الفقرة الحادیة والثلاثون :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال رضی الله عنه : ( ثمّ إنّ مسمّى الصّلاة له قسمة أخرى ؛ فإنّه تعالى أمرنا أن نصلّی له وأخبرنا أنّه یصلّی علینا . فالصّلاة منّا ومنه . فإذا کان هو المصلّی فأنّما یصلّی باسمه الآخر ، فیتأخّر عن وجود العبد : وهو عین الحقّ الّذی یخلقه العبد فی قلبه ، بنظره الفکریّ أو بتقلیده وهو الإله المعتقد . ویتنوّع بحسب ما قام بذلک المحلّ من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه والمعارف . فقال لون الماء لون إنائه . . وهو جواب سادّ أخبر عن الأمر بما هو علیه . )
قال رضی الله عنه : (ثم إن مسمى الصلاة) ، أی ما یسمى صلاة من الفعل المخصوص (له قسمة أخرى) غیر قسمته بین اللّه تعالى وعبده کما مر فی الحدیث (فإنه تعالى أمرنا) معشر المکلفین أن نصلی له بقوله تعالى :وَأَقِیمُوا الصَّلاةَ[ البقرة :110] ، وقوله :وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ [ البقرة : 238 ] .
قال رضی الله عنه : (وأخبرنا) سبحانه (أنه یصلی علینا) بقوله تعالى هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْکُمْ[ الأحزاب : 43 ] .
(فالصلاة) حاصلة (منا ومنه) تعالى أیضا (فإذا کان تعالى هو المصلی فإنما یصلی) متجلیا (باسمه) تعالى (الآخر فیتأخر) ظهوره تعالى (عن وجود العبد) ، لأن العبد مظهره ، والظاهر بالمظهر متأخر الظهور عن وجود المظهر (وهو) ، أی ذلک المتجلی باسمه الآخر (عین الحق الذی یخلقه) ، أی یقدر صورته (العبد فی قبلته) ، کما ورد أن اللّه فی قبلة أحدکم (بنظره الفکری) وخیاله العقلی (أو بتقلیده) لغیره من أصحاب العقائد (وهو) ، أی الحق المذکور (إله) ، أی معبود (المعتقد) بصیغة اسم المفعول ، أی الاعتقاد .
قال رضی الله عنه : (ویتنوّع) إلى أنواع کثیرة (بحسب ما قام بذلک المحل) ، أی اعتقاد الإنسان (من الاستعداد) ، أی القوّة النورانیة الکشفیة وضعفها .
وهذا أمر لازم فی اعتقاد کل معتقد من الناس فی الکاملین والقاصرین ، وما بینهما من المراتب فی طبقات العقلاء ، وصاحب هذا الإله المذکور إن عرف إطلاق الإله الحق عن جمیع القیود والصور فی حال تجلیه بتلک القیود کلها والصور فهو من العارفین ، وإن جهل الإطلاق وحصر الحق تعالى فی إله المعتقد المذکور ونفى ما عداه ، خصوصا إذا ظن أن ذلک التحدید والتقیید الذی فی خیاله وعقله إطلاق للحق تعالى ، فهو جاهل به تعالى ، ولیس بعارف .
قال رضی الله عنه : (کما قال) أبو القاسم (الجنید) رضی اللّه عنه (حین سئل) ، أی سأله سائل (عن المعرفة باللّه) تعالى ما هی (و) عن (العارف) باللّه تعالى ما هو (فقال) :أی الجنید رحمه اللّه تعالى فی الجواب (لون الماء لون إنائه) یعنی أن
المعرفة باللّه تعالى : هی أن تعرف أنه تعالى مطلق لا صورة له فی الحس ولا فی العقل والخیال أصلا ، ولکن العارف به هو الذی یکشف عما فی حسه وعقله وخیاله ، فیرى الحق تعالى المطلق ظاهرا له بحسب استعداده فی الحس والعقل والخیال فی جمیع تلک الصور ظهورا باعتبار الرائی والمرئی ، لأن المرئی على ما هو علیه لم یتغیر ، والرائی یتغیر بالأطوار والأحوال ، فتتنوع علیه المعرفة ، ویختلف علیه تجلی المعروف الحق سبحانه على الأبد فی الدنیا والآخرة .
فالماء من حیث هو ماء مطلقا لا لون له أصلا ولا صورة له ، ومن حیث هو فی الأوانی المختلفة فلونه لون الإناء وصورته صورة الإناء ، ولا تفهم الحلول فی هذا المثال ، فإن الأوانی لها وجود فی نفسها مع الماء المتلون بألوانها ، ولیس وجود الأوانی تابعا لوجود الماء بحیث یکون صادرا عنه ، بل کل واحد من الماء والأوانی موجود بوجود آخر مستقل ، واللّه تعالى الموجود الحق بوجود مستقل یستحیل عقلا وشرعا أن یکون معه شیء آخر غیره من محسوس أو معقول أو موهوم ، موجود أیضا مثله بوجود آخر مستقل غیر تابع له تعالى فی الإیجاد حتى یلزم ما یفهم القاصر من الحلول فی هذا المثال ، فإن الماء حل فی الإناء ، لأن الإناء له وجود مستقل لیس صادرا عن توجه قدرة الماء ، ولأجل هذا ثبت الحلول فی کون الماء فی الإناء .
وأما جمیع المخلوقات الصادرة عن قدرة اللّه تعالى وتوجه أمره القدیم الواحد سبحانه ، فإنها لا وجود لها من نفسها أصلا ، وإلا لاستغنت عن اللّه تعالى وقامت بنفسها وبطل وصف القیومیة للّه تعالى ، وذلک ممتنع لثبوت القیومیة له تعالى فی الشرع ،
فکما أنه تعالى خالق لکل شیء ، فهو قیوم على کل شیء ، فکل شیء لولا توجه أمر اللّه تعالى علیه فی کل طرفة عین بالإیجاد لما وجد ، فکل شیء موجود بإیجاد اللّه تعالى على الدوام فی الکلیات والجزئیات ، والأشیاء کلها فی أنفسها مع قطع النظر عن إیجاد اللّه تعالى لها معدومة بالعدم الأصلی ، لا وجود لها ولا شمت رائحة الوجود أصلا ،
ثم إنک إذا اعتبرتها کذلک معدومة بالعدم الأصلی ، وأردت أن تعرف کیف أوجدها اللّه تعالى ، فاعتبر أنها أوانی مقدرة مختلفة ، وأن وجود الحق تعالى الواحد المطلق بإطلاقه الحقیقی ظهر فی تلک الأوانی المعدومة المقدرة ،
فکان لونه لونها وصورته صورتها من غیر أن یحل هو فیها ، لأن الوجود لا یحل فی العدم من غیر أن یتحد معها أیضا ، فأین الحادث ممن له وصف القدم بل هو فی تلک الحالة غیرها وهی غیره ،
ولکن شدة القرب بینهما أوجبت الالتباس على عقول الناس ، فهلک بالجهل منهم کثیرون ، وحار کثیرون فتوقفوا ولم یهتدوا ، وتحقق کثیرون ومن لم یجعل اللّه له نورا فما له من نور ( وهو ) ، أی قول الجنید قدس اللّه سره (جواب ساد) ، أی قوی (أخبر عن الأمر) الإلهی المسؤول عنه (بما هو) ، أی ذلک الأمر (علیه) فی نفسه .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال رضی الله عنه : ( ثم إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى ) بین اللّه وبین عباده ( فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا ) فی کلامه المجید ( أنه یصلی علینا ) فإذا کان کذلک ( فالصلاة منا ومنه فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر فیتأخر ) ظهور الحق بهذا الاعتبار ( عن وجود العبد ) أی لا یظهر هذه الصلاة منه إلا بعد وجود العبد کما یتأخر رحمته للمذنبین فی الیوم الآخر عن شفاعة الشافعین .
قال رضی الله عنه : ( وهو ) أی الحق المصلی علینا ( عین الحق الذی یخلقه العبد ) أی یتصوره ( فی قلبه بنظره الفکری ) ویعتقد أن الحق فی نفسه على تصوره قوله : بنظره یتعلق بقوله یخلقه وکذلک ( أو بتقلیده وهو إله المعتقد ) بکسر القاف ( ویتنوع ) الحق ( بحسب ما قام بذلک المحل ) قوله : ( من الاستعداد ) بیان لما أی یتنوع بحسب الاستعداد فالحق بنفسه تعالى عن التنوع فالتنوع للاستعداد لا للحق ( کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه والعارف لون الماء لون إنائه ) فنزه الحق من کل قید ( وهو جواب ساد ) أی محکم مطابق للواقع ( أخبر عن الأمر بما هو علیه فهذا ) أی الإله المتنوع بحسب الاعتقادات.
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه. فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد. ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
واضح وباقی الفص ظاهر من کلام الشیخ، رضی الله عنه
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه. فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد. ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. فهذا هو الله الذی یصلَّی علینا )
یشیر رضی الله عنه إلى أنّ المصلَّی هو التابع للمجلی ، وهو عبارة عن کون التجلَّی بحسب المتجلَّى له ، فإنّ تعیّن الوجود الحق وظهوره فی تجلَّیه إنّما یکون بحسب خصوص قابلیّة المتجلَّى له ، کما أشار إلیه الأستاذ بقوله : « لون الماء لون إنائه » یعنی لیس للحق صورة معیّنة تسمّى ، فتمیّزه عن صورة أخرى ، کالماء لا لون له ، ولکنّ لون الماء یتلوّن بحسب لون إنائه ، فإنّ الحق لذاته یقتضی القبول لکل نعت والظهور بکل وصف بحسب الواصف والحاکم والعالم به ، فإن کان العالم صاحب اعتقاد جزئی نسبی ، ظهر فی معتقدة ، ومن لا حسبان له فی علمه بالله ، بحسب عقد معیّن ولم یتقیّد فی معرفته وشهوده بعقیدة معیّنه دون غیره ، بل یکون علمه ومعرفته بالله وشهوده له إحاطته بالجمیع بحیث لا یشذّ عنه صورة إلا وعنده له وجه حقیقة ، وسع الحق وغمره بتجلَّیه وأنانیّته
کما قال رضی الله عنه :
عقد الخلائق فی الإله عقائدا .... وأنا شهدت جمیع ما اعتقدوا
فذلک هو العارف العالم الذی لا لون له یخرج الماء إلى ذلک اللون ویکسبه ما لیس له إلَّا فیه لا فی نفسه ، وفی قوله رحمة الله علیه دلالة على أنّ سائله لم یکنّ إلَّا صاحب عقد معیّن ، فأجابه الجنید بجواب کلَّی یفید الکلّ معرفة بالمعرفة بالله ، فرقاه إلى ما فوق معتقده ، فإنّ من کان على ما ذکرنا لا لون له ، فیظهر الحق بحسبه ، کما هو تعالى فی نفسه ، ولقد أشرت إلى هذا المقام بأبیات وردت عقیب شهود کلَّی وفناء حقیقی ، اتّفق فی عشر ذی الحجّة ، خلوت بالحق فی بیت الخلوة الذی للجنید علیه السّلام بمحروسة « دار السلام » ، وهی کثیرة منها فی المقام ،
شعر :
حرام على عینی معاینة السوی .... وحلّ دمی إن کان غیرک فی عینی
لقد کنت عینی حیث کنت ولم أکن .... وکنت عن الأغیار فی عزة الصون .
فکن لک بی لا لی کما کنت دائما .... أکن لک عین الکلّ فیک بلا کونی
فلا أین یحوینی ولا کیف حاصری .... ولا فی هیولى الکلّ منحصر عینی
یقولون :
لون الماء لون إنائه .... أنا الآن من ماء إناء بلا لون.
والله الموفّق المؤیّد للمؤیّد الموفّق
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال رضی الله عنه : ( ثم إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى ، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلى علینا فالصلاة منا ومنه ، فإذا کان هو المصلى فإنما یصلى باسمه الآخر فیتأخر عن وجود العبد ، وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قبلته بنظره الفکری أو بتقلیده وهو إله المعتقد )
وفی نسخة الإله المعتقد بفتح القاف ، وهو أنسب لما بعده والمعنى واحد .
قال رضی الله عنه : ( ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد ، کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللَّه والعارف فقال : لون الماء لون إنائه ، فهو جواب ساد أخبر عن الأمر بما هو علیه فهذا هو الله الذی یصلى علینا ) المصلى هو التابع للمجلى إلى السابق ، وهو إشارة إلى أن التجلی بحسب المتجلى له ، فإن تعین الوجود الحق وظهوره فی تجلیه إنما یکون بحسب خصوص قابلیة المتجلى له ،
کما أشار إلیه الجنید رضی الله عنه بقوله : لون الماء لون إنائه ، یعنى لیس للحق صورة معینة تسمى ، فیمیزه السامع عن صورة أخرى کالماء لا لون له ، ولکن یتلون بحسب إنائه ، فإن الحق لذاته یقتضی الظهور بکل وصف ، والقبول لکل نعت بحسب الواصف والناعت والعالم به ، فإن کان العالم صاحب اعتقاد جزوی ظهر معتقده بحسب عقد معین ، ولم یتقید فی معرفته بحسبه فهو بالنسبة إلى کل اعتقاد على حکم معتقده ،
ومن لم یکن فی علمه باللَّه بحسب عقد معین ، ولم یتقید فی معرفته وشهوده بعقیدة معینة دون غیره ، بل یکون علمه ومعرفته باللَّه وشهوده مطلقة بحیث لا شیء ولا صورة إلا وهو یرى للحق وجها فیه حقیقة بتجلیه له فی ذلک الشیء وتلک الصورة ، ویرى وجهه الوجود المطلق ،
کما قال قدس سره :
عقد الخلائق للإله عقائدا .... وأنا شهدت جمیع ما اعتقدوه
فذلک هو العارف العالم الذی لا لون له فیستحیل الماء : أی ذلک اللون ، ویکسبه ما لیس له إلا فیه لا فی نفسه ،
وقول الجنید رضی الله عنه مشعر أن سائله لم یکن إلا صاحب عقد معین ، فأجابه بجواب کلى یفید الکل معرفته بالمعرفة باللَّه فرقاه إلى ما فوق معتقده ، فإن من کان على ذکر صافیا لا لون له ظهر الحق له بحسبه کما هو تعالى فی نفسه
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم ، إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى ، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له ، وأخبرنا أنه یصلى علینا . ) بقوله : ( هو الذی یصلى علیکم وملائکته لیخرجکم من الظلمات إلى النور وکان بالمؤمنین رحیما) .
قوله رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى ) لیس أنه معنى واحد ینقسم إلى معنیین ، کما أن معنى الکلمة ینقسم إلى اسم وفعل وحرف ، وهو فی کل منها موجود . بل معناه : أن الصلاة لها مسمى ، وهو الأفعال المخصوصة ، ولها مسمى آخر ، وهو التجلی والإیجاد والرحمة . کما قیل : ( إن الصلاة من الله الرحمة . . . ) .
فصدق أن مسمى الصلاة منقسم ، أی متعدد . ( فالصلاة منا ومنه . )
ولما کان ( المصلى ) لغة یطلق على الفرس التابع للمجلى ، وهو الفرس السابق فی حلبة السباق قال : ( فإذا کان هو المصلى ، فإنما یصلى باسمه " الآخر" ) أی ، فإذا کان الحق هو المصلى ، أی المتجلی لنا بصور استعداداتنا ، فإنما یصلى ویتجلى لنا باسمه ( الآخر ) ، لأن الآخریة مستفادة منه .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( فیتأخر ) الحق ( عن وجود العبد ، وهو عین الحق الذی یتخیله العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده وهو إله المعتقد . ) وفی بعض النسخ : ( وهو الإله المعتقد ) . الأول بکسر ( القاف ) ، والثانی بفتحها . ولا شک أن الاعتقاد تابع لوجود المعتقد ، فیتأخر عن وجوده .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد ، کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله والعارف ، فقال : "لون الماء لون إنائه" . وهو جواب ساد أخبر عن الأمر بما هو علیه . ) أی وتتنوع صور إله الاعتقادات بحسب الاستعدادات القائمة بمحالها وأعیانها ، لأن الحق المطلق لا تعین له ولا تقید أصلا ، بلا اسم له ولا نعت ولا صفة من هذه الحیثیة ، وکل ما ینسب ویضاف إلیه فهو عینه .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال رضی الله عنه : ( ثمّ إنّ مسمّى الصّلاة له قسمة أخرى ؛ فإنّه تعالى أمرنا أن نصلّی له وأخبرنا أنّه یصلّی علینا ؛ فالصّلاة منّا ومنه ، فإذا کان هو المصلّی فإنما یصلّی باسمه الآخر ، فیتأخّر عن وجود العبد : وهو عین الحقّ الّذی یخلقه العبد فی قلبه ، بنظره الفکریّ أو بتقلیده وهو الإله المعتقد ، ویتنوّع بحسب ما قام بذلک المحلّ من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه والمعارف ؛ فقال : لون الماء لون إنائه ، وهو جواب سادّ أخبر عن الأمر بما هو علیه)
""أضاف المحقق :
أی : المتنزل إلى رتبة من هو دونه ، وهذا التنزل هو ظهوره بصور الأشیاء لإظهار کمالاته ؛ فهو ناظر إلى الحمد ، والغفور أی : الساتر هذا التنزل کما هو مقتضى التنزیه والتسبیح . عبد الرحمن الجامی . ""
( ثم إن مسمى الصلاة ) ، أی : مفهوم لفظها ( له قسمة أخرى ) باعتبار اشتراکها اللفظی بین المعنى القائم بنا ، والمعنى القائم بالحق ، ( فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له ) بقوله :
"وَأَقِیمُوا الصَّلاةَ "[ البقرة : 43 ] ( أخبرنا أنه یصلی علینا ) بقوله :"هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْکُمْ وَمَلائِکَتُهُ لِیُخْرِجَکُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ"[ الأحزاب : 43 ] ،
( فالصلاة ) منها شیء هو الجامع للأذکار والأفعال المخصوصة ، ومنها شیء آخر هو سبب الإخراج من الظلمات إلى النور ، ولیس عین الأفعال والأذکار إذ لا یتنافی عنه ، ولا یلیق بجنابه ، فهو شیء من تجلیاته على المصلی یصدق علیه اسم المصلی ببعض المعانی ، وقد وجدنا المصلی یطلق على الفرس المتأخر من السابق فی الحلبة ، فیکون تجلیه على المصلی منها بما یناسب هذا المعنى ،
( فإذا کان الحق هو المصلی ، فإنما یصلی باسمه الآخر ) ، ولیس هذا الاسم الآخر هو الذی تجلى به على العبد فوجد العبد به ؛ لأنه سبب لإخراج العبد بعد وجوده من الظلمات إلى النور .
( فیتأخر عن وجود العبد ) ، وهذا المتجلی بالاسم الآخر فی الصلاة ، المتأخر عن وجود العبد ( هو عین الحق ) الذی یتصوره العبد فی قبلته ، والتصویر من فعل العبد ، فهو ( الذی یخلقه العبد فی قلبه ) ، وکیف لا وهو یقیده ( بنظره الفکری ، أو بتقلیده ) للمتکلمین القائلین بالتنزیه المحض مع أن کونه فی قبلته ینافی ذلک ، وإنما هو بالظهور منه مع أنه غیر مقید بذلک الظهور ولا بتنزیه المتکلمین ، ( وهو ) أنه ( المعتقد ) الذی یعتقد تقیده بمعتقده یخرجه من الظلمات إلى النور بحسب اعتقاده .
ولما کان الاعتقاد بحسب استعداد المعتقد ، فهو ( یتنوع ) مع تنزهه فی اعتقادات هؤلاء ( بحسب ما قام بذلک المحل ) ، أی : محل الاعتقاد ) من الاستعداد ) لتصویر تنزیهه ، فهذه الصور التنزیهیة المتنوعة بحسب تنوع استعدادات محل الاعتقاد من المعتقدین
( کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه ، والعارف ، فقال : "لون الماء لون إنائه " ، فإنه لا لون للماء ، وإنما هو للإناء ، لکن یرى فی الماء لون الإناء ) ، فکذا الحق منزه عما یقیده المعتقدون فیه وإن قالوا بالتنزیه ، لکن تتقید صور اعتقاداتهم بحسب ما قام بمحلها من الاستعدادات .
( وهو جواب ساد ) قل من أجاب به ، ولکنه ( أخبر عن الأمر ) ، أی : أمر المعرفة ( بما هو علیه ) ، فإن الحق لا یتقید بما یتصور العبد إلا فی اعتقاده ، وإذا کان الفیض الإلهی فی الإخراج من الظلمات إلى النور بحسب الصورة الاعتقادیة للعبد
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
الصلاة لها قسم آخر
ثمّ إنّ هذا الکلام فی حقیقة الصلاة ذات الأرکان ، واسم الصلاة قد یطلق علیها وعلى غیرها بحسب تخالف الأوضاع ، والکلّ مسمى الصلاة ، ولذلک قال : ( ثمّ إنّ مسمّى الصلاة له قسمة أخرى ، فإنّه تعالى أمرنا أن نصلَّی له ، وأخبرنا أنّه یصلَّی علینا ) ، وخبره صدق وکلامه حقّ ، ( فالصلاة منّا ومنه ) ، ولا بد من تحقیق الصلاتین وتبیین أمرها فی الطرفین .
قال رضی الله عنه : ( فإذا کان هو المصلَّی ، فإنّما یصلَّی باسمه الآخر ) الذی هو من أسمائه الکلیّة التی تحقّقت بها الهویّة الإطلاقیّة ، ( فیتأخّر عن وجود العبد ) عندما یکون مسمّى ذلک الاسم ضرورة ، لأنّه إضافة ونسبة ، وما ثمّ غیر الحقّ والعبد ، والمتأخّر
قال رضی الله عنه : ( هو عین الحقّ الذی یخلقه العبد فی قلبه ، بنظره الفکریّ ) - إن کان ذا رأی ونظر ( أو بتقلیده ) إن لم یکن له ذلک الرتبة ، وکأنّک قد اطَّلعت فیما تقدّم على تحقیق من هذا الکلام وزیادة بسط فیه ، فلا یحتاج إلى الإعادة .
( وهو الإله المعتقد ) الذی یختلف صورة بحسب استعداد المعتقد ومبلغ کماله ( ویتنوع ) صورة ذلک المعتقد ( بحسب ما قام بذلک المحلّ من الاستعداد ) تنوّع صورة الماء مثلا بحسب ما قام بمحلَّه من الأعراض المحسوسة التی أجلاها اللون .
قال رضی الله عنه : ( کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللَّه والعارف ) یعنی عن النسبة التی بینهما وإذ کان النسبة المسؤول عنها إنّما هی ما بین الصورة المعتقدة والمعتقد لها ، قال : « عن المعرفة باللَّه » ، لا " عن الله " ، إشعارا بذلک المعنى ( فقال : « لون الماء لون إنائه » وهو جواب سادّ ) حیث طابق النسبة المسؤول عنها بطرفیها سالما عن خلل النقص والزیادة ، کاشفا عن أمر النسبة وتبیین حالها بما لا مزید علیه ،
مشیرا إلى ذلک بقوله : ( أخبر عن الأمر بما هو علیه ) حیث خصّص بالإله المعتقد على ما هو رتبة السائل ، وعمّم ذلک بحیث یشمل جمیع المعتقدات ،
کما قال الشیخ نظما :
عقد الخلائق فی الإله عقائدا .... وأنا شهدت جمیع ما اعتقدوه
وهذا کلَّه موطن أرباب العقائد - تقلیدیّة کانت ، أو فکریّة برهانیّة - وصاحب الذوق الإحاطیّ له فی هذا الموطن رتبة الجمع ، والسابق فی تلک الرتبة هو الحقّ ، والعبد هو المصلَّی ، کما قیل :
یقولون :
لون الماء لون إنائه .... أنا الآن من ماء إناء بلا لون
کما أنّ العبد فی الأولى له رتبة التقدّم ،
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى، فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا أنه یصلی علینا. فالصلاة منا ومنه.
فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر، فیتأخر عن وجود العبد: وهو عین الحق الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
ویتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة بالله و العارف فقال لون الماء لون إنائه. وهو جواب ساد خبر عن الأمر بما هو علیه. )
قال رضی الله عنه : ( ثمّ إنّ مسمّى الصّلاة له قسمة أخرى ؛ فإنّه تعالى أمرنا أن نصلّی له وأخبرنا أنّه یصلّی علینا . فالصّلاة منّا ومنه . فإذا کان هو المصلّی فأنّما یصلّی باسمه الآخر ، فیتأخّر عن وجود العبد : وهو عین الحقّ الّذی یخلقه العبد فی قلبه ، بنظره الفکریّ أو بتقلیده وهو الإله المعتقد . ویتنوّع بحسب ما قام بذلک المحلّ من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه والمعارف . فقال لون الماء لون إنائه . . وهو جواب سادّ أخبر عن الأمر بما هو علیه.)
( ثم إن مسمى الصلاة له قسمة أخرى ) ، فالمراد بمسمى الصلاة ما یسمى صلاة ، فالمعنى المشترک بین الانقسام هو هذا لا المفهوم العامی کما یقال مسمى ، أی ما یسمى بهذا الاسم إما ذهب أو عین جاریة أو ذات قائمة بنفسها أو غیر ذلک ، وهکذا کل مشترک لفظی یصح انقسامه بهذا التأویل . ( فإنه تعالى أمرنا أن نصلی له وأخبرنا بأنه یصلی علینا ) ، بقوله : هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْکُمْ وَمَلائِکَتُهُ لِیُخْرِجَکُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ[ الأحزاب : 43 ]
( فالصلاة ) منقسمة بالصلاة ( منا و ) بالصلاة ( منه فإذا کان هو المصلی فإنما یصلی باسمه الآخر ) ، فإن المصلی هو الفرس التابع المتأخر عن المجلى وهو السباق فی حلبة السابق ( فیتأخر ) ، أی الحق ( عن وجود العبد وهو ) ، أی الحق المتأخر ( عین الحق الذی یخلقه العبد فی قبلته بنظره الفکری ) إن کان ذا رأی وفکر ( أو بتقلیده لغیره ) إن لم یکن ذا رأی وفکر ( وهو الإله المعتقد ) ولا شک أن الاعتقاد تابع لوجود المعتقد فیتأخر عن وجوده .
( ویتنوع ) الإله المعتقد ( بحسب ما قام بذلک المحل ) القائم بهذه الصورة الاعتقادیة به ( من الاستعداد ) للصور تنوع الماء بحسب ما قام بمحله أعنی الإناء من الأعراض المحسوسة التی أجلاها اللون ( کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه والعارف فقال : لون الماء لون إنائه ) ، یعنی حال المعرفة فی مراتبها التقییدیة إنما هی بحسب حال العارف فی استعداداتها المتفاوتة للمعرفة ، کما أن الماء له لون فی حد ذاته ویتلون بألوان ظرفه ، وإن کان ظرفه مما لا لون له فلا یتلون بلون بل یبقى على عدم لون لونیته
( وهو ) ، أی ما قاله الجنید ( جواب ساد ) ، أی سدید صائب مستقیم أخبر ( أخبر عن الأمر بما هو علیه ) ، وإن کان العارف من أصحاب الاعتقادات التقییدیة فکریة کانت أو تقلیدیة ، فحاله کحال الماء المتلون بلون إنائه المتلون ،
وإن کان هیولانی الوصف قابلا لجمیع صور الاعتقادات تابعا للتجلیات الإلهیة الأسمائیة من غیر تقیید ببعضها فحاله ما قیل : یقول لون الماء لون إنائه ، أنا الآن من ماءنا بلا لون..
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص: ۶۳۳-۶۳۵
ثم إن مسمّى الصلاة له قسمة أخرى: فإنّه تعالى أمرنا أن نصلّی له و أخبرنا أنّه یصلّی علینا.
سپس گوییم مسماى صلات، یعنى خود صلات را به طور عام و مشترک قسمت دیگر است. چه اینکه به ما فرمود براى او نماز بخوانیم و به ما اخبار فرمود که او نیز بر ما نماز دارد.
صلات از جانب خداوند درود و رحمت است و از ملائکه نور و رحمت است که انسان را از ظلمات به نور میکشانند. حق سبحانه فرمود: هُوَ الَّذِی یُصَلِّی عَلَیْکُمْ وَ مَلائِکَتُهُ لِیُخْرِجَکُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ کانَ بِالْمُؤْمِنِینَ رَحِیماً (أحزاب: 43).
فالصلاة منّا و منه، فإذا کان هو المصلّی فإنّما یصلی باسمه الآخر.
پس صلات هم از ماست و هم از او. پس در صورتى که مصلى حق تعالى باشد به اسم شریف الآخر بر عبد صلات (یعنى رحمت و درود) میفرستد.
صلات که در فارسى به نماز ترجمه شد مانند خود کلمه نماز هم به معنى نماز شرعی است و هم براى مجرد دعا. چنانکه کلمه نماز در اصل زبان فارسى به معنى مطلق دعاست که فعلا بر این دعاى مخصوص که صلات مشروع است اطلاق میشود.
حافظ فرماید:
هر آن کسى که در این حلقه نیست زنده به عشق بر او چو مرده به فتواى من نماز کنید
یعنى در حق او دعا کنید که این بیچاره دل مرده زنده دل گردد و از خواب غفلت بیدار شود که به قول سعدى:
زنده دلا مرده ندانى که کیست آن که ندارد به خدا اشتغال
فیتأخر عن وجود العبد: و هو عین الحقّ الذی یخلقه العبد فی قبلته بنظره الفکری أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
چه اینکه حق تعالى متأخر از وجود عبد است و این حق متأخر عین حقى است که عبد او را در قبله خویش به نظر فکرى خود یا به تقلیدش از دیگرى خلق میکند. این حق متأخر اله معتقد است، (معتقد به صیغه اسم فاعل) یعنى معتقد عبد مصلى است.
مصلى به حسب لغت بر آن اسبى که در میدان اسب دوانى و سباق تابع مجلّى است (نیز اطلاق میشود). در اسب دوانى اسبها را ده قسم کردهاند که اول آنها مجلّى و بعد از آن مصلى و آخر همه فسکل و یکى مانده به آخر یعنى قبل از فسکل قاشور است که در این سه بیت نصاب الصبیان به ترتیب آمده است.
ده اسبند در تاختن هر یکى را به ترتیب نامى است روشن
إلخ و اینکه حق تعالى مصلى ما باشد از آن روست که به صور استعدادهاى ما براى ما متجلى است و به همین عنوان که تجلیات و رحمتها و فیوضات الهى باید از قابلیت و استعداد عبد بر او فایض بشود، اطلاق تأخر حق تعالى- که مصلى عبد است- بر وجود عبد شده است. در دنباله این سخن شیخ گفته است حق تعالى در قبله عبد است که به نظر فکرى عبد، به این معنى و دقیقه که گفتیم مخلوق عبد میباشد و اگر عبد، خود صاحب رأى و فکر نباشد به تقلید از غیرش که صاحب نظر است اله معتقد (به فتح) او در قبله اوست و شک نیست که اعتقاد تابع وجود معتقد (بالکسر) است و چون مصلى به معنى مذکور تابع مجلّى است. لذا شیخ گفته است که رب مصلى به اسم آخر در بنده تجلى میکند و صلات و رحمت میفرستد.
و یتنوع بحسب ما قام بذلک المحل من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه و العارف فقال: «لون الماء، لون إنائه». و هو جواب سادّ أخبر عن الأمر بما هو علیه.
و این اله معتقد (به فتح) به حسب استعداد محل که عبد است متنوع است (هر کسى از ظن خود شد یار من) چنانکه وقتى از جنید درباره معرفت باللّه و عارف سؤال شد، در جواب گفت «لون الماء لون إنائه». این قول جنید جوابى محکم است که از واقع و نفس الامر آن چنان که هست اخبار کرده است.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۱۱۴
ثمّ إنّ مسمّى الصّلاة له قسمة أخرى؛ فإنّه تعالى أمرنا أن نصلّى له و أخبرنا أنّه یصلّى علینا. فالصّلاة منّا و منه.
بعد از آن مسماى صلات را قسمت دیگر هست، یعنى مسمّاى لفظ گاهى افعال مخصوصه است و گاهى مسمّایش تجلّى و ایجاد و رحمت است چنانکه مىگویند که صلات از بارى تعالى رحمت است. پس صلات از ماست و از او.
فإذا کان هو المصلّى فأنّما یصلّى باسمه الآخر، فیتأخّر عن وجود العبد: و هو عین الحقّ الّذى یخلقه العبد فی قبلته (قلبه- خ)، (یجعله العبد فى قبلته- خ) بنظره الفکرىّ أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
چون لفظ مصلّى را اطلاق مىکنند بر فرسى که در حلبه سباق تابع مجلّى باشد و مجلّى آنست که بر همه سابق بود شیخ مىفرماید که اگر مصلّى حقّ باشد و متجلّى شود به صور استعدادات ما هرآینه صلات و تجلّى او به اسم آخر باشد چه آخریّت مستفاد از اسم آخر است. لاجرم متأخّر مىشود حقّ درین تجلّى از وجود عبد و آن اله معتقد بنده است که در قبله خویش به نظر فکرى یا به تقلید خود ساخته است و آن اله معتقد چون تابع است مر وجود معتقد را، لاجرم متأخر از وجود او باشد.
و یتنوّع بحسب ما قام بذلک المحلّ من الاستعداد کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه و المعارف. فقال لون الماء لون إنائه. و هو جواب سادّ أخبر عن الأمر بما هو علیه.
یعنى متنوّع مىشود صور اعتقادات به حسب استعدادات قائمه به محالّ و اعیانش، چه حقّ مطلق را نه تعیّن است و نه تقیّد، بلکه ازین حیثیّت از اسم مبرّاست و از نعت و صفت معرّا؛ و هرچه بدو مضاف و منسوب مىشود از اسم و صفت عین اوست چنانکه حضرت امیر المؤمنین على کرم اللّه وجهه فرمود که کمال اخلاص نفى صفات است ازو و هنگام تجلّى متجلّى مىشود به حسب استعداد متجلّى له بر صورت عقیدهاش، چنانکه حدیث تحوّل در روز قیامت بدین دلالت مىکند و لهذا سید الطائفه جنید قدّس اللّه سرّه جواب داد وقتى که از معرفت باللّه و از عارف سؤال کردند به این قول که «لون الماء لون إنائه» یعنى تجلّى حقّ به صورت معرفت جز به حسب استعداد متجلّى له نیست؛ و این جوابیست محکم و مطابق مر آنچه را در نفس امر است از آنکه ماء را لونى نیست و تلوّن او به الوان ظروف است، و همچنین حق را نیز تعیّنى نیست که حاصر او باشد و متعیّن شدن او به تجلّى برحسب متجلّى له است.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۸۳
ثمّ أنّ مسمّى الصّلاة له قسمة أخرى؛ فإنّه- تعالى- أمرنا أن نصلّى له و أخبرنا أنّه یصلّى علینا. فالصّلاة منّا و منه. فإذا کان هو المصلّى فإنّما یصلّى باسمه الآخر، فیتأخّر عن وجود العبد: و هو عین الحقّ الذی یخلقه العبد فی قلبه بنظره الفکرىّ أو بتقلیده و هو الإله المعتقد.
شرح یعنى نماز دو قسم است: یکى نماز ما و آن عبادت است؛ و یکى نماز حق- جلّ و علا- و آن تجلّى رحمت است بر مظاهر. پس صلوة حق متأخّر باشد از صلوة عبد؛ و چون خدایى که شخص اعتقاد بسته باشد به فکر خود یا به تقلید دیگرى، که آن خداى باید که چنین باشد که من وى را عبادت مىکنم. پس وجود این عابد بر آن معبود متصوّر سابق باشد، به خلاف إله مطلق، که اوّلبى ابتداست و آخر بى انتهاست، نه علم کس به او محیط و نه قوّت فکر را به سرادقات او راه. امّا إلهى که متصوّر هر متصوّر بود، به حسب استعدادات متنوّع گردد «أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَیْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ».
و یتنوّع بحسب ما قام بذلک المحلّ من الاستعداد، کما قال الجنید حین سئل عن المعرفة باللّه و العارف، فقال: لون الماء لون إنائه. و هو جواب سادّ أخبر عن الأمر بما هو علیه.
شرح یعنى متنوّع فی صورة إلهیّة به حسب استعدادات است. چرا که استعداد هر فردى به خلاف استعداد دیگریست، و تجلّى به حسب استعداد است؛ و هر کس به موجب آن که در خود یابد، فکرش روى نماید، آن گوید و پندارد. و إله مطلق، من حیث هو هو، لا رسم له و لا نعت له و لا صفة له و کلّ ما ینسب إلیه فهو عینه. «و لون الماء لون إنائه» از جنید اشارت است که چنان که آب را رنگى نیست و به هر رنگى که نماید رنگ ظرف باشد؛ همچنین حق را- عزّ شأنه- تعیّنى نیست که عقل آن را حصر کند، بل به هر تجلّى که متجلّى شود به حسب متجلّى له چیزى نماید.