عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة عشر :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته. فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )


قال رضی الله عنه :  ( وأمّا حکمة فراقه فلأنّ الرّسول یقول اللّه فیه :وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[ الحشر : 7 ] فوقف العلماء باللّه الّذین یعرفون قدر الرّسالة والرّسول عند هذا القول . وقد علم الخضر أنّ موسى رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفّی الأدب حقّه مع الرّسول .  فقال له :" إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی" [ الکهف : 76 ] ، فنهاه عن صحبته . فلما وقعت منه الثّالثة قال :هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ [ الکهف : 78 ] . ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرّتبة الّتی هو فیها الّتی أنطقته بالنّهی عن أن یصحبه . )



قال رضی الله عنه :  (وأما حکمة فراقه) ، أی الخضر لموسى علیه السلام (فلأن الرسول یقول اللّه) تعالى وفیه (" وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا") [ الحشر : 7 ] ، أی کونوا له فی الأمر والنهی (فوقف اللّه العلماء باللّه) تعالى کالخضر ونحوه (الذین یعرفون قدر الرسالة) من اللّه تعالى إلى الخلق وقدر (الرسول) المبعوث بالهدى والنور (عند هذا القول) الإلهی فی حق (الرسول وقد علم الخضر) علیه السلام (أن موسى) علیه السلام (رسول اللّه) إلى فرعون وبنی إسرائیل (فأخذ یرقب) ، أی یضبط ویحفظ (ما یکون منه) ، أی من موسى علیه السلام لیوفی ، أی یتم (الأدب حقه مع الرسول) الذی أمر الحق تعالى بإطاعته .


قال رضی الله عنه :  (فقال )، أی موسى علیه السلام له ، أی للخضر علیه السلام (" إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها")، أی بعد هذه المرة ("فَلا تُصاحِبْنِی") [ الکهف :76 ].


 قد بلغت من لدنی عذرا (فنهاه) ، أی موسى نهى الخضر علیه السلام عن صحبته فلما وقعت منه المرة الثالثة وهی قوله فی إقامة الجدار لو شئت لاتخذت علیه أجرا قال ، أی الخضر علیه السلام : ("هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ") [ الکهف : 78 ] ،


قال رضی الله عنه :  (ولم یقل له) أی للخضر (موسى) علیه السلام (لا تفعل) ، أی لا تفارقنی (ولا طلب صحبته لعلمه) ، أی موسى علیه السلام (بقدر الرتبة) النبویة الرسالیة (التی هو) ، أی موسى علیه السلام (فیها) وهی ما اختصه اللّه تعالى به من علوم الشریعة الظاهرة الإلهیة.


 قال رضی الله عنه :  (التی أنطقته بالنهی عن أن یصحبه) بعد ذلک لظهور الفرق بینه وبینه ، فإن علوم الخضر علیه السلام باطنیة حقیقیة ، وعلوم موسى علیه السلام ظاهریة شرعیة ، والإشارة بمجمع البحرین الذی کان اجتماعهما فیه یقتضی أنه اجتمع بحر العلوم الظاهریة وبحر العلوم الباطنیة وهما :

موسى والخضر علیهما السلام ، ثم افترقا بسبب إقامة الجدار بینهما ولا هذا علم ما عند هذا ولا هذا علم ما عند هذا .

قال تعالى :"مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ ( 19 ) بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ" [الرحمن : 19 - 20 ] .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته.  فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )

 


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلان الرسول یقول اللّه فیه ) أی فی حق الرسول : " وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" [ الحشر : 7 ] ،

( فوقف العلماء باللّه الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول ) قوله ( عند هذا القول ) یتعلق بقوله فوقف ( وقد علم الخضر أن موسى علیه السلام رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه ) أی ینظر ما یصدر من موسى فی الاستقبال وهو السؤال ( لیوفی الأدب حقه مع الرسول ) کما یقول اللّه فی حق الرسول .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فقال له "إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی" فنهاه عن صحبته ) فوفى الأدب حقه مع الرسول ( فلما وقعت من الثالثة قال :"هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ "ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته ) فوقف عند نهیه ( لعلمه بقدر الربوبیة التی هو ) أی موسى


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فیها التی أنطقته ) أی أنطقت تلک الربوبیة الخضر ( بالنهی عن أن یصحبه ) وهو مرتبة النبوة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته.  فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )



قال رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول. وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته. فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک». ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )



کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال

ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته. فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )


قال رضی الله عنه :  ( وأمّا حکمة فراقه فلأنّ الرسول یقول الله فیه : " وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه ُ وَما نَهاکُمْ عَنْه ُ فَانْتَهُوا " فوقفت العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول، وقد علم الخضر أنّ موسى علیه السّلام رسول الله ، فأخذ یرقب ما یکون منه ، لیوفّی الأدب حقّه مع الرسل ، فقال له :   " إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی " فنهاه عن صحبته ، فلمّا وقعت منه الثالثة) .


قال العبد : هذه الأحوال - التی یقصّ علینا - کلَّها صور أحوال للروح الإنسانی الکمالی الإلهی من أوّل تعیّنه فی المزاج الجسمانی العنصری ، کما أومأنا إلیه فی حکمة تحریم المراضع ، فلنذکر من بعض ما یبقى من أسرارها والله الموفّق 

 


وذلک أنّ تربیة الروح الإنسانی وتغذیته إنّما تکون فی بدو الفطرة وأوّل النشأة بالقوى الطبیعیة التی للروح الطبیعی الشهودی الذی صورته الدم ،

والروح الحیوانی الذی صورته البخار المتّصل من لطائف الروح الطبیعی ، وتربیة الروح الإنسانی النفسانی الذی تعیّنه فی القوى النفسانیة وقوى الروح العقلی وخصائصه بهیئة أحدیة جمعیة اعتدالیة بین قوى الروح النفسانی ، وهذه القوى مختلط ومرتبط بعضها بالبعض فی أوّل النشء والنماء .


والروح الإنسانی ، وإن کانت ولادته وتعیّنه فی تلک الهیئة العادلة الفاضلة الحاصلة بین قوى الروح النفسانی فیمن سبقت له العنایة الإلهیة الأزلیة ، ولکنّ القوى الروحیة الحیوانیة ، وقوى الروح الطبیعیّ غالبة فی بدو النشء ،


وکذلک کانت تربیة موسى فی حجر أمّها التی هی صورة أفضل القوى الخصیصة بتربیة الروح من قوى الطبیعة ، ولکن کان بین آل فرعون الذی هو صورة الهوى الطبیعی والحیوانی - وآله صور القوى السبعیة والشهویة التی للروح الحیوانی والطبیعی وکانوا هم الغالبین إذ ذاک ،


ثمّ لمّا تمّ نشؤه وتکاملت قواه وبلغ أشدّه واستوى ومیّز بین القوى الروحانیة الإنسانیة ، الإلهیة وبین القوى الحیوانیة الغضبیّة وبین القوى النفسانیة الإنسانیة وحصل على علم الفرقان بینها ، حینئذ فضّل القوى الروحانیة الإنسانیة على القوى الطبیعیة کتفضیل موسى وآله من بنی إسرائیل على قوى الهوى التی هی حقائق آل فرعون .


وأمّا قتله القبطیّ فهو صورة إبطال الروح العقلی لبعض القوى الإنحرافیة الشیطانیة التی تدعو إلى الشرّ ، وتسرع إلى الفساد والضرّ ، وتثبّط عن الخیر بالضیر ، وتمنع عن الصلاة والذکر ، وتأمر بتغلیب القوى الطبیعیة المزاجیة على القوى الروحیة العقلیة التی کانت بنو إسرائیل صورها .


وبین هذه القوى الانحرافیة الشیطانیة وبین القوى الروحیة العقلیة والقوى الإیمانیة لزام وخصام وجدال ونضال لا فتور لها ، کما کانت المخاصمة والمعاداة بین آل فرعون وبین بنی إسرائیل حتى قتل القبطیّ بوکزة موسى ،


وصورة الوکز نظیر حجر العقل والحجر وقهره لتلک القوّة بمعاونة قوّة الإیمان والفکر والذکر ، وقتله تعطیل تلک القوى الشیطانیة بالکلَّیة وتبطیل وجوده وشیطنته بسلطان الروح وبرهان العقل وتبیان فی بعض النشآت الکمالیة کنشأة موسى فیما نحن بصدد بیانه ،

ولکن بعض المحقّقین من أهل الکمال لا یبطلونها ولا یعطَّلونها بالکلَّیة ، ولکنّهم یسخّرونها ویستعملونها فی المصارف المستحسنة الکمالیة کما أشار إلى ذلک رسول الله - صلَّى الله علیه وسلَّم - أنّه مکَّن من أخذ العفریت ،


وأشار أیضا إلى أنّ شیطانه أسلم ولا یأمره إلَّا بخیر ، فیقلَّب هؤلاء الکمّل أعیان القوى ، الآمرة بالشرّ إلى أعیان القوى ، الأمرة بالخیر بالإکسیر الکمالی الأحدی الجمعی ، الکاسرة لصور النقص والضیر ، وهو من المشرب المحمّدی الختمی .


وأمّا حبّه النجاة وفراره من الهلاک فإنّه مستحسن فی الله ، فإنّ نفسه لله لا له ، کما قال :" إِنَّ الله اشْتَرى من الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ " ونفوس الکمّل لله ، فیجب أن یحبّ کلّ منهم نجاته وحیاته حبّا لله وفی الله ، فإنّ نفسه لله ، بل هو ظاهره وهو باطنه وهو عینه وهو هو من حیث تجلَّیه فی حقیقته وعینه الثابتة ، والرجل الذی   " جاءَ من أَقْصَا الْمَدِینَةِ "   . . . 

" یَسْعى قالَ یا مُوسى إِنَّ الْمَلأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ لِیَقْتُلُوکَ فَاخْرُجْ إِنِّی لَکَ من النَّاصِحِینَ " 

 هو الإلهام الإلهی من أصل الوحی یحصل من أقاصی القوى النفسانیة الذی یرد على بعض النفوس الکاملة عنایة من الله ، ولذلک الشخص کانت صورة القوّة الملهمة بأمره وإذنه .


وأمّا توجّهه تلقاء مدین فهو نظیر إعراض الروح عن قوى الهوى التی آل فرعون صورة نظائرهم ، وتوجّهه بمقتضى القوى العقلیة والعقدة الإیمانیة النقلیة إلى مدین وهو صورة الهیئة الاجتماعیة بین خصائص القوى الروحیة الإلهیة وبین القوى الطبیعیة الجسمانیة القابلة للحقیقة القلبیة التی شعیب مظهرها ،

فإنّ الروح الإنسانیّ بعد تمیّزه وفرقانه بین الخیر والشرّ ، والمحمود والمذموم یهاجر ویطلب النجاة من غلبة القوى الشهویة والحیوانیة على القوى العقلیة والإیمانیة ، فیعرض من الانبساط إلى القوى الظاهرة الهیکلیة القابلیة إلى القوى الباطنة الروحانیة القلبیة .



وماء مدین صورة العلم المشروع للعالم فی الحیاة الدنیا الذی یشترک فیه أهل العموم والخصوص من القوى القابلیة والقلبیة .

والظلّ الإلهی هو الوجود الإلهی مأوى الروح العقلی الإنسانی .

والشجرة التی منها الظلّ أحدیة الجمع الجمعی الکمالی الإنسانی روحانیّها وجسمانیّها غضبیّها وشهویّها ونفسانیّها ، فإنّها أحدیة جمع کثرة متشاجرة أی متمازجة مختلطة .


والجاریتان صورتا قوّة الإیمان والهمّة ، وهما من نتائج القوى القلبیة الجامعة بین خصائص القوى الروحیة والقوى الطبیعیة ، فافهم هذه الحکم أیضا ، فإنّها من مشرب الخضر المحمّدی ، والله الموفّق .


قال رضی الله عنه  : ( قال الخضر "هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ " ولم یقل له موسى : لا تفعل ، ولا طلب صحبته ، لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطَّقته بالنهی عن أن یصحبه )


قال العبد أیّده الله به : اعلم : أنّ الخضر صلوات الله علیه صورة الاسم « الله » الباطن ، وله علوم الولایة والقرب والغیب ، وأسرار القدر ، وعلوم الهویة والإنیّة ، والعلوم اللدنّیة والأسرار ، ولهذا محتد ذوقه الوهب والإیتاء ،


قال الله تعالى - : " فَوَجَدا عَبْداً من عِبادِنا آتَیْناه ُ رَحْمَةً من عِنْدِنا وَعَلَّمْناه ُمن لَدُنَّا عِلْماً " وکما کان یشیر إلى ذلک فی کلماته الکاملات لموسى : بقوله :" فَأَرادَ رَبُّکَ "  فوحد وعین إنیة الربوبیة ، وأخبر عن الإرادة الربانیة الباطنة ،

وقال :"فَأَرَدْتُ "  فعیّن وقیّد ، وأخبر عن تعیین علمه وتخصیص إرادته بعض ما فی باطنه ،

وقال :" فَأَرَدْنا أَنْ یُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَیْراً مِنْه ُ زَکاةً " فجمع فی الکنایة ، وهو عین التوحید وأحدیة الإرادة والتصرّف والعلم عن ذوق وخبرة ، و

کل ذلک إشارة منه صلَّى الله علیه إلى أسرار البطون والغیب وخفّیات الغیبة وأسرار المشیّة وسرائر الإرادة .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته.  فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )


قال رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه: "وما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه وما نَهاکُمْ عَنْه فَانْتَهُوا " فوقف العلماء باللَّه الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول )  أی لزموه وامتثلوه ولم یتجاوزوا عنه.


قال رضی الله عنه :  ( وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفى الأدب حقه مع الرسل فقال له :" إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی " فنهاه عن صحبته فلما وقعت منه الثالثة  قال " هذا فِراقُ بَیْنِی وبَیْنِکَ " ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی أنطقته بالنهی ، عن أن یصحبه)


اعلم أن الخضر علیه السلام صورة اسم الله الباطن ومقامه مقام الروح ، وله الولایة والغیب وأسرار القدر وعلوم الهویة والإنیة والعلوم اللدنیة ، ولهذا کان محتد ذوقه الوهب والإیتاء ، قال تعالى :" فَوَجَدا عَبْداً من عِبادِنا آتَیْناه رَحْمَةً من عِنْدِنا وعَلَّمْناه من لَدُنَّا عِلْماً "  ولکماله فی علم الباطن لما بین لموسى علیه السلام تأویل ما لم یستطع علیه صبرا من الوقائع الثلاث .


قال فی الأولى : " فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِیبَها " بالتقیید والإخبار عن تخصیص إرادته بعض ما فی باطنه من معلوماته .

وفی الثانیة : " فَأَرَدْنا أَنْ یُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَیْراً مِنْه زَکاةً " لجمع الضمیر فی الإرادة .

وفی الثالثة : " فَأَرادَ رَبُّکَ " بتوحید الضمیر والإخبار عن الإرادة الربانیة الباطنة ،


کل ذلک إشارة منه إلى سر التوحید وأحدیة الإرادة والتصرف والعلم فی الظاهر والباطن

عن ذوق وخبرة ، وأن الذی ظهر فی المظاهر من الصفات الثلاث هی عین الصفات القدیمة الباطنة من غیر تعدد بحسب الحقیقة ، وهو من أسرار علوم الولایة .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته.  فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )



قال رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه ، فلأن الرسول یقول الله فیه ) أی ، فی حقه .

( "وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا" . فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول، وقد علم الخضر أن موسى رسول الله، فأخذ یرقب ما یکون منه ) أی ، ما یصدر منه ( لیوفى الأدب حقه مع الرسول ) أی، وقف العلماء بالله، کالخضر وغیره، عند هذا القول، وهو : ( ما آتاکم الرسول فخذوه ) لیوفى الأدب حقه مع الرسول .


قال رضی الله عنه :  ( فقال له : "إن سألتک عن شئ بعدها فلا تصاحبنی". فنهاه عن صحبته . فلما وقعت منه الثالثة، قال : "هذا فراق بینی وبینک". ولم یقل له موسى لا تفعل، ولا طلب صحبته، لعلمه بقدر الرتبة التی هو ) أی ، الخضر .


قال رضی الله عنه :  ( فیها التی أنطقته بالنهی عن أن یصحبه ) أی ، ولکون موسى عالما بالمرتبة التی حکمت علیه وأنطقته بالنهی عن المصاحبة . وتلک المرتبة هی مرتبة النبوة . فضمیر ( علمه ) و ( هو ) عائدان إلى ( موسى ) .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته.  فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا حکمة فراقه فلأنّ الرّسول یقول اللّه فیه : وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [ الحشر : 7 ] ؛ فوقف العلماء باللّه الّذین یعرفون قدر الرّسالة والرّسول عند هذا القول ، وقد علم الخضر أنّ موسى رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفّی الأدب حقّه مع الرّسول ؛ فقال له :إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّی عُذْراً[ الکهف : 76 ] ؛ فنهاه عن صحبته ، فلما وقعت منه الثّالثة قال :قالَ هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ [ الکهف : 78 ] ، ولم یقل له موسى : لا تفعل ، ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرّتبة الّتی هو فیها الّتی أنطقته بالنّهی عن أن یصحبه ؛ )

 

ثم استشعر سؤالا بأنه کیف فارق موسى الخضر قبل استکمال ما طلب الکمال فیه ؟

وکیف فارقه الخضر قبل تکمیله ، ومن شأن الکامل التکمیل ؟

فقال رضی الله عنه  : ( وأما حکمة فراقه ) ، أی : مفارقة الخضر لموسى ؛ فلأن موسى رسول ، وکل رسول واجب الطاعة ، فتجب طاعته فی قوله : فَلا تُصاحِبْنِی [ الکهف : 76 ] ، وإنما وجبت طاعة الرسول ؛ ( لأن الرسول یقول اللّه فی حقه ) ، یعنی من جهة کمال ظهور الحق فیه ، ( وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) [ الحشر : 7 ] ،

فإن أمره أمر اللّه ، ونهیه نهی اللّه ، مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ [ النساء:80] .

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فوقف العلماء باللّه الّذین یعرفون قدر الرّسالة والرّسول عند هذا القول ، وقد علم الخضر أنّ موسى رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفّی الأدب حقّه مع الرّسول ؛ فقال له :إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّی عُذْراً[ الکهف : 76 ] ؛ فنهاه عن صحبته ، فلما وقعت منه الثّالثة قال :قالَ هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ [ الکهف : 78 ] ، ولم یقل له موسى : لا تفعل ، ولا طلب صحبته لعلمه )

أی : لعلم موسى ، ( بقدر الرتبة التی هو ) أی : موسى ( فیها ) ، وهی الرسالة ( التی أنطقته بالنهی عن أن یصحبه ؛) فسکت موسى  عند إخبار الخضر إیاه بالفراق ؛

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته.   فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )

 

حکمة فراق خضر وموسى

قال رضی الله عنه  : ( وأمّا حکمة فراقه ) - مع إمکان الاستفادة من الطرفین والإفاضة من آثارهما على العالمین ( فلأنّ الرسول یقول الله فیه ) إنباء لحکم مرتبته الرفیعة ، وتنبیها لمبلغ تعظیم الناس إیّاها : ( " وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه ُ وَما نَهاکُمْ عَنْه ُ فَانْتَهُوا "  فوقفت العلماء باللَّه - الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول - عند هذا القول وقد علم الخضر ) فی طیّ ما علَّمه الله من لدنه .

 

قال رضی الله عنه  : ( أنّ موسى رسول ، فأخذ یرقب ما یکون منه ، لیوفى الأدب حقّه مع الرسل ) توفیة لعبودیّة الله حقّها .

( فقال له ) موسى الخضر فیما شرط معه : ( " إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی")

ووجه ذلک أنّ موسى له أن یسأل عن المواطن الثلاثة التی نبّهت علیه من مبدأ أمر النبوّة وأوسط ظهورها وکمال إظهارها

وأمّا الرابع منها - وهو موطن ختمها - فلا حقّ له فی ذلک ،

 

فلذلک قال : " فَلا تُصاحِبْنِی "  بعد الثالثة ، ( فنهاه عن صحبته فلمّا وقعت منه الثالثة : قالَ هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ " ، ولم یقل له موسى : "لا تفعل " ، ولا طلب صحبته )

على کمال اهتمامه بما یترتّب على تلک الصحبة من العلوم ، کما استفاد من سوابق الشروط ووثائق العهود مرّة بعد أخرى .

 

 قال رضی الله عنه  : ( لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها ) وهی الرسالة العلیا ( التی أنطقته بالنهی عن أن یصحبه) بعد الثالثة من المواطن المذکورة.

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول الله فیه «وما آتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا». فوقف العلماء بالله الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول.

وقد علم الخضر أن موسى رسول الله فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسول: فقال له «إن سألتک عن شیء بعدها فلا تصاحبنی» فنهاه عن صحبته.  فلما وقعت منه الثالثة قال: «هذا فراق بینی و بینک».

ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی نطقته بالنهی عن أن یصحبه.   )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا حکمة فراقه فلأنّ الرّسول یقول اللّه فیه :وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [ الحشر : 7 ] فوقف العلماء باللّه الّذین یعرفون قدر الرّسالة والرّسول عند هذا القول . وقد علم الخضر أنّ موسى رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفّی الأدب حقّه مع الرّسول .)


قال رضی الله عنه :  ( وأما حکمة فراقه ) مع أن فی مواصلتها فائدة لهما وبکل من سمع قصتهما من العالمین ( فلأن الرسول یقول اللّه فیه ) ، أی فی شأنه (وَما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) وَاتَّقُوا اللَّهَ [ الحشر : 7 ] .

 

قال رضی الله عنه :  ( فوقف العلماء باللّه الذین یعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول وقد علم الخضر أن موسى رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقه مع الرسل )

 

قال رضی الله عنه :  ( فقال له :إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی[ الکهف : 76 ] فنهاه عن صحبته . فلما وقعت منه الثّالثة قال :هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ[ الکهف : 78 ] . ولم یقل له موسى لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه بقدر الرّتبة الّتی هو فیها الّتی أنطقته بالنّهی عن أن یصحبه . )


 فقال موسى له :إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی فنهاه عن صحبته ، فلما وقعت منه الثالثة قالَ هذا فِراقُ بَیْنِی وَبَیْنِکَ ولم یقل له موسى : لا تفعل ولا طلب صحبته لعلمه ) ، أی لعلم موسى ( بقدر الرتبة التی هو) ، أی موسى ( فیها ) وهی الرسالة ( التی أنطقته بالنهی عن أن یصحبه ) فسکت موسى عند إخبار الخضر إیاه بالفراق .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۶۵-۵۶۶

حکمة فراقه‏

و أما حکمة فراقه فلأن الرسول یقول اللّه فیه‏ وَ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. فوقف العلماء باللّه الذین یعرفون قدر الرسالة و الرسول عند هذا القول.

و قد علم الخضر أن موسى رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفی الأدب حقّه مع الرسول: فقال له‏ إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی‏ فنهاه عن صحبته. فلمّا وقعت منه الثالثة قال: هذا فِراقُ بَیْنِی وَ بَیْنِکَ‏ و لم یقل له موسى لا تفعل و لا طلب صحبته لعلمه بقدر الرتبة التی هو فیها التی أنطقته بالنهی عن أن یصحبه، 

اما حکمت فراق اینکه خداوند در حق رسول فرمود: وَ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. (حشر: 7) پس علماى باللّه (مثلا خضر) که قدر رسالت و رسول را ‌می‌شناسند در نزد این قول ‌می‌ایستند (یعنى امتثال ‌می‌کنند و از آن تجاوز نمی‌نمایند) و خضر هم دانست که موسى رسول اللّه است. بنا بر این به مواظبت و مراقبت از آن چه از موسى صادر ‌می‌شود پرداخت. تا حق أدب را با رسول یعنى موسى توفیه کند و موسى به او گفته بود إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی‏. پس خضر را از مصاحبت با خودش چنانچه سؤال دفعه سوم واقع شده باشد نهى فرمود. خضر گفت‏ هذا فِراقُ بَیْنِی وَ بَیْنِکَ‏ و موسى به او نگفت نکن (یعنى فراق را به جا نیار) و از او طلب صحبت هم نکرد. زیرا موسى به قدر رتبه‌ای (یعنى رتبه رسالتى) که در آن است عالم بود، رتبه‌ای که موسى را به نطق آورد که از مصاحبت خضر نهى بنماید،


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۳۰

و أمّا حکمة فراقه فلأنّ الرّسول یقول اللّه فیه‏ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فوقف العلماء باللّه الّذین یعرفون قدر الرّسالة و الرّسول عند هذا القول. و قد علم الخضر أنّ موسى رسول اللّه فأخذ یرقب ما یکون منه لیوفّی الأدب حقّه مع الرّسول.

یعنى حکمت فراق موسى از خضر علیهما السلام آن بود که حقّ سبحانه و تعالى در حقّ رسول فرموده است که اطاعت فرمان رسول کنند و آنچه اوامر و نواهى القاء کند به امتثال آن مبادرت نمایند. لاجرم علماى باللّه که عارف قدر رسالت و واقف به جلالت رتبه رسول‏اند چون خضر و غیر او لزوم برین قول و عدم تجاوز از مقتضایش بر ذمّت همّت واجب شناختند، و خضر مى‏دانست که موسى رسول اللّه است پس خضر مراقبت و محافظت قول موسى مى‏کرد تا آنچه ازو صادر شود به امتثال فرمانش توفیه حقّ ادب با رسول حقّ کرده باشد.

فقال له‏ إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی‏ فنهاه عن صحبته. فلما وقعت منه الثّالثة قال‏ هذا فِراقُ بَیْنِی وَ بَیْنِکَ‏. و لم یقل له موسى لا تفعل و لا طلب صحبته لعلمه بقدر الرّتبة الّتى هو فیها الّتى أنطقته بالنّهى عن أن یصحبه.

پس چون موسى علیه السلام گفت که اگر بعد ازین سؤال کنم از چیزى با من مصاحب مشو، و کلام او مشتمل بود بر نهى از صحبت، پس چون کرت سیوم سؤال واقع شد خضر گفت‏ هذا فِراقُ بَیْنِی وَ بَیْنِکَ‏ و موسى منع ننمود و طلب صحبت نفرمود از براى آنکه عالم بود به مرتبت نبوّت خویش که او را به سخن آورد به نهى از صحبت خضر.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۶۷

 و أمّا حکمة فراقه فلأنّ‏الرّسول یقول اللّه فیه‏ «وَ ما آتاکُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاکُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا».

فوقف العلماء باللّه الّذین یعرفون قدر الرّسالة و الرّسول عند هذا القول.

و قد علم الخضر أنّ موسى رسول اللّه فأخذ یرقّب ما یکون منه لیوفّى الأدب حقّه مع الرّسول: فقال له‏ «إِنْ سَأَلْتُکَ عَنْ شَیْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِی» فنهاه عن صحبته. فلمّا وقعت منه الثّالثة قال‏ «هذا فِراقُ بَیْنِی وَ بَیْنِکَ». و لم یقل له موسى لا تفعل و لا طلب صحبته لعلمه بقدر الرّتبة التی هو فیها الّتی نطقته بالنّهى عن أن یصحبه.

شرح ظاهر است.