عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

 الفقرة الثامنة والثلاثون :


کتاب المفاتیح الوجودیة والقرآنیة لفصوص الحکم عبد الباقی مفتاح 1417هـ :

27 - فص حکمة فردیة فی کلمة محمدیة

المرتبة 27 : لفص حکمة فردیة فی کلمة محمدیة من الاسم الجامع ومرتبة الإنسان وحرف المیم ومنزلة الفرع المؤخر من برج الحوت

 کمال ظهور الاسم رفیع الدرجات لا یتم إلا فی حضرة جامعة لکل الدرجات بحیث تکون تلک الدرجات مرتبطة مع بعضها البعض ومرتبة فی تناسق وتکامل .

وهذا یستلزم ظهور الاسم الإلهی الجامع ومظهره هو الإنسان .

ومجلاه الأکمل هو سیدنا محمد صلى اللّه علیه وعلى آله وسلم وله حرف الجمعیة أی المیم الذی له العدد 40 وهو عدد تمام النشأة .

ولهذا فان لهذه المرتبة السابعة والعشرین الاسم الجامع المتوجه على إیجاد الإنسان وحرف المیم وله ( فص حکمة فردیة فی کلمة محمدیة ) للفردیة الإنسانیة وللفردیة المحمدیة وجمعیتهما . فللإنسان الجمعیة الوجودیة ، ولسیدنا محمد صلى اللّه علیه وعلى آله وسلم الجمعیة الإنسانیة لأنه هو الإنسان الکامل بالأصالة وغیره من الکمل مظاهره .

وقد ورد الاسم " الجامع " فی القرآن مرتین مرتبطا هو ومشتقاته بالإنسان والناس کقوله تعالى :إِنَّکَ جامِعُ النَّاسِ لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ( آل عمران ، 9 ) .إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِینَ وَالْکافِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعاً( النساء ، 140 ) .وَنُفِخَ فِی الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً( الکهف ، 99 ) .

ولفردیة الإنسان مظاهر منها أنه هو المتفرد بأن خلقه اللّه بیدیه وعلى صورته ، وتفرد بحمله الأمانة التی أبت السماوات والأرض والجبال أن یحملنها ، وتفرد بالخلافة العظمى ، وتفرد بسر اسم الذات الأعظم " اللّه " ، وتفرد بجمعه للصورتین الحقیة والخلقیة وعلمه بالأسماء کلها ، وتفرد بأن سخر اللّه له ما فی السماوات والأرض جمیعا منه ، إلى غیر ذلک من خصوصیاته التی فصلها الشیخ فی فص آدم علیه السلام وفی کتبه الأخرى . . .

 

یقول الشیخ فی الفصل 37 من الباب 198 المختص بهذه المرتبة:

 ( . . . فی الاسم الإلهی الجامع وتوجهه على إیجاد الإنسان وله من الحروف حرف المیم وله من المنازل المقدرة الفرع المؤخر .

والاسم الجامع هو : اللّه ولهذا جمع اللّه لنشأة جسد آدم بین یدیه فقال : (لما خلقت بیدی) وأما خلق اللّه السماء بأید فتلک القوة . فان الأید القوة.

قال تعالى : ( داود ذا الأید ) أی صاحب القوة ما هو جمع ید ( . . . ) فلما أراد اللّه کمال هذه النشأة الإنسانیة جمع لها بین یدیه وأعطاها جمیع حقائق العالم وتجلى لها فی الأسماء کلها فحازت الصورة الإلهیة والصورة الکونیة وجعلها روحا للعالم وجعل أصناف العالم له کالأعضاء من الجسم للروح المدبر له فلو فارق العالم هذا الإنسان مات العالم ( . . . ) فلما کان له هذا الاسم الجامع قابل الحضرتین بذاته فصحت له الخلافة وتدبیر العالم وتفصیله ( . . . ) وکلامنا فی الإنسان الکامل ( . . . ) وأعطی المؤخر لأنه آخر نوع ظهر فأولیته حق وآخریته خلق فهو الأول من حیث الصورة الإلهیة والآخر من حیث الصورة الکونیة والظاهر بالصورتین والباطن عن الصورة الکونیة بما عنده من الصورة الإلهیة ( . . . ) واستخدم اللّه له العالم کله فما من حقیقة صوریة فی العالم الأعلى والأسفل إلا وهی ناظرة إلیه نظر کمال ، أمینة على سر أودعها اللّه إیاه لتوصله إلیه ( . . . ) فإنه حاز العماء کله ولهذا کان له حرف المیم من حیث صورته وهو آخر الحروف ولیس بعده إلا الواو الذی هو للمراتب فیدخل فیه الحق والخلق لعموم الرتبة) .

 

وعلاقة الفص المحمدی بالجامع والفردیة مشهورة وشرحها الشیخ فی الکثیر من مکتوباته وفی أبواب متفرقة من الفتوحات منها الأبواب : 6 / 12 / 14 / 337 : منزل سورة محمد صلى اللّه علیه وآله وسلم / 338 منزل سورة الأحقاف / 360 منزل سورة النور / 361 منزل سورة المؤمنون / 371 منزل سورة الرعد / 379 منزل سورة المائدة / الخ . . .

 

ومن أجوبته على أسئلة الترمذی فی الباب 73 الأجوبة :

73 / 74 / 76 / 77 / 78 / 79 / 144 / 145 / 148 / 150 / 151 / 154 / 155 / . . .  وفی البابین 360 و 361 توسع الشیخ فی تفاصیل مکانة الإنسان الکامل

وفی الباب 361 سمى سیدنا محمدا صلى اللّه علیه وآله وسلم الإنسان الکل الکبیر الأصلی فقال : ( فجعل الإنسان الکامل خلیفة عن الإنسان الکل الکبیر الذی هو ظل اللّه فی خلقه من خلقه فعن ذلک هو خلیفة ولذلک هم خلفاء عن مستخلف واحد فهم ظلاله للأنوار الإلهیة التی تقابل الإنسان الأصلی وتلک أنوار التجلی تختلف علیه من کل جانب فیظهر له ظلالات متعددة على قدر أعداد التجلی ) .

 

فتفرد صلى اللّه علیه وعلى آله وسلم فی کون نوره الأصلی هو أول الأنوار التی أظهر اللّه منها کل شیء قُلْ إِنْ کانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِینَ( الزخرف ، 81 ) . وتفرد بإرساله رحمة لجمیع العالمین :وَما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ( الأنبیاء ، 107)

وتفرد فی کونه کان نبیا وآدم بین الماء والطین وتفرد فی کونه خاتم المرسلین المبعوث لجمیع الخلق وتفرد بالقرآن الجامع والسبع المثانی وتفرد بلواء الحمد والمقام المحمود وفتح باب الشفاعة إلى غیر ذلک من خصوصیاته الفردیة صلى اللّه علیه وآله وسلم . ولهذا نسب الشیخ کلمته إلى الحکمة الفردیة وجعل مدده من الاسم الجامع .


صرح بهذا فی الباب 270 الذی هو منزل القطب والإمامین من سورة ( الناس ) فقال :

( کموسى صلى اللّه علیه وسلم اسمه عبد الشکور وداود علیه السلام اسمه الخاص به عبد الملک ومحمد صلى اللّه علیه وسلم اسمه عبد الجامع وما من قطب إلا وله اسم یخصه زائد على الاسم العام الذی له ، الذی هو : عبد اللّه ) .

ثم إن عدد هذه المرتبة یدل على تمام الفردیة ، وهو العدد 27 الناتج من ضرب الثلاثة فی نفسها ثلاث مرات ( 3 3 3 - 27 ) أی سریان سر التثلیث فی حضرات الذات والصفات والأفعال أو فی الظهور والبطون والبرزخ الجامع بینهما .

والثلاثة عند الشیخ هی أول الأفراد ولها حضرة الإیجاد الجامعة لوتر الواحد الفاعل ولشفع الزوج المنفعل ، ونور حقیقة سیدنا محمد صلى اللّه علیه وعلى آله وسلم هی عین هذه المرتبة الفردیة الثلاثیة لأنه هو البرزخ الجامع بین وتریة الحق تعالى وشفعیة الخلق .

وللثلاثة حرف الجیم - وهو الحرف الوحید الخارج عن القبضة کما ذکره الشیخ فی جوابه عن السؤال 120 من أسئلة الترمذی - وهو مفتاح الاسم :

جامع لجمعیته للمظهرین :

جیم الاسم جلیل جبار وجیم الاسم : جمیل جواد فله الثلاثة : الجلال والجمال والکمال : جمال الطیب وله الصفات ، وجلال الصلاة ولها الأفعال ، وکمال النکاح وله الذات . . .

وفی کل من هذه الثلاثة ثلاثة :

فالطیب صلة بین الشام والمشموم ، والصلاة صلة بین المصلی والحق تعالى ، والنکاح صلة بین فاعل ومنفعل . . . وفی أفعال الصلاة الحرکات الثلاثة التی ذکرها الشیخ فی هذا الفص : فالوقوف للحرکة المستقیمة وهی تناسب عالم الإنسان ورکن النار وحرکة الفتح بحرف الألف ، والرکوع للحرکة الأفقیة ، وعالم الحیوان ورکن الماء وحرکة الرفع بحرف الواو ، وللسجود الحرکة المنکوسة وعالم النبات وحرکة الخفض بحرف الیاء ورکن التراب ، وللمجموع الحرف الهاوی الذی منه یستمد مقام سقیط الرفرف بن ساقط العرش صاحب آیة : ( والنجم إذا هو ى ) - 01 النجم - التی فیها ذکر معراج الرسول صلى اللّه علیه وسلم . والهوی هنا هو الرجوع للخلق بعد العروج للحق على البراق وعلى الرفرف الأحمدی فی الصلاة الدائمة .

 

ومجموع أعداد تلک الحروف أو الحرکات الثلاثة ( أ + و + ی - 1 + 6 + 10 - 17 ) هو عدد رکعات الصلاة المفروضة کل یوم وهو عدد صفات الحروف . ومع رکعات وتر رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم التی عددها 11 یکون المجموع 17 + 11 - 28 عدد کل المراتب

( ینظر ما ذکره الشیخ عن سقیط الرفرف بن ساقط العرش فی الباب 73 ( ج ص 14 ) والباب : 351 ( ج3  ص 228 ) .

ولهذا المجموع الهاوی رکن الهواء الحامل للحروف والحرکات مثل نفس الرحمن الحامل لألف الملکوت الأعلى وواو الجبروت الأوسط ویاء الملک الأسفل .

فالألف من اسم أحمد لها القیام والحاء لها الرکوع والمیم لها السجود وللدال الجلوس المشیر إلى دیمومة الصلاة ویناسبه من المولدات عالم المعادن والجمادات التی یتجسد فیها - کما یقول الشیخ - کمال العبودیة .

 

( لاحظ أن عدد " أحمد " - 17 بالجمل الصغیر هو عدد رکعات الصلوات المفروضة فی کل یوم ) . ومن تأمل أسرار الصلاة وجدها جامعة لکل شیء محمود .

( أنظر ذلک فی کتاب " التنزلات الموصلیة " للشیخ والباب 69 من الفتوحات )

وقد تفردت الأمة المحمدیة تبعا لنبیها وقرآنها بکمال الجمعیة فاختصت بیوم الجمعة وبلیلة الجمع أی لیلة القدر وبالعبادات الجامعة وبیت اللّه العتیق الجامع الذی ببکة مبارکا وهدى للعالمین . . . وبهذا کان لها الهیمنة على جمیع باقی الأمم .

 

وفی هذا المعنی یقول الشیخ فی حضرة الاسم المهیمن من الباب ( 559 ) من الفتوحات :

(واعلم أنه من هذه الحضرة نزل هذا الکتاب المسمى قرآنا خاصة دون سائر الکتب والصحف المنزلة .

وما خلق اللّه من أمة من أمم نبی ورسول من هذه الحضرة إلا هذه الأمة المحمدیة وهی خیر أمة أخرجت للناس ولهذا أنزل اللّه فی القرآن فی حق هذه الأمة :لِتَکُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً( البقرة ، 143 ) فنأتی یوم القیامة یقدمنا القرآن ونحن نقدم سائر أهل الموقف . . . الخ . . . ) .


فکلام الشیخ فی هذا الفص على الجماع وجوامع الکلم وجمعیة الصلاة والفاتحة یستمد من الاسم : الجامع .

وکلامه على النساء والرجل والمرأة والإنسان یستمد من المرتبة الظاهرة بتوجه الجامع أی الإنسان .

وکلامه عن التأخیر والنسأة کقوله : ( فابتدأ بذکر النساء وأخر الصلاة ) وقوله :

( فراعى تأخرهن فی الوجود عنه فان النسأة هی التأخیر . . . ) الخ . . .

یناسب المنزلة الفلکیة المناسبة لهذه المرتبة السابعة والعشرین وهی " الفرع المؤخر " وقد تکررت کلمة فرع فی الفص عدة مرات . . .


وأما کلامه على الوسع والرحمة فمرجعه أیضا لوسع قلب الإنسان ولرحمة الرحم . . .

ثم إن مرجعیة کل ذلک إلى السورة التی یستمد منها هذا الفص الجامع المحمدی وهی - کما سنفصله لاحقا - السورة المحمدیة الجامعة التی سمّى الشیخ منزلها فی الباب 383 من الفتوحات : " منزل العظمة الجامعة للعظمات وهو من الحضرة المحمدیة الاختصاصیة " .


واختصره فی الباب 559 فی فقرة تحت عنوان : " الحضرة الجامعة للأمور النافعة " ،

وهی سورة أم الکتاب التی یقول الشیخ عنها فی جوابه عن آخر سؤال من أسئلة الترمذی : ما تأویل أم الکتاب فقال :

( الأم هی الجامعة ( . . . ) وکان محمد صلى اللّه علیه وسلم قد أوتی جوامع الکلم فشرعه تضمن جمیع الشرائع ( . . . ) وأعطاه أم الکتاب فتضمنت جمیع الصحف والکتب وظهر بها فینا مختصرة سبع آیات تحتوی على جمیع الآیات کما کانت السبع الصفات الإلهیة تتضمن جمیع الأسماء الإلهیة ( . . . ) فادخرها له ولهذه الأمة لیتمیز على الأنبیاء بالتقدم وأنه الإمام الأکبر وأمته التی ظهر فیها خیر أمة أخرجت للناس لظهوره بصورته فیهم . . . ) الخ . . .

وقد أشار الشیخ فی أواخر فص خالد السابق لهذا الفص إلى هذه الجمعیة الظاهرة فی الفص المحمدی حیث ذکر کلمة الجماعة مرتین وکلمة جمعوا مرة وختم الباب ب " مقام الجمع بین الأمرین فیحصل على الأجرین " . . .

والفاتحة هی الجامعة بین الحق والخلق وهی روح الصلاة ، فنصفها الأول خالص للّه تعالى والنصف الآخر للعبد ووسطها الفردی الثالث مشترک جامع :إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ .


27 : سورة فص سیدنا محمد صلى اللّه علیه وآله وسلم

إنها فاتحة الکتاب السبع المثانی :

العلاقة المتمیزة بین الفاتحة وسیدنا محمد صلى اللّه علیه وآله وسلم معروفة . فقد ورد فی الحدیث أنه اختص بها وحده دون سائر الرسل ونزلت من کنز تحت العرش وهی المقصودة بقوله له تعالى :وَلَقَدْ آتَیْناکَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِی وَالْقُرْآنَ الْعَظِیمَ ( الحجر ، 87 ) .

وقد أکد الشیخ الأکبر هذه العلاقة فی کثیر من مکتوباته کما أکد على علاقة المقام المحمدی بالبسملة وبحرف الباء منها فی کتابه حول حرف " الباء "

وفی الباب الخامس من الفتوحات الذی موضوعه البسملة والفاتحة حیث یقول عنها : " . . . أنت لنا السبع المثانی التی خص بها سیدنا دون مین "


وفی باب " مناجاة أسرار مبادى السور " من کتاب " الإسراء " یقول :

" ولیس لهم - أی للرسل - فی الفاتحة نصیب ، ولارموا فیها بسهم مصیب فاختص بها محمد علیه الصلاة والسلام على جمیع الرسل الکرام فهی قوله : متى کنت نبیا ؟ قال : وآدم بین الماء والطین .

فکان مفتاح النبیین فصح له الوجود أجمع واختص بالمحل الأمنع : أوتیت جوامع الکلم . . . "


ولهذا فتح الشیخ هذا الفص بقوله : " . . . فکان نبیا وآدم بین الماء والطین " إشارة إلى فاتحته صلى اللّه علیه وسلم واختصاصه بکمال الجمعیة لأن حقیقته هی أم کتاب الوجود کما أن الفاتحة أم القرآن وإلى جمعیة الفاتحة یشیر الشیخ حین جعل عنوان منزلها فی الفتوحات أی عنوان الباب :

" 383 " منزل العظمة الجامعة للعظمات المحمدیة " أی جامعة لما تفرق فی سور الفرقان التی عددها " " 114 وهو عدد الاسم " جامع " الحاکم على هذا الفص .


کما جعل عنوانها فی فقرات الباب " 55 " 9 تحت عنوان " : الحضرة الجامعة للأمور النافعة - جIVص 406 - وراجع ما ذکره الشیخ حول هذه الجمعیة فی جوابه عن السؤال " 134 " من أسئلة الترمذی الذی نصه : "ما تأویل أم الکتاب فإنه ادخرها عن جمیع الرسل له ولهذه الأمة "


وافتتح الشیخ الفص بکلامه عن الفردیة الثلاثیة لأن للفاتحة ثلاثة أقسام کثیرا ما أکد علیها الشیخ : فنصفها الأول للّه تعالى ونصفها الثانی للعبد وواسطة النصفین إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ( الفاتحة ، 5 ) یقول الشیخ فی الباب الخامس من الفتوحات : " . . . وهی السبع المثانی والقرآن العظیم الصفات ظهرت فی الوجود فی واحد وواحد فحضرة تفرد وحضرة تجمع فمن البسملة إلى الدین إفراد وکذلک من إهدنا إلى الضالین وقوله :إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ تشمل . . .


" وکذلک فی باب " معرفة أسرار الفرق بین الفاتحة والسورة " من کتاب"  التنزلات الموصلیة " یقول الشیخ : " . . . اعلم أن للفاتحة طرفین وواسطة ومقدمتین ورابطة " وإلى هذه الثلاثة یشیر أیضا فی بدایة کتابه " إشارة القرآن فی عالم الإنسان "


فیقول" :سرى بی فی الزمان الآن حتى أنزلنی فی الآن فقیل لی : تأمل .

فرأیت الأسماء الإلهیة فی الماضی ، والأسماء الکونیة فی المستقبل ، فطلبت الحال فوجدت نفسی فیه وأنا أساله العون واستهدیه .

فجمعت بواسطتی طرفی کونی وعینی وکان فی ذلک عونی وصونی . . . "

وحیث أن فاتحة الفاتحة هی بسملتها فهی أیضا مثلثة لاحتوائها على الأسماء الثلاثة الأمهات " اللّه رحمن رحیم " ومفتاح البسملة " بسم " ثلاثة حروف أولها حرف " ب " عدده : 3 - 2 + 1 .


وقد أکد الشیخ فی الباب الخامس من الفتوحات على ثلاثیة البسملة فقال مثلا : " . . .

أی باسم اللّه الرحمن الرحیم ظهر العالم واختص الثلاثة الأسماء لأن الحقائق تعطی ذلک . . . وتم العالم بهذه الثلاثة الأسماء جملة فی الاسم " اللّه " وتفصیلا فی الاسمین "الرحمن الرحیم "  . . . ".


فصار فی الباء الأنواع الثلاثة :

شکل الباء والنقطة والحرکة للعوالم الثلاثة .

فکما فی العالم الوسط توهم ما کذلک فی نقطة الباء .

فالباء ملکوتیة والنقطة جبروتیة والحرکة شهادیة ملکیة . . . "


وقد شرحنا هذه العبارات فی مبحث خاص طویل حول البسملة والفاتحة عند الشیخ الأکبر . . . وقال أیضا : . . . " ثم اعلم أن کل حرف من بسم مثلث على طبقات العوالم . . . "


ثم بدأ الشیخ فی تفصیل الحدیث :

" حبب إلی من دنیاکم ثلاث ، أی النساء والطیب والصلاة . " فالنساء للاسم " الرحیم " من البسملة لاختصاصهن بالرحم و " الرحیم " آخر البسملة

وإلى هذا التأخر أشار بقوله : " فراعى تأخرهن فی الوجود عنه فإن النسأة هی التأخیر " ثم شبههن بالطبیعة الکلیة لأنها هی الرحم الکبرى للکون کله کما بیناه فی مبحث خاص حول " الطبیعة عند الشیخ الأکبر " .

وفی قول الشیخ: " . . . فکان علیه السلام أدل دلیل على ربه ، فإنه أوتی جوامع الکلم التی هی مسمیات أسماء آدم ، فأشبه الدلیل فی تثلیثه " . . . "

ومعرفة الإنسان بنفسه مقدمة على معرفته بربه فان معرفته بربه نتیجة عن معرفته بنفسه " إشارة إلى علاقة الاسم " الرحیم " بسیدنا محمد صلى اللّه علیه وآله وسلم من جهة وبالنساء من جهة أخرى .

وکثیرا ما یقرن الشیخ بین النفس التی بمعرفتها یعرف العبد ربه والمرأة .


فهو مثلا یقول فی الباب " 69 من الفتوحات " ج  ص 408 :

"المرأة هی النفس والخواطر النفسیة کلها عورة "فقدم ذکر النساء رغم تأخرهن لأن معرفة النفس مقدمة لمعرفة الرب کتقدم الدلیل على المدلول .

وأدل دلیل على ربه هو سیدنا محمد صلى اللّه علیه وآله وسلم فنفسه هی النفس الکلیة الجامعة وعقله هو العقل الأول أول مبدع وعابد للّه تعالى .


قال تعالى خطابا له صلى اللّه علیه وآله وسلم : " قُلْ إِنْ کانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِینَ " ( الزخرف ، 81 ) فانظر کیف قرن الولد بالرحمن لتعلقه بالرحم ولتلک العلاقة بین النفس المحمدیة الکلیة ومظارها فی النفوس الجزئیة المشار إلیها بالنساء قال الشیخ : " فحن إلیهن لأنه من باب حنین الکل إلى جزئه . . . " .


فکلام الشیخ حول النساء فی هذا الفص کله مستمد من الاسم " الرحیم " فی البسملة .

وکذلک کلامه عن آدم علیه السلام مرجعه للبسملة کما ذکره الشیخ فی الباب الخامس من الفتوحات حیث یقول :  الرحیم صفة محمد صلى اللّه علیه وسلم قال تعالى :بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ ( التوبة ، 128 ) وبه کمال الوجود وبالرحیم تمت البسملة وبتمامها تم العالم خلقا وإبداعا وکان علیه السلام مبتدأ وجود العالم عقلا ونفسا . . .

فالرحیم هو محمد صلى اللّه علیه وسلم وبسم هو أبونا آدم . . . وذلک أن آدم علیه السلام هو حامل الأسماء قال تعالى :وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ کُلَّها( البقرة ، 31 )

ومحمد صلى اللّه علیه وسلم حامل معانی تلک الأسماء التی حملها آدم علیه السلام وهی الکلم قال صلى اللّه علیه وسلم : " أوتیت جوامع الکلم " .


وفی قول الشیخ : " . . . فظهرت الثلاثة حق ورجل وامرأة . . . " إشارة أخرى إلى الأسماء الثلاثة فی البسملة : " اللّه " للحق ، و " الرحمن " للرجل لأن اللّه خلق آدم على صورة الرحمن ، و " الرحیم " للمرأة صاحبة الرحم .

وکلام الشیخ حول الفعل والانفعال والتوجه الإرادی الفعال مرجعه لفاعلیة البسملة فی التکوین ، فهی کما یقول الشیخ فی العدید من مکتوباته ، للعارف بمنزلة " کن " للحق تعالى لا سیما بسملة الفاتحة ،


ففی جوابه عن السؤال " 154 " من أسئلة الترمذی یقول عنها :

" . . . وهی آیة من فاتحة الکتاب ومن هناک تفعل لا من بسملة سائر السور وما عند الناس من ذلک خبر والبسملة التی تنفعل عنها الکائنات على الإطلاق هی بسملة الفاتحة وأما بسملة سائر السور فهی لأمور خاصة " .


وذکر الشیخ المثال : " الفواطم وزید خرجوا " . فاسم " الفواطم " جمع " فاطمة " یشیر إلى علاقة رمزیة بین بنته صلى اللّه علیه وسلم " فاطمة الزهراء " التی کان یکنیها بـ " أم أبیها " وبین مقام الرحم الکونیة الکبرى أی الطبیعة الکلیة أی أم الصور الوجودیة ومجلى النفس الرحمانی وعنصر الحقیقة المحمدیة المرموزة فی نقطة باء البسملة .


وللشیخ الأکبر علاقة أصیلة مع فاطمة الأم الکبرى .

أشار إلى ذلک فی آخر منزل الفاتحة فی الباب " 383 " من الفتوحات بقوله :

" وهو منزل غریب عجیب أوله یتضمن کله وکله یتضمن جمیع المنازل کلها وما رأیت أحدا تحقق به سوى شخص واحد مکمل فی ولایته لقیته بإشبیلیة وصحبته وهو فی هذا المنزل وما زال علیه إلى أن مات رحمه اللّه انتهى . " .   


فهذا الشخص هو فاطمة بنت ابن المثنى التی کانت تتصرف بفاتحة الکتاب وکانت تقول له :

" أنا أمک الروحانیة " وهی بنت ابن المثنى کالفاتحة السبع المثانی وهی من ورثة مقام فاطمة أم أبیها علیهما السلام الأم الکلیة الجامعة کمریم أم روح اللّه وکلمته علیهما السلام .


ولهذا نجد الشیخ فی بدایة کلامه حول الفاتحة بالباب الخامس من الفتوحات یقول :

" . . . وهی أم القرآن لأن الأم محل الإیجاد والموجود فیها هو القرآن والموجد الفاعل فی الأم . فالأم هی الجامعة الکلیة وهی أم الکتاب الذی عنده فی قوله تعالى : " وعنده أم الکتاب " فانظر عیسى ومریم علیهما السلام وفاعل الإیجاد یخرج لک عکس ما بدا لحسک فالأم عیسى والابن الذی هو الکتاب العندی أم القرآن مریم علیهما السلام فافهم ".

ولما انتهى الشیخ من الکلام حول النساء استمدادا من " الرحیم " انتقل للطیب استمدادا من " الرحمن " فذکر نسبیة الطیب والخبث لأن الرحمن یستغرق أهل الیمین الطیبین وأهل الشمال الخبثاء فرحمته وسعت کل شیء خلافا للاسم الرحیم المخصوص بالسعداء .

ثم انتقل الشیخ إلى الصلاة قرة العین استمدادا من الاسم الثالث الجامع " اللّه "

فأشار إلیه بقوله " ولذکر اللّه أکبر" یعنی فیها  أی فی الصلاة .

وذکر الشیخ الحرکات الثلاثة :

المستقیمة للإنسان ویناسبها الاسم " اللّه " ،

والأفقیة للحیوان ویناسبها " الرحمن " لاستوائه على العرش المبسوط على الماء ،

والمنکوسة للنبات ویناسبها " الرحیم " المنعطف برحمته نحو الأسفل . . .

وختم الشیخ الفص بالکلام عن الحمد إذ الفاتحة هی سورة الحمد المخصوصة بأحمد صاحب المقام المحمود وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ( یونس ، 10 ) .

وکلام الشیخ فی هذا الفص الخاتم عن آدم الفاتح ، یشیر إلى انعطاف نهایة دائرة الفصوص على بدایتها . فلفص آدم علیه السلام العقل الأول


ولهذا الفص المحمدی مرتبة الإنسان وعنهما یقول الشیخ فی الباب السابع من الفتوحات :

" فکان ابتداء الدائرة وجود العقل الأول . . . وانتهى الخلق إلى الجنس الإنسانی فکملت الدائرة ، واتصل الإنسان بالعقل کما یتصل آخر الدائرة بأوله فکانت دائرة . وما بین طرفی الدائرة جمیع ما خلق اللّه . . . " .


تناسب أنبیاء الفصوص والبروج والشهور وفاتحة الکتاب

کما أن هناک مناسبة بین الأنبیاء ومنازل الفلک ، فکذلک توجد مناسبة بینهم وبین البروج الاثنی عشر ،    


ذکرها الشیخ فی جوابه عن السؤال 144 من أسئلة الحکیم الترمذی فقال:

عن الحدیث الشریف : " لیتمنین اثنا عشر نبیا أن یکونوا من أمتی : " فهؤلاء الاثنا عشر نبیا ولدوا لیلا وصاموا إلى أن ماتوا وما أفطروا نهارا مع طول أعمارهم سؤالا ورغبة ورجاء أن یکونوا من أمة محمد صلى اللّه علیه وسلم

فلهم ما تمنوا وجعلهم اللّه اثنی عشر کما جعل الفلک الأقصى اثنی عشر برجا ،


کل برج منها طالع نبی من هؤلاء الاثنی عشر لتکون جمیع المراتب تتمنى أن تکون من أمة محمد صلى اللّه علیه وسلم من الاسم الظاهر لیجمعوا بینه وبین ما حصل لهم من اسمه الباطن " انتهى.


وقد خصص الشیخ الباب 463 من الفتوحات لمعرفة الاثنی عشر قطبا الذین علیهم مدار العالم ومدار الأمة المحمدیة .

کل قطب له برج معین وهو على قدم نبی مناسب لمقامه وله سورة منها مدده فلنذکر هؤلاء الأنبیاء ونجعل بین قوسین سورة أقطابهم :

لنوح " یس " والقطب الذی على قلبه هو الإمام المهدی الظاهر فی آخر الزمان .

ولإبراهیم " الإخلاص "

ولموسى " النصر " .

ولعیسى " الکافرون " .

ولداود " الزلزلة " .

ولسلیمان " الواقعة والمجادلة " .

ولأیوب " البقرة " .

ولإلیاس " آل عمران " .

ولوط له " الکهف " والقطب الذی على قلبه یدرک عیسى عند نزوله وهو الذی یقتله الدجال فی زعمه وهو الخضر یظهر له على هیئة فتى ممتلئ شبابا .

ولهود " الأنعام " .

ولصالح " طه " والقطب الذی على قلبه هو أشرف الأقطاب لأن سورته أشرف السور فی العالم السعید ویقرؤها الحق تعالى على عباده فی الجنة بلا واسطة .

ولشعیب " الملک " . .

وللعلاقة بین البروج والشهور توجد أیضا نسبة بین الأنبیاء والشهور القمریة



فیقول فی الباب 90 :

" فإن أفضل الشهور عندنا رمضان ثم شهر ربیع الأول ثم شهر رجب ثم شعبان ثم ذو الحجة ثم شوال ثم ذو القعدة ثم المحرم .

وإلى هنا انتهى علمی فی فضیلة الشهور القمریة .

" وفی الباب 12 یقول : " وفی الأنبیاء من الزمان أربعة حرم : هود وصالح وشعیب سلام اللّه علیهم ومحمد صلى اللّه علیه وسلم وعینها من الزمان ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب " .

 

ویقول الشیخ عن تلک البروج فی الفصل الثالث من الباب 371 :

" وأسکن کل برج منها ملکا هم لأهل الجنة کالعناصر لأهل الدنیا فهم ما بین مائی وترابی وهوائی وناری وعن هؤلاء یتکون فی الجنة ما یتکون " . . . "

ومن هنا قالت الإمامیة بالاثنی عشر إماما فإن هؤلاء الملائکة أئمة العالم الذی تحت إحاطتهم .

ومن کون هؤلاء الاثنی عشر لا یتغیرون عن منازلهم لذلک قالت الإمامیة بعصمة الأئمة لکنهم لا یشعرون أن الإمداد یأتی إلیهم من هذا المکان وإذا سعدوا سرت أرواحهم فی هذه المعارج بعد الفصل والقضاء النافذ بهم إلى هذا الفلک تنتهی لا تتعداه لإنها لم تعتقد سواه .   


وإن کانوا اثنی عشر فهم على أربع مراتب لأن العرش على أربع قوائم والمنازل ثلاثة دنیا وبرزخ وآخرة .

وما ثم رابع ولکل منزل من هذه المنازل أربعة لا بد منهم ، لهم الحکم فی أهل هذه المنازل فإذا ضربت ثلاثة فی أربعة کان الخارج من هذا الضرب اثنی عشر فلذلک کانوا اثنی عشر برجا " انتهى .


وفی الباب 361 من الفتوحات المتعلق بسورة " المؤمنون " یقول :

فلما قضى اللّه أن یکون لهذه البروج أثر فی العالم الذی تحت حیطة سماء هذه البروج جعل اللّه فی نشأة هذا الإنسان " اثنی عشر قابلا یقبل بها هذه الآثار فیظهر الإنسان الکامل بها " ثم فصل الشیخ تفصیلا وافیا تلک الآثار .


ثم إن هذه الآثار وأولئک الأئمة الأقطاب لهم علاقة بمفاتیح الکنوز الاثنی عشر التی ذکرها الشیخ فی الباب 379 من الفتوحات المخصوص بمنزل سورة المائدة التی فیها الآیة :

" ولقد أخذ اللّه میثاق بنی إسرائیل وبعثنا منهم اثنی عشر نقیبا " الآیة فذکر أسماء اثنی عشر رجلا روحانیا ینشئهم اللّه تعالى من رکعات وتر رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم ، لکل رکعة رجل .


یقول الشیخ عنهم ما خلاصته :

" اعلم أن الاثنی عشر منتهى البسایط من الأعداد : فالأصابع منها تسعة والعقد ثلاثة .

ولکل واحد مشهد الهی لا یکون لسواه ، ولکل واحد رجل من عباد اللّه له حکم ذلک العدد .

فالواحد منهم لیس من العدد . ولهذا کان وتر رسول اللّه صلى اللّه علیه وسلم إحدى عشرة رکعة کل رکعة منها نشأ رجل من أمته یکون قلب ذلک الرجل على صورة قلب النبی صلى اللّه علیه وسلم فی تلک الرکعة وأما الثانی عشر فهو الجامع لهم وهو حق کله فی الظاهر والباطن یعلم ولا یعلم وهو الواحد الأول .


وهؤلاء الاثنا عشر هم الذین یستخرجون کنوز المعارف المکنوزة فی صور العالم فیستخرجونها بالواحد الأول فهم أعلم الناس بالتوحید والعبادة ولهم المناجاة الدائمة مع اللّه الذاتیة المستصحبة استصحاب الواحد للأعداد .


وربما صورهم هی التی جعلت النبی صلى اللّه علیه وسلم یوتر بإحدى عشرة رکعة لأن صورهم منه فی باطنه فإنه کان نبیا وآدم بین الماء والطین فلما ظهر بجسده استصحبته تلک الصور المعنویة فأقامت جسده لیلا لمناسبة الغیب فحکمت على ظاهره بإحدى عشرة رکعة کان یوتر بها فهی الحاکمة المحکومة له فمنه صلى اللّه علیه وسلم " انتشؤوا وفیه ظهروا وعلیه حکموا بوجهین مختلفین " إلى آخر ما فصله .


فعدد رکعات یوم کامل هو مجموع الرکعات المفروضة فی الصلوات الخمس أی 17 رکعة مع عدد رکعات الوتر أی 11 رکعة فمجموعها : 28 لکل رکعة مناسبة خاصة مع نبی من أنبیاء الفصوص ومرتبته الوجودیة .

وبتأمل أسمائهم نجدها نابعة من الأسماء الحسنى التی علیها مدار أم الکتاب المخصوصة به فی مقام " کنت نبیا وآدم بین الماء والطین " ونزلت إلیه من کنز تحت العرش .   


فلنذکر أسماءهم مع ما یناسبها من الفاتحة :

عبد الکبیر " اللّه أکبر "بِسْمِ اللَّهِ.   عبد الحمید الْحَمْدُ لِلَّهِ ، / عبد الرحمن وعبد الرحیم الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ/ ،  عبد المعطی وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ/ ،  عبد المؤمن الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ ( 6 ) صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ/ ، عبد الملک مالِکِ یَوْمِ الدِّینِ/ ، عبد الهادی اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ / ، عبد ربه رَبِّ الْعالَمِینَ/ ، عبد الفرد إِیَّاکَ نَعْبُدُ وَإِیَّاکَ نَسْتَعِینُ/  ، عبد اللّه " بسم اللّه الحمد للّه " / ، عبد المجیب " أمین " . /


وفی عدة مواضع من کتبه یتکلم الشیخ عن الصلة الأصیلة بین القرآن والإنسان الکامل وبین الخاتم المحمدی وأم القرآن فاتحة الکتاب التی ذکرها الشیخ فی آخر الفص الآدمی الأول قائلا:

" فاقتصرت على ما ذکرته من هذه الحکم فی هذا الکتاب على حد ما ثبت فی أم الکتاب " .

فالفصوص تفصیل لبعض حقائقها .


وفی الباب 383 من الفتوحات المخصوص بمنزل الفاتحة یبین أن بحقائقها یحفظ اللّه الوجود ، 

وعدد أحکام تلک الحقائق أربعة عشر ناتجة عن ضرب السبعة فی الاثنین ، لأنها هی السبع المثانی والقرآن العظیم ، لکل حکم رجل هو مظهر ذلک الحکم فی کل زمان ، ومجموعهم یتألف من القطب والإمامین والأوتاد الأربعة والأبدال السبعة ، لکل بدل إقلیم ، ولکل وتد جهة ، وللإمامین عالمی الغیب والشهادة ، وبالقطب یحفظ الجمیع ، وهم على قلب 14 نبیا هم آدم وإدریس ونوح وإبراهیم ویوسف وهود وصالح وموسى وداود وسلیمان ویحیى وهارون وعیسى ومحمد سلام اللّه علیهم ،

ولهم من الأسماء الإلهیة اللّه والرب والهادی والرحیم والرحمن والشافی والقاهر والممیت والمحیی والجمیل والقادر والخالق والجواد والمقسط


کل اسم إلهی من هذه ینظر إلى قلب نبی وکل نبی یفیض على کل وارث من أولئک الأربعة عشر ولهم من الحروف الأربعة عشر حرفا من أوائل السور المذکورة سابقا ،


وهی مجموعة کلها فی الفاتحة المؤلفة من 21 حرفا مع لام ألف وعدد کلماتها : 25 وهو عدد الأنبیاء المذکورة أسماؤهم فی القرآن وهو حاصل ضرب الخمسة فی نفسها والخمسة هو العدد الحافظ لنفسه ولغیره حسب تعبیر الشیخ ومع البسملة فعدد کلماتها 29 على عدد المنازل أو الحروف مع لام ألف .

ملاحظة :

عدد البسملة بالحساب المغربی الکبیر - باعتبار ألف المد فی اللّه والرحمان - یساوی:

1028 وهو عدد له أهمیة کبرى عند الشیخ وکثیرا ما یشیر إلیه إذ هو عدد الصور فی إزار "العظمة "

راجع جوابه عن السؤال الأول من أسئلة الترمدی :

" أو عدد مواقع النجوم أی عدد أقسام دائرة فلک المنازل مع السماوات السبعة "

" 71021 + " وهو عدد کل مخارج الحروف فی عالم الحیوان " راجع  عقلة المستوفز " .

وهو یساوی مجموع العددین " 281000 + " أی آخر المراتب العددیة وآخر المراتب الحرفیة ، حیث أن عدد آخر حرف هو : 1000 وهو عدد سجدات الصلوات الخمس مع الوتر خلال شهر قمری مع اعتبار أن لصلاة الجمعة رکعتین فقط :


ففی کل یوم 18 رکعة أی 36 سجدة على عدد وجوه البروج أو مقامات المشاهدة وفی الشهر :

1044 - 29 36 ینقص منه السجدات الناقصة فی صلاة الجمعة خلال شهر :

16 - 4 4 فیبقى عدد صور إزار العظمة : 1028 .


وإنما ذکرنا هذا لعلاقة الصلاة بحفظ مراتب الوجود المناسبة لأبواب الفصوص :

فالصلاة حافظة للدین اذ هی عموده ، والدین حافظ للوجود لقوله تعالى : " ولو اتبع الحق أهواء هم لفسدت السماوات والأرض " والحافظ للصلاة هو المصلی الکامل .

فبصلاة الکامل تحفظ مراتب الوجود ولهذا قرنها الحق تعالى بالحفظ فقال : " حافظوا على الصلوات " .

ولهذا ختم الشیخ الفص المحمدی الخاتم الذی هو قطب الفصوص بالکلام على الصلاة .

ومن لطیف الاتفاق أن عدد الاسم  " الحفیظ " هو : 1029 وهو العدد الذی یعتبر عوض 1028 أحیانا لأقسام مواقع النجوم کما أن المنازل تعتبر أحیانا 29 .

عوض : 28 . . . وأما عدده الصغیر بالحساب المغربی فهو " حفیظ - 25 " أی 5 5 والخمسة هو عدد الحفظ کما سبق ذکره ، أو عدد کلمات الفاتحة أو عدد الأنبیاء المذکورین فی القرآن بأسمائهم.