عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السادسة والعشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقّه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک ، والرّتبة تشهد له بالقدرة علیه وإظهار الأثر فیه : لأنّ الحقّ فی رتبة فرعون من الصّورة الظّاهرة ، لها التّحکّم على الرّتبة الّتی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس .  فقال له یظهر له المانع من تعدّیه علیهأَ وَلَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ[ الشعراء : 30]. فلم یسع فرعون إلّا أن یقول له :فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ[ الشعراء : 31 ] حتّى لا یظهر فرعون عند الضّعفاء الرّای من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه ، وهی الطّائفة الّتی استخفّها فرعون فأطاعوهإِنَّهُمْ کانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِینَ[ الأنبیاء : 74 ] أی خارجین عمّا تعطیه العقول الصّحیحة من إنکار ما ادّعاه فرعون باللّسان الظّاهر فی العقل ، فإنّ له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین . )

 

قال رضی الله عنه :  (فلما فهم ذلک) المعنى المذکور (موسى) علیه السلام (منه) ، أی من فرعون بقرائن الأحوال ومحاورات الکلام (أعطاه) ، أی أعطى موسى علیه السلام فرعون (حقه) الظاهر به (فی کونه) ، أی موسى علیه السلام (یقول له) ، أی لفرعون بمقتضى إشارة الکلام (لا تقدر) من حیث رتبتک على ذلک الفعل الذی توعدتنی به من ستری عن شهود العین الإلهیة وسلبی مقام جمعیتی ، لأنه تصرف من حیث الباطن ولا یکون الزندیق أصلا إنما هو للصدیقین خاصة ، وإن کان للزندیق التصرف من حیث الظاهر والتحکم بالصورة الظاهرة فی کل ما دخل تحت یده .

 

قال رضی الله عنه :  (والمرتبة) التی کان فرعون ظاهرا بها فی العین الواحدة (تشهد له ) ، أی لفرعون (بالقدرة)  من حیث التحکم الظاهر (علیه) ، أی على موسى علیه السلام (وإظهار الأثر) من حیث الظاهر (فیه) ، أی فی موسى علیه السلام (لأن الحق) تعالى ، أی العین الواحدة الإلهیة الظاهرة فی رتبة فرعون من الصورة المحسوسة (الظاهرة) لفرعون (لها التحکم على) ظاهر (الرتبة التی کان فیها ظهور موسى) علیه السلام (فی ذلک المجلس) ، أی مجلس فرعون وقومه (فقال) ، أی موسى علیه السلام له ، أی لفرعون (یظهر) ، أی موسى علیه السلام وهو حال من فاعل قال له ، أی لفرعون المانع لفرعون من حیث رتبة موسى علیه السلام من تعدیه ، أی فرعون علیه ، أی على موسى علیه السلام وإنفاذ ما توعده بهأَ وَلَوْ جِئْتُکَیا فرعون ("بِشَیْءٍ مُبِینٍ") [ الشعراء : 30 ] ، أی واضح من البراهین القاطعة الدالة على صدق دعوای .

 

قال رضی الله عنه :  (فلم یسع) عند ذلک (فرعون إلا أن یقول له) ، أی لموسى علیه السلام ("فَأْتِ بِهِ") [ الشعراء : 31 ] ، أی بذلک الشیء المبین ("إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ") [ الأعراف : 70 ] فی دعوى مجیئک بالحق (حتى لا یظهر فرعون) فی ذلک المجلس (عند الضعفاء الرأی) ، أی الفکر والنظر (من قومه) الحاضرین (بعدم الإنصاف) فی رد أدلة خصومه وعدم الالتفات إلیها (فکانوا) حینئذ (یرتابون) ، أی یشکون ویترددون (فیه) ، أی فی فرعون (وهی) ، أی الضعفاء الرأی من قومه (الطائفة التی استخفها فرعون) ، أی طلب خفة عقلها بما أظهره لها من زخارف الغرور

 

قال رضی الله عنه :  (فأطاعوه) فی کل ما زعم ("إِنَّهُمْ") [ الأنبیاء : 74 ] ، أی تلک الطائفة  ("کانُوا قوما فاسِقِینَ") [ الأنبیاء : 74 ] کما قال تعالى : فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ( 54 ) [ الزخرف :54] أی خارجین عما تعطیه العقول البشریة الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون من الربوبیة لهم باللسان الظاهر فی العقل المقتضی للفرق دون الجمع فإن له ، أی للعقل حدا یقف عنده فلا یجاوزه إذا جاوزه ، أی ذلک الحد صاحب الکشف الذوقی والیقین العینی من أهل التحقیق .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه ) أی فلما فهم موسى ذلک الحکم والتسلط من فرعون ( أعطاه ) أی أعطى موسى فرعون ( حقه فی کونه یقول له ) أی حال کون موسى قائلا لفرعون ( لا تقدر على ذلک ) التحکم یعنی أن قول موسى لفرعون لا تقدر على ذلک مجرد إعطاء لحق فرعون فی مقابلة قوله لموسى ومرتبتی الآن التحکم فیک یا موسى لا تکذیب له فی قوله هذا .

 

فإن مرتبة فرعون لها التحکم على مرتبة موسى فی ذلک المجلس لذلک قید التحکم بقوله الآن وبالفعل لعلمه بأن مرتبة موسى أعلى منه فی غیر هذا المجلس ولعلم موسى أن مرتبة فرعون لها التحکم علیه فی ذلک المجلس فکان فرعون صادقا فی قوله هذا وبین المصنف ما قلناه بقوله .

 

قال رضی الله عنه :  ( والرتبة ) أی رتبة فرعون ( تشهد له ) أی لموسى ( بالقدرة علیه ) أی على موسى ( وإظهار الأثر فیه ) أی وإظهار أثر القدرة فی موسى وإنما تشهد له الرتبة على ذلک ( لأن الحق ) الظاهر ( فی رتبة فرعون ) قوله ( من الصورة الظاهرة ) خبر أن ( لها ) خبر ( التحکم ) مبتدأ أی کان لهذه الرتبة الفرعونیة التحکم ( على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس ) .

 

فلما علم موسى بشهادة الرتبة أن له منصب التحکم على موسى فی ذلک المجلس أراد موسى إتیان ما یدفع مضرّة فرعون عن تعدیه إلى موسى فی ذلک المجلس .

 

قال رضی الله عنه :  ( فقال له ) حال کونه ( یظهر له ) أی لموسى ( المانع من تعدیه ) أی من أن یتعدى فرعون موسى ( علیه ) یتعلق بقوله یظهر الضمیر المجرور لفرعون أی یظهر على فرعون لموسى شیء یمنع فرعون عن التعدی إلى موسى .

(أَوَلَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ) حتى یظهر به صدقی فیما قلت أنا وکذبک فیما قلت أنت وهو العصا ، وهذا القول یمنع فرعون من أن یتعدى موسى بالضرر فکأنه طلب الأمان عن فرعون بذلک القول فی ذلک المجلس لعلمه أن مرتبة فرعون لها التحکم على مرتبته فی ذلک المجلس .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلم یسع ) أی لم یقدر ( فرعون ) بعد هذا القول بشیء من التحکم على موسى فی ذلک المجلس ( إلا أن یقول لهفَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ) فی دعواه ( حتى لا یظهر فرعون عند ضعفاء الرأی من قومه بعدم الانصاف وکانوا یرتابون فیه ) أی یشکون فی ربوبیة فرعون .

 

قال رضی الله عنه :  ( وهی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه أنهم کانوا قوما فاسقین أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة ) قوله ( من ) بیان لما فی عما ( إنکار ما ادّعاه فرعون باللسان الظاهر ) قوله ( فی العقل ) یتعلق بقوله فی الظاهر ولم ینکروا هذا القوم مع أن العقول الصحیحة تعطی إنکار ما ادّعاه من قوله أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى وهو لسان ظاهر معناه فی العقل فکانوا خارجین عما یعطیه العقل ولم یقفوا عندما یعطیه العقل وإنما کانوا خارجین عما یعطیه العقل.

 

قال رضی الله عنه :   ( فإن له ) أی للعقل ( حدّا یقف عنده ) أی یقف العقل عند ذلک الحد ( إذ جاوزه صاحب الکشف والیقین ولهذا ) أی ولأجل أن لکل واحد من العاقل وصاحب الکشف حدّا یقف کل عنده حدّه.

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

قال رضی الله عنه : ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.  فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین». فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال

ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلمّا علم ذلک موسى منه ، أعطاه حقّه فی کونه یقول له : لا تقدر على ذلک ، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه وإظهار الأثر فیه ، لأنّ الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة ، لها التحکَّم على المرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس ، فقال له یظهر له المانع من تعدّیه علیه :" أَوَلَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ " فلم یسع فرعون إلَّا أن یقول له :  " فَأْتِ به إِنْ کُنْتَ من الصَّادِقِینَ " حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف ، فکانوا یرتابون فیه، وهی الطائفة التی استخفّها فرعون" فَأَطاعُوه ُ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ" ، أی خارجین عمّا تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادّعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل ، فإنّ له حدّا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین ،)

 

وهو کما یقال : ربّ الدار ، وربّ الخاتم ، وربّ الثوب ، وربّ القریة والمدینة ، وهو اسم إضافى أبدا ، وإذا عرّف بلام التعریف والعهد یکون مدلوله ربّ العالمین وربّ الأرباب ، فلم یبرح عن الإضافة فی المعنى .

وهذه النسبة أعنی الربوبیة لعین واحدة ظاهرة بصور کثیرة شتّى وهی بعینها تربّی وتربّ وتصلح صورها التی هی لها مجال ومراء ومحالّ ظهور وتراء ، والربّ له خمسة معان ، فإنّه المالک ، والسید ، والثابت ، والمصالح ، والمربّی ، والعین الأحدیة الظاهرة بحقیقتها فی کل صورة بقدر قابلیتها –

لها أحدیة جمع جمیع هذه المعانی کلَّها ، فإنّها مالکة الصور المشهودة منها ، فهی لها ، ولها أیضا السیادة على الکلّ جمیعا وعلى کل عین عین منها ما یخصّها ، فإنّها عین هذه الأعیان الظاهرة بصور الکلّ ،

وهی أیضا تصلحها بما تصلح لها وتربّیها وتغذّیها ، فتغذّى الصور بأعیانها المتعیّنة بها وفیها ، وتغذّى  الأعیان بالأحکام والآثار والأفعال والأحوال والنسب والإضافات والأسماء والصفات الخصیصة بها جمعا وفرادى ،

وتغذّی وتربّی المجموع بالفیض الأحدیّ الجمعی النفسی الذی هو مادّة هذه الصور کلَّها وهیولاها ، وهی الثابتة فی عینها لعینها ، فالثبات للعین فیها لا لها إلَّا بها وفیها ، إذ الصور والنسب والتعینات والظهور أعراض لا تبقى زمانین ، والتحقّق والثبوت للعین فی الکلّ .

 

فلمّا کان فرعون صاحب الوقت وربّ السیف فی الکلّ ، والربوبیة ظهورها فیه أکثر ، لتحکَّمه فیهم جمیعا ظاهرا فقال بلسان الحق - الذی أنطق کلّ شیء ، ونطق بألسنة کل میت وحیّ ، فی صورة هدایة وغیّ ، إشارة إلى العین الظاهرة المتعیّنة بصورة فرعون وفیها ، وهو عین الحق فی صورة من صور الباطل :" أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى " أی ربوبیتى أعلى من ربوبیّتکم ، والعین - الظاهرة فی صورتی بربوبیة أعلى أعلى وأجلى ، وصدق فی کون ربوبیّته أعلى من ربوبیة غیره فی ملئه کما أشار إلى هذا المقام الشیخ أبو مدین البجائیّ :

لا ینکر الباطل فی طوره   .... فإنّه بعض ظهوراته

وأعطه منک بمقداره     .... حتّى توفی حقّ إثباته .

وقلنا فی تتمّتها :

فالحق قد یظهر فی صورة   .... ینکرها الجاهل فی ذاته.

 

ثمّ اعلم یا أخی :  أنّ المحاجّة والمباحثة الواقعة بین فرعون وموسى ضرب مثل ضربها الحقّ فی الشاهد لصور المحاجّة والمخاصمة الواقعة بین الروح العقلی الإنسانی المویّد من الله وبین الهوى النفسی الطبیعی والأنانیة التعینیة الحجابیة ،

فإنّ طاغوت الهوى وفرعون صنمیّة الحجاب التعیّنیّة الصوریة یدعو إلى الربوبیة العرضیة المقیّدة بمصر الطبیعة الشهویة ، والقوى الحیوانیة الغضبیّة والقوى النفسانیة الفکریة المنصبغة بأحکام الشهوة والغضب ، والشهوة تساعدها وتعاضدها ،

 

والروح العقلی الإلهی المؤیّد بنور الله ، یدعو إلى الله الواحد الأحد فی عین ما تکثّر وتعدّد ، وقد علمت فیما سلف أنّ کلَّا منها صور ماذا ؟

فطابق بها بین الکلّ فی جمیع المحاجّات والمخاصمات الواقعة بین فرعون وموسى وبین العقل والهوى ، تعثر على حقائق عزیزة ، إن شاء الله تعالى .

 

والسحرة صور القوى النفسانیة والروح النفسانیّ ، المنصبغة بحکم الهوى وقوّتی الشهوة والغضب ، المنحرفة إلى خصائص الروحین : الطبیعی والحیوانی ، فإنّ قوى الروح النفسانی إذا تکیّفت بکیفیات هاتین القوّتین وانصبغت بصبغة أحکامهما ، صاغت صور الباطل فی صیغة الحق ، وأظهرت الشبه الکاذبة فی صور الحجج الصدق ، فخیّلت وأوهمت بما لا حقیقة له ، وادّعت الحکم والربوبیة للهوى کما قالت السحرة فی أوّل الدعوى :" بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ " فانقادت للهوى وخضعت ، فأسرها الهوى ، واستعملها فیما یشاء ویهوى ، فقطع أیدیهم - أی قواهم العلویة الروحیة - وأرجلهم أی قواهم الساعیة بموجب العقل والشرع فی تعمیر المملکة الهیکلیة .

 

ثمّ الروح العقلی الإنسانی إذا تأیّد بربّه وتجلَّى له الحق - بعد التحقّق بالحق المستوی على أحدیة جمع شعب قلبه واستعمال أعضائه الثمانیة بحکم الإیمان وشعبها النورانیة ، طلبا للأجر والثواب القلبی الأحدی الجمعی ،

وسیّره بأهله مع ما أصحبه من فضله من مدین القلب إلى شاطئ الوادی الأیمن الروحی الإلهی والتجلَّی النوری الأحدی الجمعی فی صورة التفرقة الناریة بأنّه هو الواحد الأحد فی کثرة لا تتناهى من العدد - أعطاه الله صورة الاستقامة على شهوده فی صورة العصا الذی عصى به أوّلا فرعون الهوى ، واتّبع سبیل الهدى بصورة الإیمان والاستقامة والتأیید الذی کان یتوکَّا علیها - أی یعتمد بالإیقان الذی کان یعتقد - ویهشّ بها على غنمه من القوى الإلهیة التی بها

أیّده الله وهو عین ما عصى فرعون موسى آخرا حین دعاه إلى الاستقامة على عبادة الله والإقلاع عن الربوبیة العرضیة ، وهو دعوة الروح الإنسانی العقلی للهوى النفسی إلى أن یکون تبعا للعقل المؤیّد من عند الله فی عبادة الله ، فیکون هواه فی الله وبالله ولله .

 

لا تقع الإجابة إلَّا عند غرق الهوى فی بحار الکشف وأمواج التجلَّی ، فیظهر له سلطان أحدیة العین بعین بطلان الربوبیة العرضیة الموجبة للفرق والبین ، کما آمن فرعون عند الغرق بربّ العالمین ، ربّ موسى وهارون ، فیقول لهوى الربوبیة العرضیة لسان أحدیة العین عند شهود عین الیقین :  " آلآنَ وَقَدْ عَصَیْتَ قَبْلُ وَکُنْتَ من الْمُفْسِدِینَ " أی الآن رجعت إلى الحق وأسلمت حین أشرفت على الهلاک وأسلمت ، فالیوم لا بدّ أن تغرق ببحر الربوبیة العامّة الکلَّیة ،

فیقول لسان حال الربوبیة العرضیة القائمة بصورة الهوى الطبیعی الذی فرعون مصر صورته وتمثاله - : أجل ، قضیت أجلی الذی أجّلت وأمهلت وما عجّلت ،

فلمّا انقضى الأجل وانتهى الأمل وانقطع العمل ، فإلیک المصیر ، وکان فیک وبک ولک وإلیک المسیر فاستغرقنی ببحار رحمتک ، فقد آمنت وأسلمت ،

ونجّنی من صور الحجاب التعیّنی ، وآمنّی ، فقد استجرت واستسلمت فیقول بلسان الربوبیة المستغرقة لربوبیات الأرباب ربّ العالمین :  " فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً "

فإذا غرّقت أنانیّتک فی بحر إنّیتی ، فقد بلغت الغایة وانتهیت إلى النهایة ،

 

وقبل هذا عند اجتماع الروح العقلی مع فرعون الهوى ، لا بدّ أن یظهر الهوى بصورة الربوبیة العرضیة الأولى ویقهر من دونه وقبله من قبیله بدعوى  " أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى " ویکون حینئذ معه خطاب موسى الروح العقلی الإلهی ودعوته إلى الربوبیة المطلقة المستغرقة لربوبیة الأرباب التی تحت حیطة الاسم « الظاهر » الإلهی ، فیقول للهوى : إنّی إلیک رسول ربّ العالمین ، فیدعوه إلى ربّ الأرباب ، والربوبیة المحیطة المستغرقة لربوبیته العرضیة فی جملة العالمین ، فیقول فرعون الهوى :" وَما رَبُّ الْعالَمِینَ "؟

لا على طریقة السؤال الآبق "اللائق" عن تلک الحقیقة المطلقة اختیارا منه لغرض عرض له واختبارا لا جهلا واستحقارا ، بل اعتبارا واستبصارا ،

 

إذ السؤال عن الماهیة إنّما یتأتّى ویجوز فیما یکون له ماهیة متمیّزة عن غیرها ، فیکون تحت جنس أو فصل ،

والحقیقة المطلقة الربوبیة فی العالمین تتعالى عن مثل هذا السؤال ، وتجلّ عن الضدّ والندّ والمثال ، فیقول الروح العقلی للهوى فی جوابه :" رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَما بَیْنَهُمَا إِنْ کُنْتُمْ مُوقِنِینَ " .

 مبیّنا تفصیل مظاهر حقیقة الربوبیة المطلقة الکلَّیة العامّة فی العالمین ،

فیوهم فرعون الهوى آله من قوى الطبیعة والحیوانیة أنّه لم یجب بما یطابق سؤاله ، إذ لم یجب بما یبیّن الماهیة الإلهیة الربانیة ، بل بیّن المضاف إلیه کما ذکرنا .

فیقول الهوى :" إِنَّ رَسُولَکُمُ " أی الروح العقلی الإلهی المرسل بالتجلَّی " الَّذِی أُرْسِلَ إِلَیْکُمْ لَمَجْنُونٌ "  أی مستور عنه ربوبیّتی الظاهرة فی الوقت ، فیدعو إلى غیری ولا إلى عینی .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه ) أی فی کون موسى

( یقول له لا تقدر على ذلک ، والرتبة ) أی رتبة فرعون ( تشهد له بالقدرة علیه وإظهار الأثر فیه لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهر لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس، فقال له یظهر له المانع من تعدیه علیه " أَولَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ")  

یظهر المانع حال من موسى أی مظهر المانع ومعقول قوله : " أَولَوْ جِئْتُکَ " وهو المانع .


قال رضی الله عنه :  ( فلم یسع فرعون إلا أن یقول له : " فَأْتِ به إِنْ کُنْتَ من الصَّادِقِینَ " حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه ، وهی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه : " إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ " أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل ، فإن له ) أی للعقل (حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین ) ، ولهذا جاء موسى فی الجواب بما یقبله الموقن والعاقل خاصة) على ما ذکر من الجوابین المربین بقوله :  " إِنْ کُنْتُمْ مُوقِنِینَ " و " إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " .

 

أن الشیخ قدس سره أومأ إلى أن الله تعالى بین صورة المحاجة التی جرت بین موسى علیه السلام وبین فرعون على طریقة ضرب الأمثال :

فضرب العصا مثلا للمطمئنة الموسویة المطاوعة للقلب المؤتلفة بنور القدس المؤیدة بتأیید الحق ،

ولهذا قال : وهی صورة ما عصى به فرعون فی إبائه ، فالنفس حقیقة واحدة فلما أطاعت الهوى فی فرعون واستولى علیه شیطان الوهم لغلبة الهوى کانت نفسا أمارة مستکبرة أبت الحق وأنکرته ،

ولما انقادت للحق وأطاعت القلب : أی النفس الناطقة ، وتنورت بنور الروح فی موسى کانت عصا یعتمد علیها فی أعمال البر والطاعات والأخلاق الفاضلة ،

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه ) أی ، فهم ذلک الحکم والتسلط بحسب المرتبة منه . ( أعطاه حقه فی کونه یقول له : لا تقدر على ذلک . ) أی، أعطى لفرعون حقه حال کونه. أی، کون موسى یقول له : لا تقدر على ذلک.

 

قال رضی الله عنه :  ( والرتبة ) الفرعونیة ( تشهد له بالقدرة علیه وإظهار الأثر فیه، لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.) لکن لیس له سلطنة على موسى ورتبته ، لأنه أعلى منه مقاما وأرفع منه درجة ، کما أخبره بقوله : ( لا تخف إنک أنت الأعلى ) أی فی العاقبة .

 

ولما کان له التحکم فی ذلک المجلس ، جعل موسى یدافعه ، ( فقال له ) حال کونه ( یظهر له المانع من تعدیه علیه : "أو لو جئتک بشئ مبین" . )

 

قال رضی الله عنه :  (فلم یسع فرعون إلا أن یقول له : "فأت به إن کنت من الصادقین". حتى لا یظهر فرعون عند  ضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، وهی الطائفة التی استخفها فرعون وأطاعوه "إنهم کانوا قوما فاسقین" أی، خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له ).

 

أی ، للعقل ( حدا ، یقف عنده ، إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین . ولهذا ) أی ، ولأجل أن

للعقل حدا ، یقف عنده ، وصاحب الکشف یتجاوز عنه ، ولیس للکشف نهایة ، لأنه بحسب التجلی ولا نهایة للتجلی.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

 

قال رضی الله عنه :  ( فلمّا فهم ذلک موسى منه أعطاه حقّه فی کونه یقول له : لا تقدر على ذلک ، والرّتبة تشهد له بالقدرة علیه وإظهار الأثر فیه ؛ لأنّ الحقّ فی رتبة فرعون من الصّورة الظّاهرة ، لها التّحکّم على الرّتبة الّتی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس ، فقال له یظهر له المانع من تعدّیه علیهأَ وَلَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ[ الشعراء : 30 ] ، فلم یسع فرعون إلّا أن یقول له :فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ[ الشعراء : 31 ] حتّى لا یظهر فرعون عند الضّعفاء الرّأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه ، وهی الطّائفة الّتی استخفّها فرعون فأطاعوه إِنَّهُمْ کانُوا قَوْمَ سَوْءٍ[ الأنبیاء : 74 ] أی : خارجین عمّا تعطیه العقول الصّحیحة من إنکار ما ادّعاه فرعون باللّسان الظّاهر فی العقل ، فإنّ له حدّا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین ).

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک ) أی : کونه وعید ، وبحسب مرتبته ( موسى ) فیه بلسان الحال ( أعطاه ) ، أی : أعطى موسى فرعون ( حقه ) من العجز الذی له ( فی کونه ) ، أی : الوجود الحادث بحیث یمتنع تأثیره بالمانع منه بخلاف تأثیر الحق ، إذ لا مانع له أصلا ، فکأنه ( یقول له ) بلسان الحال : ( لا تقدر على ذلک ) ؛ للعجز الکونی فیک المتأثر بالمانع ،

 

وإن کانت ( الرتبة ) التحکمیة ( تشهد له بالقدرة علیه وإظهار الأثر فیه ) لا من جهة کونه ، بل من حیث ظهور الحق فیه ؛ ( لأن الحق ) الظاهر ( فی رتبة فرعون من ) جهة ( الصورة الظاهرة ) فی عینه الثابتة بحیث یکون ( لها التحکم على الرتبة التی ) فیها الحق بصورة موسى ، ولو فی ( ذلک المجلس ) ، وکان لموسى التحکم علیه حین أغرق فی البحر ، وفی القیمة وغیر ذلک .

 

فاحتاج موسى إلى إظهار المانع من نفور قدرته فیه وتأثیره ، فقال له بلسان المقال حکی کونه ( یظهر له المانع من تعدیه علیه ) ، وذلک من کمال ظهور الحق فیه باسمه الحفیظ والمبین یمنعانه من الستر والحبس ، بحیث إذا قصده فرعون بأحدهما ، أی : مقتضى ذاته من العجز ؛ فقال :( أَوَلَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ) [ الشعراء : 30 ] .

 

لما فیه من الصورة الکاملة الإلهیة المانعة من تأثیر الغیر فیها ، فلا قدرة لفرعون فی ستره ولا حبسه ، فلما علم فرعون أن لا قدرة له مع وجود المانع ، وأن السکون موجب لانقطاع حجته مع الخصم ، ( فلم یسع فرعون ) السکوت ، ولا إظهار القدرة ؛ لظهور عجزه بالکلیة حینئذ ، فلم یسع له ( إلا أن یقول له :فَأْتِ بِها إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ) [ الأعراف : 16 ] ،

فأخذ یظهر الإنصاف معه ( حتى لا یظهر فرعون عند ضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف ) ، وإن کان غیر منصف فی دعوى الربوبیة لنفسه ، وإنکار ربوبیة اللّه تعالى ونبوة موسى ومعجزاته ، إذ لو ظهر لهم عدم إنصافه ، ( فکانوا یرتابون فیه ) بأن الإله لا بدّ وأن یکون منصفا عدلا ، فإذا لم ینصف فلیس بإله مع أنهم لم یرتابوا عند عدم إنصافه فیما ذکرنا ، ومن هنا تبین أنها ( هی الطائفة التی استخفّها فرعون فأطاعوه ) .

 

ثم بیّن الاستحقاق بقوله :( إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ) [ النمل : 12 ] ، ولما لم یناسب المقصود الخروج عن طاعة اللّه بینه بقوله : ( أی : خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون ) ، سیما إذا کان ( باللسان الظاهر ) بلا تأویل ، فإنه منکر ( فی العقل ) ، أما إذا کان بلا تأویل فظاهر ، وأما إذا کان بالتأویل ؛ فلأن العقل لا یقول بظهوره فی المظاهر ،

( فإن له حدّا ) من التنزیه ( یقف عنده ) لا یتجاوزه إلى التشبیه بالظهور فی المظاهر ، ( إذا جاوزه صاحب الکشف ) الذی یراه فی المظاهر ، ولا یمنعه العقل من ذلک وإن لم یدرکه بنفسه ؛

 

"" أضاف المحقق :

تنزیه الکشف : هو المشاهد لحضرة إطلاق الذات المثبت للجمعیة للحق ؛ فإن من شاهد إطلاق الذات صار التنزیه فی نظره ، إنما هو إثبات جمعیته تعالى لکل شیء ، وإنه لا یصح التنزیه حقیقة لمن لم یشاهده تعالى کذلک . لطائف الإعلام . ""

 

ولکن لا یقول بالتأویل صاحب ( الیقین ) ، إذ لا ظهور للإلهیة عنده ، وإنما یقول بالتأویل صاحب الغنى أو الغلبة ، فإنه یرى صورة وجود الحق صورة إلهیة من الغلبة ، فیقول من الغلبة : « أنا الحق » ، لکن فرعون وقومه لیس من هذا القبیل .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

جواب موسى

قال رضی الله عنه  : ( فلما فهم ذلک موسى منه ) فی قوله : " لأَجْعَلَنَّکَ من الْمَسْجُونِینَ " فهم العارف بلسان إشارة أهل الخصوص ( أعطاه حقّه ) ، فإنّ لکلّ مقابل ومناظر حقّا إذا أعطی سکن عن المقابلة ،

 

فلذلک أفحم فرعون بهذا وما ناظر بعد ذلک ، بل ظهر سلطان موسى علیه وذلک ( فی کونه یقول له : لا تقدر على ذلک ، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه ، وإظهار الأثر فیه ، لأنّ الحقّ فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة ) بیان للحقّ فی رتبة السلطنة .

وفیه إشارة غیر خفیّة  ( لها التحکَّم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس ، فـ " قالَ " له  یظهر له المانع من تعدّیه علیه )

 فی صورة الستر والسجن : ( " أَوَ " ) یفعل ذلک ( " لَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ " ) أی مظهر لی علیک من الآیات .

 

قال رضی الله عنه  : ( فلم یسع فرعون إلَّا أن یقول : " فَأْتِ به إِنْ کُنْتَ من الصَّادِقِینَ " حتى لا یظهر فرعون عند ضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف ، فکانوا یرتابون فیه ، وهی الطائفة التی استخفّها فرعون فأطاعوه ، " إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ ".

 

قال رضی الله عنه  : ( أی خارجین عما یعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادّعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل ) فإنّهم خارجون عن مقتضى العقل ، وهو إنکار ما ادّعاه فرعون باللسان الظاهر فیه ،

 

قال رضی الله عنه  : ( فإنّ له حدا یقف عنده ) وهو مقتضى نشأته التنزیهیّة الرسمیّة المقتضیة للتقابل بین مشرق الظهور ومغرب الاختفاء على ما عرفت ( إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین ) بمقتضى الجمعیّة القلبیّة .

فلصاحب العقل حد خاصّ مقیّد من هذه الجمعیّة الإطلاقیّة التی هو مشهد القلب وکشفه ،

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، والرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحق فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، «أو لو جئتک بشی ء مبین».

فلم یسع فرعون إلا أن یقول له «فأت به إن کنت من الصادقین» حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه «إنهم کانوا قوما فاسقین»: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل، فإن له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلمّا فهم ذلک موسى منه أعطاه حقّه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک ، والرّتبة تشهد له بالقدرة علیه وإظهار الأثر فیه : لأنّ الحقّ فی رتبة فرعون من الصّورة الظّاهرة ، لها التّحکّم على الرّتبة الّتی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس .

فقال له یظهر له المانع من تعدّیه علیهأَ وَلَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ[ الشعراء : 30 ] .

فلم یسع فرعون إلّا أن یقول له :فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ[ الشعراء : 31 ] حتّى لا یظهر فرعون عند الضّعفاء الرّأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه ، وهی )


قال رضی الله عنه :  ( فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک ) ، أو لا تقول فإن حقه أن لا یقول له ذلک کیف ( والمرتبة تشهد له ) أی لفرعون ( بالقدرة علیه ) ، أی على موسى ( وإظهار الأثر فیه لأن الحق فی رتبة فرعون من الصور الظاهرة لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس ) لا فی آخر الأمر ( فقال ) موسى ( له ) ، أی فرعون ( یظهر له المانع من تعدیه علیه ) بالستر والسجن .

 

(أَوَلَوْ جِئْتُکَ بِشَیْءٍ مُبِینٍ) [ الشعراء : 30 ] ، أی وتفعل ذلک لو جئتک بآیة مظهرة لی علیک ( فلم یسع فرعون إلا أن یقول :فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ) حتى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه ، وهی

 

قال رضی الله عنه :  ( الطّائفة الّتی استخفّها فرعون فأطاعوه إِنَّهُمْ کانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِینَ[ الأنبیاء : 74 ] أی خارجین عمّا تعطیه العقول الصّحیحة من إنکار ما ادّعاه فرعون باللّسان الظّاهر فی العقل ، فإنّ له حدا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین . )

 

قال رضی الله عنه :  ( الطائفة التی استخفها فرعون فأطاعوه « إنهم کانوا قوما فاسقین » ، أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون ) ، إفکا ( باللسان الظاهر ) صدقه ( فی ) غریزة ( العقل فإن له ) ، أی للعقل ( حدا یقف ) العقل ( عنده ) ، أی عند ذلک الحدّ ( إذا جاوزه صاحب الکشف والیقین) .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۷۵

فلما فهم ذلک موسى منه أعطاه حقّه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، و الرتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأن الحقّ فی رتبة فرعون من الصورة الظاهرة، لها التحکم على الرتبة التی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

چون موسى این حکم و تسلط را به حسب مرتبه از فرعون فهم کرد، حق فرعون را اعطا نمود، در اینکه به او بگوید قدرت بر آن ندارى. (این سخن را نگفت) زیرا رتبه فرعونى بر قدرت بر موسى و اظهار اثر در او شهادت ‌می‌دهد (زیرا حق در رتبه فرعون از این صورت ظاهره که رتبه سلطنت است، تحکم بر مرتبه‌ای است که موسى در آن مجلس در آن رتبه ظهور داشت.

فقال له، یظهر له المانع من تعدیه علیه، أَ وَ لَوْ جِئْتُکَ بِشَیْ‏ءٍ مُبِینٍ‏، فلم یسع فرعون إلّا أن یقول له‏ فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ‏ حتّى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرأی من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطائفة التی استخفها فرعون‏ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ‏: أی خارجین عما تعطیه العقول الصحیحة من إنکار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر فی العقل فإن له حدّا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف و الیقین.

پس موسى به فرعون به عنوان اظهار مانع از تعدى فرعون بر خود گفت: أَ وَ لَوْ جِئْتُکَ بِشَیْ‏ءٍ مُبِینٍ‏. (شعرا: 31). پس فرعون نتوانست (یعنى براى او راه چاره نبود و گشایش و دستى نداشت) مگر اینکه بگوید: فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ‏ تا اینکه در نزد افراد ضعیف الرأى از قوم خود به عدم انصاف ظاهر نشود که در او شک کنند و آنها طایفه‌ای بودند که فرعون آنان را خفیف نموده بود پس اطاعت فرعون ‌می‌نمودند.

آنها قومى فاسق بودند یعنى خارج از حکم عقول صحیحه که انکار ادعاى فرعون به لسان ظاهر در عقل ‌می‌باشد، چه اینکه عقل را حدى است که در آن حد ‌می‌ایستد، هنگامى که صاحب کشف و یقین از آن ‌می‌گذرد.

آن که شیخ گفت که اینها فاسق بودند فسوق را این چنین معنى کرد که عقل صحیح مقاله فرعون را در ادعاى الوهیت انکار ‌می‌کند و مقصود شیخ از آوردن قید عقل در عبارت خود که گفت: «آن حکم انکار ادعاى فرعون به لسان ظاهر در عقل ‌می‌باشد»، این است که ‌می‌خواهد بگوید ادعاى فرعون در نظر عقل صحیح نیست ولى از نظر کشف صحیح است. چه اینکه عقل را حدّى است که در آن حد توقف ‌می‌کند یعنى ادعاى او را نمی‌پذیرد. اما عارف مکاشف که آگاه به سرّ القدر است از آن حد بالاتر ‌می‌رود. چنانکه در حدیث آمده است که حضرت موساى کلیم به خداوند سبحان عرض کرد بار الها پانصد سال است که فرعون را بر مردم مسلط کردى، در این همه مهلت که به این کافر دادى چه حکمت است؟ خداوند فرمود: اى موسى به مردمى که به بود و تدبیر او اداره ‌می‌شوند بنگر. اگر او را بردارم سبب پراکندگى و آشفتگى این مردم خواهد شد که همه از قبل او روزى ‌می‌خورند.( این حدیث را از ظهر القلب و از حفظ تقریر نمودیم تا ان شاء اللّه حدیث را بیابیم و متن آن را بیاوریم.)


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۴۲

فلمّا فهم ذلک موسى منه أعطاه حقّه فى کونه یقول له لا تقدر على ذلک، و الرّتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأنّ الحقّ فى رتبة فرعون من الصّورة الظّاهرة، لها التّحکّم على الرّتبة الّتى کان فیها ظهور موسى فى ذلک المجلس.

پس چون موسى فهم کرد که این حکم و تسلط به حسب مرتبه است از او اعطاى حقّ او کرد درین حال که فرعون را گفت: قادر بر این تسلط نخواهى شد؛ و حال آنکه رتبه فرعونیّه شاهد بود به قدرت فرعون بر موسى علیه السلام. چه حق را در صورت ظاهره فرعون آثار تحکّم بر رتبه موسى که در آن مجلس ظاهر شده بود ظاهر بود، و لیکن در حقیقت او را سلطنت بر موسى و رتبه او نبود. چه موسى از روى مقام اعلى بود و از روى درجه از او ارفع، کما أخبر عنه الحقّ بقوله‏ لا تَخَفْ إِنَّکَ أَنْتَ الْأَعْلى‏، أى فى العاقبة. و چون درین مجلس تحکّم او را بود موسى به مدافعه اشتغال نمود.

فقال له یظهر له المانع من تعدّیه علیه، أَ وَ لَوْ جِئْتُکَ بِشَیْ‏ءٍ مُبِینٍ‏. فلم یسع فرعون إلّا أن یقول له‏ فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ‏ حتّى لا یظهر فرعون عند الضعفاء الرّأى (ضعفاء الرأى- خ) من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هى الطّائفة الّتى استخفّها فرعون فأطاعوه‏ إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ* أى خارجین عمّا تعطیه العقول الصّحیحة من إنکار ما ادّعاه فرعون باللّسان الظّاهر فى العقل، فإنّ له حدّا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف و الیقین.

پس گفت او را موسى درین حال که اظهار مانع از تعدّى او مى‏کرد اگر برهان قاطع و بیّنه ساطع بیارم تو هنوز دربند تعدّى خواهى بود؟ لاجرم فرعون را مجال آن نشد که غیر ازین گوید: بیار آنچه مى‏گوئى اگر صادقى، تا پیش قومش که راى ضعیف داشتند عدم انصاف فرعون ظاهر نشود. چه ایشان در شأن فرعون شکّى داشتند و ایشان را به لطائف حیل مطیع خود ساخته بود، و ایشان قوم فاسق بودند و خارج از آنچه عقول صحیحه که اعطاى آن مى‏کند از انکار فرعون در آن دعوى که به لسان ظاهر مى‏کرد. چه عقل را حدّى است که در تجلّى وقوف مى‏کند، اما صاحب کشف و یقین از آن تجاوز مى‏نماید چه کشف را نهایت نیست زیرا که کشف به حسب تجلّى است و تجلّى نهایت ندارد.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۰

 فلمّا فهم ذلک موسى منه أعطاه حقّه فی کونه یقول له لا تقدر على ذلک، و الرّتبة تشهد له بالقدرة علیه و إظهار الأثر فیه: لأنّ الحقّ فی رتبة فرعون من الصّورة الظّاهرة، لها التّحکّم على الرّتبة الّتی کان فیها ظهور موسى فی ذلک المجلس.

فقال له، یظهر له المانع من تعدّیه علیه، «أَ وَ لَوْ جِئْتُکَ بِشَیْ‏ءٍ مُبِینٍ». فلم یسع فرعون إلّا أن یقول له‏ «فَأْتِ بِهِ إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ» حتّى لا یظهر فرعون عند الضّعفاء الرّأى من قومه بعدم الإنصاف فکانوا یرتابون فیه، و هی الطّائفة الّتی استخفّها فرعون فأطاعوه‏ «إِنَّهُمْ کانُوا قَوْماً فاسِقِینَ»: أی خارجین عمّا تعطیه العقول الصّحیحة من إنکار ما ادّعاه فرعون باللّسان الظّاهر فی العقل، فإنّ له حدّا یقف عنده إذا جاوزه صاحب الکشف و الیقین. شرح ظاهر است