عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثامنة والعشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم. )

 

قال  رضی الله عنه :  ( فلمّا رأت السّحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم ، وأنّ الّذی رأوه لیس من مقدور البشر وإن کان من مقدور البشر فلا یکون إلّا ممّن له تمیز فی العلم المحقّق عن التّخیّل والإیهام ، فآمنوا بربّ العالمین ربّ موسى وهارون : أی الرّبّ الّذی یدعو إلیه موسى وهارون ، لعلمهم بأنّ القوم یعلمون أنّه ما دعا لفرعون .  ولمّا کان فرعون فی منصب التّحکّم صاحب الوقت ، وأنّه الخلیفة بالسّیف - وإن جار فی العرف النّاموسی - لذلک قال :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلىأی وإن کان الکلّ أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظّاهر من التّحکّم فیکم.)

 

قال  رضی الله عنه :  (فلما رأت السحرة ذلک) ، أی عظم ما جاء به موسى علیه السلام من الحق المبین (علموا) ، أی السحرة (رتبة موسى) علیه السلام (فی العلم) باللّه تعالى (وأن الذی رأوه) من عصا موسى علیه السلام وما تلقفه من حبالهم وعصیهم (لیس من مقدور) ، أی من الأمر الذی تقدر علیه قوّة (البشر و) إن (کان) ذلک (من مقدور) بعض (البشر فلا یکون إلا ممن له تمییز) ، أی رفعة وشرف (فی العلم) الإلهی (المحقق) ، أی الکاشف عن حقیقة الأمر البعید (عن التخیل والإیهام) ، أی التمویه والزخرفة الباطلة .

 

قال  رضی الله عنه :  ("فآمنوا") ، أی السحرة عند ذلک کما قالوا (برب العالمین رب موسى وهارون أی الرب الذی یدعو إلیه )، أی إلى عبادته وطاعته دون غیره من الأرباب الباطلة (موسى وهارون) علیهما السلام (لعلمهم) ، أی السحرة (بأن القوم) ، أی قوم فرعون الحاضرین (یعلمون أنه) ، أی موسى علیه السلام (ما دعا) ، أی طلب الطاعة والانقیاد (لفرعون) وإنما کان یدعو إلى اللّه رب العالمین .

 

قال  رضی الله عنه :  (ولما کان فرعون فی منصب التحکم الظاهر صاحب ذلک الوقت وأنه الخلیفة) عن الحق تعالى فی الأرض (بالسیف وإن جار) ، أی ظلم وتعدى (فی العرف) ، أی الاصطلاح (الناموسی) ، أی الشرعی الذی یعرفه موسى علیه السلام ومن تبعه ، لا فی عرفه هو ، فإن اللّه تعالى یستخلف فی الظاهر المؤمن والکافر والمطیع والعاصی ، ویجعله بحیث ینفذ أمره ونهیه طوعا وکرها فی کل ما یرید ،

 

کما قال تعالى عن قوم صالح علیه السلام وهم ثمود :وَاذْکُرُوا إِذْ جَعَلَکُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَکُمْ فِی الْأَرْضِ[ الأعراف : 74 ] وهو کثیر فی القرآن لذلک ، أی لأجل ما ذکر قال : ، أی فرعون لقومه لما جمعهم کما قال تعالى :فَحَشَرَ فَنادى ( 23 ) فَقالَأَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى( 24 ) [ النازعات : 24 ] .

 

وإن کان الکل من بنی آدم أربابا لما تحت أیدیهم من الأملاک بنسبة مّا ، فلهم التحکم فی أملاکهم فأنا الأعلى منهم ، أی من الأرباب کلهم بما ، أی بسبب الأمر الذی أعطیته بالبناء للمفعول أی اقتضاه مقامی ومنزلتی فی الظاهر من التحکم فیکم بحیث ینفذ أمری ونهیی .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم. )

 

فلما رأت السحرة ذلک ) من موسى علیه السلام ( علموا رتبة موسى علیه السلام فی العلم وأن الذین رأوه لیس من مقدور البشر وإن کان من مقدور البشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق ) بفتح القاف الأولى .

 

قوله رضی الله عنه  : ( عن التخیل والإیهام ) متعلق بقوله تمیز ( فآمنوا ) بسبب علمهم هذا ( برب العالمین رَبِّ مُوسى وَهارُونَ  أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون علیهما السلام لعلمهم ) أی لعلم السحرة ( بأن القوم یعلمون أنه ما دعی ) موسى علیه السلام الخلق ( لفرعون ) أی إلى فرعون بل دعی إلى رب العالمین .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما کان فرعون فی منصب التحکم ) قوله ( صاحب الوقت ) خبر کان ( وأنه ) أی وأن فرعون ( الخلیفة بالسیف وإن جار ) أی ظلم قوله ( فی العرف الناموسی ) یتعلق بقوله الخلیفة أی یطلق الخلافة بالسیف على الأمیر الظالم فی الشرع کما قال رسول اللّه علیه السلام : « أطیعوا أمراءکم وإن جاروا »  أی ظلموا . ورد بلفظ « أطیعوا أمراءکم مهما کانوا » ، ذکره الهیثمی فی مجمع الزوائد وابن عساکر فی کتابه تهذیب تاریخ دمشق وذکره أیضا المتقی الهندی فی کتابه کنز العمال .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لذلک ) یتعلق بقوله ( قال ) وهو جواب لما (أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم ) ولما علمت السحرة صدقه فیما قاله  من قوله :"أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى"

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.  . )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام. فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون. ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.  . )

 

 فی کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال

ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلمّا رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم ، وأنّ الذی رأوه لیس من مقدور البشر ، وإن کان من مقدور البشر ، فلا یکون إلَّا ممّن له تمیز فی العلم المحقّق عن التخییل والإیهام ، فآمنوا بربّ العالمین ، ربّ موسى وهارون . أی الربّ الذی یدعو إلیه موسى وهارون - بعلمهم بأنّ القوم یعلمون أنّه ما دعا لفرعون ، فلمّا کان فرعون فی منصب التحکَّم صاحب الوقت ، وأنّه الخلیفة بالسیف  وإن جار فی العرف الناموسی - لذلک قال الشیخ رضی الله عنه : :"أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى ". أی وإن کان الکلّ أربابا بنسبة ما، فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم . )

 

فلمّا کان فرعون صاحب الوقت وربّ السیف فی الکلّ ، والربوبیة ظهورها فیه أکثر ، لتحکَّمه فیهم جمیعا ظاهرا فقال بلسان الحق - الذی أنطق کلّ شیء ، ونطق بألسنة کل میت وحیّ ، فی صورة هدایة وغیّ ، إشارة إلى العین الظاهرة المتعیّنة بصورة فرعون وفیها ، وهو عین الحق فی صورة من صور الباطل :" أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى " أی ربوبیتى أعلى من ربوبیّتکم ، والعین - الظاهرة فی صورتی بربوبیة أعلى أعلى وأجلى ، وصدق فی کون ربوبیّته أعلى من ربوبیة غیره فی ملئه کما أشار إلى هذا المقام الشیخ أبو مدین البجائیّ :

لا ینکر الباطل فی طوره   .... فإنّه بعض ظهوراته

وأعطه منک بمقداره     .... حتّى توفی حقّ إثباته .

وقلنا فی تتمّتها :

فالحق قد یظهر فی صورة   .... ینکرها الجاهل فی ذاته.

 

ثمّ اعلم یا أخی :  أنّ المحاجّة والمباحثة الواقعة بین فرعون وموسى ضرب مثل ضربها الحقّ فی الشاهد لصور المحاجّة والمخاصمة الواقعة بین الروح العقلی الإنسانی المویّد من الله وبین الهوى النفسی الطبیعی والأنانیة التعینیة الحجابیة ،

فإنّ طاغوت الهوى وفرعون صنمیّة الحجاب التعیّنیّة الصوریة یدعو إلى الربوبیة العرضیة المقیّدة بمصر الطبیعة الشهویة ، والقوى الحیوانیة الغضبیّة والقوى النفسانیة الفکریة المنصبغة بأحکام الشهوة والغضب ، والشهوة تساعدها وتعاضدها ،

 

والروح العقلی الإلهی المؤیّد بنور الله ، یدعو إلى الله الواحد الأحد فی عین ما تکثّر وتعدّد ، وقد علمت فیما سلف أنّ کلَّا منها صور ماذا ؟

فطابق بها بین الکلّ فی جمیع المحاجّات والمخاصمات الواقعة بین فرعون وموسى وبین العقل والهوى ، تعثر على حقائق عزیزة ، إن شاء الله تعالى .

 

والسحرة صور القوى النفسانیة والروح النفسانیّ ، المنصبغة بحکم الهوى وقوّتی الشهوة والغضب ، المنحرفة إلى خصائص الروحین : الطبیعی والحیوانی ، فإنّ قوى الروح النفسانی إذا تکیّفت بکیفیات هاتین القوّتین وانصبغت بصبغة أحکامهما ، صاغت صور الباطل فی صیغة الحق ، وأظهرت الشبه الکاذبة فی صور الحجج الصدق ، فخیّلت وأوهمت بما لا حقیقة له ، وادّعت الحکم والربوبیة للهوى کما قالت السحرة فی أوّل الدعوى :" بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ " فانقادت للهوى وخضعت ، فأسرها الهوى ، واستعملها فیما یشاء ویهوى ، فقطع أیدیهم - أی قواهم العلویة الروحیة - وأرجلهم أی قواهم الساعیة بموجب العقل والشرع فی تعمیر المملکة الهیکلیة .

 

ثمّ الروح العقلی الإنسانی إذا تأیّد بربّه وتجلَّى له الحق - بعد التحقّق بالحق المستوی على أحدیة جمع شعب قلبه واستعمال أعضائه الثمانیة بحکم الإیمان وشعبها النورانیة ، طلبا للأجر والثواب القلبی الأحدی الجمعی ،

وسیّره بأهله مع ما أصحبه من فضله من مدین القلب إلى شاطئ الوادی الأیمن الروحی الإلهی والتجلَّی النوری الأحدی الجمعی فی صورة التفرقة الناریة بأنّه هو الواحد الأحد فی کثرة لا تتناهى من العدد - أعطاه الله صورة الاستقامة على شهوده فی صورة العصا الذی عصى به أوّلا فرعون الهوى ،

واتّبع سبیل الهدى بصورة الإیمان والاستقامة والتأیید الذی کان یتوکَّا علیها - أی یعتمد بالإیقان الذی کان یعتقد - ویهشّ بها على غنمه من القوى الإلهیة التی بها  أیّده الله وهو عین ما عصى فرعون موسى آخرا حین دعاه إلى الاستقامة على عبادة الله والإقلاع عن الربوبیة العرضیة ، وهو دعوة الروح الإنسانی العقلی للهوى النفسی إلى أن یکون تبعا للعقل المؤیّد من عند الله فی عبادة الله ، فیکون هواه فی الله وبالله ولله .

 

لا تقع الإجابة إلَّا عند غرق الهوى فی بحار الکشف وأمواج التجلَّی ، فیظهر له سلطان أحدیة العین بعین بطلان الربوبیة العرضیة الموجبة للفرق والبین ، کما آمن فرعون عند الغرق بربّ العالمین ، ربّ موسى وهارون ، فیقول لهوى الربوبیة العرضیة لسان أحدیة العین عند شهود عین الیقین :  " آلآنَ وَقَدْ عَصَیْتَ قَبْلُ وَکُنْتَ من الْمُفْسِدِینَ " أی الآن رجعت إلى الحق وأسلمت حین أشرفت على الهلاک وأسلمت ، فالیوم لا بدّ أن تغرق ببحر الربوبیة العامّة الکلَّیة ،

فیقول لسان حال الربوبیة العرضیة القائمة بصورة الهوى الطبیعی الذی فرعون مصر صورته وتمثاله - : أجل ، قضیت أجلی الذی أجّلت وأمهلت وما عجّلت ،

فلمّا انقضى الأجل وانتهى الأمل وانقطع العمل ، فإلیک المصیر ، وکان فیک وبک ولک وإلیک المسیر فاستغرقنی ببحار رحمتک ، فقد آمنت وأسلمت ،

ونجّنی من صور الحجاب التعیّنی ، وآمنّی ، فقد استجرت واستسلمت فیقول بلسان الربوبیة المستغرقة لربوبیات الأرباب ربّ العالمین :  " فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً "

فإذا غرّقت أنانیّتک فی بحر إنّیتی ، فقد بلغت الغایة وانتهیت إلى النهایة ،

وقبل هذا عند اجتماع الروح العقلی مع فرعون الهوى ، لا بدّ أن یظهر الهوى بصورة الربوبیة العرضیة الأولى ویقهر من دونه وقبله من قبیله بدعوى  " أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى " ویکون حینئذ معه خطاب موسى الروح العقلی الإلهی ودعوته إلى الربوبیة المطلقة المستغرقة لربوبیة الأرباب التی تحت حیطة الاسم « الظاهر » الإلهی ، فیقول للهوى : إنّی إلیک رسول ربّ العالمین ، فیدعوه إلى ربّ الأرباب ، والربوبیة المحیطة المستغرقة لربوبیته العرضیة فی جملة العالمین ، فیقول فرعون الهوى :" وَما رَبُّ الْعالَمِینَ "؟

لا على طریقة السؤال الآبق "اللائق" عن تلک الحقیقة المطلقة اختیارا منه لغرض عرض له واختبارا لا جهلا واستحقارا ، بل اعتبارا واستبصارا ،

إذ السؤال عن الماهیة إنّما یتأتّى ویجوز فیما یکون له ماهیة متمیّزة عن غیرها ، فیکون تحت جنس أو فصل ،

والحقیقة المطلقة الربوبیة فی العالمین تتعالى عن مثل هذا السؤال ، وتجلّ عن الضدّ والندّ والمثال ، فیقول الروح العقلی للهوى فی جوابه :" رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَما بَیْنَهُمَا إِنْ کُنْتُمْ مُوقِنِینَ " .

 مبیّنا تفصیل مظاهر حقیقة الربوبیة المطلقة الکلَّیة العامّة فی العالمین ،

فیوهم فرعون الهوى آله من قوى الطبیعة والحیوانیة أنّه لم یجب بما یطابق سؤاله ، إذ لم یجب بما یبیّن الماهیة الإلهیة الربانیة ، بل بیّن المضاف إلیه کما ذکرنا .

فیقول الهوى :" إِنَّ رَسُولَکُمُ " أی الروح العقلی الإلهی المرسل بالتجلَّی " الَّذِی أُرْسِلَ إِلَیْکُمْ لَمَجْنُونٌ "  أی مستور عنه ربوبیّتی الظاهرة فی الوقت ، فیدعو إلى غیری ولا إلى عینی .

 

فزاد موسى الروح العقلی الکشفی إرداعا له وإفحاما لا إحجابا وإبهاما  " رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " أی ربّ ما ظهر وما بطن ، فإنّک ما تدعو إلَّا إلى ما تدّعی من الربوبیة الظاهرة الجزئیّة العرضیّة فی المملکة الهیکلیة ، وأنا أدعوک إلى حقیقة الربوبیة الحقیقیّة القائمة بما ظهر وما بطن " إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " أی تقیّدون الظاهر بحدوده الظاهرة أو تقیّدون الباطن بحدوده  الباطنة ، وأنّ ما أدعو إلیه أتمّ وأکمل وأعمّ وأشمل فانظر ما ذا ترى ، فإنّه ربّ ما فوق السماوات العلى وما تحت الثرى .

فیقول له فرعون الهوى ما یقول وما یؤول أمره إلى ما یؤول .

 

وأما هارون فصورة الروح من حیث القوى الناطقة التی هی بمثابة الأخ للقوّة العاقلة وهی أکبر سنّا من القوّة العاقلة الإلهیة الکشفیة ، لأنّ النطق العرفی بحکم العادة  والعقل المعیشی یکون قبل النطق بموجب الحکمة الإلهیّة والعقل المؤیّد بنور الکشف والتجلَّی ، والقوّة العاقلة فی النبوّة وإدراک الحقائق أکبر من القوّة الناطقة بالأصالة ، فإنّ النطق لا یکون إلَّا بالعقل ، ولکنّها أفصح منها لسانا ، لأنّها المترجمة عن القوّة العاقلة .

 

وأمّا هامان فنظیر القوّة الشهویة للروح الطبیعی ، لها الوزارة عن الروح الحیوانی الذی له الاستیلاء والغلبة ، فإنّ الغلب للغضب والروح الطبیعی بناء هذه البنیة الهیکلیة ، کما أشار إلیه بقوله - تعالى - حکایة عن فرعون :" یا هامانُ ابْنِ لِی صَرْحاً "  أی أنشئ لی مزاجا خاصّا وهمیا عالیا یعطی الاطَّلاع على ما یخبر عنه وینبئ الروح العقلی .

 

ثم لمّا تبیّنت لقوى النفسانیة المنصبغة بحکم الهوى والشهوة والغضب ، المظهرة للباطل والکمالات الوهمیة فی صورة الحق التی صوّرها السحرة  أنّ الروح العقلی الإلهی قد تأیّد وأنّه هو الحق الظاهر بالحق الباطن فآمنوا وأقلعوا عن عادة الهوى ، واتّبعوا الهدى واجتنبوا فی اتّباع القوى الحیوانیة والطبیعیة الردى ، فاستسلموا لأمر الله ، وانقادوا لحکمه ، فقطعت أیدی تصرّفاتهم وأرجل مساعیهم إلى طلباتهم التی کانت مطلقة بأمر فرعون الهوى ، فکان الله إذ ذاک عن أیدیهم وأرجلهم وألسنتهم ، فنطقوا بالحقّ : إنّا آمنّا بربّنا ربّ الروح الإلهی المؤیّد بالتجلَّی ، لیغفر لنا خطایانا التی تخطَّینا إلیها فی طاعة الهوى وما أکرهتنا علیه من السحر ، وهو ستر الحق فی صورة الباطل ، والظهور بالباطل فی صورة الحق ، والله خیر وأبقى ، فافهم .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.  )


قال رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم ، وإن الذی رأوه لیس من مقدور البشر ، وإن کان من مقدور البشر فلا یکون إلا ممن له تمییز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام - فآمنوا   " بِرَبِّ الْعالَمِینَ رَبِّ مُوسى وهارُونَ " أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون ) .

 

أی لعلم السحرة أن قوم فرعون یعلمون أن موسى ما دعا إلى فرعون بینوا ذلک ، لأن فرعون کان یدعى أنه رب العالمین .

"" إضافة بالی زاده :

فهم لا یقبلون حکم العقل ولا الکشف فهم لیسوا من الموقنین والعاقلین بل هم بهائم فی صورة الأناسى . اهـ  بالى زاده ""

 

قال رضی الله عنه :  ( ولما کان فرعون فی منصب التحکم صاحب الوقت ، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال : " أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى "   )

الرب اسم إضافى یقتضی مربوبا ، وهو یجیء فی اللغة بمعنى المالک یقال : رب الدار ورب الثوب ورب الغنم ، وبمعنى السید ،

یقال :  رب المدینة و رب القوم و رب العبید ،

وبمعنى المربی یقال : رب الصبى ورب الطفل ورب المتعلم ، ولا یطلق بدون الإضافة إلا على رب العالمین فالرب المطلق بلام التعریف هو الله وحده فله الربوبیة على الحقیقة بالمعانی الثلاثة ولغیره عرضیة لأنه مجلى ومظهر لها فهی صفة لعین واحدة ظاهرة بصور کثیرة ، فکل من ظهر له ربوبیة عرضیة بحسب ما أعطاه من التصرف والتحکم فی ملکه وعبیده ومرباه ، وتختلف المظاهر فی تجلى صفة الربوبیة وتتفاضل ، فمن کان أکثر تصرفا وتحکما بالنسبة إلى غیره کانت ربوبیته أعلى ، ولما کان فرعون صاحب السلطنة فی وقته متحکما فی قومه بحسب إرادته ادعى أنه ربهم الأعلى ( أی وإن کان الکل أربابا ) بنسبة ما وإضافة لمن یربه .

"" إضافة بالی زاده :

فی العرف الناموسی یتعلق بقوله الخلیفة : أی یطلق الخلافة بالسیف على الأمیر الظالم فی الشرع لقوله علیه الصلاة والسلام « أطیعوا أمراءکم وإن جاروا » . اهـ  بالى زاده ""

 

قال رضی الله عنه :  ( فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم)

أی وإن کان الرب الأعلى مطلقا هو عین الحق فإنه تعالى بأحدیته الذاتیة والأسمائیة ظاهر فی کل صورة بقدر قابلیتها فله أحدیة جمیع الربوبیة الأسمائیة فی الکل بالحقیقة بجمیع المعانی الثلاثة ، لکن الصورة القابلة لما قبلها من المعانی صورة فرعون .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.  . )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک ، علموا رتبة موسى فی العلم ، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر ، وإن کان مقدورا لبشر ، فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام ، فآمنوا برب العالمین ، رب موسى وهارون . أی ، الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون ، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون . ) .

 

أی ، لأن السحرة علموا أن موسى ما یدعو الخلق إلى فرعون ، بل إلى الحق المطلق . ف

( اللام ) فی قوله : ( لفرعون ) بمعنى ( إلى ) .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولما کان فرعون فی منصب التحکم صاحب الوقت وأنه الخلیفة بالسیف) أی ، خلیفة الدولة الظاهریة .

( وإن جار فی العرف الناموسی ، لذلک قال : "أنا ربکم الأعلى" أی ، وإن کان الکل أربابا بنسبة ما ، فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم . ) .

( جار ) من ( الجور ) . وهو إشارة إلى ما قال رسول الله ،

 

صلى الله علیه وسلم : ( أطیعوا أمیرکم وإن جار ) أی، وإن ظلم  ولذلک قال : ( فی العرف الناموسی). وقوله : ( فی العرف ) متعلق بمحذوف. تقدیره : کما ثبت فی العرف الناموسی .

 

و ( قال ) جواب ( لما ) : أی ، لما کان فی منصب التحکم وخلیفة فی الظاهر بالسیف ، قال : " أنا ربکم الأعلى " واعلم ، أن الرب المطلق ، بمعنى المالک والمصلح والسید وغیرها من المعانی التی یطلق ( الرب ) علیها ، هو الله تعالى وحده ، لا اشتراک فیه لأحد . والرب المضاف یطلق على الحق تعالى ،

کقوله : (الحمد لله رب العالمین) ویطلق لغیره أیضا، کقولهم : رب الدار ورب الغلام و رب القوم . وهذا الإطلاق أیضا هو للحق ، لأنه هو الذی یرب عباده فی صور مظاهره ومجالیه . فلکل من العباد نوع من الربوبیة .

 

وأعلى أنواعه فی صور التفاصیل للخلیفة على العالم کله ، ثم للخلیفة فی الباطن وحده ، ثم للخلیفة فی الظاهر وحده .

لذلک قال : ( أنا ربکم الأعلى ) فأضاف إلیهم وجعل لنفسه ما هو أعلى منهم ، لتحکمه علیهم بالسیف ، وإن کان لکل منهم نصیبا من الربوبیة .

وقد مر فی المقدمات تنبیه فی هذا المعنى ، فلیطلب هناک تحقیقه.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم. )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلمّا رأت السّحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم ، وأنّ الّذی رأوه لیس من مقدور البشر وإن کان من مقدور البشر فلا یکون إلّا ممّن له تمیز فی العلم المحقّق عن التّخیّل والإیهام ، فآمنوا بربّ العالمین ربّ موسى وهارون ،  أی : الرّبّ الّذی یدعو إلیه موسى وهارون ، لعلمهم بأنّ القوم یعلمون أنّه ما دعا لفرعون ، ولمّا کان فرعون فی منصب التّحکّم صاحب الوقت ، وأنّه الخلیفة بالسّیف ، وإن جار فی العرف النّاموسی لذلک قال :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى [ النازعات : 24 ] ، أی : وإن کان الکلّ أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظّاهر من التّحکّم فیکم ).

 

قال رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک ) أی : نقصهم فی کمالهم ، وکمال موسى فی نقصه ، إذ رأوا علو شأن حجج موسى فی قلتها أفرادا وأنواعا ، ولا یعلو شأن الحجج إلا من علو شأن المحتج بها فی العلم الذی أتى به منه ( علموا رتبة موسى فی العلم ) ، وأنه انتهی من اتصاله بربه بحیث لا یصل إلیه طوق الساحر ، ومن هنا علموا ( أن الذی رأوه ) من التقام عصاه عصیهم وحبالهم ( لیس من مقدور البشر ، وإن کان من مقدور البشر ) ، کما تقول

الفلاسفة :

" إن المعجزات آثار النفوس القدسیة " ؛ ( فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام ) ، فإن غایة علم الساحر إن یعلم کیفیة إخفائها حتى یتخیل الرأی ویتوهم أنها فنیت لا حقیقة الإفناء ، وإنما یکون لمن تحقق بعلم إفاضة الصور تکوینا وإفسادا ، وذلک إنما یکون للمتوسط بین اللّه وبین خلقه وهو الرسول ، فعلموا حقیقة رسالته ، وقبلوا دعوته ( فآمنوا برب العالمین ) .

ولما کان یتوهم أن المراد به فرعون ، أزالوه بقولهم رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) [ الشعراء : 48 ] لیس المراد الاسم الخاص بتربیتهما ؛ فلذا فسره بقوله : ( أی : الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون ) ، وحینئذ یرتفع عندهم اللبس عن القوم بأنه لیس المراد به فرعون ، وإن جوز متوهم أن یقصدوا ذلک بناء على أنهم ربما ظنوا أن دعوة موسى إنما کانت لإلهیة فرعون ؛

 

قال رضی الله عنه :  ( لعلمهم ) أی : السحرة ( بأن القوم یعلمون أنه ) ، أی : موسى وکذا هارون ( ما دعا لفرعون ) أی : بالإفراد بربوبیته للعالمین ، وإن کان له التحکم التام والسیف العام کما قال ، ( ولما کان فرعون فی منصب التحکم ) جواب الشروط قوله :فَقالَ أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى[ النازعات : 24 ] ؛ وذلک لظنه أن الربوبیة بهذا التحکم ، فإن صحّ فإنما یکون لمن کان تحکمه من الأزل إلى الأبد بالاستقلال ظاهرا وباطنا بلا احتیاج إلى السیف ، وهو فی هذا التحکم إنما کان ( صاحب الوقت ) الحاضر لا قبل ما وفی ولا بعد الموت ،

 

قال رضی الله عنه :  ( وإنه الخلیفة ) ، بلا استقلال مع أن تحکمه إنما یکون ( بالسیف ) لا بأمر " کن "، فغایته أنه خلیفة عن اللّه ، وإن جاز لجوازان یجوز الخلیفة ، وإن کان المستخلف عدلا مع أنه إنما ( جار فی العرف الناموسی ) ، أی : ظاهر الشرع ، وفی الباطن أفاد المظلوم بحسناته أو احتمال سیئاته ؛ ( لذلک ) أی : لظنه الربوبیة بالتحکم کیف ما کان ، ( قال :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى) [ النازعات : 24 ] ، فجعل بعض الأرباب أعلى لعلوه فی هذا التحکم ، وبعضهم أدنى لدنوه فیه ؛

 

ولذلک فسر کلامه بقوله : ( أی : وإن کان الکل أربابا ) ؛ لأن کل منهم وجها من التحکم ( بنسبة ما ) ، وأقله تحکم نفوسهم فی تدبیر أبدانها ، ( فأنا الأعلى منهم ) ؛ لعلو تحکمی وإن لم یکن من مقتضى ذاتی ، بل ( بما أعطیته فی الظاهر ) ، وإن کان تصرف نفوسهم المتحکمة فی الباطن ، بل أقدر على إزالة ذلک بالقتل .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.  )  

 

فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى ) وعلوّ قدره ( فی العلم ، وأنّ الذی رأوه لیس من مقدور البشر ) من حیث أنّه بشر ، ( وإن کان من مقدور البشر ) مطلقا ( فلا یکون إلَّا ممن له تمیّز فی العلم المحقّق عن التخیّل والإیهام ) اللذین بهما تنجذب القلوب من عوام الناس ، ( فآمنوا " بِرَبِّ الْعالَمِینَ " ) ،

 

وهذا القول عند القوم فیه إجمال ، لادّعاء فرعون أنّه ذلک ، فینبّه بقوله : ( " رَبِّ مُوسى وَهارُونَ" أی الرب الذی یدعوا إلیه موسى وهارون )  .

إفصاحا بالمقصود ، وإزالة للإجمال بحسب أفهام القوم ( لعلمهم بأنّ القوم یعلمون أنّه ما دعا لفرعون ، ولما کان فرعون فی منصب التحکَّم ) على مسند الخلافة والظهور بها فی ذلک.

( صاحب الوقت ، وأنّه الخلیفة بالسیف ) الذی علیه مبنى أمر الظهور ، وبحکمه یتمّ القطع والفصل عند تأمیر الوقت أحدا من أبنائه ، فهو آیة سلطانه على غیره وقهرمانه على الکلّ، فصاحب السیف هو صاحب الوقت ، کما قیل " الوقت سیف " .

 

قال رضی الله عنه  : ( وإن جار فی العرف الناموسی ) ومقتضى شریعته ، کما ورد من الخاتم صلَّى الله علیه وسلَّم : « أطیعوا أمیرکم ولو جار » . ""لا طاعة فی معصیة، إنما الطاعة فی المعروف""

 ""أضاف الجامع :

حدیث مسلم : (أن رسول الله صلى الله علیه وسلم بعث جیشا، وأمر علیهم رجلا، فأوقد نارا، وقال: ادخلوها، فأراد ناس أن یدخلوها، وقال الآخرون: إنا قد فررنا منها، فذکر ذلک لرسول الله صلى الله علیه وسلم، فقال للذین أرادوا أن یدخلوها: «لو دخلتموها لم تزالوا فیها إلى یوم القیامة»، وقال للآخرین قولا حسنا، وقال: «لا طاعة فی معصیة الله، إنما الطاعة فی المعروف» ) رواه البخاری و مسلم و أحمد بالمسند و ابن حبان و النسائی ومسند البزار و البیهقی والشریعة للآجری وغیرهم. ""

 

فرعون والسحرة

قال رضی الله عنه  : ( ولذلک ) السلطنة وکونه صاحب الوقت ( قال : " أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى " أی وإن کان الکلّ أربابا بنسبة ما ) وإضافة إلى ما یتعلَّق به تعلَّق

 

تصرّف وتربیة - کما یقال : « ربّ العبد ، وربّ البیت » - ( فأنا الأعلى بما أعطیته فی الظاهر من التحکَّم فیکم ) بالسیف ، والإحاطة علیکم بالغلبة .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: وإن کان من مقدورا لبشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام.

فآمنوا برب العالمین رب موسى وهارون: أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ما دعا لفرعون.

ولما کفی منصب التحکم صاحب الوقت، وأنه الخلیفة بالسیف وإن جار فی العرف الناموسی لذلک قال «أنا ربکم الأعلى»: أی وإن کان الکل أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.  )

 

قال رضی الله عنه : ( فلمّا رأت السّحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم ، وأنّ الّذی رأوه لیس من مقدور البشر وإن کان من مقدور البشر فلا یکون إلّا ممّن له تمیز فی العلم المحقّق عن التّخیّل والإیهام ، فآمنوا بربّ العالمین ربّ موسى وهارون : أی الرّبّ الّذی یدعو إلیه موسى وهارون ، لعلمهم بأنّ القوم یعلمون أنّه ما دعا لفرعون . ولمّا کان فرعون فی منصب التّحکّم صاحب الوقت ، وأنّه الخلیفة بالسّیف وإن جار فی العرف النّاموسی لذلک قال :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى أی وإن کان الکلّ أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظّاهر من التّحکّم فیکم . )


قال رضی الله عنه : ( فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى ) وعلو قدره ( فی العلم وأن الذی رأوه لیس من مقدور البشر وإن کان من مقدور البشر فلا یکون إلا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل والإیهام فآمنوا برب العالمین ) .

وهذا القول عند القوم کان مجملا لا دعاء فرعون أنه ذلک فبینوه بقولهم (رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) 122 ) [ الأعراف : 122 ] ، أی الرب الذی یدعو إلیه موسى وهارون لعلمهم بأن القوم یعلمون أنه ) ،

أی موسى مع أخیه هارون : ( ما دعا لفرعون ) ، أی إلى فرعون فلا إجمال فیه ( ولما کان فرعون فی منصب التّحکم صاحب الوقت وأنه ) ، أی صاحب الوقت هو ( الخلیفة بالسیف ) ، أی خلیفة الدولة الظاهرة ( وإن جاز فی العرف الناموسی ) ، أی وإن کان جائزا بموجب الحکم الشرعی

( لذلک ) ، أی لکونه خلیفة بالسیف ( قال :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى، أی وإن کان الکل أربابا بنسبة مّا فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم . )


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۸۰-۵۸۲

فلما رأت السحرة ذلک علموا رتبة موسى فی العلم، و أن الذی رأوه لیس من مقدور البشر: و إن کان من مقدورا

پس چون سحره این را دیدند رتبه موسى و علو قدر او را در علم دانستند و اینکه (از موسى) دیدند مقدور بشر نیست. اگر چه براى بشرى مقدور است.

آن که فرمود مقدور بشر نیست، یعنى براى نوع انسان این چنین قدرت نیست. به این معنى که همه افراد آن چنین دست و توانى داشته باشند و آن که دو باره گفت هر چند براى بشرى مقدور است، یعنى فرد کامل آن که در اصطلاح اهل اللّه انسان است. چه آنان انسان را بر فرد کامل اطلاق ‌می‌نمایند و همه افراد مردم را انسان ن‌می‌نامند. مثلا انسان که اشرف انواع موجودات است و امام کل و قبله همه است، انسان به حسب فرد است نه انسان به حسب نوع. هر گاه گفتیم انسان أشراف انواع موجودات است یعنى فرد این نوع و گر نه افراد دیگرى از این نوع هستند که‏ إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا. (فرقان:44).

تفاوت مفهوم بشر و انسان‏

نکته‌ای در کلمه بشر هست و آن اینکه در حدیث شریف آمده است. قال تعالى أعددت لعبدی المؤمن ما لا عین رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. اکثر مردم لذت عقلى را نمی‌فهمند بلکه لذت خیالى را هم نمی‌فهمند ، فضلا عن اللّذات العقلیة و آن که در روایت آمده است «على قلب بشر» که بشر فرمود نه انسان از این روست که کلمه بشر ناظر به ظاهر است و بشره هر چیز صورت ظاهر اوست و انسان در اصطلاح اهل اللّه کامل را گویند. اکثرى مردم بشرند نه انسان بشر همین ظاهر است که هست.

دى شیخ گرد شهر همى گشت با چراغ‏ کز دیو و دد ملولم و انسانم آرزوست‏

فلا یکون إلّا ممن له تمیز فی العلم المحقق عن التخیل و الإیهام.

پس دانستند که این عمل موسى علیه السلام از کسى است که او را در علم محقق از تخیل و ایهام تمییز است.

غرض این است که تخیل و ایهام سبب جذب عوام الناس است و علم محقق را کسى داراست که صاحبان عقول و ارباب قلوب را به سوى حق مطلق و سعادت ابدى ‌می‌کشاند و آن قوم فهمیدند که موساى حکیم صاحب علم محقق است که از تخیل و ایهام تمییز دارد و جداست.

فآمنوا بِرَبِّ الْعالَمِینَ رَبِّ مُوسى‏ وَ هارُونَ*: أی الربّ الذی یدعو الیه موسى و هارون، لعلمهم بأن القوم یعلمون أنّه ما دعا لفرعون و لما کان فرعون فی منصب التحکم صاحب الوقت، و أنّه الخلیفة بالسیف- و إن جار فی العرف الناموسی- لذلک قال‏ أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏: أی و إن کان الکلّ أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظاهر من التحکم فیکم.

پس به رب عالمیان رب موسى و هارون ایمان آوردند. یعنى ربى که موسى و هارون به سوى او دعوت ‌می‌نمودند. چه سحره علم حاصل کردند که قوم ‌می‌دانند که موسى با برادرش به سوى فرعون دعوت ننمودند و چون فرعون در منصب تحکم صاحب وقت بود و صاحب وقت خلیفه ظاهر به شمشیر است هر چند که در عرف ناموسى (یعنى به مقتضاى شریعت و به موجب حکم شرعی) جایز باشد، گفت: أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏ (نازعات: 24) یعنى هر چند همه به نسبتى ربّند ولى من ربّ اعلاى آنانم، به آن چه که در ظاهر به من داده شده. یعنى تحکم در میان شما (که حکومت و سلطنت است).

در حدیث آمده است قال رسول اللّه: «أطیعوا اللّه أمیرکم و ان جار»، این امر ارشادى است نه ظلم پرورى و دست به ظالم دادن که چون ظالم صاحب وقت شد و صاحب شمشیر است، براى حفظ جان و تأمین سعادت ابدى خودتان از او اطاعت کنید تا در کنف این نحو اطاعت صورى به کمال ذاتى خودتان نایل آیید. زیرا مقابله با چنین کسى موجب نهب اموال و اراقه دماء است که طائلى در آن متصور نیست «لا طائل تحته».


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۴۶-۱۰۴۷

فلمّا رأت السّحرة ذلک علموا رتبة موسى فى العلم، و أنّ الّذى رأوه لیس من مقدور البشر و إن کان من مقدور البشر (و إن کان مقدورا لبشر- خ) فلا یکون إلّا ممّن له تمیز فى العلم المحقّق عن التّخیّل و الإیهام. فآمنوا بربّ العالمین ربّ موسى و هارون: أى الرّبّ الّذى یدعو إلیه موسى و هارون، لعلمهم بأنّ القوم یعلمون أنّه ما دعا لفرعون.

چون سحره مشاهده این کردند رتبه موسى را در علم دانستند و معلوم کردند که آنچه ازو دیدند مقدور بشر نیست، و اگر نیز مقدور بشر باشد کار کسى است که متمیّز باشد در علم محقّق از تخیل و ایهام، پس ایمان آوردند به ربّ العالمین که ربّ موسى و هارون است، یعنى به ربّى ایمان آوردند که موسى و هارون به سوى او مى‏خواندند، چه سحره مى‏دانستند که قوم مى‏دانند که موسى ایشان را به فرعون نمى‏خواند.

و لمّا کان فرعون فى منصب التّحکّم صاحب الوقت، و أنّه الخلیفة بالسّیف- و إن جار فى العرف النّاموسىّ- لذلک قال‏ أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏ أى و إن کان الکلّ أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فى الظّاهر من التّحکّم فیکم.

و چون فرعون در منصب تحکّم صاحب زمان و خلیفه دولت ظاهره بود- اگرچه در عرف ناموسى که شریعت غرّاء است جور و ظلم او ثابت شده و در احادیث آمده که‏

«أطیعوا أمیرکم و إن جار»

- لاجرم فرعون گفت اگرچه همه به نسبتى از نسب ارباب‏اند امّا ربّ اعلاى شما منم چه در ظاهر منصب حکومت مراست.

و بباید دانست که ربّ مطلق به معنى مالک و مصلح و سیّد و غیر این از معانى که بر وى اطلاق ربّ کنند اللّه تعالى است تنها که هیچ احدى را در وى با او شرکت نیست؛ اما ربّ مضاف هم بر حقّ تعالى اطلاق کرده مى‏شود کقوله‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ*، و هم بر غیر او چون ربّ الدّار و ربّ الغلام و ربّ القوم؛ و این اطلاق نیز در حقیقت حقّ راست، چه اوست که تربیت عباد مى‏کند در صور مظاهر و مجالیش.

و هریک را از عباد نوعى از ربوبیّت است، و اعلاى انواعش در صور تفاصیل مر آن راست که خلیفه باشد بر کلّ عالم، بعد از آن مر آن را که خلیفه باشد تنها در باطن، بعد از آن مر آن را که خلیفه باشد تنها در ظاهر، از براى این فرعون بر ارباب ظاهر اضافت کرد و أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏ گفت. یعنى اگرچه هریکى از شما را از ربوبیّت نصیبى هست اما چون بر همه شما تحکّم به سیف مراست لاجرم به نسبت با شما اعلى من باشم.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۰

 فلمّا رأت السّحرة ذلک علموا رتبة موسى فی‏العلم، و أنّ الّذی رأوه لیس من مقدور البشر: و إن کان من مقدور البشر فلا یکون إلّا ممّن له تمیّز فی العلم المحقّق عن التّخیّل و الإیهام. فآمنوا بربّ العالمین ربّ موسى و هارون: أی الرّبّ الّذی یدعوا إلیه موسى و هارون، لعلمهم بأنّ القوم یعلمون‏ أنّه ما دعا لفرعون.

 شرح یعنى سحره دانستند که آن چه موسى ظاهر کرد مقدور بشر نیست، و اگر از بشر صادر شود جز به تأیید حق نباشد. و این حال صادر نگردد مگر از کسى که در مرتبه علم الیقین باشد. پس ایمان آوردند، و مى‏دانستند که موسى دعوت به حق مطلق مى‏کند، نه به فرعون بى فرّ و عون.

و لمّا کان فرعون فی منصب التّحکّم صاحب الوقت، و أنّه الخلیفة بالسّیف- و إن جار فی العرف النّاموسى- لذلک قال‏ «أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏»: أی و إن کان الکلّ أربابا بنسبة ما فأنا الأعلى منهم بما أعطیته فی الظّاهر من التّحکّم فیکم.