الفقرة السادسة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
قال رضی الله عنه : ( فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبین مع کونه یراهم فیحبّ أن یروه ویأبى المقام ذلک . فأشبه قوله :حَتَّى نَعْلَمَ [ محمد : 31 ] مع کونه عالما فهو سبحانه وتعالى یشتاق لهذه الصّفة الخاصّة الّتی لا وجود لها إلّا عند الموت . فیبلّ بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التّردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت فی شیء أنا فاعله کتردّدی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت وأکره مساءته ولا بدّ له من لقائی » فبشّره بلقائه . وما قال له ولا بدّ له من الموت لئلا یغمّه بذکر الموت . )
قال رضی الله عنه : (فشوق الحق) تعالى أی محبته العظیمة (لهؤلاء المقربین) إلى جنابه الشریف (مع کونه) تعالى (یراهم کما یرى غیرهم) ، من کل شیء واللّه بکل شیء بصیر (فیحب) سبحانه (أن یروه) هم أیضا کما یراهم هو (ویأبى) ، أی یمتنع (المقام) فی الحیاة الدنیا على مقتضى التقدیر الإلهی الأزلی (ذلک) ، أی أن یروه فإنهم لا یرونه إلا بعد موتهم اضطرارا واختیارا کما ذکر فأشبه ، أی هذا الشوق منه تعالى لمن یراهم قوله تعالى :"وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِینَ مِنْکُمْ وَالصَّابِرِینَ" [ محمد : 31 ] (مع کونه تعالى عالما) بذلک .
قال رضی الله عنه : (فهو سبحانه وتعالى یشتاق) إلیهم (لهذه الصفة) له تعالى (الخاصة التی) هی محبته سبحانه أن یروه (لا وجود لها) ، أی لهذه الصفة (إلا عند الموت) ، أی موتهم الاضطراری أو الاختیاری (فیبلّ) ، أی یبرد من البلل وهو الرطوبة (بها) ، أی بالصفة المذکورة (شوقهم) ، أی العباد (إلیه تعالى کما قال) النبی صلى اللّه علیه وسلم (فی حدیث التردد وهو من هذا الباب) ، أی باب شوقه تعالى إلى عباده المؤمنین (ما ترددت) ، أی فعلت فعل المتردد من التأنی فی الأمر وعدم الإقدام علیه من کمال اللطف والعنایة (فی شیء) من الأشیاء (أنا فاعله) ، أی فاعل ذلک الشیء (مثل ترددی) ، أی لطفی وعنایتی (فی قبض) روح (عبدی المؤمن یکره الموت) بنفسه البشریة لأنه یوحشها ویبطل ما هی مستأنسة به من أحوال الدنیا ، ویقطع علیها شهواتها وإن قلبه یحن إلى الموت ، لأنه تحفته کما ورد فی الحدیث (وأکره) من کمال اللطف والمحبة
قال رضی الله عنه : (مساءته) ، أی حال السوء على العبد المؤمن کما قال سبحانه :اللَّهُ لَطِیفٌ بِعِبادِهِ[ الشورى : 19 ] ، وهم عباد الاختصاص المضافون إلیه تعالى لیخرج عبید الهوى والدنیا وعبد الدرهم وعبد الدینار وعبد الخمیصة وعبد الزوجة ، کما قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ یُدافِعُ عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا[ الحج : 38 ] ، أی الکاملین فی الإیمان .
قال رضی الله عنه : (ولا بد له) ، أی لذلک العبد المؤمن ("من لقائی" ) . رواه ابن حبان فی صحیحه والبیهقی فی سننه الکبرى.
أی بذلک اللقاء الخاص (بشره بلقائه) ، أی بشر اللّه تعالى عبده المؤمن باللقاء الذی هو مطلوب المحب على کل حال . قال رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم : « من أحب لقاء اللّه لقاءه ومن کره لقاء اللّه کره اللّه تعالى لقاءه ». أخرجه البخاری ومسلم والترمذی والنسائی عن عائشة وعن عبادة بن الصامت ورواه غیرهما .
قال رضی الله عنه : (وما قال) تعالى فی الحدیث المذکور(له) ، أی لعبده المؤمن (ولا بد له) ، أی لذلک العبد (من الموت لئلا یغمّه) ، أی یدخل علیه الغم (بذکر الموت) ، لأن ذکره مما یغم الإنسان باعتبار طبعه البشری .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
قال رضی الله عنه : ( فشوق الحق ) ثابت ( لهؤلاء المقرّبین مع کونه یراهم ) بالشهود المطلق الأزلی ( فیجب أن یروه ) بالرؤیة الخاصة بموت العبد فإن رؤیتک نفسک فی نفسک لا کرؤیتک فی المرآة فإنها رؤیة خاصة لا تکون بدون المرآة .
قال رضی الله عنه : ( ویأبى المقام ) الدنیوی ( ذلک ) اللقاء فلا بد من الخروج من هذا المقام بالموت الطبیعی لحصول اللقاء فأشبه قوله أنی أشدّ شوقا إلیهم ( قوله حتى نعلم مع کونه عالما ) بجمیع الأشیاء بعلمه الأزلی وهو علم خاص حاصل له بصور المظاهر ( فهو ) أی الحق ( یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت ) الطبیعی وإنما قیدنا الموت الطبیعی فإن الموت الإرادی وإن کان سببا لمشاهدة الرب لکنه لیس سببا لهذا اللقاء الخاص وتعمیم الموت بالارادی وغیره فی هذا المقام کما قال البعض لا یجوز لأن الحق لا یشتاق إلا للمقرّبین الذین یموتون بالموت الإرادی ، کما قال فاشتاق الحق لهؤلاء المقرّبین فلقاء الموت الطبیعی غیر لقاء الموت الإرادی ( فیبل ) الحق ( بها ) أی بتلک الصفة التی هی الرؤیة الخاصة بالموت ( شوقهم إلیه ) وینجیهم بماء الوصال عن عذاب نار الشوق نار الفراق
قال رضی الله عنه : ( کما قال تعالى فی حدیث التردد وهو ) أی حدیث التردد ( من هذا الباب ) وهو باب الشوق إلیهم ( ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت وأنا أکره ) من کره یکره ( مساءته ) أی وأنا أکره ما یکرهه المؤمن من الموت فإن المحب هو الذی یکره ما یکرهه محبوبه ( ولا بد له من لقائی ) فلا بد له من الموت ( فبشره ) أی بشر الحق العبد المؤمن بلقائه بقوله ولا بد من لقائی ( وما قال له ) أی ولم یقل للعبد المؤمن ( ولا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت)
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت.)
قال رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما. فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت.)
قال رضی الله عنه: فإن شئت منعت أن أحدا یعرف ربه من نفس هذا الخبر حتى کأنک قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه؛ لکنه لا یعرف أحد نفسه فإذن لا یعرف أحد ربه.
وهو معنى قوله: فإنه سائغ" فیه أی قد یفهم من هذا الحدیث تعذر المعرفة بالعجز عن درکها.
قال: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة من ظاهر هذا الحدیث،
فکأنک قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لکن کل أحد یعرف نفسه فإذن کل أحد یعرف ربه وهو معنى قول: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة.
ثم ذکر أن شوق العباد إلى ربهم هو من حنین الفرع إلى أصله وشوق الحق تعالى إلى المشتاقین إلیه هو بالعکس.
من هذا وقد ورد على بعض الفقراء خطاب صورته: «یا عبد أنا أشوق إلیک منک إلی، تطلبنی بطلبی وأنا أطلبک بطلبک وبطلبی»،
وذکر البیتین الشعر ثم ذکر التثلیث الذی فی محمد صلی الله علیه وسلم:
أنه حق ورجل وامرأة فحن الرجل إلى أصله الذی هو ربه کحنین المرأة إلیه، إذ هو أصلها. فمحبته، علیه السلام، للنساء محبة الأصل الفرعه کما أحب الله تعالى عبده.
ثم ذکر أن المحبة أوجبت عموم الشهوة بجمیع البدن قال: ولذلک وجب الغسل من الانزال.
قال: وسر وجوبه أن لذة الانزال فی الجماع تغمر قلب العبد حتى یغیب غالبا عن حضوره مع الله تعالى، والغیبة نجاسة عمت جمیع أجزاء العبد"، فوجب أن یتطهر فی جمیعه ویرجع بالنظر الاعتباری إلى أن یرى کل ما فنی فیه قلب العبد بالغیبة عن ربه تعالى، فهی نجاسة ولا یکون إلا ذلک، فإن الأنانیة نجاسة واضمحلال الرسم باب الشهود الإلهی وفی هذا الکلام أسرار شریفة یقال مشافهة إن شاء الله تعالی.
قوله: فقال للمشتاقین یا داود إنی أشد شوقا إلیهم یعنی للمشتاقین إلیه وهو لقاء خاص،
فإنه قال فی حدیث الدجال: «إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت» (29) فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت وأکره مساءته ولا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
قال رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقرّبین مع کونه یراهم ، فیحبّ أن یروه ) .
یعنی : بارتفاع حجابیة التعیّن من العین ، الموجب فی زعمه بالبین فی البین ، وبارتفاعه یرتفع الغین من العین ، فتقرّ العین بالعین ، فیقرب أین العین من العین ، إن شاء الله تعالى .
قال رضی الله عنه : ( ویأبى المقام ذلک ، فأشبه قوله : " حَتَّى نَعْلَمَ " مع کونه عالما ، فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصّة التی لا وجود لها إلَّا عند الموت ، فیبلّ بها شوقهم إلیه ، کما قال فی حدیث التردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت فی شیء أنا فاعله تردّدی فی قبض نسمة عبدی المؤمن یکره الموت ، وأنا أکره مساءته ، ولا بدّ له من لقائی " یعنی لیس ذلک إلَّا بارتفاع الحجاب واندفاع الحجّاب من الباب . " فبشّره بلقائه ، وما قال له : ولا بدّ له من الموت ، لئلَّا یهمّه بذکر الموت )
قال العبد : ولأنّ الشوق إنما یکون ممّن أحبّ وشهد محبوبه ، ثمّ وقع الفراق ، وامتنع الوصال والاعتناق ، فینبعث باعث طلب الاتّحاد والاشتباک بتقویة ما به الاشتراک ، والتعریة عمّا به المباینة والانفکاک ، والتبرئة عن حجاب التعین القاضی على الشائق بالهلاک ، المفضی إلى الارتیاب والارتباک ،
فذلک الانبعاث العشقی لطلب الوصال فی الفراق هو الشوق ، والاشتیاق الذی یزداد ویشتدّ إنّما یکون للقاء خاصّ فی عین الشهود والوصال ، وهو بارتفاع التعیّن العبدانیّ ، وفنائه فی العین الأحدیة بالبقاء الربّانی ، فیتّسع سعة وطنه ، بعد ضیق عطنه ، ویرتفع من حضیض تقییده ، إلى ذروة إطلاقه وتوحّده ،
وإلَّا فهی فی الشهود دائما لربّه ، الذی هو متعلَّق شوقه ووجده ، وربّه دائم الشهود لعبده ، فی جمیع مراتب قربه وبعده ، شهود جمع فی جمع ، على ما هو علیه الأمر فی نفسه ، فناء فی بقاء ، وبقاء فی فناء من جهة العبد ، وبقاء فی بقاء من جهة الربّ .
ثمّ الذی یشهد التعیّن نسبة ذاتیة للمتعیّن ، ویراه عینه ، ویرى عینه إیّاه ، وفإنّه دائما فی لقاء وهو فی فناء فناء وبقاء بقاء ، ولکن هذا النوع من الاشتیاق المنسوب إلى الأبرار إنّما یکون بالنسبة إلى من لیس مشهده ما ذکرنا .
وأمّا اشتیاق العبد البالغ فإنّه لا یزول مع دوام الشهود ، ولا یحول مع اتّصال الوصال والوجود ، جعلنا الله وإیّاکم ممّن امتنّ علیه بهذا التجلَّی الدائم ، إنّه ولیّ الوهب والجود .
وأمّا من حیث هذا الاشتیاق واللقاء الخاصّ ، فشوقه أضعاف أضعاف جمع الشائقین والمتلقّین للقاء ربّ العالمین ، وله شوق آخر من حیث أحدیّة جمع الشوقین والاشتیاقین ، أعنی شوق أهل الحجاب واشتیاق أهل الشهود ، بمعنى أنّ هذا العبد یموت فی عین حیاته الدنیا ، ویتوفّاه الله إلیه ، ویلقاه ویلقى ربّه ، فیبلّ کلّ واحد من صاحبه شوقه ، ویشهد کلّ منهما کلَّا منهما جمعا وفرادى فی الصور البرزخیة النوریة والهیئات المثالیة والفلکیة الصوریة التی لا وصول إلى شهود الحق فیها بهذا التعین النقلی السفلی وبعد ذلک اللقاء والموت عن هذه النشأة.
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
قال رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه ) یعنى بارتفاع حجاب الإنیة من العین الموجب فی زعمه البین فی البین ( ویأبى المقام ذلک ) أی الکون فی هذه الحیاة الدنیا ، والکون إلى مقام النفس ( فأشبه قوله " حَتَّى نَعْلَمَ " مع کونه عالما ) من حیث أنه یشتاق إلى حصول رؤیته نفسه فی عین العبد مع رؤیته نفسه مطلقا کظهور علمه فی مظاهر المؤمنین مع علمه القدیم الذاتی .
"" أضاف بالی زاده :-
قوله :- "حَتَّى نَعْلَمَ " مع کونه عالما بجمیع الأشیاء بعلمه الأزلی ، وهو علم خاص حاصل له بصور المظاهر .أهـ بالى زاده ""
قال رضی الله عنه : ( فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة ) وهی ارتفاع حجاب إنیة العبد فیشهده بعینه ( التی لا وجود لها إلا عند الموت فیبل بها شوقهم إلیه کما قال فی حدیث التردد ، وهو من هذا الباب « ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددى فی قبض نسمة عبدی المؤمن یکره الموت وأنا أکره مماته ولا بد له من لقائی » ) یعنى بارتفاع الحجاب ، ولا یرتفع إلا بمفارقة البدن ( فبشره) بما بعد الموت من اللقاء .
قال رضی الله عنه : ( وما قال له ولا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت ،) لوجود هذا الموت ، فاشتیاق الحق اللقاء الذی لا یکون إلا بعد الموت هو الذی یکون عند ارتفاع الحجاب البدنی والتجرد عن الغواشی الطبیعیة ،
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم ، فیحب أن یروه ) أی ، شوق الحق المحب ثابت فی نفس الأمر لهؤلاء المقربین ، مع کون الحق یراهم بالشهود الأزلی ، ویجب أن یروه فی صور تجلیاته ومظاهر أسمائه وصفاته .
ف ( الفاء ) فی قوله : ( فیحب ) عاطفة ، والمعطوف علیه هو قوله : " یراهم " .
( ویأبى المقام ) الدنیوی ( ذلک . ) لأن المقام الدنیاوی مقام حجاب فمن لا یخرج عنه ، إما بالموت الإرادی وإما بالموت الطبیعی ، لا یرتفع عنه الحجاب ، فلا یرى ربه .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فأشبه قوله تعالى : "حتى نعلم" مع کونه عالما . ) أی ، فصار هذا القول شبیها بقوله تعالى : ( حتى نعلم ) لأنه کان یرى أعیان هؤلاء المقربین فی الغیب قبل ظهورهم بالوجود العینی وتلک الرؤیة لا تتغیر أبدا ، ومع ذلک وصف نفسه بالشوق ، هو یقتضى فقدان صورة المحبوب ، فهذا الشوق له لا یکون بحسب مقام الجمع ، بل بحسب مقام التفصیل .
کما مر فی قوله تعالى : ( حتى نعلم ) من أن العلم بالمعلومات حاصل له أزلا وأبدا ، فقوله : ( حتى نعلم ) من مقام الاختبار وتجلیات الاسم ( الخبیر ) .
وهو فی صور المظاهر لا غیره
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت ) أی ، فالحق یشتاق فی صور مظاهره لحصول هذه الصفة ، وهی الرؤیة التی لا تحصل إلا عند الموت بارتفاع الحجاب وشهود الحق فی تجلیاته . وذلک الذی لا یحصل إلا بالموت .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فیبل بها ) أی ، بتلک الصفة . ( شوقهم إلیه . ) أی ، یسکن بماء الوصال وارتفاع الحجب نار شوقهم إلیه ( کما قال تعالى فی حدیث " التردد " وهو من هذا الباب ) أی ، من باب الشوق إلى لقائهم (ما ترددت فی شئ أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن ، یکره الموت وأنا أکره مسائته ) لأن المحب یکره ما یکرهه محبوبه ( ولا بد له من لقائی فبشره ) أی ، بشر المحبوب باللقاء ( وما قال له ولا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت) .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
قال رضی الله عنه : ( فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبین مع کونه یراهم فیحبّ أن یروه ویأبى المقام ذلک ، فأشبه قوله : "حَتَّى نَعْلَمَ" [ محمد : 31 ] مع کونه عالما فهو سبحانه وتعالى یشتاق لهذه الصّفة الخاصّة الّتی لا وجود لها إلّا عند الموت ، فیبلّ بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التّردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت فی شیء أنا فاعله کتردّدی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت وأکره مساءته ولا بدّ له من لقائی » . رواه البخاری، فبشّره بلقائه ، وما قال له ولا بدّ له من الموت لئلا یغمّه بذکر الموت)
( فشوق الحق لهؤلاء المقربین ) بالفناء والبقاء ( مع کونه یراهم ) مظاهر کاملة له أن یرى ذاته برؤیتهم له ، ( فیحب أن یروه ) ، وإن کان یرى ذاته بذاته ؛ لیحصل له فی ذاته رؤیة ، ولکن ( یأبى المقام ) الإلهی ( ذلک ) أن یحدث فیه رؤیة ، لکنه بالرؤیة القدیمة تحدث له نسبة عن رؤیتهم ، ( فأشبه قوله :حَتَّى نَعْلَمَ) بعلمهم الأشیاء ( مع کونه عالما ) بها بنفسه ، فالحق وإن رأى أکثر صفاته ظهرت فیهم على الکمال لم یر فیهم ظهور صفة بصره بحیث یبصرونه ؛ لیرى ذاته برؤیتهم بعد رؤیته بذاته .
( فهو ) أی : الحق ( یشتاق ) إلى لقائهم ( لهذه الصفة الخاصة ) ، وإن کان ظهورها یستلزم بطلان ظهور أکثر الصفات ؛ لأنها ( التی لا وجود لها ) لا عنه لموت المبطل لمظهریة أکثر الصفات إلا أنه یشتاق إلیها ؛ لأن لها خصوصیة ببعض المظاهر الکاملة فی الغایة ، وإذا کانت هذه الصفة التی اشتاقوا إلیها لا تحصل ( إلا بالموت ) شوقهم إلى الموت مع کراهتهم إیاه ، لکنهم یتحملون تلک الکراهة لخصوصیة هذه الصفة ( فیبل بها ) ، أی : بهذه الصفة ( شوقهم ) ؛ لیسهل علیهم بحمل الموت ، لأنهم إذا علموا أن للحق شوقا إلى هذه الصفة ازداد شوقهم ( إلیه ، کما قال تعالى فی حدیث التردد ) ما یشیر إلى [ . . . ] .
شوق المؤمنین بهذه الصفة ؛ لیهون علیهم محمل الموت من أجلها ، ( وهو ) أی : حدیث التردد ( من هذا الباب ) ، أی : شوق الحق إلى لقاء المؤمن لهذه الصفة الخاصة ( ما ترددت ) ، أی : أخرت ( فی فعل ) خیر من خیر وشر ( أنا فاعله کترددی فی قبض ) نفس ( عبدی المؤمن ) حتى یرضى بقبضها بالتشویق إلى لقائی ؛ لأنه ( یکره الموت ) بسنیة الموت بدون هذا الشوق ، ( وأنا أکره مساءته ) ، فأنا أکره له الموت ، ولکن ( لا بد له من لقائی ) لاشتیاقه إلیّ ، وأنه أشد شوقا إلى لقائه ، ولکن اللقاء لا یحصل إلا بالموت ، فلابدّ من الموت ، لکنه لم یصرح به ، واقتصر على ذکر اللقاء ، ( فبشره ) بمحض بشارة فی اللفظ ، ( وما قال : لا بدّ له من الموت ) ، وإن تضمنته بشارة اللقاء ( لئلا یغمه بذکر الموت ). وهو إساءة وقد کرهها ، ولکنه صار فی حکم المذکور ؛ لأنه
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
شوق الحقّ تعالى لماذا ؟
(فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبین ) فی الدنیا المنحجبین عنه بسائر الحجب مطلقا وبهذه الجمعیّة والإطلاق استحصل القرب ، ولذلک سمّی هذه النشأة الجمعیّة بالدنیا ، والقرب أیضا من الحجب ، کما قیل :-
وفی القرب تبعیدی عن إدراک ذاته ..... ومالی سوى الذات النزیهة مطلب
"" أضاف الجامع : عن حجاب القرب
القرب حجاب عن الذات ، لأن فیه مشاهدة بقاء الرسم ، ومن بقی رسمه فلا مشاهدة ومن لا مشاهدة له فلا معرفة له بالذات کما قیل .
وفی القرب تبعید عن إدراک ذاته ..... وما لی سوى الذات النزیهة مطلب
ص 65 کتاب الحجب الشیخ ابن العربی ""
فهذا الحجاب هو الذی منع أهل هذه النشأة أن یروه ( مع کونه یراهم ) وهم فی غفلة وذهول عن أنّهم بمرأى منه ومسمع ، ( فیحب أن یروه ، ویأبى المقام ذلک ) ، فإنّ قهرمان الأمر إنّما هو للمقام ، وهو یمنع اللقاء کما عرفت .
اللقاء لا یمکن إلا بالموت
وفیه إشارة إلى أنّ الحجاب إنّما هو لأهل المقام ، یختص بهم فإنّ المنخلعین عنه قد ماتوا عنه ، وبما انخلعوا وماتوا عنه حصل لهم اللقاء ، فشوق الحقّ إنّما هو لرؤیتهم له ، وإن کان ذلک أیضا رؤیته ، ( فأشبه ) الرؤیة هذه بالعلم المشار إلیه فی ( قوله ) تعالى : "وَلَنَبْلُوَنَّکُمْ " ( " حَتَّى نَعْلَمَ " ) " الْمُجاهِدِینَ مِنْکُمْ وَالصَّابِرِینَ " [ 47 / 31 ] ( مع کونه عالما ) .
(فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلَّا عند الموت ) - إرادیّا کان أو طبیعیّا - أو جامعا بینهما فالحیّ الذی لم یتحقّق به لم یکن له نصیب من هذا الشوق ، والمتحقّق بقدر ما تحقّق به یحصل له السهم منه ، فأهل حجاب الدنیا قاصرون فی الشوق .
( فنبل ) الحقّ ( بها ) - أی بهذه الخاصیّة - ( شوقهم إلیه ) ، أی فضل على شوقهم بهذه الصفة ، من قولهم : « نبل » - بالضم – " ینبل " : إذا فضل وکبر وهو إشارة إلى مؤدّى قوله : " أشد شوقا " فعلم إنّ الأحیاء - فی أیّ مرتبة کانوا - قاصرین فی الشوق .
(کما قال تعالى فی حدیث التردّد - وهو من هذا الباب - : « ما تردّدت فی شیء أنا فاعله ، تردّدی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت وأنا أکره مساءته ، ولا بدّ له من لقائی » فبشّره ) بما هو غایة الموت من اللقاء ، ( وما قال له : « ولا بدّ من الموت » ، لئلا یغمّه بذکر الموت ) على ما هو مقتضى مقام الشوق
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فشوق الحق لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحب أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله «حتى نعلم» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بد له من لقائی».
فبشره وما قال له لا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت. )
قال رضی الله عنه : ( فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبین مع کونه یراهم فیحبّ أن یروه ویأبى المقام ذلک . فأشبه قوله :حَتَّى نَعْلَمَ[ محمد : 31 ] مع کونه عالما فهو سبحانه وتعالى یشتاق لهذه)
( فتشوق الحق ) ، إنما یکون ( لهؤلاء المقربین ) ، أی إلیهم ( مع کونه یراهم ) قبل موتهم ( فیجب أن یروه ) بعده حتى یراهم رائین له ولکن بهم ( ویأبى المقام ) الدنیوی ( ذلک ) فما لم یخرج المقرب عنه بالموت إرادیا کان أو طبیعیا فیرتفع عنه الحجاب الدنیوی لا یرى ربه ولا یراه ربه رائیا له به ( فأشبه ) رؤیة الحق إیاه رائیا له به .
( قوله : حتى نعلم مع کونه عالما ) بالمعلومات أزلا وأبدا فالعلم الحاصل بالاختیار إنما هو العلم الحاصل فی صور المظاهر ، فکذلک الحق سبحانه کان یراهم أزلا وأبدا ، فالرؤیة الحاصلة بعد الموت إنما هی فی صورة المظاهر ، وکذلک رؤیته إیاه رائیا له ، والشوق إلى هذه الرؤیة کلها فی صور المظاهر ( فهو سبحانه وتعالى یشتاق لهذه)
قال رضی الله عنه : ( الصّفة الخاصّة الّتی لا وجود لها إلّا عند الموت . فیبلّ بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التّردّد وهو من هذا الباب : « ما تردّدت فی شیء أنا فاعله کتردّدی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت وأکره مساءته ولا بدّ له من لقائی » فبشّره بلقائه .
وما قال له ولا بدّ له من الموت لئلا یغمّه بذکر الموت . )
( الصفة الخاصة ) ، أی إلیها وهی رؤیته ( التی لا وجود لها إلا عند الموت فیبلّ بها ) ، أی بتلک الصفة التی هی الرؤیة ، أی یسکن بماء الوصال ( شوقهم ) ، أی حرارة شوقهم ( إلیه ) وقولنا فهو یشتاق إلى الصفة التی هی الرؤیة بعد الموت باعتبار الاشتمال على ذکر اشتیاقه إلى لقاء العبد .
( کما قال تعالى فی حدیث التردد وهو ) ، أی حدیث التردد ( من هذا الباب ) ، أی من باب ذکر اشتیاقه إلى لقاء العبد ( ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی ) ، أی مثل ترددی ( فی قبض نسمة عبدی المؤمن یکره الموت وأکره مساءته ولا بد له من لقائی فبشره ) رواه البخاری وابن حبان ورواه غیرهما.
أی عبده المؤمن ( باللقاء ) حیث قال ولا بد له من لقائی . ( وما قال ولا بد له من الموت لئلا یغمه بذکر الموت .) ولما کان لا یلقى العبد المؤمن.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص: ۶۰۱-۶۰۲
فشوق الحقّ لهؤلاء المقربین مع کونه یراهم فیحبّ أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله حَتَّى نَعْلَمَ مع کونه عالما.
پس شوق حق مر این مقربان راست، با اینکه آنها را میبیند پس دوست دارد آنها او را ببینند و مقام دنیوى اباى از آن دارد، پس شبیه است به قول خداوند سبحان «حَتَّى نَعْلَمَ» با آن که خود عالم است.
یعنى خداوند با اینکه مقربان را به شهود أزلی میبیند دوست دارد که مقربان او را در صور تجلیات و مظاهر اسماء و صفاتش ببینند و مقام دنیاوى مقام حجاب است جز با رفع حجاب او را نمیبیند و رفع آن یا به موت ارادى است یا به موت طبیعى. پس این قول حق تعالى شبیه آن فرمایش اوست که فرمود:
«حتى نعلم» با اینکه خود عالم است. یعنى با اینکه همه معلومات ازلا و ابدا براى او حاصل است در مقام اختبار و تجلیات اسم خبیر در صور مظاهر فرموده است «حَتَّى نَعْلَمَ».( شرح فصوص قیصرى، صص 474 و 475.)
[حق تعالى اشتیاق دارد رؤیت در مظاهر را]
فهو یشتاق لهذه الصفة الخاصة التی لا وجود لها إلّا عند الموت، فیبل بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فی حدیث التردد و هو من هذا الباب.
«ما ترددت فی شیء أنا فاعله ترددی فی قبض عبدی المؤمن یکره الموت و أنا أکره مساءته و لا بد له من لقائی فبشّره باللقاء و ما قال له و لا بد له من الموت لئلا یغمّه بذکر الموت
پس حق تعالى اشتیاق دارد مر این صفت خاص (یعنى رؤیت در مظاهر) را که او را جز در هنگام موت وجود و حصول نیست (یعنى این لقاء باید با ارتفاع حجاب و شهود حق در تجلیاتش صورت بگیرد و این معنى حاصل نمیشود مگر به موت). پس به این آب وصال التهاب شوق مشتاقان به حق سبحانه آرام میشود. چنانکه در حدیث تردد فرمود و این حدیث تردد از باب اشتیاق حق تعالى به لقاء عبد است.
پس حق تعالى عبد مؤمن را به لقاء بشارت داد و فرمود «و لا بد له من لقائی» و نفرمود «لا بد له من الموت» تا به ذکر موت او را غمگین ننماید. چه اقتضاى انس به عالم طبیعت و نشئه عنصرى این معنى را ایجاب میکند.)
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۷۵-۱۰۷۶
فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبین مع کونه یراهم فیحبّ أن یروه و یأبى المقام ذلک.
فأشبه قوله حَتَّى نَعْلَمَ مع کونه عالما فهو سبحانه و تعالى یشتاق لهذه الصّفة الخاصّة الّتى لا وجود لها إلّا عند الموت.
پس شوق حق فى نفس الأمر ثابت است مر این مقرّبین را با آنکه حقّ ایشان را به شهود ازلى مىبیند و دوست مىدارد که این مقرّبان مشتاق و سوختگان لواعج اشواق او را در صور تجلّیات و مظاهر اسماء و صفات ببینند و مقام اباى این مىکند از براى آنکه مقام دنیاوى مقام حجاب است.
پس هرکه از حجاب بیرون نیاید به موت ارادى یا موت طبیعى، حجاب از او مرتفع نمىشود و مشاهده ربّ میسّر نمىگردد.
پس حدیث اشتیاق حق شبیه قول اوست که مىگوید حَتَّى نَعْلَمَ از براى آنکه حقّ عزّ و جلّ اعیان این مقرّبان را در غیب پیش از ظهور ایشان به وجود عینى مىدید و این رؤیت ابدا متغیّر نى، با وجود آن نفس خود را به شوق وصف مىکند و شوق مقتضى فقدان صورت محبوب است. پس این شوق حق را سبحانه به حسب مقام جمع نیست بلکه به حسب مقام تفصیل است چنانکه در قول حق سبحانه و تعالى که مىگوید «تا بدانیم» به تقدیم رسید که حقّ را علم به معلومات حاصل است ازلا و ابدا.
پس قول حَتَّى نَعْلَمَ از مقام اختبار و تجلّیات «اسم خبیر» باشد، و این اختبار جز در صورت مظاهر نتواند بود؛ لاجرم حقّ تعالى مشتاق است این صفت خاصّه را که او را وجود نیست جز به موت.
پس اشتیاق حق در صور مظاهر به حصول صفت رؤیتى است که جز به ارتفاع حجاب عند الموت و جز به شهود حق در تجلّیاتش حاصل نمىشود.
فیبلّ بها شوقهم إلیه کما قال تعالى فى حدیث التّردّد و هو من هذا الباب
«ما تردّدت فى شىء أنا فاعله کتردّدی فى قبض عبدى المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بدّ له من لقائى»
فبشّره.
پس تسکین مىکند حق آتش شوق ایشان را به آب وصال و نسیم ارتفاع حجب جمال که حصول آن جز به موت نیست چنانکه در حدیث تردّد فرموده که:
«در هیچچیز که فعل آن خواسته باشم تردّد نکردم چنان تردّد که در قبض بنده مؤمن کردم که آن بنده موت را مکروه مىدارد، و من اساءت او را مکروه مىدارم از براى آنکه او را دوست مىدارم و محبّ مکروه داشته محبوب را مکروه مىدارد، أمّا او را از لقاى من چاره نى. پس بشارت ده محبّ را به لقاى من».
و ما قال له و لا بدّ له من الموت لئلا یغمّه بذکر الموت.
و حضرت حقّ نگفت که چاره نیست مؤمن را از موت تا به ذکر موت او را غمگین نسازد بلکه لقاء را ذکر کرد که سرمایه نشاط و پیرایه شوق و انبساط و واسطه نیل این سعادت موتست لاجرم به ذکر احد المتلازمین ایماء مىکند بدین معنى که، بیت:
مرگ از پى خلاص تو غمخوار و واسطه است جان کن نثار واسطه غمگین چه مانده اى
مرگ است چهره شوى حیات تو همچو مى مى بر کف است چهره پر از چین چه ماندهاى
تا عاشق مشتاق از سطوات اشواق مىگوید، بیت:
بکش مرا و میندیش و کام خویش برآر که عمرهاست که من طالب رضاى توام
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۴
فشوق الحقّ لهؤلاء المقرّبین مع کونه یراهم فیحبّ أن یروه و یأبى المقام ذلک. فأشبه قوله- تعالى «حَتَّى نَعْلَمَ» مع کونه عالما.
فهو یشتاق لهذه الصّفة الخاصّة الّتی لا وجود لها إلّا عند الموت، فیبلّ بها شوقهم إلیه.
شرح یعنى شوق حق مر مقربان را دایم است، با آن که مىبیند ایشان را و دوست مىدارد که ایشان نیز حق را بینند. و لکن مقام دنیاوى مقام حجاب است، و در وى دیدن ممکن نه إلّا بعد موت ارادى یا طبیعى. و این قول که «إنّى أشدّ إلیهم شوقا» ماننده است بقوله «حتّى نعلم من یتبع الرّسول» با آن که عالم است که متبع کیست، یعنى دیدن و دانستن ازلا و ابدا بود و هست، و لیک در مقام جمع.
و اشتیاق که پیدا شد به حسب مقام تفصیل است، چنانچه علم ازلا و أبدا بود.
امّا خواست تا در مقام اختیار به تجلّى اسم خبیر در صور مظاهر، اتّباع و عدم اتّباع معلوم فرماید. پس حق- عزّ و علا- مشتاق است در صور مظاهر، که حجاب مرتفع گرداند و بر بنده متجلى شود. و این نزد موت ارادى یا طبیعى بود، کهبه باران تجلّى مشاهدات، آتش شوق بندگان به آب وصال بنشاند.
کما قال- تعالى- فی حدیث التّردّد و هو من هذا الباب «ما ترددت فی شیء أنا فاعله تردّدى فی قبض عبدى المؤمن یکره الموت و أکره مساءته و لا بدّ له من لقائی». فبشّره بلقائه و ما قال له لا بدّ له من الموت لئلّا یغمّه بذکر الموت. شرح یعنى حق- عزّ شأنه- بشارت داد که بنده مرا از لقاى من ناگزیر است.
و نگفت که بنده را از مرگ ناگزیر است، تا غمناک نشود.