عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة عشر : 


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین )

 

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ أنّه لمّا وقع علیه الطّلب خرج فارّا خوفا فی الظّاهر وکان فی المعنى حبّا فی النّجاة ، فإنّ الحرکة أبدا إنّما هی حبّیّة ، ویحجب النّاظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک .  وذلک لأنّ الأصل حرکة العالم من العدم الّذی کان ساکنا فیه إلى الوجود ، ولذلک یقال إنّ الأمر حرکة عن سکون : فکانت الحرکة الّتی هی وجود العالم حرکة حبّ . وقد نبّه رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم على ذلک بقوله : " کنت کنزا مخفیّا لم أعرف فأحببت أن أعرف" ).

 

قال رضی الله عنه :  (ثم إنه) ، أی موسى علیه السلام (لما وقع علیه الطلب) بالقتل من قوم فرعون حین قتل القبطی (خرج) من مصر (فارا) ، أی هاربا من فرعون وقومه لما علم بذلک قال تعالى :وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِینَةِ یَسْعى قالَ یا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ لِیَقْتُلُوکَ فَاخْرُجْ إِنِّی لَکَ مِنَ النَّاصِحِینَ ( 20 ) فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً یَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ( 21 ) [ القصص : 20 21 ] .

وکان خروجه (خوفا فی الظاهر) من القتل (وإن کان فی المعنى حبا) ، أی رجاء وطمعا (فی النجاة) والسلامة (فإن الحرکة) خصوصا السریعة (أبدا إنما هی حبیة) ، أی منسوبة إلى الحب بمعنى المحبة ، فإن مبدأها الشوق إلى التحرک إلیه من کل أمر (ویحجب الناظر فیها) ، أی فی الحرکة عن معرفة کونها حبیة (بأسباب أخر) غیر الحب الداعی إلیها تسمى بها مقاصد الحرکة کالأکل والشرب والکلام والمشی ونحو ذلک (ولیست تلک) الأسباب بحاجبة فی نفس الأمر للمتأمل .

 

قال رضی الله عنه :  (وذلک) ، أی بیان کون الحرکة حبیة (لأن الأصل) فی التکوین (حرکة العالم) ، أی المخلوقات (من العدم الذی کان) ذلک العالم (ساکنا فیه) على معنى التوهم إذ العالم کان عدما صرفا فی نفسه (إلى الوجود) الذی اتصف به ظاهرا وهی حرکة أمر اللّه تعالى الذی قام به خلقه کلمح بالبصر وهو قوله :”کُنْ فَیَکُونُ”؛

 

قال رضی الله عنه :  (ولذلک) ، أی لأجل ما ذکر (یقال) عند المحققین (إن الأمر) الإلهی (حرکة) تصدر (عن سکون) متقدم فیها فیتحرک الساکن الذی هو المأمور بالحرکة التی هی ذلک الأمر ، کالانفعال الذی هو عین ظهور فعل الفاعل کقولهم : کسرت الإناء فانکسر ، فحرکة الکسر هی بعینها حرکة الانکسار ، ظهرت على المنفعل لها ، وکانت ساکنة فیه .

 

قال رضی الله عنه :  (فکانت الحرکة التی هی) نفس (وجود العالم) ، لأنها عین الأمر الإلهی (حرکة حب) ، أی محبة من صاحب الأمر تعالى (وقد نبّه رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم على ذلک) ، أی کون حرکة وجود العالم حبیة بقوله فی الحدیث القدسی (" کنت کنزا مخفیّا لم أعرف") بالبناء للمفعول ("فأحببت أن أعرف ") بالبناء للمفعول أیضا وبقیة الحدیث : " فخلقت خلقا تعرفت إلیهم فبی عرفونی ".

 

قال رضی الله عنه :  ( فلولا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه . فحرکته من العدم إلى الوجود حبّ الموجد لذلک ، ولأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا ، فکانت بکلّ وجه حرکته من العدم الثّبوتی إلى الوجود حرکة حبّ من جانب الحقّ ومن جانبه فإنّ الکمال محبوب لذاته .   وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنیّ عن العالمین هو له وما بقی له إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذی یکون من هذه الأعیان ، أعیان العالم ، إذا وجدت . فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین . )

 

قال رضی الله عنه :  (فلولا هذه المحبة) من الحق تعالى (ما ظهر) هذا (العالم فی عینه) ، أی عین العالم إذ العالم ظاهر للحق تعالى من الأزل ولیس بظاهر لنفسه فظهر بالمحبة القدیمة (فحرکته) ، أی حرکة المحبة للعالم (من العدم) الذی هو فیه (إلى الوجود) الذی اتصف به ظاهرا (حرکة حب) ، أی محبة (الموجد) ، أی الحق تعالى الذی أوجد العالم (لذلک) ، أی لإیجاد العالم لیعرف به .

 

قال رضی الله عنه :  (ولأن العالم أیضا یحب شهود) ، أی معاینة (نفسه وجودا) ، أی موجودة (کما شهدها )، أی نفسه (ثبوتا) أی ثابتة فی عدمها الأصلی (فأنت بکل وجه) من الوجوه (حرکته) أی العالم (من العدم الثبوتی) الأصلی (إلى الوجود) الذی اتصف به (حرکة حب) أی لمحبة (من جانب الحق) تعالى (ومن جانبه) ای العالم أیضا فإن الکمال الذی هو الموجود (محبوب لذاته) أی من حیث هو وجود فیحبه الحق تعالى للعالم ویحبه العالم لنفسه .

 

قال رضی الله عنه :  (وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین) أی من حیث ذاته المجردة عن اعتبار مراتب أسمائه وصفاته هو أی ذلک العلم ثابت له تعالى فهو عالم بذاته أزلا أبدا ، وأما علمه تعالى بنفسه من حیث مراتب أسمائه وصفاته فقد أشار إلیه بقوله (وما بقی له إلا تمام مرتبة العلم) الإلهی (بالعلم الحادث) فی الظهور لا فی الثبوت (الذی یکون من هذه الأعیان) الکونیة بنفسها وبغیرها على قدر استعدادها فی معرفة الغیر ومقدار طاقتها ، فکان علمها هو علمها بنفسها عند التحقیق .

 

قال رضی الله عنه :  (أعیان) بدل من الأعیان (العالم) کالملک والإنس والجن ، بل کل المخلوقات ذات علم عندنا کما تقتضیه العبارة هنا (إذا وجدت) أی تلک الأعیان من عدم نفسها ، فإن العلم القدیم بها من حیث إنها حضرات الأسماء والصفات یتفرق علیها بحسبها معلومة فیه (فتظهر صورة الکمال) الإلهی للحق تعالى (بالعلم المحدث) وهو علمه تعالى بمظاهر مراتب أسمائه وصفاته ، وذلک قوله تعالى :أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ[ النساء : 166 ] وقوله :ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ یَلْعَبُونَ ( 2 ) لاهِیَةً قُلُوبُهُمْ[ الأنبیاء : 2 - 3 ] .

 

قال رضی الله عنه :  (و) العلم (القدیم) وهو علمه تعالى بذاته المجردة من کل مرتبة (فتکمل) حینئذ من حیث الظهور إذ هی من حیث الثبوت کاملة للّه تعالى (مرتبة العلم) الإلهی (بالوجهین) وجه الذات ووجه الأسماء والصفات .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارّا خوفا فی الظاهر وکان فی المعنى حبا للنجاة ) ففعل موسى بنفسه مثل ما فعلته أمه به ، فمثل فرار موسى کمثل فعل التابوت من أمه فی أن صورة کل منهما خوف ومعناهما حب .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة ویحجب ) مبنی للمفعول ( الناظر فیها ) أی فی الحرکة ( بأسباب أخر ) کالخوف والغضب وغیر ذلک ( ولیست تلک الأسباب ) المحجبة للناظر أسبابا لها على الحقیقة بل إنما کان سببا حبا ( وذلک ) أی وبیانه أی أن الحرکة لا تکون أبدا إلا حبیة ( لأن الأصل حرکة العالم من العدم الذی کان ) العالم ( ساکنا فیه ) أی العدم ( إلى الوجود ) یتعلق بالحرکة ( ولذلک ) الأصل ( یقال إن الأمر ) أی الوجود ( حرکة عن سکون فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة الحب وقد نبه رسول اللّه علیه السلام على ذلک ) الحب .

 

قال رضی الله عنه :  ( بقوله : « کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف » ، فلو لا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه ) أی فی وجوده الخارجی ( وحرکته ) أی حرکة العالم .

 

قال رضی الله عنه :  ( من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک ) العالم أی السبب لحرکة العالم حب اللّه الموجد للعالم فکان الحق یحب حرکة العالم من العدم إلى الوجود لیکون مرآة لکمالاته الذاتیة والاسمائیة والصفاتیة ( ولأن العالم أیضا یحب ) فی حال عدمه ( شهود نفسه وجودا ) خارجیا ( کما شهدها ثبوتا ) أی فی الأعیان الثابتة .

 

قال رضی الله عنه :  ( فکانت ) الحرکة ( بکل وجه حرکته ) أی حرکة العالم ( من العدم الثبوتی إلى الوجود العینی حرکة حب من جانب الحق وجانبه ) أی جانب العالم وإنما کانت الحرکة حبیة .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإن الکمال محبوب لذاته ) یقول الحرکة حبیة لأنه وجود عینی والوجود کمال والکمال محبوب لذاته والحرکة محبوبة لذاتها ( وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین هو له ) أی هذا العلم علمه تعالى لذاته بذاته مختص للَّه تعالى وهو تمام مرتبة العلم الأزلی القدیم .

 

قال رضی الله عنه :  ( وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان أعیان العالم إذا وجدت فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث و ) العلم .

 

( القدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ) أی تکمل مرتبة العلم بالعلم القدیم الذی کان من ذاته تعالى من حیث غناه عن العالمین وهو الوجه القدیم وتکمل بالعلم بالحادث الذی یکون فی صور الأعیان الخارجیة وهو الوجه الحادث .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب. وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه. فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین (

 

کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال

ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

قال رضی الله عنه  : ( ثم إنّه لمّا وقع علیه الطلب ، خرج فارّا خوفا فی الظاهر وکان فی المعنى حبّا فی النجاة ، فإنّ الحرکة أبدا إنّما هی حبّیة ، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ولیست تلک ، وذلک لأنّ الأصل حرکة العالم من العدم - الذی کان ساکنا فیه - إلى الوجود ، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون ، فکانت الحرکة - التی هی وجود العالم - حرکة حبّیة ، قد نبّه رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم على ذلک ، بقوله : « کنت کنزا لم أعرف ، فأحببت أن أعرف » فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه ، فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حبّ الموجد لذلک ، ولأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا ، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حبّیة من جناب الحق وجانبه ، فإنّ الکمال محبوب لذاته .  وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنیّ عن العالمین - هو له وما بقی له إلَّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان ، أعیان العالم إذا وجدت ، فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم ، فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

یعنی : إذا أضیف إلى الأزلی فی غیر الأزلی ، کما مرّ فی الفصّ الشیثی ، فتذکَّر .

 

یشیر رضی الله عنه  إلى أنّ حرکة موسى وفراره ، وإن کانت - على ما علَّل ذلک عند فرعون بقوله : " فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ "  بسبب الخوف ، وکذلک حرکة کل ذی خوف وفراره " من أمر مخوف وإن کان بالنظر الظاهر معلَّلا بسبب قریب وهو الخوف ،

ولکنّ التحقیق یقتضی أن لا تکون الحرکة عن خوف ، فإنّ الخوف یقتضی السکون والجمود ، ولا یقتضی الحرکة ،

وإنّما السبب الموجب للحرکة فیمن یفرّ عن مکروه هو حبّ الحیاة والنجاة ، فلمّا رأى أمرا یوجب فوت محبوبه - وهو النجاة والحیاة - خاف ذلک فتحرّک وفرّ طلبا للحیاة ، فموجب الحرکة فی الحقیقة لم یکن الخوف ، بل الحبّ للنجاة أو الحیاة أو غیر ذلک ممّا یحبّ وجوده ویخاف عدمه .

 

ثمّ بیّن  رضی الله عنه  أنّ الحرکة فی الأصل حبّیة ، وذکر فی ذلک أسرارا عالیة فی الجناب الإلهی والعالم ، وأنّها وإن سبقت الإشارة إلیها فیما سلف ، ولکن نبحث هاهنا على ما یبقى من الأسرار ، وهو أنّ قوله تعالى على لسان أکمل مظاهره الإنسانیة : « أحببت أن أعرف » لیس محتده هذه المحبّة ، وأصل هذا التجلَّی من حیث الذات ، الغنیّة عن العالمین ،

وذلک لأنّ الکمال الذاتی حاصل للذات بالذات ، ومتعلَّق المحبّة أبدا أمر معدوم غیر حاصل المعرفة به ، فما یسمّى « غیره » و « سواه » فلم یکن حاصلا ، لعدم المعارف إذ ذاک ، فأحبّ حصوله ووجوده ،


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم إنه ) أی موسى ( لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر ، وکان فی المعنى حبا فی النجاة ، فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ) کالغضب والخوف والحزن والمیل ، وقد یتحقق ذلک مما ذکر فی الهوى ، والمحجوب عن الأصل یسندها إلى الأسباب القریبة ، ولهذا عللها لفرعون المحجوب فی قوله :" فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ لَمَّا خِفْتُکُمْ "  بالخوف لاحتجابه عن الأصل ، فإنه لولا حب الحیاة لما خاف ، وکیف لا والخوف یقتضی الجمود والسکون لا الحرکة .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولیست تلک وذلک لأن الأصل حرکة العالم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود ، ولذلک یقال : إن الأمر حرکة عن سکون فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب ، وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله « کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف » فلو لا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک ) .

 

أی لأن یعرف ویشهد ذاته من ذاته ومن غیره على تقدیر وجود الغیر بالاعتبار

 

قال رضی الله عنه :  ( ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا ، فکانت بکل وجه حرکة من العدم الثبوتی إلى الوجود العینی حرکة حب من جانب الحق وجانبه ، فإن الکمال محبوب لذاته ، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنى عن العالمین هو له )

دون اعتبار غیره ، فإنه تعالى من تلک الحیثیة لیس إلا الذات وحدها فلم یکن معه شیء

 

"" إضافة بالی زاده :

( حب الموجد لذلک للعالم ) أی السبب لحرکة العالم حب الله الموجد للعالم ، فکان الحق یحب حرکة العالم من العدم إلى الوجود لیکون مظهرا لکمالاته الذاتیة والأسمائیة والصفاتیة بالى .

فی الوقت متعلق بقوله فذکر : أی ذکر فی وقت ملاقاته فرعون ، وهو قوله: "فَفَرَرْتُ مِنْکُمْ " إلخ الذی أی السبب الأقرب الذی هو کصورة الجسم البشر. اهـ  بالى زاده ""

 

قال رضی الله عنه :  ( وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان أعیان العالم إذا وجدت ، فیظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فیکمل مرتبة العلم بالوجهین ) .

فإن العلم القدیم غیب لم یکن له ظهور وانتشار ، وبالظهور فی المظاهر المسمى حدوثا یکمل کمال العلم الغیبی

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

قال رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب، خرج فارا خوفا فی الظاهر وکان فی المعنى حبا فی النجاة ، فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة. ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ولیست تلک.) أی ، ومن جملة العنایة الإلهیة أن موسى خرج فارا من خوف القتل ، وکان ذلک الفرار فی الحقیقة حبا فی الحیاة والنجاة من الهلاک .

ثم بین أن الحرکة لا تحصل أبدا إلا عن محبة، وإن کان فی الظاهر لها أسباب أخر، کالخوف والغضب وغیر ذلک، فیحجب من یعلم الحقائق بالأسباب الظاهرة ویسندها إلیها، ولیست أسبابها فی الحقیقة تلک الأسباب الظاهرة . قوله : ( ویحجب ) مبنى للمفعول .

 

قال رضی الله عنه :  (وذلک لأن الأصل حرکة العالم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة الحب. وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک . ) روایة من الله تعالى .

 

قال رضی الله عنه :  ( بقوله : "کنت کنزا مخفیا، لم أعرف فأحببت أن أعرف". فلولا هذه المحبة، ما ظهر العالم فی عینه . ) أی ، وجوده العینی .

( فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک ) أی ، لوجود العالم ، إذ به تظهر کمالات ذاته وأنوار أسمائه وصفاته .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا ، کما شاهدها ثبوتا ، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود العینی حرکة حب من جانب الحق وجانبه . ) أی ، من جانب العالم : ( فإن الکمال محبوب لذاته ) وهو لا یظهر إلا بالوجود العینی .

 

قال رضی الله عنه :  ( وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنى عن العالمین هو له . وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان أعیان العالم إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم، فتکمل مرتبة العلم بالوجهین.) هذا جواب عن سؤال مقدر.

وهو أن یقال : الحق، سبحانه وتعالى، قدیم، عالم بذاته وبکمالاته کلها، فهی حاصلة له قبل الظهور ووجود العالم فی العین، فما فائدة الظهور؟

 

فقال : علمه بذاته من حیث غنائه عن العالمین حاصل له أزلا وأبدا ، لکن تمام مرتبة العلم هو العلم فی صور المظاهر الذاتیة، وهو العلم الحادث الذی یظهر فی الأعیان عند وجودها. وهو المشار إلیه بقوله تعالى : " لنعلم من یتبع الرسول ممن ینقلب على عقبیه ".


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ إنّه لمّا وقع علیه الطّلب خرج فارّا خوفا فی الظّاهر ، وکان فی المعنى حبّا فی النّجاة ، فإنّ الحرکة أبدا إنّما هی حبّیّة ، ویحجب النّاظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک ، وذلک لأنّ الأصل حرکة العالم من العدم الّذی کان ساکنا فیه إلى الوجود ، ولذلک یقال : إنّ الأمر حرکة عن سکون ؛ فکانت الحرکة الّتی هی وجود العالم حرکة حبّ ، وقد نبّه رسول اللّه صلّى اللّه علیه وسلّم على ذلک بقوله : « کنت کنزا مخفیّا لم أعرف ؛ فأحببت أن أعرف » ).

 

ولما فرغ عن بیان نجاته من غم التابوت ، وغم قتل فرعون إیاه على أنه الغلام الذی هلاک ملک فرعون على یدیه ، ونجاة أمه کذلک ، شرع فی بیان نجاته من غمّ قتل فرعون إیاه قصاصا ، فقال : ( ثم إنه وقع علیه الطلب ) من جهة فرعون ؛ لیقتله قصاصا ، ( خرج ) من ملکه ( فارّا ) من فرعون ؛ ( خوفا ) من القصاص ( فی الظاهر ) ،

 

أی : فی ظاهر قصده ، ولکن ( کان ) فراره ( فی المعنى ) المطلوب بالذات مضمنا فی ذلک القصد ( حبّا فی النجاة ) ، إذ الفرار حرکة ، ولا یطلب بها بالذات الخوف ، ( إن الحرکة ) من حیث یطلب بها الوصول إلى المتحرک إلیه ( أبدا ) ، أی : سواء کانت عن خوف أو غضب أو هیمان ، ( إنما هی حبیة ) .

 

أی : راجعة إلى طلب محبوب من وجه من الوجوه ، کالاستقرار فی الحیز الطبیعی فی الحرکة الطبیعیة ، والإجراء على خلاف الطبع فی القسریة ؛ ( وذلک لأن الأصل ) فی الحرکات طلب الکمال وهو محبوب ؛ فلذلک کان فی أول الحرکات ، وهو ( حرکة العالم من العدم الذی کان ساکنا فیه ) ، وهو نقص ( إلى الوجود ) ، وهو کمال للعالم ، وکذا لوجود الحق ولعلمه ، لکن من حیث کونها نفس الوجود والعلم .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولذلک ) أی : ولکون وجود العالم حرکة عن العدم إلى الوجود ( یقال : إن الأمر ) أی : المطلوب بأمر « کن » ، ( حرکة عن سکون ) ؛ فإنه إنما أمر لتحصل له ، وللمأمور الکمال المحبوب لهما ، وهو حصول الوجود للعالم ، ورتبة الوجود الحادث والعلم الحادث للوجود والعلم اللذین أعلى مراتبهما للحق ، فکان الوجود الحادث والعلم الحادث حاصلان له ،

قال رضی الله عنه :  ( فکانت الحرکة التی هی ) سبب ( وجود العالم حرکة حب ) من الحق ومن العالم ، وکیف لا تکون حرکة حب من الحق ، ( وقد نبّه رسول اللّه صلّى اللّه علیه وسلّم على ذلک عن اللّه بقوله : " کنت کنزا مخفیّا لم أعرف ؛ فأحببت أن أعرف " ) ؛ فالحبّ سبب هذه الحرکة التی هی سبب وجود العالم .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلولا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه ؛ فحرکته من العدم إلى الوجود حبّ الموجد لذلک ، ولأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا ، فکانت بکلّ وجه حرکته من العدم الثّبوتی إلى الوجود حرکة حبّ من جانب الحقّ ومن جانبه ، فإنّ الکمال محبوب لذاته ، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنیّ عن العالمین هو له وما بقی له إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذی یکون من هذه الأعیان ، أعیان العالم ، إذا وجدت ، فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلو لا هذه المحبة ) الموجبة لإرادة إیجاد العالم ، لیظهر فیه بعد کونه کنزا مخفیّا عندما ( ظهر العالم فی عینه ) بالوجود الخارجی ، بل کان باقیا فی خفاء العدم الثبوتی ؛ لأن الحق غیر موجب بالذات ، بل فاعل بالإرادة التی منشأها المحبة ،

 

قال رضی الله عنه :  ( فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الوجود لذلک ) التحرک ؛ فإن حبه یحرک عن الاکتفاء بظهور ذاته وأسمائه فی ذاته إلى الظهور فی المظاهر ، فحرک الإرادة المحرکة للأمر المحرک للعالم من العدم إلى الوجود هذا بیان حب الحق لإیجاد العالم ، وأما بیان حب العالم لذلک ؛ فذلک ( لأن العالم أیضا ) باعتبار عینه الثابتة .

قال رضی الله عنه :  ( یحب شهود نفسه وجودا ) عینیّا ( کما شهدها ثبوتا ) علمیّا ، ( فکانت بکل وجه ) أی : سواء کانت قسریة ، أو طبیعیة ، أو إرادیة ( حرکته من العدم الثبوتی ) ، أی :

له مع کونه عدما ثبوتیّا فی العلم باعتباره یکون ساکنا فیه ومتحرکا عنه ( إلى الوجود ) الخارجی ( حرکة حب من جانب الحق وجانبه ) ، أی : جانب العالم لحصول الکمال الذی أقله الوصول إلى المتحرک إلیه وهو محبوب .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإن الکمال محبوب لذاته ) ، فلا تعارض فی طلبه الاستغناء الإلهی ، وذلک أن ( علمه بنفسه ) قید به ؛ لأن علمه بالأکوان المحدثة لا یوجب الاستغناء عنها ؛ ولذلک ذکر ( من حیث هو غنی عن العالمین ) ؛ لیحترز عن علمه بنفسه من حیث هو موجد للعالمین ، فإنه لا یوجب الاستغناء عنها أیضا هو کمال له یستغنی به عن کل علم ، لکن نفس العلم لا یکفی بها کما قال :

وما یلقى الإیمان مرتبة العلم ، وإن حصلت أکمل مراتبه ، وهو العلم القدیم المتعلق بذات الحق ، فکملت ( مرتبة العلم بالعلم الحادث ) ، ولیس هو العلم الإلهی المتعلق بالحوادث ، بل هو ( الذی یکون ) موجودا ( من هذه الأعیان ) لا من حیث ثبوتها فی العلم الأزلی ، بل من حیث کونها ( أعیان العالم ) ؛ لأنها إنما تعلم بالعلم الحادث إذا صارت أعیان العالم ،

 

وذلک ( إذا وجدت ) فی الخارج وقبل ذلک ، إنما یعلم بالعلم الأزلی الذی ثبت فیه لا غیر فی العلم الأزلی ، وإذا کان کاملا فی الرتبة الأزلیة ، فلیس له صورة الکمال فی الرتبة الجامعة للمراتب ، ( فتظهر ) بحدوث العلم فی أعیان العالم ( صورة الکمال ) بجمع المراتب للعلم من حیث هو علم فقط ، إلا من حیث هو علم أزلی إلهی ( بالعلم المحدث ) ، والعلم ( القدیم ) ، والصورة کمال فعلی ( فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ) بعد ما کان له ذلک بالقوة ، وما بالقوة نقص ما دام بالقوة ، فکان العلم من حیث هو علم فقط ناقصا قبل ظهور هذه الصورة .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

الحرکة الحبّیة

قال رضی الله عنه  : ( ثمّ إنّه ) سرت خصوصیّات الامّ فی ولدها وخلفها الحقّ ، ولذلک ( لما وقع علیه الطلب خرج فارّا خوفا فی الظاهر ، وکان فی المعنى حبّا فی النجاة ، فإنّ الحرکة أبدا إنّما هی حبّیة ، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ) عدمیّة قریبة إلى الصورة الکونیّة ، لکونه محجوبا بها ،


قال رضی الله عنه  : ( ولیست ) الأسباب فی الحقیقة ( تلک ) الأمور ، ( وذلک لأنّ الأصل ) فی سائر الحرکات ( حرکة العالم من العدم الذی کان ساکنا فیه ) إلى العدم الإضافی الذی له بالقیاس إلى کونه عالما ، وهو المسمّى بالثبوت ، فإنّه ینتقل عین العالم منه ( إلى الوجود ، ولذلک یقال : إنّ الأمر حرکة عن سکون فکانت الحرکة - التی هی وجود العالم - حرکة حبّ ) یعنی الحیاة والبقاء ، کما یلوّح علیهما بحرفیه .

 

قال رضی الله عنه  : (وقد نبّه رسول الله صلَّى الله علیه وسلم على ذلک بقوله : « کنت کنزا لم أعرف ، فأحببت أن اعرف » ) أی أظهر ، ( فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه ، فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حبّ الموجد لذلک ) .

 

هذا بلسان الإجمال ، وأما لسان التفصیل : فأشار إلیه بقوله رضی الله عنه  :

( ولأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا ، کما شهدها ثبوتا ) فی الحضرات الجلائیّة ( فکانت بکلّ وجه حرکته من العدم الثبوتیّ إلى الوجود حرکة حبّ من جانب الحقّ و ) من ( جانبه فإنّ الکمال محبوب لذاته ) وسایر ما ینسب إلیه المحبّة فلاشتماله على الکمال کالحسن - مثلا - فإنّه کمال النسبة الاعتدالیّة التی هی ظلّ الوحدة ، وکذلک کلّ ما یمیل إلیه القلب من المستلذّات الجسمانیّة فإنّه کمال تلک القوة المدرکة لتلک اللذة فإنّ الکمال هو الظهور على نفسه بصورته الکلَّیة العلمیّة والجزئیّة الحسیّة .

 

علمه تعالى مبدأ وجود الخلق

قال رضی الله عنه  : ( وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنیّ عن العالمین ، هو ) الظهور الکمالی الذی ( له ) لذاته ، وهو الذی یقال له الکمال الذاتی وبیّن أنّ الکمال الإلهی أعمّ من الذاتی والأسمائی ، إذ له الکمال على الإطلاق .

 

فإلى الأسمائیّ منه أشار بقوله : ( وما بقی ) له ( الإتمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان ، أعیان العالم ) الظاهرة بصورة الآثار من کلّ اسم ، کالعلم مثلا ، فإنّه ظاهر بصورة الکلام الذی هو أثره ، والحیاة فإنّها ظاهرة بصورة الحسّ والحرکة الإرادیّة التی هی أثرها وکذا فی سائر الأسماء .

 

وکأنّک قد عرفت أنّه کما أنّ فی الأعیان آثارا من الأسماء - کما بیّن - کذلک فی الأسماء آثارا من الأعیان ، وهی اتّصافها بالحدوث وذلک لأنّ الأعیان

 

 

قال رضی الله عنه  : (إذا وجدت ) حکمت على علمها بالحدوث ، ( فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم ، فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ) وکذا غیره من الأسماء ( وکذلک تکمل مراتب الوجود ) وإذ کان الوجود أصل الکلّ فمرتبة کل اسم هی مرتبة الوجود ، نبّه إلى تلک الدقیقة بصیغة الجمع .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع علیه الطلب خرج فارا خوفا فی الظاهر، وکان فی المعنى حبا للنجاة.  فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة، ویحجب الناظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک. وذلک لأن الأصل حرکة العلم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، ولذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب.

وقد نبه رسول الله صلى الله علیه وسلم على ذلک بقوله «کنت کنزا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلولا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه.

فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب الموجد لذلک: ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود حرکة حب من جانب الحق وجانبه: فإن الکمال محبوب لذاته، وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له.  وما بقی إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ).

 

قال رضی الله عنه : ( ثمّ أنّه لمّا وقع علیه الطّلب خرج فارّا خوفا فی الظّاهر وکان فی المعنى حبّا فی النّجاة ، فإنّ الحرکة أبدا إنّما هی حبّیّة ، ویحجب النّاظر فیها بأسباب أخر ، ولیست تلک .  وذلک لأنّ الأصل حرکة العالم من العدم الّذی کان ساکنا فیه إلى الوجود ، ولذلک یقال إنّ الأمر حرکة عن سکون : فکانت الحرکة الّتی هی وجود العالم حرکة حبّ . وقد نبّه رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم على ذلک بقوله : « کنت کنزا مخفیّا لم أعرف فأحببت أن أعرف » . فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه . فحرکته من العدم إلى الوجود حبّ الموجد لذلک ، ولأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا ، فکانت )

 

قال رضی الله عنه : (ثم أنه لما وقع علیه ) ، أی على موسى ( الطلب ) لأجل قتل القبطی ( خرج فارا خوفا ) من القتل ( فی الظاهر وإن کان فی المعنى فارا حبا فی النجاة فإن الحرکة أبدا إنما هی حبیة ویحجب الناظر فیها ) ، أی فی الحرکة عن الأسباب الحقیقیة ( بأسباب أخر ) ، غیر حقیقیة ( ولیست ) هذه الأسباب الغیر الحقیقیة ( تلک ) الأسباب الحقیقیة .

 

قال رضی الله عنه : ( وذلک لأن الأصل ) فی الحرکات ( حرکة العالم من العدم ) الإضافی الذی هو الوجود العلمی ( الذی کان ) العالم ( ساکنا ) ، أی ثابتا ( فیه إلى الوجود ) العینی بل من مرتبة للوجود باطنة إلى مرتبة أخرى له ظاهرة ( ولذلک یقال إن الأمر ) ، أی أمر الوجود ( حرکة عن سکون فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حب وقد نبه الرسول صلى اللّه علیه وسلم على ذلک بقوله ) .

عن اللّه عز وجل : ( کنت کنزا مخفیا لم أعرف فأحببت أن أعرف فلو لا هذه المحبة ما ظهر العالم فی عینه ) ، أی فی وجوده العینی ( فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حب . الموجد لذلک ) ، أی لوجود العالم إذ به تظهر کمالات ذاته وآثار أسمائه وصفاته ( ولأن العالم أیضا یحب شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا ) ، أی حیث الثبوت العلمی


قال رضی الله عنه :  ( بکلّ وجه حرکته من العدم الثّبوتی إلى الوجود حرکة حبّ من جانب الحقّ ومن جانبه فإنّ الکمال محبوب لذاته . وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنیّ عن العالمین هو له وما بقی له إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذی یکون من هذه الأعیان ، أعیان العالم ، إذا وجدت . فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین . )

 

( فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی ) ، أی العدم الذی لیس للعالم فیه إلا الثبوت فی العلم ( إلى الوجود ) العینی ( حرکة حب من جانب الحق ومن جانبه ) ، أی جانب العالم ( فإن الکمال محبوب لذاته ) وهو لا یظهر إلا بالوجود العینی .

 

ولما کان لقائل أن یقول کان علم الحق قبل وجود العالم متعلقا بذاته وصفاته وکمالاته فما فائدة وجود العالم دفعه بقوله : ( وعلمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین هو ) حاصل ( له ) أزلا وأبدا ( وما بقی له إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون ) ظاهر ( من هذه الأعیان أعیان العالم إذا وجدت . فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث والقدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین ) ، وکذا غیره من الأسماء والصفات کالإرادة والقدرة وغیرهما .

 

وفی الفتوحات المکیة وجود الممکنات لکمال مراتب الوجود الذاتی والفرقانی والعلم الحادث الذی یظهر فی المظاهر هو المشار إلیه بقوله : لیعلم من یتبع الرسول ممن ینقلب على عقبیه


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۵۴-۵۵۷

(حکمت فرار موسى)

ثم إنّه لمّا وقع علیه الطلب خرج فارّا، خوفا فی الظاهر، و کان فی المعنى حبّا فی النجاة فإنّ الحرکة أبدا أنّما هی حبّیة و یحجب الناظر فیها بأسباب أخر، و لیست تلک.

سپس چون در تعقیب موسى علیه السلام برآمدند، گریزان بیرون رفت، در ظاهر از ترس کشته شدن و در معنى به علت حب در نجات خود، زیرا حرکت همیشه حبیّه است و اسباب دیگر که در حقیقت سبب نیستند حجاب ناظر در حرکت حبیه ‌می‌گردند.

غرض این است که سبب واقعى حرکت، حب است جز اینکه به حسب ظاهر، حرکت به اسباب دیگرى چون خوف و غضب و چیزهاى دیگر، اسناد داده ‌می‌شود که ‌می‌گویند مثلا به علت خوف فرار کرده است و این اسباب ظاهریه که در حقیقت، اسباب نیستند حاجب ناظر در حرکت ‌می‌گردند یعنى ناظر محجوب ‌می‌شود و در این حجاب، علت واقعى حرکت را ن‌می‌بیند.

و ذلک لأن الأصل حرکة العالم من العدم الذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، و لذلک یقال إن الأمر حرکة عن سکون.

این گفتار ما، که حرکت حبیّه است، از این روست که اصل در حرکات، حرکت عالم‏ از عدمى است که در آن ساکن بود به سوى وجود، لذا گفته ‌می‌شود که: «ان الامر حرکة عن سکون».

چون صحبت از حرکت است در مقابل آن سکون آورده است. زیرا سکون، عبارت اخراى ثبوت است که وجود علمى عالم در ذات حق سبحانه ‌می‌باشد و از این وجود علمى تعبیر به عدم نمود، زیرا در مقابل وجود عینى است. وجود عینى یعنى وجودات أشیاء خارج از ذات به یک معنى. همان طور که ما در تمام آثار وجودى عنصرى خودمان علم به آنها را در موطن ذات خودمان ثابت و ساکن واجدیم و سپس بتدریج آن امر ثابت را در عالم طبیعت و نشئه عنصرى پیاده ‌می‌کنیم مثلا مطلبى را ‌می‌دانیم و ‌می‌خواهیم آن را در دفتر بنگاریم آن مطلب معلوم، در صقع ذات، ثابت است و حرکت در آن جا راه ندارد و چون بخواهیم آن را در دفتر پیاده کنیم نیاز به حرکت و زمان و تدریج دارد که این شخص عالم نگارنده هم ثابت است و هم سیال، هم ساکن است و هم متحرک «و من عرف نفسه فقد عرف ربّه». از آن وجود علمى ثابت در روایت به کنز مخفى تعبیر شده است. پس از آن، به حرکت حبى، کنز مخفى وجود عینى پیدا کرده است. چنانکه شیخ بدان متعرض ‌می‌شود. لذا شیخ فرمود امر یعنى واقع و نفس الامر این است که حرکت از سکون است. یعنى عالم عینى از وجود علمى است. چه در حق و چه در خلق که «المؤمن مرآة المؤمن».

فکانت الحرکة التی هی وجود العالم حرکة حبّ و قد نبّه رسول اللّه- ص- على ذلک بقوله «کنت کنزا مخفیا لم اعرف فأحببت أن اعرف». فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه، فحرکته من العدم الى الوجود حرکة حب الموجد لذلک، و لأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکل وجه حرکته من العدم الثبوتی إلى الوجود العینی حرکة حبّ من جانب الحقّ و جانبه فإنّ الکمال محبوب لذاته.

پس حرکتى که وجود عالم است حرکت حبّى است و رسول اللّه (ص) بر این معنى تنبیه فرموده است. به فرموده خود «کنت کنزا مخفیا لم اعرف فأحببت أن أعرف». اگر این محبت نبود عالم در وجود عینى‌اش ظاهر ن‌می‌شد. پس حرکت عالم از عدم به وجود حرکت حب موجد عالم است و چون عالم نیز شهود نفس خود را از حیث وجود عینى دوست دارد، چنانکه خود را در مقام ثبوت و وجود علمى مشاهده کرد، پس حرکت عالم به جمیع وجوه حرکتش از عدم ثبوتى یعنى عدم ثبوتى علمى به وجود عینى، حرکت حبى است. هم از جانب حق و هم از جانب عالم.( این همان بحث تنفیس اسمائى و نفس رحمانى است که در چندین جاى فصوص گذشت بخصوص در فص عیسوى صفحه 337. شرح فصوص قیصرى- ط 1.) زیرا کمال، لذاته محبوب است و دیگر چیزها که محبوبند به خاطر کمال است و کمال ظاهر ن‌می‌شود مگر به وجود عینى.

اگر گویى حق سبحانه و تعالى ازلا و ابدا بذاتش و همه کمالاتش عالم است و این ذات و کمالات، پیش از ظهور عینى آنها یعنى پیش از وجود عالم، براى او حاصل است.

بنا بر این فایده ظهور عینى آنها چیست؟

و علمه تعالى بنفسه من حیث هو غنی عن العالمین، هو له و ما بقی إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذی یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت، فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث و القدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین.

جواب اینکه: علم حق تعالى بذات خود از آن حیث که او غنى از عالمیان است ازلا و ابدا و براى او حاصل است و چیزى باقى نمانده است، مگر تمام مرتبه علم به علم حادثى که این علم حادث از این اعیان یعنى اعیان عالم هنگامى که موجود شد ظاهر ‌می‌شود، پس با موجود شدن اعیان عالم، صورت کمال به علم محدث و قدیم هر دو ظاهر ‌می‌گردد پس مرتبه علم به هر دو وجه کامل ‌می‌گردد.

غرض این است که هر چند حق سبحانه در مقام علم به ذات که عین علم به صفاتش هم ‌می‌باشد و از آن به علم عنایى تعبیر ‌می‌شود که مبدأ و غایت یعنى اول و آخر أشیاء است غنىّ از عالمیان است. لکن حصول حقایق در کسوت رقایق که مظاهر و مجالى ‌می‌باشند، موقعیتى و لطفى دارد که موجب مزید ظهور علم ‌می‌گردد و آن لطف که در ظهور اثر علم در اعیان خارجى است در ذات و نفس عالم نیست. مثلا انسان هنرمند و قلمزن و صنعت پیشه هر چند علم به لطایف و دقایق آن هنر قلم و صنعت را در ذات خود دارد، اما بروز و ظهور آن در عین خارج موقعیت و مرتبه و مکانتى دارد و در او لذت و حسنى است که در موطن علم شخص هنرمند نیست. لذا انسان که ذاتا و صفاتا و افعالا آیت کبراى حق تعالى است، خوش دارد صور حقایق علمیه خود را در کسوت رقایق عینیه خارجیه ببیند و آن چه را که در سرّش نهفته دارد به عیان برساند و با دیدن آن عیان، در حقیقت خودش را ‌می‌بیند. زیرا آثار هر کس نمودار خود اوست. خواه آثار عینیه باشد، خواه لفظیه، خواه کتبیه و غیرها و ذات حق نسبت به علم در موطن ذات او یعنى نسبت به وجود علمى و نسبت به وجود عینى را از نسبت ذات خودت با وجود علمى و وجود عینى معلوماتت که آثار صنع ‌می‌باشند فهم کن «و من عرف نفسه فقد عرف ربّه».

این یک وجه گفتار لطیف و شریفى است که در جواب سؤال یاد شده گفته آمد.

جوابهاى دیگرى هم در شرح فصوص گذشته داشتیم که اعیان ثابته طلب وجود عینى ‌می‌کنند و اسماء در مرحله وجود علمى، طالب مظاهر عینى خودشان ‌می‌باشند و وجه دیگرى که گفتیم: وجود رب مطلق بی‌مظاهر معنى ندارد و وجه دیگر اینکه گفتیم: از سقراط پرسیدند علت ایجاد عالم چیست؟ در جواب گفت: جود حق. «سأله رجل ما العلّة التی خلق لها العالم؟ فقال جود اللّه».

عارف رومى گوید:

من نکردم خلق تا سودى کنم‏ بلکه تا بر بندگان جودى کنم‏

و وجوه دیگرى که در این کتاب بیان شده اس


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۲۱-۱۰۲۲

ثمّ إنّه لمّا وقع علیه الطّلب خرج فارّا خوفا فى الظّاهر و کان فى المعنى حبّا فى النّجاة (للنّجاة- خ) فإنّ الحرکة أبدا إنّما هى حبّیّة، و یحجب النّاظر فیها بأسباب أخر، و لیست تلک.

یعنى دیگر از جمله عنایات الهیّه در حقّ موسى آن بود که به وجه فرار از خوف قتل بیرون آمد و این فرار در حقیقت دوست داشتن حیات بود و نجات از هلاک.

بعد از آن بیان مى‏کند که حرکت حاصل نمى‏شود ابدا مگر از محبت. اگرچه در ظاهر آن را اسبابى باشد چون خوف و غضب و غیر این. پس محجوب شود از دریافتن او به اسباب ظاهره آنکه عالم به حقائق نیست.

و ذلک لأنّ الأصل حرکة العالم من العدم الّذى کان ساکنا فیه إلى الوجود، و لذلک یقال إنّ الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة الّتى هى وجود العالم حرکة حبّ. و قد نبّه رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلّم على ذلک بقوله‏

«کنت کنزا مخفیّا لم أعرف فاحببت أن أعرف»

و حبّى بودن هر حرکت از براى آنست که اصل حرکت عالم است (که اصل حرکات، حرکت عالم است- خ) از عدم که آنجا ساکن بود به سوى وجود، و لهذا مى‏گویند که امر حرکت است از سکون؛ پس حرکتى که آن وجود عالم است حرکت حبّ است چنانکه رسول علیه السلام در حدیث قدسى بدین تنبیه کرد که گنجى پنهانى بودم دوست داشتم که آشکارا شوم، عالم آفریدم.

فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم فى عینه. فحرکته من العدم إلى الوجود حبّ الموجد لذلک: و لأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکلّ وجه حرکته من العدم الثّبوتى إلى الوجود حرکة حبّ من جانب الحقّ و من جانبه (و جانبه- خ) فإنّ الکمال محبوب لذاته.

پس اگر این محبّت نبودى عالم در وجود عینى ظاهر نشدى. پس حرکت او به سوى وجود مشتمل بر حبّ موجد است مر وجود عالم را، چه ظهور کمالات ذات و انوار اسماء و صفات به وجود عالم است و نیز مشتمل است محبّت عالم را، چه عالم شهود نفس خود را در وجود دوست مى‏دارد چنانکه مشهود او متعلّق بود به ثبوت در عدم. پس به هر وجهى حرکت از عدم ثبوتى به سوى وجود عینى حرکت حبّ است هم از جانب حقّ و هم از جانب عالم، چه کمال محبوب است لذاته و آن ظاهر نمى‏شود مگر به وجود عینى.

و علمه تعالى بنفسه من حیث هو غنىّ عن العالمین هو له و ما بقى له إلّا تمام (و ما بقى إلا تمام- خ) مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذى یکون من هذه الأعیان، أعیان العالم، إذا وجدت. فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث و القدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین.

این کلام جواب سؤال مقدّر است؛ و سؤال آنست که حقّ سبحانه و تعالى قدیم است بذات خود و به همه کمالات خود، پس پیش از ظهور و وجود عالم همه کمالات او را حاصل است، پس فائده ظهور چه باشد؟

در جواب مى‏گوید که علم حق به ذات خویش از آن روى که غنى است از عالمین ازلا و ابدا حاصل است؛ لیکن تمام مرتبه علم است (تمام مرتبه علم، علم است- ظ) در صور مظاهر ذاتیّه، و آن علمى است حادث که ظاهر مى‏شود در اعیان نزد وجودش و اشارت بدین علم است در قول حقّ سبحانه و تعالى که مى‏گوید لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلى‏ عَقِبَیْهِ‏.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۶۶

 ثمّ أنّه لمّا وقع علیه الطّلب خرج فارّا- خوفا فی الظّاهر، و کان فی المعنى حبّا للنّجاة. فإنّ الحرکة أبدا إنّما هی حبّیّة، و یحجب النّاظر فیها بأسباب أخر، و لیست تلک. و ذلک لأنّ الأصل حرکة العالم من العدم الّذی کان ساکنا فیه إلى الوجود، و لذلک یقال إنّ الأمر حرکة عن سکون: فکانت الحرکة الّتی هی وجود العالم حرکة حبّ. و قد نبّه رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و سلّم- على ذلک بقوله «کنت کنزا مخفیّا لم اعرف فأحببت أن أعرف» فلو لا هذه المحبّة ما ظهر العالم فی عینه. فحرکته من العدم إلى الوجود حرکة حبّ الموجد لذلک: و لأنّ العالم أیضا یحبّ شهود نفسه وجودا کما شهدها ثبوتا، فکانت بکلّ وجه حرکته من العدم الثّبوتىّ‏

إلى الوجود حرکة حبّ من جانب الحقّ و جانبه: فإنّ الکمال محبوب لذاته، و علمه- تعالى- بنفسه من حیث هو غنىّ عن العالمین، هو له. و ما بقی له إلّا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الّذی یکون من هذه الأعیان، اعیان العالم، إذا وجدت، فتظهر صورة الکمال بالعلم المحدث و القدیم فتکمل مرتبة العلم بالوجهین،

شرح ظاهر است.