الفقرة السادسة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا فی محبّة اللّه إیّاهم بقوله : " قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهَ " [ آل عمران : 31 ] . فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة ، ولا یشهد ولا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُبلوَهُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَللطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء . فلا تدرکه الأبصار کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظّاهرة . "فهو اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ " [ الأنعام : 103 ] . والخبرة ذوق ، والذّوق تجلّ ، والتّجلّی فی الصّور . فلا بدّ منها ولا بدّ منه .
فلا بدّ أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت ." وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ " [ النحل : 9 ] . )
فأمرهم ، أی أمر ذلک العارف المکمل لعباد الصور بالانتزاح ، أی التباعد والتجنب عن تلک الصور التی یعبدونها من دون اللّه تعالى لما انتزح ، أی تباعد واجتنب عنها ، أی عن تلک الصور رسول الوقت هو المقر للشریعة والدین فی ذلک الوقت من الأولیاء میراثا نبویا اتباعا ، أی على وجه المتابعة منه للرسول النبی صاحب الکتاب والشریعة طمعا من رسول الوقت فی حصول محبة اللّه تعالى إیاهم ، أی عباد الصور بزوال کفرهم الذی اقتضته عبادتهم لها من دون اللّه تعالى بقوله تعالى أی بسبب قوله : ("قُلْ") ، أی یا محمد للکافرین " إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ " وتطمعون فی حصول محبته سبحانه لکم (" فَاتَّبِعُونِی") ، أی اقتدوا بی فی جمیع ما آمرکم به وأنهاکم عنه ظاهرا وباطنا (" یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ " فدعا) [ آل عمران : 31].
أی الرسول النبی المأمور بذلک إلى عبادة إله ، أی معبود حق یصمد بالبناء للمفعول ، أی یقصد إلیه فی تحصیل جمیع الحوائج ویعلم بالبناء للمفعول أیضا أی یعلمه المؤمنون به من حیث الجملة ، أی بطریق الإجمال فی حضراته وما یجب له من الکمال ولا یشهد بالبناء للمفعول أیضا یعنی من حیث ذاته المطلقة وإن شهد من حیث تجلیات أسمائه وصفاته ولا تدرکه سبحانه من حیث ذاته أیضا الأبصار جمع بصر من حیث هی أبصار (بل "وَهُوَ") سبحانه (" یُدْرِکُ الْأَبْصارَ") [ الأنعام : 103 ] من حیث هو عین الإبصار کما ورد : « کنت بصره الذی یبصر به » .
وإذا أدرک الأبصار أدرک ذاته حینئذ ، لأنه یکون عین الإبصار لا من حیث هی صور مشتملة على قوى حساسة بل من حیث ما هی موصوفة بالوجود فهی نفس الوجود مثل کل شیء والصور العدمیة علامة على الحضرة البصریة المخصوصة للطفه تعالى وکل ما سواه بالنسبة إلیه سبحانه کثیف جدا وسریانه بصفة القیومیة فی أعیان الأشیاء من غیر حلول لعدم تصوره فی حقه تعالى ،
فإن الموجود لا یحل فی المعدوم وإن ظهر به وتقید بقیوده عنده فی نفس الأمر (فلا تدرکه) تعالى (الأبصار) لأجل ذلک (کما أنها) ، أی الأبصار (لا تدرک أرواحها) ، أی أرواح الأبصار ، المدبرة أشباحها ، أی أجسامها الإنسانیة وصورها الظاهرة فالأرواح (المدبرة للأجسام) ألطف من الأبصار فلا تقدر الأبصار أن تدرکها لأنها ألطف منها ، والکثیف لا یدرکه اللطیف واللطیف یدرک الکثیف .
(فهو) ، أی اللّه تعالى (اللطیف) ، أی الموصوف بکمال اللطف فکیف تدرکه الأبصار (الخبیر) ، أی الموصوف بکمال الخبرة ، فکیف لا یدرک الأبصار (والخبرة ذوق) ، أی علم کشف ومعاینة وإحساس ، لأنه العلم المستفاد من الاختبار والامتحان کما مر (والذوق تجل) ، أی ظهور وانکشاف (والتجلی) من اللّه تعالى إنما یکون (فی الصور) فیتجلى بها فیعرف من یعرف ویجهل من یجهل وینکر من ینکر والأمر فی نفسه لا یتغیر (فلا بد منها) ، أی من الصور (ولا بد منه) ، أی التجلی فیها (فلا بد أن یعبده) تعالى من رآه فی الصور من مقام الإحسان الذی هو أن تعبد اللّه کأنک تراه فإن لم تکن تراه فإنه یراک (بهواه) ،
أی بمیل نفسه إلى عین ما رأى (إن فهمت) یا أیها السالک سر المعرفة الإلهیة الذوقیة فإن فیها یطیب الهوى وبعدمها عند ظهور المعرفة الخیالیة الوهمیة فی القاصرین یخبث الهوى ،
ومن هنا قیل للجنید رضی اللّه عنه : متى یصیر داء النفس دواها فقال : إذا ترکت هواها صادر داؤها دواها .
(وعلى اللّه) تعالى فضلا منه ورحمة کما قال سبحانه :"کَتَبَ رَبُّکُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ" [ الأنعام : 54 ] ، أی ألزم نفسه لکم بها (قصد) ، أی إرادة المرید بصدق وعزم للسلوک فی (السبیل) ، أی طریق اللّه تعالى المستقیم وهو صراط الذین أنعم اللّه علیهم .
وفیه إشارة إلى أنه لا وصول إلى اللّه تعالى أصلا فی الدنیا والآخرة ، وإنما هناک سلوک فقط فی صراط اللّه المستقیم ، فمن دخل الطریق وسلک فیه فهو الواصل والخروج عنه انقطاع .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال رضی الله عنه : ( فأمرهم ) أی أمر العارف عبدة الأصنام ( بالانتزاح ) أی بالاجتناب ( عن ) عبادة ( تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة اللّه إیاهم الثابتة بقوله قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللّه فدعا ) الرسول عابد الأصنام ( إلى ) عبادة ( إله یصمد ) على صیغة المجهول أی یحتاج ( إلیه ) کل شیء فی وجوده وجمیع أحواله ولا یحتاج هو إلى غیره .
قال رضی الله عنه : ( ویعلم ) مبنی للمفعول ( من حیث الجملة ) أی من حیث الإجمال أی یعلم کل شیء إجمالا أن لهم إلها وهذا العلم بدیهی لذلک لا ینکر أحد وجود الحق وإنما الاختلاف فی التعیین فبعضهم عین الأصنام وبعضهم الکوکب وبعضهم النار وغیر ذلک ( ولا یشهد ) ذاته کما قال تعالى :" لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ" [ الأنعام : 103].
قوله رضی الله عنه : ( للطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء ) تعلیل لقوله "لا تُدْرِکُهُ" ولقوله "وَهُوَ یُدْرِکُ" ( فلا تدرکه الأبصار کما أنها ) أی کما أن الأبصار ( لا تدرک ) قوله ( أرواحها ) مفعول لا تدرک الضمیر راجع إلى الأبصار ( المدبرة ) منصوب صفة أرواحها ( أشباحها ) منصوب بالمدبرة (وصورها ) عطف على أشباحها ( الظاهرة ) صفة لصورها فإذا کان کذلک.
قال رضی الله عنه : ( فهو ) أی الحق ( اللطیف الخبیر والخبرة ذوق ) کما ذکر ( والذوق تجلى والتجلی ) لا یکون إلا ( فی الصور فلا بد ) لظهور التجلی ( منها ) أی من الصور ( ولا بد) لظهور الصور ( منه ) أی من التجلی إذ لا یکون الصور أیضا بدون التجلی ( فلا بد أن یعبده من رآه ) قوله ( بهواه ) متعلق بقوله أن یعبده ( إن فهمت ) ما ذکرناه لک ( وعلى اللّه قصد السبیل ) أی بیان الطریق الموصلة إلیه .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله». فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء. فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة. «وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور. فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
للإنسان، فله أن یحکم فیه بما شاء لأن درجة الإنسان فوق درجة من سواه فی قوله تعالى: "ورفع بعضکم فوق بعض درجات" (الأنعام: 165).
ثم قسم التسخیر إلى قسمین: تسخیر قهری، وتسخیر حالی ومثل التسخیرین.
ثم ذکر أنه لم یبق شیء من الأشیاء لم یعبد، إما عبادة تأله وإما عبادة حال وأنه تعالى عین الأشیاء لأنه تعالى قضى أن لا یعبد سواه
وذلک نص فی قوله: " وقضى ربک ألا تعبدوا إلا إیاه " (الإسراء: 23) ، أی حکم ولا مرد لحکمه، فإذن هو المعبود من درجات کثیرة ولذلک یسمی تعالی برفیع الدرجات ولم یقل رفیع الدرجة.
قال وأعظم ما عبد فیه درجة الهوى " أفرأیت من اتخذ إلهه هواه" (الجاثیة:23) ثم بین أنه ما عبد عابد إلا هواه وکلامه واضح.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصورة لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرسول طمعا فی محبّة الله إیّاهم بقوله: " إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ الله ".[ آل عمران : 31 ]. فدعا إلى إله یصمد إلیه ، ویعلم من حیث الجملة ، ولا یشهد ، ولا تدرکه الأبصار [ الأنعام : 113 ] ، بل هو یدرک الأبصار [ الأنعام : 113 ] ، للطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء ، فلا تدرکه الأبصار ، کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظاهرة ، فهو اللطیف الخبیر [ الأنعام :103 ] ، والخبرة ذوق ، والذوق تجلّ ، والتجلَّی فی الصور ، فلا بدّ منها ولا بدّ منه ، فلا بدّ أن یعبده من رآه بهواه ، إن فهمت " وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِیلِ " [ النحل : 9 ] .) المعنى ظاهر
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال الشیخ رضی الله عنه : (فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصورة لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله :" إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ الله") .
إنما ستر العارف المکمل تعظیما وإجلالا وتنزیها له عما هو مبلغ علمهم من التعین والتشبه ، وتکمیلا لمن استعد من الأمم بالطریق له من التقیید إلى الإطلاق ومن المحسوس إلى المعقول ، فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور الجزئیة لیهتدوا إلى المعنى المطلق الذی هو الکلى الطبیعی فیجمعوا بین الإطلاق والتقیید ،
ویتوسلوا بتوسط التخیل والتعقل إلى محض الشهود والتجلی إن شاء الله ، وذلک من الوفاء بصحة متابعتهم الرسول فی العلم إذا قرن بالعمل المزکى للنفوس المصفى للقلوب ، فیکمل الناس بالاقتداء بهم ،
وهم بصحة المتابعة ظاهرا وباطنا علما وعملا وخلقا وحالا ناسبوا رسولهم فاحتظوا من ولایته بقدر استعداداتهم فینالون من محبة الله إیاهم ببرکة متابعة حبیب الله وشفاعته وإمداده إیاهم .
"" أضاف عبد الرحمن جامی :
فلا بد منها ، أی من الصورة لأن الصورة لیست إلا تعین تجلى الوجود الحق ، فالوجود الحق من حیث الإطلاق هو المتجلى ، ومن حیث التقیید هو المجلى والصورة ،
فإذا تجلى الحق فی الصورة فلا بد أن یعبده . أهـ جامى . ""
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فدعا إلى إله یصمد إلیه ) وهو الوجود الحق المطلق الذی یستند إلیه کل وجود خاص ( ویعلم من حیث الجملة ولا یشهد ولا تدرکه الأبصار ) أی یعلم من حیث الإطلاق والإجمال ولا یشهد من حیث التقیید والتفصیل ، إذ لا بد فی الشهود من تجلى ومجلى ومتجل ، وکذا الأبصار
قال الشیخ رضی الله عنه : ( بل هو یدرک الأبصار للطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء ولا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة ).
الضمیر فی أنها ضمیر القصة ، کقوله :" فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ " وإضافة الأرواح إلى ضمیر الأبصار لملابسته ، وإنما لا تدرکه الأبصار لأن إدراکها مخصوص ببعض الظواهر فلا تدرک الحقائق وکل ما تحت الاسم الباطن
وإنما لا تدرکه الأرواح لأن إدراکها مخصوص بالبواطن فلا تدرک ما تحت الاسم الظاهر من أسمائه وصفاته ولا یجمع بین الظاهر والباطن والتقیید والإطلاق واللاتقید واللاإطلاق إلا التجلی الشهودی .
قال الشیخ رضی الله عنه : (فهو اللطیف ) أی عن إدراک الأبصار والبصائر ( الخبیر ) بالبواطن والظواهر ( والخبرة ذوق والذوق تجل والتجلی فی الصور فلا بد منها ولا بد منه ، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت " وعَلَى الله قَصْدُ السَّبِیلِ ") .
الذوق إنما یکون بقوى وجدانیة وذلک إنما یکون بالتجلی فی الصور فمن رآه متجلیا فی أی صورة کانت مال إلیه ،
والهوى فی العرف لیس إلا میلا نفسیا فلا شهود إلا بالتجلی ، ولا تجلى إلا فی صورة ،
فلا عبادة له شهودیة إلا بمیل تام نفسی لأن الصورة لا بد لها من میل إلى ما یوافقها وهو الهوى.
تم الفص الهارونی
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم ) أی ، أمر العارف المکمل المحجوبین . ( بالانتزاح ) أی ، الاجتناب .
( عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول ، طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله : ( قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله ویغفر لکم ) .
فدعا ) الرسول . "إلى إله یصمد إلیه. " یحتاج ویفتقر إلیه وهو لا یحتاج ولا یفتقر إلى غیره .
قال رضی الله عنه : ( ویعلم من حیث الجملة ) أی ، یعلم إجمالا أنه إله خالق لما سواه ، ذو الجلال والإکرام. ( ولا یشهد ذاته ، کما قال : "لا تدرکه الأبصار بل هو یدرک الأبصار" . للطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء . ) تعلیل للحکمین .
قال رضی الله عنه : ( فلا تدرکه الأبصار کما أنها ) أی ، کما أن الأبصار . ( لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة . ) کما أنها لا تدرک الأرواح المدبرة أشباحها المثالیة والصور الظاهرة الحسیة .
وفی بعض النسخ : ( کما أنها لا تدرکه أرواحها المدبرة ) . فضمیر ( أنها ) للقصة . کقوله تعالى : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولکن تعمى القلوب التی فی الصدور ) . وفاعل ( لا تدرکه ) ( الأرواح ) ، وضمیر ( أرواحها ) للأبصار .
( فهو "اللطیف" ) عن إدراک البصائر والأبصار . ( الخبیر ) على الضمائر والأسرار .
قال رضی الله عنه : ( والخبرة ذوق ، والذوق تجل ، والتجلی فی الصور . فلا بد منها ولا بد منه ) أی ، الخبرة إنما تحصل بالذوق ، والذوق بالتجلی ، والتجلی یعطى الظهور فی صور المظاهر ، فلا بد من الصور التی یتجلى الحق فیها ، ولا بد من الحق المتجلی بها .
قال رضی الله عنه : ( فلا بد أن یعبده من رآه بهواه . إن فهمت . وعلى الله قصد السبیل . ) أی ، وإذا کان لا بد من المجالی والمتجلى فیها ، فلا بد من الناظر إلیها والعابد لها بحکم سریان المحبة فی جمیع الأشیاء بسریان الهویة الإلهیة ، فإنه إنما یتجلى بها لیعبد فی جمیع المراتب الوجودیة ، إن فهمت ما ذکرناه من قبل .
وعلى الله إیضاح الطریق وبیان التحقیق .
والله الهادی .
تم الفص الهارونی
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا فی محبّة اللّه إیّاهم بقوله : قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ [ آل عمران : 31 ] ، فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة ، ولا یشهد ولا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ [ الأنعام : 113 ] ، بل وَهُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ [ الأنعام : 113 ] ، للطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء . فلا تدرکه الأبصار کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظّاهرة ، فهو اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ [ الأنعام :103 ] ، والخبرة ذوق ، والذّوق تجلّ ، والتّجلّی فی الصّور ؛ فلابدّ منها ولا بدّ منه ، فلابدّ أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت ،وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ [ النحل : 9 ] ) .
قال رضی الله عنه : ( فأمرهم ) أی : المنکر عابدی الصور ( بالانتزاح عن الصور لما انتزح عنها رسول الوقت ) ، فهذا المنکر وإن أخطأ فی المعرفة لم یخطئ فی هذا الأمر ، إذ أمرهم ( اتباعا للرسول ) ، وهذه المتابعة بخیر ما فاته من المعرفة ؛ لأنه إنما یتبع الرسول ( طمعا فی محبة اللّه إیاهم ) ، وهی فی العبادة لا تقصر عن المعرفة إنما تطلب فی محبة اللّه ، وهی حاصلة فی متابعة الرسول
قال رضی الله عنه : ( بقوله : قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ [ آل عمران : 31 ] ) ، وأعظم المتابعة هی المتابعة فی الدعوة إلى عبادة الحق وحده لا فی هذه المظاهر والصور ، ( فدعا ) هذا المنکر ( إلى إله یصمد إلیه ) أی : یحتاج إلیه الکل ؛ لکونه واجب الوجود بالذات ، ولا یمکن ظهوره فی مظهر ، وهو بظهوره فی هذه المظاهر إنما
قال رضی الله عنه : ( یعلم من حیث الجملة ، ولا یشهدوه ) لقصور المظهریة ، والدلیل علیه قوله لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ) [ الأنعام : 113 ] ، والمشهود تدرکه الأبصار ، ( بل هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ ؛) لظهوره فیها فهو یدرک صورته فیها إدراک الشخص صورته فی المرآة ، وإنما یظهر فی المظاهر .
قال رضی الله عنه : ( فللطفه ) بها الموجب لتوجهه إلیها وتجلیه لها ، وهو سبب ( سریانه فی أعیان الأشیاء ) وهو یفیدها الصورة الوجودیة والتدبیر فیها( لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ )على نهج المشاهدة فی هذه المظاهر ، ( کما أنها ) أی : الأبصار ( لا تدرک أرواحها ) ، أی : أرواح الأشیاء ( المدبرة أشباحها ) ، ولا تدرک ( صورها الظاهرة ) من الحق فیها ، فلا تدرک بالأبصار من الأشیاء صورة الحق ، وهی الصورة الوجودیة ، وکذا الصورة الجسمیة والنوعیة والشخصیة ، بل إنما تدرک هذه الصور بالعقل ، والمدرک بالبصر إنما هو الشکل واللون ،
قال رضی الله عنه : ( فهو اللَّطِیفُ) من حیث لا یدرک بذاته ولا بصور ظهوره فی المظاهر ،( الْخَبِیرُ ) من حیث ظهوره بالأشیاء ؛ لیعلم بالذوق ما فیها بعد علمه مطلقا ، وذلک أن ( الخبرة ذوق ) ولا ذوق لمحق فی ذاته ؛ لأنه من جملة الحوادث ، فلا یکون له إلا بالاعتبارات تحصل لصورته الظاهرة فی المظاهر .
ولذلک نقول : ( الذوق تجلّ ) أی : حاصل من التجلی ، ( والتجلی ) وإن کان له فی ذاته ، فهو لا یفید الذوق الحادث فیه ، بل إنما یفیده التجلی ( فی الصور فلابدّ منها ) أی : من الصور لهذا الذوق ، ( ولا بدّ ) للمتجلى ( منه ) أی : من الذوق ، إذ هو المقصود ، وقد علم الحق تجلیه فی المظاهر بالصورة الوجودیة بحیث یتخیل القاصر ظهور ألوهیته فیها ، وهی موجبة للعباد ، فلابدّ أن یحصل ذلک له بالذوق ، وقد أوجب ذلک وظهر ذلک الوجوب فی هویة المحبین إذا حجبوا عن المحبوب الحقیقی وتخیلوه فیها ،
( فلابدّ أن یعبده من رآه بهواه ) أی : یحبه بحیث یتخیله على کماله فی بعض ما یراه ، لکن عبادته فی ذاته مع عبادته فی مظاهره إفراط ، والاقتصار على عبادة المظاهر تفریط ،
قال رضی الله عنه : ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ) [ النحل : 9 ] .
فی عبادته وحده باعتبار ذاته وأسمائه بجمعه جمیع الدرجات الرفیعة بلا إفراط ولا تفریط ؛ فافهم ، فإنه مزلة للقدم .
ولما فرغ عن الحکمة الإمامیة التی بها التصرف بالحق على الخلق ، أو إقامة أوامره ونواهیه نیابة عنه فیهم ، شرع فی بیان الحکمة العلویة التی بها استعلاء المتصرف بالحق ، والمقیم أوامره ونواهیه على المتصرف بنفسه ، المقیم أوامرها ونواهیها ؛
فقال :فص الحکمة العلویة فی الکلمة الموسویة
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال رضی الله عنه : (فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصورة ، کما انتزح عنها رسول الوقت ) الحاکم بمقتضاه ، العارف به ، ( اتّباعا للرسول ، طمعا فی محبّة الله إیّاهم ) ،
فإنّ المحبّة التی هی أصل الحرکة الوجودیّة التی منها تحصّلت الأنواع وتکوّنت الأشخاص ، متعلَّقها هو الکمّل من الرسل ،
فمن تبعهم من تلک الأشخاص واندرج تحت کلیّة أمرهم وإحاطتهم ، نال تلک المرتبة وفاز بمحبّة الله إیّاه ، ومن استقلّ بحکم شخصیّة الجزئیّة بعد عنها ضرورة فمن اعتکف سدّة المحبّة وقرع بابها لا بدّ له من المتابعة حتى یفتح علیه ذلک الباب .
ولذلک ترى المتابعة واقعة بین المحبّتین ، کما أشار إلیه ( بقوله : " قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ الله ".)
والمتابعة هاهنا هو الانتزاح والبعد عن تلک المجالی المشهودة الظاهرة ، حفظا لعزّة المعبود وجلاله ، ووفاء بخلوص العبودیّة وانکساره ( فدعا إلى إله یصمد إلیه ) ویقصد عند الافتقار والاحتیاج ، ( ویعلم ) بمثل هذه الصفات بوجه ( من حیث الجملة ، ولا یشهد ) لأنّ المشهود - کان من کان - لیس له ابّهة الغالب فی عزه وعظمته .
وإنّک قد عرفت أنّ الکیفیّات والانفعالات وما یجری مجراها - مما یختصّ به الکثائف - لا یناسب المعبود الإله ، وهو لا یتّصف به فی لسان الظاهر ،
ولذلک قال : ( " لا تُدْرِکُه ُ الأَبْصارُ “ [ 6 / 103 ] ، بل "هُوَ یُدْرِکُ الأَبْصارَ " للطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء ) وبیّن أن الساری فی الشیء لا یقبل قوّة الإبصار ، فإنّها إنما یتعاکس أشعّتها أو یتمثّل انطباعها فی کثیف غیر نافذ ولا سار فی بطون آخر - کما عرفت أمره فی المقدمة.
قال رضی الله عنه : (فـ " لا تُدْرِکُه ُ الأَبْصارُ " [ 6 / 103 ] کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظاهرة ) یعنی الحیوانیّ والنفسانیّ والطبیعیّ فإنّ قوّة البصر لا یدرک شیئا منها مع ظهور آثارها وأفعالها ( فهو " اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ ") ، فاللطف إشارة إلى کماله فی الظهور ، والخبرة إلى کماله فی الإظهار ( و ) ذلک لأنّ ( الخبرة ذوق ، والذوق تجلّ ، والتجلَّی فی الصور ) ، فإنّ التجلی إنما هو الظهور فلا بدّ له من المظهر ،
قال رضی الله عنه : ( فلا بدّ منها ) - یعنی الصور ، فإنّها مظاهر التجلَّی - ( ولا بدّ منه ، فلا بد أن یعبد من رآه ) فی تلک الصور والمظاهر ( بهواه ) أی بحکمه وقهرمانه ، فإنّ الهواء هو الرقیقة بین تلک الصور والمجالی ، وبین من یهیم بها ممن رآه فیها .
ولکن لما کان إظهار هذا لا یوافق کمال العبودیّة وجلال عزّة المعبود - کما عرفت آنفا - طوى عن الإفصاح به ، فالأمر فیه موکول إلى الفهم والفطانة ،
وأشار إلیه بقوله : ( إن فهمت ) .
( وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِیلِ ) مطلقا ، سواء ساق إلیه الشرع ، أو قاد إلیه الهوى.
تم الفص الهارونی.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة الله إیاهم بقوله «قل إن کنتم تحبون الله فاتبعونی یحببکم الله».
فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة، ولا یشهد «ولا تدرکه الأبصار»، بل «هو یدرک الأبصار» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنها لا تدرک أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.
«وهو اللطیف الخبیر» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلی فی الصور.
فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبیل. )
قال رضی الله عنه : ( فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا فی محبّة اللّه إیّاهم بقوله :قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ [ آل عمران : 31 ] . فدعا إلى إله یصمد إلیه ویعلم من حیث الجملة ، ولا یشهد ولا تُدْرِکُهُ)
قال رضی الله عنه : (فأمرهم ) ، أی أمر العارف المکمل المحجوبین ( بالانتزاح ) ، أی الاجتناب ( عن تلک الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة اللّه إیاهم ) ، الثابتة ( بقوله :قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ[ آل عمران : 31 ].
فدعا الرسول إلى إله یصمد إلیه ) ، ویقصد لقضاء الحوائج ( ویعلم من حیث الجملة ) ، أی على وجه الإجمال ( ولا یشهد ) ، لأن المشهود کان من کان لیس له أبهة الغالب فی عزه وعظمته ولا تدرکه
قال رضی الله عنه : ( الْأَبْصارُ" بل "وَهُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ" للطفه وسریانه فی أعیان الأشیاء . فلا تدرکه الأبصار کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها وصورها الظّاهرة . فهواللَّطِیفُ الْخَبِیرُ[ الأنعام : 103 ] . والخبرة ذوق ، والذّوق تجلّ ، والتّجلّی فی الصّور . فلا بدّ منها ولا بدّ منه . فلا بدّ أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت .وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ[ النحل : 9 ] .)
قال رضی الله عنه : (لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ بل ووَهُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ) فالأول ( للطفه و ) الثانی لمکان ( سریانه فی أعیان الأشیاء فلا تدرکه الأبصار کما أنها ) ، أی الأبصار ( لا تدرکه أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة ) ، عطف على أشباحها عطف تفسیر .
وقیل : المراد بالأشباح الأبدان المثالیة ، وبالصور الظاهرة الأبدان الحسیة ، وعطفه بعضهم على أرواحها ، وأراد بصور الإبصار العیون ، فإن العین الباصرة غیر مدرکة للقوة الباصرة بنفسها بل بواسطة المرآة .
وفی النسخة المقروءة على الشیخ رضی اللّه عنه :
کما أنها لا تدرکه أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة ، فضمیر أنها للقصة یعنی لا تدرکها الأبصار کما أنه لا تدرکها الأرواح التی لیست الأبصار إلا بعضا من قواها ففی هذه العبارة زیادة مبالغة فی عدم إدراک الأبصار له کما لا یخفى
( فهو اللطیف ) لتنزهه عن إدراک الأبصار ( الخبیر ) لسریانه فی أعیان الأشیاء ( والخبرة ذوق والذوق تجل ) ، أی حاصل کالتجلی ( والتجلی ) لا یکون إلا ( فی الصور ) ، لأن التجلی هو الظهور ولا بد فی الظهور من مظهر والمظاهر هی الصورة ؛
ولذلک قال : ( فلا بد منها ) أی لا بد للتجلی من الصور ( و ) کذا ( لا بد ) للصور ( منه ) أی من التجلی ، لأن الصورة لیست إلا تعین تجلی الوجود الحق فالوجود الحق من حیث الإطلاق هو المتجلی ومن حیث التقید والتعین هو المجلى والصورة فإذا تجلى الوجود الحق فی الصورة ( فلا بد أن یعبده من رآه ) ، فی تلک الصور ( بهواه ) الحاکم إلیه فی عبادة من یهواه هذا سر عبادة الصورة ( إن فهمت وعلى اللّه قصد السبیل ، وهو حسبنا ونعم الوکیل ) .
تم الفص الهارونی
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص: ۵۲۳-۵۲۵
فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصور لمّا انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا فی محبة اللّه إیّاهم بقوله قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ.
بنا بر این، این عارف مکمل محجوبان را به پیروى از رسول وقت، از پرستیدن صور معبود اجتناب مینماید، از جهت طمع و آرزو داشتن در محبت خداوندى مر آنان را
یعنى وارثان نبى و رسول را چنانکه قرآن کریم فرموده است: قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَ یَغْفِرْ لَکُمْ (آل عمران: 31).
فدعا الى إله یصمد إلیه و یعلم من حیث الجملة، و لا یشهد و لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ.
بل هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء.
فلا تدرکه الأبصار کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها و صورها الظاهرة وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ.
پس رسول به سوى اله صمد دعوت نمود و من حیث المجموع و الإجمال میداند (که او خالق ما سواست و ذو الجلال و الإکرام است) و شاهد ذات او نیست و لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ (انعام: 103).
اینکه گفت به وجه اجمال معلوم است و مشهود نیست یکى از لطایف و دقایق معنى این است که مشهود هر کس باشد ابهت غایب را در عزت و عظمت ندارد.
او که مدرک أبصار است و مدرک أبصار نیست، از این روست که لطیف است و سارى در اعیان أشیاء است که لطیف بودن او هم علت ادراک او أبصار است و هم علت عدم ادراک أبصار مر او را.
پس أبصار او را درک نمیکنند، چنانکه مدرک أرواح مدبره أشباح و مدبره صور ظاهره أشباح نمیباشد (چون که أرواح مدبره لطیفند و أبصار مادى آنها را ادراک نمیکنند). پس خداوند لطیف است (از اینکه به بصایر و أبصار ادراک شود). و خبیر است. (بر ضمایر و اسرار چون که لطیف است) أَ لا یَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ (ملک: 14).
و الخبرة ذوق، و الذوق تجلّ، و التجلّی فی الصور. فلا بد منها و لا بد منه فلا بد ان یعبده من رآه بهواه ان فهمت وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ.
و خبره ذوق(در این کتاب کلمه ذوق در چندین مورد به کار برده شد و علامه قیصرى در فص هودى( ص 245) تفسیر فرمود که مراد از ذوق، آن چیزى است که عالم بر سبیل وجدان و کشف مىیابد نه به برهان و کسب، و نه به طریق أخذ به ایمان و تقلید.) است و ذوق، تجلى است و تجلى در صور است. پس ناچار باید صورى باشد که حق در آنها تجلى کند و ناچار باید حقى باشد که به آن صور متجلى باشد، پس ناچار هر کس که حق را در آن صور و مظاهر میبیند (به حکم سریان محبت که هوى و عشق است در جمیع أشیاء به سبب سریان هویت الهیه در همه) آن را پرستش کند، اگر حرفهاى گذشته ما را فهم کردى، و بر خداست قصد سبیل.
قصد، اقتصاد و میانه بودن راه است و قصد سبیل ایضاح طریق و بیان تحقیق است که امت قاصد، خداى صمد را در همه مظاهر میبیند و او را از همه مظاهر تنزیه میکند که حدود و نواقص امکانى را از او نفى مینماید و این تنزیه از تنزیه و تشبیه است و اللّه الهادی.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۸۳
فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا فى محبّة اللّه إیّاهم بقوله قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ.
یعنى امر کرد عارف مکمّل اهل حجاب [را] به خویشتندارى و اجتناب از عبادت این صور از براى اجتناب فرمودن رسول وقت تا اتباع رسول کرده باشند.
و مستحق محبت حق شوند به حکم قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ الآیة.
فدعا إلى إله یصمد إلیه و یعلم من حیث الجملة، و لا یشهد و لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ بل هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ للطفه و سریانه فى أعیان الأشیاء. فلا تدرکه الأبصار کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها و صورها الظّاهرة.
و دعوت کرد رسول علیه السلام به الهى که همه بدو محتاجاند و او به هیچ محتاج نیست؛ و دانسته مىشود به طریق اجمال که او خالق انام و ذوالجلالوالاکرام است، و مشهود نمىگردد ذات او کما قال تعالى لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ یعنى ابصار ادراک او نمىکند بل که او ادراک ابصار مىکند از براى لطف و سریانش در اعیان اشیاء. پس عدم ادراک ابصار او را چون عدم ادراک اشباح و صور ظاهره ابصار است مر روح مدبّر خود را.
فهو اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ*
پس او لطیف است و منزه از ادراک بصایر و ابصار، و خبیر است و مطلع بر ضمایر و اسرار.
و الخبرة ذوق، و الذّوق تجلّ، التّجلّى فى الصّور. فلا بدّ منها و لا بدّ منه.
یعنى خبرت حاصل نمىشود مگر به ذوق، و ذوق به تجلّى است، و تجلّى معطى ظهور است در صور مظاهر. پس چاره نیست از صورى که تجلّى کند در وى؛ و چاره نیست از حقّ که متجلّى بدین صور است.
فلا بدّ أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت.
یعنى وقتى که چاره نیست از مجالى و متجلّى در وى؛ پس چاره نیست که هر که مشاهده مجالى کند و بر حسن و جمال متجلّى درین مجالى اطلاع یابد البته به محبّت و هواى خاطر عبادت بهجاى آرد.
و حاصل آنکه چون از مجالى و متجلّى ناگزیر است از ناظر و عابد نیز چاره نیست به حکم سریان محبّت در جمیع اشیا چون سریان هویّت الهیّه. چه حضرت الهى تجلّى بدین صور نمىکند مگر از براى آنکه عبادت کرده شود در جمیع مراتب وجودیّه؛ اگر دانسته باشى آنچه را پیش ازین ذکر کردیم.
وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِیلِ
یعنى بر خداى است ایضاح طریق و بیان تحقیق. بیت:
این همه گفتیم لیک اندر بسیج بىعنایات خدا هیچیم هیچ
بىعنایات حق و خاصان حق گر ملک باشد سیاهستش ورق
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۶۰
فأمرهم بالانتزاح عن تلک الصّور لما انتزح عنها رسول الوقت اتّباعا للرّسول طمعا فی محبّة اللّه إیّاهم بقوله «قُلْ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْکُمُ اللَّهُ».
شرح یعنى حق- عزّ شأنه- محجوبان را فرمود تا از صورت پرستیدن دور باشند بر متابعت رسول وقت.
فدعا إلى إله یصمد إلیه و یعلم من حیث الجملة، و لا یشهدو «لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ»، بل «هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ» للطفه و سریانه فی أعیان الأشیاء. فلا تدرکه الأبصار کما أنّها لا تدرک أرواحها المدبّرة أشباحها و صورها الظّاهرة. «وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ».
شرح یعنى چون أبصار ادراک مدبّر صورت حسیّه خود نمىتوانند کردن، ادراک کبریاى لطیف و خبیر او را از کجا [توانند کرد].
و الخبرة ذوق، و الذّوق تجلّ، و التّجلّی فی الصّور.
فلا بدّ منها و لا بدّ منه؛ فلا بدّ أن یعبده من رآه بهواه إن فهمت، و على اللّه قصد السّبیل.
شرح یعنى چون لا بدّ است از مجلى و متجلّى فیها، پس لا بد باشد از ناظر در آن مجلى، و عابد آن متجلّى؛ و اگر فهم کردى که ازین پیش چه گفتیم، بدانى که او تجلّى از آن فرمود در مظاهر اشیا، تا در جمیع مراتب وجودیّت پرستیده شود. و اللّه اعلم.