عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة التاسعة والعشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».   والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا علمت السّحرة صدقه فیما قاله لم ینکروه وأقرّوا له بذلک فقالوا له :فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا[ طه : 72 ] فالدّولة لک .  فصحّ قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى[ النازعات : 24 ] وإن کان عین الحقّ فالصّورة لفرعون ، فقطّع الأیدی والأرجل وصلب بعین حقّ فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلّا بذلک الفعل .  فإنّ الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأنّ الأعیان الثّابتة اقتضتها ؛ فلا تظهر فی الوجود إلّا بصورة ما هی علیه فی الثّبوت إذ لا تبدیل لکلمات اللّه . ولیست کلمات اللّه سوى أعیان الموجودات ، فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها وظهورها کما تقول حدث الیوم عندنا إنسان أو ضیف ولا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث . ولذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه :ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ یَلْعَبُونَ( 2 ) [ الأنبیاء : 2 ] وَما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ( 5 ) [ الشعراء :5].  والرّحمن لا یأتی إلّا بالرّحمة . ومن أعرض عن الرّحمة استقبل العذاب الّذی هو عدم الرّحمة.)


قال رضی الله عنه :  (ولما علمت السحرة) بعد إیمانهم (صدقه) ، أی فرعون (فیما قال لهم) کما حکاه تعالى :" قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَکُمْ إِنَّهُ لَکَبِیرُکُمُ الَّذِی عَلَّمَکُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّکُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَیُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى"( 71 ) [ طه : 71].


قال رضی الله عنه :  (لم ینکروه )، أی قوله (وأقروا له بذلک) ، بنفوذ تحکمه فی الحیاة الدنیا (فقالوا له) ،قالُوا لَنْ نُؤْثِرَکَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَیِّناتِ وَالَّذِی فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا( 72 ) [ طه : 72 ] .

 

وفی معنى الآیة تقدیم وتأخیر وتقدیره کما قال : ("فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ"[ طه : 72 ] فالدولة) ، أی السلطنة والمنصب (لک فصح قوله) ، أی فرعون حینئذ ("أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى ") أنا نافذ الأمر فی جمیع أحوالکم وإن کان ، أی فرعون لما قال ذلک (عین الحق) تعالى من حیث الوجود الظاهر بالفعل .


قال رضی الله عنه :  (فالصورة) الظاهرة (لفرعون) فنفذ أمره (فقطع الأیدی والأرجل) من السحرة (وصلب) لهم کما توعدهم بذلک (بعین حق) ظاهر (فی صورة باطل) وهو فرعون لنیل ، أی حصول (مراتب) ، أی مزایا ومقامات فی الآخرة للسحرة (لا تنال) تلک المراتب (إلا بذلک) الفعل الذی فعله فرعون بالسحرة من القطع والصلب .


قال رضی الله عنه :  (فإن الأسباب) التی جعلها اللّه تعالى بحیث یترتب علیها المسببات (لا سبیل إلى تعطیلها) أصلا ، کما قتل الیهود أنبیاءهم وقطع رأس یحیى ونشر زکریا علیهم السلام ، فهی أسباب لمسببات شریفة عظیمة جعلها اللّه تعالى وسائل إلیها (لأن الأعیان الثابتة) فی العلم الإلهی المعدومة بالعدم الأصلی (اقتضتها) ، أی تلک الأسباب فهی مرتبة معها کذلک (فلا تظهر) ، أی تلک الأعیان الثابتة (فی ) هذا (الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی حال الثبوت) العلمی مطابقة لذلک إذ لا تبدیل  لکمات اللّه تعالى کما قال سبحانه :لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ اللَّهِ[ یونس : 64 ] .

 

قال رضی الله عنه :  (ولیست کلمات اللّه) تعالى (سوى أعیان الموجودات) المحسوسة والمعقولة والموهومة (فینسب) بالبناء للمفعول (إلیها) ، أی إلى الأعیان الموجودات (القدم) فیصح أن یقال أنها قدیمة (من حیث ثبوتها) بالعدم الأصلی فی حضرة العلم الإلهی القدیم (وینسب) أیضا (إلیها) ، أی إلى الأعیان الموجودات (الحدوث) فیصح أن یقال إنها حادث (من حیث وجودها) المرئی لها (وظهورها به کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو) حدث (ضیف زائر) ، أی حدثت له صفة العندیة والضیفیة لا حدث هو فی نفسه (ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث الذی وقع الإخبار عنه.


قال رضی الله عنه :  (ولذلک) ، أی لأجل ما ذکر (قال تعالى فی حق کلامه العزیز ، أی فی إتیانه) بإنزاله على النبی صلى اللّه علیه وسلم (مع قدم کلامه) تعالى ، أی کونه قدیما ولیس بحادث (ما یَأْتِیهِمْ)، أی الکافرین (مِنْ ذَکَرٍ)، أی قرآن (مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) إتیانه عندهم مع قدمه (إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) بآذانهم (وَهُمْ یَلْعَبُونَ)[ الأنبیاء : 2 ] بقلوبهم وعقولهم فی أحوال دنیاهم ویلعبون به بأن یترنموا بکلماته ویطربوا بها من غیر تدبر للمعانی ولا عمل بها .


وقال تعالى أیضا : (وَما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ)[ الشعراء : 5 ] ،


إتیانه أیضا مع قدمه (إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ) لاشتغالهم بدنیاهم أو بتحسین کلماته وتجوید ألفاظه من غیر التفات إلى تدبر معانیه والعمل به (والرحمن سبحانه لا یأتی إلا بالرحمة) لأن العالم کله ما ظهر إلا بها وهی التی وسعت کل شیء ومن أعرض عن الرحمة کما قال إلا کانوا عنه معرضین (استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة) ، لأنه نقمة .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )


قال رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فیما قاله ) من قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى ( لم ینکروا وأقرّوا بذلک فقالوا : إنما تقتضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض فالدولة لک فصح قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى) بمعنى صاحب الدولة ولما اتجه أن یقال کیف یصح أن یقال قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى ورب الأعلى لیس إلا هو على الحق أجاب بقوله .


قال رضی الله عنه :  ( وإن کان ) الرب الأعلى ( عین الحق فالصورة ) التی ظهرت الربوبیة عنها ( لفرعون ) فصح قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى بحسب الصورة الفرعونیة ( فقطع ) فرعون ( الأیدی ) مفعول قطع ( وإلا رجل وصلب بغیر حق ) فإن السلطنة فی الحقیقة لها لا له ( فی صورة باطل ) وهی الصورة الفرعونیة وإنما وقع القطع والصلب من فرعون ( لنیل ) کل من السحرة وفرعون ( مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل ) أما فرعون فإنه لا یصل إلى مقصوده فی الدنیا وهو إظهار التحکم والسلطنة إلا بالقتل والصلب وکذلک لا یصل فی الآخرة إلى مقصوده وهو جزاء القتل والصلب إلا به وهو من نیل المراتب وأما السحرة فإنهم لا ینالون درجة الشهادة فی الآخرة إلا بالقتل فی ید فرعون .


قال رضی الله عنه :  ( فإن الأسباب ) سواء کانت أسبابا للباطل أو للحق ( لا سبیل إلى تعطیلها فإن الأعیان الثابتة ) فی علم اللّه التی هی صور العالم ( اقتضتها ) لتنال إلى مقاصدها فعلم اللّه منها وقضى علیها وقدّرها .


قال رضی الله عنه :  ( فلا تظهر الأعیان فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات اللّه تعالى ) هذا باعتبار الکثرة وإما باعتبار الوحدة فمعنى قوله فقطع أی قطع الحق الأیدی والأرجل وصلب بغیر حق أی باقتضاء العین الثابتة فی صورة باطلة أی فی صورة خلقیة فانیة ، إذ کل زائل باطل عندهم وهو مقابل للحق الثابت الباقی وهو عین الثابتة فالحق یفعل القطع بمقتضى العین الثابتة بید الفاعلة فی صورة فرعون وبید القابلة فی صورة السحرة لنیل الحق مراتب الوجود التی لا تنال إلا بذلک الفعل


قال رضی الله عنه :  ( ولیست کلمات اللّه تعالى سوى أعیان إلیها القدم من حیث ثبوتها ) ویقال من هذا الوجه أنه حق ثابت دائم باق ( وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها وظهورها کما تقول حدث الیوم عندنا إنسان أو ضیف ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث ولذلک ) أی ولأجل أن ما له وجود وحدوث له ثبوت وقدم


 قال رضی الله عنه :  ( قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إثباته مع قدم کلامه ما یأتیهم من ذکر ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون وما یأتیهم من ذکر الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین والرحمن لا یأتی إلا بالرحمة ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة ) .

ولما فرغ عن ذکر الحکم الإلهیة التی کانت فی الآیات الواردة فی حق موسى علیه السلام وفرعون رجع إلى إتمام الکلام فی حق فرعون .


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )


قال رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل. فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها. کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث. لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة. ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )


وامن أنه لا إله إلا الذی آمنت به بنوا إسرائیل وأنا من المسلمین [یونس: 90] ثم تمادی فی کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال

ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا علمت السحرة صدقه فی مقاله ، لم ینکروه وأقرّوا له بذلک فقالوا له :" إِنَّما تَقْضِی هذِه ِ الْحَیاةَ الدُّنْیا " ،   " فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ" فالدولة لک فصحّ قوله : « أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى » وإن کان عین الحق ، فالصورة لفرعون ، فقطع الأیدی والأرجل ، وصلب بعین حقّ فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلَّا بذلک الفعل ، فإنّ الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها).


فیقول فرعون الهوى :" وَما رَبُّ الْعالَمِینَ "؟

لا على طریقة السؤال الآبق "اللائق" عن تلک الحقیقة المطلقة اختیارا منه لغرض عرض له واختبارا لا جهلا واستحقارا ، بل اعتبارا واستبصارا ،

إذ السؤال عن الماهیة إنّما یتأتّى ویجوز فیما یکون له ماهیة متمیّزة عن غیرها ، فیکون تحت جنس أو فصل ،

والحقیقة المطلقة الربوبیة فی العالمین تتعالى عن مثل هذا السؤال ، وتجلّ عن الضدّ والندّ والمثال ، فیقول الروح العقلی للهوى فی جوابه :" رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَما بَیْنَهُمَا إِنْ کُنْتُمْ مُوقِنِینَ " .

 مبیّنا تفصیل مظاهر حقیقة الربوبیة المطلقة الکلَّیة العامّة فی العالمین ،

فیوهم فرعون الهوى آله من قوى الطبیعة والحیوانیة أنّه لم یجب بما یطابق سؤاله ، إذ لم یجب بما یبیّن الماهیة الإلهیة الربانیة ، بل بیّن المضاف إلیه کما ذکرنا .

فیقول الهوى :" إِنَّ رَسُولَکُمُ " أی الروح العقلی الإلهی المرسل بالتجلَّی " الَّذِی أُرْسِلَ إِلَیْکُمْ لَمَجْنُونٌ "  أی مستور عنه ربوبیّتی الظاهرة فی الوقت ، فیدعو إلى غیری ولا إلى عینی .


فزاد موسى الروح العقلی الکشفی إرداعا له وإفحاما لا إحجابا وإبهاما  " رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " أی ربّ ما ظهر وما بطن ، فإنّک ما تدعو إلَّا إلى ما تدّعی من الربوبیة الظاهرة الجزئیّة العرضیّة فی المملکة الهیکلیة ، وأنا أدعوک إلى حقیقة الربوبیة الحقیقیّة القائمة بما ظهر وما بطن " إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " أی تقیّدون الظاهر بحدوده الظاهرة أو تقیّدون الباطن بحدوده  الباطنة ، وأنّ ما أدعو إلیه أتمّ وأکمل وأعمّ وأشمل فانظر ما ذا ترى ، فإنّه ربّ ما فوق السماوات العلى وما تحت الثرى .

فیقول له فرعون الهوى ما یقول وما یؤول أمره إلى ما یؤول .


وأما هارون فصورة الروح من حیث القوى الناطقة التی هی بمثابة الأخ للقوّة العاقلة وهی أکبر سنّا من القوّة العاقلة الإلهیة الکشفیة ، لأنّ النطق العرفی بحکم العادة  والعقل المعیشی یکون قبل النطق بموجب الحکمة الإلهیّة والعقل المؤیّد بنور الکشف والتجلَّی ، والقوّة العاقلة فی النبوّة وإدراک الحقائق أکبر من القوّة الناطقة بالأصالة ، فإنّ النطق لا یکون إلَّا بالعقل ، ولکنّها أفصح منها لسانا ، لأنّها المترجمة عن القوّة العاقلة .

 

وأمّا هامان فنظیر القوّة الشهویة للروح الطبیعی ، لها الوزارة عن الروح الحیوانی الذی له الاستیلاء والغلبة ، فإنّ الغلب للغضب والروح الطبیعی بناء هذه البنیة الهیکلیة ، کما أشار إلیه بقوله - تعالى - حکایة عن فرعون :" یا هامانُ ابْنِ لِی صَرْحاً "  أی أنشئ لی مزاجا خاصّا وهمیا عالیا یعطی الاطَّلاع على ما یخبر عنه وینبئ الروح العقلی .


ثم لمّا تبیّنت لقوى النفسانیة المنصبغة بحکم الهوى والشهوة والغضب ، المظهرة للباطل والکمالات الوهمیة فی صورة الحق التی صوّرها السحرة  أنّ الروح العقلی الإلهی قد تأیّد وأنّه هو الحق الظاهر بالحق الباطن فآمنوا وأقلعوا عن عادة الهوى ، واتّبعوا الهدى واجتنبوا فی اتّباع القوى الحیوانیة والطبیعیة الردى ، فاستسلموا لأمر الله ، وانقادوا لحکمه ، فقطعت أیدی تصرّفاتهم وأرجل مساعیهم إلى طلباتهم التی کانت مطلقة بأمر فرعون الهوى ، فکان الله إذ ذاک عن أیدیهم وأرجلهم وألسنتهم ، فنطقوا بالحقّ : إنّا آمنّا بربّنا ربّ الروح الإلهی المؤیّد بالتجلَّی ، لیغفر لنا خطایانا التی تخطَّینا إلیها فی طاعة الهوى وما أکرهتنا علیه من السحر ، وهو ستر الحق فی صورة الباطل ، والظهور بالباطل فی صورة الحق ، والله خیر وأبقى ، فافهم .

 

قال رضی الله عنه  : (، لأنّ الأعیان الثابتة اقتضتها ، فلا تظهر فی الوجود إلَّا بصورة ما کان علیه فی الثبوت ، إذ لا تبدیل لکلمات الله ، ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ، فینسب إلیها التقدّم من حیث ثبوتها ، وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها وظهورها  ) .

"" أضاف المحقق :  "کلمة التقدم والصحیح القدم"  ""

یعنی وجودها النسبیّ من حیث التعیّن ، فإنّ متعلَّق الحدوث الظهور والتعیّن لا غیر .


قال رضی الله عنه  : ( کما تقول : حدث الیوم عندنا إنسان أو ضیف ولا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث ، لذلک قال الله - تعالى - فی کلامه العزیز ، أی فی إتیانه مع قدم کلامه :  " ما یَأْتِیهِمْ من ذِکْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوه ُ وَهُمْ یَلْعَبُونَ " ، " وَما یَأْتِیهِمْ من ذِکْرٍ من الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْه ُ مُعْرِضِینَ " والرحمة  "یعنی القرآن" لا یأتی إلَّا بالرحمة ، ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة )


یعنی رضی الله عنه  : أنّ المخاطب فی قوله :" فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ " إن کان روحه ونفسه ، فمقتضى الآیة أنّه بروحه منجّى .

وإن کان المخاطب مجموع الصورة والروح ، فکذلک لیتناول الخطاب المجموع ، وعلى التقدیرین وعد من الله وإخبار منه بأنّه ینجّیه ، ووعد الله حق ، وإخباره صدق ، فقد عمّته النجاة جسما وروحا .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.


ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )


قال رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فیما قال لم ینکروه وأقروا له بذلک فقالوا : " فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِی هذِه الْحَیاةَ الدُّنْیا "  فالدولة لک فصح قوله : " أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى " وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون ) .

 

أی وإن کان الرب الأعلى مطلقا هو عین الحق فإنه تعالى بأحدیته الذاتیة والأسمائیة ظاهر فی کل صورة بقدر قابلیتها فله أحدیة جمیع الربوبیة الأسمائیة فی الکل بالحقیقة بجمیع المعانی الثلاثة ، لکن الصورة القابلة لما قبلها من المعانی صورة فرعون


( فقطع الأیدی والأرجل فصلب بعین حق فی صورة باطل ) فإن الله تعالى بالمشیئة الذاتیة تجلى بها فی صورة الأعیان شاء ذلک « ما شاء الله » کان فالوجود بما یجرى فیه تبع لإرادته وهو الفاعل لما یحدث فیه فکما قال بلسان الذی أنطق به کل حی ومیت وجماد فی صورة الهدایة والغی " أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى " .


فکذلک فعل ما فعل بید الحق فی صورة باطل بالنسبة إلى تجلیه باسمه الهادی والعدل والکامل فی العرف الناموسی : أی الشرع ، فإن التمییز بین الحق والباطل والحسن والقبح إنما هو فی الأحکام الإلهیة الشرعیة التی یظهر بها کمال الوجود ، وأما سائر المراتب فلکل مرتبة حکم مختص بها کما علل فعله الشنیع الباطل القبیح

بقوله رضی الله عنه  : ( لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل ) مثل المهابة والسلطنة وإلقاء الرعب فی قلوب الناس لیسخروا وینقادوا لحکمه


"" إضافة بالی زاده :

لنیل کل من السحرة وفرعون مراتب لا تنال إلا بذلک ، أما فرعون فلأن السلطنة لا بد منها ، والمجازاة فی الآخرة ، وأما السحرة فإنهم لا ینالون درجة الشهادة إلا بها . اهـ  بالى زاده ""


قال رضی الله عنه :  ( فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما علیه فی الثبوت إذ " لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ الله " ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات فینسب إلیه القدم من حیث ثبوتها ، وینسب إلیها الحدوث من وجودها وظهورها ، کما تقول : حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف ، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث ، ولذلک قال الله تعالى فی کلامه العزیز فی إتیانه مع قدم کلامه " ما یَأْتِیهِمْ من ذِکْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوه وهُمْ یَلْعَبُونَ"  و " ما یَأْتِیهِمْ من ذِکْرٍ من الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْه مُعْرِضِینَ"، والرحمن لا یأتی إلا بالرحمة ، ومن أعرض عن الرحمن استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة ). المعنى واضح


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فیما قاله ، لم ینکروه وأقروا له بذلک ، فقالوا له: " إنما تقضى هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض " فالدولة لک . فصح قوله: "أنا ربکم الأعلى". ) أی ، من حیث الربوبیة الإضافیة الحاصلة فی المظاهر .

( وإن کان عین الحق ، فالصورة لفرعون . ) جواب عن سؤال مقدر .

تقدیره : أنک جعلت الحق عین الأعیان فی الکتاب کله ، فصح إطلاق الربوبیة المطلقة علیه لأنه عینه . فأجاب بأنه وإن کان عینه عین الحق من حیث الأحدیة ، کن الصورة الفرعونیة تعینه وتجعله متمیزا عنه باعتبار ، فلا یصح ذلک الإطلاق .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق ) وهو الهویة الإلهیة الظاهرة بکل شئ وفی کل شئ . ( فی صورة باطل ) وهی الصورة الفرعونیة الفانیة .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل . فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها ) یجوز أن یکون تعلیلا لقوله : ( فاقض ما أنت قاض ) . أی ، قالوا ذلک لعلمهم بأن تعذیبه إیاهم موجب لنیل المراتب الکمالیة التی لا تنال إلا بذلک التعذیب .

فإن درجة الشهادة لا تنال إلا بالقتل ظلما ، لأن الأسباب وسائط للوصول إلى المسببات .

ویجوز أن یکون تعلیلا لقطع وصلب .

فمعناه : قطع لیظهر تحکمه وسلطنته علیهم ، فینقادوا لحکمه فی الدنیا ویصل إلى مقتضى عینه ونتائج طبعه ونشأته العنصریة فی الآخرة من العذاب بالنار وغیرها . ویجوز أن یکون تعلیلا لهما . ( لأن الأعیان الثابتة اقتضتها ، ) أی ، اقتضت الأسباب والوسائط .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلا تظهر ) الأعیان ( فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت ، إذ " لا تبدیل لکلمات الله " . ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ، فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها ، وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها وظهورها ، کما تقول : حدث الیوم عندنا إنسان أو ضیف ، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث . لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز ، أی فی إتیانه مع قدم کلامه : "ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون " ، "وما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین " و "الرحمن" لا یأتی إلا بالرحمة ، ومن أعرض عن الرحمة ، استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة . ) المعنى ظاهر .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )  

 

قال رضی الله عنه :  ( ولمّا علمت السّحرة صدقه فیما قاله لم ینکروه وأقرّوا له بذلک ؛ فقالوا له : فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا [ طه : 72 ] فالدّولة لک ، فصحّ قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى [ النازعات : 24 ] ، وإن کان عین الحقّ فالصّورة لفرعون ، فقطّع الأیدی والأرجل وصلب بعین حقّ فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلّا بذلک الفعل ؛ فإنّ الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأنّ الأعیان الثّابتة اقتضتها ؛ فلا تظهر فی الوجود إلّا بصورة ما هی علیه فی الثّبوت إذ لا تبدیل لکلمات اللّه ، ولیست کلمات اللّه سوى أعیان الموجودات ، فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها وظهورها کما تقول حدث الیوم عندنا إنسان أو ضیف ولا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث ، ولذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی : فی إتیانه مع قدم کلامه :ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ یَلْعَبُونَ [ الأنبیاء : 2 ] وَما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ [ الشعراء : 5 ] ، والرّحمن لا یأتی إلّا بالرّحمة . ومن أعرض عن الرّحمة استقبل العذاب الّذی هو عدم الرّحمة ) .

 

"" أضاف المحقق :

لما ذکر الحکم والأسرار التی تضمنتها الآیات الواردة فی شأن موسى وفرعون أراد أن یبین أن مثل هذا الإیمان أی : إیمان فرعون وغیره من آمن عند الیأس من غیر أن یقع فی الغرغرة ، ویرى العذاب الآخر وبأسها نافعا فی الآخرة وإن یکن نافعا فی الدنیا .( شرح الجامی ).""

 

ثم أشار إلى غایة أثر هذه الربوبیة فیما اعتبر رتبة السحرة عند تهدیده إیاهم لإیمانهم باللّه دون ربوبیة فرعون ، فقال : ( ولما علمت السحرة صدقه فیما قاله ) من التهدید بقوله :فَلَأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَأَرْجُلَکُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّکُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ [ طه : 71 ] .

 

قال رضی الله عنه :  ( لم ینکروه ) لصدوره عن هذا التحکم ، ( وأقروا له بذلک ) التحکم وإن کان یظن به أنه الرب الأعلى ، فکأنهم صدقوه فی أنه الرب الأعلى ، لو کانت الربوبیة بهذا التحکم کما یصدق من قال له لو کان الإنسان حجر کان جمادا ، فإن المتصلة تصدق عند صدق الملازمة مع کذب الطرفین ، لکنهم ما صرحوا بهذا التصدیق ، بل صرحوا بتصدیق تهدیده مع الإشارة إلى رد هذه الدعوى ، ( فقالوا له ) : إنما تقضی بهذا التحکم هذه الحیاة الدنیا ، الحقیقة باقیة من الأزل إلى الأبد ،( فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) [ طه : 72 ]  .

 

وإن کانت الربوبیة بالحقیقة لغیرک ، ( فالدولة لک ) الیوم فی الظاهر بحیث لا یعارضک الرب الحقیقی ولا نفوسنا ، وإذا لم یعارض فعله عن هذا التحکم بشیء ، ( فصح ) عنده ( قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى ،) إذ العلو فی الربوبیة عنده التأثیر بها بلا معارض مع عموم السیف ، لا باعتبار ظهور الرب کما تعتقده جهّال الصوفیة ، ولا ربوبیة هذا الظهور مع أنه لا یعتقد ربّا آخر فضلا عن ظهوره ، وإن کان الظاهر فیه ( عین الحق ) إلا أنه بالظهور صار صورة حادثة بمرآة عینه الثابتة ، ولا صورة للحق فی ذاته .

 

قال رضی الله عنه :  ( فالصورة لفرعون ) کما أنه لا لون للشمس مع أنها تتلون وراء الزجاجات المتلونة

والألوان للزجاجات ، لکن لا فعل لصورة بالمرآة بدون صاحبها ، فاجتمع فی فعله جهتان ، ( فقطع الأیدی والأرجل ، وصلب ) فی جذوع النخل ( بعین حق فی صورة باطل ) ، حتى استحق الفاعل القهر والمفعول به درجة الشهادة ، کما قال ( لنیل ) السحرة ( مراتب ) فی الآخرة ( لا تنال إلا بذلک الفعل ) الذی هو سبب نیلها ، ( فإن الأسباب ) وإن لم یحتج لها الحق ، ولم یفعل بها ( لا سبیل إلى تعطیلها ) لجریان سننه ألا نفعل المسببات إلا عند تحقق أسبابها ؛

 

قال رضی الله عنه :  ( لأن ) فعل الحق على وفق مقتضى ( أعیانها الثابتة ) بحسب سننه المستمرة ، وأعیان المسببات ( اقتضتها ) ، أی : الأسباب ، ( فلا تظهر ) أعیان الأسباب والمسببات ( فی الوجود ) الخارجی ( إلا بصورة ما هی علیه ) من السببیة والمسببیة ( فی ) حال ( الثبوت ) العلمی ، وإلا تبدلت کلمات اللّه وهو باطل ،

 

قال رضی الله عنه :  ( إذ لا تبدیل لکلمات اللّه ) بالنص ؛ وذلک لأنه ( لیست کلمات اللّه ) عبارة عن الألفاظ المتقطعة المترتبة ، بل هی حقائق الألفاظ الشاملة حقائق الموجودات ، فلیست ( سوى أعیان الموجودات ) ، لکن کل ما یکون وجوده عین ثبوته فهو الکلام الأزلی ، وإلا فهو العلم فقط ( فینسب إلیه القدم ) الزمانی ( من حیث ثبوته ) فی العلم الأزلی الذی لا یکون محلا للحوادث ، ومن هنا یقال بقدم الکلام الأزلی من حیث وجوده ؛ لأن وجوده عین ثبوته .

 

قال رضی الله عنه :  ( وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها ) "و فی نسخة : من حیث وجودها وظهورها " .

المغایر للوجود الخارجی والذهنی للکلام الأزلی ، ویجوز أن یحدث للشیء وجود باعتبار مع تقدم وجوده فی نفسه علیه ، فحدوث الظهور مع تقدم الوجود أولى ، وإن کان الظهور لبعض الأشیاء عین وجوده فی الخارج ،

 

قال رضی الله عنه :  ( کما یقال : حدوث الیوم عندنا إنسان ) ، ولما احتمل فیه الحدوث بالتولد فی الیوم بما لا احتمال له فیه ، فقال : ( أو ضیف ) ، فإن طفل الیوم الأول من ولادته لا یسمی ضیفا ، ( ولا یلزم من حدوثه ) ، أی : حدوث وجوده عند القائل ( أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث ) ، فکیف یلزم ذلک قبل الظهور ؛

 

قال رضی الله عنه :  ( ولذلک ) أی : ولتحقق الحدوث فی الکلام الأزلی باعتبار الظهور مع تقدم وجوده العینی ، ( قال تعالى فی ) شأن ( کلامه العزیز ) باعتبار قیامه بذات اللّه تعالى الموجب لقدمه ما یدل على حدوثه باعتبار وظهوره ، ( أی : فی إتیانه ) بصورة لفظیة ، أو خطیة ، أو ذهنیة إلى خلقه (ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) عندهم مع قدمه فی نفسه ( إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ یَلْعَبُونَ ) [ الأنبیاء : 2 ] .

 

وقال أیضا وَما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ ) [ الشعراء : 5 ] ، مع عدم کلامه المانع من الانتقال منه إلیهم ، لکن لا منع للظهور الذی هو الإتیان إلى حدوث الظهور بعد ما لم یکن ظهوره عنه ( إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ ) ،

 

وفیه إشارة إلى أن ( الرحمن لا یأتی ) فی هذا الذکر ( إلا بالرحمة ) لمن أقبل إلیه بالإیمان ، ومن أعرض عنه ، فقد أعرض عن الرحمة ، ( ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة ) ، فمقتضى هذا النص أن فرعون لما استقبل الرحمة بالإیمان أتته الرحمة من الرحمن بالنجاة کما أتت السحرة ، فصاروا فی أعلى مراتب الشهداء .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )  

 

قال رضی الله عنه  : ( ولما علمت السحرة صدقه فیما قاله لم ینکروه وأقرّوا له بذلک ) وأذعنوا أمره ( فقالوا له : " إِنَّما تَقْضِی هذِه ِ الْحَیاةَ الدُّنْیا " ) والصورة الظاهرة المبتنیة أمرها على الغلبة بالسیف ،

 ( " فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ " ) فیه وحاکم علیه من الصورة الجسمانیّة ، ( فالدولة ) التی علیها مدار أمر الصورة ( لک ) .

 

قال رضی الله عنه  : ( فصحّ قوله ) لهم : ( " أَنَا رَبُّکُمُ الأَعْلى "  وإن کان ) الربّ الذی هو أعلى الأرباب على الإطلاق لا یکون إلا ( عین الحقّ فالصورة ) المتعیّنة به ذلک ( لفرعون فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حقّ فی صورة باطل ) فإنّ من جملة ما تعیّنت به ذلک العین وتصوّرت هو الباطل.

 

کما قال شیخ الشیخ المؤلف أبو مدین :

لا تنکر الباطل فی طوره .... فإنّه بعض ظهوراته

وأعطه منه بمقداره ... .... حتى توفّی حقّ إثباته

فالحقّ قد یظهر فی صورة .... ینکرها الجاهل فی ذاته

ومما یؤیّد ما تلونا علیک فی تأویل فرعون من مبدأ أمر تربیته لموسى إلى منتهى مقام مقابلته له واستکماله منه تخصیص قهره مع عموم قدرته على الکلّ بأعوانه وأصحابه ،

من قطع آلات القوّة والسیر ، وتفریقهم عن مستقرّهم الأصلی وما هم علیه بحسب نشأتهم النظریّة بتعلیقهم على صلیب الإفناء عن تعیّناتهم وآثارهم الخاصّة بهم - فلا تغفل .

 

ترتیب الأمور بالأسباب ، ولا سبیل إلى تعطیلها

ثمّ إنّه إذا بیّن أن لمبدإ هذا الفعل جهتی حقّ وباطل من حیثیّتی عین وجودیّة وصورة کونیّة ، ولا بدّ أن یکون لسائر ما یتفرّع عنه أثر من تینک الجهتین أشار إلى جهة حقیّة القطع المذکور لوضوح الأخرى منهما بقوله : ( لنیل مراتب لا تنال إلَّا بذلک الفعل ) من طرف فرعون فی تحقیق سیاسته وقوّة سلطانه ، ومن طرف السحرة وآله فی وصولهم إلى درجات الشهادة والشهود التی لا یمکن لهم الوصول إلیها إلا به ،

 

قال رضی الله عنه  : ( فإنّ الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها ، لأنّ الأعیان الثابتة اقتضتها ) بحسب النظام العلمی والربط الأسمائی ، والسلسلة الکمالیّة التی فی الحضرات الجلائیّة وهو المعبّر عنها فی صناعة الحکمة بالعنایة الأزلیّة .

 

قال رضی الله عنه  : ( فلا یظهر ) الأعیان بهیئاتها الجمعیّة الارتباطیّة ( فی الوجود إلَّا بصورة ما هی علیه فی الثبوت ، إذ " لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ الله "، ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ، فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها ) فی الحضرة العلمیّة الجلائیّة ،

 

قال رضی الله عنه  : ( وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها ) فی العوالم الاستجلائیة ( وظهورها ) فیها ، ( کما تقول : « حدث الیوم عندنا إنسان أو ضیف » . ولا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز - أی فی إتیانه ) أی فی إثبات الحدوث لإتیان الکلام ، کما فی المثال

 

قال رضی الله عنه  : ( مع قدم کلامه : " ما یَأْتِیهِمْ من ذِکْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوه ُ وَهُمْ یَلْعَبُونَ " )  أی محدث عندهم إتیانه ،

وکذلک فی قوله : (" ما یَأْتِیهِمْ من ذِکْرٍ من الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْه ُ مُعْرِضِینَ ").

 

قال رضی الله عنه  : (والرحمن لا یأتی إلَّا بالرحمة ) التی هی الحیاة والعلم ( ومن أعرض عن الرحمة ) العلمیّة التی بها یتفطَّن بمثل هذه الدقائق ( استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة ) .

 

إیمان فرعون ونجاته

ثمّ إنّ من تلک الدقائق ما أثبت لفرعون من نیل المراتب العلمیّة الکمالیّة التی أشار إلیها ، وهی التی لم یتفطن لها أکثر أهل الظاهر ، مع دلالة الآیات علیها :

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقروا له بذلک فقالوا له: إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا فاقض ما أنت قاض ، فالدولة لک . فصح قوله «أنا ربکم الأعلى».

وإن کان عین الحق فالصورة لفرعون. فقطع الأیدی والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل.

فإن الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر فی الوجود إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت إذ لا تبدیل لکلمات الله.

ولیست کلمات الله سوى أعیان الموجودات ،فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث.

لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه «ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون»: «ما یأتیهم من ذکر من الرحمن محدث إلا کانوا عنه معرضین».  والرحمن لا یأتی إلا یأتی إلا بالرحمة.

ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.   )

 

قال رضی الله عنه :  ( ولمّا علمت السّحرة صدقه فیما قاله لم ینکروه وأقرّوا له بذلک فقالوا له : فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا [ طه : 72 ] فالدّولة لک . فصحّ قوله :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى [ النازعات : 24 ] وإن کان عین الحقّ فالصّورة لفرعون ، فقطّع الأیدی )


قال رضی الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فی ما قاله لم ینکروه وأقروا له بذلک ، فقالوا له : إنما تقضی هذه الحیاة الدنیا ) المبنی أمرها على الغلبة بالسیف ( فاقض ما أنت قاض ) فیه وحاکم علیه فی هذه النشأة الجسمانیة ( فالدولة ) التی هی الخلافة الصوریة ( لک فصح قوله لهم :أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى فإنه وإن کان عین الحق فالصورة) التی تعینت العین بها. ( لفرعون فقطع الأیدی).


قال رضی الله عنه :  ( والأرجل وصلب بعین حقّ فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلّا بذلک الفعل .  فإنّ الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأنّ الأعیان الثّابتة اقتضتها ؛ فلا تظهر فی الوجود إلّا بصورة ما هی علیه فی الثّبوت إذ لا تبدیل لکلمات اللّه . ولیست کلمات اللّه سوى أعیان الموجودات ، فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها وظهورها کما تقول حدث الیوم عندنا إنسان أو ضیف ولا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث . ولذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه :ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ یَلْعَبُونَ  [ الأنبیاء : 2 ] وَما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ  [ الشعراء : 5 ] . والرّحمن لا یأتی إلّا بالرّحمة. ومن أعرض عن الرّحمة استقبل العذاب الّذی هو عدم الرّحمة .)

 

قال رضی الله عنه :  ( والأرجل وصلب بعین حق فی صورة باطل ) فإن من جملة ما تعینت به عین الحق صورة الباطل .

قال الشیخ أبو مؤید الدین قدس اللّه سره : لا تذکر الباطل فی طوره فإنه بعض ظهوراته ( وذلک ) القطع والصلب إنما هو ( لنیل مراتب لا تنال إلا بذلک الفعل ) أما من طرف فرعون لیظهر بحکمه وسلطنته لینقاد لها الآخرون وأما من طرف السحرة لیصلوا إلى الدرجات العالیة والمراتب الکمالیة وإنما لا تنال تلک المراتب إلا بالفعل ( فإن ) ذلک الفعل من قبیل الأسباب لها وأن ( الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة ) المرتبط بعضها ببعض بالسببیة والمسببیة فی الثبوت العلمی ( اقتضتها فلا تظهر فی الوجود ) العینی ( إلا بصورة ما هی علیه فی الثبوت ) العلمی فکل مسبب یکون مرتبطا بسبب فی الثبوت العلمی لا یتحقق فی الوجود العینی إلا به ( إذ لا تبدیل لکلمات اللّه ، ولیست کلمات اللّه سوى أعیان الموجودات فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها ) ، فی الحضرة العلمیة ( وینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها ) فی المراتب الوجودیة ( وظهورها فیها کما تقول : حدث الیوم عندنا إنسان زائر أو ضیف ولا یلزم من حدوثه أنه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی ) شأن ( إتیانه مع قدم کلامه ما یأتیهم من ذکر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم یلعبون ) ، أی محدث إتیانه به .

 

وکذلک قوله تعالى : ( وَما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ [ الشعراء : 5 ] ، والرحمن سبحانه لا یأتی إلا بالرحمة ومن أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة ) ثم إنه لما ذکر الحکم والأسرار التی تضمنتها الآیات الواردة فی شأن موسى وفرعون أراد أن یبین أن مثل هذا الإیمان أی إیمان فرعون وغیره

من آمن عند الیأس من غیر أن یقع فی الغرغرة ویرى العذاب الآخر وبأسها نافع فی الآخرة وإن یکن نافعا فی الدنیا فقال :


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۸۲-۵۸۴

و لمّا علمت السحرة صدقه فی ما قاله لم ینکروه و أقرّوا له بذلک فقالوا له‏ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‏، فالدولة لک.

و چون سحره صدق قول فرعون را دانستند انکار ننمودند و بدان اقرار کردند. پس به فرعون گفتند: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا (طه: 72) (یعنى این دنیایى که امر آن بر غلبه با سیف مبنى است ‌می‌گذرد و تو در این نشئه جسمانیه حاکمى پس هر چه خواهى حکم کن و بگذران) که دولت یعنى خلافت صوریه ظاهریه از آن توست.

فصح قوله‏ أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏، و إن کان عین الحقّ فالصورة لفرعون.

پس صحیح است قول فرعون که گفت: أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏ و عین و ذات فرعون هر چند مثل دیگر موجودات عین حق است و لکن صورت فرعونیه آن را معین ‌می‌نماید و تمیز ‌می‌دهد.

پس اطلاق یعنى صدق ربوبیت مطلقه بر فرعون صحیح نیست. خلاصه اینکه هر چند عین او عین حق است و لکن صورت، صورت فرعون است لذا ربوبیت مطلقه ندارد.

فقطع الأیدی و الأرجل و صلب بعین حقّ فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلّا بذلک الفعل.

پس دستها و پاها را قطع کرد و دار زد به عین حق در صورت باطل (چه از جمله آن چه که حق بدان تعین ‌می‌یابد صورت باطل است و فرعون آن صورت باطل فانى است) و چون نیل به درجه شهادت جز به قتل از روى ظلم حاصل ن‌می‌شود زیرا که اسباب وسایطند براى وصول به مصوبات، سحره به فرعون گفتند: فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‏ تا به مراتبى که باید به آن فعل فرعون نایل آیند برسند.

و یا اینکه فرعون، تحکم و سلطنت بر آنان را از راه قطع و صلب ظاهر نمود تا آنان‏ حکم او را در دنیا اطاعت کنند و خود به اقتضاى عین و نتایج طبع و نشئه عنصرى‌اش در آخرت به عذاب معذب گردد.

فإنّ الأسباب لا سبیل الى تعطیلها لأن الأعیان الثابتة اقتضتها، فلا تظهر الأعیان فی الوجود إلّا بصورة ما هی علیه فی الثبوت. إذ لا تَبْدِیلَ لِکَلِماتِ اللَّهِ‏ و لیست کلمات اللّه سوى أعیان الموجودات، فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها.

کما تقول حدث عندنا الیوم إنسان أو ضیف، و لا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث و لذلک قال تعالى فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه‏ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ یَلْعَبُونَ‏ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ‏. و الرحمن لا یأتی الّا بالرحمة، و من أعرض عن الرحمة استقبل العذاب الذی هو عدم الرحمة.

زیرا راهى به تعطیل اسباب نیست. براى آن که اعیان ثابته در ثبوت علمى و ارتباط بعض آنها به بعض دیگر به سببیت و مسببیت، اقتضاى آن اسباب و وسایط را دارند. پس اعیان در وجود عینى ظاهر نمی‌شوند مگر به صورتى که در ثبوت علمى بر آن هستند.

زیرا کلمات اللّه را تبدیل نیست و کلمات اللّه سواى اعیان موجودات نمی‌باشند. پس از جهت ثبوتشان در صورت علمى منسوب به قدم ‌می‌گردند و از جهت وجود و ظهورشان در مراتب وجودى به حدوث نسبت داده ‌می‌شوند.

چنانکه ‌می‌گویى امروز انسانى یا مهمانى براى ما حادث شده است و از حدوث او لازم نمی‌آید که قبل از این حدوث، وجود نداشته است. لذا حق سبحانه در کلام عزیز خود در شأن اتیان کلامش با قدم کلامش فرموده است: ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ‏( فرمود: ذکر محدث است، با اینکه قدیم است. در نشئه علمى قدیم است و در نشئه عینى حادث.) إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ یَلْعَبُونَ‏ (انبیا: 2) که کلامش در نزد مردم محدث است یعنى اتیان کلام او محدث است و همچنین قول خداوند سبحان‏ وَ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ‏ (شعرا: 5) و رحمن نمی‌آورد مگر رحمت را و هر کس از رحمت اعراض کرد، عذاب را که عدم رحمت است استقبال کرده است (و از جمله این رحمت رحمت علمیه است که مثل این دقایق را در بر دارد).

اینک شیخ در ایمان فرعون که سرانجام گفت: آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ‏ (یونس: 90) ‌می‌گوید که فرعون، مؤمنا و مسلما هلاک شد و خداوند ایمان او را تصدیق کرده است. در توحید دوازدهم از فصل نهم از باب 198 فتوحات مکیه نیز گوید: خداوند ایمان آوردن فرعون را تصدیق کرده است. زیرا در جواب‏ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی، الآیة، فرمود: آلْآنَ وَ قَدْ عَصَیْتَ قَبْلُ وَ کُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ‏. (یونس: 91) پس قول خداوند دلالت بر إخلاص فرعون در ایمانش دارد و اگر در ایمانش مخلص نمی‌بود، درباره او چنان ‌می‌فرمود که درباره اعراب فرمود:

قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لکِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمَّا یَدْخُلِ الْإِیمانُ فِی قُلُوبِکُمْ‏ (حجرات: 14). پس خداوند به ایمان فرعون شهادت داد و خداوند براى کسى به صدق در توحیدش شهادت ن‌می‌دهد مگر اینکه او را بدان ایمان و توحیدش پاداش ‌می‌بخشد و نیز در توحید چهاردهم از فصل و باب یاد شده فتوحات فرمود: خداوند به موسى فرمود: تو و برادرت‏ اذْهَبا إِلى‏ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى‏ فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشى‏ (طه: 44) و لعل براى ترجى است، مانند عسى که این هر دو کلمه براى ترجى ‌می‌باشند و هر یک کلمه ترجى‌اند و ترجى الهى وقوع ‌می‌یابد بلکه واقع است و سرانجام فرعون به ایمان و خشیت همان طور که خداوند اخبار به ترجى فرمود هلاک شد و أَدْرَکَهُ الْغَرَقُ‏. این چند جمله سخن خیلى به اختصار شیخ در باب مذکور فتوحات است. حال در این کتاب یعنى فصوص الحکم ‌می‌فرماید:


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۴۸-۱۰۴۹

و لمّا علمت السّحرة صدقه فیما قاله (صدقه فی مقاله- خ) لم ینکروه و أقرّوا له بذلک فقالوا له‏ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‏ فالدّولة لک.

فصحّ قوله‏ أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏.

و چون سحره صدق او را درین مقال دانستند انکار نکردند بلکه مسلم داشتند و گفتند ترا حکومت درین حیات دنیاست لاجرم حکم کن بر آنچه قادرى که دولت ظاهره تراست، امّا بیت:

روزى باشد که باد این دولت‏ها بیرون شده باشد از سر و سبلت‏ها

با دولت پنج روزه مغرور مشو کامروز همه دواست و فردا لتها

لاجرم قول او از حیثیّت ربوبیت اضافیه که او را در مظاهر حاصل است، صحّتى دارد.

و إن کان عین الحقّ فالصّورة لفرعون.

جواب سؤال مقدّرست که اگر گویند که در کلّ کتاب حقّ را عین اعیان داشته‏اى، پس اطلاق ربوبیّت مطلقه بر وى جائز باشد؟

مى‏گوید اگرچه عینش از روى احدیّت عین حقّ باشد؛ لکن چون صورت فرعونیّه بعینه متمیّز است از او این اطلاق صحیح نباشد.

فقطّع الأیدى و الأرجل و صلب بعین حقّ فى صورة باطل.

یعنى قطع ایدى و ارجل سحره کرد و ایشان را بیاویخت اگرچه فاعل حقیقى حقّ بود اما در صورت باطله فرعونیّه فانیّه فعل به ظهور آمد.

لنیل مراتب لا تنال إلّا بذلک الفعل. فإنّ الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها

مى‏شاید که تعلیل قول سحره باشد که گفتند فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ‏ یعنى سخن از براى آن گفتند که مى‏دانستند که تعذیب فرعون ایشان را موجب نیل است مراتب کمالیّه را (موجب نیل مراتب کمالیه است. خ) که بى‏این تعذیب ادراک آن متصوّر نیست، چه درجه شهادت یافت نمى‏شود بى‏آنکه مقتول شوند به ظلم، از براى آنکه اسباب وسائط وصول‏اند به مسببات؛ و مى‏شاید که تعلیل قطع و صلب باشد و معنى آن باشد که فرعون قطع کرد و بیاویخت تا اظهار تحکّم و سلطنت خویش بر ایشان کند تا منقاد حکم او شوند در دنیا و واصل گردد به مقتضاى عین و نتائج طبع و نشأت عنصریّه‏اش در آخرت از عذاب الیم و عقاب جحیم؛ و مى‏شاید که تعلیل هر دو باشد.

لأنّ الأعیان الثّابتة اقتضتها؛ فلا تظهر فى الوجود إلّا بصورة ما هى علیه فى الثّبوت إذ لا تبدیل لکلمات اللّه. و لیست کلمات اللّه سوى أعیان الموجودات، فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها و ینسب إلیها الحدوث من حیث وجودها و ظهورها کما تقول حدث الیوم عندنا (حدث عندنا الیوم- خ) إنسان أو ضیف و لا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث. و لذلک قال تعالى فى کلامه العزیز أى فى إتیانه مع قدم کلامه‏ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ یَلْعَبُونَ‏* وَ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ‏. و الرّحمن لا یأتى إلّا بالرّحمة. و من أعرض عن الرّحمة استقبل العذاب الّذى هو عدم الرّحمة.

یعنى تعطیل اسباب متصوّر نیست از براى آنکه اعیان ثابته اقتضاى اسباب و وسائط کرده است، لاجرم ظاهر نمى‏شود اعیان در وجود مگر به صورت آنچه‏ بر وى است در ثبوت، چه مقرر است که کلمات الهى را تبدیل نیست و «کلمات اللّه» عبارت است از اعیان موجودات، پس منسوب مى‏شود به اعیان قدم از حیثیّت ثبوتش، و نسبت کرده مى‏شود بدو حدوث از حیثیّت وجود و ظهورش، چنانکه مى‏گوئى امروز نزد ما انسانى یا مهمانى حادث شد و لازم نمى‏آید که پیش ازین حدوث او را وجود نباشد و لهذا حضرت حق سبحانه و تعالى مى‏گوید در کلام عزیز خود اعنى در اتیانش با وجود قدم کلامش که هیچ ذکر محدثى از حضرت حق به ایشان نمى‏آید مگر که ایشان مى‏شنوند به گوش، اما حال آنست که به‏واسطه فریفته شدن به لعب که دنیاست عمل به مقتضاى آن ذکر نمى‏کنند و در آیت دیگر مى‏فرماید وَ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ‏ یعنى ذکر محدثى که از رحمان مى‏آید ایشان از آن اعراض مى‏نمایند، لاجرم حدوث در اتیان اوست نه در وجودش و از رحمان غیر رحمت نمى‏آید، پس هرکه اعراض از رحمت کند استقبال عذاب کرده باشد که عدم رحمت است.

این مواضع احتیاج به شرح ندارد از آن جهت اکتفا به ترجمه کردیم.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۱

و لمّا علمت السّحرة صدقه فی مقاله لم ینکروه و أقرّوا له بذلک فقالوا له: إنّما تقضى هذه الحیاة الدّنیا فاقض ما أنت قاض، فالدّولة لک. فصحّ قوله‏ «أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى‏». و إن‏کان عین الحقّ فالصّورة لفرعون.

شرح این جوابیست از سؤال مقدّر، که چون معلوم شد، که، حق است که عین أعیان است فی الحقیقة، پس اطلاق ربوبیّت به فرعون هم توان کرد که او نیز از اعیان است، جواب گفت که اگرچه من حیث الأحدیّة عین او نیز عین حق بود، امّا به اعتبار صورت فرعونیّت: که به آن تعیّن و صورت از عین حق ممیّز بود، غیر حق بود.

فقطع الأیدى و الأرجل و صلب بعین حقّ فی صورة باطل لنیل مراتب لا تنال إلّا بذلک الفعل. فإنّ الأسباب لا سبیل إلى تعطیلها لأنّ الأعیان الثّابتة اقتضتها؛ فلا تظهر فی الوجود إلّا بصورة ما هی علیه فی الثّبوت إذ لا تبدیل لکلمات اللّه. و لیست کلمات اللّه سوى أعیان الموجودات.

شرح چون این عالم‏ عالم اسباب است، بى وسایط و اسباب به مسبّبات نمى‏توان رسید، و هر چه در عین ثابته- که کلمات اللّه است- مقرّر گشته است، در نشأت وجود خارجى البتّه آن بظهور پیوندد به وسایط و اسباب، و قدم و حدوث تابع این ظهور است.

فینسب إلیها القدم من حیث ثبوتها، و ینسب إلیهاالحدوث من حیث وجودها و ظهورها. کما تقول حدث عندنا الیوم انسان او ضیف و لا یلزم من حدوثه أنّه ما کان له وجود قبل هذا الحدوث. لذلک قال- تعالى- فی کلامه العزیز أی فی إتیانه مع قدم کلامه‏ «ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ. إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَ هُمْ یَلْعَبُونَ»: «ما یَأْتِیهِمْ مِنْ ذِکْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا کانُوا عَنْهُ مُعْرِضِینَ». و الرّحمن لا یأتى إلّا بالرّحمة. و من أعرض عن الرّحمة استقبل العذاب الّذی هو عدم الرّحمة.

شرح یعنى قدم و حدوث که نسبت به اعیان کنند، به حسب ثبوت و ظهور است، از آن روى که اعیان ثابته‏اند، در علم اللّه قدیم‏اند. و از آن روى که در خارج موجود گشته‏اند در زمان معیّن، حادث‏اند. چنانچه شخصى نزد ما حادث شد، ازین حدوث نه آن مراد است که او را پیش از آن وجود نبود؛ و کلام حق قدیم است و به محدث وصف فرمود. پس معلوم شد که به این حدوث ظهور مراد است به نسبت به إسماع.