه عندهم واعتقدوه ) ، أی أثبتوا ذلک الواحد واعتقدوه ( فی قولهم : " ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى ").
ویمکن أن یقرء « یشهد » على المبنیّ لفاعله ، وهو ضمیر الرسول ،
وقوله :"بشهادتهم " أی لا یشهدوا الرسول بشهادتهم ذلک لعدم مطابقة علمهم
فقوله : ( لعلمهم ) متعلَّق بـ « لا یشهد » حینئذ وعلى التقدیر الأوّل متعلَّق بـ "اعتقدوه " أی اعتقدوا ذلک الواحد لعلمهم .
قال رضی الله عنه : ( بأنّ تلک الصورة حجارة ولذلک قامت الحجّة علیهم ) عند الامتحان والاختبار عن مبلغ علمهم ( بقوله : "قُلْ سَمُّوهُمْ “ [ 13 / 33 ] ، فما یسمّونهم إلَّا بما یعلمون ) لأنّ الکلام صورة العلم ، وذلک ( أنّ تلک الأسماء لهم حقیقة ) عندهم ، ولیس لهم غیر تلک الحقیقة .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم «ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى» لعلمهم بأن تلک الصور حجارة.
ولذلک قامت الحجة علیهم بقوله «قل سموهم»: فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة. )
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرّسول ودعاهم إلى واحد یعرف ولا یشهد ، بشهادتهم أنّهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم :ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى. ).
قال رضی الله عنه : ( فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد یعرف ولا یشهد ) ، على صیغة المبنی للمفعول فإنه من حیث وحدته الحقیقیة معلومة غیر مشهودة بالبصر ( بشهادتهم ) ، متعلق الواحد ، أی دعاهم الرسول إلى الإله الواحد الحق بشهادتهم ( أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه فی قولهم :ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى.).
قال رضی الله عنه : ( لعلمهم بأنّ تلک الصّور حجارة ، ولذلک قامت الحجّة علیهم بقوله: قُلْ سَمُّوهُمْ [ الرعد : 33 ] فما یسمّونهم إلّا بما یعلمون أنّ تلک الأسماء لهم حقیقة . )
قال رضی الله عنه : (لعلمهم بأن تلک الصور حجارة ولذلک قامت الحجة علیهم فی قوله: قُلْ سَمُّوهُمْ، فما یسمونهم إلا بما یعلمون أن هذه الأسماء ) الکونیة کالحجر والکوکب وغیرهما . ( لهم حقیقة .) . وأما العارفون بالأمر بما هو علیه المکملون الذین یرون الکل مجالی الواحد الحق.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص: ۵۲۲
فجاء الرسول و دعاهم الى إله واحد یعرف و لا یشهد، بشهادتهم أنّهم أثبتوه عندهم و اعتقدوه فی قولهم
ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى.
پس رسول آمد و آنان را به سوى اله واحد که معروف است و مشهود نیست دعوت نمود. واحد بودن یا معروف بودنش به سبب شهادت آنان است که اعتقاد به اله واحد داشتند و اصنام مشهوده را مقربات الى اللّه دانستند که گفتند: ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى.
لعلمهم بأن تلک الصور حجارة، و لذلک قامت الحجة علیهم بقوله قُلْ سَمُّوهُمْ: فما یسمّونهم إلّا بما یعلمون أن تلک إلّا سماء لهم حقیقة.
چه میدانستند این صور سنگند لذا حجت بر آنان قائم شد به قول خداوند قُلْ سَمُّوهُمْ (رعد: 33) پس آنان را اسم نمیبرند مگر به آن چه که عالم بودند که آن اسماء کونیه چون حجر و کوکب و غیرهما براى آن معبودان حقیقت میباشد.
آن چه را که آنان یعنى عابدان اصنام درباره معبودان میدانستند حجاره و شجر و فلک و امثال این گونه أشیاء است و آن چه را که میدانستند به زبان میآوردند که باید به عبارت درآورند چه عبارت قالب معنى است و به زبان علمیتر و لطیفتر کلام، صورت علم است مثلا قرآن مجید صورت کتبیه حقایق عینیه دار هستى است و هر کلام بیانگر علم و صورت اوست. یعنى کلام، تمثل و تجسد علم است. به عبارت دیگر مرتبه نازله اوست چنانکه بدن روح متجسد و مرتبه نازله اوست.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۸۱
فجاء الرّسول و دعاهم إلى إله واحد یعرف و لا یشهد، بشهادتهم أنّهم أثبتوه عندهم و اعتقدوه فى قولهم ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى
پس رسول آمد و دعوت کرد ایشان را به إله معروف که مشهود به نظر ایشان نبود.
لعلمهم بأنّ تلک الصّور حجارة. و لذلک قامت الحجّة علیهم بقوله قُلْ سَمُّوهُمْ فما یسمّونهم إلّا بما یعلمون أن تلک الأسماء لهم حقیقة.
و این دعوت از براى آن بود که ایشان مىدانستند که این صورت که عبادتش مىکنند حجاره است و از براى حجّت بر ایشان قائم شد به این قول که گفت بگوى اى محمد ایشان را تسمیه این آلهه خویش، هرآینه ایشان تسمیه نخواهند کرد مگر به اسمائى که مىدانند که اطلاق آن بر ایشان على سبیل الحقیقة است از اسماى کونیّه چون حجر و کوکب و غیر این.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۶۰
فجاء الرّسول و دعاهم إلى إله واحد یعرف و لا یشهد، بشهادتهم أنّهم أثبتوه عندهم و اعتقده فی قولهم «ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى» لعلمهم بأنّ تلک الصّور حجارة. و لذلک قامت الحجّة علیهم بقوله «قُلْ سَمُّوهُمْ»: فما یسمّونهم إلّا بمایعلمون أنّ تلک الأسماء لهم حقیقة.
شرح ظاهر است.