الفقرة الثالثة عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
قال الشیخ رضی الله عنه : ( وإنّما فعلت به أمّه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه .مع الوحی الّذی ألهمها اللّه تعالى به من حیث لا تشعر . فوجدت فی نفسها أنّها ترضعه . فإذا خافت علیه ألقته فی الیمّ فإنّ فی المثل « عین لا ترى قلب لا یفجع » فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر ، وغلب على ظنّها أنّ اللّه ربّما ردّه إلیها لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظّن فی نفسها ، والرّجاء یقابل الخوف والیأس ، وقالت حین ألهمت لذلک لعلّ هذا هو الرّسول الّذی یهلک فرعون والقبط على یدیه . فعاشت وسرّت بهذا التّوهم والظّنّ بالنّظر إلیها ؛ وهو علم فی نفس الأمر . )
(وإنما فعلت به) أی بموسى علیه السلام (أمه ذلک) بأن ألقته فی التابوت فألقته فی الیم (خوفا) علیه (من ید الغاصب) له الذی هو (فرعون أن یذبحه صبرا) ، أی على وجه الصبر منه علیه السلام وهی ، أی أمه (تنظر إلیه) ، أی على موسى علیه السلام ولا یمکنها الدفع عنه (مع الوحی) الإلهامی (الذی ألهمها اللّه تعالى به من حیث لا تشعر) ، أی أم موسى بأنه وحی إلهامی (فوجدت) ، أی أم موسى علیه السلام (فی نفسها أنها ترضعه) ، أی موسى علیه السلام
قال رضی الله عنه : (فإذا خافت علیه السلام ) من عدوّه فرعون (ألقته فی الیم) ، أی البحر لیذهب خوفها عنها بعدم علمها بحاله ، کأنها قالت فی نفسها إن کان هذا هو صاحب الشأن فهو محفوظ ، وإن لم یکن فلا یبقى فإن فی المثل المشهور (عین لا ترى قلب لا یفجع) ، أی لا یشتد حزنه وأسفه (فلم تخف) ، أی أم موسى علیه السلام (علیه )، أی موسى علیه السلام (خوف مشاهدة عین) باصرة ، وإن خافت علیه فی أمر مغیب عنها .
وقد (غلب على ظنها) ، أی أم موسى علیه السلام أن اللّه تعالى ربما رده ، أی موسى علیه السلام إلیها فی خیر وعافیة (لحسن ظنها به) ، أی باللّه تعالى فعاشت ، أی أم موسى علیه السلام
قال رضی الله عنه : (بهذا الظن) المذکور (فی نفسها والرجاء) ، أی المتأمل والطمع فی حصول الشیء (یقابل) ، أی یضادد (الخوف) ویضادد الیأس ، أی القنوط من الشیء ، فقد جمعت بین أمرین متقابلین :
خوفها على موسى علیه السلام ، ورجائها من اللّه تعالى سلامته وحفظه وعدم یأسها من ذلک (وقالت) فی نفسها (حین ألهمت) ، أی ألهمها اللّه تعالى لذلک الفعل الذی هو جعله فی التابوت ثم إلقاؤه فی الیم (لعل هذا) المولود
قال رضی الله عنه : (هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط )وهم قوم فرعون (على یدیه) کما اشتهر من ذلک قول الکهنة ، فقتل فرعون بسبب کل مولود ولد (فعاشت) ، أی أم موسى علیه السلام ، أی بقیت فی الدنیا منتعشة وسرت ، أی فرحت (بهذا التوهم والظن) فی نفسها الموجود (بالنظر إلیها) مما لا یشعر به أحد غیرها (وهو) ، أی ذلک التوهم والظن (علم) مطابق للواقع (فی نفس الأمر) من غیر شعور بذلک منها .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
قال رضی الله عنه : (وإنما فعلت به ) أی بموسى ( أمه ذلک ) الفعل وهو جعله فی التابوت والقاؤه فی الیم ( خوفا من ید الغاضب فرعون ) بدل من الغاضب ( أن یذبحه ضیرا ) وهو ضرب عظیم من الذبح ( وهی ) أی أم موسى ( تنظر إلیه ) خوفا من أن یذبحه فرعون على نظر أمه فإنه أشدّ إیلاما من أن یذبحه على غیبتها قوله ( مع الوحی ) یتعلق بقوله إنما فعلت ( الذی ألهمها اللّه من حیث لا تشعر ) فعلم موسى بفعل الخضر بالسفینة أن ما فعلت أمه به لیس عن أمرها بل عن أمر اللّه وإلهامه لها وإن لم تشعر .
قال رضی الله عنه : ( فوجدت فی نفسها أنها ترضعه ) فوقعت کما وجدت فی نفسها ( فإذا فعلت ) ذلک الفعل بموسى ( خافت علیه الفتنة ) أی خافت على موسى أن یصیبه الفتنة ( فی الیم ) وهو خوف غیبته فقوله خافت جزاء لأذا الذی للشرط وفعل الشرط محذوف لوجود قرینة وهی فعلت.
قال رضی الله عنه : ( لأن فی المثل عین لا ترى قلب لا یفجع فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر وغلب على ظنها أن اللّه ربما یردّه إلیها لحسن ظنها به ) أی باللّه .
قال رضی الله عنه : ( فعاشت بهذا الظن فی نفسها والرجاء یقابل الخوف والیأس ، وقالت حین ألهمت ) أی حین ألهمها اللّه فعل التابوت ( لذلک ) الرجاء وحسن الظن فقوله لذلک یتعلق بقالت (لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه فعاشت وسرّت ) من السرور.
قال رضی الله عنه : ( بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها وهو ) أی ذلک التوهم ( علم فی نفس الأمر). ففعل موسى بنفسه مثل ما فعلته أمه به ، فمثل فرار موسى کمثل فعل التابوت من أمه فی أن صورة کل منهما خوف ومعناهما حب .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
قال رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر. فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع». فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به. فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه. فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
قال رضی الله عنه : ( الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه مع الوحی الذی ألهمها الله به ، من حیث لا تشعر ، فوجدت فی نفسها أنّها ترضعه ، فإذا خافت علیه ، ألقته فی الیمّ ، لأنّ فی المثل « عین لا ترى ، قلب لا یتّجع » فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر ، وغلب على قلبها أنّ الله ربما ردّه إلیها ، لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظنّ فی نفسها ، والرجاء یقابل الخوف والیأس ، وقالت حین ألهمت لذلک : لعلّ هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یده ، فعاشت وسرّت بهذا التوهّم بالنظر إلیها ، وهو علم فی نفس الأمر ) .
قال العبد : سمعت الشیخ الأکمل ، قدوة الکمّل ، أبا المعالی ، صدر الحق والدین محیی الإسلام والمسلمین ، محمد بن إسحاق بن محمد بن یوسف - سلام الله علیه - عن الشیخ خاتم الأولیاء المحمدیّین سلام الله تعالى علیه فی الأوّلین والآخرین أنّه اجتمع بأبی العبّاس خضر صلوات الله علیهما فقال له : " کنت أعددت لموسى بن عمران ألف مسألة ممّا جرى علیه من أوّل ما ولد إلى زمان اجتماعه ، فلم یصبر على ثلاث مسائل منها » تنبیها من الخضر لموسى أنّ جمیع ما جرى علیه ویجری بأمر الله وإرادته وعلمه الذی لا یمکن وقوع خلافه ،
وقال رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم : « لیت أخی موسى سکت ، حتى یقصّ علینا من أنبائهما » تنبیها على هذه الأسرار ، فإنّ العلم بها من خصوص الولایة التی لا ردّ فیها ولا إنکار ، فإنّ من شاهد أنّ ما یجری على أیدی العباد وعلیهم إنّما هو من أمر الله الذی لا یردّ ، فإنّه مقترن بالإرادة ، مؤیّد بها ، ولا بدّ من وقوعه لا یصدر منه إنکار علیه ولا نهی عنه ولا أمر بخلافه ، ولو اطَّلع الرسول على سرّ القدر ،
فإنّ همّته ربما تفتر عن إبلاغ ما أمر بتبلیغه ، فإنّه إنّما أمر بتبلیغه على علم من الله بوقوع المأمور به من البعض وعدم وقوع ذلک من آخرین ، والمراد بأمره للرسول بالتبلیغ هو التبلیغ فقط ،
فإنّه ما على الرسول إلَّا البلاغ ، فقد ینظر المطَّلع على سرّ القدر عدم وقوع ما أمر بتبلیغه فلم یقتصر على أنّه مأمور بالتبلیغ فقط ، سواء وقع المأمور به ، أو لم یقع ، فربما یتقاعد عن تبلیغ ما أمر بتبلیغه أو یفتر أو یشقّ علیه ،
فطوى الله علم ما شاکل هذه الأسرار عن الأنبیاء ، رحمة بهم ، ولا یوجب ذلک نقصا فی مراتبهم النبویة ، ولا یقدح فی کمالاتهم الخصیصة بهم ، فإنّ أکملهم - أعنی رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم وقد کشف من هذه العلوم ما لم یکشف غیره - أشار إلى هذا السرّ ،
فقال : « شیّبتنی هود وأخواتها » ، لما اشتملت على الأمر بالاستقامة فی الدعوة التی قد تردّ عند الکافر ولا تردّ عند المؤمن ، فیشقّ علیه أن یردّ أمر الله ، ولا یجد بدّا من الدعوة ، لکونه مأمورا بها بامتثال قوله تعالى :- ( فَاسْتَقِمْ کَما أُمِرْتَ ) فالمحمّدیّ المشهد
لا یأخذه عند شهود ذلک فتور ولا لومة لائم ، ولم یکن غیره من الأنبیاء کذلک ، فافهم ، ولا تجبن ، فإنّ المحمدیین یرون ذلک ، ویدعون إلى الله على بصیرة ، وعلم هذه الأسرار للأنبیاء الکمّل من کونهم رسلا ، فهکذا أمر موسى مع الخضر ومع الحق ، فاعلم ذلک .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
قال رضی الله عنه : ( وإنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم ، لأن فی المثل عین لا ترى قلب لا یفجع فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر ، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به ، فعاشت بهذا الظن فی نفسها والرجاء یقابل الخوف والیأس ، وقالت حین ألهمت لذلک : لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه ، فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها ) إنما هو توهم وظن بالنسبة إلیها ( وهو علم فی نفس الأمر ) متحقق عند الله .
ثم إنه أی موسى لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر ، وکان فی المعنى حبا فی النجاة ، فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر.
کالغضب والخوف والحزن والمیل ، وقد یتحقق ذلک مما ذکر فی الهوى ، والمحجوب عن الأصل یسندها إلى الأسباب القریبة ، ولهذا عللها لفرعون المحجوب فی قوله :" فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ " بالخوف لاحتجابه عن الأصل ، فإنه لولا حب الحیاة لما خاف ، وکیف لا والخوف یقتضی الجمود والسکون لا الحرکة .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
قال رضی الله عنه : ( وإنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاضب فرعون أن یذبحه ضیرا وهی تنظر إلیه )
قوله : "ضیرا " ب "الضاد"المعجمة و "الیاء" المنقوطة من تحت بنقطتین ، أی خوفا من أن یذبحه ذبحا مشتملا على الضرر العظیم لأمه ، لأن ذبح الولد على نظر أمه أشد إیلاما للأم من ذبحه على غیر نظرها .
فی بعض النسخ : ( صبرا ) ویلائمه قوله : ( مع الوحی ) أی ، وإنما فعلت ما فعلت بالوحی ( الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر . فوجدت فی نفسها أنها ترضعه ) أی ، علمت بالوجدان بأنها ترضعه وتربیه .
قال رضی الله عنه : ( فإذا خافت علیه ، ألقته فی الیم ، لأن فی المثل "عین لا ترى قلب لا یفجع " فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به . ) أی بالله .
قال رضی الله عنه : ( فعاشت بهذا الظن فی نفسها ، والرجاء یقابل الخوف والیأس . وقالت حین ألهمت لذلک : لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه . فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها.)
أی ، کون هذا المعنى توهما وظنا إنما هو بالنظر أی بالنسبة إلى أم موسى ، لا بنفس الأمر ، لذلک قال : ( وهو علم ) أی ، ذلک التوهم والظن کان علما ( فی نفس الأمر . ) .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر)
قال رضی الله عنه : ( وإنّما فعلت به أمّه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه ، مع الوحی الّذی ألهمها اللّه تعالى به من حیث لا تشعر ؛ فوجدت فی نفسها أنّها ترضعه ، فإذا خافت علیه ألقته فی الیمّ ؛ فإنّ فی المثل « عین لا ترى قلب لا یفجع » ، فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر ، وغلب على ظنّها أنّ اللّه ربّما ردّه إلیها لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظّن فی نفسها ، والرّجاء یقابل الخوف والیأس ، وقالت حین ألهمت لذلک لعلّ هذا هو الرّسول الّذی یهلک فرعون والقبط على یدیه ، فعاشت وسرّت بهذا التّوهم والظّنّ بالنّظر إلیها ؛ وهو علم فی نفس الأمر ) .
قال رضی الله عنه : ( إذ فعلت به أمه ذلک ) الإلقاء مع ما فیه من خوف الغرق ؛ ( خوفا من ید الغاصب فرعون ) بغضبه عنها .
ثم قال رضی الله عنه : ( یذبحه صبرا ) ، أی : فهرا ، ( وهی تنظر إلیه ) ، فذاک أشد علیها من أن یهلکه الیم ، وهی لا تنظر إلیه ( مع الوحی ) لا کوحی الأنبیاء ، إذ لا نبوة للمرأة ، بل ( الذی ألهمها اللّه به ) ، وإن کانت ( من حیث لا تشعر ) بکونه إلها ما إلهیّا ، بل احتمل عندها کونه وسوسة شیطانیة أو نفسانیة ، إذ ألهمها اللّه ، ( فوجدت فی نفسها أنها ترضعه ) قبل الخوف علیه ،
قال رضی الله عنه : ( فإذا خافت علیه ألقته فی الیم ) ، فإنه إن أهلکه الیم فی غیبتها أهون علیها ، ( فإن المثل عین لا ترى ، قلب لا یفجع ) ، فإن فجعه حینئذ کما لا فجع ، فإن خافت من ذلک أو حزنت ، ( فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر ) ، ومع ذلک لا یعتد بهذا الخوف والحزن ، إذ ( غلب على ظنها أن اللّه ربما رده إلیها لحسن ظنها به ) ، إذ علمت بالسماء من قدماء بنی إسرائیل أن اللّه عند ظن عبده به ، ( فعاشت ) أی : طاب عیشها ( بهذا الظن ) الموجب لها رجاء ( فی نفسها ) مستقرا .
قال رضی الله عنه : ( والرجاء یقابل الخوف ، والیأس ) الموجب للحزن ، فکأنها لا تخاف أصلا ولا تحزن ، وقد ازداد فی شأنها هذا العیش ، إذ ( قالت حین ألهمت لذلک ) القول إلهاما تامّا ورؤیة إرهاصاته من عدم احتراقه فی التنور المصطلی : ( لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یده ، فعاشت ) أی زادت طیب عیش ، فزال ما تبقى فیها من أثر الخوف ،
قال رضی الله عنه : ( وسرت ) فزال ما بقی فیها من أثر الحزن ، فصار ذلک ربطا على قلبها بعد ما کادت تبدی لما فیها من الخوف والحزن ( بهذا التوهم ) ، وقوی ما فی حقها ، فصار بمنزلة الظن ، ولکنه ( ظن بالنظر إلیها ) أی : إلى اعتقادها فی الوقت ، ( وهو علم فی نفس الأمر ) ؛ لأنه محقق عند اللّه ، إذ کان هو الواقع ؛ ولذلک سماه اللّه وحیا بمعنى الإلهام ، فقال : "وَأَوْحَیْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِیهِ" إلى قوله : "وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِین" َ[ القصص : 7] .
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر )
وإنّما فعلت به امّه ذلک خوفا من ید الغاصب) .
أی القوّة الحیوانیّة المتفرّعة عن أصل الحیّ ، الطاغیة علیه ، وهی التی عبّر عن مبدئها باسم ( فرعون ) لما یدلّ علیه مادّة کلمته من الفرع الفرقی الرفیع والعرف الظاهر الکونی ، ظاهرة بالواو والنون ، الذین من أبین دلائل التفرقة والکون ، ولذلک تراها فی لغة العرب ، المعرب علامة الجمع .
الجنس السافل أجمع للکثرة ثمّ هاهنا نکتة حکمیة لها کثیر دخل فیما نحن بصدده ، وهی أنّ سلطان التفرقة إنّما استقرّت على سریر خلافته فی الجنس السافل وطبیعته ، فإنّ غیره من الأجناس وإن کان أعم مفهوما وأشمل أفرادا ،
ولکن تخالف حقائق الأفراد وتباین أحکامها المتباعدة عن ربط الوحدة فیه أشدّ تضادا وأظهر حکما وبیّن أنّ ذلک التخالف والتبائن هو مرقى ظهور التفرقة الإمکانیّة ، ومستوى حکم الکثرة الکونیّة فالجنس السافل أجمع لوجوه الکثرة والأحکام الکونیّة من الکل ، ولذلک ترى حقیقته منطویة على حقائق العوالی کلها.
فإذا عرفت هذا وجدت المطابقة الطبیعیّة بین ذلک الاسم وهذا المعنى بما لا مزید علیه .
مقتضى الکلمة الموسویة طرف العلو
ثمّ إنّه إنّما وقع التطبیق فی القصّة الموسویّة بلسان أهل النظر ، وظهرت الکلمات المنزلة فیها بصور أصول الحکمة النظریّة کما عرفت لأنّ مقتضى الکلمة الکاملة الموسویّة طرف الظهور والعلو من کل مسلک وموطن ،
ومن ثمّة تراه قد طلب فی موطن الشعور ومرتبة الظهور الرؤیة التی هی أجلى المحسوسات وأعلاها قدرا فی أمر الظهور ،
وفی موطن الإشعار ومرتبة الإظهار فاز برتبة الکلیمیّة التی أنهى غایات کماله ، وذروة شاهق جلاله ، وفی موطن الإنباء ومرتبة الرسالة بإنزال کتاب التوراة المشحونة بالقصص والأحکام ، المشتمل صورتها التلویحیة على مادّة الرؤیة ، محفوفة بتاء التفصیل والتبیین .
فکذلک فی أمر تبیین الحقائق ، فإنّه ظهر فیه بما هو أبین أطرافه ، وهو مدرک القوّة النظریّة العقلیّة التی تشترک فیها العامّة من أهل الظاهر ، ولذلک سلک فرعون عند مناظرته إیّاه وسؤاله عنه حقیقة الحقّ مسلکهم فی إیراد " مطلب ما " فی مطلع استکشافه - کما ستقف علیه - وکان اللسان المتداول والعلم المتناول بینهم فی زمانهم هو الحکمة بهذه الصورة " وَما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِه ِ " .
کل حکم ولازم لا بد له من صورتین عدمیّة ووجودیّة
ثم إنّ کل حکم ولازم ظهر - فی أیّ مرتبة کانت لا بدّ له من الصورتین :
إحداهما عدمیّة کونیّة من نفس المرتبة التی هی الظاهرة منها ،
وأخرى وجودیّة من أصل حقیقتها وکذلک ما هو مبدأ فعل امّ موسى به ، له فیها صورة ظاهرة عدمیّة ، وهی الخوف من ید الغاصب ( أن یذبحه صبرا ، وهی تنظر إلیه ) أی بمحضر منها ، فإنّ هذه الصورة هی أشدّ ما یکون تأثیرا فی الامّ ونکایة لها ، والذبح صبرا هو أن یحبس ذو روح لأن یرمى علیه لقتله .
وفیه إشارة إلى ما بین تلک المادّة وبین اللطیفة الإنسانیّة من البعد الرتبی وقصدها بتوجیه سهام القوى واقتضاءاتها المتفرّقة المفرّقة نحوها ، وهی المهلکة لها عن صورتها الجمعیّة الکمالیّة اللطیفة ، من غیر ضعف ونقصان للقابل ، بل بقهر من الفاعل ، وهو المعبّر عنه بالذبح .
وإلى الصورة الأخرى الوجودیّة التی للمبدإ أشار بقوله : ( مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر ) ، فإنّه طرف خفاء ذلک المبدء ، ( فوجدت ) من حیث هذه الصورة الوجودیّة الأصلیّة التی لها ( فی نفسها أنّها ترضعه فإذا خافت علیه ) من حیث سریان الصورة الأخرى فیها ( ألقته فی الیمّ ) ، یعنی طرف المدارک المتفرقة الجسمانیّة ، لیغیب عن نظرها فیخفّ نکایته علیها ( لأنّ فی المثل : « عین لا ترى ، قلب لا یفجع » ) أی لا توجع ، من أفجعته المصیبة : إذا أوجعته .
قال رضی الله عنه : ( فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ) هذا عند النظر وقبله ، ( ولا حزنت علیه ) بعد ذلک ( حزن رؤیة بصر ) ولتقدم الخوف على الحزن فی الوجود والرتبة - جارحة ومدرکا - تقدّم الأصل على فرعه خصّ کلا منهما بمحله المرتّب ذلک الترتیب .
ثم إنّه من مقتضى غلبة الصورة الوجودیّة على باطنها ظهر علیها ( وغلب على ظنّها أنّ الله ربما ردّه إلیها بحسن ظنها به ، فعاشت بهذا الظن فی نفسها والرجاء ) الذی من أثر ذلک المبدء الوجودی ( یقابل الخوف والیأس ) الذی هو مبدأ الحزن ، مقابلة الرسول فرعون والقبط وغلب حکم هذا الرجاء حتى ظهر أمره فی الکلام .
قال رضی الله عنه : (فقالت حین ألهمت لذلک : لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یده ، فعاشت وسرّت بهذا التوهم والظنّ)
اللذین هما مبدأ الحزن والخوف العدمیین ، الحاصلین بالنظر إلى المظهر الکونی ، ولذلک قال : ( بالنظر إلیها ) .
وأمّا من حیث الأمر الوجودی ( فهو علم فی نفس الأمر ) ، وهذا کلَّه ظهر من الامّ التی هی الخصوصیّة الکمالیّة التی للنوع الحقیقیّ الکمالیّ وقد عرفت أنّ تلک الخصوصیّة هی أحدیّة الجمعیّة ، فیصلح لأن یکون مولدا للکل کما نبّه إلیه .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( و إنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها الله به من حیث لا تشعر.
فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم لأن فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع».
فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إلیها لحسن ظنها به.
فعاشت بهذا الظن فی نفسها، والرجاء یقابل الخوف والیأس، وقالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه.
فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها، وهو علم فی نفس الأمر )
قال رضی الله عنه: ( وإنّما فعلت به أمّه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی تنظر إلیه . مع الوحی الّذی ألهمها اللّه تعالى به من حیث لا تشعر . فوجدت فی نفسها أنّها ترضعه . فإذا خافت علیه ألقته فی الیمّ فإنّ فی المثل « عین لا ترى قلب لا یفجع » فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، وغلب على ظنّها أنّ ).
قال رضی الله عنه: ( وإنما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا وهی أن تنظر إلیه ) .
فإن هذه الصورة هی أشد ما یکون تأثیرا فی الأم فقوله : صبرا بالصاد المهملة وبالیاء الموحدة لأنه العبارة المتعارفة فی مثل هذا القتل لا بالضاد المعجمة والیاء المنقوطة من تحتها بنقطتین فإنه تصحیف والذبح صبرا هو أن تحبس ذو روح لأن یرمى علیه لقتله .
قال رضی الله عنه: ( مع الوحی الذی ألهمها اللّه به من حیث لا تشعر فوجدت فی نفسها أنها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیم فإن فی المثل : « عین لا ترى قلب لا یفجع » ) ، أی لا یوجع من أفجعته المصیبة إذا أوجعته المصیبة ( فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین ولا حزنت علیه حزن رؤیة بصر وغلب على ظنها أن).
قال رضی الله عنه : ( اللّه ربّما ردّه إلیها لحسن ظنّها به ، فعاشت بهذا الظّن فی نفسها ، والرّجاء یقابل الخوف والیأس ، وقالت حین ألهمت لذلک لعلّ هذا هو الرّسول الّذی یهلک فرعون والقبط على یدیه . فعاشت وسرّت بهذا التّوهم والظّنّ بالنّظر إلیها ؛ وهو علم فی نفس الأمر . )
(اللّه ربما رده إلیها لحسن ظنها به فعاشت بهذا الظن فی نفسها والرجاء یقابل الخوف والیأس)
فحین جاء الرجل انکسرت سورة الخسوف والیأس ( وقالت حین ألهمت لذلک ) ، أی لقولها ( لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون والقبط على یدیه فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إلیها ) ، إذ لم یکن عندها دلیل یفید العلم بذلک ( وهو ) ، أی ذلک التوهم والظن ( علم ) باعتبار أن متعلقها حق مطابق للواقع متحقق ( فی نفس الأمر) .
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص: ۵۵۳-۵۵۴
و إنّما فعلت به أمه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا و هی تنظر إلیه، مع الوحی الذی ألهمها اللّه به من حیث لا تشعر. فوجدت فی نفسها أنّها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیمّ لأن فی المثل عین لا ترى قلب لا یفجع، فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، و لا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، و غلب على ظنها أن اللّه ربّما رده إلیها لحسن ظنّها به، فعاشت بهذا الظن فی نفسها، و الرجاء یقابل الخوف و الیأس، و قالت حین ألهمت لذلک لعل هذا هو الرسول الذی یهلک فرعون و القبط على یدیه. فعاشت و سرّت بهذا التوهم و الظنّ
و مادر موسى با موسى چنان کرد (او را در تابوت نهاد) به علت ترس از دست غاصب که فرعون باشد مبادا فرزندش را دستگیر و بازداشت کند براى ذبح نمودن و حال آن که مادر به او مینگرد (یعنى از بیم آن که در پیش چشم مادر موسى را ذبح کنند).
با اینکه به او وحى هم شد که خداوند به او الهام فرمود که خود بدان آگاه نبود و در خویشتن یافت که موسى را شیر میدهد که مرضعه و مربیه اوست و چون درباره او ترس نمود او را در دریا انداخت و ضرب المثل است که: «عین لا ترى. قلب لا یفجع».
(یعنى در مثل گویند چشم که نبیند دل دردناک نمیشود). پس درباره او خوفى که به چشم دیده شود نداشت و حزنی که به رؤیت بصر باشد نداشت و ظن غالب او این بود.
(یعنى ظن باللّه او) این بود که خداوند موسى را به او بر میگرداند. چون حسن ظن باللّه داشت و به این ظن به سر برد و رجاء مقابل خوف و یأس است و چون بدان الهام شد گفت شاید این همان رسولى باشد که فرعون و قبط بر دست او هلاک میشوند و به این توهم و ظن به سر برد و مسرور زیست.
این کلمات اشاره است به آیه کریمه اول سوره قصص. خداوند فرمود: وَ أَوْحَیْنا إِلى أُمِّ مُوسى ... (قصص:7).
بالنظر إلیها، و هو علم فی نفس الأمر
و این توهّم و ظن به نظر و نسبت به مادر موسى است نه به نظر و نسبت به نفس الامر
چه اینکه این توهم و ظن مادر موسى نسبت به واقع و نفس الامر، علم است.
این جمله بسیار بلند است که ممکن است یک حقیقت را نسبت به عوالم، اسماء گوناگون باشد و یک امر کلى نسبت به مظاهر به القاب و اوصاف مختلف درآید مثلا ادراک، علم است و معنى فارسى ادراک، یافتن است و انسان آن چه را که یافت بدان دانا میشود که دانایى آگاهى است. لذا علم به خبر تعبیر شد. ملاى رومى گوید:
جان نباشد جز خبر در آزمون هر که را افزون خبر جانش فزون
جان ما از جان حیوان بیشتر از چه زان رو که فزون دارد خبر
غرض این است علم که ادراک است و از یک شخص انسان است، به لحاظ مدارک که مظاهر و مقامات ادراکند در یک موطن مبصر است و در موطن دیگر مسموع است، و در موطن دیگر مذوق است و در موطن دیگر مشموم و ملموس و هکذا و همه اینها در موطن عالى صقع نفس انسانى یک علم و یک ادراکند. توهم و ظنّ مادر موسى نسبت به واقع این چنین است که واقع آن علم است و در این موطن، توهّم و ظن.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۱۹-۱۰۲۰
و إنّما (فانما- خ) فعلت به أمّه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه صبرا و هى تنظر الیه.
ظاهر آنست که لفظ «صبر» به صاد مهمله و باى منقوطه به یک نقطه از تحت
باشد از براى آنکه قتله صبرا و ذبحه صبرا در لغت اهل حجاز کثیر الاستعمال است و آن عبارت است از آنکه زنده گیرند و به عقوبت کشند.
برین تقدیر معنى آنست که مادر موسى موسى را به تابوت در دریا نینداخت مگر از خوف آنکه ناگاه فرعون غاصب از ما زنده بگیرد و در نظر ما بکشد؛ و والده را هیچ المى از آن زیاده نیست که فرزند او را در نظرش بکشند.
و شیخ شرف الدین داود قیصرى «ضیر» را به ضاد معجمه و یاى منقوطه به دو نقطه از تحت تصحیح کرده است و معنى چنین گفته که ناگاه او را بکشد کشتنى مشتمل بر ضرر عظیم به نسبت با والدهاش؛ و این تصحیح شاید که مبنى بر سماع باشد و الا استعمال مأنوس آنست که سابقا گذشت.
مع الوحى الّذى ألهمها اللّه تعالى به من حیث لا تشعر. فوجدت فى نفسها أنّها ترضعه.
یعنى فعل مادرش به وحى بود که حق سبحانه و تعالى در دلش انداخت تا به وجدان دریافت که ارضاع و تربیت فرزندش هم بر دست او خواهد بود.
فإذا خافت علیه ألقته فى الیمّ فإنّ (لأنّ- خ) فى المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع» فلم تخف علیه خوف مشاهدة عین، و لا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، و غلب على ظنّها أنّ اللّه ربّما ردّه إلیها لحسن ظنّها به، فعاشت بهذا الظّن فى نفسها، و الرّجاء یقابل الخوف و الیأس، و قالت حین ألهمت لذلک لعلّ هذا هو الرّسول الّذى یهلک فرعون و القبط على یدیه. فعاشت و سرّت بهذا التّوهم و الظّنّ بالنّظر إلیها؛ و هو علم فى نفس الأمر.
پس چون مادر موسى را از آفت مخافت بود موسى را در دریا انداخت چه در مثل آمده است که چون الم را دیده نبیند دل به درد نیاید؛ لاجرم اگرچه در دریا انداخت، اما چون خوف مشاهده عین نبود و حزن او نیز حزن رؤیت بصر نه؛ و غلبه کرد بر ظنّ او که حق سبحانه و تعالى موسى را باز بدو رساند و معتمد بود بر حسن ظنّى که داشت، و او را بدین حسن ظن طیب عیش بود، و رجاى او مقابله با خوف و یأس مىکرد و از سر امیدوارى مىگفت: بیت
امیدوار چنانم که کار بسته برآید وصال چون به سر آمد فراق هم به سر آید
گلم ز دست بدر برد روزگار مخالف امید هست که خارم ز پاى هم بدر آید
و چون این الهام بدو رسید گفت: شاید که این آن رسول باشد که فرعون و قبط بر دست او هلاک شود، لاجرم عیشى داشت و بدین توهّم روزگارى به مسرّت مىگذاشت و ظنّ و توهّم بودن این معنى نسبت با ام موسى بود و إلّا در نفس امر علم بود.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۶۵
و إنّما فعلت به أمّه ذلک خوفا من ید الغاصب فرعون أن یذبحه ضیرا و هی تنظر إلیه، مع الوحى الّذی ألهمها اللّه به من حیث لا تشعر. فوجدت فی نفسها أنّها ترضعه فإذا خافت علیه ألقته فی الیمّ لأنّ فی المثل «عین لا ترى قلب لا یفجع». فلم تخف علیهخوف مشاهدة عین، و لا حزنت علیه حزن رؤیة بصر، و غلب على ظنّها أنّ اللّه ربّما ردّه إلیها لحسن ظنّها به. فعاشت بهذا الظّنّ فی نفسها، و الرّجاء یقابل الخوف و الیأس، و قالت حین ألهمت لذلک لعلّ هذا هو الرّسول الّذی یهلک فرعون و القبط على یدیه. فعاشت و سرّت بهذا التّوهّم و الظّنّ بالنّظر إلیها، و هو علم فی نفس الأمر.
شرح و روى عن الشّیخ- رضى اللّه عنه- إنّه اجتمع بأبى العبّاس خضر- علیه السّلام-. فقال له کنت قد أعددت لموسى بن عمران ألف مسألة ممّا جرى علیه من اوّل عمره إلى زمان اجتماعه، فلم یصبر على ثلاث مسائل منها، و قال- علیه السّلام- لیت أخى موسى سکت حتّى یقصّ اللّه علینا من أنبائها.