عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

 الفقرة الثانیة والثلاثون :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور.

ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )

 

قال رضی الله عنه :  (  فهذا هو اللّه الّذی یصلّی علینا . وإذا صلّینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنّا فیه کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ، فنکون عنده بحسب حالنا ، فلا ینظر إلینا إلّا بصورة ما جئناه بها فإنّ المصلّی هو المتأخّر عن السّابق فی الحلبة . وقوله تعالى :کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِیحَهُ [ النور : 41 ] أی رتبته فی التّأخّر فی عبادته ربّه ، وتسبیحه الّذی یعطیه من التّنزیه استعداده . فما من شیء إلّا وهو یسبّح بحمد ربّه الحلیم الغفور . ولذلک لا نفقه تسبیح العالم على التّفصیل واحدا واحدا . )

 

قال رضی الله عنه :  (فهذا)، أی إله المعتقدات المختلفة الظاهر لنا بصورنا ، وهو على ما هو علیه ، ونحن على ما نحن علیه (هو اللّه) تعالى (الذی یصلی علینا) کما أخبر فی الآیة المذکورة سابقا (وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر) أیضا الذی کان له تعالى لما صلى علینا کما مر (فکنا) نحن حینئذ (فیه) ، أی فی باطن هذا الاسم بحیث یظهر هذا الاسم بنا (کما ذکرناه) قریبا (فی حال من له هذا الاسم) الآخر وهو الحق تعالى ، فإن هذا الاسم له سبحانه ، وحاله إذا کان هو المصلی تعالى أن یظهر بهذا الاسم فیتأخر عن وجود العبد لیتحقق له الاسم الآخر ، وإن کان لنا هذا الاسم نتأخر نحن فی الظهور عنه تعالى کذلک لیتحقق لنا اسم الآخر .

 

قال رضی الله عنه :  (فنکون) نحن (عنده) تعالى (بحسب حالنا) الذی نحن علیه فی حضرة علمه القدیم وتقدیره الأزلی (فلا ینظر) سبحانه حین اتصافنا بالاسم الآخر (إلینا إلا بصورة ما جئناه) تعالى فی عدمنا إلى الوجود (بها) ، أی بتلک الصورة لأن لنا الاسم الآخر عنه سبحانه به (فإن المصلی) منا ومنه (هو المتأخر) على کل حال (عن السابق فی الحلبة) بالفتح ، أی المیدان ،

لأن من أسماء الخیل فی السابق:

المجلّی وهو السابق فی الحلبة ثم یلیه المصلی ، لأن رأسه عند صلوی المجلّی تثنیة صلى وهو ما من یمین الذنب وشماله من الظهر ثم یلیه المسلی ثم التالی ثم المرتاح ثم الخطى ، ثم العاطف ، ثم المؤمل ثم اللطیم ثم السکیت ویقال له : الفسکل والناشور

، فهذه عشرة أنواع من الخیل کانت العرب تعتد بها ولا یعتدون بالجائی بعد ذلک .

 

قال رضی الله عنه :  (وقوله تعالى) :أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ یُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّیْرُ صَافَّاتٍ ( کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِیحَهُ)[ النور : 41 ] ، واللّه علیم بما یفعلون فصلاته (أی رتبته فی التأخر عن عبادة ربه) تعالى یعنی قصوره عن السبق فیها بإتیان ما یستطیع فیها ، فإن الإتیان بالمستطاع کشف للتأخر عن غیر المستطاع وبیان لمقدار الاستعداد القابل لذلک

 

قال رضی الله عنه :  (وتسبیحه) هو المقدار (الذی یعطیه من التنزیه) للحق تعالى عما لا یلیق به (استعداده) فاعل یعطیه (فما من شیء) محسوس أو معقول أو موهوم (إلا وهو) ، أی ذلک الشیء (یسبح بحمد ربه) تعالى (الحلیم الغفور) کما قال عز وجل :"وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً"[ الإسراء : 44 ] .

 

قال رضی الله عنه :  (ولذلک) رأى لکونه تعالى حلیما یحلم علینا فلا یعجل یتنفیذ مراده فینا ، غفورا أی ستارا یسترنا عن المؤاخذة أو یسترها عنا (لا نفقه) ، أی لا نفهم (تسبیح العالم) کله (على التفصیل واحدا واحدا) فالحلم یقتضی التأنی بنا فیورثنا الغباوة وقلة الفهم ، والغفر کذلک ، لأنه ستر لنا وهو الحجاب یحجب بصائرنا عن المعرفة ، وذلک من کمال الرحمة بنا کالمطر الذی ینزل من السماء فتحیا به الأرض بعد موتها ، فإذا زاد أغرق فکان سببا لموت الأرض وعدم إنباتها النبات المختلف ، ولیس ذلک منه تعالى لنا إلا على حسب استعدادنا لقبول ذلک ، فهو عدل منه تعالى لأنه أَعْطى کُلَّ شَیْءٍ خَلْقَهُ[ طه : 50 ] فأعطانا خلقنا ،

 

فکان ذلک عدم فهم منا لتفصیل ذلک التسبیح العام من کل شیء ، وأخبرنا تعالى أن سبب ذلک تجلی اسمه تعالى الحلیم واسمه الغفور علینا ، وهما اسمان جمیلان ولکن اقتضیا ظهور الجلال فینا لأجل استعدادنا لظهور ذلک ، فانقلبا فی حقنا اسمین جمیلین لإظهارهما الجلال فینا نظیر قوله تعالى :یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً وَیَهْدِی بِهِ کَثِیراً[ البقرة : 26 ] ، أی بالقرآن العظیم مع أنه حق کله وهو واحد ، وکمن ظهر عند کل أحد بمقتضى استعداده ، فکان أساطیر الأولین وإفکا افتراه وأعانه علیه قوم آخرون عند طائفة من الناس ، وکان قرآنا عظیما لا یأتیه الباطل من بین یدیه ولا من خلفه تنزیل من حکیم حمید عند طائفة أخرى من الناس .

 

شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور.

ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )

قال رضی الله عنه :  ( هو اللّه الذی یصلی علینا ) وهذا بیان لنزول الحق فی الصلاة فینا وهو بعینه نزول الحق فی السماء الدنیا فی الثلاث الأخیر من اللیل فوجود الحق أی ظهوره إلینا من حیث النزول یتأخر عن وجودنا ووجود السماء واللیل فلا إشکال فی مثل هذه الکلمات ( وإذا صلینا نحن له کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه ) أی فی تصلیتنا الحق ( کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ) وهو الاسم الآخر یعنی فکما إذا کان هو المصلی یتأخر عن وجودنا فی ظهور بصور استعدادنا إذ المتنوع یتأخر عن ما به التنوع فإذا صلینا نحن له کنا بمنزلة الحق إذا صلى علینا ( فتکون عنده بحسب حالنا ) واعتقادنا ( فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها ) .

 

قوله بصورة یتعلق بینظر قوله بها یتعلق بجئنا أی ینظر الحق إلینا بصورة ما جئنا الحق بهذه الصورة ما زائدة لتأکید النظر بهذه الصورة وجاز لتأکید عموم النکرة .

 

قال رضی الله عنه :  ( فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلیة وقوله "کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِیحَهُ "أی ) علم ( رتبته فی التأخر و ) علم رتبته ( فی عبادته ربه و)  علم رتبته ( فی تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده ) الضمیر المنصوب فی یعطیه یرجع إلى الحق واستعداده فاعل یعطیه والضمیر یرجع إلى کل ( فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم ) الذی لا یعجل بالعقوبة للمذنبین ( الغفور ) الذی یستر ذنوب العباد فکان لکل شیء تسبیحا خاصا لربه الخاص الحلیم الغفور له ( ولذلک ) أی ولأجل أن لکل شیء تسبیحا ( لا نفقة ) أی لا نطلع ( تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا ) لامتناع إحاطتنا ما فی العالم فردا فردا.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور.

ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )

 

قال رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا. وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة. وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور. ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )

واضح وباقی الفص ظاهر من کلام الشیخ، رضی الله عنه  


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور.

ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )

 

قال رضی الله عنه  : ( فهذا هو الله الذی یصلی علینا ، فإذا صلَّینا نحن ، کان لنا الاسم « الآخر » فکنّا فیه ما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ، فنکون عنده بحسب حالنا فلا ینظر إلینا إلَّا بصورة ما جئناه بها ، فإنّ المصلَّی هو المتأخّر عن السابق فی الحلبة ) .

 

وذلک لأنّ مرآة الحق تظهرنا على ما نحن علیه ، فما نکون عنده إلَّا بحسب حالنا فی صلاتنا ، ولو کنّا فیها بحسبه ، فقد کملت صلاتنا کصلاة أهل الکمال والرسوخ .

 

قال رضی الله عنه : ( وقوله :" کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَه ُ وَتَسْبِیحَه " أی رتبته فی التأخّر فی عبادة ربّه وتسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده ، فما من شیء إلَّا وهو یسبّح بحمد ربّه الحلیم الغفور) .

یشیر رضی الله عنه  إلى أنّ للأشیاء - فی تأخّر وجودها عن ربّها بمظهریّاتها له أو ظهورها فیه - حکمین :

أحدهما ثبوتی والآخر سلبی فالسلبی هو الذی یسلب وینفى به عن الحق ما هی علیه من التقیّد والنقائص ونقائض الکمالات ، وهو تنزیهها للحق وتسبیحها من النقائص التی هی علیها .

والحکم الآخر : إثبات الکمالات التی هی علیها للحق على الوجه الأکمل الألیق بجنابه - تعالى - على ما مرّ مرارا .

 

قال رضی الله عنه  : ( ولذلک لا نفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا)

یعنی  رضی الله عنه  : لمّا کان کلّ شیء کما ذکرنا مشتملا على محامد وکمالات خصیصة به ، ولا تظهر تلک المحامد على الوجه الذی ظهرت فیه إلَّا منه وبه لا من غیره وفی سواه ، مستوعبا أیضا لکمالات یشترک فیها مع غیره ، فهو یحمد عین  وجوده الظاهر فیه بتلک الکمالات ، بل یحمد بوجوده الخاصّ به عینه الثابتة وحقیقته التی هذه المحامد نسبها ولوازمها ، کانت کامنة فی عینها الغیبی ، فأظهرها الوجود الحق لها ووصفها وعرّفها بها فیه أوله.

  

شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور.

ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )

 

قال رضی الله عنه :  ( وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرناه فی حال من هو له هذا الاسم فنکون عنده بحسب حالنا ، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها ، فإن المصلى هو المتأخر عن السابق فی الحلبة ) وذلک لأن مرآة الحق تظهرنا على ما نحن علیه فما نکون عنده إلا بحسب حالنا فی صلاتنا ، ولو کنا فیه بحسبه فقد کملت صلاتنا کصلاة أهل الکمال الراسخین فی العلم.

 

قال رضی الله عنه :  ( وهو قوله تعالى :" کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَه وتَسْبِیحَه " أی رتبته فی التأخر فی عبادة ربه وتسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده ، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم الغفور ) .

أی کل شیء قد علم رتبته فی تأخر وجوده عن ربه بمظهریته له التی هی عبادته لربه ، وتسبیحه الخاص به بتنزیهه عما یخصه من الکمالات الإلهیة ربه عن نقصه الذاتی لکل ممکن ، ونقصه الخاص به بمقتضى عینه وهو تقییده بأحکام عینه ، وقصور استعداده عن قبول جمیع کمالات الوجود إلا ما یخصه من النقائص ،

وبحمده بما یظهر من الکمالات الثبوتیة التی یقبلها من ربه الحلیم الذی لا یعجل بعقوبة نقائصه ، الغفور الذی یستر نقائصه وظلمته الإمکانیة وسیئات تقصیره عن قبول سائر الکمالات بنور وجوبه ، ووجود تجلیات صفاته التی یظهر بما فیه .

 

قال رضی الله عنه :  ( ولذلک ) أی ولأن لکل شیء تسبیحا یخصه ( لا نفقة تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا (

 یعنى : ثم إن فی وجود کل شیء مرتبة فیها یعود الضمیر فی بحمده إلى العبد المسیح ، وذلک لأن لکل موجود مرتبة فی الوجود المطلق ، والمقید هو المطلق مع التعین الذی یقیده فله کمالات ومحامد مختصة به وکمالات یشترک فیها مع غیره ، فهو بالقسم الأول یحمد نفسه : أی هویة الحق المقیدة بقید تعین ، وینزه عن النقائص التی یقابلها لأن تلک المحامد لا تظهر على الوجه الذی ظهرت فیه إلا منه وله لا من غیره ،

 

مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور.

ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )

 

کما قال أمیر المؤمنین کرم الله وجهه : ( کمال الإخلاص نفى الصفات عنه ) . وعند التجلی یتجلى بحسب استعداد المتجلى له على صورة عقیدته - کما یدل علیه حدیث ( التحول ) - یوم القیامة .

 

لذلک أجاب الجنید حین سئل عن المعرفة بالله والعارف بقوله : ( لون الماء لون إنائه ) . أی ، تجلى الحق بصورة المعرفة ، إنما هو بحسب استعداد المتجلى له . وهو جواب محکم مطابق لما فی نفس الأمر : فإن الماء لا لون له ویتلون بألوان ظروفه ، فکذلک الحق لا تعین له یحصره ویتعین على حسب من یتجلى له .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فهذا هو الله الذی یصلى علینا . ) أی ، هذا المتجلی بصور الاستعدادات فی العقائد هو الذی یصلى علینا ویتأخر عنا . کما جاء فی الآیة المذکورة على لسان المتجلی بصور الاعتقادات .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وإذا صلینا نحن ، کان لنا الاسم "الآخر" ) أی ، کنا نحن المتحقق بالآخریة حینئذ فلنا الاسم ( الآخر ) .

( فکنا فیه ) أی ، فی هذا المقام والتجلی ( آخرا ) . ( کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ) من أنه یتأخر عن وجود العبد .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( فتکون عنده ) أی ، عند الحق ( بحسب حالنا . ) وصفاتنا التی فینا ( فلا ینظر إلینا ) ولا یتجلى لنا ( إلا بصورة ما جئناه بها ) کمالا ونقصا . ( فإن المصلى هو المتأخر عن السابق فی الحلبة . ) أی ، وإذا صلینا نحن ، کان لنا الاسم "الآخر" ، فإن المصلى متأخر عن المجلى فی میدان السباق .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  ( وقوله تعالى : "کل قد علم صلاته وتسبیحه " . أی ، رتبته فی التأخر فی عبادة ربه ، وتسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده . ) لما فسر المصلى بالمتأخر ، جعل صلاته رتبته فی التأخر فی العبادة .

أی ، کل منا ومن الحق الظاهر بصور عقائدنا ( قد علم صلاته ) أی ، مرتبته فی التأخر وتسبیحه لربه :

أما صلاتنا له وتسبیحنا إیاه وتحمیدنا وثنائنا علیه بالوجه المشروع لنا وتنزیهنا إیاه عما لا یلیق بحضرته .

وأما صلاته لنا وتسبیحه إیانا فتکمیله إیانا وجعله لنا موصوفا بالصفات الجمالیة والجلالیة وتطهرنا عن دنس النقائص ورین الحجب الإمکانیة .

هذا لسان إشارته ، وهو لسان الباطن المعرب عن مطلع الآیة .

 

وأما لسان عبارته الذی هو لسان الظاهر ، معناه : کل من الأعیان الموجودة وقد علم رتبته فی عبادة ربه وتسبیحه الذی یعطیه استعداده ، وهو تنزیه کل من الأعیان ربه على حسب استعداده من النقائص اللازمة لعینه ، وعلم أن رتبة عبادته متأخرة عن صلاة ربه ، فإنه لولا صلاته ورحمته الوجودیة وإخراجه للأعیان من ظلمات العدم إلى نور الوجود وظلمات الضلالة إلى نور الهدایة ، ما کان أحد منهم یصلى .

 

فقوله رضی الله عنه   : ( فی عبادة ) متعلق ب ( رتبته ) لا ب ( التأخر ) . أی ، علم رتبته فی عبادة ربه . وضمیر ( یعطیه ) عائد إلى ( کل ) وفاعله ( استعداده ) .

وفی بعض النسخ : ( عن عبادته ربه ) . فحینئذ یکون متعلقا ب ( التأخر ) .

وفی بعض النسخ أیضا : ( عن عبادة ربه ) . فمعناه : کل قد علم صلاته ، أی رتبته فی عبادته ، أنها متأخرة عن صلاة ربه له ، وعبادة ربه إیاه بالإیجاد والإیصال إلى الکمال والرحمة والمغفرة . کما قال فی مواضع أخر : (فیعبدنی وأعبده) .

لکن الأولین أنسب إلى الأدب بین یدی الله تعالى .

 

قال الشیخ رضی الله عنه :  (فما من شئ إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم الغفور.) أی ، الذی لا یعاجل بالعقوبة ویعفو عن کثیر من السیئات ، الغفور الذی یستر ذنوب الذوات وقد یجعلها للمحبوبین من الحسنات .

قال الشیخ رضی الله عنه :  (ولذلک لا نفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.) أی ، ولأجل أن لکل شئ تسبیحا خاصا ونحن لا نقدر على الاطلاع على تفاصیل الوجود وأسراره کلها ، لا نفقه تسبیح العالم کله .


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور. ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )


قال رضی الله عنه : (  فهذا هو اللّه الّذی یصلّی علینا ، وإذا صلّینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنّا فیه کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ، فنکون عنده بحسب حالنا ، فلا ینظر إلینا إلّا بصورة ما جئناه بها فإنّ المصلّی هو المتأخّر عن السّابق فی الحلبة ، وقوله تعالى :"کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِیحَهُ"[ النور : 41 ] أی : رتبته فی التّأخّر فی عبادته ربّه ، وتسبیحه الّذی یعطیه من التّنزیه استعداده ، فما من شیء إلّا وهو یسبّح بحمد ربّه الحلیم الغفور .)


( فهذا هو اللّه الذی یصلی علینا ) ، فیفیض علینا بحسب صور اعتقاداتنا المختلفة ، وإن اتفقت فی کونها تنزیهیة ، لکنها تختلف کمالا ونقصا ، وإذا کان تجلی الحق علینا بالاسم الآخر فی الصلاة ، فالمعطی من حیث هو مصلّ مظهر هذا الاسم ، ( فإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر ) یظهر به فی مرآة الحق عند مشاهدتنا إیاه ، ( فکنا فیه ) ، أی : فی الحق یعنی فی مرآته على صور اعتقاداتنا فی اللّه ( کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ) المتجلی به فینا حال الصلاة ، أنه یکون بحسب استعدادات محل اعتقاداتنا ، ( فیکون عنده ) من غیر حلول فیه کمال حلول له فینا عند ظهوره بمرآتنا ( بحسب حالنا ) من تجلیه بهذا الاسم فینا ، وإذا کانت هذه صورتنا فی نفوسنا ، وفی مرآتنا.


( فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها ) ، ویکون فیضه بحسب هذه الصورة ، وإنما کان تجلی الحق على المصلی بالاسم الآخر ؛ لصدق معنى المتأخر على من صدق علیه اسم المصلی کصدق معنى العابد علیه ، ( فإن المصلی ) من فرس المسابقة ( هو المتأخر عن السابق فی الحلبة )


أی : المیدان ، وقد تقرر إطلاق اسم العابد على مع أن للعابد إنما یسمی مصلیا ؛ لتأخر رتبة العبدیة عن رتبة الربوبیة ، فتعین أن یکون إطلاق اسم المصلی علیه باعتبار تجلیه بالاسم الآخر ، وهو ظهوره للعبد بصورة اعتقاده ، وهو أی : الدلیل على أن الصلاة بمعنى التأخر أنها قد جاءت فی حق العباد بهذا المعنى ، فکیف لا یکون فی حق اللّه تعالى بهذا المعنى ( قوله تعالى :کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِیحَهُ) [ النور : 41 ] .

 

فإنه من المعلوم أنه لا یصلی کل طیر ودابة الصلاة التی هی ذات الأذکار والأفعال المخصوصة ، فلابد له من تأویل ، وأحسن التأویلات ما بین معنى العبادة اللازمة لصلاتنا ، وبین معنى التأخیر المفهوم من الصلاة فی الجملة اللازم للعبادة ،


وهو الذی أشار إلیه قوله :

( أی : رتبة فی التأخیر ) عن درجة ربه عرف تنزیهه عن رتبة نفسه ، وعرف أیضا ( تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه ) الکلی الإلهی ( استعداده ) ، فإنه لا یصل أحد إلى کنه تنزیهه الکلی ، وإنما یصل إلى مقدار ما یتنزه فی نفسه ، فالملائکة أکثر تنزیها من عامة البشر ، وهم أکثر من الدواب حتى ینتهی تنزیه بعضهم إلى أنه لا یکون عین ذاته لا غیر "وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ" [ الإسراء : 44 ] فی عدم مؤاخذته من لم ینزهه حتى تنزیهه ، کیف وقد تجلی علیهم بالاسم الغفور السائر کنه تنزیهه علیهم .

قال رضی الله عنه :  ( ولذلک لا نفقه تسبیح العالم على التّفصیل واحدا واحدا )


( ولذلک ) أی : ولکون تسبیح الکل بما یعطیه استعداده ، ولکل واحد من الموجودات غیر المتناهیة استعدادات خاصة تخالف استعداد کل واحد استعداد غیره بوجه من الوجوه ، ولا یمکن لنا الاطلاع على تفاصیلها ( لا نفقه تسبیح العالم ) ، وإن علمنا إجمالا اتفاقهم فی تنزیه الحق ( على التفصیل واحدا ) بعد ( واحد ) ، وهذا مبنی على أن الضمیر فی قوله : "وَإِنْ مِنْ شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ " یعود إلى اللّه تعالى.


"" أضاف المحقق :

هذا کله فی التسبیح والحمد اللذین فی مرتبة صلاة العبد ؛ فالمصلی والمسبح والحامد فی هذه المرتبة هو العبد . عبد الرحمن الجامی  ""


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور.

ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )


ولذلک قال : ( فهذا هو الله الذی یصلَّی علینا ) فی صورة اسمه الآخر ، ( وإذا صلَّینا نحن کان لنا الاسم الآخر ) وهو الأول ، ( فکنّا فیه کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ) کما ظهر أمره فی الصورة الأولى ، ( فنکون ) نحن ( عنده بحسب حالنا ) التی نتحوّل علیها فی طیّ الأطوار والأدوار ، ( فلا ینظر ) الحقّ ( إلینا إلَّا بصورة ما جئناه بها ) فی کلّ لحظة ولمحة من تلک الأحوال السریعة الزوال .


ثمّ هاهنا نکتة خفیّة لا بدّ من الاطلاع علیها ، وهی أنّ مقتضى العبودیّة والتقیّة الأسمائی هو الحصر فی صورة معیّنة ، کما أنّ مقتضى الالوهیّة والإطلاق الذاتی إنّما هو عدم الحصر فی صورة والتقیّد بحال .


إذا عرفت هذا ، فإذا کان الحقّ هو المصلَّی والسابق ، إنّما یکون العبد حینئذ لا بدّ وأن یکون قبلة التوجّه فی تلک الصلاة ، صورة عقدیّة عقلیّة معیّنة - کما سبق بیانه .

وإذا کان العبد هو المصلَّی ، یکون السابق حینئذ الحقّ لا غیر ، فیکون قبلة التوجه فی تلک الصلاة صورة علمیّة انشراحیّة غیر معیّنة بحال ، ولا محصورة فی صورة .


وقد أشار فی طیّ عبارته إلى هذه الدقیقة إشارة خفیّة ، إنّما یتفطَّن لها اللبیب من قوله : « بحسب حالنا » وقوله : « جئناه بها » ، أی بتلک الصور المتحوّلة التی جاء العبد حقیقة معها ، فإنّ السابق فی مثل تلک الصور المتحوّلة إنّما هو الحق ، والمصلَّی هو العبد .


قال رضی الله عنه :  ( فإنّ المصلَّی هو المتأخّر عن السابق فی الحلبة ) فصلاة العبد هو الذی لکل واحد من الصور المتحوّل علیها العبد فی کلّ وقت ، مما هو من أصل الإطلاق الذاتیّ ، وذلک أولا وبالذات للحقّ ، وثانیا وبالعرض للعبد وما للعبد بحسب ذاته هو ما یعطیه استعداده الأصلیّ من التنزیه الصرف الثابت ، الذی لا تحوّل فیه ولا تغیّر عنه بحال .


قال رضی الله عنه :  ( وقوله تعالى : " کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَه ُ وَتَسْبِیحَه ُ " ) إشارة إلى تینک المرتبتین فإنّ قوله : " صَلاتَه ُ " ( أی رتبته فی التأخّر عن عبادة ربّه ) عند التحوّل معه فی شؤونه فإنّ العبد تلویحه کاشف عن أنّه هو العین الدائر بربّه فیما هو فیه من الشؤون فی کلّ یوم .


قال رضی الله عنه :  ( وتسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده ) ، فإنّ أصل الاستعداد إنما یعطی التنزیه ، فإن کان ذلک الاستعداد متوقّفا عند الرسوم ، ما یعطی إلَّا التنزیه الرسمی ، وإن کان من السالکین مسالک الحقیقة فتنزیهه تنزیه حقیقیّ - کما عرفت .


ثمّ إنّ لکلّ من الموجودات علمین : أحدهما وجودیّ إطلاقیّ ، وهو الذی یتعلَّق بحاله المتحوّلة بها لحظة فلحظة ، وهو الذی به یصلَّی ویحمد.


 والآخر عدمیّ نسبیّ ، وهو الذی یتعلَّق بخصوصیّته الخاصّة الثابتة التی یعطیها أصل استعداده ، وهو الذی به یسبّح وبیّن أنّ هذه الخصوصیّة أیضا من جملة تلک الأحوال عند التحقیق .


ما من شیء إلا وهو مسبّح لربّه

قال رضی الله عنه :  ( فما من شیء إلَّا وهو یسبّح بحمد ربّه ) أی تنزّهه عن الخصوصیّة التی أظهره بتلک الخصوصیّة تعیّن تلک الخصوصیّة ، على ما هو حقّ التسبیح والتنزیه ، یعنی التسبیح بعین الحمد والتنزیه فی نفس التشبیه . هذا إذا أعید ضمیر بحمده إلى « الرب » ، أی بحمد ربّه .


( الحلیم ) وهو الذی تنزل إلى رتبة من دونه فی القدر ، وهو مقتضى الحمد الذی هو ظهور الحقّ بصور الأشیاء وإظهارها له ، فإنّ الحمد إنّما هو الإظهار والتعریف .

( الغفور ) وهو الذی یستر ذلک التنزّل ، کما هو مقتضى التنزیه والتسبیح .


ثمّ إنّک قد عرفت أنّ مبدأ ذینک الحمد والتسبیح هو الخصوصیّة من کلّ أحد ، إذ بها یسبّح بالحمد ، کما لا یخفى على الواقف بالأصول الممهّدة قبل ، ( ولذلک لا یفقه تسبیح العالم واحدا واحدا ) على التفصیل فإنّ خصوصیّة کلّ أحد لا دخل للآخر فیه ، وإلَّا لا یکون خصوصیّة له .


شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (  فهذا هو الله الذی یصلی علینا.

وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده  بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

وقوله «کل قد علم صلاته وتسبیحه» أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده، فما من شیء إلا وهو یسبح بحمد ربه الحلیم  الغفور. ولذلک لا یفقه تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.  )


قال رضی الله عنه :  ( فهذا هو اللّه الّذی یصلّی علینا . وإذا صلّینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنّا فیه کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ، فنکون عنده بحسب حالنا ، فلا ینظر إلینا إلّا بصورة ما جئناه بها فإنّ المصلّی هو المتأخّر عن السّابق فی الحلبة . وقوله تعالى :کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِیحَهُ [ النور : 41 ] أی رتبته فی التّأخّر فی عبادته ربّه ، وتسبیحه الّذی یعطیه من التّنزیه استعداده . فما من شیء إلّا وهو یسبّح بحمد ربّه الحلیم الغفور . ولذلک لا نفقه تسبیح )


( فهذا ) ، أی الإله المعتقد ( هو اللّه الذی یصلی علینا ) ، کما جاء فی الآیة المذکور ، أی یتجلى علینا بصورة اسمه الآخر ( وإذا صلینا نحن کان لنا الاسم الآخر ) ، وهو الأول ( فکنا فیه بنا ) ، أی فی مقام صلاتنا له متأخرین عنه


( کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم ) ، وهو الإله المعتقد الذی له الاسم الآخر ، فکما أن فی صورة صلاته علینا له الاسم الآخر وله الاسم الأول ( فنکون ) نحن ( عنده بحسب حالنا ) ، أی بحسب أحوالنا التی نتحول فیها بحسب تقلبه فی الشؤون والأفعال ( فلا ینظر ) الحق ( إلینا ) ، أی لا یتجلى علینا ( إلا بصورة ما جئناه بها ) ، فی کل لحظة ولمحة من تلک الأحوال التابعة لتقلبه فی شؤونه وأفعاله ، فباعتبار هذه التبعیة نحن مصلون له متأخرون عنه وباعتبار تجلیه علینا بحسب استعداداتنا هو مصل علینا ( فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة ) فیصح التعبیر به عن کل من الحق والعبد .


والحاصل أن للحق سبحانه تجلیین :

أحدهما : تجلیه بصور استعدادات العبد من حیث تقلبه فی الشؤون والأفعال ، فاستعدادات العبد فی هذا التجلی تابعة لتقلبه فی الشؤون والأفعال .

والثانی : تجلیه علیه بحسب تلک الاستعدادات ، فهو سبحانه فی هذا التجلی تابع للاستعدادات ،

فباعتبار الأول : نحن نصلی له ،

أو باعتبار الثانی : هو یصلی علینا ، أو بالنظر إلى هذین الاعتبارین حمل صاحب اللمعات قول الجنید تارة على لون معنى المحبوب لون محبه ، وتارة على معنى لون المحب لون محبوبه .

( وقوله تعالى : کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِیحَهُ) [ النور : 41 ] ، أی کل منا ومن الحق فالعبد علم صلاته ( أی رتبته فی التأخر عن عبادة ربه وتسبیحه ) ، أی ( الذی یعطیه من التنزیه استعداده ) الفطری الأصلی


فإن أصل الاستعداد إنما یعطى التنزیه ، وکذلک الحق على صلاته ، أی رتبة تأخره عن العبد فیما ذکرنا ، وتسبیحه : أی تطهیره العبد عن دنس النقائص الإمکانیة ( فما من شیء إلا ویسبح ربه الحلیم ) ، أی المتنزل إلى رتبة من هو دونه وهذا التنزل هو ظهوره بصور الأشیاء لإظهار کمالاته فهو ناظر إلى الحمد ( الغفور ) ، أی الساتر هذا التنزل کما هو مقتضى التنزیه والتسبیح ( ولذلک ) ، أی لعموم تسبیح کل شیء ( لا نفقه تسبیح ) أفراد.


قال رضی الله عنه :  ( العالم على التّفصیل واحدا واحدا)

( العالم على التفصیل واحدا واحدا ) ، لأنا لا نقدر على الاطلاع على تفاصیل الوجود وأسرارها بل لا نفقه على سبیل التفصیل إلا تسبیح بعضها ، وأما تسبیح الکل فلا نفقهه إلا على سبیل الإجمال.

هذا کله فی التسبیح والحمد اللذین فی مرتبة صلاة العبد فالمصلی والمسبح والحامد فی هذه المرتبة هو العبد


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی، ص: ۶۳۵

فهذا هو اللّه الذی یصلی علینا و إذا صلّینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنّا فیه کما ذکرناه فی حال من له هذا الاسم.

پس این اله (معتقد که متجلى به صور استعدادات در عقاید است کسى است که در صورت اسم آخرش) بر ما صلات ‌می‌فرستد (و به لحاظ مذکور از ما متأخر است) و چون ما نماز ‌می‌خوانیم براى ما اسم آخر حاصل است. یعنى متحققیم به آخریت و داراى اسم آخریم. پس ما در این مقام و تجلى در حال کسى- یعنى حق تعالى- هستیم که او را این اسم شریف ‌می‌باشد (یعنى چنانکه در صلات اولى خداوند آخر بدان معنى بود ما نیز در نماز متحقق به اسم آخریم).

فنکون عنده بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلّا بصورة ما جئناه بها فإن المصلی هو المتأخر عن السابق فی الحلبة.

پس ما در نزد حق تعالى به حسب احوال خودمان هستیم. پس حق سبحانه به ما نظر نمی‌کند (و تجلى نمی‌فرماید) مگر به صورت استعدادى که ما بدان صورت (به حسب کمال و نقص خودمان و مراتب و درجات و سعه و ضیق استعداد و قابلیت خودمان) در پیشگاه حق سبحانه قرار گرفته‏‌ایم. چه اینکه مصلّى در میان حلبه (یعنى گروه اسبان رهان و گروه اسبانى که به جهت دوانیدن جمع کنند) متأخر از سابق که مجلّى است ‌می‌باشد.

و قوله‏ کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ‏ أی رتبته فی التأخر فی عبادته ربّه، و تسبیحه الذی یعطیه من التنزیه استعداده.

و خداوند فرمود: کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ‏ (نور: 41) یعنى همه رتبه خودشان را در عبادت رب خود و تسبیح خداوند که استعداد آنها عطا ‌می‌کند و ایجاب ‌می‌نماید دانسته‌اند.

یعنى دانسته‌اند که صلات از همان مصلى است که تأخر در او مأخوذ است و ‌می‌دانند که صلات آنان در رتبه متأخر است از صلات ربشان. زیرا تا خداوند موجودى را صلوات نفرستد یعنى رحمت وجودیه به او عطا نکند که به این رحمت وجودى از ظلمت عدم خارج ‌می‌شود استعداد و قابلیت براى صلات رب خود را پیدا نمی‌کند.

صلات خداوند رحمت رحمانى اوست پیش از وجود عبد و رحمت رحیمى اوست، پس از وجود عبد و قابلیت یافتن او. پس خداوند سبحان هم مصلّى است که صلات و رحمت وجودیه عطا فرمود و عبد را خلق کرد و هم مصلّى است که به فراخور استعداد عبد مصلّى براى او تجلى ‌می‌کند.

آن یکى جودش گدا آرد پدید و ان دگر بخشد گدایان را مزید

مصراع اول اشارت به رحمت رحمانى و مصراع دوم اشارت به رحمت رحیمى است.

فما من شی‏ء إلّا و هو یسبّح بحمد ربّه الحلیم الغفور و لذلک لا نفقة تسبیح العالم على التفصیل واحدا واحدا.

پس هیچ چیزى نیست مگر آن که به حمد ربّ حلیم غفور خود تسبیح ‌می‌کند از این روى ما تسبیح یک یک افراد عالم را بتفصیل نمی‌فهمیم.

اشاره است به کریمه: وَ إِنْ مِنْ شَیْ‏ءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ إِنَّهُ کانَ حَلِیماً غَفُوراً (إسراء: 44) حلیم کسى است که عجله به عقوبت نمی‌کند و در واقع متنزل به رتبه کسى که دون اوست ‌می‌گردد. حقیقت حلیم یعنى این تنزل، ظهور حق تعالى است به صور أشیاء براى اظهار کمال خود و غفور، ساتر ذنوب است. پیشتر گفتیم که سیئات محبوبان را به حسنات تبدیل ‌می‌کند و به یک معنى حق تعالى غفور است.

یعنى ساتر آن تنزل است به این وجه که خود أشیاء حجابند. هر چند که أشیاء تعینات شئونند فتدبّر.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ۱۱۱۵-۱۱۱۶

فهذا هو اللّه (الإله- خ) الّذى یصلّى علینا.

یعنى این تجلّى به صور استعدادات در عقاید اوست که صلات مى‏گوید بر ما و متأخّر است از ما چنانکه در آیه کریمه بر لسان تجلّى به صور استعدادات وارد شده.

و إذا صلّینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنّا فیه کما ذکرناه فى حال من له هذا الاسم، فنکون عنده بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلّا بصورة ما جئناه بها فإنّ المصلّى هو المتأخّر عن السّابق فى الحلبة.

و اگر مصلى ما باشیم تحقّق به اسم آخریّت ما را باشد پس در مقام تجلّى آخر ما باشیم، چنانکه ذکر کردیم که اگر مصلّى حقّ باشد اسم آخر او راست. پس ما نزد حقّ به حسب حال و صفات خودیم که در ماست، لاجرم به سوى ما نظر نمى‏اندازد و بر ما تجلّى نمى‏کند مگر به صورتى که ما بدان صورت آمده‏ایم.

چون مصلّى در حلبه سباق از مجلّى که سباق است متأخّر است لاجرم تأخّر آن راست که مصلّى است.

و قوله تعالى‏ کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ‏ أى رتبته فى التّأخّر فى عبادته ربّه (فى عبادة ربّه- خ)، و تسبیحه الّذى یعطیه من التّنزیه استعداده.

چون مصلّى را به متأخّر تفسیر کرد صلات را در باب عبادت رتبت مصلّى داشت و تأخّر، یعنى هریکى از ما و از حقّ که ظاهرست به صور عقاید ما مى‏داند صلات خود را، یعنى مرتبه خویش را در تأخّر، و تسبیح خود را. اما صلات و تسبیح ما او را تحمید و ثناى ماست بر وى به وجهى که مشروع شده است و تنزیه ماست او را از آنچه لایق حضرت مقدّسه او نیست. و اما صلات و تسبیح او ما را تکمیل اوست ما را و موصوف ساختن به صفات جمالیّه و جلالیّه و تطهیر ما از دنس نقائص و رین حجب امکانیه. این لسان اشارت اوست که آن لسان باطن است که معرب است از مطلع آیت.

و اما به لسان عبارتش که ظاهر است معنى آن است که هریکى از اعیان‏ موجوده مى‏داند رتبه خود را در عبادت و تسبیحش که اعطا مى‏کند استعدادش و آن تنزیه هریکى است از اعیان ربّ خود را برحسب استعدادش از نقائص لازمه مر عین او را؛ و مى‏داند که رتبه عبادتش متأخّر است از صلاة ربّ او. چه اگر صلاة و رحمت وجودیه نبودى و اخراج نکردى اعیان را از ظلمات عدم به سوى وجود، و از ظلمات ضلال به سوى نور هدایت، هیچ احدى از ایشان مصلّى نبودى و به عبادت قیام ننمودى.

فما من شى‏ء إلّا و هو یسبّح بحمد ربّه الحلیم الغفور. و لذلک لا نفقه تسبیح (لا یفقه تسبیح- خ) العالم على التّفصیل واحدا واحدا.

پس نیست هیچ‏چیزى که تسبیح نگوید ربّ حلیم خود را که تعجیل نمى‏کند در عقوبات و عفو مى‏کند بسیارى را از سیّئات و پروردگار غفور خویش را که ستر مى‏کند ذنوب ذوات را، و از براى محبوبین عین آن ذنوب را حسنات مى‏سازد؛ و از براى آنکه هر چیزى را تسبیحى است خاص و ما قادر نیستیم على الاطلاق بر تفاصیل و اسرار وجود. پس تسبیح همه عالم را یکان‏یکان نمى‏دانیم.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: ۶۸۳

 فهذا هو اللّه الّذی یصلّى علینا.و إذا صلّینا نحن کان لنا الاسم الآخر فکنّا فیه کما ذکرنا فی حال من له هذا الاسم، فنکون عنده بحسب حالنا، فلا ینظر إلینا إلّا بصورة ما جئناه بها، فإنّ المصلّى هو المتأخّر عن السّابق فی الحلبة.

شرح یعنى هر گاه که ما مصلّى باشیم، اسم آخر ما را بود و سابق حق باشد.

تا از طرف حق توفیق نبود، ما مصلّى نشدیم. دیگر ظاهر است.

و قوله‏ «کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ» أی رتبته فی التّأخّر فی عبادته ربّه، و تسبیحه الّذی یعطیه من التّنزیه استعداده.

شرح یعنى هر یک از نماز گزاران دانسته‌‏اند رتبه خود را که مرتبه ایشان متأخّر است از صلوة ربّ- عزّ شأنه-، و تسبیح پاکى استعداد، تا بقدر آن خود را از نقایص امکانى پاک گرداند، و بقدر آن تنزیه و تقدیس حق تواند کرد.

فما من شی‏ء إلّا و هو یسبّح بحمد ربّه الحلیم الغفور.

و لذلک لا یفقه تسبیح العالم على التّفصیل واحدا واحدا. شرح یعنى جمیع اشیا مسبّح حقّ حلیم ‏اند. از بسیارى گناه عاصیان که در مى‏‌گذارد، و بر عقوبت تعجیل نمى‏‌کند، و گناه ظهور انانیّت ایشان به مغفرت ستر مى‏کند، و در ذات خود فانى مى‌‏گرداند. و از غایت مغفرت یکى آنست که هر یک را از موجودات تسبیحى خاص است، و ما به تفاصیل آن اطلاع نداریم.