الفقرة الرابعة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی الخبر والعجز عن الوصول فإنّه سائغ فیه ، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة . فالأوّل أن تعرف أنّ نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربّک ؛ والثّانی أن تعرفها فتعرف ربّک . فکان محمّد صلى اللّه علیه وسلم أوضح دلیل على ربّه ، فإنّ کلّ جزء من العالم دلیل على أصله الّذی هو ربّه فافهم . )
قال رضی الله عنه : (فإن شئت) یا أیها السالک (قلت بمنع المعرفة) للّه تعالى مطلقا (فی هذا الخبر) الوارد (و) بحصول (العجز) من کل مؤمن (عن الوصول إلى جنابه) تعالى کما قال الصدیق الأکبر رضی اللّه عنه « العجز عن درک الإدراک إدراک » .
وورد قول الملائکة علیهم السلام : « سبحانک ما عرفناک حق معرفتک یا معروف » ، أی المعرفة اللائقة بک لعجزنا عن ذلک فإنه ، أی هذا المعنى سائغ ، أی مستقیم صحیح فیه ، أی فی هذا الخبر المذکور وإن شئت یا أیها السالک قلت بثبوت المعرفة للّه تعالى فی هذا الخبر .
فالأوّل وهو منع المعرفة معناه أن تعرف یا أیها السالک أن نفسک لا تعرفها لامتناع معرفتها عنک بکثرة تنوّع أحوالها الباطنیة والظاهریة وسرعة تغیرها وانتقالها فی الأطوار على التوالی کما قال تعالى :وَقَدْ خَلَقَکُمْ أَطْواراً [ نوح : 14].
فلا تعرف ربک المتجلی علیک بنفسک ، فإنک إذا لم تعرف آثار التجلی لا تعرف المتجلی بالطریق الأولى .
والثانی ، أی ثبوت المعرفة باللّه تعالى (أن تعرفها) ، أی نفسک بوجه من وجوهها فی کل حال تکون فیه ولا تغفل عنها وتضبط الطور التی هی فیه قبل أن تنتقل إلى غیره وهکذا بالذوق والوجدان (فتعرف) بسبب ذلک (ربک) من وجه تجلیه علیک فی حال بعد حال وشأن بعد شأن ، کما قال تعالى :کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍ[ الرحمن : 29 ]
وقال :وَما تَکُونُ فِی شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا کُنَّا عَلَیْکُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ[ یونس : 61 ] .
) قال رضی الله عنه : فکان محمد صلى اللّه علیه وسلم أوضح دلیل على ربه( تعالى لجمعیته الکلیة للأفراد الثلاثة الأصلیة جمعیة کشف وشهود فی جمیع ذوات الوجود ، وإن کان کل شیء أیضا جامعا لکل شیء باعتبار وجود الأصول الثلاثة فیه کما ذکرناه ، ولکن لا یلزم منه تحققه بذلک فی نفسه وخروجه عن توهمه وحسه .
قال تعالى :لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ ( 4 ) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ ( 5 ) إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ( 6 ) [ التین : 4 - 6 ] .
ودخل فی الإنسان المؤمن والکافر والمطیع والعاصی ؛ ولهذا صح الاستثناء بعده ، فلیس فی کل من خلق فی أحسن تقویم یکشف له أنه مخلوق فی أحسن تقویم بل یعرف ما معنى أحسن تقویم ؛ ولهذا قال تعالى باعتبار أهل الخصوص :وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ[ الإسراء : 105 ] .
وهو اللّه تعالى الذی قال سبحانه :مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ ( 21 ) فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ( 22 ) [ البروج: 20 - 22 ] .
وهی الأمثال التی قال تعالى :وَتِلْکَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما یَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ( 43 ).
قال رضی الله عنه : )فإن کل جزء من( أجزاء )العالم( المحسوس والمعقول والموهوم )دلیل( واضح عند أهله )على( ثبوت )أصله الذی هو ربه( تعالى والجامع لجمیع الأجزاء عن حس ووجدان وشهود وعیان دلیل لا أوضح منه على ثبوت الأصل لتضمنه کل الأدلة )فافهم( یا أیها السالک معنى الحقیقة المحمدیة الساریة فی کل شیء عند من تحقق بها بمعونة القدیر المالک .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : (فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر والعجز عن الوصول فإنه سائع فیه ) فإن حقیقة النفس لا تدرک بکنهها کما أشار إلیه النبی علیه السلام ما عرفناک حق معرفتک ( وإن شئت قلت بثبوت المعرفة ) وهو بحسب کمالاتها لا بحسب حقیقتها
( فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک فأنت ) عالم بعدم علمک نفسک وربک
( والثانی أن تعرفها فتعرف ربک فکان محمد علیه السلام أوضح دلیل ) لنفسه ( على ربه ) وإنما کان أوضح دلیل
( فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه ) ومحمد علیه السلام لما کان عبارة عن مجموع حقائق ما فی العالم کان أوضح دلیل فإن دلالة الکل أوضح لکونها دلالة مطابقة کاملة فی الدلالة من دلالة الجزء وأشار إلیه بقوله رضی الله عنه
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة. فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک. فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
کما ذکر الشیخ، رضی الله عنه، أول أفراد العدد، وأما الخمسة والسبعة وسائر الأفراد فهی ناشئة بعد رتبة الاثنین، فکأنه، رضی الله عنه، أشار إلى أن محمدا صلى الله علیه وسلم، هو الفرد الأول فأشبه الثلاثة، فکأن قائلا قال له: فلم لا أشبه الواحد فإنه أصل ومحمد، علیه السلام، أصل؟
فأجاب: بأنه، علیه السلام، هو الدلیل على ربه، عز وجل، ومن شأن الدلیل أن یکون مثلث الکیان یعنی مقدمتین ونتیجة، فهو ثلاثة أرکان أو ثلاثة حدود وهو الأصغر والأوسط والأکبر.
قال: وإنما حبب إلیه من الدنیا ثلاث، لأن حقیقة التثلیث موجودة بالذات فیه.
قال: وقدم النساء، اشارة إلى ظهور حواء من آدم، علیه السلام، من ضلعه فهی جزء من آدم فقدمت فقدم النساء من أجل ذلک.
قال رضی الله عنه: فإن شئت منعت أن أحدا یعرف ربه من نفس هذا الخبر حتى کأنک قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه؛ لکنه لا یعرف أحد نفسه فإذن لا یعرف أحد ربه.
وهو معنى قوله: فإنه سائغ" فیه أی قد یفهم من هذا الحدیث تعذر المعرفة بالعجز عن درکها.
قال: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة من ظاهر هذا الحدیث،
فکأنک قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لکن کل أحد یعرف نفسه فإذن کل أحد یعرف ربه وهو معنى قول: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة.
ثم ذکر أن شوق العباد إلى ربهم هو من حنین الفرع إلى أصله وشوق الحق تعالى إلى المشتاقین إلیه هو بالعکس.
من هذا وقد ورد على بعض الفقراء خطاب صورته: «یا عبد أنا أشوق إلیک منک إلی، تطلبنی بطلبی وأنا أطلبک بطلبک وبطلبی»،
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت ، قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر ، والعجز عن الوصول ، فإنّه سائغ فیه . وإن شئت ، قلت بثبوت المعرفة ، فالأوّل أن تعرف أنّ نفسک لا تعرفها ، فلا تعرف ربّک . والثانی أن تعرفها فتعرف ربّک ، فکان محمّد أوضح دلیل على ربّه ، فإنّ کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربّه فافهم . )
یشیر رضی الله عنه إلى أنّ نفس الإنسان الکامل من حیث إنّ الحق هو المتعین فی عینها على إطلاقه الذاتی غیر المنحصر فی تعیّن وإطلاق لا تعرف ، فلا یعرف الحق ، فإنّه لا یتعلَّق العلم بالحق من حیث لا تعیّنه ، ولکن من حیث تعیّنه بعینه یعرف ، فیعرف نفسه من هذه الحیثیّة فیعرف الحق ولا یعرفه إلَّا هو ، فلا یعرف الحق إلَّا هو فلا یعرف الحق إلَّا الحق المتعین بالتعین الأوّل الذاتی الأحدی الجمعی الکمالی .
ولکن هذه المعرفة - من کونها استدلالیة - على وجهین : من حیث الدلالة العینیّة ، ومن حیث الدلالة بالصورة ، ولأنّ الصورة المحمدیة الکمالیة لمّا کانت جامعة بین الصورة الإلهیة الأحدیة الذاتیة ، وبین الصورة الأسمائیة الجمعیة ، کان أکمل دلیل على ربّه وأتمّه .
وأمّا دلالته من حیث العین فهی أنّ العین - من کونها متعیّنة بالبرزخیة الکبرى المذکورة - نفس العین المتعیّنة بالتعین الأوّل الذاتی ، فهذه دلالة نفسیة .
وأمّا دلالته من حیث الصورة فإنّ دلالة الصورة المحمدیة - من حیث تعین الحق فی وجوده الکامل الجامع بین المعنى والروح والصورة - دلالة على الحق من حیث أحدیة جمعه بین الکمال الذاتی والاسمائی ، والجمعیّ الإنسانیّ .
وکل واحدة من الدلالتین على وجهین أیضا :
دلالة بالکمالات الثبوتیة الظاهرة فی الصورة المحمدیة ، ودلالة من حیث الکمالات النسبیة السلبیة کالغنى والإطلاق واللا تعین واللاانحصار ، فإنّ محمّدا بصورته وحقیقته دلیل دالّ على ربّه ، فهو أتمّ دلیل ، لکونه أکمل المظاهر الجمعیة الکمالیة الإلهیة الإنسانیة ، وصورته أجمع الصور ، وسورته أفضل السور .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر والعجز عن الوصول فإنه سائغ فیه ، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة . فالأول : أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک ، والثانی : أن تعرفها فتعرف ربک فکان محمد أوضح دلیل على ربه ، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه ، فافهم )
اعلم أن المرأة صورة النفس والرجل صورة الروح ، فکما أن النفس جزء من الروح فإن التعین النفسی أحد التعینات الداخلة تحت التعین الأول الروحی الذی هو الآدم الحقیقی وتنزل من تنزلاته ، فالمرأة فی الحقیقة جزء من الرجل وکل جزء دلیل على أصله ، فالمرأة دلیل على الرجل والرجل علیها بدلیل قوله « من عرف نفسه فقد عرف ربه » والدلیل مقدم على المدلول فلذلک قدم النساء ،
فإن قلنا : حقیقة الحق من حیث هو المتعین بتعین الإنسان لا یعرفه إلا هو فلا یعرف حقیقة
النفس فلا یعرف حقیقته الذاتی فی تعین ساغ ، وإن قلنا : إن الحق المتعین بتعین النفس :
أی الهویة المتعینة بتعینها یعرف بمعرفة تعین النفس ساغ .
وأما معرفة أکمل أفراد الإنسان المتعین بالتعین الأول وهو محمد صلى الله علیه وسلم من نفسه فهو أتم المعارف ، أما من حیث عینه فلأن العین المحمدیة من حیث کونها متعینة بالبرزخیة الجامعة الکبرى فهو عین الذات الأحدیة من حیث کونها متعینة بالتعین الأول ، وأما من حیث صورته فلأن الصورة المحمدیة جامعة للحضرة الأحدیة الذاتیة والواحدیة الأسمائیة وجمیع المراتب الإمکانیة من الروح والقلب والنفس والخیال والجسم ،
فکذلک الحضرة الإلهیة هی الذات مع جمیع الأسماء وصورها من أعیان العالم وفواعله وقوابله من أم الکتاب هو الروح الکلى الشامل لجمیع الأرواح ، واللوح المحفوظ الذی هو القلب الکلى الشامل لجمیع القلوب ، وعالم المثال والجسم المطلق الشامل لجمیع أجسام العالم فهو أتم دلیل وأوضحه على ربه لکونه أکمل المظاهر الکمالیة الإلهیة ،
وقوله ، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه : معناه أن کل جزء له عین ، ولذات الحق تعالى نسبة إلى عینه بتجلیه فی صورتها خاصة لیست تلک النسبة لغیره ، فللذات مع تلک النسبة عینها اسم خاص لله یرب به ذلک الجزء فذلک الاسم ربه الخاص ، فجمیع أجزاء العالم بمجموعها دلیل على أصل العالم الذی هو الرب المطلق رب الأرباب ، وجمیع أجزاء العالم فهو الدلیل الأتم على ربه بل على نفسه إجمالا وتفصیلا فافهم .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال الشیخ رضی الله عنه : (فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر والعجز عن الوصول ، فإنه سائغ فیه . وإن شئت قلت بثبوت المعرفة . ) أی ، فإن شئت قلت إن حقیقة النفس لا یمکن معرفتها ، للعجز عن الوصول إلى معرفة کنهها .
فإنه صحیح ، لأن حقیقة النفس عائدة إلى حقیقة الذات الإلهیة ، ولا إمکان أن یعرفها أحد سواها . وإن شئت قلت بأن معرفة النفس بحسب کمالاتها وصفاتها ممکنة ، بل حاصلة للعارفین ، فمن یعرفها من حیث کمالاتها ، یعرف ربها من حیث الأسماء والصفات . فإنه أیضا صحیح .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها ، فلا تعرف ربک . والثانی أن تعرفها ، فتعرف ربک . ) أی ، فعلى الأول أن تعرف أن نفسک لا تعرف حقیقة نفسها ، فلا تعرف حقیقة ربک . وعلى الثانی أن تعرف نفسک بصفاتها وکمالاتها ، فتعرف ربک .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فکان محمد ، صلى الله علیه وسلم ، أوضح دلیل على ربه ، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه . فافهم . ) أی ، لما کان کل جزء من العالم دلیلا على أصله والاسم الذی هو ربه ، کان محمد ، صلى الله علیه وسلم ، أیضا دلیلا واضحا على ربه الذی هو رب الأرباب کلها . وهو الله سبحانه وتعالى .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی الخبر والعجز عن الوصول فإنّه سائغ فیه ، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة ؛ فالأوّل أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربّک ؛ والثّانی أن تعرفها فتعرف ربّک ، فکان محمّد صلّى اللّه علیه وسلّم أوضح دلیل على ربّه ، فإنّ کلّ جزء من العالم دلیل على أصله الّذی هو ربّه ؛ فافهم ).
( فإن شئت قلت بمنع المعرفة ) ، أی : معرفة الرب والنفس ( فی هذا الخبر ) ، وإن کان العوام یجزمون بالثبوت فیه ، وعلى هذا هو دلیل ( العجز عن الوصول ) إلى معرفتهما ، فلا یعرف من الذات الإلهیة سوى التنزیهات ، وهی أمور عدمیة الإضافات أو بعض الصفات بوجه مناسبتها ، ولا یعرف من النفس الإنسانیة سوى التجرد من المادة ، وهو من الأمور العدمیة أو التدبیر للبدن.
وهو بعض صفاته ( وإن شئت قلت بثبوت المعرفة ) ، أی : معرفتهما ، ولما کان المراد من الملازمة تعلیق معرفة الرب بمعرفة النفس بحیث إذا عرف النفس عرف الرب ، وإذا لم یعرف النفس لم یعرف الرب ، لا الاستدلال بوجود الملزوم على وجود اللازم ، وبعدم اللازم على عدم الملزوم ، فإن ذلک یختص بأهل النظر ،
( فالأول ) وهو : منع معرفتهما ( أن تعرف أن نفسک لا تعرفها ، فلا تعرف ربک ) وإن کان لا دلالة لعدم الملزوم على عدم اللازم ، ( والثانی : أن تعرفها فتعرف ربک ) ، وإن لم یلزم من وجود السبب وجود المسبب ، إلا أن التعلیق یفید ذلک فی عرف أهل العربیة ، فالرب لا یعرف باعتبار استقراره فی مقر عزه ، ویعرف باعتبار ظهوره فی النفس ، والنفس لا تعرف بحسب حقیقتها ، وإنما یعرف بعض صفاتها ، وهذه المعرفة بالحق عن ظهوره فی المظاهر تتفاوت بحسب تفاوت المظاهر کمالا ونقصا ، ونفس الإنسانیة أکمل من سائر ما فی العالم ، ونفوس الأنبیاء علیهم السلام أکمل من نفوس العامة ، ونفس نبینا علیه السّلام أکمل من نفوس الأنبیاء علیهم السّلام .
( فکان صلّى اللّه علیه وسلّم أوضح دلیل على ربه ) یدل على رب الأرباب ، ونفوس سائر الأنبیاء على أربابهم الکلیة التی هی کالجزئیات لرب الأرباب ، وأجزاء العالم تدل على أرباب الجزئیة لأربابهم ، ( فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه ) من الأسماء الإلهیة الجزئیة التی تستند وجود تلک الأجزاء إلیها ، وقد نمت تلک الدلالة عن حبه النساء من حیث إنهن أجزاؤه ، وکذا نفوس الأنبیاء وسائر ما فی العالم ، فاجتمعت فیه دلالات الکل ، فدل بالأصالة على رب الأرباب ، وبحبه للنساء وأجزاء العالم على الأرباب الجزئیة ؛ ( فافهم ) .
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر والعجز عن الوصول ، فإنّه سائغ فیه ) وهی المقدمة الکاشفة عن طرف التنزیه ، ( وإن شئت قلت بثبوت المعرفة ) وهی المقدّمة الکاشفة عن التشبیه وبهاتین المقدّمتین تتمّ المعرفة بطرفیها وبهما یعلم الإطلاق بحقیقته والوحدة الذاتیّة بصرافتها .
قال رضی الله عنه : (فالأول أن تعرف أنّ نفسک لا تعرفها ، فلا تعرف ربّک ) ، وهو مشرع العقل وموطن إدراکه ، وقد قیل فیه : " العجز عن درک الإدراک إدراک " .
( والثانی أن تعرفها ، فتعرف ربّک ) وهو مشهد الذوق وموطن تحقّقه - کما عرفت بیان ذلک سابقا .
کان محمّد صلَّى الله علیه وآله أوضح دلیل على ربّه
ثمّ إذ قد عرفت أنّ معرفة الإنسان مطلقا دلیل على معرفة الربّ ، وقد عرفت أنّ حقیقة محمد هی أقرب الحقائق إلى الحقّ ، وأکملها حیطة ، وأتمّها إنباء وإظهارا ، ولذلک تراه عند الظهور بالتعیّن الشخصیّ المحمدیّ ، آتیا بالکلام الکامل والعربیّ المعرب ( فکان محمّد أوضح دلیل على ربّه ) لقربه إلیه وبیّن أنّ الدلیل کلما کان أقرب إلى المدلول کان أبین وأوضح .
ووجه قربه منه إنّه کأنّک قد اطَّلعت - فیما بیّنا لک سالفا - أنّ العالم بمجموعه مشتمل على ضربین من الأجزاء : أحدهما تعیّنات فرقیّة کونیّة یجمعها آدم جمعا عینیّا ، والآخر أعیان جمعیّة وجودیّة یجمعها الخاتم جمعا شهودیّا فالخاتم له أحدیّة بین التعیّنات الفرقیّة والأعیان الوجودیّة من حیثیّتی آدمیّته وخاتمیّته ، ولا جمعیّة فوق هذه الکلَّیّة الإحاطیّة ، فله الکمال الأحدیّ ، الذی لیس کمثله شیء ، ومن هاهنا یتمّ الدلیل عین المدلول ، کما أشار إلیه .
إذا عرفت هذا فاعلم إنّ لکلّ جزء من العالم - کونیّا کان أو وجودیّا - رقیقة ارتباطیّة إلى أصله ، ( فإنّ کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربّه ) وتتفاوت الأجزاء فی دلالته على ذلک الأصل بحسب الحیطة والجمعیّة .
( فافهم ) ، فقد نبّهت على ما به یفهم ، فلا نعیده .
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أن نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربک: والثانی أن تعرفها فتعرف ربک.
فکان محمد صلى الله علیه وسلم أوضح دلیل على ربه، فإن کل جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربه فافهم. )
قال رضی الله عنه : ( فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی الخبر والعجز عن الوصول فإنّه سائغ فیه ، وإن شئت قلت بثبوت المعرفة . فالأوّل أن تعرف أنّ نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربّک ؛ والثّانی أن تعرفها فتعرف ربّک . فکان محمّد صلى اللّه علیه وسلم أوضح دلیل على ربّه ، فإنّ کلّ جزء من العالم دلیل على أصله الّذی هو ربّه فافهم . )
( فإن شئت قلت بمنع المعرفة ) ، أی معرفة ربک بکنهه وحقیقة ذاته ( فی هذا الخبر والعجز عن الوصول ) إلى غایتها ( فإنه سائغ فیه ) ، أی فی هذا الخبر ( وإن شئت قلت :
بثبوت المعرفة ) ، أی معرفة ربک بصفاته وکماله . ( فالأول أن تعرف نفسک لا تعرفها ) أنت بحقیقتها أو کنه ذاتها ( فلا تعرف ربک ) أیضا کذلک .
( والثانی : أن تعرفها ) أنت بصفاتها وأفعالها وآثارها ( فتعرف ربک ) أیضا کذلک ، فبالاعتبار الثانی تکون کل نفس دلیلا على ربها ومرآة لمشاهدة صفاته وأفعاله ( وکان محمد صلى اللّه علیه وسلم ) من حیث نفسه ( أوضح دلیل ) لجلاء مرآته وصقالتها وأشملها لجامعیتها الکمالات کلها ( على ربه فإن ) ذاته صلى اللّه علیه وسلم أحدیة جمیع أجزاء العالم ومن البین أن ( کل جزء من العالم دلیل على أصله ) ، والاسم ( الذی هو ربه فافهم ) .
فهو صلى اللّه علیه وسلم دلیل على جمیع الأسماء الإلهیة التی هی أصول أجزاء العالم ، وحیث حبب إلیه النساء فحن إلیهن حنین الکل إلى جزئه عرف أن أصله اشتیاق الحق سبحانه إلى عبده الذی نفخ فیه الروح اشتیاق الکلی إلى جزئه ، وإلى هذا أشار رضی اللّه عنه بقوله :
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص: ۵۹۹-۶۰۰
فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنه سائغ فیه، و إن شئت قلت بثبوت المعرفة.
فالأول أن تعرف أنّ نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربّک: و الثانی أن تعرفها فتعرف ربّک.
پس اگر خواهى بگو به منع معرفت در این خبر و به عجز از وصول چه اینکه این منع و عجز در این خبر جایز است، و اگر خواهى بگو به ثبوت معرفت. بنا بر اول اینکه بدانى عارف به نفس خود نمیشوی ، پس عارف به رب خود نیز نخواهى شد و بنا بر دوم اینکه نفس خود را بشناسى پس رب خود را بشناسى.
شیخ با اینکه خود خرّیت در صناعت معرفت نفس است حدیث مذکور را هم به صورت تعلیق بر محال تلقى کرده است که معرفت نفس را براى انسان ممکن ندانسته است و فرمودهاند مراد از این معرفت معرفت، به کنه نفس است که حقیقت نفس عاید است به حقیقت ذات الهى و هیچ کس را امکان معرفت آن نیست و بنا بر وجه دوم اینکه معرفت نفس به حسب کمالاتش براى عارفان امکان دارد که بدین حد کمالات نفسى رب خود را از حیث اسماء و صفات میشناسد ما در این باره در رساله «انه الحقّ» تا حدى به تفصیل بحث کردهایم و در اینجا به همین قدر اکتفا میکنیم.
[محمد (ص) اوضح دلیل بر رب خود است]
فکان محمد- ص- أوضح دلیل على ربّه، فانّ کلّ جزء من العالم دلیل على أصله الذی هو ربّه فافهم.
پس محمد (ص) اوضح دلیل بر رب خود است چه هر جزء از عالم بر اصل خود که آن اصل رب آن جزء است دلیل میباشد. فافهم.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۷۰
فإن شئت قلت بمنع المعرفة فى هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنّه سائغ فیه، و إن شئت قلت بثبوت المعرفة. فالأوّل أن تعرف أنّ نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربّک؛ و الثّانى أن تعرفها فتعرف ربّک.
یعنى اگر خواهى بگوى که معرفت حقیقت نفس ممکن نیست از روى عجز از وصول به معرفت کنه او که این قول صحیح است از براى آنکه حقیقت او را بازگشت به حقیقت ذات الهیّه است و ذات الهیّه را ممکن نیست که هیچ احدى غیر او شناسد آرى، بیت:
کى عقل به ساحت جلال تو رسد کى وهم به کنه لایزال تو رسد
در کنه کمالت نرسد هیچ کسى کو جز تو کسى تا به کمال تو رسد
و اگر خواهى بگوى که معرفت نفس به حسب کمالات و صفاتش ممکن است بلکه عارفان را حاصل است و به واسطه معرفت کمالات نفس دست ادراک ایشان به معرفت ربّ از روى اسماء و صفات و اصل که این نیز جائز است؛ لاجرم در مخاطبه نفس خویش بگوى: بیت:
دلا هماى وصالى بپر چرا نپرى ترا کسى نشناسد نه آدمى نه پرى
تو دلبرى نه دلى، لیک بهر حیله و مکر به شکل دل شدهاى تا هزار دل ببرى
گهى به خاک درآمیزى از وفا و دمى ز عرش و فرش و حدود دو کون برگذرى
پس حکم بر قول اوّل آنست که بدانى که حقیقت نفس خود را نمىشناسى، لاجرم حقیقت ربّ خویش را هم نمىشناسى؛ و بر قول دوم نفس خود را و صفات و کمالات او را مىشناسى، پس به معرفت ربّ خویش راه مىبرى اما مىگوئى: بیت
سرّیست که جز نهفتنش نیست روا درّیست نفیس و سفتنش نیست روا
رازى که میان جان جان و جانست دانستنى است و گفتنش نیست روا
فکان محمّد صلى اللّه علیه و سلّم أوضح دلیل على ربّه، فإنّ کلّ جزء من العالم دلیل على أصله الّذى هو ربّه فافهم.
یعنى چون هر جزوى از عالم دلیل است بر اصلش و بر اسمى که ربّ اوست، لاجرم محمد علیه السلام نیز دلیلى است واضح بر ربّ خویش، اعنى «ربّ الأرباب» که آن «اللّه» است سبحانه و تعالى آرى بیت:
در بشر روپوش کردست آفتاب فهم کن و اللّه أعلم بالصّواب
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۳
فإن شئت قلت بمنع المعرفة فی هذا الخبر و العجز عن الوصول فإنّه سائغ فیه. و إن شئت قلت بثبوت المعرفة. فالأوّل أن تعرف أنّ نفسک لا تعرفها فلا تعرف ربّک. و الثّانى أن تعرفها فتعرف ربّک.
شرح یعنى از وجهى معرفت نفس حقیقت ممکن نیست. زیرا که إدراکات عاجزاند از کنه آن؛ چرا که حقیقت نفس از جهت وجود عاید است به حقیقت ذات الهیّت، و امکان نیست که جز حق کسى حقیقت حق داند. و از وجهى دیگر معرفت به حسب کمالات و صفات آن ممکن است؛ و عرفا را حاصل. پس به مقدار یافت کمالات نفس رب را توان شناخت.
فکان محمّد- صلّى اللّه علیه و سلّم- اوضح دلیل على ربّه، فإنّ کلّ جزء من العالم دلیل على أصله الّذی هو ربّه فافهم.
شرح یعنى چون هر جزوى از اجزاى عالم دلیلست بر اصل او، که ربوبیّت تربیت او مىکند، و هر اسمى از اسماى الهى تربیت چیزى از عالم مىکند، و محمّد- علیه السّلام- خلیفه حق و مظهر اسم اللّه است؛ پس وجود وى دلیل بود بر اصل که ربّ الأرباب است.