عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الخامسة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال رضی الله عنه :  ( وإنّما حبّب إلیه النّساء فحنّ إلیهنّ لأنّه من باب حنین الکلّ إلى جزئه ، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحقّ فی قوله فی هذه النّشأة الإنسانیّة العنصریّة وَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی[ الحجر : 29 ] .  ثمّ وصف نفسه بشدّة الشّوق إلى لقائه فقال للمشتاقین : « یا داود إنّی أشدّ شوقا إلیهم » یعنی للمشتاقین إلیه . وهو لقاء خاصّ . فإنّه صلى اللّه علیه وسلم قال فی حدیث الدّجّال إنّ أحدکم لن یرى ربّه حتّى یموت ؛ فلا بدّ من الشّوق لمن هذه صفته  . )

 

قال رضی الله عنه :  ( وإنما حبب إلیه صلى اللّه علیه وسلم النساء فحنّ) ، أی شفق واشتاق إلیهنّ لأنه ، أی ذلک الحنین (من باب حنین الکل إلى جزئه) ، کحنین النفس إلى نفسها فأبان ، أی أوضح وکشف صلى اللّه علیه وسلم بذلک الحنین المذکور (عن الأمر) الإلهی (فی نفسه من جانب الحق) تعالى (فی قوله) سبحانه (فی) حق (هذه النشأة) ، أی الخلقة (الإنسانیة العنصریة) ، أی المرکبة من العناصر الأربعة ("فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی")[ الحجر : 29 ] .

فالروح مظهر معلومیته تعالى من نفسه لأنه تعالى عالم ومعلوم ، فمعلومه منه ظهر له بظهور ما یمیزه عنه تعالى وهو الروح المنسوب إلیه سبحانه کحوّاء عن آدم علیه السلام من قبل آدم ، وحوّاء علیها السلام کالروح الکلی والنفس الکلیة والقلم الأعلى واللوح المحفوظ والعرش العظیم والکرسی والطبیعة الکلیة والعناصر الأربعة والأرکان والموالید الأربعة .

 

قال تعالى :"وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ"[ الروم : 27 ] فهو تعالى علم نفسه فعلم العالم ، فهو العالم والمعلوم والشاهد والمشهود ، وکل ما عداه تعالى فهو مراتب عدمیة تمیز بین حضراته سبحانه والأمر فی نفسه على ما هو علیه لم یتغیر أصلا ، والکلام کله بحسب المراتب لا غیر .

 

قال رضی الله عنه :  (ثم وصف) تعالى (نفسه بشدة الشوق إلى لقائه) ، أی لقاء هذا الإنسان المنفوخ فیه من روحه تعالى (فقال) تعالى (للمشتاقین) إلیه من عباده الصالحین فیما أوحى إلى داود علیه السلام کما ورد فی الخبر عن نبینا صلى اللّه علیه وسلم : " یا داود إنی أشد" ، أی أکثر ("شوقا إلیهم ") .

"" أضاف المحقق :

لفظه عند الدیلمی : « یقول اللّه عز وجل طال شوق الأبرار إلى لقائی وأنا إلیهم أشد شوقا » عن أبی الدرداء  ""

قال رضی الله عنه :  ( یعنی للمشتاقین إلیه) تعالى من عباده وهو ، أی الشوق المذکور (لقاء) إلهی (خاص) غیر اللقاء العام فی حصول کل شیء عنده تعالى من غیر غیبة أصلا وإن غاب بعض الأشیاء عن حضوره مع اللّه تعالى (فإنه) سبحانه لا یغیب عنه شیء فإنه ، أی الشأن أو نبینا صلى اللّه علیه وسلم .

 

قال رضی الله عنه : (قال فی حدیث) خروج (الدجال) المشتمل على قصته (إن أحدکم) یا عباد اللّه المؤمنین (لن یرى ربه) تعالى (حتى یموت) بالموت الاضطراری أو الموت الاختیاری .

 

وفی روایة : إنکم تروا ربکم عز وجل حتى تموتوا . أخرجه الطبرانی عن أبی أمامة (فلا بد من الشوق) الشدید أیضا من العبد المؤمن (لمن هذه) ، أی صفته الشوق الجدید (صفته) لعبده المؤمن .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال رضی الله عنه  : ( فافهم فإنما حبب إلیه النساء فحن ) أی فمال ( إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئیة فأبان ) أی أظهر الرسول علیه السلام ( بذلک ) القول أو بحنینه إلى النساء ( عن الأمر فی نفسه ) قوله ( من جانب الحق ) یتعلق بالأمر ( فی قوله ) أی فی قول الحق ( فی هذه النشأة العنصریة وَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی) فحن الحق إلینا حنین الکل إلى جزئه فحن إلیه حنین الجزء إلى کله والفرع إلى أصله فأبان رسول اللّه هذا المعنى بحنینه النساء فی قوله حبب إلیّ من دنیاکم ثلاث النساء فإن الأمر کذلک بین اللّه وبین عباده .

 

قال رضی الله عنه  : ( ثم وصف ) الحق ( نفسه بشدة الشوق إلى لقائه ) یضاف إلى الفاعل ، وترک ذکر المفعول أی یشتاق الحق للقاء نفسه إلى من یشتاق إلیه ( فقال للمشتاقین ) لأجل اشتیاقهم إلیه ( یا داود أنی أشدّ شوقا إلیهم ، یعنی للمشتاقین إلیه وهو ) أی اللقاء الذی یشتاق الحق أشدّ اشتیاق ( لقاء خاص ) بالموت الطبیعی ( فإنه قال فی حدیث الرجال أن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت فلا بد من الشوق لمن هذه صفته ) أی لا بد لمن لم یر ربه إلا بالموت من شوق إلى هذا اللقاء الخاص وإن کره سبب هذا اللقاء عنده وهو الموت فکان الحق أشدّ شوقا إلى هذا اللقاء الخاص وإن کره سببه عنده کما فی حدیث التردد.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی». ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه. وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال: وإنما حبب إلیه من الدنیا ثلاث، لأن حقیقة التثلیث موجودة بالذات فیه.

قال: وقدم النساء، اشارة إلى ظهور حواء من آدم، علیه السلام، من ضلعه فهی جزء من آدم فقدمت فقدم النساء من أجل ذلک.

 

قال رضی الله عنه: فإن شئت منعت أن أحدا یعرف ربه من نفس هذا الخبر حتى کأنک قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه؛ لکنه لا یعرف أحد نفسه فإذن لا یعرف أحد ربه. 

وهو معنى قوله: فإنه سائغ" فیه أی قد یفهم من هذا الحدیث تعذر المعرفة بالعجز عن درکها.

قال: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة من ظاهر هذا الحدیث،

فکأنک قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لکن کل أحد یعرف نفسه فإذن کل أحد یعرف ربه وهو معنى قول: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة.

ثم ذکر أن شوق العباد إلى ربهم هو من حنین الفرع إلى أصله وشوق الحق تعالى إلى المشتاقین إلیه هو بالعکس.

من هذا وقد ورد على بعض الفقراء خطاب صورته: «یا عبد أنا أشوق إلیک منک إلی، تطلبنی بطلبی وأنا أطلبک بطلبک وبطلبی»، 


وذکر البیتین الشعر ثم ذکر التثلیث الذی فی محمد صلی الله علیه وسلم: 

أنه حق ورجل وامرأة فحن الرجل إلى أصله الذی هو ربه کحنین المرأة إلیه، إذ هو أصلها. فمحبته، علیه السلام، للنساء محبة الأصل الفرعه کما أحب الله تعالى عبده.

ثم ذکر أن المحبة أوجبت عموم الشهوة بجمیع البدن قال: ولذلک وجب الغسل من الانزال.

قال: وسر وجوبه أن لذة الانزال فی الجماع تغمر قلب العبد حتى یغیب غالبا عن حضوره مع الله تعالى، والغیبة نجاسة عمت جمیع أجزاء العبد"، فوجب أن یتطهر فی جمیعه ویرجع بالنظر الاعتباری إلى أن یرى کل ما فنی فیه قلب العبد بالغیبة عن ربه تعالى، فهی نجاسة ولا یکون إلا ذلک، فإن الأنانیة نجاسة واضمحلال الرسم باب الشهود الإلهی وفی هذا الکلام أسرار شریفة یقال مشافهة إن شاء الله تعالی.

  

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال رضی الله عنه  : (إنّما حبّب إلیه النساء فحنّ إلیهنّ، فإنّه من باب حنین الکلّ إلى جزئه).


یعنی  رضی الله عنه  : أنّ کلَّیة الکلّ لا تکون إلَّا بالجزء ، إذ الکلّ بالجزء کلّ فهو حنین الشیء إلى نفسه باعتبارین وحیثیّتین .

 

قال رضی الله عنه  : ( فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة  العنصریة "وَنَفَخْتُ فِیه ِ من رُوحِی "  ثم وصف نفسه بشدّة الشوق إلى لقائه ، فقال للمشتاقین : یا داوود إنّی أشدّ شوقا إلیهم ، یعنی للمشتاقین إلیه ، وهو لقاء خاصّ ، فإنّه  صلَّى الله علیه وسلَّم قال فی حدیث الدجّال : إنّ أحدکم لن یرى ربّه حتى یموت ، فلا بدّ من الشوق لمن هذه صفته .) .

 

یعنی  رضی الله عنه  : لمن یحبّ أن یموت شوقا إلى الحق ، والسرّ أنّ الحق - من حیث تعیّنه بعین العبد المشتاق - یشتاق إلى نفسه من حیث تعیّنه فی الأصل ، ثم إنّه من حیث الأصل یشتاق إلى نفسه فی مرتبة التقیید ، فیکون حینئذ اشتیاق الحق أشدّ ، لکون شوقه تعالى ضعف الشوق الظاهر من المسمّى عبدا ، إذ هو المشتاق إلى نفسه من حیثیّتین فی مرتبتین له ، ذاتیّتین ، فافهم ، فإنّه عاد من مقام قوله : من تقرّب إلیّ شبرا ، تقرّبت منه ذراعا ، ومن تقرّب إلیّ ذراعا ، تقرّبت منه باعا ، ومن أتانی یمشی ، أتیته هرولة .

  

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال رضی الله عنه : (وإنما حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه ) لأن کلیة الکل إنما تکون بجزئیة الجزء فلا یکون الکل کلا حتى یکون الجزء جزءا فهو حنین الشیء إلى نفسه باعتبارین وحیثیتین ، فإن الجزء باعتبار الحقیقة عین الکل وباعتبار التعین غیره والشیء لا یحب إلا نفسه کما مر ، فإن الحب فی الوجود حقیقة واحدة ولا یحن ولا یشتاق إلا مع بینونة واحتجاب فیحن الکل فی الجزء إلى نفسه باعتبار جزئیته للبینونة الواقعة بتعین الجزء ، وفی الکل إلى نفسه باعتبار جزئیته للبینونة الواقعة بتعین الکل من حیث هو کل ، ولولا ذلک الافتراق بالاثنینیة لما کان الکل کلا ولا الجزء جزءا فخلص الحب ولذته من الحنین وألمه .

"" أضاف بالی زاده :-

فحن الحق إلینا حنین الکل إلى جزئه فنحن إلیه حنین الجزء إلى کله والفرع إلى أصله ، فأبان علیه الصلاة والسلام هذا المعنى بحنینه إلى النساء بالحدیث ، فإن الأمر کذلک بین الحق وعباده . أهـ بالى زاده  ""

 

قال رضی الله عنه :  ( فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة العنصریة الإنسانیة "ونَفَخْتُ فِیه من رُوحِی " ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه للمشتاقین فقال یا داود إنی أشد شوقا إلیهم یعنى للمشتاقین إلیه وهو لقاء خاص فإنه قال فی حدیث الدجال " إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت " فلا بد من الشوق لمن هذه صفته )

 

أی لمن لا یرى ربه حتى یموت فیحب أن یموت شوقا إلى الحق . کما حکى الأصمعی أنه مر فی بعض طرق البادیة بحجر على جادة الحجاج مکتوب علیه هذا البیت :

ألا أیها الحجاج باللَّه خبروا  .... إذا حل عشق بالفتى کیف یصنع

فکتب تحته :

یداوی هواه ثم یکتم سره  .... ویخضع فی کل الأمور ویخشع

 

قال : فرجعت إلیه فی الثانی ، فإذا مکتوب تحته :

وکیف یداوی والهوى قاطع الحشا  .... وفی کل یوم روحه تتقطع

قال فکتبت تحته :

إذا لم یطق صبرا وکتمان سره   ..... فلیس له شیء سوى الموت أنفع

 

قال فرجعت إلیه فإذا أنا بشاب نحیف قد شحب لونه ودق شخصه وقد قضى نحبه وخر میتا.

والسر فی زیادة شوق الحق أن الحق من حیث تعینه تعین العبد المشتاق ،

یشتاق إلى نفسه من حیث تعینه فی الأصل ، ثم إنه من حیث الأصل یشتاق إلى نفسه فی مرتبة التقیید فیکون فی اشتیاق الحق لکون شوقه تعالى أضعاف أضعاف الشوق الظاهر من المسمى عبدا إذ هو المشتاق إلى نفسه من حیثیتین فی مرتبتین ذاتیتین ،

ولا شک أن الشوق فی مرتبة الأصل أقوى بما لا یبلغ کنهه لأن الشوق بقدر الحب ، والحب هناک فی الغایة ، ومنه یتحقق معنى قوله « من تقرب إلىّ شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا ، ومن أتانی ماشیا أتیته هرولة » .

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإنما حبب إلیه النساء فحن إلیهن ، لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه ، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله - فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة - : "ونفخت فیه من روحی".)

واعلم ، أن المرأة باعتبار الحقیقة عین الرجل ، وباعتبار التعین یتمیز کل منهما عن الآخر . ولما کانت المرأة ظاهرة من الرجل فی الأصل کانت کالجزء منه انفصل وظهر بصورة الأنوثة ، فحنینه ، صلى الله علیه وسلم ، إلیهن من باب حنین الکل إلى جزئه فأبان النبی صلى الله علیه

وسلم ، وأظهر بذلک القول عن الأمر فی نفسه ، وکذلک الأمر فی الجانب الإلهی .

 

فإن قوله تعالى : "ونفخت فیه من روحی" . یدل على أن نسبة آدم علیه السلام إلى ربه بعینها نسبة الجزء إلى کله والفرع إلى أصله ، وکل کل یحن إلى جزئه ، وکل أصل یحن إلى فرعه ، فحصل الارتباط بین الطرفین ، فصار کل منهما محبا من وجه ، ومحبوبا من آخر .

 

قال الشیخ رضی الله عنه : (ثم، وصف ) الحق ( نفسه بشدة الشوق إلى لقائه ) أی ، إلى لقاء من هو مشتاق إلیه.

ولما کان المحب المشتاق عین المحبوب فی الحقیقة ، وإن کان غیره بالتعین، قال : (إلى لقائه)

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فقال للمشتاقین : ) أی ، خاطب لأجل المشتاقین ( "یا داود ، إنی أشد شوقا إلیهم " . یعنى للمشتاقین إلیه . وهو لقاء خاص . ) أی ، لقاء الحق لنفسه فی صورة المحب المشتاق لقاء خاص غیر لقائه لنفسه فی صورة الإطلاق الکلى والغیب الأصلی بالشهود الأزلی . ولهذا اللقاء خصوصیة لا تحصل بدون هذا المجلى المعین . کما مر فی أول الکتاب .

لذلک کان أشد شوقا إلیهم ، لأن ما لا یحصل إلا بالمرآة المحدثة لا یکون أزلیا ، فیشتاق إلى المرآة لیرى صورة نفسه ویبتهج بنفسه ابتهاجا کلیا .

وشوق کل مشتاق لا یکون إلا بحسب علمه وإدراکه للمعانی الظاهرة فی محبوبه .

والحق تعالى منبع العلم الذاتی والصفاتی ، ومن حضرة علمه نصیب کل عالم من العلم ، فعلمه بحقیقة المحبوب وکمالاته أتم ، فشوقه ومحبته إیاهم أعظم وأقوى من محبة کل مشتاق إلیه .

قوله رضی الله عنه  : ( فإنه قال فی حدیث الدجال : "إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت ". )

تعلیل لقوله : ( وهو لقاء خاص . ) فإن قوله ، علیه السلام : ( إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت ) . یدل على أن الملاقاة بین العبد وبین ربه مترتبة على موت العبد وما یکون مترتبا على الأمر الخاص یکون خاصا .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلا بد من الشوق لمن هذه صفته . ) أی ، إذا کان اللقاء الخاص موقوفا على الموت ، فلا بد من أن یشتاق الحق لمن لا یرى ربه ، حتى یموت فیراه .

أی ، إذا کان اللقاء الخاص موقوفا إلى الموت ، فلا بد أن یکون الشوق حاصلا لمن یکون هذه الحال صفته .

 

ف ( من ) عبارة عن الحق سبحانه . أی ، لا بد من أن یکون الحق مشتاقا إلى مالا یمکن أن یراه العبد إلا به وهو الموت .

وتحقیقه : أن الهویة الإلهیة الظاهرة فی صورة العبد هی التی تشتاق إلى الموت لتصل إلى مقام جمعه وتخلص عن مضائق الإمکان وعوارض الحدثان ، وذلک لا یحصل إلا بالموت ، لأن الملاقاة بین العبد وبین ربه موقوف على الموت ، والحق سبحانه یرید هذا النوع من الملاقاة ، فیشتاق إلیه .

 

ویجوز أن یکون الاشتیاق من جهة العبد . أی ، لا بد لمن لا یرى ربه إلا عند الموت أن تشتاق إلیه .

لکن قوله آخرا: ( فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت ) یؤید ما ذکرنا أولا ، لأن الضمیر فی قوله : "فهو یشتاق " للحق ، إذا العبد یکره الموت ، فلا یشتاق إلیه ویکره تحققه. والله أعلم .

 

واعلم أن هذا الخطاب أی قوله : ( أحدکم ) للمؤمنین الموحدین ، لا للکافرین المحجوبین . لأن المراد بالموت إما الموت الإرادی ، أو الطبیعی .

والأول الحاصل للعارفین ، موجب للقاء الحق بحسب تجلیاته الأسمائیة أو الصفاتیة أو

الذاتیة ، على قدر قوة استعدادهم وسیرهم فی السلوک .

والعابدون والزاهدون والصلحاء من عباد الله الذین لا قوة لاستعداداتهم على قطع المنازل والمقامات ، فلا یحصل لهم اللقاء حتى یحصل لهم الموت الطبیعی وینکشف لهم النعیم ، کما

دل علیه حدیث ( التحول ) .

وأما المحجوبون الذین طبع الله على قلوبهم وران علیها الهیئات المظلمة والأخلاق المغیمة المکتسبة ، فلا ینظر الحق إلیهم ولا یکلمهم یوم القیامة ولا یشتاق إلیهم .

 

کما قال رضی الله عنه : " من أحب لقاء الله ، أحب الله لقائه ، ومن کره لقاء الله ، کره الله لقائه ". " ومن کان فی هذا أعمى فهو فی الآخرة أعمى وأضل سبیلا ".


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

قال رضی الله عنه :  ( وإنّما حبّب إلیه النّساء فحنّ إلیهنّ لأنّه من باب حنین الکلّ إلى جزئه ، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحقّ فی قوله فی هذه النّشأة الإنسانیّة العنصریّةوَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی[ الحجر : 29 ] ، ثمّ وصف نفسه بشدّة الشّوق إلى لقائه فقال للمشتاقین : « یا داود إنّی أشدّ شوقا إلیهم » . یعنی : للمشتاقین إلیه وهو لقاء خاصّ ، فإنّه صلّى اللّه علیه وسلّم قال فی حدیث الدّجّال" إنّ أحدکم لن یرى ربّه حتّى یموت" . رواه الترمذی ، ؛ فلا بدّ من الشّوق لمن هذه صفته ،).


ثم استشعر سؤالا بأن أجزاء العالم لم تشارک النساء فی جزئیته علیه السّلام ، فلما خصت النساء بالتحبب دون سائر أجزاء العالم ، فقال : ("وأنا حببت إلیّ النساء " ) ؛ لأن الجزئیة فیهن أظهر لمجانستهن إیاه ، والمجانسة سبب الحب ، وانضمت إلیه الجزئیة ( فحن إلیهن ) دون أجزاء العالم ( حنین الکل إلى جزئه ) المناسب له ، فشبه بذلک فی حب ربه لمن خلقه على صورته المعنویة من الحیاة والعلم ، والإرادة والقدرة ، والسمع والبصر والکلام فأبان أی :

صار صلّى اللّه علیه وسلّم ( بذلک ) ، أی : بهذا الحب ثباتا ( على الأمر ) ، أی : أمر الحب ( فی نفسه ) الذی کان ( من جانب الحق ) لعباده الکمّل ، وهو المذکور ( فی قوله ) الوارد فی حق ( هذه النشأة الإنسانیة العنصریة ) الشاملة على مرایا هذه الصفات ،( وَنَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی) [ الحجر : 29]

، فأشار إلى حبه إیاها بنفخ الروح المشرف بإضافته إلیه ؛ لمناسبته إیاه فی التجرد وسائر الصفات الوجودیة ، وإن کانت فی غایة البعد عنه من حیث العنصریة .


( ثم ) أی : بعد الإشارة إلى حبه لها بهذا النفخ ، ( وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه ، فقال ) فیما أول على داود علیه السّلام ؛ لبیان شوقه ( للمشتاقین ) من جملة الأبرار : « ( یا داود ) طال شوق الأبرار إلى لقائی ، ( "وإنی أشد شوقا إلیهم "  ) ، ولکن لا یغنی کل مشتاق إلى رؤیته ، فإنها من حظوظ النفس ، وإنما ( یعنی للمشتاقین إلیه ) ، أی : إلى ذاته بالغناء فیه والبقاء به ، فإن الحق وإن اشتاق إلى لقیا کل مشتاق ، لکن لا یوصف بشدة الشوق إلا بالنسبة إلى من اشتد شوقه إلیه وهو المشتاق لذاته ، واللقاء وإن کان أعم من لقاء الرؤیة ، ولقاء الفناء والبقاء ، فلقاء الفناء والبقاء ( هو لقاء خاص لهم ) ، وهو إنما یحصل بالموت حال الحیاة کما أن لقاء الرؤیة إنما یحصل بالموت الطبیعی .

 

( فإنه صلّى اللّه علیه وسلّم قال فی حدیث الدجال ) ؛ لبیان بطلان إلهیته بکونه یراه الأحیاء بلا فناء عن ذواتهم وبقائهم به : ( " إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت " ) ، إما الموت الطبیعی أو موت الفناء عن نفسه » ، وهذا وإن فنی عن نفسه ، ( فلا بدّ له من الشوق لمن هذا صفته ) ، وإذا کان لقاؤهم ببقائهم ،

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

 

شوق الربّ إلى مربوبه

وإذ قد عرفت وجه کلَّیة محمد بالنسبة إلى باقی أجزاء العالم ( فإنما حبّب إلیه النساء ، فحنّ إلیهن لأنّه من باب حنین الکل إلى جزئه ) ، وبیّن أنّ حکم الخاتم کلَّیّ یشمل أحکام سائر المراتب ، فإنّها قوانین کلَّیة وأصول راسخة تنطبق على سائر الجزئیّات والفروع ( فأبان بذلک ) البیان ( عن الأمر فی نفسه من جانب الحقّ ) بالنسبة إلى العبد ( فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیّة العنصریّة :

" وَنَفَخْتُ فِیه ِ من رُوحِی " فإنّه معرب عن الارتباط المذکور بین الکل والجزء .

( ثمّ وصف نفسه بشدّة الشوق إلى لقائه ، فقال للمشتاقین ) الذین من جملتهم داود ، مخاطبا إیّاه فی بساط إیّاه فی بساط قربه وحریم مباسطته : ( « یا داود إنی أشدّ شوقا إلیهم » - یعنی للمشتاقین إلیه ) .

 

الشوق واللقاء

ثمّ إنّ الشوق فی عرف أهله ما یکون للمحبّ فی غیبة المحبوب ، کما قیل : "الشوق یسکن باللقاء ، والاشتیاق یزید " .

ففی الکلام هاهنا نوع تدافع حیث أنّه قال من جهة المقرّبین المشتاقین الذین من جملتهم داود :

« إنّی أشدّ شوقا إلیهم » ،

ولذلک قال : ( وهو لقاء خاصّ ) دفعا لما یتوهّم من التدافع ، وهو اللقاء الخالص عن شوائب الحجب المحفوفة بها هذه النشأة العنصریّة الإنسانیّة ، ( فإنّه قال فی حدیث الدجال : " إنّ أحدکم لن یرى ربّه حتّى یموت " ) ویتحقّق بالجمعیّة الکمالیّة ، خالصة عن شوائب الحجب والنسب التی له فی زمان قربه إیّاه .

 

( فلا بدّ من الشوق لمن هذه صفته ) وهو أن یکون مع کمال القرب منحجبا غیر محظوظ عن المشاهدة ، کما قیل :وأبرح ما یکون الشوق یوما إذا دنت الخیام من الخیامفاللقاء الحاصل له بعد الموت ، له صفة خاصة من الجمعیّة الکمالیّة التی تتبع رفع الحجاب من کمال العزّة والاستغناء مع البذل والعطاء ، فإنّ الحجاب مقتضى العزة کما أنّ رفعها مقتضى البذل والقبول ،

کما قیل :

لبسن الوشی لا متجمّلات  …. ولکن کی یصنّ به الجمالا

وتلک الخصوصیّة المرغوبة إلیها إنّما نشأت من هذه النشأة الحجابیّة ، لا من الموت ، فإنّ رفع الحجاب عدمیّ ، والأثر إنّما هو لما یتبعه من المشاهدة ، فمبدأ تلک الخصوصیّة الکمالیّة التی فی اللقاء بعد الموت من هذه النشأة أیضا لا من الموت کما قال المتنبی:

فراق ولکن فیه قد جمع الشمل  .... وهجر ولکن منه یکتسب الوصل

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( حبب إلیه النساء فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة العنصریة «و نفخت فیه من روحی».

ثم وصف نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنی أشد شوقا إلیهم» یعنی المشتاقین إلیه.

وهو لقاء خاص: فإنه قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت، فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.)  

قال رضی الله عنه :  ( وإنّما حبّب إلیه النّساء فحنّ إلیهنّ لأنّه من باب حنین الکلّ إلى جزئه ، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحقّ فی قوله فی هذه النّشأة الإنسانیّة) .

 

( وإنما حبب إلیه النساء فحن إلیهن حنین الکلی إلى جزئه فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحق فی قوله فی هذه النشأة الإنسانیة)

 

( العنصریة ونفخت فیه من روحی ثم وصف الحق نفسه ) . بعدما قال : ونفخت فیه من روحی وأثبت بینه وبین العبد نسبة الکلیة والجزئیة ( بشدة الشوق إلى لقائه فقال ) لداود علیه السلام ( للمشتاقین ) ، أی لأجلهم ( یا داود إنی أشد الناس شوقا إلیهم یعنی للمشتاقین إلیه وهو لقاء خاص ) لا یکون إلا بعد الموت ( فإنه صلى اللّه علیه وسلم قال فی حدیث الدجال إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت ) رواه الترمذی باب ما جاء فی علامة الدجال : " عن ابن عمر قال : قام رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم فی الناس فأثنى على اللّه بما هو أهله ثم ذکر الدجال فقال إنی لأنذرکموه وما من نبی إلا وقد أنذر قومه ولقد أنذره نوح قومه ولکنی سأقول لکم فیه قولا لم یقله نبی لقومه تعلمون أنه أعور وإن اللّه لیس بأعور قال الزهری وأخبرنی عمر بن ثابت الأنصاری أنه أخبره بعض أصحاب النبی صلى اللّه علیه وسلم أن النبی صلى اللّه علیه وسلم قال یومئذ للناس وهو یحذرهم فتنته تعلمون أنه لن یرى أحد منکم ربه حتى یموت وإنه مکتوب بین عینیه ک ف ر یقرأه من کره عمله " قال أبو عیسى هذا حدیث حسن صحیح .

 

فما یشتاق إلیه الحق لقاء العبد رائیا له بعد الموت ، وهذا هو اللقاء الخاص الذی لا یکون إلا بعد الموت . (فلا بد من الشوق لمن هذه صفته ) ، أی لا بدّ أن یشتاق الحق إلى من هذه الرؤیا التی تکون بعد الموت صفته


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص:۶۰۰-۶۰۱

و إنّما حبّب إلیه النساء فحنّ إلیهنّ لأنّه من باب حنین الکلّ إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحقّ فی قوله فی هذه النشأة الانسانیة العنصریة وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی*.

و حب نساء براى او مفروض شد یعنى نساء را محبوب او گردانیدند و تحبیب کردند که بدانها میل کرد، که از باب نیل کل به جزء خود است. پس رسول اللّه (ص) به این قول خود از یک نفس الامر و واقعى از جانب حق سبحانه در این نشئه انسانیه عنصریه ابانه و اظهار کرد که فرمود: وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی* (حجر: 29).

چه این بیان حق تعالى معرب و مشعر است به ارتباط مذکور بین کل و جزء یعنى نفخت فیه من روحى دالّ است بر نسبت آدم به رب خود که بعینه نسبت جزء به کل و فرع به اصل است و هر کل به جزء خود میل ‌می‌نماید و هر اصلى به فرع خود که ارتباط بین طرفین حاصل ‌می‌گردد که هر یک از دو طرف از وجهى محب و از وجهى محبوب طرف دیگر است. چنانکه حق سبحانه فرمود: یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ‏ (مائده: 54) و اصل این است که «یحبهم مقدم است یعنى اول او ما را دوست ‌می‌دارد و ما محبوب اوییم چه تا او ما را دوست نداشته باشد محال است که ما او را دوست بداریم فافهم.

ثم وصف الحقّ نفسه بشدة الشوق إلى لقائه فقال للمشتاقین یا داود إنّی أشد شوقا إلیهم. یعنی للمشتاقین إلیه و هو لقاء خاص، فإنّه قال فی حدیث الدّجّال: إنّ أحدکم لن یرى ربّه حتّى یموت؛ فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.

سپس حق سبحانه خود را وصف فرمود به شدت شوق به لقاى خود و درباره مشتاقان فرمود: یا داود إنّی اشدّ شوقا إلیهم. یعنى به مشتاقان به او.

این لقاى خاص است (که لقاى حق تعالى است خود را در صورت محب مشتاق).

چه اینکه رسول اللّه (ص) در حدیث دجال فرمود: «ان أحدکم لن یرى ربّه حتّى یموت)( دجال دخلى در مطلب ندارد بلکه غرض در بیان این جمله است که در حدیث راجع به دجال آمده است.) پس کسى که این حالت یعنى لقاء خاص صفت اوست، ناگزیر شوق به موت دارد.

آن کس که این لقاء خاص صفت اوست حق سبحانه است و شوق او به موت عبد بیان حقانیت موت است در متن نظام کیانى عالم که الموت حق و چون موت عبد سبب خلاصى وى از مضایق امکان و عوارض عالم طبیعت است از این معنى تعبیر به اشتیاق رب به موت شده است که ملاقات بین عبد و ربش موقوف بر موت است، پس مشتاق به موت است. «ان الموت حقّ».

و اگر مراد از آن کس را که این لقاء صفت اوست عبد بگیریم معنى روشن است که عبد باید مشتاق موت ارادى و طبیعى خود باشد.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۷۱-۱۰۷۴

و إنّما حبّب إلیه النّساء فحنّ إلیهنّ لأنّه من باب حنین الکلّ إلى جزئه، فأبان بذلک عن الأمر فى نفسه من جانب الحقّ فى قوله فى هذه النّشأة الإنسانیّة العنصریّة وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی*.

بباید دانست که مرأة به اعتبار حقیقت عین رجل است؛ و به اعتبار تعیّن هر یکى از دیگرى ممتاز. و چون مرأة در اصل از رجل ظاهر شده است لاجرم به منزله جزوى است منفصل گشته از او و ظهور یافته به صورت انوثت. پس حنین او- صلى اللّه علیه و سلم- به سوى نسوان از باب حنین کلّ است به جزوش.

لاجرم رسول علیه السلام اظهار کرد به این قول امرى را که در نفس اوست و هم امرى را که در جانب الهى است. چه قول حق سبحانه و تعالى که مى‏فرماید وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی* دلالت مى‏کند بدینکه نسبت آدم به ربّش بعینها نسبت جزوست به کلّش و فرع به اصلش؛ و هر کل را حنین است به جزوش؛ و هر اصل را شوق است به سوى فرعش. لاجرم ازین روى ارتباط بین الطرفین حاصل باشد و هریک از وجهى محبّ باشد و از وجهى محبوب.

ثمّ وصف نفسه بشدّة الشّوق إلى لقائه فقال للمشتاقین‏

«یا داود إنّى أشدّ شوقا إلیهم»

یعنى للمشتاقین إلیه. (المشتاقین الیه- خ)، و هو لقاء خاصّ.

بعد از آن وصف کرد نفس خود را به شدّت شوق به لقاى آنکه مشتاق اوست و چون محبّ مشتاق در حقیقت عین محبوب است اگرچه به اعتبار تعیّن غیر اوست «إلى لقائه» گفت. پس خطاب کرد داود را از براى مشتاقان و گفت شوق من به لقاى ایشان بیش از شوق ایشان است به لقاى من.

و این لقاى خاص است. یعنى لقاى حقّ سبحانه و تعالى نفس خود را در صورت محبّ مشتاق لقاى خاص است و غیر لقاى اوست مر نفس خود را در صورت اطلاق کلّى و غیب اصلى.

و این لقاء را خصوصیّتى است که بى‏این تجلّى معیّن خالص نمى‏شود چنانکه در اوّل کتاب گذشت. و لهذا شوق او از شوق ایشان زیادت است از براى آنکه این لقاء که مطلوب حقّ است بى‏وجود محبّ که مرآت جمال‏نماى اوست حاصل نمى‏شود. لاجرم حق را اشتیاق لقاى محبّ پیش از وجود او بود و محبّ پیش از وجود خاص خود مشتاق نبود؛

و هیچ شبهه نیست که شدّت اشتیاق به حسب طول مدّت است و کمال شوق هر مشتاق به‏اندازه علم اوست به کمال جمال، و به مقدار ادراکش کمالات ظاهره را در محبوبش.

و حقّ سبحانه و تعالى منبع علم ذاتى و صفاتى است؛ و نصیب هر عالم، از حضرت علم اوست. پس علم او به حقیقت محبوب و کمالاتش اتم بود، لاجرم شوق و محبّت او اقوى و اعظم باشد از محبّت و شوق هرکه محبّ و مشتاق اوست. لاجرم چنانکه مقتضاى عشق است و موجب شوق محبّ خود را گاهى به شیره و شیر بنوازد و گاهى چون شکرش در آب بگدازد؛ گاهى از چاشنى شراب شوقش مست خراب سازد، و گاهى جگرش بر آتش حسرت کباب سازد. از غلبات شوق و سلبات ذوق چندان لابه عاشقانه کند که محبّ مسکین را آشفته و دیوانه کند؛ و اگر محبّ بیچاره به راه افاقت پوید جام مالامالش پیاپى دهد و گوید: بیت‏

این بخورد جام دگر آرمش‏         فارغ و هشیار نبگذارمش‏

از عدمش من بخریدم به زر بى‏‌مى و بى‌‏مائده کى دارمش‏

شیره و شیرش بدهم رایگان‏                 لیک چو انگور بیفشارمش‏

همچو سر خویش همى‏پوشمش‏ همچو بر خویش همى‏خارمش‏

روح من است و فرح روح من‏ دشمن و بیگانه نینگارمش‏

اوست گرفتار ولى آن کنم‏         که تو بگوئى که گرفتارمش‏

چون محبّ پرنیاز از محبوب دلنواز آن محبّت و دلنوازى و آثار شوق و چاره‏ سازى بیند در مقام شکر گوید، بیت:

جز لطف و جز حلاوت خود از شکر چه آید جز نور پخش کردن خود از قمر چه آید

جز رنگهاى دلکش از گلستان چه خیزد جز برگ و جز شکوفه از شاخ تر چه آید

جز طالع مبارک از مشترى چه یابى‏        جز نقدهاى روشن از کان زر چه آید

آن آفتاب تابان مر لعل را چه بخشد        وز آب زندگانى اندر جگر چه آید

از دیدن جمالى کو حسن آفریند                باللّه یکى نظر کن کاندر نظر چه آید

مائیم و شور و مستى، مستى و بت‏پرستى‏ زین‏سان که ما شدستیم از ما دگر چه آید

چیزى ز ماست باقى، مردانه باش ساقى‏        در ده مى رواقى زین مختصر چه آید

چون گل رویم بیرون با جامه‏هاى پرخون‏ مجنون شدیم مجنون از خواب و خور چه آید

اى شه صلاح دین تو بیرون مشو ز صورت‏ بنما فرشتگان را که از بشر چه آید

فإنّه صلى اللّه علیه و سلّم قال فى حدیث الدّجّال إنّ أحدکم لن یرى ربّه حتّى یموت؛ فلا بدّ من الشّوق لمن هذه صفته.

تعلیل این سخن است که مشاهده جمال خویش در آینه محبّ لقاى خاصّ است، چه قول او علیه السلام که گفت که هیچ‏یک از شما ربّ خود را نمى‏بیند تا از خود نمیرد، دلالت مى‏کند برین معنى که ملاقات میان بنده و پروردگارش عزّ و جلّ مترتّب است بر موت عبد، و آنچه مترتّب بر امر خاصّ باشد هرآینه خاصّ خواهد بود.

پس از شوق چاره نباشد. یعنى چون لقاى خاصّ موقوف بر موت است، لاجرم آن را که ربّ خویش جز به مردن نتواند دید از اشتیاق گزیر نباشد.

و بباید دانست که این خطاب مؤمنان موحّد راست نه کافران محجوب را؛ چه مراد از موت یا موت ارادى باشد، یا موت طبیعى.

و اوّل که حاصل است عارفان را موجب لقاى حقّ است سبحانه و تعالى‏ به حسب تجلّیات اسمائیّه و صفاتیّه یا ذاتیه به قدر استعدادات ایشان بر قطع منازل و مقامات.

و دوم عامه موحّدان را موجب لقاست زیرا که موت طبیعى به حکم‏ فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ‏ واسطه حدّت نظر و کشف غطاء است، لاجرم ایشان را لقاء حاصل نمى‏شود مگر بعد از آنکه حاصل شود موت طبیعى و منکشف گردد نعیم اخروى. پس متجلّى شود حقّ سبحانه و تعالى بر ایشان به صور عقاید ایشان چنانچه حدیث تحوّل دالّ است بر این؛ و امّا منکران محجوب که حقّ تعالى بر دلهاى ایشان مهر نهاده است و هیئات مظلمه و اخلاق ذمیمه مکتسبه، زنگار آینه دل ایشان گشته، و به حکم‏ کَلَّا بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ به مقام «رین» انجامیده، حق سبحانه و تعالى نظر به سوى ایشان نمى‏اندازد و به کلام خویش ایشان را مشرّف نمى‏سازد، لاجرم اشتیاق به لقاى ایشان ندارد کما

قال صلى اللّه علیه و سلّم «من أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه و من کره لقاء اللّه کره اللّه لقاءه»

و قال عزّ و جلّ‏ مَنْ کانَ فِی هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وَ أَضَلُّ سَبِیلًا. نظم:

نظر امروز پیدا کن اگر فردا لقا خواهى‏         که اینجا هرکه هست اعمى بود در آخرت اعمى‏

نخستین دیده روشن کن به نور سینه صافى‏ که تا بینى کلیم‏آسا سناى قدس در سینا

حجاب طلعت جانان توئى تست اى نادان‏ حجاب از پیش برخیزد چه تو از خود شوى یکتا

براى وعده فردا مباش امروز در زحمت‏ اگر دیدار مى‏خواهى دمى از دید خود فرد آ


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۴

 فإنّما حبّب إلیه النّساء، فحنّ إلیهنّ لأنّه من باب حنین الکلّ إلى جزئه.

شرح یعنى أنّ کلّیّة الکلّ لا یکون إلّا بالجزء، إذ الکلّ بالجزء کلّ، فهو حنین الشّى‏ء إلى نفسه.

فأبان بذلک عن الأمر فی نفسه من جانب الحقّ فی قوله فی هذه النّشأة الإنسانیّة العنصریّة «وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی»*.

شرح یعنى چون حنین محمّدى به جانب نساء، حنین کل است به جانب جزو؛ پس به این میل و محبّت ظاهر گردانید حقیقت حال؛ که محبّت از جانب حق با خلق از رابطه‏ایست که در نشأت عنصریّت، به حکم‏ «وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی»* در آن مودّع فرمود تا بدانند که انسان از آن حضرت بیگانه نیست، بلکه نسبت جزو به کلّ و اصل به فرع دارد؛ هر آینه جزو به کلّ مایل بود چنان که اصل به فرع‏مشتاق و متعطّش باشد.

ثمّ وصف نفسه بشدّة الشّوق إلى لقائه فقال للمشتاقین «یا داود إنّى أشدّ شوقا إلیهم»، یعنى المشتاقین إلیه. و هو لقاء خاصّ.

شرح یعنى دیدن حق خود را در آینه بنده دیدن خاص است، غیر دیدن وى- تعالى- ذات خود را در صورت اطلاق کلّى و غیب اصلى. و دیدن شی‏ء نفس خود را در آینه اکمل است از دیدن خود در عین خود. و نیز شوق هر کس به چیزى به حسب علم و ادراک اوست به معانى، که آن ظاهر است در محبوب او. و منبع علوم حضرت حق است. و هر کس را از آن علم نصیبى بیش نیست. و علم حق به حقیقت هر مطلوبى و کمال هر مشتاقى اتمّ و أبلغ بود. پس شوق او- تعالى- اقوى و اعظم باشد.

فإنّه قال فی حدیث الدّجّال إنّ أحدکم لن یرى ربّه حتّى یموت؛ فلا بدّ من الشّوق لمن هذه صفته.

شرح یعنى لمن یحبّ أن یموت شوقا إلى الحقّ و السّرّ أنّ الحقّ من حیث تعیّنه تعیّن العبد المشتاق یشتاق إلى نفسه من حیث تعیّنه إلى الأصل؛ ثمّ أنّه من الأصل‏ یشتاق إلى نفسه فی مرتبة التّقیید فیکون حینئذ اشتیاق الحقّ اشدّ إذ هو المشتاق إلى نفسه فی المرتبتین، فافهم.