عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة السابعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کان لا یلقى الحقّ إلّا بعد الموت کما قال علیه السّلام : « إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتّى یموت » لذلک قال تعالى : « ولا بدّ له من لقائی » . فاشتیاق الحقّ لوجود هذه النّسبة .. یحنّ الحبیب إلى رؤیتی  .... وإنی إلیه أشدّ حنینا .. وتهفو النّفوس ویأبى القضا .... فأشکو الأنین ویشکو الأنینا .. فلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه ، فما اشتاق إلّا لنفسه . ألا تراه خلقه على صورته لأنّه من روحه ؟ ).

 

قال رضی الله عنه :  (ولما کان) ، أی العبد المؤمن (لا یلقى الحق) تعالى باللقاء المذکور (إلا بعد) ذوقه (الموت) الاضطراری أو الاختیاری (کما قال علیه السلام) فی الحدیث المذکور (" إن أحدکم") ، أی الواحد منکم یا عباد اللّه المؤمنین (لا یرى ربه حتى یموت) کما ذکرنا .

(لذلک) ، أی لأجل ذلک (قال تعالى ولا بد له) ، أی للعبد المؤمن ("من لقائی ") ، أی رؤیتی وشهودی ومعاینتی على التنزیه العام والتقدیس التام (فاشتیاق الحق) تعالى لعبده المؤمن (لوجود هذه النسبة) التی هی محبة أن یراه عبده المؤمن کما أنه هو یرى عبده المؤمن ومن نظم المصنف قدس اللّه سره فی ترجمان أشواقه قوله من أبیات .

 

قال رضی الله عنه :  (یحن) ، أی یشتاق (الحبیب) ، أی المحبوب لی وهو اللّه تعالى من قوله تعالى :"یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ"[ المائدة : 54 ] (إلى رؤیتی له) ، أی کونی أراه أو رؤیته لی بی التی هی رؤیته لنفسه (وإنی إلیه) سبحانه (أشد) ، أی أکثر (حنینا) ، أی شوقا قبل انکشاف الأمر ، لأنه حال المحب من خلق حجاب المحبة فإذا انکشف الأمر وجد العبد المحب شوقه إلى ربه عین شوق الرب إلیه فکانت الأشدیّة فی شوق الرب لا فی شوق العبد کما مر فی خبر داود علیه السلام یا داود إنی أشد شوقا إلیهم .

 

قال رضی الله عنه :  (وتهفو) ، أی تمیل وتطلب تعجیل اللقاء من شدة الشوق وکثرة المحبة النفوس ، أی نفس المحبوب الحق ونفوس المحبین الذین هم عباده المؤمنون أو بالعکس ، لأنهم حضراته الکمالیة ومظاهر تجلیاته الجمالیة (ویأبى) ، أی یمتنع من ذلک الأمر (القضاء) الأزلی والتقدیر الإلهی لأنه تعالى لا تبدیل لکلماته (فأشکو الأنین) ، أی کثرة الشوق إلى المحبوب (ویشکو) ، أی المحبوب أیضا (الأنینا) ، أی کثرة الشوق کذلک .

 

قال رضی الله عنه :  (فلما أبان) ، أی أوضح سبحانه (أنه نفخ فیه) ، أی فی ذلک الإنسان الذی سوّاه (من روحه) وقد اشتاق إلیه أیضا ، (فما اشتاق) تعالى (إلا لنفسه) الظاهرة له فی مقدار ما تجلى بفاعلیته بصورة عبده المؤمن (ألا تراه) سبحانه کما ورد فی الحدیث أنه تعالى (خلقه) ، أی خلق آدم الذی هو أوّل هذه النشأة الإنسانیة (على صورته) سبحانه (لأنه) ، أی الإنسان منفوخ فیه (من روحه) تعالى فهو معلومه من نفسه ، فهو صورة نفسه فی نفسه ، من غیر اعتبار الجمود الوهمی ، المقتضی للالتباس فی الخلق الجدید .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( ولما کان لا یلقی ) من لقی أی لما کان لا یلاقی المؤمن ( الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام : « إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت لذلک » ) یتعلق بقوله ( قال تعالى ) وهو جواب لما ( ولا بد له من لقائی فاشتیاق الحق ) إلى لقاء عبده ( لوجود هذه النسبة ) الحاصلة له من موت العبد وکذلک اشتیاق العبد إلى لقاء ربه إنما یکون لوجود هذه النسبة الحاصلة له من موته وأشار إلى الشوق عن لسان الحق تعالى بقوله ( شعر :

یحن الحبیب إلى رؤیتی وإنی إلیه ) أی إلى الحبیب ( أشدّ حنینا ) فإن کل واحد من الحق والعبد کان محبا ومحبوبا فالحق محب للعبد ومحبوب له وکذلک العبد ( وتهفوا ) أی تضطرب ( النفوس ) فی طلب رؤیتی

( ویأبى القضاء ) والتقدیر الإلهی عن حصول مرادهم قبل وقت الأجل وقد حکم القضاء وقدّر التقدیر لکل نفس أجلها فی وقته لا یتقدم ولا یتأخر فإذا کان ذلک ( فأشکو ) على صیغة المتکلم ( الأنین ) أی فأشکو من الأزمنة والأنین إلى أن جاء آن الأجل ( ویشکو ) الحبیب ( الأنینا ) لیکون الأنین حائلة بینی وبین حبیبی ( فلما أبان ) أی فلما أظهر الحق ( أنه ) أی أن الشأن ( نفخ ) الحق ( من روحه ) فی هذه النشأة العنصریة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».  فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة: یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا ... و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا ... فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه. ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).  

فکأنک قلت: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لکن کل أحد یعرف نفسه فإذن کل أحد یعرف ربه وهو معنى قول: وإن شئت قلت: بثبوت المعرفة.

ثم ذکر أن شوق العباد إلى ربهم هو من حنین الفرع إلى أصله وشوق الحق تعالى إلى المشتاقین إلیه هو بالعکس.

من هذا وقد ورد على بعض الفقراء خطاب صورته: «یا عبد أنا أشوق إلیک منک إلی، تطلبنی بطلبی وأنا أطلبک بطلبک وبطلبی»، 

وذکر البیتین الشعر ثم ذکر التثلیث الذی فی محمد صلی الله علیه وسلم: 

أنه حق ورجل وامرأة فحن الرجل إلى أصله الذی هو ربه کحنین المرأة إلیه، إذ هو أصلها. فمحبته، علیه السلام، للنساء محبة الأصل الفرعه کما أحب الله تعالى عبده.

 

ثم ذکر أن المحبة أوجبت عموم الشهوة بجمیع البدن قال: ولذلک وجب الغسل من الانزال.

قال: وسر وجوبه أن لذة الانزال فی الجماع تغمر قلب العبد حتى یغیب غالبا عن حضوره مع الله تعالى، والغیبة نجاسة عمت جمیع أجزاء العبد"، فوجب أن یتطهر فی جمیعه ویرجع بالنظر الاعتباری إلى أن یرى کل ما فنی فیه قلب العبد بالغیبة عن ربه تعالى، فهی نجاسة ولا یکون إلا ذلک، فإن الأنانیة نجاسة واضمحلال الرسم باب الشهود الإلهی وفی هذا الکلام أسرار شریفة یقال مشافهة إن شاء الله تعالی.

 

قوله: فقال للمشتاقین یا داود إنی أشد شوقا إلیهم یعنی للمشتاقین إلیه وهو لقاء خاص، 

فإنه قال فی حدیث الدجال: «إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت» (29) فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.

 

قلت: یعنی أن من لا یرى ربه حتى یموت کیف لا یشتاق إلى لقاء ربه ثم أن ربه تعالی أشوق إلیه. فإن قال قائل: فکیف یشتاق الحق إلیهم وهم عنده وهو عندهم. فالجواب: أنه مثل قوله حتى نعلم وهو یعلم ثم انشاده؟: 

یحن الحبیب إلى رؤیتی   ...... وإنی إلیه أشد حنینا 

وتهفو النفوس ویأبی القضا .....   فأشکو الأنین ویشکو الأنینا

الحق تعالی أشد حنینا إلى الإنسان من الإنسان إلیه فی هذین البیتین. 

قال: إنی إلیه أشد حنین، فإذن الناطق بهذین البیتین جعلهما على لسان الحق، لأنه هو الذی هو أشد حنین.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کان لا یلقى الله إلَّا بعد الموت - کما قال علیه السّلام : « إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتى یموت » . لذلک قال تعالى : ولا بدّ له من لقائی ، فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة ) .

 

قال العبد : ولأنّ الشوق إنما یکون ممّن أحبّ وشهد محبوبه ، ثمّ وقع الفراق ، وامتنع الوصال والاعتناق ، فینبعث باعث طلب الاتّحاد والاشتباک بتقویة ما به الاشتراک ، والتعریة عمّا به المباینة والانفکاک ، والتبرئة عن حجاب التعین القاضی على الشائق بالهلاک ، المفضی إلى الارتیاب والارتباک ،

فذلک الانبعاث العشقی لطلب الوصال فی الفراق هو الشوق ، والاشتیاق الذی یزداد ویشتدّ إنّما یکون للقاء خاصّ فی عین الشهود والوصال ، وهو بارتفاع التعیّن العبدانیّ ، وفنائه فی العین الأحدیة بالبقاء الربّانی ، فیتّسع سعة وطنه ، بعد ضیق عطنه ، ویرتفع من حضیض تقییده ، إلى ذروة إطلاقه وتوحّده ،

وإلَّا فهی فی الشهود دائما لربّه ، الذی هو متعلَّق شوقه ووجده ، وربّه دائم الشهود لعبده ، فی جمیع مراتب قربه وبعده ، شهود جمع فی جمع ، على ما هو علیه الأمر فی نفسه ، فناء فی بقاء ، وبقاء فی فناء من جهة العبد ، وبقاء فی بقاء من جهة الربّ .

 

ثمّ الذی یشهد التعیّن نسبة ذاتیة للمتعیّن ، ویراه عینه ، ویرى عینه إیّاه ، وفإنّه دائما فی لقاء وهو فی فناء فناء وبقاء بقاء ، ولکن هذا النوع من الاشتیاق المنسوب إلى الأبرار إنّما یکون بالنسبة إلى من لیس مشهده ما ذکرنا .

 

وأمّا اشتیاق العبد البالغ فإنّه لا یزول مع دوام الشهود ، ولا یحول مع اتّصال الوصال والوجود ، جعلنا الله وإیّاکم ممّن امتنّ علیه بهذا التجلَّی الدائم ، إنّه ولیّ الوهب والجود .

 

وأمّا من حیث هذا الاشتیاق واللقاء الخاصّ ، فشوقه أضعاف أضعاف جمع الشائقین والمتلقّین للقاء ربّ العالمین ، وله شوق آخر من حیث أحدیّة جمع الشوقین والاشتیاقین ، أعنی شوق أهل الحجاب واشتیاق أهل الشهود ، بمعنى أنّ هذا العبد یموت فی عین حیاته الدنیا ، ویتوفّاه الله إلیه ، ویلقاه ویلقى ربّه ، فیبلّ کلّ واحد من صاحبه شوقه ، ویشهد کلّ منهما کلَّا منهما جمعا وفرادى فی الصور البرزخیة النوریة والهیئات المثالیة والفلکیة الصوریة التی لا وصول إلى شهود الحق فیها بهذا التعین النقلی السفلی وبعد ذلک اللقاء والموت عن هذه النشأة ،

إن اشتاق إلى الحق المتعین فی هذه التعینات ، وحجبه ذلک المقام والتعیّن اللائق به عن شهوده هنا ، فیردّه الله إلیه فی هذه النشأة ، فأقرّ عینه به وبشهوده فی هذا المقام ، وهکذا یداوم على هذین الشوقین والاشتیاقین إلى اللقاء ، حتى تتّحد الأشواق ، وتبقى فی شهود أحدیة جمع الجمع بین القید والإطلاق ، کما هو الأصل فی الأصل ، والله ولیّ التوفیق بالإطباق والاتّفاق .

 

قال رضی الله عنه  : ( یحنّ الحبیب إلى رؤیتی  .... وإنّی إلیه أشدّ حنینا  ... وتهفو النفوس ویأبى القضا ..... فأشکو الأنین ویشکو الأنینا)

 

یرید  رضی الله عنه : أنّ الحق یقول على لسانه من حیث المرتبة ، فإنّ المحبّ للعبد العارف به العالم له فحنینه عین حنینه إلى محبّه ، ولکن حنین الحق القائل : « أحببت » إلیه أشدّ ، کما بیّنا فی سرّ التقریب العبدانی والربانی ، من حیث تعیّنه فی عین عبده یشتاق ویتقرّب إلى نفسه ، ثمّ یجازیه عن شوقه إلیه أیضا ، ویقرّ به بالشوق والتقرّب إلى العبد المشتاق المتقرّب ، والمجازاة بعشر أمثالها ، فیکون شوق الحق إلى العبد أضعاف أضعاف شوقه إلیه ، فافهم هذا السرّ أیضا ، فإنّه عزیز .

 

قال رضی الله عنه  : ( فلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه ، فما اشتاق إلَّا إلى نفسه ، ألا تراه فی خلقه على صورته ، لأنّه من روحه ؟)

یعنی  رضی الله عنه  : الرطوبة الغریزیة التی هی مادة الحرارة الغریزیة وبها بقاؤها

  

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( ولما کان لا یلقى الله إلا بعد الموت کما قال علیه الصلاة والسلام" إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت " لذلک قال الله تعالى ولا بد من لقائی فاشتاق الحق ) لوجود هذا الموت ، فاشتیاق الحق ( لوجود هذه النسبة ) اللقاء الذی لا یکون إلا بعد الموت هو الذی یکون عند ارتفاع الحجاب البدنی والتجرد عن الغواشی الطبیعیة ، وهو بالنسبة إلى أهل الحجاب من المؤمنین بالغیب إنما یکون فی صورة معتقدهم ، إما فی العالم المثالی ، وإما فی البرازخ النوریة الروحانیة .

 

قال رضی الله عنه :  (« وإما فی الهیاکل السماویة والصور الفلکیة بحسب تفاوت درجاتهم فی التجرد بصفاء النفس وقوة الاستعداد ، کما قال علیه الصلاة والسلام » أرواح الشهداء فی حواصل طیور خضر « وهی الأجرام السماویة وفی حدیث آخر »)

 فی قنادیل معلقة تحت العرش « وهی الکواکب الدریة ، وبالنسبة إلى أهل الشهود من الموقنین فاللقاء دائم ، وهم الذین ماتوا عن نیاتهم وتعیناتهم فی حیاتهم الدنیا ، وتجردوا فی حیاتهم من ملابس طبائعهم ، فهم یشاهدون من حیث أنهم انخلعوا عن الهیئات النفسانیة والطبیعیة وأحیاهم الله بالحیاة الأخرویة فهم الذین فازوا بلقاء الله على الإطلاق والتقیید ، وشاهدوا جمال وجهه الباقی فی الکل ، وخلصوا عن خوف الفراق فلا شوق لهم کالفریق الأول فإنهم أهل الشوق لوجود الفراق ودوام الحجاب ، لکنهم مشتاقون أبدا لأن الحق تتوالى تجلیاته من غیر تکرار ، فهم فی کل وقت یشاهدونه ببعض تجلیاته ویشتاقون إلى نور جماله فی سائر تجلیاته ،

 

وفی هذا قال أبو یزید رضی الله عنه :

شربت الحب کأسا بعد کأس  .... فما نفد الشراب وما رویت

وبین الفریقین طائفة من أهل القلوب یشاهدونه فی ملابس حسن الصفات مع بقاء الإنیات ، وهم المنخلعون عن صفاتهم فی مقام قرب النوافل خرقوا حجاب الصفات وحرموا جمال الذات ، فهم الجامعون بین الشوق والاشتیاق لاحتجابهم من وجه واتصافهم من وجه .

فاللقاء على ثلاثة أقسام : ولکل قسم موت وبعث وقیامة .

 

فالأول : إما أن یکون بالموت الطبیعی والبعث والقیامة فیه ، کما قال علیه الصلاة والسلام « من مات فقد قامت قیامته » وقال علیه الصلاة والسلام « الناس نیام فإذا ماتوا انتبهوا » واللقاء بعدها لأهل السعادة من المؤمنین بالغیب المحجوبین من رؤیة الحق فی صور معتقداتهم فی عالم المثال أو فی الهیاکل العلویة السماویة وعلى حسب درجاتهم ، ولأهل القلوب فی البرازخ النوریة الروحانیة من عالم القدس على أحسن ما یکون ولأهل الشهود فی جمیع صور الموجودات على الجمع والتفصیل والإطلاق والتقیید أمرهم الله تعالى بذلک : "وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ الله " لأن إرادتهم إرادته ، وإذا فنوا عن ذواتهم فکیف تبقى صفاتهم فالکل فی هذه القیامة سواء ، وهی الصغرى بالمرتبة والکبرى بالشمول .

والحق أنها أول موطن من مواطن القیامة الکبرى ،

 

ولهذا قال الشیخ رضی الله عنه : "القبر أول منزل من منازل الآخرة " وأما قیامة أرباب القلوب فهی بالانخلاع عن ملابس الحس ، والانبعاث عن مرقد البدن فی هذه الدار ، والترقی إلى عالم القدس ، والانحراط فی زمرة الملکوت ، وهی القیامة الوسطى وأوسط المواطن الکلیة من القیامة الکبرى ، وهی بعد الموت الإرادى من الحیاة النفسانیة بقمع الهوى وإماتة القوى ، کما قیل : مت بالإرادة تحیى بالطبیعة .

 

وأما قیامة أهل الشهود فهی الطامة الکبرى بعد الفناء فی الحق ، وفناء الخلق بارتفاع حجب الجلال النورانیة والظلمانیة بإحراق نور جمال الوجه الباقی إیاها ، کما قال علیه الصلاة والسلام « إن لله تعالى سبعین ألف حجاب من نور وظلمة لو کشفها لاحترقت سبحات الجلال » من غیر إشارة ، وذلک الفناء هو الموت الحقیقی الطبیعی لکل ممکن ،

 

والقیامة بعده هو البقاء بعد الفناء الذی یشهد التعین نسبة ذاتیة للمتعین وشأنا من شؤونه الذاتیة ، ویرى عینه إیاه فهو دائما فناء عن ذاته وبقاء بربه ، فتحقق أن کل مرتبة من اللقاء لا تکون إلا بموت ، ولا یذوق بعده الموت إلا الموتة الأولى ، والله الباقی بعد فناء الخلق :

یحن الحبیب إلى رؤیتی  ….وإنی إلیه أشد حنینا

وتهفو النفوس وتأبى القضا  ..... فأشکو الأنین ویشکو الأنینا

 

یقول الشیخ قدس سره : إن الحق یقول على لسانی من حیث المرتبة فإنه المحب للعارف به المحب له فإن حنین العبد عن محبته ، ومحبته عن محبة الله إیاه کما قال " یُحِبُّهُمْ ویُحِبُّونَه " فلو لا محبة الحق إیاه لما أحب الحق فحنینه عن حنین الحق إلیه أشد کما ذکر ،

 

فإن الحق من حیث تعینه فی عین عبده یشتاق ویتقرب إلى نفسه ثم یجازى المسمى عبدا عن شوقه إلیه ویقربه بالشوق والتقرب إلى عبده المشتاق والتقرب والمجازاة بعشر أمثالها إلى سبعمائة إلى ما لا یتناهى من الأضعاف ، فیکون شوق العبد إلیه بما لا یقدر قدره ،

 

وتهفو : أی تضطرب إلیه النفوس من شدة الشوق حبا للموت الذی هو وسیلة اللقاء ، ویأبى القضا الأجل المسمى الذی عینه الحق فیبقى شوق الأنین من الطرفین ( فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه فما اشتاق إلا إلیه ) أی إلى نفسه للنبویة المذکورة بإنیة العبد وتعینه

"" أضاف بالی زاده :-

أشد حنینا ، فإن کل واحد من الحق والعبد یکون محبا ومحبوبا ، فالحق محب العبد ومحبوب له ، وکذلک العبد وتهفو النفوس فی طلب رؤیتی ، ویأبى القضاء والتقدیر الإلهی عن حصول مرادهم قبل وقت الأجل فأشکر الأنین : أی فأشکو من الأزمنة والأنین إلى أن جاء الأجلى ، ویشکو الحبیب الأنینا لکون الأنین حائلا بینی وبین حبیبی .أهـ بالى زاده 

 

فظهر أن الروح یتبع فی الظهور النشأة فکان فی النشأة الطبیعیة نورا کما فی الملائکة ، ونارا کما فی الإنسان .أهـ بالى زاده  ""

 

 قال رضی الله عنه :  ( ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه . ) فإن الأرکان ما لم تصر أخلاطا لم تصر أعضاء حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة یعنى الحرارة الغریزیة التی تشتعل بمادة الرطوبة الغریزیة من الروح الإنسانى.

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال الشیخ رضی الله عنه : (ولما کان لا یلقى) المؤمن (الحق إلا بعد الموت) کما قال علیه السلام : (إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت ).

لذلک قال الله تعالى : (ولا بد له من لقائی.) جواب (لما) . وقوله (لذلک) متعلق ب (قال) .

(فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة.) أی ، فاشتیاق الحق إنما هو لحصول هذه الصفة وهی الاشتیاق فی المظاهر المنقادة لأوامره ونواهیه .

شعر :

(یحن  الحبیب  إلى رؤیتی  .... وإنی إلیه  أشد حنینا )

(وتهفوا النفوس ویأبى القضا  ... فأشکو الأنین ویشکو الأنینا )

هذا عن لسان الحق من مقام الشوق . أی ، تضطرب النفوس وتطلب رؤیتی ، ولکن یأبى القضاء الإلهی والتقدیر الرحمانی عن تلک الرؤیة إلى أن یحل الأجل فإن القضاء والقدر قدر وعین لکل أجل وقتا معینا ، لا یمکن تقدیمه ولا تأخیره .

وإذا کان کذلک ، فأشکو من الأنین إلى وقت الأجل ، ویشکو المحب الأنین .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه ، فما اشتاق إلا لنفسه ) أی ، فلما أظهر الحق أنه نفخ فی هذا المجلى الإنسانی من روحه ، علم أنه ما اشتاق إلا لنفسه وهویته المتعینة بالتعینات الخلقیة .

( ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه ؟ ) أی ، ألا ترى الإنسان کیف خلقه الله على صورته ؟ وإنما خلقه علیها ، لکونه نفخ فیه من روحه .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کان لا یلقى الحقّ إلّا بعد الموت کما قال علیه السّلام : « إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتّى یموت » لذلک قال تعالى : « ولا بدّ له من لقائی » ؛ فاشتیاق الحقّ لوجود هذه النّسبة . یحنّ الحبیب إلى رؤیتی   ..... وإنی إلیه أشدّ حنینا .. وتهفو النّفوس ویأبى القضا .... فأشکو الأنین ویشکو الأنین .. افلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه ، فما اشتاق إلّا لنفسه ) .

 

( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت ) بحسم القضاء الإلهی ، وإن أمکن عقلا لقاؤه بدونه ( کما قال علیه السّلام : « إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت » ) ، فکأنه ذکره مع الإشارة إلى أنه لم یذکره لما فیه من الإساءة .

( لذلک قال تعالى ) فی مقام ذکر الموت : ( « ولا بدّ له من لقائی ») ، وإذا کان تردد الحق فی الموت الطبیعی لهذه النسبة ، ( فاشتیاق الحق ) فیما نحن فیه ( لوجود هذه النسبة ) ، أی : هذه الصفة التی هی نسبة حادثة ، وإلا فلا حدوث فی صفته تعالى ، ولو کانت هذه النسبة للحق باعتبار ذاته کان الاشتیاق إلیها أشد من اشتیاق العبد إلى لقاء ربه ؛ لأن نفس الشیء أحب إلیه من کل ما عداه ، فکأنه تعالى یقول بلسان الحال : ( یحن ) ، أی : اشتیاق

 

( الحبیب إلى رؤیتی ، وأنا إلیه أشد حنینا ) ، ولکن لا یحصل المشتاق إلیه إلا بالموت وهو مما ( تهفو ) ، أی : تضطرب له ( النفوس ) ، ولکن ( یأبى القضاء ) الإلهی حصول المشتاق إلیه بدونه ، ( فأشکو الأنین ) من کراهة إساءته ، ( ویشکو الأنینا ) من الموت ، وإذا کان شدة اشتیاق الحق إلى لقائهم لما فیه من رؤیته ذاته برؤیتهم بعد رؤیتها بنفسه لشدة زیادة ، والزیادة تنبغی أن تکون من جنس المزید علیه ، فأصل شوقه أیضا إلى رؤیة ذاته بصور المظاهر .

 

( فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه ) المضاف إلیه لاتصافه بصفاته من التجرد والحیاة والعلم ، والإرادة والقدرة ، والسمع والبصر والکلام والتعلق ، وقد جعلنا فیه بالقوة ، ولا یخرج إلى الفعل إلا بهذا المظهر الجسمانی ، ( فما اشتاق ) فی أصل الاشتیاق ( إلا إلى نفسه ) ؛ لیراها فی المظهر الکامل الإنسانی .

قال رضی الله عنه :  ( ألا تراه خلقه على صورته لأنّه من روحه ؟)

( ألا تراه خلقه على صورته ) التی ذکرناها ، وإنما کان على صورته ؛ ( لأنه ) أی : الروح الإنسانی إنما حصل ( من روحه ) ، أی : الروح الإلهی ،

أی : معنى الإلهیة من الذات والصفات المذکورة ، فیدبر هذا الروح الإنسانی بدنه ، کما یدبر الروح الإلهی الأرواح والأجسام ، فهو روح الأرواح والأجسام جمیعا ، إلا أنه لا یشتغل فیما یدبره ، وهذا الروح الإنسانی له اشتغال فی البدن ؛ وذلک لأنه

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کان لا یلقى الحقّ إلَّا بعد الموت ، کما قال علیه الصلاة والسلام : " إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتى یموت " لذلک قال تعالى :" ولا بدّ له من لقائی " فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة ) الجمعیّة التی هی غایة هذه النشأة الکمالیّة ومنتهى أمرها .

 

المحبوب والمحبّ هو الحقّ  

ثمّ لیعلم إنّ الحقّ فی لسان الظاهر هو المحبوب ، على ما دلّ علیه هذا المساق ، وإن کان نسبة المحبّیة والمحبوبیّة إلیه على السواء ، کما هو مؤدّى قوله تعالى : " یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَه ُ "

ولکن إذا تکلَّمت بلسان الکثرة العبدیّة ، وهو بعد استکمال العبد وجودا ، وشرع کذا فی طیّ مسالکه شهودا ، فالحقّ هو المحبوب ، لیس إلَّا ، على ما أشار إلیه " یُحِبُّونَه ُ ".

وإذا تکلَّمت بلسان الوحدة الحقیقیّة ، متوجّهة فی قوس تنزلها الوجودی إلى استکمال العبد ، هو المحبّ ، على ما أومى إلیه " یُحِبُّهُمْ " ولذلک تراه إذ قد أفصح عمّا عبّر عنه اللسان الأول بصورة الحدیث القدسیّ ، أشار إلى ما نطق به اللسان الثانی بصورة النظم الکونیّ ، جمعا بین اللسانین وإفصاحا عن مؤداهما ، فلا تغفل ،

وهو قوله رضی الله عنه  :

( یحنّ الحبیب إلى رؤیتی ... وإنّی إلیه أشدّ حنینا )

کما أنّ فی اللسان الأول کان الحبیب أشدّ شوقا ، فـ « القاف » هذا قاف « القدس » ظاهرا من شین « شعوره » الذی هو من شعائر شاکلته کما أنّ نون « الحنین » نون « الکون » ظاهرا من حاء « الحیطة » و « الحوایة » و" الحیازة " .

وهو قوله رضی الله عنه  :

(فتهفو النفوس و یأبى القضاء ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا)

( فتفهوا النفوس ) أی تخفق ، من « هفا الطیر » : إذا خفق للطیران .

( ویأبى القضاء . ویشکو الأنین ) حیث قال أولا : « وإنّی أشدّ شوقا إلیهم » ( وأشکو الأنینا ) حیث قال : « وإنّی إلیه أشدّ حنینا » . وفی التعبیر عن المشتکى عنه بالأنین تلویح إلى مبدأ تلک الشکایة ، یعنی الإنیّتین الفارقتین .

 

لمّا کان الروح من الحقّ فما اشتاق إلَّا لنفسه

فمن هذه الحکمة ظهر وجه تسمیة محمد صلَّى الله علیه وسلم حبیبا ، وأصل ذلک من قوله :

" نَفَخْتُ فِیه ِ من رُوحِی " [ 15 / 29 ] وستطلع منه على وجه شفاعته أیضا .

( فلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه ، فما اشتاق إلَّا لنفسه ) فإنّ الروح من کلّ شیء هو نفس ذلک الشیء وعینه ، ( ألا تراه خلقه على صورته )  فإنّ الروح من الشیء ، هو الذی یستجلب صورته الخاصّة به ، کما تراه عند ظهور الاعتدال الهوائی الذی هو روح النبات فی الربیع ، کیف یستجلب روح کل واحد منه على التفصیل ما یتصوّر به من الصورة الخاصّة به فی الحسّ . وهذا الأصل یقتضی أنّ الإنسان على صورة الله ( لأنّه من روحه ) .

ثمّ إنّ النفخ - الذی عبّر به فی الکلام المنزل الختمی عن إفاضة الروح ، ونسبة تقویمه الأجساد وإخراجها عن مکامن القوّة - نسبتان : له نسبة إلى المنفوخ فیه ، ونسبة إلى النافخ به قد أشار إلیهما مفصلا :

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 ه:

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( لما کان لا یلقى الحق إلا بعد الموت کما قال علیه السلام «إن أحدکم لا یرى ربه حتى یموت» لذلک قال تعالى «ولا بد له من لقائی».

فاشتیاق الحق لوجود هذه النسبة:

یحن الحبیب إلى رؤیتی ... و إنی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا ... فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

فلما أبان أنه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنه من روحه؟  ).


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کان لا یلقى الحقّ إلّا بعد الموت کما قال علیه السّلام : «إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتّى یموت» . لذلک قال تعالى : «ولا بدّ له من لقائی» . فاشتیاق الحقّ لوجود هذه النّسبة .. یحنّ الحبیب إلى رؤیتی ...  وإنی إلیه أشدّ حنینا .. وتهفو النّفوس ویأبى القضا ..... فأشکو الأنین ویشکو الأنینا ).

(ولما کان لا یلقى العبد ) المؤمن ( الحق إلا بعد الموت کما قال له علیه السلام « إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت » لذلک قال تعالى ولا بد له من لقائی فاشتیاق الحق لیس إلا لوجود هذه النسبة ) .

وفی النسخة المقروءة علیه رضی اللّه عنه فاشتیاق الحق لوجود هذه النسمة ، أی إلى وجود هذه الصفة أعنی لقاء العبد فإنه نسمة بین الحق والعبد . ( یحن الحبیب ) ، أی العبد المؤمن ( إلى رؤیتی . . . وإنی أشد إلیه حنینا . . وتهفو النفوس ) ، أی تضطرب لشوق لقائی ( ویأبى القضاء ) عن تلک الرؤیة فإنه قدر لکل أحد أجلا معینا لا یمکن تقدیمه ولا تأخیره .

 

قال رضی الله عنه :  ( فلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه ، فما اشتاق إلّا لنفسه . ألا تراه خلقه على صورته لأنّه من روحه ؟ )


(فأشکو الأنین ) من التحنن إلى حلول الأجل ( ویشکو ) المحب ( الأنینا . . فلما أبان ) الحق سبحانه ، أی أظهر ( أنه نفخ فیه من روحه فما اشتاق إلا لنفسه ) ، فإن روحه لیس إلا نفس هویته منصبغة بصفة الحیاة ( ألا تراه خلقه على صورته ) ، أی صنعته ( لأنه من روحه ) ، الذی هو نفس هویته کما عرفت.


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۶۰۲-۶۰۳

و لمّا کان لا یلقى الحقّ إلّا بعد الموت کما قال علیه السلام «إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتّى یموت». لذلک قال تعالى «و لا بد له من لقائی». فاشتیاق الحقّ لوجود هذه النسبة:

و چون مؤمن به لقاى حق تعالى نایل نمی‌شود مگر بعد از موت چنانکه رسول اللّه (ص) فرمود: «ان أحدکم لا یرى ربّه حتّى یموت» از این جهت حق تعالى فرمود: «و لا بد له من لقائی» پس اشتیاق حق تعالى براى وجود این نسبت است. (یعنى براى حصول این صفت که اشتیاق در مظاهر باشد).

یحنّ الحبیب إلى رؤیتی‏ و إنّی إلیه أشد حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

در تأویل المحکم در ترجمه دو بیت مذکور گوید:

قصد کند حبیب یعنى بنده به طرف رؤیت من و من شائق‌ترم به طرف او به قصد.

و خواهش کنند و مضطرب شوند نفوس به اشتیاق به طرف لقاء و ابا کند حکم الهى که موت است (که تا موت نیاید لقاء نشود) پس شکایت کنم اندوه عدم وصال را و شکایت کند بنده فراق را (یعنى شکایت فراق بنده کامل شکایت من است).( تأویل المحکم.) خلاصه اینکه شعر از زبان حق تعالى گفته شده است. قائل آن خود شیخ أکبر محیى الدین است. چنانکه از ظاهر بلکه نصّ گفتار جندی در شرح فصوص مستفاد است که‏:

خداوند ‌می‌گوید حبیب من آرزومند رؤیت من است و من بیش از آن خواهان رؤیت او هستم. نفوس مشتاقان به شوق لقاء من مضطرب است که رؤیت و لقاء مرا طلب ‌می‌کند و لکن قضاى مبرم من ابا دارد که هر کس را أجل معین است که تقدیم و تأخیر آن امکان ندارد. پس من شکایت کنم انین را یعنى اندوه عدم وصال را تا وقت أجل و حبیب من که بنده من است شکایت کند فراق را.

حدیث تردد در جوامع روایى فریقین آمده است و در بیان آن مثل حدیث نیت و عمل که در آخر فص خالدى عنوان شد اقوال و آراى متعدد است. شیخ أکبر چنان که گفته آمد معنى کرد و میر داماد در قبسات به وجهى معنى ‌می‌فرماید و ظاهرا شریف‌ترین و وجیه‌ترین معنى همان است که شیخ أکبر در باب سیصد و شانزدهم فتوحات مکیه تردد را به تجدد امثال تعبیر کرده است و بتفصیل صدر المتألهین در آخر فصل دوازدهم موقف چهارم الهیات اسفار- ط 1- ص 91 ج سوم بنا بر مبناى رصین و قویم حرکت جوهرى به وجه اکمل و احسن از عهده آن برآمده است. طالب بدان جا رجوع کند.

فلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلّا لنفسه.

إلّا تراه خلقه على صورته لأنّه من روحه؟

پس چون خداوند ابانه و اظهار فرمود که در آدم از روح خود نفخ فرمود. پس اشتیاق پیدا نکرد، مگر به خویشتن.

زیرا روح هر چیز نفس آن چیز و عین آن چیز است و به عبارت دیگر روح، صورت اوست که شیئیت شی‏ء به صورت اوست.

نمی‌بینی خداوند آدم را بر صورت خود (یعنى بر صفت و وزان و مثال خود) آفرید زیرا آدم از روح اوست.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۷۷-۱۰۷۸

و لمّا کان لا یلقى الحقّ إلّا بعد الموت کما

قال علیه السّلام «إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتّى یموت»

لذلک قال تعالى‏

«و لا بدّ له من لقائى»

فاشتیاق الحقّ لوجود هذه النّسبة.

و چون مؤمن را ملاقات حق سبحانه و تعالى بى‏موت حاصل نمى‏شود چنانکه حضرت خواجه علیه السلام فرمود که هیچ احدى از شما تا نمیرد حق را نمى‏بیند، لاجرم حقّ سبحانه و تعالى گفت او را از لقاى من یعنى از موت که واسطه لقاى من است چاره نیست. پس اشتیاق حقّ تعالى جز به حصول این صفت نیست که آن شوق در رؤیت است در مظاهرى که منقاد اوامر و نواهى‏اند.

یحنّ الحبیب إلى رؤیتى‏ و إنّیّ إلیه أشدّ حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

این ابیات به لسان حقّ است از مقام شوق، یعنى محبّ اظهار اشتیاق به رؤیت من مى‏کند و حال آنکه شوق من به سوى او زیاده است از شوق او.

آرى نفوس اضطراب مى‏نماید و طلب رؤیت مى‏کند و لیکن قضاى الهى و تقدیر رحمانى پیش از حلول اجل و انقطاع سلاسل امل اباء مى‏کند رؤیت را، چه قضا و قدر تقدیر و تعیین کرده هر اجلى را وقتى معیّن که تقدیم و تأخیر ازو ممکن نیست. پس چون چنین است شکایت از انین تا وقت اجل مراد محبّ را شامل است. بیت:

هیچ عاشق خود نباشد وصل‏‌جو که نه معشوقش بود جویاى او

هیچ بانگ کف زدن ناید بدر از یکى دست تو بى‏دست دگر

در دل تو مهر حق چون شد دو تو هست حق را بى‏‌گمانى مهر تو

تشنه مى‏‌نالد که اى آب گوار آب هم نالد که کو آن آب خوار 

فلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلّا لنفسه. أ لا تراه خلقه على صورته لأنّه من روحه؟

یعنى چون حق تعالى اظهار کرد که در مجلاى انسانى از روح خویش دمیده است لاجرم به حسب حقیقت اشتیاق او هم به نفس خویش و هویّت متعیّنه به تعیّنات خلقیّه خود باشد. بیت:

نیست غیر او که دارد غیر دوست‏ در حقیقت اوست شوقش هم بدوست‏

نمى‏‌بینى که حق سبحانه و تعالى انسان را چگونه بر صورت خویش آفرید؟

و این بدان جهت است که در وى از روح خود دمیده است.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۵

 و لمّا کان لا یلقى الحقّ‏ إلّا بعد الموت کما قال- علیه السّلام- «إنّ أحدکم لا یرى ربّه حتّى یموت» لذلک قال- تعالى- «و لا بدّ له من لقائی». فاشتیاق الحقّ لوجود هذه النّسبة.

و چون سنّت الهى چنین است، که لقا نبود إلّا بعد الموت. فرمود که «و لا بدّ له من لقائی». و اشتیاق حق- عزّ و علا- از اینجاست که مى‏خواهد که در مظاهرى که بندگان به صفات انقیاد از وى موصوف‏اند، خود را مشاهده کند.

یحنّ الحبیب إلى رؤیتى‏ و إنّى إلیه أشدّ حنینا

و تهفو النفوس و یأبى القضا فأشکو الأنین و یشکو الأنینا

شرح یعنى نفوس مضطربند در طلب رؤیت من، و من نیز بدیدن ایشان مشتاقم؛ امّا قضا چنین رفته است که هر چیزى را وقتى معلوم و اجلى معیّن بود، و تا آن وقت در نرسد حنین و انین فایده ندهد. پس من از انین به وقت أجل شکایت مى‏کنم، و محبّ از انین شکایت مى‏کند.

فلمّا أبان أنّه نفخ فیه من روحه، فما اشتاق إلّا لنفسه.

ألا تراه خلقه على صورته لأنّه من روحه؟