عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا حکمة إلقائه فی التّابوت ورمیه فی الیمّ : فالتّابوت ناسوته ، والیمّ ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوّة النّظریّة الفکریّة والقوى الحسیّة والخیالیّة الّتی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النّفس الإنسانیّة إلا بوجود هذا الجسم العنصریّ .   فلما حصلت النّفس فی هذا الجسم وأمرت بالتّصرّف فیه وتدبیره ، جعل اللّه لها هذه القوى آلات تتوصّل بها إلى ما أراده اللّه منها فی تدبیر هذا التّابوت الّذی فیه سکینة الرّبّ . فرمی به فی الیمّ لیحصل بهذه القوى على فنون العلم . فأعلمه بذلک أنّه وإن کان الرّوح المدبّر له هو الملک ؛ فإنّه لا یدبّره إلّا به ، فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا النّاسوت الّذی عبّر عنه بالتّابوت فی باب الإشارات والحکم . )

 

قال رضی الله عنه :  (وأما حکمة إلقائه) ، أی موسى علیه السلام وهو صغیر فی التابوت من الخشب الذی ألهم اللّه تعالى أمه أن تصنعه له وترضعه وتضعه فیه وحکمة رمیه ، أی ذلک التابوت الذی فیه موسى علیه السلام بعد ذلک فی الیم ، أی البحر .

کما قال تعالى :وَأَوْحَیْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِیهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ وَلا تَخافِی وَلا تَحْزَنِی إِنَّا رَادُّوهُ إِلَیْکِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِینَ( 7 ) [ القصص  :7].

وقال تعالى : وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَیْکَ مَرَّةً أُخْرى ( 37 ) إِذْ أَوْحَیْنا إِلى أُمِّکَ ما یُوحى ( 38 ) أَنِ اقْذِفِیهِ فِی التَّابُوتِ فَاقْذِفِیهِ فِی الْیَمِّ فَلْیُلْقِهِ الْیَمُّ بِالسَّاحِلِ[ طه : 37 – 39].

 

قال رضی الله عنه :  (فالتابوت) بطریق الإشارة (ناسوته) ، أی جسم موسى علیه السلام (والیم) ، أی البحر ما (حصل له) ، أی لموسى علیه السلام (من العلم) الإلهی الشرعی والعقلی (بواسطة هذا الجسم) الطبیعی العنصری (مما أعطته القوّة النظریة) ، أی الحاصلة بنظر العقل (الفکریة) ، أی المنسوبة إلى الفکر (والقوى الحسیة) ، أی الظاهرة فی الحواس الخمس والقوى (الخیالیة) کالمصورة والموهمة (التی) نعت للقوى کلها (لا یکون شیء) ، أی إدراک وغیره (منها) ،

 

أی من تلک القوى (ولا من أمثالها) من بقیة القوى الساریة فی مواضع فی البدن کالقوّة الجاذبة والدافعة والماسکة وغیر ذلک (لهذه النفس الإنسانیة) الناطقة التی بها یتمیز الإنسان عن بقیة الحیوان (إلا بوجد هذا الجسم العنصری) ، أی المرکب من العناصر الأربعة.

 

قال رضی الله عنه :  (فلما حصلت النفس) الإنسانیة المذکورة (فی هذا الجسم) بالنفخ الإلهی من الروح الأمری وأمرت النفس المذکورة ، أی أذن لها اللّه تعالى (بالتصرف فیه) ، أی فی هذا الجسم (وتدبیره) فی أمر معاشه ومعاده على وفق الحکمة الشرعیة (جعل اللّه ) تعالى (لها) ، أی لتلک النفس (هذه القوى) المذکورة (آلات) جمع آلة وهی الأداة التی یستعان بها فی العمل المقصود (تتوصل) تلک النفس (بها) ، أی بتلک الأداة (إلى ما أراده اللّه تعالى منها) من الأحوال النافعة (فی تدبیر هذا التابوت) ، أی الجسم الإنسانی (الذی فیه) ، أی فی ذلک التابوت (سکینة) ، أی هیبة وعظمة الرب تعالى کما حکى تعالى عن فتى موسى یوشع بن نون علیهما السلام لما أخبر بنی إسرائیل عن طالوت الملک : وَقالَ لَهُمْ نَبِیُّهُمْ إِنَّ آیَةَ مُلْکِهِ أَنْ یَأْتِیَکُمُ التَّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ وَبَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَکَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِکَةُ [ البقرة : 248 ] .

 

قال رضی الله عنه :  (فرمى) تعالى (به) ، أی بهذا التابوت (فی الیم) ، أی بحر العلم (لیحصل) ، أی موسى علیه السلام (بهذه القوى) المذکورة (على فنون العلم) الإلهی (فأعلمه) ، أی اعلم تعالى موسى علیه السلام بذلک ، أی برمیه فی الیم (أنه) ، أی موسى علیه السلام (وإن کان الروح) ، أی روحه (المدبر له هو الملک) القائم بأمر اللّه تعالى (فإنه) ، أی ذلک الملک لا یدبره إلا به ، أی بموسى علیه السلام فأصحبه ، أی اصحب اللّه تعالى موسى علیه السلام ، أی أبقى له إلى آخر عمره (هذه القوى الکائنة) ، أی الموجودة (فی هذا الناسوت) ، أی الجسم (الذی عبر عنه بالتابوت) فی الآیة المذکورة (من باب الإشارات) القرآنیة (والحکم) الربانیة .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

قال رضی الله عنه :  (وأما حکمة إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیم ) وهو المسمى بالنبل ( فالتابوت ) إشارة إلى ( ناسوته ) وهو الجسم العنصری الموسوی ( والیم ) إشارة إلى ( ما حصل له ) أی لموسى ( من العلم بوساطة هذا الجسم ) قوله ( مما ) بیان للعلم ( أعطته ) ذلک العلم لموسى ( القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة )

قوله ( التی ) صفة لقوى المذکورة کلها ( لا یکون شیء منها ) أی من تلک القوى ( ولا ) یکون أیضا ( من أمثالها لهذه النفس الانسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری )

 

فالجسم العنصری الانسانی أجل مخلوق اللّه تعالى خلقه اللّه للإنسان لیحصل کمالاته المودعة فی نشأته وبه عظم اللّه آدم فأمر الملائکة بالسجود .

قال رضی الله عنه :  ( فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره جعل اللّه لها ) أی للنفس الانسانیة ( هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده اللّه منها ) أی من النفس ( فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب ) إذ ربوبیته تعالى لا تزال تتحرک إلى أن تصل إلى هذا المربوب التام فسکن فیه الرب لحصول ما هو المقصود من الربوبیة بهذا التابوت دون غیره.

 

قال رضی الله عنه :  ( فرمى به ) على صیغة المجهول أی رمى موسى بالتابوت أو المعلوم أی رمى الحق موسى بالتابوت على ید أمّه ( فی الیم لیحصل ) أی لیکون موسى مستعلیا ( بهذه القوى ) وهی القوى المذکورة للنفس بواسطة الجسم العنصری ( على فنون العلم ) یعنی أن هذا الرمی إشارة إلى النفس الانسانیة ألقیت فی تابوت البدن ورمیت به فی یم العلم لتکون بهذه القوى الحاصلة لها فی التابوت مستعلیة على فنون العلم .

 

قال رضی الله عنه :  ( فأعلمه ) أی الحق موسى ( بذلک ) الرمی ( أنه ) أی الشأن ( وإن کان الروح المدبر له ) أی للتابوت هو الجسم العنصری ( هو الملک ) بفتح المیم وکسر اللام إذ الروح مالک التابوت وجاز بکسر المیم وسکون اللام فإن الروح ملک الحق ( فإنه ) أی فإن الشأن ( لا یدبره ) أی لا یدبر هذا التابوت ( إلا به ) أی بسبب هذا التابوت ( فاصحبه ) أی فاصحب اللّه الروح ( هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر ) على البناء للمفعول من التعبیر ( عنه بالتابوت فی باب الإشارات ) قوله ( والحکم ) على صیغة الجمع أی یقال فی اصطلاح أهل الإشارة للناسوت تابوتا فدبر الروح ملکه الذی هو الجسم العنصری بملکه التی هی القوى الکائنة فی هذا الناسوت فدبر ملکه بملکه


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

قال رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب. فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به. فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

ثم بین أن التابوت هو جسم موسی، والیم وهو العلم المکتسب بطریق الجسم، فصورة الجسم خضر طبیعی وباطنه حیاة أبدیة بالعلم الذی یتحصل بواسطة الجسم.

ثم بین أن موسی قرة عین لامرأة فرعون بما حصل لها من الکمال بطریق موسى وقرة عین لفرعون الایمان فرعون عند خوف الغرق 

 

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم..)  

 

قال رضی الله عنه  : ( وأمّا حکمة إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیمّ فالتابوت ناسوته ، والیمّ ما حصل له من العلم بوساطة هذا الجسم ، ممّا أعطته القوّة النظریة الفکریة ، والقوى الحسیّة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلَّا بوجود هذا الجسم العنصری ، فلمّا حصلت النفس فی هذا الجسم ، فأمرت بالتصرّف فیه وتدبیره ، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصّل بها إلى ما أراد الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الربّ ، فرمی به فی الیمّ لیحصل بهذه القوى على فنون العلم ، فأعلمه بذلک أنّه وإن کان الروح المدبّر  له هو الملک ، فإنّه لا یدبّره إلَّا به ، فأصحبه هذه القوى الکامنة فی هذا الناسوت الذی عبّر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم ).

 

یشیر رضی الله عنه  إلى أنّ العالم وصورة ظاهریات مظاهر الأسماء الحسنى والصفات العلى ، ولهذا کثرت الصور مع أحدیة العین ، فهذه النقوش والأشکال والصور منها ولها وبها ، وباطن العالم وهویته للوجود الحق المتعیّن فیها بحسبها ، فصورة العالم ناسوته ، والتابوت وروحه هو الوجود المتعیّن فیه ، وهو سکینة الربّ ، والیمّ بهذا الاعتبار هو الوجود المطلق الحقّ ، فافهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

قال رضی الله عنه :  (وأما حکمة إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیم ، فالتابوت ناسوته والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة الخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری ، فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره جعل الله لها هذه القوى آلات تتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب )

لأن الیقین والعلم الذی تزداد به الإیمان والسکینة النفس إلى ربها وتطمئن لا یحصل إلا فیه

 

قال رضی الله عنه :  ( فرمى به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم ، فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک ، فإنه لا یدبره إلا به ، فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم )

کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أی بالعالم أو بصورته فما دبره إلا به ، کتوقف الولد على إیجاد الوالد فإن التدبیر الذی دبره الحق العالم فیه بنفس العالم : أی بعضه ببعض ، وهو مثل توقف الولد على إیجاد الحق الوالد الحقیقی .

 

"" إضافة بالی زاده :

یعنى أن هذا الرمی إشارة إلى أن النفس الإنسانیة ألقیت فی تابوت البدن ، ورمیت به فی یم العلم ، لتکون بهذه القوى الحاصلة مستعلیة على فنون العلم .أهـ بالى زادة  ""

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیم : فالتابوت ناسوته ) أی ، التابوت إشارة إلى ناسوته .

( والیم ) إشارة إلى ( ما حصل له من العلم بوساطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شئ منها ) أی ، من تلک القوى .

( ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری . ) لأن کل واحدة منها حقیقة برأسها ، کالنفس الإنسانیة نزلت لخدمتها فی هذه النشأة العنصریة وسجدت لها وانقادت بأمر ربها.

 

قال الشیخ رضی الله عنه :   (فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره ، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها ) أی ، من النفس .

( فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب . ) وإنما کانت السکینة فیه ، لأن الأمور الکلیة

والمعانی الحقیقة لا تزال تتحرک بالمحبة الذاتیة إلى أن تصل إلى الحضرة الشهادیة وتدخل تحت الاسم ( الظاهر ) ، فیجد السالک فیها المعانی بصورها ویسکن إلیها .

 

لذلک کانت المحسوسات أجلى البدیهیات . فالیقین والعلم الذوقی والإیمان الغیبی والتجلی الشهودی لا یحصل إلا فی هذه الحضرة وبواسطتها ، لذلک صارت الدنیا مزرعة الآخرة فصارت سکینة الرب (فرمى به فی الیم لیحصل بالقوى) المذکورة (على فنون العلم.) أی ، لیکون بها مستعلیا على أنواع العلوم الحاصلة بالحواس الظاهرة والباطنة .

یقال : حصل فلان على عرشه . إذا استعلى علیه .

( فأعلمه ) أی ، الحق. ( بذلک ) أی ، بذلک الرمی موسى بوضعه فی التابوت وإلقائه فی الیم ( أنه ) أی، الشأن . (وإن کان الروح المدبر له هو الملک ، فإنه لا یدبره إلا به.) أی ، فإن الروح المدبر له لا یدبره إلا بواسطة هذا  التابوت .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه ب" التابوت " فی باب الإشارات والحکم.) على صیغة الجمع .


أی ، جعل الله الروح مصاحبا لهذه القوى الحالة فی البدن الذی عبر الحق سبحانه عنه بالتابوت فی باب الإشارة ، أی ، هذا المقول ثابت فی باب الإشارة الربانیة والحکم الإلهیة.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا حکمة إلقائه فی التّابوت ورمیه فی الیمّ ؛ فالتّابوت ناسوته ، والیمّ ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوّة النّظریّة الفکریّة والقوى الحسیّة والخیالیّة الّتی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النّفس الإنسانیّة إلا بوجود هذا الجسم العنصریّ ، فلمّا حصلت النّفس فی هذا الجسم وأمرت بالتّصرّف فیه وتدبیره ، جعل اللّه لها هذه القوى آلات تتوصّل بها إلى ما أراده اللّه منها فی تدبیر هذا التّابوت الّذی فیه سکینة الرّبّ ، فرمی به فی الیمّ لیحصل بهذه القوى على فنون العلم ، فأعلمه بذلک أنّه وإن کان الرّوح المدبّر له هو الملک ؛ فإنّه لا یدبّره إلّا به ، فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا النّاسوت الّذی عبّر عنه بالتّابوت فی باب الإشارات والحکم ) .

 

ولما فرغ عن بحث استمداد روحه من أرواح الأطفال ، فإنها قوى روحه شرع فی بحث استمداده من قوى بدنه ،

فقال رضی الله عنه  : ( وأما حکمة إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیم ) ، فهی تنبیهیة بطریق الإشارة إلى أن تعلق روحه ببدنه لتجری فی بحار المحسوسات بالقوى التی فیه ، فیرجع بالکمالات العلمیة والعملیة المستفادة منها إلى ربه ، فیفوز بأعلى وجوه السعادات والقرب من ربه ؛ وذلک لیصرف عنان همته فی تحصیل ذلک ،

 

قال رضی الله عنه :  ( فالتابوت ) بطریق الإشارة ( ناسوته ) أی : بدنه الشامل على القوى ، ( والیم ) بتلک الطریق ( ما حصل له من العلم ) ، إذ هو بحر لا ساحل له ، ورمیه فی الیم إشارة إلى أن حصول هذا العلم بواسطته ( بوساطة هذا الجسم ) الشامل على هذه القوى ؛ لأنه عند التجرد الأول لم یکن عالما به ، وإنما کان بالمعقولات المحضة فی هذا العلم

قال رضی الله عنه :   ( مما أعطته القوة النظریة ) ، وهذه القوة النظریة إنما أعطته القوة ( الفکریة ) ، إذا ترتبت المقدمات النظریة ، إنما تکون بالترکیب والتحلیل بین صور المحسوسات والمعانی المدرکة منها ، وهذه القوة جسمانیة ثابتة فی وسط الدماغ ،

ومما أعطته:

( القوى الحسیة ) أی : المشاعر الظاهرة ، فإنها علوم عند الأشعری ،

( والخیالیة ) أی : الحواس الباطنة غیر المنکرة وهی الحس المشترک ، والخیال والحافظة والمتوهمة ( التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها ) من القوى المحرکة ( لهذه النفس الإنسانیة ) ، وهی القلب

قال رضی الله عنه :  ( إلا بوجود هذا الجسم ) ؛ لأنها جسمانیة فلا تحل فی المجردات ، ولا تحصل له من حیث هو مجرد عنصری ؛ ذکره لیشیر إلى أن هذه النفس لو تعلقت بالأجرام السماویة لم یکن لها هذه القوى الحسیة والخیالیة والمفکرة ، إذ لیس لهذه الأجرام جر نفع ولا دفع ضر ، وإنما هو فی الجسم ( العنصری ) الذی یتوارد علیه الکون والفساد .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما حصلت النفس فی هذا الجسم ) العنصری المحتاج إلى جر نفع ودفع ضر لتوارد الکون والفساد علیه ، ( وأمرت بالتصرف فیه ) لإخراج ما فیه بالقوة إلى الفعل ، ( وتدبیره ) بجذب المنافع ودفع المضار ، والنفس لا تستقل بذلک فی الأمور الخارجیة ، ( جعل اللّه لها هذه القوى ) الحالة فی هذا البدن الذی تعلقت به النفس ، فحصل بینهما اجتماع

 

قال رضی الله عنه :   ( آلات یتوصل بها إلى ما أراده منها ) من الأفعال الصناعیة ( فی تدبیر هذا التابوت ) البدن ( الذی فیه سکینة ) ، أی : سکون أسرار ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، ( فرمی به ) أی : بهذا التابوت البدنی ( فی الیم ) أی : یم العلوم باستعمال هذه القوى فی تحصیلها ؛

قال رضی الله عنه :  ( لیحصل بالقوى ) فیقف ( على فنون العلم ) من النظریات ، والبدیهیات ، والمحسوسات بعد ما کانت لها المعقولات المحضة لو بقیت على تجردها ، وإذا کان ألقی موسى فی التابوت ، ورمیه فی الیم إشارة إلى ما ذکرنا.

( فأعلمه بذلک ) الإلقاء والرمی فی الیم ( أنه وإن کان الروح المدبر له ) ، أی : للبدن

 

قال رضی الله عنه :  ( هو الملک ) المتشبه بالمالک الحق حتى صارت معرفته مستلزمة لمعرفته ، ( فإنه لا یدبره إلا به ) ؛ لأن هذه القوى شعب النفس الحیوانیة الحاصلة من النداء اللطیف فی القوى أیضا منه ، وإذا کان تدبیره بهذه القوى ، ولیس محلا لها ، ولا یمکن اجتماعها معه فی عالم المجردات ، ( فأصحبته هذه القوى ) الحالیة ( فی هذا الناسوت ) ، أی : البدن

 

 ( الذی عبّر عنه بالتابوت ) ؛ لاشتماله على هذه القوى بطریق الحلول فیه ، وهذا وإن لم یکن مراد النص بطریق العبارة ، فهو مراد ( فی باب الإشارات ) ، وهی وإن لم یؤخذ بها فی باب الاستدلال یؤخذ بها ( والحکم ) المستفادة من القرآن ، إذ أکثرها بطریق الإشارة بحیث لا تناقض مفهوم العبادة ، ولا تذکر بطریق العبارة ؛ لصعوبة فهمها على العامة فیکون سببا لضلالهم ، فإذا علم ذلک علم کمال تشبهه بالحق.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم.)  

 

حکمة إلقاء موسى فی التابوت ورمیه فی الیمّ

قال رضی الله عنه  : ( وأمّا حکمة إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیمّ : فالتابوت ناسوته ) من حیث الحصر والإحاطة ، ( والیمّ ما حصل له من العلم ) ، فإنّ له نسبة إلى العلم حکمة وتلویحا .

أمّا الأول فلاشتماله على الماء الذی هو صورة العلم ولکمال سعته وإحاطته .

وأمّا الثانی فلأنّه بیّنات میمی « العلم » ولامه الظاهر بهما عین عینه عیانا ولذلک جعله إشارة إلى العلم الخاصّ المستحصل من العین ببیّنات أشکالها المنتجة لضروب الحقائق ، وهو العلم الحاصل للنفس  ( بواسطة الجسم ، مما أعطته القوّة النظریّة الفکریّة ) من الحقائق التنزیهیّة ( والقوى

 

الحسّیة والخیالیّة ) من اللطائف التشبیهیّة کما وقفت علیه .

وأیضا الیمّ : صورة طرفی الجسم وبیّناتهما ، فلذلک جعله إشارة إلى العلم الحاصل من الجسم بتلک القوى ، ضرورة أنّ تلک القوى هی

قال رضی الله عنه  : ( التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیّة إلَّا بوجود هذا الجسم العنصری ) الکثیف وذلک لأنّ القوى المذکورة إنما هی هیئات برزخیّة ، مستحصلة من تعاکس النور المجرّد اللطیف عن الجسم الهیولانیّ الکثیف ، کما عرفت تحقیقه فی المقدّمة .

 

اثر ارتباط النفس مع الجسم فی ترقّیها

فالنفس ما لم تحصل له علاقة التصرّف والتدبیر فی الجسم ، لا یمکن لها وجود قوّة من تلک القوى ولا أمثالها ، مما یستحصل به إدراک المحسوسات من العوارض الجسمانیّة والأشباح الهیولانیّة والمثالیّة والمعانی الجزئیّة ،

قال رضی الله عنه  : ( فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرّف فیه ، جعل الله له هذه القوى آلات یتوصّل بها إلى ما أراده الله منها ) ، من المدارک الجمعیّة الکمالیّة الحاصلة من تعاکس النور المجرّد عن الجسم ، مکتسبا منه جمعیّته البرزخیّة متدرّجا فی تلک الجمعیّة إلى أن یصل إلى القلب ،

برزخ البرازخ وهو الذی أراده الله من النفس عند تفویض التصرّف إلیها ( فی تدبیر هذا التابوت ) یعنی الوعاء الثابت الذی یصلح لأن یودع فیه الجسد عند سکونه عن حرکة الحیاة واضطرابها ، وصلوحه لأن یستکنّ فی القبر ، الذی هو صورة القرب .

 

تأویل التابوت بالمزاج الإنسانی

هذا بحسب العرف واللغة مطلقا ، فإنّه هاهنا فی قوله تعالى : "أَنْ یَأْتِیَکُمُ التَّابُوتُ فِیه ِ سَکِینَةٌ من رَبِّکُمْ " .

 کنایة عن المزاج الإنسانی الذی یصلح لأن یظهر فیه الوحدة الاعتدالیّة القلبیّة الساکنة المطمئنّة عن المیول الانحرافیّة الأطرافیّة التی هی محل قرب الحقّ وسکینة کمال الربّ وظهوره ،

 

ولذلک قال رضی الله عنه  : ( الذی فیه سکینة الربّ ، فرمى به فی الیمّ ) العلمی المحیط بالکل ، ( لیحصل بهذه القوى ) قوّة مسلطة قادرة ( على فنون العلم ) ذوقیّة وبرهانیّة ، بدیهیّة وکسبیّة ، کتابیّة وکلامیّة ، رقمیّة ولفظیّة ، تشبیهیّة وتنزیهیّة فإنّ هذه الفنون من العلوم انما یستحصل إذا القى موسى النفس إلى تابوت الناسوت والقى فی یمّ مدارکه الجسمانیّة .

 

ثمّ إنّه من جملة ما علم من هذه الحکمة الجهة الارتباطیّة التی بین الروح والجسد الجسمانیّ،

 

وإلیه أشار بقوله رضی الله عنه  : ( فأعلمه الله بذلک ) التابوت ( أنّه وإن کان الروح المدبر له هو الملک ) فی مدینة جمعیّته الإنسانیّة ، ( فإنّه لا یدبّره ) - أی لا یدبّر هذا الجسم الموسویّ الکمالیّ تدبیرا یوصله إلى غایته النوعیّة وکماله الحقیقیّ الذی هو صلوحه لأن یکون سکینة للربّ ( إلَّا به ) ، باعتبار استجماع هذا الجسم المنوّر بتدبیر الملک صنوفا من القوى والجوارح ، بها تقتنص شوارد الحقائق عن شواهق علوّ إطلاقها .

 

وقد استقصینا الکلام فی أمر تلک المملکة وتبیین أشغالها ووجوه عمّالها ، وتفاوت درجاتهم عند تدبیر الوصول إلى کمالها فی المناظرات الخمس ، من أراد ذلک فلیطالع ثمّة .

 

قال رضی الله عنه  : (فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت ، الذی عبّر عنه ) عند استشعار التدبیر الربطی منه ( بالتابوت من باب الإشارات ) التلویحیّة من الصور الحرفیة - وهی أنّ « التابوت » خصوصیّته الفارقة له عن "الناسوت" إنما هو التاء والباء ، اللذان یلوّحان على التدبیر الربطی - ( والحکم ) الذوقیّة من النسب المعنویة وهی أنّ الربط بین التابوت وما فیه من الجسد المیّت إلى حیث یتحرّک بتحریکه الیمّ ویسکن بتسکینه إیّاه ، وهی غایة قوّة الجهة الارتباطیة .

 

فعلم أنّ تدبیر الروح الذی علیه ملاک أمر الکمال الوجودیّ إنما هو بالجسم ، ومبنى الکل على الجهة الارتباطیّة والنسبة الامتزاجیّة التی بین بین .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( و أما حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیم: فالتابوت ناسوته، والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلا بوجود هذا الجسم العنصری.

فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه وتدبیره، جعل الله لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده الله منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الرب.

فرمی به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنه وإن کان الروح المدبر له هو الملک، فإنه لا یدبره إلا به.

فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات والحکم..)  

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا حکمة إلقائه فی التّابوت ورمیه فی الیمّ : فالتّابوت ناسوته ، والیمّ ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوّة النّظریّة الفکریّة والقوى الحسیّة والخیالیّة الّتی لا یکون شیء منها ولا من أمثالها لهذه النّفس الإنسانیّة ).

 

قال رضی الله عنه :  (وأما حکمة إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیم فالتابوت ) بلسان الإشارة ( ناسوته ) ، أی صورته الإنسانیة ( والیم ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة والقوى الحسیة والخیالیة التی لا یکون شیء منها ) من تلک القوى ( ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة )

 

قال رضی الله عنه :  ( إلا بوجود هذا الجسم العنصریّ . فلمّا حصلت النّفس فی هذا الجسم وأمرت بالتّصرّف فیه وتدبیره ، جعل اللّه لها هذه القوى آلات تتوصّل بها إلى ما أراده اللّه منها فی تدبیر هذا التّابوت الّذی فیه سکینة الرّبّ . فرمی به فی الیمّ لیحصل بهذه القوى على فنون العلم . فأعلمه بذلک أنّه وإن کان الرّوح المدبّر له هو الملک ؛ فإنّه لا یدبّره إلّا به ، فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا النّاسوت الّذی عبّر عنه بالتّابوت فی باب الإشارات والحکم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( إلا بوجود هذا الجسم العنصری . فلما حصلت النفس فی هذا الجسم وأمرت بالتصرف فیه والتدبیر فیه جعل اللّه لها هذه القوى آلات یتوصل بها إلى ما أراده اللّه منها ) ، أی من النفس ( فی تدبیر هذا التابوت الذی فی سکینة الرب ) ، لأن الیقین والعلم الذی یزداد به الإیمان وتسکن به النفس إلى ربها وتطمئن لا یحصل إلا فیها ( فرمى به فی الیم لیحصل بهذه القوى على فنون العلم . فأعلمه بذلک ) ،

 

أی أعلم اللّه سبحانه موسى بما فهم بلسان الإشارة عن إلقائه فی التابوت ورمیه فی الیم ( أنه ) ، أی الجسم ( وإن کان الروح المدبر له هو الملک فإنه لا یدبره إلا به فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبر عنه بالتابوت فی باب الإشارات ) ، الإلهیة ( والحکم ) الربانیة


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۳۵-۵۳۸

حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیمّ‏

و الآن حکمت القاى موسى را در تابوت عنوان ‌می‌کند و چون هر کسى از کودکى معلوم است چکاره است و سرنوشت او در أطوار حالاتش بیانگر احوال عین ثابت و احکام سر القدر اوست به تولد موسى خونها ریخته شد. پس این طفل مرد جنگ و جهاد و قیام و این گونه امور است و ظالمان از تولد این طفل در هراس بودند. پس این طفل قائم به قسط و عدل است و درباره حضرت مهدى علیه السلام نیز روایت آمده است که یکى از احوال آن جناب این است که شباهت به موسى دارد. چنانکه در زمان ولادت او همین تفحص که درباره موسى شد درباره ایشان نیز به عمل آمد و چون موسى باید فرعون را در رود نیل غرق کند و سرانجام پیروزیش در رود نیل است، در آغاز کار هم سر و کارش با رود نیل بود که در تابوت گذاشته شود و به رود نیل القا شود و به سلامت از رود نیل بگذرد، نجات او هم در دست شخص دشمنش بوده باشد و از این گونه امور که در حالات موساى کلیم از آیات قرآنیه فراوان است که باید استنباط کرد و به شرح حال او و اوضاع قیام او وفق داد و تطبیق نمود. اکنون شیخ در حکمت دوم که حکمت القاى موسى در تابوت و انداختن او در دریاست سخن ‌می‌گوید:

و أمّا حکمة إلقائه فی التابوت و رمیه فی الیمّ: فالتابوت ناسوته، و الیمّ ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظریة الفکریة و القوى الحسّیة و الخیالیّة التی لا یکون شی‏ء منها و لا من أمثالها لهذه النفس الإنسانیة إلّا بوجود هذا الجسم العنصری. فلمّا حصلت النفس فی هذا الجسم و أمرت بالتصرّف فیه و تدبیره، جعل اللّه لها هذه القوى آلات یتوصّل بها الى ما اراده اللّه منها فی تدبیر هذا التابوت الذی فیه سکینة الربّ.

و اما حکمت القاى موسى در تابوت و رمى او در یم این است که تابوت از حیث حصر و احاطه اشاره به ناسوت اوست و دریا اشاره است به علمى که به واسطه این جسم براى او حاصل شده است و آن علم را قوه نظریه فکریه و قواى حسیه و خیالیه‌ای که هیچ یک از این قوا و امثال قوا براى این نفس انسانیه نمی‌باشد مگر به وجود این جسم عنصرى عطا کرده است. پس چون نفس در این جسم حاصل شد و مأمور به تصرف در او و تدبیر وى شد خداوند براى نفس این قوا را آلات و افزار قرار داد تا به آن چیزهایى که خداوند از نفس در تدبیر این تابوتى که در او سکینه رب است اراده فرموده است واصل بشود.

قیصرى گوید:

و این تابوت را از آن رو سکینه رب گفته است که امور کلى و معانى حقیقى به‏ حرکت حبى ذاتى همیشه در حرکت است تا به حضرت شهادت مطلقه واصل بشود و در تحت اسم ظاهر درآید که سالک در حضرت شهادت، معانى کلیه حقیقیه را به صور آنها بیابد و سکون و آرامش به دست آورد. لذا محسوسات روشن‌ترین بدیهیاتند، پس یقین و علم ذوقى و ایمان غیبى و تجلى شهودى حاصل نمی‌شود مگر در این حضرت شهادت مطلقه و به واسطه این حضرت، لذا دنیا که حضرت شهادت مطلقه است مزرعه آخرت است، پس حضرت شهادت، سکینه رب شده است.

و جسم عنصرى که تابوت نفس ناطقه است مجمع جمیع صور معانى حقیقیه است، و خداوند در قرآن فرمود: أَنْ یَأْتِیَکُمُ التَّابُوتُ فِیهِ سَکِینَةٌ مِنْ رَبِّکُمْ‏ (بقره: 248) و چون مزاج انسان صلاحیت دارد که وحدت اعتدالى قلبیه ساکنه مطمئنه از میلهاى انحرافى در او ظاهر شود و دیگر مزاجها را این قابلیت نیست پس این وحدت اعتدالیه به این نکته لطیف، محل قرب و سکینه کمال رب و ظهور اوست، از این جهت شیخ گفت تابوتى که در او سکینه رب است.

فرمی به فی الیمّ لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنّه و ان کان الروح المدبّر له هو الملک، و أنّه لا یدبّره إلّا به، فأصحبه هذه القوى الکائنة فی هذا الناسوت الذی عبّر عنه بالتابوت فی باب الإشارات و الحکم.

پس در دریا انداخته شد (که مراد علم محیط به کل است چه یم صورت آن است.) تا به وسیله این قواى یاد شده مستعلى و قاهر و قادر بر فنون علم باشد و آنها را تحصیل کند (فنون علم یعنى ذوقیه، برهانیه، بدیهیه، کسبیه، کتابیه، کلامیه، رقمیه، لفظیه، تشبیهیه و تنزیهیه). پس حق سبحانه، موسى را به نهادن در تابوت و القایش در یم اعلام فرمود که هر چند روح مدبّر موسى در مدینه جمعیت انسانى او ملک است و لکن ملک، مدبّر او نیست مگر به واسطه این تابوت پس خداوند همنشین گردانید با موسى این قواى کائنة در این ناسوت را که از آن در باب اشارات و حکم به تابوت تعبیر شده است.

یعنى اشاره است به اینکه نفس انسانیه در تابوت بدن قرار گرفت و در یم علم انداخته شد تا بر فنون علم مستعلى شود، و این بیان و امثال این بیان در این کتاب شریف فصوص الحکم و همچنین در فتوحات مکیه و صحف تفسیریه اهل عرفان و خلاصه مطلق آثار قلمى این بزرگان در بیان آیات قرآنیه تفسیر انفسى قرآن است که‏ ظاهر به حال خود محفوظ است و انتقالات عرفانى که همان تفسیر انفسى قرآن است بیان تأویلات آیات است که‏ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ‏.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۹۷-۹۹۸

و أمّا حکمة إلقائه فى التّابوت و رمیه فى الیمّ: فالتّابوت ناسوته، و الیمّ ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم مما أعطته القوّة النّظریّة الفکریّة و القوى الحسیّة و الخیالیّة الّتى لا یکون شی‏ء منها و لا من أمثالها لهذه النّفس الإنسانیّة إلا بوجود هذا الجسم العنصرىّ.

اما حکمت القاى موسى در تابوت و انداختن در دریا آنست که تابوت اشارتست به «ناسوت» او و دریا به علمى که حاصل مى‏شود بواسطه این جسم از آنچه اعطاء مى‏کند آن را قوّت نظریّه فکریّه و قواى حسّیه و خیالیّه که هیچ‏یک ازین قوا و امثال او نفس انسانیّه را حاصل نمى‏شود مگر به جسم عنصرى، و این قوا درین نشأت عنصریّه نازل مى‏شود از براى خدمت نفس انسانیّه و سجده مى‏کند او را و انقیاد امر او مى‏نماید.

فلمّا حصلت النّفس فى هذا الجسم و أمرت بالتّصرّف فیه و تدبیره، جعل اللّه لها هذه القوى آلات تتوصّل (لتتوصّل- خ) بها إلى ما أراده اللّه منها.

پس چون نفس ناطقه درین جسم حاصل شود و مأمور گردد به تصرف در وى‏ و به قیام در تدبیر او حضرت الهى به عون عنایت نامتناهى این قوا را آلات او سازد تا بدان توصّل کند به هرچه حقّ ازو خواسته است.

فى تدبیر هذا التّابوت الّذى فیه سکینة الرّبّ.

در تدبیر این تابوت که سکینه پروردگار در اوست از براى آنکه امور کلّیّه و معانى حقیقیّه همیشه متحرک است به محبّت ذاتیّه تا واصل شود به حضرت شهادیّه و داخل گردد تحت اسم ظاهر. پس ساکن در حضرت شهادیّه درمى‏یابد معانى را به صورش و با او ساکن مى‏گردد و آرام مى‏یابد. و لهذا محسوسات اجلاى بدیهیات آمد، لاجرم به عین و علم ذوقى و ایمان غیبى و تجلّى شهودى حاصل نمى‏شود مگر درین حضرت؛ و از آن جهت که حضرت شهادیّه واسطه نیل این سعادات است، دنیا مزرعه آخرت آمد و سکینه ربّ گشت.

فرمى به فى الیمّ لیحصل بهذه القوى على فنون العلم.

پس انداخته شد درین دریا تا به واسطه این قول غالب آید بر فنون علوم حاصله به حواس ظاهره و باطنه.

فأعلمه بذلک أنّه و إن کان الرّوح المدبّر له هو الملک؛ فإنّه لا یدبّره إلّا به، فأصحبه هذه القوى الکائنة فى هذا النّاسوت الّذى عبّر (عبّر- معا) عنه بالتّابوت فی باب الإشارات و الحکم.

پس حق سبحانه و تعالى اعلام کرد موسى را به واسطه وضع او در تابوت‏ و القاء در دریا که اگرچه روح مدبّر مر بدن را ملک مملکت است و تصرّف و تدبیر مملکت او را است و لیکن تدبیر او موقوف است بدین تابوت، لاجرم مصاحب او گردانید قواى کائنه را در این ناسوت که در باب اشارات و حکم تعبیر کرده مى‏شود ازو به تابوت.

یعنى حق سبحانه و تعالى روح را مصاحب قوائى ساخت که حاله است در بدن که حقّ تعالى در اشارت ربانیّه و حکم الهیّه او را تابوت خوانده است


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۶۲

 و أمّا حکمة إلقائه فی التّابوت و رمیه فی الیمّ: فالتّابوت ناسوته، و الیمّ ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم ممّا أعطته القوّة النّظریّة الفکریّة و القوى الحسّیّة و الخیالیّة التی لا یکون شی‏ء منها و لا من أمثالها لهذه النّفس الإنسانیّة إلّا بوجود هذا الجسم العنصرىّ. شرح یعنى امر ارادى وارد شد به ما در طبیعت کلیّه، که طفل روح موسوى را در مهد روحانى به اغذیه انوار ملکوتى رضاعت فرماى. و چون به تصاریف تجلّیات تمام، تکمیل به تحصیل انجامد. آن طفل روح را در تابوت ناسوتى نهد، و در دریاى علوم شهادى اندازد، تا اکتساب علوم نظرى و حسّى و خیالى حاصل آید.

فلمّا حصلت النّفس فی هذا الجسم و أمرت بالتّصرّف فیه و تدبیره، جعل اللّه لها هذه القوى آلات یتوصّل بها إلى ما أراده اللّه منها فی تدبیر هذا التّابوت الّذی فیه سکینة الرّبّ.

شرح در ذکر سکینه اشارت است بدان که همه امور کلّى و معانى حقیقى که در عالم غیبند به محبّت ذاتى در حرکت [و] اضطراب‏اند که تا در عالم شهادت بظهور رسند، و از رتبه اسم باطن به تحت اسم ظاهر درآیند «و لیس بعد الظّهور اضطراب». پس چون این معانى خود را در کسوت وجود یابند، ساکن گردند.

فرمى به فی الیمّ لیحصل بهذه القوى على فنون العلم فأعلمه بذلک أنّه و إن کان الرّوح المدبّر له هو الملک، فإنّه لا یدبّره إلّا به. فأصبحه [فاصحبه‏] هذه القوى الکائنة فی هذا النّاسوت الّذی عبّر عنه بالتّابوت فی باب الإشارات و الحکم. شرح یعنى پس تابوت موسى به دریا انداخته شد، تا به واسطه قواى مذکوره او بر فنون علم مطّلع شود. پس حقّ- عزّ اسمه

تعلیم کرد وى را به انداختن در دریا، که اگرچه روح مدبّر اوست، که در ملک بدن ملک است، امّا تدبیر بى واسطه تابوت ناسوتى نمى‏تواند کرد. پس قوایى که در ناسوتیّت کائن‏اند مصاحب روح گردانید، و آن را معبّر گردانید به تابوت در باب اشارات، که حکیم جهت نظر نامحرم ألفاظ را به جلباب رموز بپوشانید که تا جز اهل محرم آن نگردد.