عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الثامنة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.  ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه.   ).


قال رضی الله عنه :  ( ولمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسمّاة فی جسده أخلاطا ، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرّطوبة ، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته ، ولهذا ما کلّم اللّه موسى إلّا فی صورة النّار وجعل حاجته فیها ، فلو کانت نشأته طبیعیّة لکان روحه نورا .  وکنّى عنه بالنّفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرّحمن ، فإنّه بهذا النّفس الّذی هو النّفخة ظهر عینه ، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا ، فبطن نفس الحقّ فیما کان به الإنسان إنسانا . ثمّ اشتقّ له شخصا على صورته سمّاه امرأة ، فظهرت بصورته فحنّ إلیها حنین الشّیء إلى نفسه وحنّت إلیه حنین الشّیء إلى وطنه . )


قال رضی الله عنه :  (ولما کانت نشأته) ، أی الإنسان من حیث جسمانیته (من هذه الأرکان الأربعة) المتولدة فی الجسد من مادة الغذاء وهی الدم والصفراء والسوداء والبلغم (المسماة فی جسده) ، أی الإنسان (أخلاطا) جمع خلط بکسر الخاء المعجمة (حدث عن نفخه) ، أی الروح فیه (اشتعال بما) ، أی بسبب ما (فی جسده) ، أی الإنسان (من الرطوبة) القابلة للتحلل بالحرارة التی فیه .


قال رضی الله عنه :  (فکان روح الإنسان) المنفوخ فیه (نارا) باعتبار ذلک وإلا فإن الروح منزهة عن أحکام الطبائع والعناصر لعلوها عن قیود الکیفیات الطبیعیة وإن لبست صورة ذلک فی نزولها لتدبیر الجسد بمقتضیاته (لأجل نشأته) ، أی خلقة الجسد (ولهذا) ، أی لکون الأمر کذلک (ما کلم اللّه) تعالى (موسى) علیه السلام إلا بعد ظهوره له (فی صورة النار) من حیث تجلیه علیه بها ، وهو تعالى على ما هو علیه ، لیعلمه بتجلیه فی روحه .


کذلک (وجعل) تعالى (حاجته) ، أی موسى علیه السلام (فیها) ، أی فی النار لتتوفر دواعیه إلى طلبها ویرغب فی تحصیلها فیجد مطلوبه ویواصل محبوبه (فلو کانت نشأته) ، أی الإنسان قال رضی الله عنه :  (طبیعیة) کالملائکة علیهم السلام (لکان روحه) المنفوخ فیه نورا مناسبة للطافة نشأته لا نارا مناسبة لکثافتها .


قال رضی الله عنه :  (وکنى) تعالى (عنه) أی عن الإنسان (بالنفخ) الروحی (یشیر) تعالى بذلک (إلى أنه) ، أی الإنسان مخلوق (من نفس) بفتح الفاء (الرحمن) المستوی على العرش أی المتجلی به ، فإنه أی الإنسان (بهذا النفس) بفتح الفاء (الذی هو النفخة ظهر عینه) ، أی الإنسان (وباستعداد) ، أی تهیؤ (المنفوخ فیه) ، وهو الجسد باشتماله على الأخلاط الأربعة کما سبق کان ذلک الاشتعال الحاصل بالنفخ (نارا لا نورا فبطن نفس) بفتح الفاء الحق تعالى أی أمره تعالى وظهر خلقه (فیما کان الإنسان به إنسانا) وهو النشأة العنصریة الممتدة من الأخلاط الأربعة المذکورة .


قال رضی الله عنه :  (ثم اشتق) تعالى ، أی استخرج (له) ، أی للإنسان منه (شخصا) إنسانیا (على صورته سماه) ، أی ذلک الشخص (امرأة فظهرت) ، أی الامرأة له منه (بصورته) ، أی الإنسان (فحنّ) ذلک الإنسان (إلیها) مثل (حنین الشیء إلى نفسه وحنت) هی أیضا (إلیه) مثل (حنین الشیء إلى وطنه) الذی تولد فیه وخرج منه .


شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه. ).


قال رضی الله عنه :  ( فما اشتاق إلا لنفسه ) المتعینة بالتعین الخلقیة ( ألا تراه ) أی الإنسان کیف ( خلقه ) اللّه ( على صورته ) وإنما خلقه على صورته ( لأنه ) حاصل ( من روحه ) المنفوخة فی النشأة العنصریة ( ولما کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا حدث عن نفخه فیه ) أی عن نفخ الحق فی جسده ( اشتعال ) کاشتعال الشمعة ( بما ) أی بسبب الذی کان ( فی جسده ) أی فی جسد آدم


قال رضی الله عنه :  ( من الرطوبة ) بیان لما وهی کالدهن للسراج ( فکان روح الإنسان نارا ) مشتعلا بالحرارة الغریزیة ( لأجل نشأته العنصریة ) التی فیها الرطوبة ( ولهذا ) أی ولأجل کون روح الإنسان ( لأجل نشأته ) نارا ( ما کلم اللّه ) أی ما تجلى اللّه ( موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها ) أی فی صورة النار ( فلو کانت نشأته ) أی نشأة الإنسان ( طبیعیة ) لا عنصریة ( لکان روحه نورا ) فظهر أن الروح یتبع فی الظهور للنشأة فکان فی النشأة الطبیعیة نورا کما فی الملائکة التی فوق السماوات وفی العنصریة نارا کما فی الإنسان ( وکنى ) الحق ( عنه ) أی عن الروح


قال رضی الله عنه :  ( بالنفخ یشیر إلى أنه ) حاصل ( من نفس الرحمن فإنه ) أی فإن الشأن قوله ( بهذا النفس الذی هو النفخة ) یتعلق بقوله ( ظهر عینه ) أی حصل عین الإنسان أو عین الروح فی الخارج قوله ( وباستعداد المنفوخ فیه ) وهو النشأة العنصریة یتعلق بقوله ( کان الاشتعال نارا لا نورا فبطن نفس الحق فیما کان به الإنسان إنسانا ) وهو الروح الذی کان به الإنسان إنسانا فإذا ظهر الإنسان بالروح وظهر الروح بنفس الحق بطن النفس واستتر فی الروح الانسانی ( ثم اشتق له شخصا على صورته سماه امرأة فظهرت بصورته فحن ) آدم ( إلیها حنین الشیء إلى نفسه وحنت المرآة إلیه حنین الشیء إلى وطنه ) وأصله.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه. ).


قال رضی الله عنه : (  کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته. ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها. فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا. فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا. ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه. ).  

قلت: یعنی أن من لا یرى ربه حتى یموت کیف لا یشتاق إلى لقاء ربه ثم أن ربه تعالی أشوق إلیه. فإن قال قائل: فکیف یشتاق الحق إلیهم وهم عنده وهو عندهم. فالجواب: أنه مثل قوله حتى نعلم وهو یعلم ثم انشاده؟: 

یحن الحبیب إلى رؤیتی .....   وإنی إلیه أشد حنینا 

وتهفو النفوس ویأبی القضا .....   فأشکو الأنین ویشکو الأنینا

الحق تعالی أشد حنینا إلى الإنسان من الإنسان إلیه فی هذین البیتین. 

قال: إنی إلیه أشد حنین، فإذن الناطق بهذین البیتین جعلهما على لسان الحق، لأنه هو الذی هو أشد حنین.

قال: وإنما اشتاق الحق تعالى إلى نفسه لأنه تعالی نفخ فیه من روحه فإلى روحه اشتاق. وقد ذکر، رضی الله عنه، أن الروح المنفوخة فی الإنسان هی نار أی حار یابسة وهو الحق ولولا طول الکلام لشرحت کیف ذلک ومنه الخطاب الموسوی فی النار.


قال: ثم اشتق له أی للإنسان من ذاته شخصا هو حواء خلقت من ضلع آدم، علیه السلام، فالمرأة خلقت من الرجل، فحنینه إلیها حنینه إلى ذاته وهو لها وطن، فحنینها إلیه حنین إلى الوطن والحق تعالى هو الوطن فلذلک تحن إلیه قلوب العارفین.


قاله رضی الله عنه: ولا یشاهد الحق تعالی مجردا عن المواد آبدا.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه.).


قال رضی الله عنه : ( ولمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا ، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة ) .

یعنی  رضی الله عنه  : الرطوبة الغریزیة التی هی مادة الحرارة الغریزیة وبها بقاؤها .


قال رضی الله عنه   : ( فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته ) .

یعنی  رضی الله عنه:  الحرارة الغریزیة التی هی مرکب حیاة الروح النفسانی ، أعنی النفس الناطقة ، فإنّ النفس على صورة ناریة ، والروح فی صورة نوریة .


قال رضی الله عنه  : ( ولهذا ما کلَّم الله موسى إلَّا فی صورة النار ، وجعل حاجته فیها ، فلو کانت نشأته طبیعیة ، لکان روحه نورا وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرحمن فإنّه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه ، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا) .


یشیر رضی الله عنه  إلى الجوهر النوری ، الظاهر بصورة النار ، المشتعل لفتیلة جسده ودهن رطوبته الغریزیة المشار إلیها فی بعض وجوهها بقوله : " یَکادُ زَیْتُها یُضِیءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْه ُ نارٌ "

وإنّما فسّرت قوله : " روحه " بالنفس ، لأنّ الروح غیر متعلَّق وإنّما المتعلَّق هو النار ، والنور محمول فی النار ، کقیام العقل - وهو الروح - بالنفس الناطقة .


قال رضی الله عنه  : ( فبطن نفس الحق فیما کان به الإنسان إنسانا ، ثم اشتقّ له شخصا على صورته ، فسمّاه امرأة ، فظهرت بصورته ، فحنّ إلیها حنین الشیء إلى نفسه ، وحنّت إلیه حنین الشیء إلى وطنه ،)


یعنی  رضی الله عنه  : لمّا کان على صورة ربّه ، بل هو صورة ربّه فی عصره والحق هویة هذه الصورة وروحها ، فهو بصورته شفع الحق الواحد الأحد الوتر ، فإنّ الإنیّة تشفع الهویة ، کما یشفع الزوج الزوج بوجوده .


شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه.).

قال رضی الله عنه : ( ولما کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا ) فإن الأرکان ما لم تصر أخلاطا لم تصر أعضاء ( حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة ) یعنى الحرارة الغریزیة التی تشتعل بمادة الرطوبة الغریزیة من الروح الإنسانى ( فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته ) أی الروح الحیوانی الذی به حیاة البدن وهو النفس باصطلاح أهل التصوف ، فإنها ناریة الجوهر والروح الإنسانى بظاهر صورة النار.


قال رضی الله عنه :  ( ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها ، فلو کانت نشأته طبیعیة ) أی على طبیعیة عالم القدس ( لکان روحه نورا وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عنه ) أی بالوجود الخارجی ( وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا ) المنفوخ فیه هو مادة الجسد ، واستعداده الرطوبة الغریزیة التی أصله المنى المسوى باعتدال المزاج ،

فالاستعداد بالحقیقة هو ذلک الاعتدال الذی جعل المحل قابلا لتأثیر الروح وتعلقه التدبیرى به حتى اشتعل من الروح فیه النار ،

أی الحار الغریزی الذی یکون منه الروح الحیوانی أعنى النفس فظهر الجوهر النوری أعنى الروح الإنسانى المجرد فیه بصورة النار فلو لا هذه الطبیعة الدهنیة فی الرطوبة الغریزیة بسبب الاعتدال لما ظهر هذا النور بصورة النار( فبطن نفس الحق ) أی الجوهر النوری ( فیما کان الإنسان به إنسانا ) من النفس التی هی الروح الحیوانی الذی ظهر به الإنسان حیا ، وإلا لم یظهر فلم یکن إنسانا وظهر النار


قال رضی الله عنه :   ( ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه ، وحنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه ) الذی هو أصل خلقته.


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه. ).


قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولما کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده  أخلاطا ) ، حدث (عن نفخه ) أی ، عن نفخ الحق فیه ( اشتعال بما فی جسده من الرطوبة) إنما جعل الأرکان العنصریة أخلاطا ، لأنها أولا تصیر أخلاطا ، ثم أعضاء .

والمراد ب ( الاشتعال ) نار الحرارة الغریزیة الحاصلة من سریان الروح الحیوانی فی أجزاء البدن المشتعلة بواسطة الرطوبة الغریزیة .

وهی له کالدهن للسراج ( فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته . ) أی ، ولما کانت نشأته الجسمانیة عنصریة ، کان روحه نارا .

أی ، ظهر روحه الحیوانیة ، أو نفسه الناطقة ، بالصورة الناریة الموجبة للاشتعال بالحرارة الغریزیة .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار ، وجعل حاجته فیها .) أی ، ولأجل أن الروح تظهر فی البدن بالصورة الناریة ، تجلى الحق لموسى ، علیه السلام ، فکلمه فی صورة النار وجعل مراده فیها .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فلو کانت نشأته طبیعیة ، لکان روحه نورا . ) أی ، لو کانت نشأته غیر عنصریة ، کنشأة الملائکة التی فوق السماوات وهی النشأة الطبیعیة النوریة ، لکان روحه ظاهرا بالصورة النوریة .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وکنى عنه ب"النفخ" یشیر إلى أنه من نفس الرحمن ) أی ، وکنى عن ذلک الظهور والحدوث ب ( النفخ ) مشیرا إلى أنه حاصل من النفس الرحمانی ( فإنه بهذا النفس الذی هو النفخ ظهر عینه ) أی ، بالوجود الخارجی حصل عین الروح فی الخارج ، أو عین الإنسان .

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وباستعداد المنفوخ فیه ) وهو البدن ( کان الاشتعال نارا لا نورا . ) لأن بدن الإنسان عنصری لا طبیعی نوری .

( فبطن نفس الحق فیما کان به الإنسان إنسانا . ) أی ، استتر نفس الحق ، أی الروح الحاصل من النفس الرحمانی ، فی جوهر کان الإنسان به إنسانا .

وهو الروح الحیوانی الذی به یظهر هذه الصورة الإنسانیة .


قال الشیخ رضی الله عنه :  ( ثم ، اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة ، فظهرت بصورته ، فحن إلیها حنین الشئ إلى نفسه ، وحنت إلیه حنین الشئ إلى وطنه . ) أی ، إلى أصله .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : ( کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، و حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه. ).


قال رضی الله عنه : ( ولمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسمّاة فی جسده أخلاطا ، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرّطوبة ، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته ، ولهذا ما کلّم اللّه موسى إلّا فی صورة النّار وجعل حاجته فیها ، فلو کانت نشأته طبیعیّة لکان روحه نورا ، وکنّى عنه بالنّفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرّحمن ، فإنّه بهذا النّفس الّذی هو النّفخة ظهر عینه ، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا ، فبطن نفس الحقّ فیما کان به الإنسان إنسانا ).

( لما کانت نشأته ) ، أی : الإنسان باعتبار بدنه ( من هذه الأرکان الأربعة ) التراب ، والماء ، والهواء ، والنار ( المسماة فی جسده أخلاطا ) ، فالسواد تراب ، والبلغم والدم هواء ، والصفراء نار  ( حدث عن نفخه ) ، أی : نفخ الإله فیه الروح


( اشتعال ) النار المکونة فی مزاجه ( بما فی جسده من الرطوبة ) ، إذ لا تقبل النار یابسا محضا کالتراب ، ولا رطبا محضا کالماء ، بل القائل له الرطوبة مع الیبوسة ، ( فکان روح الإنسان ) مع کونه على صورة الحق فی أصله ( نارا لأجل نشأته ) المشتملة بنفخه ؛ لصیرورتها بالرطوبة کالقبلة المبلولة بالدهن .

 

( ولهذا ) أی : ولصیرورة روح الإنسان نارا ( ما کلم اللّه موسى إلا فی صورة النار ) ؛ لأنه عرف نفسه بصورة النار ، فلا یعرف ربه إلا بتلک الصورة ، وقد تقررت هذه الصورة فیه ، إذ قد ( جعل حاجته فیها ) ، والحاجة لا بدّ وأن تنطبع صورتها فی النفس ، وإذا کانت ناریة الروح الإنسانی لأجل نشأته العنصریة ، ( فلو کانت نشأته طبیعیة ) کنشأة العرش والکرسی ، ( لکان روحه نورا ) کالملائکة العلویة المدبرة لهما ، ( وکنی عنه ) أی : عن جعل الروح النوری من کونه على صورة ربه نارا ( بالنفخ ) ، وهو عبارة عن إخراج الهواء من بطن النافخ إلى المنفوخ فیه ، ولا یتصور ذلک فی حق اللّه تعالى ، فهو ( یشیر إلى أن الروح من نفس الرحمن ) الذی به إخراجه ما فی علمه إلى العین .


( فإنه بهذه النفس الذی هو النفخة ) فی حق اللّه تعالى ( ظهر عینه ) من خفاء العلم إلى نور الوجود ، فهو بهذا الاعتبار نور ، ولکنه ( باستعداد المنفوخ فیه ) من حیث اشتماله على النار مع الرطوبة ( کان الاشتعال نارا ) ، فتوهم بعضهم من ذلک أن الروح جسم لطیف سار فی البدن ، خفیت نوریته ( لا نورا ) ، وإن کان من نفس الرحمن المقتضی کونه نورا ، وإلیه نظر من قال بتجرده ، لکنه إذا صار نارا ( فبطن نفس الرحمن ) .

 

 ، وإن کان به الظهور ، ( فیما کان به الإنسان إنسانا ) وهو الروح المشتعل به بدنه ، وإلا فالبدن المجرد جماد ، فلا یکون حیوانا فضلا عن الإنسان والروح المجرد ملک ، فالغیر لناریته التی بها أخذ من قال بجسمانیته ، لکنه فی الأصل على المتجرد واشتیاق الحق إلیه ؛ لذلک حتى إذا اشتد تجرده وکمل ، اشتد شوق الحق إلیه .

 

( ثم ) أی : بعد ما خلقه على صورته واشتاق إلیه ؛ لذلک أراد أن یخلق على صورة من خلقه على صورته شخصا آخر ، ویجعل من خلقه على صورته أولا مشتاقا إلى ذلک الشخص الآخر ؛ لیکون مظهرا لهذا الآخر ، وحینئذ اشتق له .


قال رضی الله عنه : (  ثمّ اشتقّ له شخصا على صورته سمّاه امرأة ، فظهرت بصورته فحنّ إلیها حنین الشّیء إلى نفسه وحنّت إلیه حنین الشّیء إلى وطنه ).

 

وحینئذ ( اشتق له ) ، أی : لمن خلقه على صورته أولا ( شخصا على صورته ، فسماه امرأة ، فظهرت بصورته ) فی الإنسانیة وإن خالفته بالربوبیة ، ( فحن ) المخلوق على صورة الحق أولا ( إلیها حنین الشیء إلى نفسه ) ، فکان مظهر الحن ، الحق ذاته فی حبه لمن خلقه على صورته ، ولما ظهر حب الحق فیمن خلقه على صورته وهو الرجل ، ظهر حب المخلوق على صورته فیمن خلق على صورته ،

وهو المرأة وحینئذ ( حنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه ) ، إذ لم یخلق على صورتها شیء دونها ، فرجعت إلى الأعلى ، فرجع الرجل إلى حب الحق بواسطة حبه إیاها الموجب لحبها إیاه.

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (  کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، وحنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه. ).


للنفخ نسبتان

ثمّ إنّ النفخ - الذی عبّر به فی الکلام المنزل الختمی عن إفاضة الروح ، ونسبة تقویمه الأجساد وإخراجها عن مکامن القوّة - نسبتان : له نسبة إلى المنفوخ فیه ، ونسبة إلى النافخ به قد أشار إلیهما مفصلا :

أمّا النسبة الأولى فهی المشار إلیها بقوله : ( ولمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة ) العنصریّة المتقوّمة بها سائر الأمزجة من الموالید المشکَّلة فی کلّ مزاج بصورته ، ( المسماة ) عند تقویمها المزاج الإنسانی ( فی جسده « أخلاطا » ) فإنّ الأرکان الأربعة ما لم یظهر بصور الرطوبات الکیموسیّة ذوات الطبائع المتقابلة القابلة للتشکَّل بالأشکال المتخالفة والصور المتباینة ، لم یتحصّل منه جسد ذو اعتدال حیوانی ، فضلا عن الإنسانیّ .

ثمّ إنّ من هذه الرطوبات ما غلب علیه الخفیفان ، ومنه ما غلب علیه الخفیف المطلق فلذلک ( حدث ) منه ( عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة ) ، لما تقرّر فی القوانین الطبیعیّة وأصولها أنّ الخفیف المطلق إذا أمدّه الرطوبة الدهنیّة - التی غلب فیها حکم الخفیف المضاف - اشتعل بقوّة المناسبة عند النفخ الموجب للاختلاط والامتزاج ، فظهرت تلک الرطوبة بصورة النار المشتعلة .

قال رضی الله عنه :  ( فکان روح الإنسان نارا من أجل نشأته ) أی من حیث روحه الحیوانیّ ، الذی هو صورة جمعیّة الظهور والإظهار ( ولهذا ما کلَّم الله موسى إلا فی صورة النار ) ، فإنّ الکلام هو صورة خصوصیّة الإنسان وکماله الخاصّ به فی تلک الصورة ، وغایته المطلوبة منه ، ( و ) لذلک ( جعل حاجته فیها ) عند التکلَّم بها .

فعلم إنّ نشأته الجمعیّة هذه نشأة عنصریّة جسمانیّة ، لا طبیعیّة روحانیّة ، کما هو نشأة الملائکة قال رضی الله عنه :  ( فلو کانت نشأته طبیعیّة لکان روحه نورا ) لا نارا مشتعلة من رطوبات الأخلاط الجسمانیّة .

هذا بالقیاس إلى المنفوخ فیها من النسبة الجمعیّة والجهة الاشتراکیة .


نفخ الروح من نفس الرحمن

وأمّا بالقیاس إلى النافخ : فقد أشار إلیها بقوله : ( وکنّى عنه بالنفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرحمن ) ، والنفخ حقیقة إنّما هو النفس الخارج من الإنسان نحو مادّة ، وهو البخار الدخانی الذی أخرجه القلب بحرکته الانقباضیّة ، لیتروّح بجذب الهواء الصافی عند حرکته الانبساطیّة .

وذلک لأنّ الهواء مهما لبث فی القلب تسخّن من نار الحرارة الغریزیّة ، فتدخن لطیفه ، فینقبض القلب بإعصار أجزائه إخراجا له ، ثمّ ینبسط لأن یجذب به الهواء البارد ، تعدیلا لمزاج القلب ، وبیّن أنّ النفخ بهذا المعنى إنّما یطلق على النفس الرحمانی بضرب من الشبه والمجاز ، ولذلک قال : " وکنّى عنه " فی بیان هذه النسبة .

 

أمّا بیان ذلک الشبه ( فإنّه بهذا النفس - الذی هو النفخة - ظهر عینه ) التی هی الکلمة الجامعة الوجودیّة ، کمًّا أنّ بذلک النّفس الإنسانیّ ظهر عیون الکلمات الکاملة الإظهاریّة .

 

ثمّ إنّه من مؤدّى هذا الوجه یلزم أن یکون نشأته هذه - نوریّة - لا ناریّة - فلذلک استدرکه بأنّ هذه الجهة باعتباره إلى النافخ ، والنشأة هی الحاصلة له باعتبار استعداد المنفوخ فیه على ما لا یخفى .

قال رضی الله عنه :  ( وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا ، لا نورا ، فبطن نفس الحق ) الذی هو جهة نسبة النفخ إلى النافخ ( فیما کان به الإنسان إنسانا ) من الجهة التی هی أصل قابلیته واستعداده ، وهو جهة نسبة النفخ إلى المنفوخ فیه .

 

سبب محبّة الرجل للمرأة

قال رضی الله عنه :  ( ثمّ اشتق له شخصا ) هذا إفصاح عمّا هو المقصود من هذه المقدّمات ، وهو سبب تحبّب الخاتم للنساء أولا وذلک إنّه إذ قد بطن نفس الحقّ فی الإنسان - بما هو إنسان - وقد عرفت أنّ الغایة من هذه الحرکة الإیجادیّة إنّما هی الظهور والإظهار ، اشتقّ للإنسان من جهة ظهوره تحصیلا للغایة المطلوبة شخصا ( على صورته ) یظهر به نفسه - ظهور الشیء فی المرآة - ولذلک ( سمّاه « امرأة » فظهرت بصورته ، فحنّ إلیها حنین الشیء إلى نفسه ، وحنّت إلیه حنین الشیء إلى وطنه ) ، واتّصل رابطة النسبة من الطرفین ، ودارت وهی کمال النسبة المعبّر عنها بالمحبّة

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ رضی الله عنه : ( کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

ولهذا ما کلم الله موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها.

فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

وکنى عنه بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن، فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الرحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

ثم اشتق له منه شخصا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه، وحنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه. ).


قال رضی الله عنه : ( ولمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسمّاة فی جسده أخلاطا ، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرّطوبة ، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته ، ولهذا ما کلّم اللّه موسى إلّا فی صورة النّار وجعل حاجته فیها ، فلو کانت نشأته طبیعیّة لکان روحه نورا . وکنّى عنه بالنّفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرّحمن ، فإنّه بهذا النّفس الّذی هو النّفخة ظهر عینه ، وباستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا ، فبطن نفس الحقّ فیما کان به الإنسان إنسانا . ثمّ اشتقّ له شخصا على صورته سمّاه امرأة ، فظهرت بصورته فحنّ إلیها حنین الشّیء إلى نفسه وحنّت إلیه حنین الشّیء إلى وطنه . )

 

( ولما کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسماة فی جسده أخلاطا حدث عن نفخه ) أی عن نفخ الحق فیه ( اشتعال بما فی جسده ) أی بسبب ما فی جسده ( من الرطوبة ) التی هی کالدهن للسراج ( فکان روح الإنسان ) الحاصل من نفخه ( نارا لأجل نشأته ) العنصریة ( ولهذا ما کلم اللّه موسى إلا فی صورة النار وجعل حاجته فیها ، فلو کانت نشأته طبیعیة ) غیر عنصریة کنشأة الملائکة السماویة ( لکان روحه نورا ) ، أی ظاهرا فی الصورة النوریة لا الصورة الناریة

( وکنى عنها ) ، أی عن الروح وإفاضته على البدن الإنسانی ( بالنفخ یشیر إلى أنه من نفس الرحمن ) ، فإن النفخ لا یکون إلا من النفس ( فإنه بهذا النفس الذی هو النفخة ظهر عینه ) ، أی عین الروح فی الخارج ( وباستعداد المنفوخ فیه ) ، یعنی البدن ( کان الاشتعال نارا لا نورا ) ، لأنه عنصری لا طبیعی نوری ( فبطن ) ، أی استتر ( نفس الحق فیما کان به الإنسان إنسانا ) یعنی الصورة البدنیة الإنسانیة ( ثم اشتق له شخصا على صورته سماه امرأة فظهرت بصورته فحن إلیها حنین الشیء إلى نفسه وحنت إلیه حنین الشیء إلى وطنه ) ، الذی کانت فیه قبل اشتقاقها وخروجها منه .


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۶۰۳-۶۰۵

و لمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسمّاة فی جسده أخلاطا.

و چون نشئه او (یعنى نشئه عنصریه او) از این ارکان اربعه است که در جسد او مسمى به اخلاطند.

جهت اینکه ارکان اربعه را در جسد انسان اخلاط نامیده است این است که ارکان اربعه در انسان عناصر اربعه فعل و انفعال شده‌اند و الّا از مجرد انضمام ارکان اربعه یعنى صرف عناصر مزاج حاصل نمی‌شود و روح به آن تعلق نمی‌گیرد  و جسم مرکب حیات نمی‌یابد.

حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرطوبة.

از نفخ حق در این جسد به سبب رطوبتى که در جسد است اشتعالى حاصل شد.


حرارت غریزى و روح بخارى‏

مراد از این اشتعال شعله آتشى است که آن را حرارت غریزیه گویند. افلاطون و پس از وى حکماى اسلام از آن جمله صدر المتألهین در جواهر و اعراض اسفار این نار حرارت غریزیه را نار اللّه نامیده‌اند و این نار اللّه را روح بخارى نیز گویند که به تعبیر شیخ در طبیعیات شفا مطیّه اولاى نفس است. این روح بخارى که مطیه و مرکب نفس است صفوت حاصل از اخلاط اربعه است و آخوند در نفس اسفار آن را خلیفه نفس نامیده است. این روح بخارى واسطه تعلق نفس به بدن است و خود روح بخارى حىّ است.

چون جزو بدن است و بدن مرتبه نازله نفس است فافهم، و قید غریزى در مقابل حرارت غریبه است. مثل حرارت آتش و حرارت آفتاب و حرارت حاصل از حرکت که این حرارتهاى بیگانه از بدن چه بسا مفسد و مهلک بدنند. به خلاف حرارت غریزى که در متن طبیعت و سرشت بدن و حیات آن نهفته و در ارتباط روح به بدن دخیل است و با فقدان آن بدن سرد ‌می‌شود و ‌می‌میرد. روح را در کتب حکمیه اطلاقات بسیار است چون عقل که فارابى رساله‌ای در اطلاقات عقل دارد. کلمه روح نیز از روح بخارى گرفته تا روح القدس و روح اللّه داراى اطلاقات و مراتب و مصادیق بسیار است.

فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته‏

پس روح انسان (که حاصل از نفخ الهى است) نار است، به جهت نشئه عنصریه او (که روح حیوانى و نفس ناطقه به صورت نارى که موجب اشتعال به سبب حرارت غریزیه است ظاهر شده است).

که نشئه عنصریه او حارّ است یعنى بدن حیوان زنده گرم است. این گرمى از آن آتش به نام نار اللّه است و اگر بدن عنصرى نباشد مانند بدن‌هاى انسان در وراى این نشئه که وزان همین بدن عنصرى طبیعى‌اند و تفاوت‌شان به نقص و کمال است، در عین حال بدن عنصرى نیستند و روحشان صورت ناریه ندارد بلکه روح‌شان نور و ظاهر به صورت نوریه است.

و لهذا ما کلّم اللّه موسى إلّا فی صورة النّار و جعل حاجته فیها، فلو کانت نشأته طبیعیة لکان روحه نورا.

و چون روح در بدن به صورت نار ظاهر شده است حق تعالى در صورت نار براى موسى (ع) تجلى کرد و با او در صورت نار تکلم نمود و حاجت او را در نار نهاد. پس اگر نشئه انسان طبیعیه بود (طبیعیه به اصطلاح عارف یعنى اگر نشئه او غیر عنصرى بود چنانکه در فص عیسوى بتفصیل بحث آن گذشت که گفت «فالعناصر صورة من صور الطبیعة ...» روح او نورى بود. (چنانکه ملائکه‌ای که فوق سماوات هستند نشئه آنها نشئه طبیعیه نوریه است و روح آن نشئه صورت نوریه است).

و کنّى عنه بالنفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرحمن، فإنّه بهذا النّفس الذی هو النفخ ظهر عینه و باستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

فبطن نفس الحق فیما کان به الإنسان إنسانا.

و حق سبحانه از این ظهور و حدوث به نفخ تکنیه فرمود که اشاره کند که آن نفخ از نفس رحمن است. چه اینکه به این نفسى که نفخ است عین روح که عین انسان است در خارج ظاهر شد و به استعداد منفوخ فیه (یعنى بدن) اشتعال نار شد نه نور.

پس نفس حق (که آن جوهر نورى است یعنى آن روح حاصل از نفس رحمانى) در آن جوهرى که انسان بدان انسان است باطن شده است (یعنى مستتر و پوشیده گردید).

مراد از آن جوهر روح حیوانى است که بدان این صورت انسانیه ظاهر ‌می‌گردد و تو را رسد که مراد از آن جوهر را صورت بدنیه انسانیه بگیرى در هر دو صورت نفس حق یعنى نفس رحمانى در این جوهر مستتر است.

ثم اشتق له شخصا على صورته سمّاه امرأة، فظهرت بصورته فحنّ إلیها حنین الشی‏ء إلى نفسه، و حنّت إلیه حنین الشی‏ء إلیه وطنه.

سپس براى انسان شخصى را به صورت او مشتق نموده آن را امرأه نامید. پس امرأه به صورت مرء ظاهر شد. پس مرء که همان مرد است به مرأه میل نمود مثل میل و قصد نمودن شی‏ء به وطن و اصل خود.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۰۷۹-۱۰۸۰

و لمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسمّاة فى جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فى جسده من الرّطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته.

و چون نشأت انسان از ارکان اربعه است که در جسدش مسمّاست به اخلاط، حادث شد از نفخ حقّ اشتعال به آنچه در جسد اوست از رطوبت. و مراد ازین اشتعال افروختن آتش حرارت غریزیّه است که حاصل مى‏گردد از سریان روح حیوانى در اجزاى بدن و مشتعل مى‏شود به واسطه رطوبت غریزیّه و این رطوبت به منزله روغن است مر چراغ را. چون نشأت جسمانیّه انسان عنصریّه است روح حیوانیّه یا نفس ناطقه او به صورت ناریّه ظاهر شد که موجب اشتعال است‏ به حرارت غریزیّه.

و لهذا ما کلّم اللّه موسى إلّا فى صورة النّار و جعل حاجته فیها.

یعنى از براى اینکه روح در بدن ظاهر شد به صورت ناریّه حق تعالى تجلّى نکرد موسى را علیه السلام مگر در صورت نار و مراد او را نیز در نار ساخت.

فلو کانت نشأته طبیعیّة لکان روحه نورا.

یعنى اگر نشأت انسان غیر عنصریه بودى چون نشأت ملائکه‏اى که فوق سماوات‏اند و آن نشأت طبیعیّه نوریّه است هرآینه روح او ظاهر شدى به صورت نوریّه.

و کنّى عنه بالنّفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرّحمن، فإنّه بهذا النّفس الّذى هو النّفخة ظهر عینه، و باستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا.

و ازین حدوث و ظهور کنایت کرد به نفخ و اشارت نمود بدان که حصولش از نفس رحمانى است لاجرم بدین نفس که نفخه است ظاهر شد عین او اعنى به وجود خارجى حاصل گشت عین روح در خارج یا عین انسان، و به استعداد منفوخ که بدن است اشتعال در وى به صورت نار شد نه به هیئت نور؛ از آنکه بدن انسان عنصرى است نه طبیعى نورى.

فبطن نفس الحقّ فیما کان به الإنسان إنسانا.

پس مستتر شد حقّ یعنى روح حاصل از نفس رحمانى در جوهرى که انسان به آن انسان است که روح حیوانى است که به وى ظاهر مى‏شود صورت انسانى.

ثمّ اشتقّ له شخصا (ثمّ اشتق له منه شخصا- خ) على صورته سمّاه امرأة، فظهرت بصورته فحنّ إلیها حنین الشّى‏ء إلى نفسه و حنّت إلیه حنین الشّى‏ء إلى وطنه.

بعد از آن بیرون آورد از او شخصى بر صورتش و او را امرأة نام نهاد پس‏ میل کرد به سوى او چون میل کلّ به جزوش. و مرأة نیز به سوى او میل کرد چون میل چیزى به وطنش أعنى اصلش.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۷۵

 و لمّا کانت نشأته من هذه الأرکان الأربعة المسمّاة فی جسده أخلاطا، حدث عن نفخه اشتعال بما فی جسده من الرّطوبة، فکان روح الإنسان نارا لأجل نشأته. و لهذا ما کلّم اللّه موسى إلّا فی صورة النّار و جعل حاجته فیها. فلو کانت نشأته طبیعیّة لکان روحه نورا.

شرح یعنى چون نشأت انسان ازین ارکان اربعه بود که در جسد انسانى آن را اخلاط گویند، لا جرم از تأثیر نفخ روح حق در وى آتش افروخت، که آن را حرارت غریزى گویند، به سبب رطوبتى که در جسد بود. پس روحى که مضاف است به انسان یعنى روح حیوانى، آتشى باشد. چرا که زاده نشأت عنصریست. و ازین جهت حق- عزّ و علا- با موسى سخن نگفت إلّا در صورت آتش؛ و حاجت موسى که مکالمه حق بود، درین آتش وى را روى نمود. و اگر نشأت او چون نشأت طبیعى‏ملکى بودى، روح او ظاهرا به صورت نور ظهور کردى.

و کنّى عنه بالنّفخ یشیر إلى أنّه من نفس الرّحمن، فإنّه بهذا النّفس الّذی هو النّفخة ظهر عینه، و باستعداد المنفوخ فیه کان الاشتعال نارا لا نورا. فبطن نفس الرّحمن فیما کان به الإنسان إنسانا.

شرح یعنى چون حق- عزّ شأنه- نفخه‏یى در نشأت انسانى دمید، و او را به صورت خود آفرید، تا خود را درین مظهر به خود ظاهر کند، کنایت از آن ظهور به نفخ روح فرمود، تا اشارت فرماید که اصل بود انسان از نفس رحمان است؛ و به سبب استعداد منفوخ فیه، که آن بدن عنصریست نار ظاهر شد، و نور روح که از نفس رحمانى حاصل شد درین جوهر انسانى که روح حیوانیست، مستتر گشت.

ثمّ اشتق له منه شخصا على صورته سمّاه امرأة، فظهرت بصورته فحنّ إلیها حنین الشّى‏ء إلى نفسه، و حنّت إلیه حنین الشّى‏ء إلى وطنه.