عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة والثلاثون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا قوله :فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ [ غافر :85 ]. إلّا قوم یونس ، فلم یدلّ ذلک على أنّه لا ینفعهم فی الآخرة بقوله فی الاستثناء إلّا قوم یونس .  فأراد أنّ ذلک لا یدفع عنهم الأخذ فی الدنیا ، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه . هذا إن کان أمره أمر من تیقّن بالانتقال فی تلک السّاعة . وقرینة الحال تعطی أنّه ما کان على یقین من الانتقال أنّه عاین المؤمنین یمشون على الطّریق الیبس الّذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر . فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذ آمن ، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به . فآمن بالّذی آمنت به بنو إسرائیل على التّیقّن بالنّجاة ، فکان کما تیقّن لکن على غیر الصّورة الّتی أراد ، فنجّاه اللّه من عذاب الآخرة فی نفسه ، ونجّا بدنه کما قال تعالى : فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً [ یونس : 92 ] .  لأنّه لو غاب بصورته ربّما قال قومه احتجب . فظهر بالصّورة المعهودة میّتا لیعلم أنّه هو . فقد عمته النّجاة حسّا ومعنى . )

 

قال رضی الله عنه :  (وأما) الإیمان فی وقت الیأس والشدة والیأس من الحیاة المشار إلیه بمقتضى (قوله) تعالى : (فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ)، أی الکافرین بحیث ینقذهم من العذاب لما رَأَوْا بَأْسَنا، أی شدتنا علیهم بنزول العذاب فیهم (سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی)، أی عادته تعالى (قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ ) [غافر : 85 ] .

 

المتقدمین کان إیمانهم لا ینفعهم عند معاینة أسباب الموت القریبة ، ولا ینقذهم من الهلاک وخسر هنالک المبطلون وقوله تعالى : " فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها (إلّا قوم یونس) لَمَّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِینٍ[ یونس : 98 ] (فلم یدل ذلک) ، أی انتفى نفع الإیمان فی وقت نزول العذاب (على أنه) ، أی الإیمان فی ذلک الوقت (لا ینفعهم فی الآخرة) ، لأن معناه لا ینفعهم ، أی لا یرفع عنهم ذلک العذاب النازل بهم ، وإذا لم ینفعهم برفع العذاب عنهم لا یلزم منه أن لا ینفعهم فی الآخرة ،

 

وکون المعنى بأنه لا ینفعهم برفع العذاب النازل بهم یستدل علیه (بقوله) تعالى( فی الاستثناء) من عدم النفع فی الإیمان (إلا قوم یونس فأراد) تعالى أن (ذلک) الإیمان فی ذلک الوقت (لا یرفع عنهم) ، أی عن الکفار (الأخذ) ، أی الإهلاک والتدمیر (فی الدنیا) ولم یستثن تعالى من هذا الأمر العام إلا قوم یونس کما قال سبحانه لما آمنوا : کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِینٍ[ یونس : 98 ] ، وملة بنی إسرائیل التی مات علیها فرعون لما قال حین أدرکه الغرق أنه :آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ[ یونس : 90 ] کانت هی وصیة إبراهیم ویعقوب بالإیمان حین الموت ، قال تعالى :وَوَصَّى بِها إِبْراهِیمُ بَنِیهِ وَیَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( 132 ) [ البقرة : 132].

 

والجملة حال والحال مقارنة للموت فإیمان الیأس مقبول فی ملة بنی إسرائیل فافهم ؛ (فلذلک) ، أی لأجل ما ذکر (أخذ فرعون) ، أی أهلکه اللّه تعالى بالغرق فی البحر (مع وجود الإیمان منه) وصحة قبوله ونفعه فی الآخرة ، کل إیمان یحصل فی الحیاة الدنیا مقبول من صاحبه ، وإن لم ینجه من العذاب الواقع یقال :

قال رضی الله عنه :   (هذا إن کان أمره) ، أی فرعون (أمر من تیقن بالانتقال) ، أی الموت والهلاک (فی تلک الساعة) بالغرق فی البحر (وقرینة الحال) من فرعون (تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال) بالموت والهلاک إلى الآخرة (لأنه عاین) ، أی رأى وشاهد (المؤمنین) من قوم موسى علیه السلام (یمشون على الطریق الیبس) ، أی الیابس (الذی ظهر) فی أرض البحر (بضرب موسى) علیه السلام (بعصاه البحر فلم یتیقن) حینئذ (فرعون بالهلاک إذا آمن بخلاف المحتضر) بصیغة اسم المفعول ، أی الذی حضرته الوفاة وهو فی النزع

 

قال رضی الله عنه :   (حتى لا یلحق) ، أی فرعون (به) ، أی بالمحتضر لیأسه من الحیاة ورجاء فرعون للحیاة (فآمن) ، أی فرعون (بالذی آمنت به بنو إسرائیل) ،

کما حکاه تعالى عنه أن قال :"آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ"[ یونس : 90 ] (على التیقن بالنجاة) من الهلاک بالغرق (فکان) الأمر (کما تیقن) فحصلت له النجاة (لکن على غیر الصورة التی أراد) وهی النجاة من الهلاک بالغرق .

 

قال رضی الله عنه :   (فنجاه اللّه) تعالى (من عذاب الآخرة فی نفسه) التی هی داخل بدنه بحصول الإیمان له وقبوله منه ، فإنه لا مانع من القبول لأنه الأصل حتى یوجد دلیل قاطع یمنعه (ونجّى) اللّه تعالى أیضا (بدنه کما قال تعالى :فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً) [ یونس : 92 ] ، أی علامة

قال رضی الله عنه :   (لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه) الباقون فی مصر بلا غرق (احتجب) عن الناس بالصعود إلى السماء ونحوه (فظهر) ، أی فرعون (بالصورة المعهودة) له عندهم (میتا) لا حیاة فیه (لیعلم) بالبناء للمفعول أنه ، أی فرعون هو ، أی فرعون لا غیره فقد عمته النجاة ، أی السلامة حسا فی بدنه ومعنى فی نفسه بحصول الإیمان له .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. )

 

فقال رضی الله عنه  : ( وأما قوله تعالى : فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ [ غافر : 85 ] ، إلّا قوم یونس علیه السلام فلم یدل ذلک على أنه ینفعهم فی الآخرة بقوله فی الاستثناءإِلَّا قَوْمَ یُونُسَ علیه السلام فأراد الحق ) بالآیة .

 

فقال رضی الله عنه  : ( أن ذلک ) الایمان وهو الایمان عند الیأس ( لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا ) عن القوم الذین هم غیر قوم یونس علیه السلام کقوم عاد وصالح وغیر ذلک إذ کلهم آمنوا عند ظهور العذاب من ربهم لکن لم ینفعهم إیمانهم نجاة عن عذاب الخزی فی الحیاة الدنیا فلا ینجیهم عن الهلاک فی الدنیا وأما عدم منفعة إیمانهم فی الآخرة فلم یدل تلک الآیة على ذلک

فبقی على احتمال النفی فی الآخرة ولا یقطع هذا الاحتمال إلا بالإجماع لأن النصوص الواردة فی حقهم لا تدل على التعذیب والورود إلى جهنم وهو لا یدل على حرمانهم أبدا لکن الأمة قد اتفقوا واجتمعوا بهذه الدلالة على حرمانهم أبدا .

 

فلم ینفع إیمانهم فی الآخرة بالإجماع کما لم ینفعهم فی الدنیا فجعلوا عدم نفع إیمانهم فی الدنیا دلیلا على عدم نفعه فی الآخرة فحکموا على شقاء الطائفة المستهلکة یقهر اللّه وعذابه بتکذیبهم النبی علیه السلام .

 

ونقل عن مالک رضی اللّه عنه أنه ذهب إلى أن الایمان عند الیأس وهو قبل نزع الروح عن الجسد بعد انکشاف أحوال الآخرة من الوعد والوعید مقبول صحیح

أقول هذا المذهب منه لعدم النصوص الدالة عنده على عدم صحة الایمان فی تلک الساعة وأما فرعون فقد شقی عنده سواء قبض عند التیقن بالانتقال أو قبل التیقن لوجود النصوص الدالة عنده على شقائه کسائر الأئمة

 

وما کانت عند الأئمة نصوصا فی شقاء فرعون لیست بنصوص عند الشیخ بل هو ظاهر عنده لذلک قال وما لهم نص فی ذلک مع أن لهم نصا فی ذلک بحسب علمهم .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلذلک ) أی فلأجل أن إیمانهم لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا ( أخذ فرعون ) فی الدنیا ( مع وجود الایمان منه ) أی من فرعون ( هذا ) أی جواز نفع إیمان فرعون فی الآخرة ( إن کان أمره ) أی أمر فرعون فی الایمان ( أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة )

کما قال المفسرون والأئمة المجتهدون أن إیمان فرعون عند تیقنه بالانتقال الذی لا ینفع الایمان فی تلک الساعة فحکموا کلهم على أن فرعون شقی فی الدنیا والآخرة

فالسبب بعدم صحة الایمان عندهم التیقن بالانتقال ، وأما عند المالک فإن الایمان عند التیقن صحیح لو لم یردّ الدلیل ذلک الایمان فإن إیمان فرعون مردود عنده بدلیل قوله تعالى :آلْآنَ وَقَدْ عَصَیْتَ[ یونس : 91 ] ،

 

وغیر ذلک من الآیات الدالة على شقائه لا بتیقنه بالانتقال حتى لو لم یدل النص على شقائه لصح إیمانه عنده ولو عند التیقن بالانتقال بخلاف جمهور العلماء حتى لو لم یثبت شقاؤه بالنص وثبت أن إیمانه کان عند التیقن بالانتقال لم یصح إیمانه

وأما عند الشیخ فالأولى التوقف فی مثل هذا الایمان حتى جاء البیان من الصحة وعدم الصحة فإنه مالکی المذهب فکأنه مال إلى مذهبه فی ذلک

قال فی حق فرعون إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فإنه لو لم یردّ الدلیل من النصوص والإجماع لصح عنده إیمان من تیقن بالانتقال

 

لذلک لم یصح إیمان فرعون عنده مع ورود ظاهر القرآن حیث جعله مؤبدا فی النار فی فتوحاته المکیة وتوقف فی هذا الکتاب

فإن الإجماع دلیل عنده على عدم صحة إیمانه ثم ذکر القرینة التی لم یتفطن علیها علماء الشریعة.

 

بقوله رضی الله عنه  : ( وقرینة الحال تعطى أنه ) أی الشأن ( ما کان ) فرعون عند الایمان ( على یقین من الانتقال لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس ) بالفتحتین أی الیابس ( الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن ) أی وقت إیمانه ( بخلاف المحتضر ) فإنه آمن عند تیقنه بالهلاک لذلک لم یجعل إیمانه صحیحا

( حتى لا یلحق به ) أی فلم یلحق فرعون بالمحتضر على تقدیر ثبوت هذه القرینة فکان أمر فرعون عنده دائرا بین الشیئین له وجه یلحق به بالمحتضر وله وجه لا یلحق به بالمحتضر بحسب دلالة ظاهر القرآن مع قطع النظر عن الإجماع.

 

قال رضی الله عنه :  ( فآمن ) أی إن کان أمره أمر من لم یتیقن بالهلاک آمن ( بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة فکان على ذلک ) التقدیر ( کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد ) فإن مقصوده من الایمان النجاة عن الهلاک

 

قال رضی الله عنه :  ( فنجاه اللّه من عذاب الآخرة فی حق نفسه ) وإنما قال فی حق نفسه لعدم النجاة فی حق غیره من حقوق العباد مما کان علیه .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ونجى بدنه کما قال تعالى : فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً [ یونس : 92] ، أی حتى یعلم قومک ممن اعتقد بربوبیتک أنک کاذب فی دعویک ( لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب ) عن أعین الناس فلا یزال اعتقادهم الباطل لعدم تیقنهم بهلاکه .

 

قال رضی الله عنه :  ( فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو ) فیزول اعتقادهم بربوبیته ( فقد عمته النجاة حسا ) من حیث الصورة المعهودة وإن کان میتا ( ومعنى ) وهو نجاة الروح عن الحجب المبعدة عن الحق من الشرک والکفر ودعوى الربوبیة التی یحصل للروح بسبب تعلقه بالبدن.

 

شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. .  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة. وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به. فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد. فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب. فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. .  )

 

بقوله: وامن أنه لا إله إلا الذی آمنت به بنوا إسرائیل وأنا من المسلمین [یونس: 90] ثم تمادی  

فی کلامه الواضح إلى قوله: إن بالعلم الحادث کمل العلم الإلهی، فإن بهما حصل الکمال

ثم ذکر قصة موسی علیه السلام، مع فرعون ومضى على عادته، فإن حروفه مقلوبة وقد نسب إلى فرعون ما نسب وإلی موسی ما نسب ولفظه واف بمقصوده فلا حاجة إلى شرح.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا قوله :" فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ الله الَّتِی قَدْ خَلَتْ فی عِبادِه " ، " إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ " فلم یدلّ ذلک على أنّه لا ینفعهم فی الآخرة ، بقوله فی الاستثناء   " إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ "فأراد أنّ ذلک " یعنى الإیمان" لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا ، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه ، هذا إن کان أمره أمر من تیقّن بالانتقال فی تلک الساعة ، وقرینة الحال تعطی أنّه ما کان على یقین من الانتقال ، لأنّه عاین المؤمن فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر ، فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذا آمن ، بخلاف المحتضر ، حتى لا یلحق به ) .

یعنی : لا یلحق بالمحتضر الذی یؤمن بعد تیقّنه بالهلاک .

 

قال رضی الله عنه :  ( فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقّن بالنجاة ، فکان کما تیقّن ، لکن على غیر الصورة التی أراد ، فنجّاه الله من عذاب النار  فی نفسه ونجّى بدنه ،

کما قال : " فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً " لأنّه لو غاب بصورته ربما قال قومه

احتجب ، فظهر بالصورة المعهودة میّتا ، لیعلم أنّه هو ، فقد عمّته النجاة حسّا ومعنى.)

 

یعنی رضی الله عنه  : أنّ المخاطب فی قوله :" فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ " إن کان روحه ونفسه ، فمقتضى الآیة أنّه بروحه منجّى .

وإن کان المخاطب مجموع الصورة والروح ، فکذلک لیتناول الخطاب المجموع ، وعلى التقدیرین وعد من الله وإخبار منه بأنّه ینجّیه ، ووعد الله حق ، وإخباره صدق ، فقد عمّته النجاة جسما وروحا .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. )


قال رضی الله عنه :  ( وأما قوله : " فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ الله الَّتِی قَدْ خَلَتْ فی عِبادِه"،  ونظیره فی سورة یونس مع الاستثناء فی قوله " فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ"، أی فی وقت رؤیتهم العذاب " فَنَفَعَها إِیمانُها إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ" )

 

قال رضی الله عنه :  ( فلم یک ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة بقوله ) أی بدلیل قوله ( فی الاستثناء " إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ " ) لما آمنوا کشفنا عنهم عذاب الخزی فی الحیاة الدنیا ،

 

قال رضی الله عنه :  ( فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة ، وقرینة الحال تعطى أنه ما کان على یقین من الانتقال ) أی من الدنیا إلى الآخرة

 

قال رضی الله عنه :  ( لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس التی ظهرت بضرب موسى علیه السلام بعصاه البحر فلم یتیقن فرعون الهلاک إذ آمن بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به )   أی لم یتیقن فرعون بالهلاک وقت الإیمان حتى یلحق بالمحتضر الذی یؤمن بعد تیقنه بالهلاک فلا یلحق به  .

 

قال رضی الله عنه :  ( فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد فنجاه من عذاب الآخرة فی نفسه ونجى بدنه کما قال تعالى :" فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً " لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب ) أی عن الأبصار فارتقى إلى السماء أو غاب بنوع آخر بناء على ما اعتقدوا فی حقه أنه إله.

 

قال رضی الله عنه :   ( فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو ، فقد عمته النجاة حسا ومعنى ) حسا بالصورة ومعنى بالروح للإیمان ، لأن الخطاب إن کان للمجموع فذلک وإن کان للروح فمعناه مع بدنک ، والله أعلم بحاله .

  

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. )

 

قال رضی الله عنه :  (وأما قوله : "فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التی قد خلت فی عباده" إلا قوم یونس ، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة بقوله فی الاستثناء : "إلا قوم یونس".)

ولما ذکر الحکم والأسرار التی تضمنت الآیات فی موسى وفرعون ، شرع فی بیان أن مثل هذا الإیمان وإن لم یکن نافعا فی الدنیا ، نافع فی الآخرة ، أعنی ، إیمان فرعون وغیره ممن آمن عند الیأس من غیر أن یقع فی الغرغرة ویرى العذاب الآخرة وبأسها وإن لم یکن نافعا فی الدین نافع فی الآخرة .


وأما قوله : ( فلم یک ینفعهم إیمانهم ) . الآیة فلا یدل على أنه لا ینفعهم فی الآخرة مطلقا ، إذ معناه أن إیمانهم لا یدفع عذابنا الذی أنزلنا علیهم فی الدنیا .

وقوله تعالى : ( إلا قوم یونس لما آمنوا کشفنا عنهم عذاب الخزی فی الحیاة الدنیا ) .

دلیل على أن عدم نفعه فی الدنیا لا فی الآخرة . أی ، لیس هذا حکما کلیا أیضا فی الدنیا ، لقوله تعالى : "فلولا کانت قریة آمنت" یعنى ، عند رؤیة العذاب ،

فنفعها إیمانها ، إلا قوم یونس لما آمنوا کشفنا عنهم عذاب الخزی فی الحیاة الدنیا .

 

قال رضی الله عنه :  ( فأراد ) أی الحق ( أن ذلک الإیمان لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا ، فلذلک ) أی ، فلأجل أنه لا یرفع العذاب فی الدنیا ( أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه . هذا إن کان أمره ) أی ، أمر فرعون ( أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة ) أی ، هذا على تقدیر أنه تیقن بالانتقال . وأما على تقدیر عدم تیقنه بذلک ، فبالطریق الأولى ینفع إیمانه .

 

قال رضی الله عنه :  ( وقرینة الحال تعطى أنه ما کان على یقین من الانتقال ، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر . فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذا آمن ، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به . ) أی ، لم یتیقن فرعون بالهلاک إذا آمن ، فلا یلحق بالمحتضر لأنه متیقن بهلاکه ، فاستعمل "حتى" موضع " الفاء" .

 

قال رضی الله عنه :  ( فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على الیقین بالنجاة ، فکان کما تیقن ) أی، حصل النجاة کما تیقنها .

 

قال رضی الله عنه :  ( لکن على غیر الصورة التی أراد ) لأنه أراد أن ینجو فی الحیاة الدنیا ( فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه ، ونجى بدنه کما قال تعالى :"فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة " )

أی، فالیوم ننجی روحک من عذاب التعلق بالبدن وغواشیه الظلمانیة من الکفر والشرک والاحتجاب بالحجب المبعدة ، وبدنک بالقذف إلى الساحل ، لیظهر على الصورة المعهودة

میتا .

 

قال رضی الله عنه :  ( لأنه لو غاب بصورته وبما قالوا قومه ، احتجب ) أی ، عن الأعین فتقوى عقیدتهم بربوبیته ، لکنه أظهر لیکون آیة لمن خلفه من الأمم ، فلا یدعى أحد بالربوبیة . ( فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو . فقد عمته النجاة حسا ) من حیث البدن .

( ومعنى ) من حیث الروح .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه. هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب. فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. .  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا قوله :فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِه ِ[ غافر: 85].  إلّا قوم یونس ، فلم یدلّ ذلک على أنّه لا ینفعهم فی الآخرة بقوله فی الاستثناء :إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ [ یونس : 98 ] ، فأراد أنّ ذلک لا یدفع عنهم الأخذ فی الدّنیا ،  فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه ، هذا إن کان أمره أمر من تیقّن بالانتقال فی تلک السّاعة ، وقرینة الحال تعطی أنّه ما کان على یقین من الانتقال أنّه عاین المؤمنین یمشون على الطّریق الیبس الّذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر ، فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذ آمن ،  بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به ، فآمن بالّذی آمنت به بنو إسرائیل على التّیقّن بالنّجاة ، فکان کما تیقّن لکن على غیر الصّورة الّتی أراد ، فنجّاه اللّه من عذاب الآخرة فی نفسه ، ونجّا بدنه کما قال تعالى :فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً [ یونس :92 ] ، لأنّه لو غاب بصورته ربّما قال قومه احتجب ، فظهر بالصّورة المعهودة میّتا لیعلم أنّه هو ؛ فقد عمته النّجاة حسّا ومعنى ).

 

ثم استشعر سؤالا بأنه إنما یکون مستقبلا للرحمة لو آمن قبل الناس ، لکن کان إیمانه عند البأس ، فلا تنفعه بالنص، فأجاب بقوله: ( وأما قوله :فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا [غافر : 85] ، فالمراد عدم نفعه فی رفع ذلک البأس الدنیوی ،

وإنما لا ینفع الإیمان فی الآخرة إذا آمن عند رؤیة البأس الأخروی ، وعندما یجعله ضروریّا لا لبس فیه بوجه من الوجوه کأشراط الساعة

بدلیل قوله تعالى بعده : ( سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ) [ غافر : 85 ] ، وعدم النفع الأخروی فی الإیمان برؤیة البأس الدنیوی لم تصر سنة خالیة ، بل هی منتظرة فی الاستقبال ، وبدلیل قوله تعالى : " فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ لَمَّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِینٍ " [ یونس : 98 ] ،

 

فإنه أفهم أن إیمانهم نفعهم فی دفع البأس الدنیوی ، ولم ینفع غیرهم فیه، (فلم یدل ذلک على أنه) ، أی : إیمان سائر الطوائف عند البأس الدنیوی ( لا ینفعهم فی الآخرة ) ، بل قد یفهم نفع الإیمان عند البأس الدنیوی فقط فی الآخرة ؛ (لقوله فی الاستثناء إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ) [یونس : 98 ]

 

فإنه إذا حصل الممنوع النفع بالنسبة إلى الأقوام لقوم ، فغیر الممنوع فی حق ذلک القوم أولى ، وإذا کان فی حقهم أولى ، ففی حق غیرهم ، وإن لم یکن أولى فلا أقل من الجواز ، فقوله : فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ [ غافر : 85 ] ، وإن دلّ بظاهره على عدم نفعه مطلقا ،

أی : فی الدنیا والآخرة ، ( فأراد ) تعالى من ذلک المطلق مع هذه القرائن ، ومع قوله علیه السّلام : « تقبل توبة العبد ما لم یغرغر » . ) رواه الترمذی والحاکم فی المستدرک وابن حبان.

قال رضی الله عنه :  ( ذلک الإیمان لا یدفع عنهم الأخذ فی الدنیا ) ، کإیمان الرقیق لا یوجب إعتاقه ، لکن أوجب نجاته فی الآخرة ، واستدل العلماء على عدم نفع هذا الإیمان مطلقا بوجوه :

الأول : أنه ألجئ إلى الإیمان ، ولا قدرة له على التصرف فی نفسه .

أجیب : بأنه إن أرید الإلجاء إلى التکلم بهذه العبارة الخاصة الطویلة فباطل ، ومنع التصرف فی النفس بالتکلم بمثلها ، وترکه ممنوع وإن أرید الإلجاء إلى التصدیق باللّه والیوم الآخر بحصول العلم الضروری به بحیث لا یمکن دفعه ممنوع ، بل غایته أنه کالعلم الحاصل بالمعجزات الباهرة ، وهو وإن أشبه العلم الضروری ، فلا یوجب الإلجاء إلى التصدیق باللّه والیوم الآخر ، ولا یسلم أنه لا یمکن للعبد التصرف فی نفسه بالانقیاد وترکه ، وهذا بخلاف انکشاف أحوال الآخرة عند الموت وعند أشراط الساعة ، فإنها ترفع اللبس من کل وجه .

 

وهنا یبقی اللبس من الوجه الثانی : أن المقصود بهذا الإیمان دفع البلیة ، أجیب بالمنع ، فإن غایته أن یکون کإسلام الکافر رجاء دفع مرضه ، وعند غرق السفینة ورجاء السلامة ، وکإسلام المرتد عند رؤیة السیف ولو کان هذا منافیا لم یکن قبوله جائزا مع أنه واجب ؛ لقوله صلّى اللّه علیه وسلّم لأسامة حین قتل من قال : لا إله إلا اللّه عند رؤیة السیف : «هلا شققت عن قلبه».

رواه مسلم والنسائی فی السنن الکبرى والحاکم فی المستدرک .

 

کیف ، وقد شرع إعطاء المال للمؤلفة الشرفاء رجاء إسلام نظرائهم ؟

وقد قالوا بأن نیة التبرد لا تضر بالنیة المعتبرة فی الوضوء ، نعم لو آمن بلسانه دون قلبه فی هذه الصور ؛ فلیس ثم إیمان فی الواقع أصلا .

 

الثالث : بأن عند البأس لا یمکن للعبد الاستدلال والثواب على الإیمان ، إنما هو فی مقابلة ما یتحمله من المشقة فی الاستدلال .

أجیب : بأن إیمان المقلد صحیح عند جمیع الفقهاء وأکثر العلماء ، ومنعه جمع من

المتکلمین وهو المشهود عن الأشعری ، وحکی عن عبد القاهر البغدادی عن الأشعری أنه عاص بترک الاستدلال غیر کافر ؛ لوجود التصدیق وعاقبته ، الجنة فکأنه أراد أنه لیس مؤمنا کاملا کتارک الأعمال ، وحصر ثواب الإیمان فی الاستدلال باطل قرب عمل خفیف أکثر ثوابا من العمل الثقیل ، کالإیمان والحج ثم المقلد من نشأ فی البادیة ، ولم یتفکر فی العالم والصانع ، ولم تبلغه المعجزات ، ولا ینظر فیها ، بل أخبر بذلک فصدقه ، وأما من نشأ فی بلاد المسلمین وسبح اللّه تعالى عند رؤیة متابعة ، فخارج عن حد التقلید ،

 

وقول المعتزلة : لا یکون مؤمنا ما لم یعرف کل مسألة بحجة عقلیة مع رفع الشبه بطلانه یکاد یلحق بالضروریات ، فإن أکثر أهل الإسلام قاصرون أو مقصرون فی الاستدلال ، ولم تزل الصحابة ومن بعدهم یجرون علیهم أحکام المسلمین .

 

الرابع : عدم قبوله إیمان البأس ؛ لأن عذاب الدنیا مقدمة عذاب الآخرة ، إذ ینتقل منه إلیه .

أجیب : بأنه لا یلزم أن تکون لمقدمة الشیء جمیع أحکامه ، فإن القبلة من مقدمات الوطء ، ولیس لها جمیع الحکم ، بل تکون فی حکمة فی الحرمة ، وفیما نحن فیه یکون من أحکام البأس ألا یندفع بالإیمان لرؤیة ، کما لا یندفع عذاب الآخرة بالإیمان لرؤیته ، إلا أن عذاب الآخرة لا یندفع بالإیمان لرؤیة عذاب الدنیا إذا عرفت هذا ، فالمعتمد فی عدم قبول توبة المختصر وإیمانه ما ذکره الإمام حجة الإسلام الغزالی فی « الإحیاء » فی کتاب التوبة ، وکتاب الخوف والرجاء : أنه بمشاهدة ناصیة ملک الموت ینکشف له ما فی اللوح المحفوظ ، فتفسیر العلوم للنظر بها ضروری ، ویدل علیه قوله صلّى اللّه علیه وسلّم فیما رواه أبو أیوب : « إن اللّه یقبل توبة العبد ما لم یغرغر » . أی : ما لم تتردد الروح فی حلقه .

 

وعن الحسن : « إن إبلیس قال : حین أهبط إلى الأرض ، وعزتک لا أفارق ابن آدم ما دام روحه فی جسده ، فقال : وعزتی ولا أغلق علیه باب التوبة ما لم یغرغر » . ، انتهی کلامه .

رواه ابن أبی شیبة فی المصنف والبیهقی فی « شعب الإیمان

 

لا یقال : فرعون کوشف له عن جبریل ، إذ هو القائل له : آلْآنَ وَقَدْ عَصَیْتَ قَبْلُ وَکُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ [ یونس : 91 ] .

قلنا : یحتمل أنه کوشف له فی صورة البشر ، وهو لا یمنع قبول التوبة ، ویحتمل أنه کوشف له بعد الفراغ من هذه الکلمة ، ثم حکمت أشراط الساعة حکم کشف أحوال الآخرة ، أو العلم بالساعة یصیر ضروریّا عند رؤیتها .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلذلک ) أی : فلعدم دفع الإیمان عند البأس الدنیوی إیاه ( أخذ فرعون ) أی : تم أخذه الدنیوی ( مع وجود الإیمان منه ) ، لا لما قبل أنه لم یحتمل له الإیمان لوجوه :

الأول : أنه کان دهریّا لقوله :ما عَلِمْتُ لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرِی [ القصص : 38 ] وأَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى[ النازعات : 24 ] ، فمثل هذا الاعتقاد الفاحش لا تزول ظلمته إلا بنور الحجة القطعیة ، وهو إنما هو ظلمة ، وهو لم یقل آمنت باللّه ،

وإنما قال :آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ[ یونس : 90 ] ،

فکأنه اعترف أنه لا یعرف اللّه إلا أنه سمع بنی إسرائیل أنهم أقروا بوجوده .

 

أجیب : بأن العلماء لم یفرقوا بین الدهری وغیره إذا آمن بالتقلید ، بل نقل الحلیمی إجماعهم على قبول إیمانه بإقراره ، وتصدیقه لمجرد وجود الصانع ، ونقله إمام الحرمین عن الأکثر ، وصححه البغوی ،

ولا یسلم أن ظلمة هذا الاعتقاد لا تزول إلا بنور الحجة القطعیة ، بل نور الکلمة ماحیة لکل ظلمة کشفت أو لطفت ، ثم إنه لیس کل تقلید موجب ظلمة ، وإنما هو التقلید على الباطل ، وإلا لم یجب على العامة تقلید المجتهدین ، بل غایته فقد نور الدلیل ،

ثم إنه لیس هاهنا ثمة ظلمة التقلید إلى ظلمة إنکار الصانع ، إذ هذا التقلید فی الإقرار بالصانع ، وهو ینقص إنکاره ، فغایة أحد ظلمة حقیقیة مکان ظلمة کشفیة بها نور کلمة التوحید التی لا یبقی معها ظلمة أصلا ،

وقولک : کافر اعترف أنه لا یعرف اللّه ، وإنما سمع بنی إسرائیل أقروا بوجوده بخلاف الظاهر ؛ فإنه قد عرف هو وقومه صحة دلالة المعجزات ، فقد قال موسى علیه السّلام فی حقه :لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ[ الإسراء : 112 ] .

وقال تعالى فی حقهم : وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ[ النمل : 14 ] .

الثانی : أن بنی إسرائیل لما جاوزوا البحر قالوا :اجْعَلْ لَنا إِلهاً کَما لَهُمْ آلِهَةٌ[ الأعراف : 138 ] ، واشتغلوا بعبادة العجل ، فانصرف قول فرعون : إلا الذی آمنت به بنو إسرائیل إلى ذلک ، وکان ذلک سببا لزیادة کفره .

أجیب : بأن ذلک إنما کان بعد هلاک فرعون ، ولا شعور له بذلک ، وقد علم أنهم آمنوا برب السماوات والأرض ، فکیف ینصرف إلى ذلک ؟ !

 

الثالث : أن أکثر الیهود مالوا إلى التجسیم والتشبیه ؛ ولذلک اشتغلوا بعبادة العجل ، وکان إیمانه بآلهتهم إیمانا بالإله الموصوف بالجسمیة .

قلنا : إنما مال إلى التجسیم مبتدعهم بعد موسى کمبتدعة هذه الأمة ، أو بعد غیبته بإغواء السامری، وإلا کانت نجاتهم من الغرق بسبب إیمانهم باللّه ، وهو إنما قصد ذلک الإیمان المنجی.

 

الرابع : الإیمان إنما یتم بالإفراد بالنبوة ، والملائکة والکتب والیوم الآخر ، واحتمال أنه کان شرطا فی ذلک الزمان دون هذا الزمان بخلاف الأصل ، فلا یصار إلیه إلا بدلیل .

أجیب : بأن إیمان المشترک والدهری یتم بشهادة التوحید على ما صححه البغوی ، ونقله إمام الحرمین عن الأکثر ، ونقل الحلیمی الإجماع علیه على أن قوله :وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ[ یونس : 90 ] یشمل الإیمان بالکل .

 

الخامس : أن جبریل جعل فی فیه محل خشیة أن تدرکه الرحمة ، فکان ذلک قبل تمام الإیمان .

أجیب : بأن ظاهر النفی یدل على أنه تم إیمانه ، وجبریل لا یرضى بالکفر إذ هو کفر ، وإنما خشی من رحمة النجاة عن الغرق ؛ لئلا یتغیر عن هذا الإیمان بعده .

 

قال رضی الله عنه :  ( هذا ) أی : القول بأن إیمان فرعون عند الغرق إیمان عند رؤیة البأس ، إنما یکون من ( کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة ) ، والبأس إنما یکون بأسا عند تیقن الانتقال به ، وإلا کان کالمرض والغرق من حیث هو غرق لا یوجب التیقن بالانتقال ، ( وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال ) لو کان الغرق موجبا للانتقال لا محالة بحسب العادة لا من ( عاین المؤمنین ) على خلاف العادة ،

قال رضی الله عنه :  ( یمشون فی الطریق الیابس ) وإن لم تکن کرامة لهم ، بل لمعجزة لموسى علیه السّلام ؛ لأنه ( الذی ظهر یضرب موسى بعصاه البحر ) لنجاة المؤمنین ، وفرعون قد صار منهم فرجا أن یعود أثر المعجزة فی حقه ، ( فلم یتقین فرعون ) من هذا الرجاء ( الهلاک ، إذ آمن ) ، وإن تیقن به بعده ، فلم یکن مأواه باستثنائه ثبوتا فی حقه وقت إیمانه ( بخلاف المحتضر ) إذا قلنا : لا یقبل إیمانه عند تیقنه الهلاک ، وإن لم یکاشف بأمور الآخرة ( حتى لا یلحق فرعون به ) أی : بالمحتضر لا فی تیقن الهلاک ، ولا فی کشف أمور الآخرة ، بل تیقن النجاة بالإیمان لمعاینتها فی بنی إسرائیل .

 

قال رضی الله عنه :  ( فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة ) ؛ لأنه آمن مثل إیمانهم ، فتیقن أنه ینجو مثل نجاتهم إذ لا سبب لنجاتهم سوى ذلک ، واللّه عند ظن عبده به ، ( فکان ) فی أمر النجاة ( کما تیقن ) ، ( لکن ) حصلت له النجاة ( على غیر الصورة التی أراد ) ، وهی النجاة من الغرق ، لکنها ربما لا تکون نجاة فی نفس الأمر ، أو ربما یتغیر بعدها إلى ما کان علیه قبلها ،

قال رضی الله عنه :  ( فنجاه اللّه من عذاب الآخرة فی حق نفسه ) ، أی : روحه المشار إلیها بکاف الخطاب فینُنَجِّیکَ[ یونس : 92 ] ، وإن عذب بحقوق الخلق من إضلال قوم غیر محصورین ، واسترقاق بنی إسرائیل ، وقتل أولادهم ، (ونجّا بدنه ) عن الهلاک فی البحر فألقاه إلى الساحل ، ( کما قال تعالى :فَالْیَوْمَ) بالفاء الدالة على الترتیب ( نُنَجِّیکَ ) أیتها

الروح ( بِبَدَنِکَ ) أی : مع بدنک ( لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ ) ،أما فی نجاة الروح فما مر ألا ییأس أحد من روح اللّه ، وأما فی نجاة البدن فذلک ؛ ( لأنه لو ) هلک فی البحر ( غاب بصورته ) عن النظر ، ولو غاب بصورته ( ربما قال قومه ) من بقی منهم ممن یعتقد إلهیته ( احتجب ) کما یقول المؤمنین فی اللّه : إنه محتجب .

 

قال رضی الله عنه :  ( فظهر بالصورة المعهودة ) قبل التغیر ( میتا ؛ لیعلم أنه هو ) ، إذ لو ظهر حیّا ، لربما قیل : إنه حی لا یموت ، وکذا لو تغیر لقیل أنه غیره ، وهو قد ارتفع إلى السماء ( فعمته النجاة حسّا ) من حیث عدم هلاک صورة بدنه قبل الإلقاء إلى الساحل وإن ملک بعده ، وصار میتا قبله ، ( ومعنی ) من حیث نجاة روحه عن عذاب الکفر ، وإن عذب بحقوق الخلق .

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى.  )

 

إیمان فرعون ونجاته

ثمّ إنّ من تلک الدقائق ما أثبت لفرعون من نیل المراتب العلمیّة الکمالیّة التی أشار إلیها ، وهی التی لم یتفطن لها أکثر أهل الظاهر ، مع دلالة الآیات علیها :

قال رضی الله عنه  : ( وأمّا قوله : " فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ الله الَّتِی قَدْ خَلَتْ فی عِبادِه ِ " )

وکذلک قوله مع الاستثناء فی سورة یونس :" فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ " أی فی وقت رؤیتهم العذاب .

" فَنَفَعَها إِیمانُها "، (" إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ " فلم یدلّ على ذلک أنه لا ینفعهم فی الآخرة بقوله فی الاستثناء " إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ") .

فإنّ سیاق الآیة دالّ على أنّ النفع المنفی من إیمانهم هو النفع الآجل ، ( فأراد أنّ ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا ، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه ) ما نفعه فی ذلک .

 

قال رضی الله عنه  : ( هذا ) على تقدیر التنزّل مع المجادل ( إن ) سلم أنّه ( کان أمره أمر من تیقّن بالانتقال فی تلک الساعة ) ، حتّى یکون داخلا فی عموم مفهوم الآیة المذکورة ( وقرینة الحال تعطی أنّه ما کان على یقین من الانتقال لأنّه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر ، فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذا آمن ) ، بل آمن من الهلاک بإیمانه ومشاهدته المؤمنین قد نجوا به ، ( بخلاف المحتضر ) الذی تیقّن بالهلاک فآمن ( حتى لا یلحق ) فرعون ( به ) ، فإنّه ما کان الإیمان منه مسبوقا بتیقّن الهلاک سبق إیمان المحتضر فإنّه رأى المؤمنین بموسى من بنی إسرائیل قد نجوا ،

 

قال رضی الله عنه  : ( فآمن بالذی  "آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِیلَ " على التیقّن بالنجاة فکان کما تیقّن ، ولکن على غیر الصورة التی أراد ) ، وذلک لأنّ إیمانه وتیقّنه على غیر الصورة التی أراد موسى منه ، بأن یکون فی محضر من قومه حتّى یعمّ به الخبر ، وإذا لم یکن إیمانه على ما أرید ، فلم یکن نجاته کما أراد .

 

قال رضی الله عنه  : ( فنجّاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه ، ونجّى بدنه ) أیضا من الغرق فی البحر وأن یکون غائبا عن نظر قومه ( کما قال : " فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً "  لأنّه لو غاب بصورته ربما قال قومه ) من المعتقدین فیه اعتقاد صدق : « إنّه ( احتجب ) بصورته » ( فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم ) قومه ( أنّه هو فقد عمّته النجاة حسّا ) ببدنه ( ومعنى ) بروحه ، لإیمانه قبل أن یظهر علیه من آیات الآخرة شیء ،

  

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وأما قوله «فلم یک ینفعهم إیمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التی قد خلت فی عباده» إلا قوم یونس، فلم یدل ذلک على أنه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إلا قوم یونس، فأراد أن ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

هذا إن کان أمره أمر من تیقن بالانتقال فی تلک الساعة.

وقرینة الحال تعطی أنه ما کان على یقین من الانتقال، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة، فکان کما تیقن لکن على غیر الصورة التی أراد.

فنجاه الله من عذاب الآخرة فی نفسه، ونجى بدنه کما قال تعالى «فالیوم ننجیک ببدنک لتکون لمن خلفک آیة»، لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب.

فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو. فقد عمته النجاة حسا ومعنى. )

 

قال رضی الله عنه :  ( وأمّا قوله :فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ [ غافر : 85 ] إلّا قوم یونس ، فلم یدلّ ذلک على أنّه لا ینفعهم فی الآخرة بقوله فی الاستثناء إلّا قوم یونس .

فأراد أنّ ذلک لا یدفع عنهم الأخذ فی الدّنیا ، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه .

هذا إن کان أمره أمر من تیقّن بالانتقال فی تلک السّاعة . وقرینة الحال تعطی أنّه ما کان على یقین من الانتقال أنّه عاین المؤمنین یمشون على الطّریق الیبس الّذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر . فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذ آمن ، بخلاف المحتضر حتى لا یلحق به .)

 

فقال رضی الله عنه  : ( وأمّا قوله تعالى ) فی سورة المؤمن : (فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ) [ غافر : 85 ]

وکذا قوله مع الاستثناء فی سورة یونس فلو لا کانت قریة آمنت ، یعنی عند رؤیة العذاب فنفعها إیمانها ( إلا قوم یونس فلم یدل ذلک ) المذکور من الآیتین ( على أنه ) ، أی إیمانهم عند البأس ( لا ینفعهم فی الآخرة ) وعدم هذه الدلالة إنما هو ( بقوله ) ، أی بدلیل قوله ( فی الاستثناء إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ) ، فإنه لما استثناهم فی عدم انتفاعهم بالإیمان عند رؤیة البأس بین انتفاعهم بالإیمان عند رؤیة البأس بقوله : لَمَّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا

ولا یلزم من ذلک عدم انتفاعهم ، أی انتفاع المستثنى والمستثنى منه جمیعا به فی الآخرة ولما کان عدم انتفاع المستثنى منهم بالإیمان فی الحیاة الدنیا مقطوعا به بمقتضى الآیتین بخلاف عدم انتفاعهم به فی الآخرة .

حملها الشیخ رضی اللّه عنه على ما هو مقطوع به فقال:

فقال رضی الله عنه  : ( فأراد ) الحق ( أن ذلک ) ، أی الإیمان عند رؤیة البأس ( لا یرفع عنهم الأخذ فی الدنیا فلذلک ) ، أی لأجل أنه لا یرفع العذاب فی الحیاة الدنیا ( أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه هذا إن کان أمره ) ، أی أمر فرعون ( أمر من تیقن بالانتقال ) من الدنیا إلى الآخرة ( فی تلک الساعة وقرینه الحال تعطى أنه کان على یقین من ذلک الانتقال ، لأنه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر فلم یتیقن فرعون الهلاک إذا آمن بخلاف المحتضر ) ، أی حین آمن إیمانا ملتبسا بمخالفة إیمان المحتضر فإن إیمانه لم یکن على تیقن من الهلاک بخلاف المحتضر فإنه على تیقن من الهلاک وإنما آمن على هذه الصفة ( حتى لا یلحق به ) ، أی بالمحتضر فی عدم قبول إیمانه .

 

قال رضی الله عنه : ( فآمن بالّذی آمنت به بنو إسرائیل على التّیقّن بالنّجاة ، فکان کما تیقّن لکن على غیر الصّورة الّتی أراد ، فنجّاه اللّه من عذاب الآخرة فی نفسه ، ونجّا بدنه کما قال تعالى :فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً [ یونس : 92 ] . لأنّه لو غاب بصورته ربّما قال قومه احتجب . فظهر بالصّورة المعهودة میّتا لیعلم أنّه هو . فقد عمته النّجاة حسّا ومعنى . )

 

قال رضی الله عنه : ( فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقن بالنجاة فکان ) ، أی حصل ( الأمر ) ، أی النجاة ( کما تیقن به لکن على غیر الصورة التی أراد ) ، فإنه أراد النجاة من عذاب الدنیا ( فنجاه اللّه من عذاب الآخرة فی نفسه ) ، أی روحه حین وفقه للإیمان ( ونجى بدنه عن الغرق ) بقذفه إلى الساحل .

( کما قال تعالى :فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه : احتجب ) عن الأبصار فارتقى إلى السماء أو غاب بنوع آخر على ما اعتقدوه بالألوهیة ( فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنه هو فقد عمته النجاة حسا ) من حیث بدنه ( ومعنى ) من حیث نفسه وروحه


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۵۸۴-۵۸۶

و أما قوله‏ فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ‏ إلّا قوم یونس(این جزء آیه کریمه 98 سوره یونس است که خداوند سبحان فرمود\i فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ لَمَّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا\E.)  ، فلم یدل ذلک على أنّه لا ینفعهم فی الآخرة بقوله فی الاستثناء إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ‏ فأراد أنّ ذلک لا یدفع عنهم الأخذ فی الدنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الایمان منه.

شیخ گوید: مفاد قول خداوند این است که عذاب دنیا از آنان به حکم سنت الهى در دنیا رفع نشد. این دلیل نیست که ایمان ایشان در آخرت هم به حال آنان نافع نیست.

پس خداوند سبحان ‌می‌فرماید ایمان فرعون در زمان رؤیت بأس، عذاب را در دنیا از او دفع نمی‌کند لذا فرعون را أخذ کرد با وجود ایمان او و خداوند فرمود: فَلَوْ لا کانَتْ قَرْیَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِیمانُها یعنى «آمنت عند رؤیة العذاب».

هذا إن کان أمره أمر من تیقّن بالانتقال فی تلک الساعة، و قرینة الحال تعطی أنّه ما کان على تیقّن من الانتقال، لأنّه عاین المؤمنین یمشون فی الطریق الیبس الذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر، فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتّى لا یلحق به.

شیخ ‌می‌فرماید: اینکه درباره ایمان فرعون گفتیم تازه در صورتى است که امر او به تیقن به انتقال از دنیا در آن ساعت بوده باشد (و اما بر تقدیر عدم تیقن او به انتقال در آن ساعت، به طریق اولى ایمان او نافع به حال او ‌می‌باشد). و قرینه حال هم عطا ‌می‌کند و ‌می‌رساند که او بر تیقن از انتقال نبوده است زیرا او به عیان مؤمنان را دید که در راه خشکى که از زدن موساى کلیم عصا را در دریا پدید آمد راه ‌می‌روند، پس فرعون هنگامى که ایمان آورد یقین به هلاکت نداشت.

فآمن بالذی آمنت به بنو إسرائیل على التیقّن بالنجاة، فکان کما تیقّن، لکن على غیر الصورة التی أراد، فنجّاه اللّه من عذاب الآخرة فی نفسه، و نجّى بدنه کما قال تعالى‏ فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً، لأنّه لو غاب بصورته ربّما قال قومه احتجب، فظهر بالصورة المعهودة میتا لیعلم أنّه هو، فقد عمته النجاة حسّا و معنى.

پس ایمان آورد بدان که بنى اسرائیل بدان ایمان آوردند بر یقین به نجات، پس نجات براى او حاصل شد لکن بر غیر صورتى که اراده کرد (چه او نجات در حیات دنیا را اراده کرد) و خداوند او را از عذاب آخرت نجات داد. یعنى نفس او را (یعنى روح او را) از عذاب آخرت نجات داد و بدنش را هم نجات داد که او را به ساحل انداخت چنانکه فرمود: فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً (یونس: 92).

پس فرعون بدان اندازه که در ایمان خود امیدوار بود پرتو «لعلّ» ى ترجى از کلام خداوند سبحان شامل نجات حیات دنیوى او هم شد که بدنش نجات یافت و به ساحل آمد.

چه اگر صورت او یعنى بدن او از انظار غایب ‌می‌شد چه بسا قوم او ‌می‌گفتند به ظاهر از چشمها پنهان شده است. (پس عقیده آنان به ربوبیتش تقویت ‌می‌شد لکن خداوند سبحان او را از دریا نجات داد تا براى امم دیگر آیت باشد و کسى درباره او ادعاى ربوبیت ننماید). بنا بر این به صورت معهوده مردم بدن مرده او ظاهر شد تا دانسته شود که او همان فرعون است. پس نجات به طور عموم او را فرا گرفت. هم حسا که بدنش را خداوند از دریا نجات داد که فرمود: فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ‏ و هم از حیث روح نجات، شامل او شد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۵۰-۱۰۵۱

و أمّا قوله‏ فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ‏ إلّا قوم یونس، فلم یدلّ ذلک على أنّه لا ینفعهم فى الآخرة بقوله فى الاستثناء إلّا قوم یونس.

چون شیخ قدّس اللّه سرّه از بیان حکم عالیّه و اسرار متعالیه که در ضمن کرایم آیات که در شأن موسى علیه السلام نازل شده مندرج بود فارغ شد شروع کرد به بیان آنکه مثل این ایمان اعنى ایمان فرعون و غیر او که در حالت یأس آورده‏اند بى‏آنکه در غرغره افتد و بى‏آنکه عذاب آخرت و بأس آن را مشاهده کند نافع است در آخرت اگرچه در دنیا نافع نیست. و مى‏گوید که قول حقّ سبحانه و تعالى در حقّ این طائفه که فرمود که ایمان ایشان نافع نشد دلالت نمى‏کند برین که نافع نیست ایشان را در آخرت چه معنى آیت این است که ایمان ایشان دافع نشد عذابى را که بر ایشان در دنیا فرود آوردیم.

و استثناء در قول حق سبحانه و تعالى که مى‏فرماید إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ لَمَّا آمَنُوا کَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا. دلیل است برین که عدم نفع در دنیاست نه در آخرت.

فأراد أن ذلک لا یدفع (لا یرفع- خ) عنهم الأخذ فى الدّنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه.

پس اراده کرد حقّ سبحانه که این ایمان دفع (رفع- خ) نمى‏کند از ایشان اخذ را در دنیا؛ پس از براى این مأخوذ شد فرعون با وجود صدور ایمان از او.

هذا إن کان أمره أمر من تیقّن بالانتقال فى تلک السّاعة. و قرینة الحال تعطى أنّه ما کان على یقین (تیقّن- خ) من الانتقال أنّه عاین المؤمنین یمشون على (یمشون فى- خ) الطریق الیبس الّذى ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتّى لا یلحق به.

یعنى بر تقدیرى که متیقّن باشد انتقال را در آن ساعت حکم این است؛ اما به طریق عدم تیقّن به طریق اولى ایمانش نافع باشد، و قرینه حال اعطاى این معنى مى‏کند انتقال خود را در حال به یقین نمى‏دانست، چه مؤمنان را مشاهده کرد که مى‏روند بر طریق خشکى که به ضرب عصاى موسى ظاهر شده است، پس او را در حالت ایمان آوردن یقین بر هلاک خویش نبود به خلاف محتضر، پس الحاق کرده نمى‏شود به محتضر که متیقّن به هلاک خویش است.

و «حتّى» اینجا به معنى «فا» ست.

فآمن بالّذى آمنت به بنو إسرائیل على التّیقّن بالنّجاة، فکان کما تیقّن لکن على غیر الصّورة الّتى أراد، فنجّاه اللّه من عذاب الآخرة فى نفسه، و نجّى بدنه کما قال تعالى‏ فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً.

پس ایمان آورد به خدائى که بنو اسرائیل بدو ایمان آورده بودند و تیقّن به نجات داشت و او را نجات حاصل شد لیکن بر غیر صورتى که مراد او بود؛ چه او اراده کرده بود که در حیات دنیا نجات یابد و کار او به آخرت افتاد و بدن او را نجات داد چنانکه حق سبحانه و تعالى فرمود که امروز ترا با بدن تو نجات مى‏دهیم تا نشانه باشى کسانى را که بعد از تو آیند، یعنى امروز نجات مى‏دهیم روح ترا از عذاب تعلّق به بدن و از غواشى ظلمانیش از کفر و شرک و از احتجاب به حجب مبعده، و بدن ترا به قذف به سوى ساحل تا ظاهر شود به صورت معهوده که میت راست.

لأنّه لو غاب بصورته ربّما قال قومه احتجب. فظهر بالصّورة المعهودة میّتا لیعلم أنّه هو. فقد عمّته النّجاة حسّا و معنى.

چه اگر غائب شدى به صورتش شاید که قومش گفتندى از دیدها محتجب گشت و عقیده ایشان به ربوبیّتش قوى شدى؛ و لیکن حقّ سبحانه و تعالى اظهار کرد تا آیتى باشد امتى را که بعد ازو آیند و هیچ احدى دعوى ربوبیّت نکند. پس ظاهر شد به صورت معهوده‏اش مرده، تا دانند که اوست. پس نجات در حقّ او عموم یافت از روى حسّ، بدن او را؛ و از روى معنى، روح او را.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۱

 و أمّا قوله‏ «فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ» إلّا قوم یونس، فلم یدلّ ذلک على أنّه لا ینفعهم فی الآخرة لقوله فی الاستثناء إِلَّا قَوْمَ یُونُسَ‏. فأراد أنّ ذلک لا یرفع عنهم الأخذ فی الدّنیا، فلذلک أخذ فرعون مع وجود الإیمان منه. هذا إن کان امره امر من تیقّن بالانتقال فی تلک السّاعة. و قرینة الحال تعطى أنّه ما کان على یقین من الانتقال، لأنّه عاین المؤمنین یمشون فی الطّریق الیبس الّذی ظهر بضرب موسى بعصاه البحر. فلم یتیقّن فرعون بالهلاک إذ آمن، بخلاف المحتضر حتّى لا یلحق به. فآمن بالّذى آمنت به بنو اسرائیل على التّیقّن بالنّجاة، فکان کما تیقّن لکنّ على غیر الصّورة الّتی أراد. فنجاه اللّه من عذاب الآخرة فی نفسه، و نجّى بدنه کما قال- تعالى- «فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ لِتَکُونَ لِمَنْ خَلْفَکَ آیَةً»؛ لأنّه لو غاب بصورته ربّما قال قومه احتجب.

فظهر بالصّورة المعهودة میتا لیعلم أنّه هو. فقد عمّته النّجاة حسّا و معنى. شرح قال الشّارح الأوّل: إنّ المخاطب فی قوله‏ «فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ‏» روحه و نفسه. فمقتضى الآیة إنّه بروحه منجى و إن کان المخاطب‏ مجموع الصّورة و الروح. فکذلک لتناول الخطاب المجموع و على التّقدیرین.