عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

 الفقرة الرابعة والعشرون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد و ی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

ومن کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل وکفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم إلا الطیب من کل شیء وما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

قال رضی الله عنه :  ( کما أنّ مزاج الجعل یتضرّر برائحة الورد وهی الرّوائح الطّیبة . فلیس ریح الورد عند الجعل بریح طیبة . ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضرّ بالحقّ إذا سمعه وسرّ بالباطل : وهو قوله :وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَکَفَرُوا بِاللَّهِ؛ ووصفهم بالخسران فقال :أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ [ العنکبوت : 52 ] الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ [ الأنعام : 12 ] فإنّه من لم یدرک الطّیّب من الخبیث فلا إدراک له .  فما حبّب إلى رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم إلّا الطّیّب من کلّ شیء وما ثمّة إلّا هو . وهل یتصوّر أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلّا الطیّب من کلّ شیء ولا یعرف الخبیث أم لا ؟ قلنا هذا لا یکون : فإنّا ما وجدناه فی الأصل الّذی ظهر العالم منه وهو الحقّ ، فوجدناه یکره ویحبّ ؛ ولیس الخبیث إلّا ما یکره ولا الطّیب إلّا ما یحبّ . )

 

قال رضی الله عنه :  (کما أن مزاج الجعل) بضم الجیم وفتح العین المهملة دابة مولدة من الزبل والنجاسة یتضرر برائحة الورد ، فإذا وضع فی الورد یکاد یموت من ریح ذلک وهی ، أی رائحة الورد من الروائح الطیبة دون الخبیثة (فلیس ریح الورد عند الجعل بریح طیبة) لعدم ملاءمتها لمزاجه .

قال رضی الله عنه :  (ومن کان) من الناس (على مثل هذا المزاج) ، أی مزاج الجعل (معنى) من حیث تولده فی المخالفات وإنشاؤه فی قبائح الأحوال حتى انطبع على المآثم والفواحش والضلال والغی.

قال رضی الله عنه :  (وصورة) من حیث إنه صار یتضرر بضد ذلک الذی انتشى علیه وانطبع فیه (أضرّ به) ، أی بخلقته (الحق) من الأقوال والأعمال والأحوال (إذا سمعه) من أحد وسر ، أی دخل علیه السرور (بالباطل) من ذلک (وهو) ، أی ما ذکر معنى (قوله) تعالى (والذین آمنوا) ، أی صدقوا وأذعنوا واعترفوا (بالباطل) من الأدیان والآلهة (وکفروا باللّه تعالى الحق وما فعلوا ذلک مع وجود عقولهم إلا للمناسبة التی علیها فیما انطبعوا فیه من الغی والضلال وظنوه رشدا وهدایة بل قطعوا بأنه کذلک .

قال رضی الله عنه :  (ووصفهم) اللّه تعالى (بالخسران) فیما فعلوا (فقال) تعالى ("أُولئِکَ")، أی الذین فعلوا ما ذکر (هم الخاسرون الذین خسروا أنفسهم) حیث لم یقدروا من ضعف بصائرهم وأبصارهم بما هم فیه من الضلال أن یفرقوا بین الحق والباطل ، فکأنهم لا نفوس لهم لعدم إمکانهم الانتفاع بها فی الفرق المذکور فقد خسروها.

قال رضی الله عنه :  (فإنه) ، أی الشأن من (لم یدرک) بنفسه (الطیب من الخبیث فلا إدراک له) أصلا (فما حبب إلى رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم إلا الطیب من کل شیء) لصحة مزاجه صلى اللّه علیه وسلم وکمال نشأته (وما ثم) ، أی هناک فی العالم (إلا هو) ، أی الطیب کما سبق فی القول إنه من حیث هو إلهی بالأصالة کله طیب .

 

قال رضی الله عنه :  (وهل یتصوّر) ، أی یجوز أن یکون فی هذا العالم مزاج لأحد من المخلوقین (لا یجد إلا الطیب من کل شیء لا یعرف) ، أی ذلک المزاج الأمر (الخبیث ، أم لا) یکون ذلک قلنا فی الجواب عن ذلک هذا الأمر المذکور لا یکون أبدا فإنا ما وجدناه ، أی المذکور معشر المحققین فی معرفة اللّه تعالى (فی الأصل الذی ظهر) جمیع هذا العالم منه وهو ، أی ذلک الأصل الحق تعالى فکیف نجده فی غیره سبحانه فوجدناه تعالى کما ورد فی النصوص یکره أشیاء ویحب أشیاء .

 

قال تعالى :"وَلکِنْ کَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ"[ التوبة : 46 ] .  وقال :" فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَیُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْکافِرِینَ یُجاهِدُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَلا یَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ"[ المائدة : 54 ] .

وفی الحدیث قال رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم : « إن اللّه یکره من الرجال الرفیع الصوت ویحب الخفیض من الصوت » . رواه البیهقی فی شعب الإیمان عن أبی أمامة .

وقال رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم : « إن اللّه یکره فوق سمائه أن یخطأ أبو بکر الصدیق فی الأرض » . رواه الطبرانی فی الکبیر ومسند الشامیین عن معاذ .

وقال رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم : « إن اللّه یحب العطاس ویکره التشاؤب » . رواه البخاری وأبو داود والترمذی عن أبی هریرة .

ولیس الخبیث من الأشیاء إلا ما یکره سبحانه ولا الطیب منها إلا ما یحبه تعالى.

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء و ما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

قال رضی الله عنه  : ( کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة ) کما أن رائحة النکهة التی حصلت من الصوم یتضرر الإنسان بها وهی عند اللّه أطیب من المسک ( ومن کان ) من الناس ( على مثل هذا المزاج ) أی الجعل ( معنى ) بأن یکون قلبه مائلا إلى الباطل ( وصورة ) بأن یفعل القبائح ( أضرّ به الحق ) وهو ریح طیبة ( إذا سمعه وسرّ بالباطل ) وهو ریح خبیثة فکان محمد علیه السلام عند هذه الطائفة کالورد عند الجعل ( وهو ) أی المذکور ( قوله تعالى :"وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَکَفَرُوا بِاللَّهِ")[ العنکبوت : 52 ] ، ووصفهم بالخسران .

 

فقال رضی الله عنه  : ("أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ . الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ "فإنه ) أی الشأن ( من لم یدرک الطیب من الخبیث ) کالملائکة التی نازعت فی آدم فقالوا : أتجعل فیها من یفسد فیها ولم یدرکوا أن آدم طیب مدرج فی الخبیث ، ( فلا ادراک له فما حبب إلى رسول اللّه علیه السلام إلا الطیب من کل شیء وما ثمة ) أی ولیس فی الحقیقة أی بالنسبة إلى مقام الجمع لا بالنسبة إلى المظاهر ( إلا هو ) أی الطیب .

 

قال رضی الله عنه  : ( وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء لا یعرف الخبیث أم لا ، قلنا : هذا لا یکون فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق فوجدناه یکره ویحب ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب ) مبنیان للمفعول هذا باعتبار المظاهر فإن اللّه یحب ویکره بها وأما باعتبار الجمعی الاتحادی فیحب کل شیء وإلا لما أجاد ما یکرهه فی المظاهر فظهر أن ما یکرهه فی المظاهر یحبه فی مقامه الجمعی.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

و من کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء وما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)


قال رضی الله عنه : ( کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة. و من کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له. فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء وما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

قوله: فقال للمشتاقین یا داود إنی أشد شوقا إلیهم یعنی للمشتاقین إلیه وهو لقاء خاص، 

فإنه قال فی حدیث الدجال: «إن أحدکم لن یرى ربه حتى یموت» (29) فلا بد من الشوق لمن هذه صفته.

 

قلت: یعنی أن من لا یرى ربه حتى یموت کیف لا یشتاق إلى لقاء ربه ثم أن ربه تعالی أشوق إلیه.

فإن قال قائل: فکیف یشتاق الحق إلیهم وهم عنده وهو عندهم. فالجواب: أنه مثل قوله حتى نعلم وهو یعلم ثم انشاده؟: 

یحن الحبیب إلى رؤیتی وإنی إلیه أشد حنینا 

وتهفو النفوس ویأبی القضا فأشکو الأنین ویشکو الأنینا

الحق تعالی أشد حنینا إلى الإنسان من الإنسان إلیه فی هذین البیتین. 

قال: إنی إلیه أشد حنین، فإذن الناطق بهذین البیتین جعلهما على لسان الحق، لأنه هو الذی هو أشد حنین.

 

قال: وإنما اشتاق الحق تعالى إلى نفسه لأنه تعالی نفخ فیه من روحه فإلى روحه اشتاق. وقد ذکر، رضی الله عنه، أن الروح المنفوخة فی الإنسان هی نار أی حار یابسة وهو الحق ولولا طول الکلام لشرحت کیف ذلک ومنه الخطاب الموسوی فی النار.

قال: ثم اشتق له أی للإنسان من ذاته شخصا هو حواء خلقت من ضلع آدم، علیه السلام، فالمرأة خلقت من الرجل، فحنینه إلیها حنینه إلى ذاته وهو لها وطن، فحنینها إلیه حنین إلى الوطن والحق تعالى هو الوطن فلذلک تحن إلیه قلوب العارفین.

 

قاله رضی الله عنه: ولا یشاهد الحق تعالی مجردا عن المواد آبدا. 

ثم قال: فلو علمها أی علم مرتبة الأنوثة حقیقة لعلم بمن التذ؟ ومن التذ؟ 

وهذا کلام یتضمن التوحید الذی به الکمال وهو حاصل للنشأة المحمدیة وعن ذلک عبر، علیه السلام، بقوله: "حبب إلی النساء."

وباقی الفص ظاهر من کلام الشیخ.

  

شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

و من کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «و الذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم إلا الطیب من کل شیء وما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

قال رضی الله عنه : ( کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة. و من کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له. فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء وما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

یشیر رضی الله عنه  إلى ارتفاع الخبیث عن الإدراک ، وإلَّا فمن حیث أعیان الأشیاء وما به هی هی ، ومن حیث الوجود الحق المتعین بکل شیء فلیس شیء فی  العالم خبیثا وما یکون بعض الأمور طیّبا أو خبیثا عند الحق فذلک من حیث تعیّنه فی مرتبة ما ، فیطیب له ما یشاکل الحال والوصف والنعت الخصیص بتلک المرتبة ، وتکره أیضا کذلک من حیث هی ما یضارّها ویناقضها ویباینها وینافیها لا غیر ، والکل - من حیث هو هو - طیّب له وعنده ، وهو عند الکلّ طیّب کلَّه ، کما مرّ .

  

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه و سر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء و ما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

قال رضی الله عنه :  ( کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة ، فلیس ریح الورد عند الجعل بریح طیبة ، ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل ، وهو قوله تعالى :" والَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وکَفَرُوا بِالله " ووصفهم بالخسران فقال :" أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ " ،   "الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ " فإنه لم یدرک الطیب من الخبیث ) أی لم یمیزه منه ( فلا إدراک له ، فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم إلا الطیب من کل شیء ، وما ثم إلا هو ) أی وما بحضرته إلا هو : أی الطیب ( وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء لا یعرف الخبیث أم لا ؟ قلنا : هذا لا یکون ) إلا إذا انحرف عن الاعتدال الطبیعی وآل إلى مزاج مرضى ، کما أن بعض من انحرف مزاجه یجد من کل شیء رائحة الدخان والعفونة فی هذا الإدراک والتمییز

 

قال رضی الله عنه :  ( فإنا وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق فوجدناه یکره ویحب ، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب )

یعنى رفع الخبیث عن الإدراک بالذوق فإن الطبائع مختلفة ، ولیس الطیب إلا ما یلائم مزاج المدرک وطباعه ، والخبیث ما لا یلائم مزاجه وطبعه ، وکل طیب بالنسبة إلى مدرک فقد یکون خبیثا بالنسبة إلى مریض ومزاجه مزاج الذی یستطیبه ویستلذه کما ذکر فی رائحة الورد مع الجعل ، فالطیب والخبیث أمران نسبیان ،

فإن المبرود یکره رائحة الکافور والمحرور یستطیعه ، فلا یصح رفع الخبیث عن الکون بالنسبة إلى صور الأسماء المتضادة المؤثرة فی العالم ، فأما من حیث أعیان الأشیاء وحقائقها من حیث هی هی ، من حیث أن الوجود الحق هو المتعین بکل شیء فلیس شیء فی العالم خبیثا .

وأما کون بعض الأمور طیبا عند الحق وبعضه خبیثا عنده فذلک من حیث تعین ذلک الشیء فی مرتبة ما فیطیب منه ما یشکل مرتبة ویناسبها فی الحال ، ویکره منه ما یضادها وینافیها بحسب الحال

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

ومن کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «و الذین آمنوا بالباطل وکفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء و ما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، و لیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

واستحب استعمال الروائح الطیبة لتحصل المناسبة بیننا وبین الملائکة ، فتلحق بالطیبن ( کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد ، وهی من الروائح الطیبة ، فلیس ریح الورد عند الجعل بریح طیبة . ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة ، أضر به الحق إذا سمعه ، وسر بالباطل ) ( وهو ) أی ، هذا المعنى المذکور .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( قوله : "والذین آمنوا بالباطل وکفروا بالله" . ووصفهم بالخسران فقال : "أولئک هم الخاسرون الذین خسروا أنفسهم" فإنه من لم یدرک الطیب من الخبیث ) أی ، من لم یدرک المعنى الطیب الذی هو مدرج فی الخبیث وباطن فیه ولم یمیز بینهما ( فلا إدراک له . )

وإنما قال کذلک ، لأن ما هو خبیث الذی هو مشتمل بوجه آخر على المعانی الطیبة فی نفسها ، فإنه مظهر من مظاهر الهویة الإلهیة ، وهی الطیبة ، وإن کان خبیثا فی الظاهر .

وأیضا ، لو لم یکن کذلک ، لما وجد من الطیب الحقیقی ، إذ لا بد من المناسبة بین العلة والمعلول ولو بوجه ما . وفی الحقیقة خبث الخبیث وطیب الطیب أمران نسبیان ، یعودان إلى المدرک ، ولیس فی نفس الأمر إلا الطیب .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه وسلم ، إلا الطیب من کل شئ ، وما ثمة إلا هو.) أی ، وما یکون فی حضرته إلا الطیب .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شئ ولا یعرف الخبیث ، أم لا ؟ قلنا : هذا لا یکون : فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه ، وهو الحق ، فوجدناه یکره ویحب ، ولیس الخبیث إلا ما یکره ، ولا الطیب إلا ما یحب )

على المبنى للمفعول والعالم على صورة الحق .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد و هی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

و من کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضر به الحق إذا سمعه و سر بالباطل: و هو قوله «و الذین آمنوا بالباطل و کفروا بالله»، و وصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء و ما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه و هو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، و لیس الخبیث إلا ما یکره و لا الطیب إلا ما یحب.)

 

قال رضی الله عنه : ( کما أنّ مزاج الجعل یتضرّر برائحة الورد وهی الرّوائح الطّیبة . فلیس ریح الورد عند الجعل بریح طیبة . ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضرّ بالحقّ إذا سمعه وسرّ بالباطل : وهو قوله : وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَکَفَرُوا بِاللَّهِ[ العنکبوت : 52 ] . )

 

( کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی ) فی العرف من ( الروائح الطیبة ) ، لکن لا یتضرر بالطیب أحد یکون عنده طیبا ، ( فلیس ریح الورد عند الجعل بریح طیبة ) لغایة بعده عن الأصل بکثرة التغیرات ؛ ولذلک ( من کان على هذا المزاج ) الجعلی ( معنى ) بذهاب إنسانیته ( وصورة ) بدناءة عقله وغمته وتلطخه بالقاذورات آخریة ( الحق ، إذا سمعه وسر بالباطل ) لبعده عن الأصل وألفه للتغیرات الباطلة ، ( وهو ) الذی أشار إلیه ( قوله :وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَکَفَرُوا بِاللَّهِ.)

 

قال رضی الله عنه :  ( ووصفهم بالخسران ؛ فقال :أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ [ العنکبوت : 52 ]الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ [ الأنعام : 12 ] ؛ فإنّه من لم یدرک الطّیّب من الخبیث فلا إدراک له ، فما حبّب إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه وسلّم إلّا الطّیّب من کلّ شیء وما ثمّة إلّا هو ، وهل یتصوّر أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلّا الطیّب من کلّ شیء ولا یعرف الخبیث أم لا ؟

قلنا : هذا لا یکون ؛ فإنّا ما وجدناه فی الأصل الّذی ظهر العالم منه وهو الحقّ ، فوجدناه یکره ویحبّ ؛ ولیس الخبیث إلّا ما یکره ولا الطّیب إلّا ما یحبّ )

 

وأشار إلى سبب ذلک بما ( وصفهم بالخسران ) للأصل ، ( فقال :أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ) [ العنکبوت : 52 ] بطریق الحصر ، ثم بیّن أنه خسران الأصل الذی به إنسانیتهم ، فقال الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ[ الأنعام : 12 ] ؛ لخسران إنسانیتهم بفوات الإدراک ، ( فإنه لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له ) ، والحب فرع الإدراک ، وهو بقدر الإنسانیة ، وهی بقدر البقاء على الفطرة ، ( فما حبب إلى رسول اللّه صلّى اللّه علیه وسلّم إلا الطیب من کل شیء ) ؛ لکمال بقائه على الفطرة التی هی أنسب للأصل ، فیحب بهذه المناسبة ما بقی على الأصل ،

 

وإن کان ( ما ثمة ) أی : فی الأصل ( إلا هو ) ، أی : الطیب باعتبار مظهریة الحق ، ونظر الکامل إنما یکون إلى الأصل ، لکنه مع ذلک إنما یحب ما لم یتغیر عنه ، وینظر إلى التغیرات بمزاجه الذی یناسبه ، والکامل من المزاج ، وإن کان یدرک الأصل باعتبار رجوعه إلى الوحدة عند إنکار طبائع أجزائه ، لکن ( هل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا ) یدرک ( إلا الطیب من کل شیء ) بحیث ( لا یعرف الخبیث أم لا ، قلنا : هذا ) وإن أمکن عقلا ( لا یکون ) موجودا ، فإن غایة أمر المزاج فی ترک الطبائع المختلفة ، والأخذ فی الوحدة أن یتشبه بالأصل الذی وجد منه ، لکن لیس هذا فی ذلک .

 

( فإن ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر منه العالم ) الذی من جملته المزاج ، ولما توهم من الأصل هاهنا الهیولى أو العناصر ، قال :وَهُوَ الْحَقُّ[ محمد : 2 ] ، بل وجدنا فیه ما یدل على إدراکه الخبیث والطیب ، ( فوجدناه یکره ) شیئا ( ویحب ) شیئا آخر ، ( ولیس الخبیث إلا ما یکره ، ولا الطیب إلا ما یحب ) فوجب فی حقه التمییز بینهما کالأصل

 

شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل وکفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء وما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)

 

قال رضی الله عنه :  (کما إنّ المزاج الجعلی یتضرّر برائحة الورد ، وهی من الروائح الطیّبة ) فی نفسها ، ( فلیس الورد عند الجعل بریح طیّبة ) ، فالذی یکره بطبعه من میله الذاتی وحبّه المزاجی - لا التحبّب الإلهی - سبیله فی کراهة الأشیاء سبیل الجعل ، وإلیه أشار بقوله : ( ومن کان على مثل هذا المزاج صورة ومعنى ) - یعنی فی المکاره الحسیّة الجسمانیّة التی تخالف طبعه صورة ، والعقلیّة الروحانیّة التی تخالف أغراضه معنى ، کما لذوی العقائد التقلیدیّة من أصحاب الأغراض النفسانیّة - ( أضرّ به الحقّ إذا سمعه ) - کما أضرّ بالجعل رائحة الورد - ( وسرّ بالباطل ) سروره بالرائحة الخبیثة .

 

قال رضی الله عنه :  ( و ) الذی یدلّ على ذلک فی القرآن ( هو قوله تعالى : "وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَکَفَرُوا بِالله " ووصفهم بالخسران فقال : " أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ " ، " الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ " )  فی عدم الإدراک والکمال العلمی الذی هو أصل بضاعة السفر الوجودیّ ، والحرکة الحبّیة

( فإنّه من لم یدرک الطیّب من الخبیث فلا إدراک له ) - إذ من شأن الإدراک التمییز.

 

قال رضی الله عنه :  ( فما حبّب إلى رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم ) بالتحبّب الإلهیّ دون حبّه الطبیعیّ والنفسانیّ ( إلَّا الطیّب من کلّ شیء ، وما ثمّ )  فی مشهده الختمیّ ومقامه المحمود ( إلَّا هو ) ، یعنی الطیّب من کلّ شیء بالتحبّب الإلهیّ لا الحبّ المزاجیّ .

 

هل یمکن رفع الخبیث عن العالم

قال رضی الله عنه :  ( وهل یتصوّر أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلَّا الطیّب من کلّ شیء ولا یعرف الخبیث ) من حیث المزاج والطبیعة ، لا بالتحبّب الإلهیّ ، ( أم لا ) ؟

(قلنا : هذا لا یکون ، فإنّا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر منه العالم ، وهو الحقّ ، فوجدناه یکره ویحبّ ) بهویّته الإطلاقیّة المحتویة على الأضداد وتعانق الأطراف ، ( ولیس الخبیث إلا ما یکره والطیّب إلا ما یحبّ ) ، والعالم على صورة الحقّ ، والإنسان على الصورتین صورة العالم وصورة الحقّ .

 

شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ رضی الله عنه : (کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة. فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

ومن کان على مثل هذا المزاج معنى وصورة أضر به الحق إذا سمعه وسر بالباطل: و هو قوله «والذین آمنوا بالباطل وکفروا بالله»، ووصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون ... الذین خسروا أنفسهم» . فإن من لم یدرک الطیب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبب إلى رسول الله صلى الله علیه و سلم إلا الطیب من کل شیء وما ثم إلا هو.

وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره و یحب، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحب.)


قال رضی الله عنه :  ( کما أنّ مزاج الجعل یتضرّر برائحة الورد وهی الرّوائح الطّیبة . فلیس ریح الورد عند الجعل بریح طیبة . ومن کان على مثل هذا المزاح معنى وصورة أضرّ بالحقّ إذا سمعه وسرّ بالباطل : وهو قوله :"وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَکَفَرُوا بِاللَّهِ"؛ ووصفهم بالخسران فقال :"أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ"[ العنکبوت : 52 ]. "الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ" [ الأنعام : 12 ] فإنّه من لم یدرک الطّیّب من الخبیث فلا إدراک له .  فما حبّب إلى رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم إلّا الطّیّب من کلّ شیء وما ثمّة إلّا هو . وهل یتصوّر أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلّا الطیّب من کلّ شیء ولا یعرف الخبیث أم لا ؟ قلنا هذا لا یکون : فإنّا ما وجدناه فی الأصل الّذی ظهر العالم منه وهو الحقّ، فوجدناه یکره ویحبّ؛ ولیس الخبیث إلّا ما یکره ولا الطّیب إلّا ما یحبّ ).


( کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد وهی من الروائح الطیبة ) عند الإنسان ( فلیس الورد ) ، أی ریحه ( عند الجعل بریح طیبة ومن کان على مثل هذا المزاج ) ، الجعلی فی الأمور الجسمانیة الحسیة ( معنى ) فی المکاره العقلیة الروحانیة ( وصورة أضرّ به الحق إذا سمعه ) ، کما أضرب بالجعل رائحة الورد ( وسر بالباطل ) ، سرور الجعل بالرائحة الخبیثة ( و ) الذی یدل على ذلک ( هو قوله :وَالَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَکَفَرُوا بِاللَّهِ ووصفهم بالخسران فقال :أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ[ العنکبوت : 52 ] الذین خسروا أنفسهم فإنه من لم یدرک الطیب ) ممیزا إیاه

( من الخبیث فلا إدراک له فما حبب إلى رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم ) بالتحبب الإلهی دون التحبب الطبیعی ( إلا الطیب من کل شی وما ثم ) ، أی فی الوجود ( إلا هو ) ، أی الطیب

 

( وهل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلا الطیب من کل شیء ولا یعرف الخبیث أم لا ؟ قلنا : هذا لا یکون ، فإنّا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه وهو الحق ، فوجدناه یکره ویحب ، ولیس الخبیث إلا ما یکره ولا الطیب إلا ما یحبّ).

والعالم على صورة الحق والإنسان على الصورتین صورة الحق وصورة الخلق


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۶۲۱-۶۲۲

کما أن مزاج الجعل یتضرر برائحة الورد و هی من الروائح الطیّبة.

فلیس الورد عند الجعل بریح طیبة.

چنانکه مزاج جعل به بوى گل متضرر ‌می‌شود. حال آن که بوى گل از بوهاى خوش است. پس بوى گل در نزد جعل بوى خوش نیست.

و من کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضرّ به الحقّ إذا سمعه و سرّ بالباطل:

و هو قوله‏ وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ کَفَرُوا بِاللَّهِ‏. و وصفهم بالخسران فقال‏ أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ‏ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ*. فإنّه من لم یدرک الطیّب من الخبیث فلا إدراک له.

فما حبّب إلى رسول اللّه- ص- إلّا الطیّب من کلّ شی‏ء و ما ثمّ إلّا هو.

و کسى که در معنى و صورت بر این مزاج جعلى است، چون حق را بشنود بدو زیان رساند و به باطل مسرور گردد. این معنى است که خداوند فرمود: وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ کَفَرُوا بِاللَّهِ‏ (عنکبوت: 52) و آنان را به خسران وصف فرمود که گفت:

أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ‏ الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ* زیرا کسى که طیّب و خبیث را ادراک نکند و تمیز ندهد اصلا ادراک ندارد. پس براى رسول اللّه (ص) محبوب گردانیده نشد مگر طیّب از هر چیز و این نیست مگر او.

و هل یتصور أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلّا الطیّب من کلّ شی‏ء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنّا ما وجدناه فی الأصل الذی ظهر العالم منه‏ 

و هو الحقّ، فوجدناه یکره و یحبّ و لیس الخبیث إلّا ما یکره و لا الطیب إلّا ما یحبّ 

و آیا متصور است که در عالم مزاجى باشد که نیابد مگر طیّب از هر چیز را و خبیث را نشناسد یا متصور نیست؟ گفتیم که این نمی‌باشد چه اینکه ما نیافتیم آن را در اصلى که عالم از او ظاهر شد و آن اصل، حق تعالى است که او را یافتیم که چیزى را مکروه و ناخوش ‌می‌دارد و چیزى را محبوب و خوش (خلاصه اینکه کاره و محب است) و خبیث نیست مگر آنى که مکروه است و طیّب نیست مگر آن چه که محبوب است


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۱۰۲

کما أنّ مزاج الجعل یتضرّر برائحة الورد و هى من الرّوائح الطّیبة. فلیس ریح الورد (فلیس الورد- خ) عند الجعل بریح طیبة. و من کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة أضرّ بالحقّ إذا سمعه و سرّ بالباطل: و هو قوله‏ وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ کَفَرُوا بِاللَّهِ‏؛ و وصفهم بالخسران فقال‏ أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ‏* الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ* فإنّه من (فإنّ من- خ) لم یدرک الطّیّب من الخبیث فلا إدراک له.

چنانکه مزاج جعل متضرّر مى‏شود به رایحه ورد با آنکه از روایح طیبه است، پس ریح ورد نزد جعل ریح طیبه نباشد لاجرم هرکه از روى معنى و صورت بر مزاج جعل باشد، از حق چون بشنود متضرّر گردد و به باطل مسرور شود و چنانکه حضرت الهى ازین معنى خبر مى‏دهد که‏ وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ کَفَرُوا بِاللَّهِ‏ و ایشان را به خسران وصف مى‏کند و بیان مى‏کند که بازگشت تبعه خسران به سوى نفس ایشانست. پس هرکه ادراک نکند معنى طیب را که مدرج است در خبیث و باطن در وى و تمییز نکند در میان هر دو، او را ادراک نیست. چه هر خبیثى به وجهى مشتمل است بر معانى طیبه و مظهرى است از مظاهر هویّت الهیّه؛ و اگر چنین نبودى از او طیب حقیقى به وجود نیامدى. چه در میان علّت و معلول از مناسبتى چاره نیست به وجهى از وجوه.

و در حقیقت خبث خبیث و طیب طیّب از امور نسبیّه است و عائد به حال‏ مدرک؛ و در نفس امر جز طیّب نیست.

فما حبّب إلى رسول اللّه صلى اللّه علیه و سلّم إلّا الطیّب من کلّ شى‏ء و ما ثمّة (و ما ثمّ- خ) إلّا هو. و هل یتصوّر أن یکون فى العالم مزاج لا یجد إلّا الطیّب من کلّ شى‏ء و لا یعرف الخبیث أم لا؟ قلنا هذا لا یکون: فإنّا ما وجدناه فى الأصل الّذى ظهر العالم منه و هو الحقّ، فوجدناه یکره و یحبّ؛ و لیس الخبیث إلّا ما یکره و لا الطیّب إلّا ما یحبّ.

پس محبوب نگشت رسول را علیه السلام مگر آنچه طیب است از هر چیز، پس غیر طیب در حضرت او نباشد.

و هیچ متصوّر هست که در عالم مزاجى باشد که از هر چیز جز طیب را ادراک نکند و خبیث را هیچ نداند:

مى‏گوئیم این‏چنین نتواند بود از آنکه ما در اصلى که عالم از او به ظهور آمده است که آن حقّ است چنین نیافته‏ایم؛ بلکه درمى‏یابیم که حق بعضى چیز را مکروه مى‏دارد و بعضى را محبوب؛ و مکروه جز خبیث نیست و محبوب جز طیّب نى.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۸۱

 کما أنّ مزاج الجعل یتضرّر برائحة الورد و هی من الرّوایح الطّیّبة، فلیس الورد عند الجعل بریح طیّبة. و من کان على مثل هذا المزاج معنى و صورة اضرّ به الحقّ إذا سمعه، و سرّ بالباطل:

و هو قوله: «وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَ کَفَرُوا بِاللَّهِ»؛ و وصفهم بالخسران فقال «أولئک هم الخاسرون الّذین خسروا أنفسهم». فإنّ من لم یدرک الطّیّب من الخبیث فلا إدراک له. فما حبّب إلى رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و سلّم- إلّا الطّیّب من کلّ شی‏ء و ما ثمّ إلّا هو. و هل یتصوّر أن یکون فی العالم مزاج لا یجد إلّا الطّیّب من کلّ شی‏ء، لا یعرف الخبیث، أم لا؟

قلنا هذا لا یکون: فإنّا ما وجدناه فی الأصل الّذی ظهر العالم منه و هو الحقّ، فوجدناه یکره و یحبّ؛ و لیس الخبیث إلّا ما یکره و لا الطّیّب إلّا ما یحبّ 

شرح ظاهر است.