الفقرة السادسة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحقّ العالم فإنّه ما دبّره إلّا به أو بصورته .
فما دبّره إلّا به کتوقّف الولد على إیجاد الوالد ، والمسبّبات على أسبابها ، والمشروطات على شروطها ، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلّتها ، والمحقّقات على حقائقها . وکلّ ذلک من العالم . وهو تدبیر الحقّ فیه فما دبّره إلّا به .
وأمّا قولنا أو بصورته - أعنی صورة العالم - فأعنی به الأسماء الحسنى والصّفات العلى الّتی تسمّى الحقّ بها واتّصف بها . )
قال رضی الله عنه : (کذلک) ، أی مثل ذلک (تدبیر الحق) تعالى (العالم) بفتح اللام بأسره محسوسه ومعقوله وموهومه (فإنه ما دبره تعالى إلا به) ، أی بالعالم نفسه على حسب ما یقتضیه حاله من القوى المختلفة فیه (أو بصورته) ، أی العالم التی تسمى اللّه تعالى بها واتصف بها فما دبره أی دبر اللّه تعالى العالم به أی العالم نفسه بل العالم دبر من حیث إنه صورته تعالى نفسه من حیث إنه عالم فإذا دبر الحق تعالى العالم بالعالم توقف بعض العالم على بعض (کتوقف) وجود (الولد على إیجاد الوالد) من کل نوع من أنواع الحیوان وتوقف وجود
قال رضی الله عنه : (المسببات) العادیة والشرعیة والعقلیة على وجود أسبابها کذلک وتوقف وجود (المشروطات) الشرعیة وغیرها على وجود شروطها ، کذلک وتوقف وجود المعلولات العقلیة وغیرها (على) وجود عللها ، کذلک وتوقف وجود المدلولات من کل نوع من حیث هی مدلولات لثبوتها عند المستدل على وجود أدلتها کذلک وتوقف وجود (المحققات من کل شیء على) وجود (حقائقها) ، أی ماهیاتها ولوازمها الذاتیة .
قال رضی الله عنه : (وکل ذلک) ، أی المسببات والأسباب والمشروطات والشروط والمعلولات والعلل والمدلولات والأدلة والمحققات والحقائق من جملة العالم بفتح اللام بل هی العالم لا غیر ، فالعالم منقسم إلى مؤثر ومتأثر باللّه تعالى لا بنفسه (وهو) ، أی هذا التدبیر من بعض العالم فی بعض تدبیر الحق تعالى (فیه) ، أی فی العالم (فما دبره) ، أی دبر اللّه تعالى العالم (إلا به) ، أی بالعالم من حیث قیام الکل باللّه تعالى .
قال رضی الله عنه : (وأما قولنا) فیما مر قریبا أو (بصورته أعنی صورة العالم) یعنی أن اللّه تعالى ما دبر العالم إلا بصورة العالم فأعنی به ، أی بالمدبر من صورة العالم الأسماء الحسنى الجمیلة الجلیلة (والصفات العلى) ، أی المنزهة المقدسة (التی تسمى الحق) تعالى (بها واتصف بها) من حیث مراتبه تعالى الوجودیة المعتبرة أزلا وأبدا بالنسبة إلى الأعیان الثابتة بأنفسها فی العدم الأصلی الموجودة مرتبة کما هی علیه بتلک المراتب الوجودیة المذکورة ، فالأعیان عینت المراتب الأسمائیة والحضرات الصفاتیة من الذات العلیة ، والمراتب المذکورة عینت الوجود للأعیان على حسب ما تقتضیه تلک الأعیان فالأزل للمراتب والأبد للأعیان .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فما وصل إلینا من اسم یسمّى به إلّا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم . فما دبّر العالم أیضا إلّا بصورة العالم . ولذلک قال فی آدم الّذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیّة الّتی هی الذات والصّفات والأفعال : « إنّ اللّه خلق آدم على صورته » ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیّة . فأوجد فی هذا المختصر الشّریف الّذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیّة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل وجعله روحا للعالم فسخّر له العلو والسّفل لکمال الصّورة )
قال رضی الله عنه : (فما وصل) إلینا معشر المکلفین من اسم تسمى به الحق تعالى فی القرآن والسنة (إلا ووجدنا معنى ذلک الاسم) ، أی مقتضاه الظاهر بآثاره کالعلیم والقدیر ، فإن معناهما الکشف عن الأثر المعدوم ، ثم إفاضة الوجود علیه بحسبه (وروحه) ، أی سر ذلک الاسم وهو خصوصیة الموقوف علیها تأثیر الاسم الآخر کجعل الأثر متمیزا عما سواه فی نفسه الثابتة فی العدم الأصلی بالاسم العلیم ، فإن ذلک روح ، أی سر الاسم العلیم زیادة على معناه الذی هو مجرد الکشف عن ذلک وکتحقیق معنى الوجود فی الأثر بالاسم القدیر فإنه روح ،
أی سر الاسم القدیر زیادة على معناه الذی هو مجرد إفاضة الوجود على الأثر المعدوم (فی) هذا (العالم) المحسوس والمعقول ،
فکل علیم قدیر ممن یصنع معنى الاسم العلیم ظاهر فیه بالکشف عن معلومه وروح الاسم بتمیزه عما سواه ، ومعنى الاسم القدیر بإضافة الوجود علیه بنقله من حالة مادیة إلى حالة غائیة ، کالنجار یفیض الوجود بالصنع للکرسی المقدر فی نفسه وهو فی مادته التی هی الخشب ، فینتقل ذلک الکرسی من بطون مادته الخشبیة إلى ظهور عینه الصوریة ، وروح الاسم بتحقیق معنى ذلک الصنع وإثبات صورة الکرسی تامة الهیئة فی الحس ، وهکذا فی کل صانع وفی جمیع الأسماء .
قال رضی الله عنه : (فما دبر) ، أی الحق تعالى (العالم) کله (أیضا) ، أی زیادة على مجرد تدبیره إلا وهو ظاهر للعالم بصورة العالم ، أی مجموع أسماء العالم وصفاته .
قال رضی الله عنه : (ولذلک) ، أی لکون الأمر کذلک (قال) علیه السلام کما ورد فی الحدیث (فی حق آدم) علیه السلام الذی هو ، أی آدم علیه السلام الأنموذج وهی کلمة معربة وقد تسمى بالفهرست ومعناها مجموع ما اشتمل علیه الشیء من کل عنوان فیه على نوع من أنواعه (الجامع) ذلک (لنعوت الحضرة الإلهیة) ، أی عنوانات أنواع مراتبها (التی هی) ،
أی تلک النعوت الذات الواحدة والصفات) والأسماء الکثیرة (والأفعال) الکثیرة (إن اللّه) تعالى (خلق آدم علیه السلام على صورته) ، أی صورة اللّه تعالى على التنزیه المطلق ، ویؤیده الروایة الأخرى على صورة الرحمن (ولیست صورته )،
""ونصه : ( لا تقبحوا الوجه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن ) . رواه الطبرانی فی الکبیر
ورواه الدارقطنی ولفظه عنده : ( لا تقبحوا الوجه فإن اللّه خلق آدم على صورة الرحمن عز وجل ) .""
أی اللّه تعالى سوى الحضرة الإلهیة التی هی مجمع ذاته تعالى وصفاته وأسمائه وأفعاله وأحکامه ؛ خمس مراتب بعضها أعلى من بعض فی حقیقة الوجود المطلق بالإطلاق الحقیقی المنزه عن معرفة العارفین به وجهل الجاهلین له ، لأنه من حیث هو لا یعرف ولا یجهل .
(فأوجد) سبحانه (فی هذا المختصر) من العالم الکبیر (الشریف) من قوله تعالى : وَلَقَدْ کَرَّمْنا بَنِی آدَمَ [ الإسراء : 70 ] .
قال رضی الله عنه : (الذی هو الإنسان الکامل) فی الظاهر والباطن (جمیع الأسماء الإلهیة) ، التی هی مجموع المراتب الخمس المذکورة فله ذات وله صفات وله أسماء وله أفعال وله أحکام مضاهاة للحضرة الإلهیة وأوجد تعالى فیه أیضا (حقائق) ، أی ماهیات وأعیان مثل جمیع (ما خرج عنه) ،
أی عن ذلک الإنسان من الأشیاء الموجودة (فی العالم الکبیر المنفصل) عنه ففیه:
سماوات وهی دماغه ،
ونجوم وهی حواسه الظاهرة والباطنة ،
وعرش وهو روحه ،
وکرسی وهو نفسه ،
وقلم هو عقله ،
ولوح هو ذهنه ،
وعوالم ملائکة وهی قواه الساریة فی بدنه ،
وجن وهی قواه الباطنة منها مطیع ومنها عاص ،
وشیاطین وهی قواه الخبیثة فی أفعال المعاصی ،
وفیه أرضون وهی جسمه ،
وفیه بحر محیط وهو دمه ،
وجبال وهی عظامه ،
وتلال وهی عروقه ،
ونبات هو شعره ،
وماء حلو فی فمه ،
وماء مر فی أذنه ،
وماء وسخ فی أنفه ،
وماء قذر فی بوله ،
وفیه عناصر أربعة :
صفراء هی ناره ،
ودم هو هواه ،
وبلغم هو ماؤه ،
وسوداء هی ترابه ،
وهکذا مما یطول بیانه مضاهاة للعالم الکبیر بأسره (وجعله) ، أی جعل اللّه تعالى هذا الإنسان الکامل (روحا للعالم) الکبیر جمیعه (فسخر اللّه) تعالى (له) ، أی لهذا الإنسان الکامل (العلو) من السماوات وما فیها والسفل من الأرضین وما فیهن لکمال الصورة التی هو فیها مضاه للحضرة الإلهیة وللعوالم الإمکانیة کلها .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم فإنه ما دبره إلا به ) أی الحق ما دبر العالم إلا بالعالم ( أو بصورته ) وتفسیر الصورة سیأتی من بعد فأیا ما کان ( فما دبره إلا به ) أی فما دبر الحق العالم إلا بالعالم إذ صورة العالم من العالم لکنه لیس من عالم الناسوت فجعل مقابلا تارة بقوله أو بصورته ومتحدا بقوله فما دبره إلا به
قال رضی الله عنه : ( کتوقف الولد على إیجاد الوالد والمسببات على أسبابها والمشروطات على شروطها والمعلولات على عللها والمدلولات على أدلتها والمحققات ) بفتح القافین ( على حقائقها وکل ذلک من العالم وهو) . أی توقف المذکور
قال رضی الله عنه : ( تدبیر الحق فیه ) أی فی العالم ( فما دبره إلا به وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به ) أی بقوله صورة العالم ( الأسماء الحسنى والصفات العلیا ) قوله ( التی ) صفة للأسماء والصفات ( تسمى الحق بها ) أی بالأسماء الحسنى ( واتصف ) الحق ( بها ) أی بالصفات العلیا
"" کنار موسى یراها عین حاجته ..... وهو الإله ولکن لیس یدریه ""
وإنما فسر الصورة هاهنا بالأسماء الحسنى والصفات العلیا مع أن صورة العالم هی الأعیان الثابتة فی العلم وهی مظاهر الأسماء الحسنى والصفات العلیا نظر إلى اتحادهما بالذات فإذا دبر الحق العالم بالأسماء والصفات
قال رضی الله عنه : ( فما وصل إلینا من اسم تسمى به ) الحق ( إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم فما دبر العالم أیضا ) کتدبیره بالعالم ( إلا بصورة العالم ) فاجتمع فی کل فرد فرد من العالم الناسوت تدبیران من وجهین تدبیر بصورته وهی الأسماء الحسنى وحینئذ لیست الأسماء الحسنى والصفات العلیا والأعیان الثابتة فی العلم من العالم بل هی صورة العالم فصورة العالم لیست من العالم بالنسبة إلى ذی الصورة ، وأما بالنسبة إلى ذات الحق المدبرة لها فهی من العالم فذات الحق مدبرة لها فالمراد هاهنا بالعالم ما عدا الأسماء الحسنى إذ الکلام فی عالم الناسوت وهو التابوت والعالم الجسمانی وعالم الملک لا فی عالم اللاهوت وهو عالم الأسماء والأرواح فتدبیر الحق فی مثل هذا العالم عالم الأسماء لا یکون إلا بذاته لا بواسطة أمر آخر بخلاف عالم الناسوت فلا بد من تدبیر الحق فیها من واسطة وتدبیر العالم بالعالم مثله فالحرف الفاصلة بمعنى الواصلة .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ولذلک ) أی ولأجل أن الحق ما دبر العالم إلا بصورة العالم ( قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج ) أی الأنموذج ( الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال قوله إن اللّه خلق آدم على صورته ) مقول قال ( ولیست صورته ) أی صورة الحق ( سوى ) تلک ( الحضرة الإلهیة فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة و ) جمیع ( حقائق ما خرج ) هو ( عنه ) أی عن هذا المختصر
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فی العالم الکبیر المنفصل ) وإنما قال حقائق ما خرج عنه إذ ما یوجد فی المختصر جمیع ما فی العالم الکبیر بصورها وتشخصاتها وتعیناتها بل ما یوجد ما فی العالم الکبیر إلا بحقائقها وهی الأمور الکلیة التی تحتها أفراد شخصیة فلا یوجد فی الإنسان الکامل الأشخاص الجزئیة الموجودة فی العالم الکبیر بل توجد حقائق تلک الأشخاص فیه ( وجعله روحا للعالم ) الکبیر المنفصل ( فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة ) التی خلق اللّه الإنسان الکامل علیها فالمراد بآدم فی قوله خلق آدم على صورته هو آدم الحقیقی الذی یسمى الإنسان الکامل والروح المحمدی
وهو قوله أول ما خلق اللّه روحی وهو عالم اللاهوت لا آدم الصوری العنصری وهو جزء من عالم الکبیر عالم الملک مسخر لهذا الروح الکلی وهو صورة العالم الکبیر وروحه فدبر الحق الإنسان الکامل بذاته ودبر العالم بالإنسان الکامل
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به. وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
فی کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال
ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم فإنّه ما دبّره إلَّا به أو بصورته ، فما دبّره إلَّا به کتوقّف الولد على وجود الوالد ، والمسبّبات على أسبابها ، والمشروطات على شروطها ، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلَّتها ، والمحقّقات على حقائقها ، وکل ذلک من العالم ، وهو تدبیر الحق فیه ، فما دبّره إلَّا به . وأمّا قولنا : « أو بصورته » - أعنی بصورة العالم - فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی یسمّى الحق بها واتّصف بها ) .
یشیر رضی الله عنه إلى أنّ العالم وصورة ظاهریات مظاهر الأسماء الحسنى والصفات العلى ، ولهذا کثرت الصور مع أحدیة العین ، فهذه النقوش والأشکال والصور منها ولها وبها ، وباطن العالم وهویته للوجود الحق المتعیّن فیها بحسبها ، فصورة العالم ناسوته ، والتابوت وروحه هو الوجود المتعیّن فیه ، وهو سکینة الربّ ، والیمّ بهذا الاعتبار هو الوجود المطلق الحقّ ، فافهم .
قال رضی الله عنه : ( فما وصل إلینا اسم یسمّى به إلَّا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم ، فما دبّر العالم أیضا إلَّا بصورة العالم ) .
یعنی رضی الله عنه : أنّ الأسماء الإلهیة کالحیّ والعالم والمرید والخالق والقادر والرازق التی یسمّى بها الحق حقائقها وأرواحها هی الحیاة والعلم والإرادة والقدرة والخلق والرزق ، وهی موجودة فی الحیّ والعالم والمعلوم والمراد والمقدور والمخلوق والمرزوق فی العالم ، فما دبّر العالم إلَّا بصورته وهی الهیئة الاجتماعیة من الأسماء الإلهیة .
قال رضی الله عنه : ( ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرزخ الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال :" إنّ الله خلق آدم على صورته" ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة ، فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المفصّل وجعله روحا للعالم ، فسخّر له العلو والسفل لکمال الصورة )
فالهدى هو أن یهتدی الإنسان إلى الحیرة ، فیعلم أنّ الأمر حیرة ، والحیرة قلق وحرکة ، والحرکة حیاة ، فلا سکون ولا موت ، ووجود فلا عدم ، وکذلک فی الماء الذی به حیاة الأرض ،
وحرکتها قوله : ( اهْتَزَّتْ ) ، وحملها قوله : ( وَرَبَتْ ) ، وولادتها قوله :
( وَأَنْبَتَتْ من کُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ ) أی أنّها ما ولدت إلَّا ما یشبهها أی طبیعیا مثلها ، فکانت الزوجیة التی هی الشفعیة لها بما تولَّد منها وظهر عنها ، کذلک وجود الحق کانت الکثرة له ، وتعدّد الأسماء أنّه کذا وکذا بما ظهر عنه من العالم الذی یطلب نشأته حقائق الأسماء الإلهیة ، فثبتت به " .
یشیر رضی الله عنه : إلى أنّه کما شفعت النتائج والثمرات أصولها ، کذلک کثرة الأسماء شفعت أحدیة الوجود الحقّ ، فإنّ الأسماء تثبت للوجود الحق بالعالم ، إذ هو المألوه والمربوب المقتضی وجود الربوبیة والإلهیة .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به )
أی بالعالم ( أو بصورته فما دبره إلا به ، کتوقف الولد على إیجاد الوالد ) فإن التدبیر الذی دبره الحق العالم فیه بنفس العالم : أی بعضه ببعض ، وهو مثل توقف الولد على إیجاد الحق الوالد الحقیقی .
"" إضافة بالی زاده :
یعنى أن هذا الرمی إشارة إلى أن النفس الإنسانیة ألقیت فی تابوت البدن ، ورمیت به فی یم العلم ، لتکون بهذه القوى الحاصلة مستعلیة على فنون العلم .أهـ بالى زادة ""
قال رضی الله عنه : ( والمسببات على أسبابها ، والمشروطات على شروطها والمعلولات على عللها والمدلولات على أدلتها ، والمحققات على حقائقها ) أی الأشخاص المتحققة على حقائقها النوعیة .
قال رضی الله عنه : ( وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه ، فما دبره إلا به ،
وأما قولنا : أو بصورته أعنى صورة العالم فأعنى به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها ، فما وصل إلینا من اسم یسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم ، فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم )
لیس المراد بصورة العالم صورته الشخصیة الحسیة ، وإلا رجع إلى القسم الأول ولم یطابق تفسیره ، بل الصورة النوعیة العقلیة وهی الأسماء الحسنى وحقائقها التی هی الصفات العلى ، فإن صور العالم مظاهر الأسماء والصفات فهی صوره الحقیقیة الباطنة ، والمحسوسات صوره الشخصیة الظاهرة ، فهذه نقوش وأشکال تتبدل ،
وتلک بأعیانها باقیة ثابتة لا تتبدل ، فهذه هیاکل وأشباح وتلک معانیها وأرواحها ،
فکل ما تسمى به الحق من الأسماء کالحی والعالم والمرید والقادر واتصف به من الصفات کالحیاة والعلم والإرادة والقدرة موجود فی العالم ، فما دبر الله ظواهر العالم إلا ببواطنه
فالقسم الأول : هو تدبیر بعض الصور الظاهرة من أجزاء العالم ببعضها ،
والقسم الثانی : تدبیر الصور الشخصیة الظاهرة بالصور النوعیة الباطنة ، وکلاهما تدبیر العالم بالعالم ، ومعنى الاسم وروحه حقیقته التی هو به ، فإن الاسم لیس إلا الذات مع الصفة ، فالأسماء کلها بالذات حقیقة واحدة هو الحق تعالى فلا امتیاز من هذا الوجه ، فالاسم والمعانی والحقائق التی تحصل بها الأسماء هی الصفات فالمراد بمعنى الاسم وروحه الصفة التی یتمیز به الاسم عن غیره ، ومعنى قوله : فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم ، فما دبر العالم إلا بصورته التی هی الهیئة الاجتماعیة من الأسماء الإلهیة.
"" إضافة بالی زاده :
أی دبر الروح ملکه الذی هو الجسم العنصری بملکه التی هی القوى الکائنة فی هذا الناسوت فدبر ملکه بملکه ، کذلک تدبیر الحق ما دبر العالم إلا بالعالم .أهـ بالى زادة ""
قال رضی الله عنه : ( ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال « إن الله خلق آدم على صورته )
الأنمونامج بحذف الذال والأنموذنامج معرب معناه النسج ، ویقال بالفارسیة نمودار نامه ، والأول بحذف الدال معرب وفی بعض النسخ البرنامج ، ولعله تصحیف وقع من بعض الناظرین فی الکتاب على معنى النسخة الکبرى من العالم ،
وهو فی النسخة الأولى المعول علیها أعجمی کالعلم لتعینه الجامع صفة أو خبر ثان الذی هو صدر الصلة ، وعلى الثانیة إن صح والمعنى ظاهر ، ومعرب نمودار نامه الأنموذج.
قال رضی الله عنه : ( ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة ، فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل عنه )
أی وأوجد فیه حقائق الأشیاء الخارجة عن الإنسان فی العالم الکبیر المنفصل ، فإن أجزاء العالم کالسماوات والعناصر والمعادن والنبات وأصناف الحیوانات لیست بموجودة فی الإنسان صورها وأشخاصها ،
لکن حقائقها التی بها هی کالأرواح والنفوس الناطقة والمنطبقة والطبائع العنصریة والصور الجسمیة المادیة والقوى المعدنیة والنباتیة والحیوانیة بأسرها ، وفی الجملة الجواهر والأعراض کلها موجودة فیه فصح أنه تعالى أوجد جمیع ما فی الحضرة الإلهیة ، وجمیع الحقائق بأعیانها وأجزائها فی الإنسان الکامل
قال رضی الله عنه : ( وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة)
أی بالعالم ، والمعنى أنه کما شفعت الموالید من الموالید من الثمرات والنتائج أصولها فکذلک کثرة الأسماء شفعت أحدیة الوجود الحق ، فإن الأسماء تثنت للوجود الحق بالعالم إذ هو المألوه المربوب المقتضى لوجود الإلهیة والربوبیة ، وهما لا یکونان إلا بالأسماء .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال الشیخ رضی الله عنه : (کذلک تدبیر الحق العالم : فإنه ما دبره إلا به. أو بصورته.) أی ، بالعالم . إذ لولا الأعیان القابلة للتدبیر ، ما کان التدبیر ، ومن تدبیر الحق العالم بالعالم ، جعل بعضها متوقفا على البعض کتوقف المسببات على أسبابها .
والمراد بقوله : ( أو بصورته ) الأعیان الثابتة التی هی الصور العلمیة للعالم ، کما فسره من بعد وجعل الأعیان عین الأسماء الحسنى . ولولا تفسیره ، رضی الله عنه ، قوله : ( أو بصورته ) بما ذکر ، لفسرناه بالإنسان الکامل . فإنه على صورة الحق وصورة العالم . وکان حسنا .
فشبه تدبیر الحق للعالم بتدبیر الروح للبدن ، فکما أن الروح یدبر بدنه بعین البدن - إذ لولا الأعضاء البدنیة وقواها ما کان یحصل التدبیر کذلک الحق روح العالم یدبر العالم بعین العالم وکما أن الروح یدبر لبدنه بقواه ، کذلک الحق یدبر العالم بأسمائه وصفاته . فنسبة الحق إلى العالم ونسبة العالم إلیه کنسبة الروح إلى البدن ونسبة البدن إلى الروح .
قال رضی الله عنه : (فما دبره إلا به) أی ، ما دبر الحق العالم إلا بالعالم . (کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، المسببات على أسبابها والمشروطات على شروطها والمعلولات على عللها والمدلولات على أدلتها والمحققات ) على صیغة المفعول ( على حقائقها . وکل ذلک من العالم . ) أی ، جعل بعضها واسطة فی تدبیر البعض الآخر وسببا .
قال رضی الله عنه : ( وهو تدبیر الحق فیه ، فما دبره إلا به ) وضمیر ( هو ) عائد إلى ( التوقف ) . أی ، جعله بعض العالم موقوفا على البعض ، تدبیر من الحق فی العالم ، فما دبر الحق العالم إلا بالعالم .
قال رضی الله عنه : ( وأما قولنا : "أو بصورته" أعنی صورة العالم فأعنی به ) أی ، بقولنا صورة العالم .
( الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها ) أطلق الأسماء على الأعیان التی هی صور الأسماء فی العلم ، وهی النسب المعنویة ، کما مر مرارا .
فالحق یفیض المعانی على الأعیان القابلة لها بواسطة أسمائه وصفاته
التی هی النسب العقلیة ، ویدبر بواسطة الأعیان العلمیة الأرواح الخارجیة ، وبواسطتها النفوس المنطبعة ، وبها الأبدان الشخصیة .
فالأعیان أرواح للأرواح ، وهی لها کالأبدان للأرواح . کما مر فی المقدمات . فتظهر ربوبیة الرب فی جمیع مراتب الوجود ، فما دبر العالم إلا بالعالم .
قال رضی الله عنه : (فما وصل إلینا من اسم تسمى به وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم . فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم . ) معنى ( الاسم ) وروحه الصفة التی هی الممیزة له عن غیره . وجمیع الصفات التی هی أرواح الأسماء الواصلة إلینا ، من الحیاة والعلم والإرادة والقدرة وغیر ذلک ، حاصلة فی العالم ، ثابتة له ، والأسماء والصفات من حیث تکثرها وامتیازها عن الذات الأحدیة ملحقة بالعالم ، فصح أنه تعالى ما دبر العالم إلا بالعالم .
قال رضی الله عنه : ( ولذلک ) أی ، ولأجل أنه تعالى دبر العالم بالعالم ، جعل آدم خلیفة على العالم ودبر العالم به . ( قال فی حق آدم الذی هو البرنامج ) ( البرنامج ) فارسی معرب أصله : ( البرنامه ) . و ( بر ) بالفارسیة هو ( الصدر ) . أی ، صدر المکتوب .
والمراد به ( الأنموذج ) وهو أیضا معرب ( نمودار ) بالفارسیة ( الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال "إن الله خلق آدم على صورته" . ولیست صورته ) أی ، صورة الحق ( سوى الحضرة الإلهیة ) وهی حضرة الأسماء والصفات .
قال رضی الله عنه : ( فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة ) التی هی النسب الذاتیة ( وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل ، وجعله روحا للعالم ، فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة . ) التی خلقه الله علیها .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحقّ العالم فإنّه ما دبّره إلّا به أو بصورته ، فما دبّره إلّا به کتوقّف الولد على إیجاد الوالد ، والمسبّبات على أسبابها ، والمشروطات على شروطها ، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلّتها ، والمحقّقات على حقائقها ، وکلّ ذلک من العالم ، وهو تدبیر الحقّ فیه فما دبّره إلّا به ، وأمّا قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصّفات العلى الّتی تسمّى الحقّ بها واتّصف بها ، فما وصل إلینا من اسم یسمّى به إلّا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم . فما دبّر العالم أیضا إلّا بصورة العالم ).
ثم یکمل تشبهه به باستعمال تلک القوى فی تحصیل الکمالات المرادة منها ؛ لأنه إذا علم ذلک من نفسه مع بدنه ، علم أنه ( کذلک تدبیر الحق للعالم ؛ لأنه ما دبره إلا به ) أی :
بما هو من أجزائه ( أو بصورته ) ، أی : صورة العالم من الأسماء الإلهیة والصفات ، وهی وإن کانت صورة الحق ، فهی من حیث إن معانیها أرواحها فی العالم صورة المعالم ( فما دبره ) فی الوجهین ( إلا به ) ؛ لأن تدبیره ( بصورته ) من الأسماء تدبیر بما فیه من معانیها ، فمثال تدبیر العالم بنقص أجزائه .
قال رضی الله عنه : ( کتوقف ) إیجاد ( الولد ) من حیث هو ولد ( على إیجاد الوالد ) ، وتوقف إیجاد ( المسببات على أسبابها ) ، والسبب ما یتوقف علیه الشیء ویؤثر فیه ، ولکن لا یوجب وجوده ، ( والمشروطات على شروطها ) ، والشرط ما یتوقف علیه الشیء ، ویؤثر فیه ویوجبه هذا فی الموجودات الخارجیة .
وأما الموجودات الذهنیة فیتوقف إیجاد ( المدلولات ) فی الذهن ( على ) إیجاد ( أدلتها ) فی الذهن ، وتوقف إیجاد ( المحققات على حقائقها ) ، وهی من حیث هی أعم من الخارجیة ( وکل ذلک ) أی : الأسباب ، والشروط ، والعلل ، والأدلة ، والحقائق ( من ) أجزاء ( العالم ، وهو ) أی : ترتیب الولد ، والمسبب ، والمشروط ، والمعلول على الوالد ، والسبب ، والشرط ، والعلة
قال رضی الله عنه : ( تدبیر الحق فیه ) ، أی : فی العالم وجملة ما فی العالم منحصر فی هذه الأقسام ، ( فما دبره إلا به ) بالاستقراء التام ، لکنه إنما یتم فی الولد ، والمسببات ، والمشروطات ، والمعلولات لا فی الوالد ، والسبب ، والشرط ، والعلة السابق منها ، فالتدبیر فیه بصورته ، فأشار إلیه بقوله : ( وأما قولنا أو بصورته أعنی : صورة العالم ) بینه ؛ لئلا یتوهم أنها صورة الحق ، فلا یکون تدبیر الحق بها للعالم تدبیرا بالعالم ، ( فأعنی به ) أی : بذلک القول
قال رضی الله عنه : ( الأسماء الحسنى ، والصفات العلا ) ، فإنها وإن کانت هی ( التی تسمى الحق بها واتصف بها ) ، فهی صورة العالم إذ هی صور لما فی العالم من المعانی والأرواح ، وإن کانت صور العالم صورا لهذه الأسماء ، کما أنها صور لتلک المعانی والأرواح ، ولا یختص بذلک بعض الأسماء دون بعض مما ظهر لنا .
قال رضی الله عنه : ( فما وصل إلینا ) بطریق الکتاب أو السنة ، أو الإجماع أو الکشف ( من اسم تسمى به ) ، وإن کان من الأسماء المختصة به کاللّه والرحمن ( إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم ) ، والشیء صورة لمعناه وروحه ، فالأسماء الإلهیة صور لما فی العالم من المعانی والأرواح ، والاسم عبارة عن الذات مع الصفة ، والذات صورة للعالم ، فالصورة الحقیقیة له هی الصفات ، وإذا کان تدبیر العالم بهذه الأسماء والصفات ، ( فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم ) ، وهو تدبیر له بما فیه من معانیها وأرواحها ، فهو أیضا تدبیر العالم بالعالم .
قال رضی الله عنه : ( ولذلک قال فی آدم الّذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیّة الّتی هی الذات والصّفات والأفعال : « إنّ اللّه خلق آدم على صورته » ، ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیّة ، فأوجد فی هذا المختصر الشّریف الّذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیّة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل ، وجعله روحا للعالم فسخّر له العلو والسّفل لکمال الصّورة ).
قال رضی الله عنه : ( ولذلک ) أی : ولکون تدبیر الحق للعالم بصورة العالم ( قال ) على لسان رسوله الذی وَما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحى [ النجم : 3 ، 4 ] .
( فی ) حق ( آدم الذی هو البرنامج ) معرب « نموجه » ، وقد حذفت منه الذال ، وقد یقال فیه : الأنموذج وهو لحن العامة ، والصواب « النموذج » معرب ، وفی بعض النسخ : "البرنامج معرب برنامه " ، وإنما کان أنموذج العالم ؛ لکونه ( الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة ) أی : معانیها (التی هی الذات والصفات والأفعال)، إذ ظهر فیه الوجود، والصفات السبع، والصناعات ، فکانت الذات والصفات والأفعال صورة لما فیه («إن اللّه خلق آدم على صورته»).
أی : صورة آدم کما یقوله بعض أهل الظاهر ، لکنهم یتوهمون أن المراد منه أنه خلق من أول الأمر على ما کان علیه حال الکبر ، ولیس فیه فائدة یعتد بها ، إذ لم یکن متولدا من الأبوین ، بل المراد على صورته من الذات والصفات والأفعال ،
کما أشار إلیه بقوله : (ولیست صورته ) أی : صورة آدم حین خلق ( سوى الحضرة الإلهیة ) التی هی صورة لما فی آدم من هذه النعوت ، فاتفق هذا القول بقول من جعل الضمیر للّه تعالى ، لکن لا یکون بذلک نموذج العالم من کل وجه ؛ لاختصاصه بحقائق انفصل بها عن الحق .
قال رضی الله عنه : ( فأوجدها فی هذا المختصر ) لا فی کل واحد مما صدق علیه الإنسان عرفا ، بل فی ( الشریف ) منه ( الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة ) ، أی : معانیها وأرواحها ، وهذا الوجد به اتصال العالم بالحق ، وکذا إیصال الإنسان به وجمع فیه أیضا ( حقائق ما خرج عنه ) ، أی : عن الحق ، فلم یکن من معانی أسمائه وأرواحها ، وإنما کان من آثارها ( فی العالم الکبیر المنفصل ) عن الحق بتلک الحقائق ؛ لجمعه بین الأسماء الإلهیة ، وبین تلک الحقائق ؛
ولذلک ( جعله روحا للعالم ) ، إذ صار مناسبا للحق وللعالم والروح مسخر له البدن ، ( فسخر له العلو ) أی : الأرواح العلویة ( والسفل ) ، أی : الأجسام السفلیة ، وإنما کان روحا للعالم مع کون العالم جامعا بین الأسماء الإلهیة ، والحقائق الخارجة عنه ؛ ( لکمال الصورة ) الإنسانیة بخلاف صورة العالم .
وإذا کان إلقاء موسى فی التابوت إشارة إلى إلقاء الروح فی البدن ، وإلقاء التابوت فی الیم إشارة إلى : إلقاء الروح بواسطة البدن فی فنون العلوم المختلفة الموجبة لإنسانیته الکاملة المنجیة من موت الجهل الجاهل إنسانیته محض الحیوانیة ،
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
کیفیّة تدبیر العالم
قال رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحقّ العالم ، ما دبّره إلا به ) نفسه ( أو بصورته ) الوجودیّة التی هذه الأشکال والصور الکونیّة من ظلالها ( فما دبّره إلَّا به ) نفسه کتدبیر بعض أجزاء العالم بالبعض وتوقّفه علیه ، ( کتوقّف الولد على إیجاد الوالد ) فإنّ تدبیر وجود الولد إنما هو بالوالد وإیجاده إیّاه مع تباین ذاتیهما وضعف القوّة الارتباطیّة .
قال رضی الله عنه : (والمسبّبات على أسبابها ) ، فإنّ تدبیر السریر - مثلا - فی العالم إنما هو بالنجّار وتخیّله صورته وغایته المترتّبة علیه ، المشوّقة له إلى تحریکه نحو ترتیب المادّة والصورة منه ، وهذا الارتباط أقوى من الأول ، ولکنه إنما یحتاج إلى عدم المانع ووجود المقتضی ، وهو المعبّر عنه بالشرط ، ولذلک قال بعده : ( والمشروطات على شروطها ) فإنّه تدبّر بها ویترتّب علیها وجود المسبّبات ضرورة .
هذا کلَّه فی المرکَّبات الامتزاجیّة الزمانیّة ، وأمّا فی المجرّدات والعقلیّات وما بعدها من الحقائق الجلائیّة کتدبیر المعلولات بعللها التامّة فإلیه أشار بقوله : ( والمعلولات على عللها ) هذا الارتباط مع تباین الوجودین فی الخارج وأما فیما لا تغایر بین وجودی المرتبطین فی الخارج فلا شکّ فی قوّة الجهة الارتباطیّة هناک ، فلذلک تراه موصلا - لمن تحقّق بأحدهما - إلى الآخر.
وهما قسمان :
أحدهما ما اشتمل على نسبة مستقلة ،
والآخر ما لا نسبة فیه أیضا والأول هو المشار إلیه بقوله : ( والمدلولات على أدلَّتها ) ، فإنّه انما یدبّر فی تحصیل المدلول بدلیله ، والقوّة الارتباطیّة بینهما وصلت إلى مرتبة الاتّحاد ، فإنّ الأدلة تحمل على مدلولاتها بـ هو هو ، ولکن ذلک الاتّحاد فی الخارج فقط ، وأمّا فی العقل فبینهما تغایر ، ضرورة أنّ الدلیل سابق فیه ، وهو الذی توصل المتحقّق به إلى المدلول .
هذا فیما فیه نسبة ، وأمّا ما لا نسبة فیه وهو الغایة فی سلسلة الربط الاتّحادی التدبیری فإلیه أشار بقوله : ( والمحقّقات بحقائقها ) کالأشخاص المحقّقة الخارجیّة ، فإنّه إنما یدبّر تحصیلها بحقائقها النوعیّة التی هی عینها خارجا وعقلا ، ظاهرا وباطنا فلا تغفل عن تدرّج هذه القوّة الارتباطیّة إلى الوحدة الجمعیّة العینیّة وما نبّهت علیه فی المقدّمة أنّ العالم مشتمل على أفراد وأعیان متفرّقة ،
وعلى نسب جمعیّة بینها ولذلک قال : ( وکلّ ذلک من العالم و ) الارتباط الوحدانی منه بین الأفراد ( هو تدبیر الحقّ فیه ، فما دبّره إلا به ) .
العالم تجلی الأسماء الحسنى وصفات الحقّ العلى
قال رضی الله عنه : ( وأمّا قولنا : « أو بصورته » أعنی بصورة العالم ) إشارة إلیه بلسان التفصیل کما عبّر عنه أولا بلسان الإجمال ، وذلک لأنّه قد اطَّلعت مما وقفت علیه آنفا أن للعالم صورة کونیّة هی عبارة عن کثرة نسبیّة .
وذلک أعیانها المفردة الظاهرة حسّا - وصورة وجودیّة هی عبارة عن وحدة نسبیّة ، وذلک هی النسب الجمعیّة المتبطَّنة فیه ، الظاهرة أحکامها وآثارها فی الإنسان .
وتلک النسب فی الحقیقة هی أسماء الحق وأوصافه ، کالحیاة والعلم والقدرة والإرادة وغیرها ، وهی التی فیه مستند الأفعال والآثار والأحکام وبیّن أنّ إطلاق صورة العالم على المعنى الثانی منهما غریب فی مدارک العامّة من المسترشدین ،
فلذلک خصّه بالذکر قائلا : ( فأعنی به الأسماء الحسنى ) .
ثمّ إنّه کما أنّ للعالم ظاهرا محسوسا وباطنا معقولا ، لا بدّ وأن یکون للصورة منه ما یطابق الطرفین جمیعا ، فلذلک قال : ( والصفات العلى ) إشارة إلى ما یطابق طرف الباطن منها ، کما أنّ الأول إشارة إلى ما یطابق طرف الصورة وفی عبارته إشارة غیر خفیّة إلى الطرفین ، حیث وصفهما بالحسنى والعلى فإنّ الحسن مقتضى الظاهر ، کما أن العلوّ مقتضى الباطن .
ثمّ إنّه یرید أن یبیّن ما به یتحقّق وجودیّة هذه الصورة منهما ، وکونها وحدة نسبیّة فقال : ( التی تسمّى الحقّ بها ) اسما حسنا ( واتّصف بها ) صفة علیّا .
وقوله رضی الله عنه : ( فما وصل إلینا من اسم یسمّى به إلَّا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه ) بطرفیه ( فی العالم ) إشارة إلى بیان کونه صورة وذلک أنّ المعنیّ من معنى الشیء هو طرف خفائه واندماج أحکامه وآثاره ، وما یقرب إلى العدم منه .
وبیّن أنّ الصورة الکونیّة بهذه النسبة أولى من الوجودیّ ، فإنّ معنى الأسماء حقیقة هو الأعیان الکونیّة ، وإن کان بحسب مدارکنا إذا قسنا إلى الترتیب الواقع فیها ظهر الأمر على عکس ذلک ولکن الکلام هاهنا إنما هو بحسب الأمر نفسه لا بحسب المدارک والمجالی ، فإنّها نسب تتخالف بالاعتبار .
قال رضی الله عنه : ( فما دبّر العالم ) فی لسان التفصیل ( أیضا إلا بصورة العالم ) .
آدم هو الجامع بین الصورتین
ثمّ إنّ مجموع الصورتین بأحدیّة جمع الصور إنما هو صورة الحقّ ، وآدم هو الجامع بینهما
( ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج ) - معرّب " برنامه " بالفارسیة . وفی بعض النسخ : « هو الأنمونامج » ، معرّب " نموذ نامه " .
وعلى التقدیرین هو العنوان الجامع لما فی صحیفة الکتاب من السلام والأوصاف والأحکام - فإنّ آدم أیضا هو ( الجامع لنعوت الحضرة الإلهیّة التی هی الذات والصفات والأفعال : " إن الله خلق آدم على صورته"). رواه البخاری و مسلم وابن حبان و أحمد فی المسند و البیهقی وغیرهم .
فإنّ فی اسم « آدم » ما یلوح على المراتب الثلاث التی للحضرة الإلهیّة فإنّ « الألف » إشارة إلى الذات ، و « الدال » الدالَّة على الأسماء إشارة إلى الصفات ، لأنّها مبدأ الاسم ، دالَّة علیه و " المیم " المتمّم للکل إشارة إلى الأفعال کما أن فی اسم « الله » ما یلوّح على تفصیل الحضرة الإلهیّة وتکرار اللام الدالّ على الصفات فی هذا السیاق یلوّح إلى ما للصفات من النسبة إلى الذات ، وهی التی تصیر بها أسماء الحقّ وإلى الأفعال والآثار التی باعتبارها تصیر عینا .
آدم جامع الأسماء الإلهیّة
قال رضی الله عنه : ( ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیّة ) الظاهرة بها آدم ، فهو مثله - ولیس کمثله شیء .
( فأوجد فی هذا المختصر الشریف ) الممتزج به صور التفاصیل امتزاجا تنعکس به نسبة بعضها إلى البعض ، به یأنس الکلّ ضرورة أنّ الاختصار یوجب قرب الأجزاء ، والقرب یستلزم الأنس ، فحیثیّة الاختصار فیه هو مبدأ تسمیته بالإنسان ،
ولذلک وصفه بقوله رضی الله عنه : (الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیّة ) ، التی هی الصورة الوجودیّة للعالم ( وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل ) بعضها عن البعض ، فإنّها أعیان مفردة متمایزة بالذات کثیرة ، وهی الصورة الکونیّة للعالم ، فللإنسان الصورة الکاملة الجامعة بین الجمع الوجودیّ والتفرقة الکونیّة .
آدم روح العالم والعالم مسخّر له
قال رضی الله عنه : ( وجعله ) باعتبار تلک الجمعیّة والکمال ( روحا للعالم ) ، مقوّما لأعیانه المتفرّقة المنفصلة بالذات ، بأن صیّر ذلک الکثیر شخصا واحدا ، تقویم الروح الحیوانی جسده .
( فسخّر له العلو ) وهو طرف اللطائف الروحانیة والمجرّدات ( والسفل ) وهو طرف الکثائف الجسمانیّة والمتعلَّقات بالموادّ الهیولانیّة ، ( لکمال الصورة ) الجامعة بین الکیانیّة من الصور والإلهیّة منها وبهذا الکمال یطلق علیه المثلیّة .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم ما دبره إلا به أو بصورته، فما دبره إلا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد ، والمسببات على سبابها، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها ، والمدلولات على أدلتها، و المحققات على حقائقها. وکل ذلک من العالم وهو تدبیر الحق فیه. فما دبره إلا به.
وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها واتصف بها . فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم. فما دبر العالم أیضا إلا بصورة العالم.
ولذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال «إن الله خلق آدم على صورته». ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، وجعله روحا للعالم فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة. )
قال رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحقّ العالم فإنّه ما دبّره إلّا به أو بصورته. فما دبّره إلّا به کتوقّف الولد على إیجاد الوالد ، والمسبّبات على أسبابها ، والمشروطات على شروطها، والمعلولات على عللها، والمدلولات على أدلّتها ، والمحقّقات على حقائقها. وکلّ ذلک من العالم.)
قال رضی الله عنه : ( کذلک تدبیر الحق العالم فإن ما دبره إلا به أو بصورته فما دبره إلا به ) ، أی فالذی دبره ( کتوقف الولد على إیجاد الوالد و ) کتوقف ( المسببات على أسبابها ) کتوقف السریر على النجار والخشب وتخیله صورته وغایته ولکنه مع ذلک یحتاج إلى عدم المانع ووجود المقتضى وهو المعبر عنه بالشرط .
( و ) کتوقف ( المشروطات على شروطها ) ، کما عرفت مثالهما ( و ) کتوقف ( المعلولات على عللها ) التامة کتوقف وجود النهار على طلوع الشمس ( و ) کتوقف ( المدلولات على دلائلها و ) کتوقف ( المحققات ) بصیغة اسم المفعول ، أی الأشخاص ( على حقائقها ) النوعیة التی عینها خارجا وعقلا ظاهرا وباطنا ( وکل ذلک من العالم وهو ) ، أی جعل العالم موقوفا بعضه على بعض
قال رضی الله عنه : ( وهو تدبیر الحقّ فیه فما دبّره إلّا به . وأمّا قولنا أو بصورته - أعنی صورة العالم - فأعنی به الأسماء الحسنى والصّفات العلى الّتی تسمّى الحقّ بها واتّصف بها .
فما وصل إلینا من اسم یسمّى به إلّا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم . فما دبّر العالم أیضا إلّا بصورة العالم . ولذلک قال فی آدم الّذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیّة الّتی هی الذات والصّفات والأفعال : « إنّ اللّه خلق آدم على صورته » ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیّة . فأوجد فی هذا المختصر الشّریف الّذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیّة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل ، وجعله روحا للعالم)
قال رضی الله عنه : ( تدبیر الحق فیه فما دبره ) ، أی العالم ( إلا به ) ، أی بالعالم .
( وأما قولنا أو بصورته أعنی صورة العالم فأعنی به الأسماء الحسنى والصفات العلى التی تسمى الحق بها ) ، باسم حسن ( واتصف بها ) بصفة علیاء ( فما وصل إلینا من اسم تسمى به إلا وجدنا معنى ذلک الاسم وروحه فی العالم ) ، ومن البین أن الاسم صورة لمعناه وروحه ، فإذا کان معناه وروحه مما فی العالم یکون هو صورة ما فی العالم ( فما دبر العالم ) إذ دبر بأسمائه الحسنى ( أیضا إلا بصورة العالم ) ، وکما أن الأسماء الحسنى والصفات العلى صورة العالم کذلک هی صورة الحضرة الإلهیة . ( ولذلک قال فی حق آدم الذی هو البرنامج ) معرب برنامه.
وفی بعض النسخ هو الأنمونامج معرب بمونامه . وعلى التقدیرین هو العنوان الجامع لما فی صحیفة الکتاب من السلام والأوصاف والأحکام فإن آدم أیضا هو ( الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات والصفات والأفعال : « إن اللّه خلق آدم على صورته » ولیست صورته سوى الحضرة الإلهیة . فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة وحقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل ) بعضها عن بعض
وإنما قال : وحقائق ما خرج منه فی العالم الکبیر ، لأن جمیع ما فی العالم لیست موجودة فی الإنسان بحسب صورها بل بحسب حقائقها التی هی بها هی ( وجعله ) ، باعتبار تلک الجمعیة ( روحا للعالم ) ، بأن صیر ذلک الکثیر شخصا واحدا تصیر الروح الأعضاء المتکثرة جسدا واحدا.
قال رضی الله عنه : ( فسخّر له العلو والسّفل لکمال الصّورة .) تصیر الروح الأعضاء المتکثرة جسدا واحدا ( فسخر له العلو والسفل لکمال الصورة ) وجامعیتها الصورة الإلهیة والکونیة
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص: ۵۳۸-۵۳۹
کذلک تدبیر الحقّ العالم فإنه ما دبّره إلّا به.
همچنین است تدبیر حق تعالى عالم را که عالم را تدبیر نمیفرماید مگر به عالم، که بعضى از اعیان قابل تدبیر را متوقف بر بعض دیگر نمود مثلا بعضى را سبب و بعضى را مسبب قرار داد. چنانکه قواى کائنة در تابوت انسان که بدن اوست بعضى بر بعضى متوقفند و روح مدبّر بدن، بدن را تدبیر میکند به واسطه بدن.
أو بصورته، فما دبّره إلّا به کتوقف الولد على إیجاد الوالد، و المسبّبات على أسبابها، و المشروطات على شروطها، و المعلولات على عللها، و المدلولات على أدلتها، و المحقّقات على حقائقها، و کلّ ذلک من العالم و هو تدبیر الحقّ فیه، فما دبّره إلّا به.
یا عالم را تدبیر مینماید به صورت عالم.
مراد از صورت، اعیان ثابتهاند که صور علمیه عالم در صقع ذات ربوبى میباشند.
حق سبحانه عالم را که مظاهر آن اعیان ثابتهاند به وسیله آن صور علمیه یعنى اعیان ثابته به علم عنایى خود تدبیر میکند.
پس حق سبحانه عالم را تدبیر نکرده است مگر به واسطه عالم مانند توقف ولد بر ایجاد والد و توقف مسببات به اسبابشان و مشروطات بر شروطشان و معلولات بر عللشان و مدلولات بر ادلهشان و محققات بر حقایقشان (مراد از محققات، اشخاصند که بر حقایق نوعیه خودشانند) و همه اینها از عالمند و این عمل حق سبحانه (بعضى از عالم را موقوف بر بعضى دیگر قرار دادن) تدبیر حق در عالم است. پس حق سبحانه عالم را تدبیر نکرده است مگر به واسطه عالم.
و أمّا قولنا أو بصورته- أعنی صورة العالم- فاعنی به الأسماء الحسنى و الصفات العلى التی یسمّى الحقّ بها و اتّصف بها. فما وصل إلینا من اسم یسمّى به إلّا وجدنا معنى ذلک الاسم و روحه فی العالم. فما دبّر العالم أیضا إلّا بصورة العالم.
اما آن که گفتیم یا به صورت عالم مراد از این صورت اسماء حسنى و صفات علیایى است که حق سبحانه به آنها نامیده میشود و بدانها متصف میگردد. پس هیچ اسمى که خداوند بدان اسم نامیده میشود به ما نرسیده است مگر اینکه معنى و روح آن اسم را در عالم مییابیم. پس خداوند که عالم را به اسماء حسناى خود تدبیر میفرماید در حقیقت عالم را به صورت عالم تدبیر میکند.
و لذلک قال فی خلق آدم الذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیة التی هی الذات و الصفات و الأفعال «إنّ اللّه خلق آدم على صورته» و لیست صورته سوى الحضرة الإلهیة.
و از این جهت که خداوند عالم را به عالم تدبیر میکند و آدم را خلیفه خود بر عالم قرار داد و عالم را به خلیفه تدبیر نمود، در حق آدم که برنامه جامع نعوت حضرت الهیه است که ذات و صفات و افعال او میباشند، گفته است: «ان اللّه خلق آدم على صورته» و صورت حق جز حضرت الهیه که حضرت اسماء و صفات است نیست.
فأوجد فی هذا المختصر الشریف الذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیة و حقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، و جعله روحا للعالم فسخّر له العلوّ و السفل لکمال الصورة،
پس خداوند سبحان در این مختصر شریفى که انسان کامل است جمیع اسماء الهیه را ایجاد فرمود و همچنین در این مختصر شریف جمیع حقایقى را که از حق تعالى در عالم کبیر منفصل خارج و ظاهر شده است ایجاد فرمود، و این مختصر شریف یعنى انسان را (به اعتبار این جمعیت اسمائى و حقایق یاد شده) روح عالم قرار داد (این روح با عالم کبیر به منزله شخص واحد میگردد که همه قوا و اعضا و جوارح آن مسخر و منقاد این روح یعنى انسان کامل مذکور میگردند). و از جهت کمال صورتش عوالم علوى و سفلى مسخر اویند.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۹۹۹-۱۰۰۳
کذلک تدبیر الحقّ العالم فانّه ما دبّره إلّا به أو بصورته.
و همچنین است تدبیر حقّ عالم را که حقّ سبحانه و تعالى تدبیر عالم نمىکند مگر به عالم یا به صورتش از براى آنکه اگر اعیان قابلهاش مر تدبیر را نباشد تدبیر متحقّق نتواند شد.
و از جمله تدبیر حقّ عالم را به عالم آنست که بعضى را از مکوّنات عالم متوقف بعضى ساخته است، چون توقف مسببات بر اسبابش.
و مراد از صورت عالم اعیان ثابته است که صورت علمیّه عالم است چنانکه شیخ تفسیر خواهد کرد؛ و اگر شیخ تفسیر برین وجه نکردى تفسیر او به صورت به انسان کامل نیز مستحسن بودى و مرجع ضمیر یا حق بودى یا عالم. چه انسان کامل بر صورت حق است و هم بر صورت عالم.
حاصل کلام شیخ آنکه تدبیر حقّ عالم را چون تدبیر روح است مر بدن را.
پس چنانکه روح تدبیر بدن خود مىکند به عین بدن که اگر اعضاى بدن به قواى او نبودى تدبیر حاصل نشدى، همچنین حق نیز مدبر عالم است به عین عالم.
و چنانکه روح جان بدن است حق نیز جان عالم است و چنانکه روح تدبیر بدن مىکند به قواى او حق نیز تدبیر عالم مىکند به اسما و صفاتش. پس نسبت حق به عالم چون نسبت روح است به بدن؛ و نسبت عالم به حق چون نسبت بدن به روح.
و چون به حقیقت نظر کنى تدبیر روح مر بدن را بعینه تدبیر حقّ است مر عالم را، بلکه جمیع نفوس و عقول و ارواح و طبایع که مدبّرات مکوّنات عالماند از جمله آثار تدبیرات حقّ و انوار تجلّیات جمال مطلقاند.
و بعضى غوامض اسرار که آن را جز به قماط احتیاط به انظار نظار جلوه نمىتوان داد شاید که ارباب بصایر و ابصار را از فحاوى مطاوى این ابیات منکشف شود و از مطلعاتش اطلاع بر آن حاصل آید، و ابیات این است:
اگرچه در پس چندین هزار پرده نهانى به چشم عارف بینا چو آفتاب عیانى
جهان به نور تجلى تست زنده ازآنرو همه جهان تن و تنها تو جان جمله جهانى
تو یوسفى و جهان عاشق تو همچو زلیخا که دمبهدم ز تو یابد جهان پیر جوانى
براى جلوه حسنت برون شده همه اعیان به سوى عالم صورت ز ملک غیب و معانى
به کبریاى تو اوهام ما چگونه برد پى که صد هزار مراتب برون ز حدّ گمانى
جمال حسن دلاراى خویشتن تو ببینى کمال سلطنت و کبریاى خویش تو دانى
نشان دوست ببینى دلا ز انفس و آفاق اگر غبار نشانت به آب دیده نشانى
حسین دامن همّت ز گرد کون برافشان هلا چه بسته این خاکدان برگذرانى
فما دبّره إلّا به کتوقّف الولد على إیجاد الوالد، و المسبّبات على أسبابها،
و المشروطات على شروطها، و المعلولات على عللها، و المدلولات على أدلّتها، و المحقّقات على حقائقها. و کلّ ذلک من العالم.
پس حق تعالى تدبیر عالم نکرد مگر به عالم، چنانکه متوقف گردانید وجود ولد را بر ایجاد والد و مسبّبات را بر اظهار اسباب و مشروطات را بر تقدم شروطش؛ و معلولات را بر تکوّن عللش، و مدلولات را بر ثبوت ادلّهاش، و محقّقات را بر تحقّق حقائقش، پس بعضى را واسطه تدبیر بعضى کرد، و این همه از عالم است.
و هو تدبیر الحقّ فیه فما دبّره إلّا به.
و این موقوف گردانیدن بعضى از عالم مر بعضى را تدبیر حقّ است در عالم، پس تدبیر عالم نکرد مگر به عالم.
و أمّا قولنا أو بصورته- أعنى صورة العالم- فأعنى به الأسماء الحسنى و الصّفات العلى الّتى تسمّى الحقّ بها و اتّصف بها.
امّا معنى قول ما که «یا به صورت عالم» گفتیم «اسماى حسنى» است، و «صفات على» که حقّ بدان اسماء و صفات متسمّى و متّصف است.
و شیخ قدس اللّه سرّه اسما را درین مقام بر اعیان اطلاق کرده است که آن صور اسماء است در علم و نسبتى است معنویّه، چنانکه بارها به تقریر پیوست.
پس حقّ افاضه معانى مىکند بر اعیان که مقابل اوست به واسطه اسما و صفاتش که نسب عقلیّه است، و تدبیر مىکند به واسطه اعیان علمیّه ارواح خارجیّه را، و به وساطت ارواح نفوس منطبعه را، و به توسط نفوس ابدان شخصیّه را. پس اعیان ارواح ارواحاند، و ارواح اعیان را چون ابدان. پس ظاهر مىشود متفطّن را ربوبیّت ربّ در جمیع مراتب وجود، و مبیّن مىگردد که تدبیر عالم جز به جان عالم نیست؛ و محقّق شود که حقیقت است که به اعتبارى اسما و صفات است و جان اعیان ثابته گشته، و تعیّنى اعیان است و جان ارواح آمده، و به تجلّىاى ارواح است و حیات نفوس بوده و به ملاحظه نفوس و مدبّر ابدان شده،
و از روى مظهریّت متسمّى به ابدان گشته.
و چون به تحقیق دانى که تعیّنات و اعتبارات از امور محقّقه نیست هم به بینائى و دانائى او جز یکى نبینى و جز یکى ندانى؛ و از سر شوق و از روى ذوق در مخاطبه این حقیقت که قبله اهل دید و شناخت است گوئى: نظم.
بیا اى قبله اهل معانى که جان جان جانهاى جهانى
جهان را زندگى از تست زیرا همه عالم تن و در وى تو جانى
تو جانى لیک از جسمى منزّه تو ماهى لیک اندر لامکانى
تو در پنهانى خویشى هویدا تو در عین هویدائى نهانى
تو مستورى ز چشم اهل غفلت اگرچه پیش اهل دل عیانى
ز قدّوسى خود برتر ز عقلى ز سبّوحى برون از هر گمانى
نمىیابد کسى در هر دوعالم نشان تو مگر در بىنشانى
جمال روى خود را هم تو بینى کمال ذات خود را هم تو دانى
جهان پرآیت حسن تو لیکن چنین آیات خواندن تو توانى
ز خود فانى شو اى دل در ره عشق که تا یابى حیات جاودانى
فما وصل إلینا من اسم یسمّى (تسمّى- معا) به إلّا وجدنا معنى ذلک الاسم روحه فى العالم. فما دبّر العالم أیضا إلّا بصورة العالم.
پس واصل نشد به سوى ما اسمى که حق بدان متسمّى است مگر که معنى آن اسم و روحش را در عالم یافتیم، لاجرم تدبیر عالم نکرده باشد جز به صورت عالم.
و مراد از معنى اسم و روحش صفتى است که آن اسم را از غیرش ممتاز گرداند و همه صفات که آن ارواح اسماء واصله است به سوى ما چون حیات و علم و ارادت و قدرت و غیر این، حاصل است در عالم و ثابت. و اسماء و صفات از حیثیّت تکثّر و امتیازش از ذات احدیّت دم به دم بىانقطاع به عالم ملحق، لاجرم تدبیر عالم جز به عالم نکرده باشد.
و لذلک قال فى آدم الّذى هو البرنامج الجامع لنعوت الحاضرة الإلهیّة الّتى هى الذات و الصفات و الأفعال
«إن اللّه خلق آدم على صورته»
و لیست صورته سوى الحضرة الإلهیّة. فأوجد فى هذا المختصر الشّریف الّذى هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیّة و حقائق ما خرج عنه فى عالم الکبیر المنفصل، و جعله روحا للعالم فسخّر له العلو و السّفل لکمال الصّورة.
یعنى از بهر آنکه حقّ تعالى تدبیر عالم هم به عالم کرد، آدم را خلیفه گردانید بر عالم و تدبیر عالم با او کرد، و در حق آدم که انموذج جامع است حضرت الهیّه را که آن ذاتست و صفات و افعال، گفت: «اللّه تعالى آدم بر صورت خود آفرید» و صورت حقّ جز حضرت الهیّه نیست که حضرت اسماء و صفات است.
پس ایجاد کرد درین مختصر شریف که انسان کامل است جمیع اسماى الهیّه را که نسب ذاتیّه است و حقائق همه آنچه را در عالم کبیر است. بدان اعتبار که عالم کبیر منفصل است از این انسان هم در این انسان ایجاد کرد. اگرچه اجزاى عالم کبیر چون سماوات و ارض و عناصر و معادن و نباتات و اصناف حیوانات در انسان با این صور و اشخاصش وجود نیست؛ لیکن به حسب حقائق و اعیانش که قیام این اشیا بدان حقائق است چون ارواح و نفوس ناطقه و منطبعه طبایع عنصریّه و صور جسمیّه مادیّه و قواى معدنیّه و نباتیّه و حیوانیّه و جواهر و اعراض بأسرها در انسان موجود است و حق تعالى این انسان کامل را روح عالم ساخت و بلندى و پستى را مسخّر او گردانید از براى کمال صورتى که انسان بر آن مخلوق است تا بعضى در مخاطبه او گفتند بیت:
جهان را بلندى و پستى توئى ندانم چهاى هرچه هستى توئى
و عارفى دیگر از جامعیّت او خبر داد که بیت:
اى نسخه نامه الهى که توئى وى آینه جمال شاهى که توئى
بیرون ز تو نیست هرچه در عالم هست در خود بطلب هرآنچه خواهى که توئى
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۶۳
کذلک تدبیر الحقّ العالم، ما دبّره إلّا به أو بصورته؛ فما دبّره إلّا به کتوقّف الولد على وجود الوالد، و المسبّبات على أسبابها، و المشروطات على شروطها، و المعلولات على عللها، و المدلولات على ادلّتها، و المحقّقات على حقائقها. و کلّ ذلک من العالم و هو تدبیر الحقّ فیه. فما دبّره إلّا به.
شرح و هم چنین حق- عزّ و علا- تدبیر عالم فرمود. و عالم را تدبیر نکرد مگر هم به عین عالم- یعنى: عین قابله عالم-، و بعضى را در ایجاد متوقف بعضى گردانید. باقى ظاهر است.
و امّا قولنا او بصورته- اعنى صورة العالم- فأعنى بهالأسماء الحسنى و الصّفات العلى الّتی تسمّى الحقّ بها و اتّصف بها.
فما وصل إلینا من اسم تسمّى به إلّا وجدنا معنى ذلک الاسم و روحه فی العالم. فما دبّر العالم أیضا إلّا بصورة العالم.
شرح یعنى، اسماء و صفات حق نسب معنویّهاند. و همه أعیان صور آن اسمااند. و معانى بر اعیان به واسطه اسما فایض مىگردد، تا، ربوبیّت ربّ مطلق در جمیع مراتب وجود، از علم به عین و از غیب به شهادت ظاهر شود. و هر اسمى که حق خود را به آن مسمّى گردانید ما آن معانى در عالم مىیابیم، و از آن معانى به آن اسما استدلال مىکنیم. پس محقّق گشت که: «فما دبّر العالم إلّا بصورة العالم».
و لذلک قال فی خلق آدم الّذی هو البرنامج الجامع لنعوت الحضرة الإلهیّة الّتی هی الذّات و الصّفات و الأفعال «إنّ اللّه خلق آدم على صورته». و لیست صورته سوى الحضرة الإلهیّة. فأوجد فی هذا المختصر الشّریف الّذی هو الإنسان الکامل جمیع الأسماء الإلهیّة و حقائق ما خرج عنه فی العالم الکبیر المنفصل، و جعله روحا للعالم فسخّر له العلو و السّفل لکمال الصّورة.