عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الأولى :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

(بسم الله الرحمن الرحیم) لما کانت علوم الشهود والإلهام تنزلات معانی القرآن العظیم على قلب التابع المحمدی صاحب مقام الإسلام صدر کتابه المنزل على قلبه بما صدر به نبیه کتابة المنزل علیه من ربه لیلتحق التابع بالمتبوع وتنبت على أصولها الفروع.

وقد أشار إلى ذلک النبی علیه السلام بقوله: "کل أمر ذی بال لم یبدأ فیه ببسم الله الرحمن الرحیم، فهو أقطع".

ولفظة کل تفید العموم والأمر واحد لا عموم فیه کما قال تعالى : "وما أمرنا إلا وجه لمح البصر " آیة 50 سورة القمر.

ولکن لما قیده بذی بال، أی شأن خاص عند صاحبه بحسب قوة استعداده تعدد بالقید، فالأمر واحد وقیوده کثیرة، فهو بحسب کل قید غیره بحسب القید الآخر، وباقی الکلام على البسملة یطول إذ هی مما أفرد بالتصنیف، وغرضنا الآن بیان مهمات الکتاب فلا نطیل فی غیر ذلک.

(الحمد لله) ویقال فی الحمد لله کما قیل فی البسملة، وأشار إلى ذلک النبی علیه السلام بقوله فی روایة أخرى: "کل أمر ذی بال لم یبدأ فیه بالحمد لله فهو أقطع".

ولما کان وجود النعمة بالبسملة وبقاؤها بالحمد لله قدم ما به الوجود على ما به البقاء .

وبیان ذلک أن کل شیء موجود من العدم باسم من أسماء الله تعالى، مشتق من صفة من صفاته .

فالاسم باطن الشیء والشیء ظاهر الاسم.

کما أن الصفة باطن الاسم والاسم ظاهر الصفة.

والذات باطن الصفة والصفة ظاهر الذات.

وکل شیء باقی إلى أمده المعلوم بتکرار الأمثال غیر ذلک لا یکون.

قال تعالى فی الآیة السابقة : "وما أمرنا إلا واحدة کلمح البصر"آیة 50 سورة القمر.

وکل شیء قائم بأمر الله تعالى، فکل شیء کلمح البصر، وتکرار وجود الشیء زیادة على وجوده الأول.

والله تعالى یقول: "لئن شکرتم لأزیدنکم " آیة 7 سورة إبراهیم.

والشکر : هو الحمد الاصطلاحی، فبالبسملة ظهر الوجود و بالحمد لله بقی کل موجود.

(منزل) بسکون النون وکسر الزای اسم فاعل من أنزل

قال تعالى : "سبحان الذی أنزل على عبده الکتب"  أو بفتح النون والتشدید للزای مکسورة من نزل مشددة .

قال تعالى: "وله تنزیلا" آیة 106 سورة الإسراء.

والإنزال غیر التنزیل الاختلاف الصیغتین، فصیغة أنزل تقتضی مطلق الانتقال من موضع إلى آخر.

وصیغة نزل بالتشدید تقتضی المبالغة فی ذلک، وکلاهما فعلان متعدیان.

(الحکم) جمع حکمة , وهی العلم المتقن الکاشف عن حقائق الأشیاء على ما هی علیه من غیر شائبة توهم فی الإدراک.

قال تعالى: " یُؤْتِی الْحِکْمَةَ مَنْ یَشَاءُ وَمَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْرًا کَثِیرًا " آیة 269 سورة البقرة .

وقد تطلق الحکمة على النبوة ، کما قال تعالى فی داود علیه السلام: "وَشَدَدْنَا مُلْکَهُ وَآتَیْنَاهُ الْحِکْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ" (20) سورة ص.

ومعنى الإنزال والتنزیل المذکورین هو معنى الإیتاء هنا، والثلاثة تقتضی انتقالا من موضع إلى آخر إلا أن الأولین للانتقال من علو فقط دون الثالث.

وانتقال العلم القدیم من ذات الحق تعالى إلى غیره ممتنع عقلا ونقلا.

وکذلک الکلام القدیم، فلا بد لذلک من معنى یدخل فی الإمکان.

وذلک أن علم الحق تعالی وکلامه وإن تعلقا بجمیع الواجبات والمستحیلات والجائزات کما تقرر فی موضعه .

ولکن لا بد أن نقول إن هذا التعلق بالنسبة إلى عقولنا التی نحن مکلفون بسببها.

إذ الواجبات التی نقول إنهما متعلقان بها مجرد معانی مفهومة لنا حادثة فینا.

وکذلک المستحیلات مجرد أمور مفروضة یحکم العقل بامتناعها فی حقه تعالى، وکذلک الجائزات فأخرجنا فی تقسیم الحکم العقلی إلى الأقسام الثلاثة عن المعانی الجائزة .

فأین الواجبات وأین المستحیلات من محض الجائزات.

إلا أن التکلیف الإلهی للعباد یقتضی هذا التقسیم، ولولاه لما کان فی الخلق کفر ولا إیمان جملة واحدة.

إذ لم یقع جحود الجاحدین إلا على ما تصوروه، فکذلک إیمانهم، وکل ما تصوره الحادث فهو معنى حادث، و لیطل أمر الله ونهیه وهو أمر مستحیل.

فثبت أنه لا بد أن تکون جمیع محکومات العقل معانی حادثة.

فالإله المنزه الذی فی الاعتقادات مأمور بإثباته کل مکلف، وهو غیر الإله الحق الذی لا یتعلق به حکم للعقل لا بإثبات ولا بنفی.

کما أن الشریک والمثیل والصاحبة والولد المتصورات فی العقل مأمور بنفیها عن الحق تعالى کل مکلف.

وإنما هی مستحیلات التصور العقلی لا المستحیلات الحقیقیة فإنها ممتنعة عن حکم العقل إثباتا ونفیا .

وسیأتی بقیة الکلام على إله المعتقدات فی موضعه من هذا الکتاب إن شاء الله تعالى.

فیبقى معنى الانتقال المذکور انتقال من عدم إلى وجود، فحادث منتقل إلى حادث.

غیر أن هذا الحادث المنتقل من العدم إلى الوجود ، محکوم علیه بجمیع أحکام القدیم.

ومسمى بجمیع أسمائه ، و موصوف بجمیع أوصافه حکمة إلهیة لا المناسبة فیه ولا لمشابهة بینه وبین القدیم تعالى .

وإلیه الإشارة بقوله تعالى : "ولله المثل الأعلى"آیة 60 سورة النحل.  فی السموات والأرض.

فالمثل : هو الواجب العقلی الخاص.

والأعلى: أی عن المستحیل العقلی ، ذکر السموات والأرض هو الجائز ولفظة فی إشارة إلى أن هذا الواجب والمستحیل لم یخرجا عن الجائز.

إذا علمت هذا وتحفظت من الخطأ فی فهمه على حسب ما أریده ظهر لک معنى تنزل القرآن القدیم .

ومعنی نزول الرب تعالى إلى سماء الدنیا ، وغیر ذلک من مشکلات الدین.

(على قلوب الکلم)، جمع کلمة , والمراد بها الذات الإنسانیة الکاملة، وتسمیتها کلمة جاءت فی القرآن العظیم .

قال تعالى فی حق عیسى علیه السلام : "وکلمته ألقاها إلى مریم" آیة 171 سورة النساء.

وقال تعالى فی إیمان مریم بسائر الأنبیاء علیهم السلام: "وصدقت بکلمات ربها وکتبه"الآیة 12 سورة التحریم.

وقال تعالى : " النبی الأمی الذی یؤمن بالله وکلماته" آیة 158 سورة الأعراف.

فیجوز إطلاق الکلمات على النفوس الکاملة فی فضیلتی العلم والعمل.

والمعنى فی ذلک أن الکلمة التی ینطق بها الإنسان مجموع حروف ترکب بعضها مع بعض.

فحملت معنی زائدة على معانی تلک الحروف فی أنفسها بل لا معنى لتلک الحروف فی أنفسها متفردة مما یناسب معنى الکلمة المرکبة منها.

ولا شک أن الحروف الخارجة من فم المتکلم هی فی نفسها هواء دخل إلى الجوف ثم خرج فسمی نفسه.

لأنه ینفس عن القلب کربه. أی حرارته فی قصد المعانی وما هناک إلا المعانی.

لا تفرغ من القلب الحیوانی تمیزت بالعقل أو لم تتمیز کقلوب الدواب ونحوها.

ثم إن ذلک الهواء إذا مس القلب انبعث من القلب توجه طبیعی لدفعه عنه باعتبار سخونة فی الحال مخافة أن یحترق بها ثم یطلب هواء باردة غیره.

وهکذا إلى أن لا یقدر على الطلب فتحرقه حرارته الغریزیة ویموت الإنسان لذلک، ومثله الحیوان کما ذکرنا .

فإذا أراد القلب أن یظهر ما فیه من المعانی المتمیزة عنده بالعقل أخرج ذلک الهواء الذی مسه على کیفیة خاصة بتعلیم إلهی .

کما قال تعالى : "وعلمه البیان " آیة 4 سورة الرحمن.

فعند ذلک یمر ذلک الهواء المسمى نفسه على مخارج الحروف التی فی الجوف أو الحلق، أو اللسان أو الشفتین، فینسکب ذلک الهواء فی قوالب تلک المخارج ویخرج من الفم متکیفة بکیفیات تسمى حروف.

ثم تترتب فی الخروج فیمسی ترکیبا.

ثم تصل وهی متکیفة کذلک بتموج ذلک الهواء لقوة اندفاعه من الصدر إلى أذن السامع ویخلق الله فی نفسه حینئذ معنى تلک الکلمة الذی قصده المتکلم.

فیقال : سمع المخاطب الکلمة و فهمها .

إذا علمت هذا فاعلم أن ما نحن بصدده من کلمات الله تعالى التامات الفاضلات، نزلت إلینا وأصلها روح واحدة عظیمة.

ومن هنا یسمى الهواء روح وریحا بقلب الواو یاء، وهذا الروح العظیم هو أول مخلوق خلقه الله تعالى لیس بینه وبین أمر الله تعالى واسطة.

کما قال تعالى : "و یسألونک عن الروح قل الروح من أمر ربی" آیة 85 سورة الإسراء.

ثم إن هذا الروح للحق تعالی بمنزلة الهواء الذی یسمی نفسه بالتحریک للمتکلم بالکلمات.

وقد ورد تسمیته نفسه فی حق الله تعالى

کما قال النبی علیه السلام: «إنی لأجد نفس الرحمن یأتینی من قبل الیمن». رواه أبی عاصم فی الآحاد والمثانی.

"وکذلک قوله: "إنی لأجد نفس ربکم من قبل الیمن" أخرجه أحمد فى مسنده"

"وکذلک قوله:" إنی لأجد نفس الرحمن من قبل الیمن" رواه الطبرانی فی الکبیر وأحمد بن حنبل عن أبی هریرة"

"وصححه الألبانی  بلفظ: "إنی أجد نفس الرحمن من هنا - یشیر إلى الیمن"."

فکان الأنصار، وسماهم نفسا بالتحریک ولم یسمیهم کلمات لعدم تضمنهم بشیء من المعانی قبل إسلامهم.

ولمحو صور وجودهم عند أنفسهم لما جاؤوا لنصرته علیه السلام مؤمنین به مذعنین له منقادین إلیه تارکین التدبیر معه حتى دخلوا فی دینه کذلک وتفتحت أقفال قلوبهم.

ثم إن هذا الروح الذی هو أول مخلوق یسمى نور محمد صلى الله علیه وسلم باعتبار، ویسمى عقلا وعرشا باعتبار آخر.

کما سنقرره فی هذا الکتاب إن شاء الله تعالى إذا جاءت له مناسبة أو تعرض له الشیخ محیی الدین رضی الله عنه فی أثناء هذه الفصوص الحکمیة.

وحیث کان هذا الروح المذکور للحق تعالی بمنزلة الهواء للمتنفس المتکلم وإن کان بینهما بون بعید، فإن الهواء فی المتنفس المتکلم یدخل إلى جوفه

ثم یخرج.

لأنه جسم لطیف یدخل فی جسم کثیف بینهما بعض المباینة، ولیس فی الله تعالی جسمیة لأن هذا الروح المذکور لیس جسم لطیفا ولا کثیفا ولا مناسبة بینه وبین الأجسام وهو حادث مخلوق.

والله تعالى لیس جسم ولا جوهرا ولا عرضا ولا یشبه هذا الروح المذکور ولا غیره.

ولکن المقصود من ذلک مجرد ضرب المثل للاعتبار فقط بأنه إذا کان هکذا فی الحادث ففی القدیم بالأولى.

وقد أومأ إلى ذلک قوله تعالى: «فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنکم تنطقون"آیة 23 سورة الذاریات.  بعد ذکر آیة الرزق الحسی والمعنوی.

فالرزق الحسی من السماء وهو معلوم والرزق المعنوی من السماء أیضا وهو رزق الأرواح وهو المعارف الإلهیة والأول رزق الأجسام.

ثم إذا علمت کون هذا الروح المذکور بالنسبة إلى الحق تعالى بمنزلة الهواء للمتنفس المتکلم على الوجه الخالی من التشبیه.

وعقلت هذا المثل الذی ضربه الله لک لا ضربته أنا لک، غیر أنی کنت أمینا علیه فأدیته إلیک کأمثلة .

قال تعالى: "وتلک الأمثال نضربها للناس وما یعقلها إلا العالمون"آیة 43 سورة العنکبوت .

یعنی لا یقدر أن یستخرج التنزیه الذی اشتملت علیه من التشبیه المفهوم من ظاهرها إلا العالمون بالله تعالى.

وفیه إشارة إلى لزوم اتباع غیر العالمین للعالمین الذین عقلوها.

فاعلم الآن أن الحق تعالی أول ظهور استیلائه ومن کونه متکلمة على هذا الروح الأول المذکور من غیر مماسة ولا مباینة کما هو مقرر فی عقائد غیر أهل الشهود مفصلا.

وأما أهل الشهود فلا یحتاجون إلى ذکره لوضوحه عندهم.

قال تعالى : "إنما قولنا لشیء إذا أردناه أن تقول له کن فیکون"آیة 40 سورة النحل. والقول هو الکلام فبالقول ظهر الشیء.

والشیء المراد فی حضرة العلم الأزلی یعنی معناه لا ذاته.

کما أن معنى الکلمة فی علم المتکلم لا ذاتها .

ثم إنه تعالى جعل الحروف التی استخرجها من ذلک الروح الأعظم الذی هو بمنزلة النفس بالتحریک له تعالى کما ذکرنا على قسمین:

القسم الأول: الألف وهی أصل الحروف کلها ، وهی بمنزلة اللوح المحفوظ الذی فیه کل شیء وهی الکتاب المبین وهی الرق المنشور، ومخرجها الجوف وهو باطنیة الحق تعالى یعنی من اسمه الباطن .

والقسم الثانی : باقی الحروف، وأعلاها الواو المدیة، والیاء المدیة المناسبتهما للألف من جهة خروجهما من الجوف.

فالواو هی العرش الجسمانی ولهذا سکنت بعد رفع الیاء حقیقة الملائکة الأربعة ولهذا سکنوا بعد خفض ما قبلهم، ثم ظهرت الباء والتاء والثاء واختلفت بالنقط .

فالنقطة الأولى نقطة زحل فی حرف السماء الأولى، والنقطتان والثلاث باقی السیارات غیر القمر فإنه مجلى الشمس لا نقطة الوجود.

ثم ظهرت باقی الحروف فی الأسباب الباقیة وترکبت فظهرت الکلمات الطیبة والکلمات الخبیثة کما فصلته فی کتابی : (کوکب الصبح الإزالة لیل القبح )والمراد هنا بیان الکلمات الطیبات وهی کلمات الله الفاضلة التی حقت على الکافرین وربما یأتی لهذا الکلام زیادة بیان فی مواضع مناسبة من هذا الکتاب.

(بأحدیة) متعلق بمنزل (الطریق) إلى الله تعالى (الأمم)، أی المستقیم، وأحدیة هذا الطریق اجتماع الروحانیات الفاضلة فی الروح الکل المذکور، وهو طریق الله تعالى لا طریق إلیه غیره، وهو فی کل حقیقة کونیة بتمامه.

ولهذا ورد فی الحدیث : «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ولما کانت معرفة النفس مختلفة ظهر الاعوجاج على حسب المعرفة والمعرفة الصحیحة بإلهام من الله تعالى، وهی الاستقامة فی الطریق الموصل إلیه تعالى.

(من المقام الأقدم)، أی حضرة الله تعالى وهو بیان للطریق الأمم حیث لا واسطة بینه وبین الحق تعالی فکان منه.

ولهذا قال تعالى: "قل الروح من أمر ربی" آیة 83 سورة الإسراء .

(وإن اختلفت الملل) جمع ملة وهی الدین.

(والنحل) جمع نحلة وهی المذهب.

(لاختلاف الأمم) فإن لکل أمة ملة تلیق بهم نزلت على نبیهم فبلغهم إیاها .

ثم لما ماتت کل أمة نسخت ملتهم بما بعدها، لأن المخاطبین بها کانوا مخصوصین فی علم الله تعالى حتى ظهرت ملتنا.

و المخاطبون بها کل المکلفون من بعثة نبینا علیه السلام إلى یوم القیامة ولهذا لم تنسخ.

ومراده بقوله : وإن اختلفت إلى آخره، یعنی: الاختلاف المذکور ولا یمنع أحدیة المأخذ.

فإن استعداد المخاطبین یعطی هذا الاختلاف، واتحاد الکاملین یعطی اتحاد الطریق والمأخذ.

کما قال الشاعر:

عبادتنا شتى وحسنک واحد      ….. وکل إلى ذاک الجمال یشیر



شرح مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

الحمد لله على دین الإسلام، وعلى توفیق الإیمان، والصلاة على محمد علیه السلام، وعلى آله العظام، وأصحابه الکرام.

( الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم) ولما أنزل الله تعالى الحکم على قلب الشیخ وکان إنزاله مسببا عن الإنزال على قلوبهم خص الحمد بإنزال الحکم على قلوبهم لأن هذا المطلع أکمل الکمالات وأعظمها قدرة ومنزلا بالنسبة إلیه .

فیجب تخصص الحمد به فی أول کتابه، وتخصیص الحکم والکلم بالحکم والأنبیاء المذکورین فی الکتاب انسحب من التعمیم فاللام للعهد.

والإنزال ههنا الإبداع لقوله : ولما أطلعنی الله تعالى فی سری على ما أودع فی هذا الإمام الوالد الأکبر وهو الروح الکلی فلا یحتمل التنزیل فضلا عن أن یکون أولى.

(باحدیة الطریق الأمم) إنزالا ملتبسا باتحاد الطریق المستقیم فی أصل الدین وهو التصدیق بما جاء من عند الله تعالى والعمل بمقتضاه اتحاد الأشخاص فی الأنواع

واتحاد الأنواع فی الأجناس .

وبه حصل الحب الله تعالى بین الناس الذی یوجب محبة الله إیاهم التی توجب رحمة الله علیهم .

ولو لم ینزل الحکم بطریق الاتحاد لرفع الاختلاف والعداوة بینهم، التی توجب عداوة الله علیهم فیستحقون عقابه .

فأحدیة الطریق أعظم نعمة ورحمة من الله لنا لذلک خص الحمل بها (من المقام الأقدم ) أی من المقام الأقدس عن شائبة الکثرة .

المراد تنزیه شأن الحکم بأبلغ النزاهة (وإن اختلف الملل والنحل لاختلاف الأمم) أی وإن اختلف الدین والعقیدة فی فروعات الأصل اختلاف مسببا من اختلاف الأمم بعد اتفاقهم فی الأصل.

وهذا الاختلاف أیضا نعمة عظیمة ورحمة واسعة لنا من الله تعالی و به ترتفع المضایقة وتحصل الوسعة فی الطریق التی توجیه استراحة الأبدان والأرواح.

لذلک خص الحمد به فالمراد بإنزال الحکم إیداعه فی قلوبهم روح الشریعة المختصة بهم متضمنة بالاتحاد فی الأصل والاختلاف فی العوارض.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

بسم الله الرحمن الرحیم

رب أعنی الحمد لله وسلام على عباده الذین اصطفى وخص من بینهم محمد قطب محیطهم الذی بعهد الأکملیات وفی، وآله وسلم

یقول العبد الفقیر إلى الله الغنی سلیمان بن على بن عبد الله بن علی العابدی عرف بالتلمسانی عصمه الله به عن سواه وجعل فی قدسه لا فی نفسه مثواه: إننی لما رأیت أخی وولی قلبی السید الأجل أبا القاسم عبد الکریم بن الحسین بن أبی بکر الطبری متعه الله بما أعطاه وبلغه من شرف الارتقاء النهایة من مناه ممن یجب حقه، ویتعین ویظهر بین طلاب الحضرة الإلهیة صدقه ویتبین، جعلته سبب شرحی لفصوص الحکم وخصوص الکلم الذی تناوله شیخنا ختم الأولیاء من خاتم الأنبیاء، صلى الله علیه وسلم

قال شیخنا، رضی الله عنه، وجعلنا له به منه: (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل الاختلاف الأمم وصلى الله على ممد الهمم من خزائن الجود والکرم، وبالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم).

قلت: الکلم هنا من عینه من الأنبیاء علیهم السلام، فی هذا الکتاب، والحکم المعارف الإلهیة ما ذکره منها فی هذا الکتاب وما لم یذکره.

قوله: (بأحدیة الطریق الأمم)

قلت: الطریق الأمم هنا هو المطلع وهو ما یجمع بین الظاهر والباطن والحد الذی یکون بین الظاهر والباطن، فالظاهر هو المنقول والمعقول من العلم النافع الذی یکون به العمل الصالح، والباطن هو المعارف الإلهیة التی هی روح تلک العلوم المنقولة والمعقولة.

والحد هو حقیقة ما یتمیز به العلم عن المعرفة.

وأما المطلع فهو معنى یتحد فیه الظاهر والباطن فیکون طریقا إلى الشهود الذاتی، وهو الطریق الأقوم الذی سماه الشیخ الأمم.

و قوله: (من المقام الأقدم).

قلت: هی حضرة الحق تعالى التی طلبها الأمم کلهم وإن اختلفوا فی مللهم ونحلهم فی الطلب.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

قال المؤیّد رحمه الله :

فی خطبة الکتاب ستّ عشرة کلمة تحتوی على مثلها مباحث کلَّیة .

وإن استلزمت مباحث أخر ضمنیّة تفصیلیّة على ما سیرد علیک ذکرها ، وینکشف عند التدبّر والتأمّل سرّها

البحث الأوّل من مباحث خطبة الکتاب فی "الحمد"

البحث الثانی من مباحث خطبة الکتاب تحقیق فی وجوه تسمیة الاسم "الله"   

البحث الثالث من مباحث خطبة الکتاب فی سرّ " إنزال الحکم "

البحث الخامس من المباحث الکلَّیة التی تحویها خطبة الکتاب ما وقع على "قلوب الکلم"

البحث السادس من مباحث الخطبة "سرّ الکلم "

البحث السابع من مباحث خطبة الکتاب "أحدیّة الطریق الأمم"

البحث الثامن من المباحث الکلیة الستّة عشر "من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم "

البحث التاسع من المباحث الکلیة الستة عشر وصلَّى الله على "ممدّ الهمم"

البحث العاشر من الستة عشر : "فی إمداد الهمم القابلة للترقی"

البحث الحادی عشر من الستة عشر: "فی الهمم"

البحث الثانی عشر من الستة عشر "خزائن الجود والکرم"

البحث الرابع عشر من الستة عشر محمّد وآله وسلَّم

البحث الخامس عشر من الستة عشر فی " الآل "

البحث السادس عشر من الستة عشر  آخر شرح الخطبة

کل هذه البحوث مشروحة فیما یزید على 120 صفحة فلتراجع هناک ولیس محلها هذا الکتاب

المقصود فیه الترکیز على شرح الفصوص مباشرة.


شرح الفصوص الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

بسم الله الرحمن الرحیم

( الحمد لله ) حمدا لله على ما أنعم به من معرفة الحکم المنزلة على قلوب أنبیائه ، التی بیتها وفصلها فی فصوص کتابه ، فلذلک وصفه بما دل على مقصده مراعاة لبراعة الاستهلال .

وهو قوله: ( منزل الحکم على قلوب الکلم ).  والحکم جمع الحکمة وهی العلم بحقائق الأشیاء وأوصافها وأحکامها على ما هی علیه بالأقوال والأفعال الإرادیة المقتضى لسدادها وصوابها ، فإن من العلوم ما لا یتعلق بالأفعال کمعرفة الله تعالى والحقائق المجردة من الأسماء الإلهیة ، وعلوم المشاهدات والمعارف الذوقیة من المعانی الکلیة ، وهی علوم الأرواح .

ومنها ما یتعلق بها ولا یقتضی إتقانها وسدادها کعلوم النفوس الجزئیة المذکرة بقواها .

ومنها الجامعة للکلیات والجزئیات الفائضة أصولها من الأرواح المضبوطة جزئیاتها وفروعاتها ، المحکمة بانطباق کلیاتها على جزئیاتها ، المبقیة جزئیاتها بکلیاتها وهی حکم القلوب المتوسطة بین الأرواح والنفوس والکلم مستعارة لذوات الأنبیاء والأرواح المجردة عن عالم الجبروت المسمى باصطلاح الإشراقیین الأنوار القاهرة.

إما لأنهم وسائط بین الحق والخلق تصل بتوسطهم المعانی التی فی ذاته تعالى إلیهم کالکلمات المتوسطة بین المتکلم والسامع لإفادة المعنى الذی فی نفس المتکلم للسامع .

أو لتجردها عن المواد وتعینها بالإبداع وتقدسها عن الزمان والمکان الموجودة بکلمة کن فی عالم الأمر إطلاقا لاسم السبب على المسبب .

والدلیل على الاستعمال بالمعنى المذکور قوله تعالى : " إِنَّمَا الْمَسِیحُ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ رَسُولُ الله وکَلِمَتُه " .

وقوله عن الملائکة : " إِنَّ الله یُبَشِّرُکِ بِکَلِمَةٍ مِنْه " .

وقول النبی صلى الله علیه وسلم فی دعواته :

« أعوذ بکلمات الله التامات ، وأعوذ باسمک الأعظم وبکلمتک التامة ».

وهنا مخصوصة بذوات الأنبیاء بقرینة إضافة القلوب إلیها . وقد تطلق الکلمة على کل موجود یصدر من الله تعالى لدلالتها على معان فی ذاته ولهذا قید المجردات بالتامات

( بأحدیة الطریق الأمم ) الطریق الأمم :

الصراط المستقیم لأن الأمم القرب وأقرب الطرق المستقیم ولا یکون إلا واحدا أی الطریق التوحید الذاتی المشار إلیه فی سورة هود بقوله تعالى :  "ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها إِنَّ رَبِّی عَلى صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ ".

یعنى بالقائها ( من المقام الأقدم ) الذی هو أحدیة الذات المنزهة عن تکثر الأسماء والصفات إلى قلوبهم بلا واسطة ، فإن الأحدیة ساریة فی الکل وسریانه بذاته صراطه المستقیم ، ولا أقدم من الذات فوصف الطریق بالأمم وصف بالمصدر ، کما

یقال طریق قصد ، قال تعالى : " وعَلَى الله قَصْدُ السَّبِیلِ ".

وقوله بأحدیة متعلق بمنزل إما بمعنى الظرفیة کقولک حجبت بطریق الکوفة ، وإما بمعنى اللام وتضمین الإنزال معنى الإخبار ، والأمر کقولک أنزل القرآن بتحلیل البیع وتحریم الربا ، أی آمرا ومخبرا بأن الطریق الأقرب واحد لیس إلا التوحید الذاتی .

کقوله تعالى :" قُلْ یا أَهْلَ الْکِتابِ تَعالَوْا إِلى کَلِمَةٍ سَواءٍ بَیْنَنا وبَیْنَکُمْ " - الآیة .

قوله ( وإن اختلف الملل والنحل )  إشارة إلى اعتراض جوابه

( لاختلاف الأمم ) کأنه قیل إن کان طریق نزول الحکم إلى قلوب الأنبیاء هو المراد من إنزال الحکم طریقا واحدا فلم اختلفت أدیانهم ؟

فأجیب بأنه لاختلاف استعدادات الأمم اختلفت صور سلوک طریق التوحید وکیفیة سلوکها ، مع أن المقصد والمراد وحقیقة الطریق واحد کالخطوط الواصلة بین المرکز ونقط المحیط ، فإنها طرق شتى باعتبار اختلافات محاذیات المرکز لکل واحدة من النقط المفروضة فی المحیط ، مع أن الکل طریق من المحیط إلى المرکز ، وکالمعالجات المختلفة التی یعالج بها طبیب واحد لأمراض مختلفة ، فإن المراد واحد وهو الصحة وکلها فی کونها طریقا فی رد المرض إلى الصحة واحد ، فطریق نزول الحکم إلى الأنبیاء واحد والمراد منه هو الهدایة إلى الحق ، فطریق التوحید واحد لکن اختلاف استعداداتهم اقتضى اختلاف الملل والنحل ، فإن إصلاح کل أمة یکون بإزالة فساد یختص بها ، وهدایتهم إنما تکون من مراکزهم ومراتبهم المختلفة بحسب طباعهم ونفوسهم .


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

قول الشیخ، رضی الله عنه: (الحمد الله منزل الحکم على قلوب الکلم)

شروع فیما یجب على جمیع العباد من الحمد لله والثناء علیه، لذلک صدر الحق تعالى کتابه العزیز بقوله: (الحمد لله رب العالمین) تعلیما للعباد وتفهیما لهم طریق الرشاد.

ولما کان (الحمد) و (الثناء) مترتبا على الکمال، ولا کمال إلا لله ومن الله، کان الحمد لله خاصة، وهو قولی وفعلی وحالی:

أما القولی، فحمد اللسان وثناؤه علیه بما أثنى به الحق على نفسه على لسان الأنبیاء، علیهم السلام.

وأما الفعلی، فهو الإتیان بالأعمال البدنیة من العبادات والخیرات ابتغاء

لوجه الله تعالى وتوجها إلى جنابه الکریم، لأن الحمد، کما یجب على الإنسان باللسان، کذلک یجب علیه بحسب کل عضو، بل على کل عضو، کالشکر، و عند کل حال من الأحوال.

کما قال النبی صلى الله علیه وسلم: "الحمد لله على کل حال".

وذلک لا یمکن إلا باستعمال کل عضو فیما خلق لأجله على الوجه المشروع عبادة للحق تعالى وانقیادا لأمره، لا طلبا لحظوظ النفس ومرضاتها.

وأما الحالی، فهو الذی یکون بحسب الروح والقلب، کالاتصاف بالکمالات العلمیة والعملیة والتخلق بالأخلاق الإلهیة.

لأن الناس مأمورون بالتخلق بلسان الأنبیاء، صلوات الله علیهم، لتصیر الکمالات ملکة نفوسهم وذواتهم.

وفی الحقیقة هذا حمد الحق أیضا نفسه فی مقامه التفصیلی المسمى بالمظاهر من حیث عدم مغایرتها له.

وأما حمده ذاته فی مقامه الجمعی الإلهی قولا، فهو ما نطق به فی کتبه و صحفه من تعریفاته نفسه بالصفات الکمالیة. وفعلا، فهو إظهار کمالاته الجمالیة والجلالیة من غیبه إلى شهادته ومن باطنه إلى ظاهره ومن علمه إلى عینهفی مجالی صفاته ومحال ولایات أسمائه.

وحالا، فهو تجلیاته فی ذاته بالفیض الأقدس الأولى وظهور النور الأزلی.


فهو الحامد والمحمود جمعا وتفصیلا،کما قیل:

لقد کنت دهرا قبل أن یکشف الغطاء أخالک إنی ذاکر لک شاکرفلما أضاء اللیل أصبحت شاهدا بأنک مذکور وذکر وذاکر وکل حامد بالحمد القولی یعرف محموده بإسناد صفات الکمال إلیه، فهویستلزم التعریف.

وذکر الشیخ اسم (الله) لأنه اسم للذات من حیث هی هی باعتبار، و اسمها من حیث إحاطتها بجمیع الأسماء والصفات باعتبار آخر، وهو اتصافها بالمرتبة الإلهیة، فهو أعظم الأسماء وأشرفها.

والحمد المناسب لهذه الحضرة، بعد حمد الله ذاته بذاته، هو الذی یصدر من الإنسان الکامل المکمل الذی له مقام الخلافة العظمى.

لأنه حینئذ یکون منها ولها، إذ الکامل مرآة تلک الحضرة و مظهرها .

وقوله: (منزل الحکم) بفتح النون من (التنزیل). أو بإسکانه من (الإنزال).

والأول أولى، لأنه إنما یکون على سبیل التدریج والتفصیل، بخلافالإنزال.

والأنبیاء، علیهم السلام، وإن کان نزول الحکم على کتاب استعداداتهم دفعة واحدة، لکن ظهورها بالفعل لا یمکن إلا على سبیل التدریج.

والإنزال والتنزیل، کلاهما، یستدعیان العلو والسفل.

ولا یتصور هنا العلو المکانی، لأنه منزه عن المکان، فتعین علو المکانة والمرتبة.

وأول مراتب العلو مرتبة الذات، ثم مرتبة الأسماء والصفات، ثم مرتبة الموجود الأول، فالأول بحسب الصفوف إلى آخر مراتب عالم الأرواح.

ثم مراتب السفل من هیولى عالم الأجسام إلى آخر مراتب الوجود.

ولکل من مراتب العلو سفل باعتبار ما فوقها إلا للعلو المطلق، ولمراتب السفل علو باعتبار ما بعدها إلا السفل المطلق.

وقوله: (على قلوب الکلم) وتخصیصه بالقلب یؤید ما ذهبنا إلیه: فإن العلوم والمعارف الفائضة على الروح لا یکون إلا على سبیل الإجمال.

وفی المقام القلبی یتفصل ویتعین، کالعلوم الفائضة على العقل الأول إجمالا ثم على النفس الکلیة تفصیلا.

ولذلک جعل مظهر العرش الروحانی الذی هو العقل الأول فی عالم الملک فلکا غیر مکوکب وهو (الفلک الأطلس)، ومظهر الکرسی الروحی الذی هو النفس الکلیة فلکا مکوکبا ومتفاوتا فی الصغر والکبر والظهوروالخفاء وهو فلک الثوابت لیستدل بالمظاهر على الظواهر.

کما قال تعالى: "إن فی خلق السماوات والأرض واختلاف اللیل والنهار لآیات لأولى الألباب."

وإنما قال: (الحکم) ولم یقل: المعارف والعلوم.

لأنهم، علیهم السلام، مظاهر الاسم (الحکیم)، إذ (الحکمة) هی العلم بحقائق الأشیاء، على ما هیعلیه، والعمل بمقتضاه ولذلک انقسمت الحکمة إلى العلمیة والعملیة.

والمعرفة هی إدراک الحقائق، على ما هی علیه، والعلم إدراک الحقائق ولوازمها، ولذلک یسمى التصدیق (علما) والتصور (معرفة).  کما قاله الشیخ ابن الحاجب فی أصوله.

وأیضا، المعرفة مسبوقة بنسیان حاصل بعد العلم بخلاف العلم، لذلک یسمى الحق بالعالم دون العارف.

فلما کان العلم والعمل به أتم من کل منهما، أی من العلم والمعرفة جعلهم الحق مظاهر اسم الحکیم عنایة علیهم ولاقتضاء مرتبتهم ذلک.

ولکون کل نبی مختصا بحکمة خاصة مودعة فی قلبه وهو مظهر لها جمع فقال: (منزل الحکم على قلوب الکلم).

وقد مر تحقیق (القلب) فی المبادئ.

والمراد بـ (الکلم) هنا أعیان الأنبیاء، علیهم السلام، لذلک أضاف إلیها (القلوب.) وقد یراد بها الأرواح.

کما قال تعالى: (إلیه یصعد الکلم الطیب) أی، الأرواح الکاملة.

ویسمى عیسى (کلمة) فی مواضع من القرآن مع أن جمیع الموجودات کلمات الله، وإلیه الإشارة بقوله تعالى: "قل لو کان البحر مدادا لکلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد کلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا".

ولکون صدور الأشیاء من المرتبة العمائیة التی أشار إلیها النبی، صلى الله علیه وسلم، عند سؤال الأعرابی  عنه: "أین کان ربنا قبل أن یخلق الخلق؟" بقوله: "کان فی عماء ما فوقهواء ولا تحته هواء".

أی، فی مرتبة لا تعین لها ولا اسم ولا نعت، فتعمى عنهاالأبصار والفهوم، بواسطة (النفس الرحمانی) وهو انبساط الوجود وامتداده.

والأعیان الموجودة عبارة عن التعینات الواقعة فی ذلک النفس الوجودی.

سمیت الأعیان کلمات، تشبیها بالکلمات اللفظیة الواقعة على النفس الإنسانی بحسب المخارج. وأیضا، کما یدل الکلمات على المعانی العقلیة، کذلک تدل أعیان الموجودات على موجدها وأسمائه وصفاته وجمیع کمالاته الثابتة له بحسب ذاته ومراتبه.

وأیضا، کل منها موجودة بکلمة (کن). فأطلق (الکلمة) علیها إطلاق اسم السبب على المسبب.

قوله: (بأحدیة الطریق الأمم) متعلق بقوله: (منزل الحکم). و (الباء) للسببیة.

أی، بسبب اتحاد الطرق الموصلة إلى الله بالتوجه والدعوة إلیه وسلوک طریق یوجب تنور القلوب، نزل الحکم والمعارف الیقینیة على قلوب الکلم الربانیة، فإن اختلاف الطرق یوجب الغوایة والضلال.

قال عز من قائل: "وإن هذا صراطی مستقیما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بکم عن سبیله". أوبمعنى (فی). أی، منزل الحکم على قلوب الحکم فی أحدیة الطریق الأمم.

أو لتضمین التنزیل أو الإنزال معنى الإخبار، کقوله: "أنزل القرآن بتحریم الربا وتحلیل البیع". أی، أخبر به.

فالباء للصلة. أی، مخبر الحکم على قلوب الکلم بأحدیة الطریق الأمم.

أو للملابسة. أی، منزل الحکم متلبسا بأحدیة الطریق الأمم. و (الأمم)، بفتح الهمزة، المستقیم.

واعلم، أن الطرق إلى الله إنما یتکثر بتکثر السالکین واستعداداتهم المتکثرة .

کقوله تعالى: "ما من دابة إلا هو آخذ بناصیتها. إن ربى على صراط مستقیم".


وکقوله تعالى: "لکل جعلنا منکم شرعة ومنهاجا".

ولهذا قیل: "الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق" وکل منها فی الانتهاء إلى الرب مستقیم.

إلا أنهالا توصف بالاستقامة الخاصة التی أرید بقوله تعالى: "إهدنا الصراط المستقیم."

فاللام هنا للعهد، والمعهود طریق التوحید ودین الحق الذی جمیع الأنبیاء ومتابعیهم علیه، وبه تتحد طرقهم.

کما قال تعالى: "قل یا أهل الکتاب تعالوا إلى کلمة سواء بیننا وبینکم ألا نعبد إلا الله". لا ما ذکر فی سورة هود، علیه السلام: " إِنِّی تَوَکَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّی وَرَبِّکُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّ رَبِّی عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ (56) " سورة هود.

وإلا یکون طرق أهل الضلال أیضا موجبا لإفاضة الحکم، وبیان الحق للصراط المستقیم

بقوله: "صراط الذین أنعمت علیهم"- الآیة، یدل على ذلک. ولذلک صدق اللاحق منهم السابق، وما وقع بینهم التخالف فی التوحید ولوازمه.

والاختلاف الواقع فی الشرائع لیس إلا فی الجزئیات من الأحکام بحسب الأزمنة ولواحقها.

فأحدیة الطریق عبارة عن استهلاک کثرة طرق السالکین من الأنبیاء و الأولیاء فی وحدة الصراط المستقیم المحمدی وشریعته المرضیة عند الله.

کقوله تعالى: "ومن یبتغ غیر الإسلام دینا فلن یقبل منه". و "إن الدین عند الله الإسلام".

هذا بحسب اقتضاء الاسم الظاهر. وأما بحسب الاسم الباطن فطریقان جامعان للطرق الروحانیة کلها:

أحدهما، طریق العقول والنفوس المجردة التی هی واسطة فی وصول الفیض الإلهی والتجلی الرحمانی إلى قلوبنا.

وثانیهما، طریق الوجه الخاص الذی هو لکل قلب به یتوجه إلى ربه من حیث عینه الثابتة ویسمى طریق السر ومن هذا الطریق أخبر العارف الربانی بقوله: "حدثنی قلبی عن ربى".

وقال سید البشر، صلى الله علیه وآله: "لی مع الله وقتلا یسعنی فیه ملک مقرب ولا نبی مرسل". لکونه من الوجه الخاص الذیلا واسطة بینه وبین ربه.

ولا شک فی أحدیة الطریق الأول. وکذا فی الثانی. إذ لا شک فی وحدة الفیاض وفیضه.

کما قال: "وما أمرنا إلا واحدة کلمح بالبصر".

وتکثر قوابل الفیض لا یقدح فی وحدة الطریق، کما لا یقدح تکثر الشبابیک فی وحدة النور الداخل فیها.

والسالک على الطریق الأول هو الذی یقطع الحجب الظلمانیة وهی البرازخ الجسمانیة، والنوریة وهی الجواهر الروحانیة، بکثرة الریاضات و المجاهدات الموجبة لظهور المناسبات التی بینه وبین ما یصل إلیه من النفوس والعقول المجردة إلى أن یصل إلى المبدأ الأول وعلة العلل.

وقل من یصل من هذا الطریق إلى المقصد لبعده وکثرة عقباته وآفاته.

والسالک على الطریق الثانی، وهو الطریق الأقرب ، هو الذی یقطع الحجب بالجذبات الإلهیة. وهذا السالک لا یعرف المنازل والمقامات إلا عند رجوعه من الحق إلى الخلق.

لتنوره بالنور الإلهی وتحققه بالوجود الحقانی،حینئذ، فیحصل له العلم من العلة بالمعلول ویکمل له الشهود بنوره فی مراتب الوجود، فیکون أکمل وأتم من غیره فی العلم والشهود.

وقوله: (من المقام الأقدم) إشارة إلى المرتبة الأحدیة الذاتیة التی هی منبع فیضان الأعیان واستعداداتها فی الحضرة العلمیة أولا.

ووجودها وکمالاتها فی الحضرة العینیة بحسب عوالمها وأطوارها الروحانیة والجسمانیة ثانیا.

وإنما قال على صیغة أفعل التفضیل، لأن للقدم مراتب وکلها فی الوجود سواء، لکن العقل باستناد بعضها إلى البعض یجعل قدیما وأقدم.

کترتب بعض الأسماء علىالبعض، إذ الشئ لا یمکن أن یکون مریدا إلا بعد أن یکون عالما، ولا یمکن أن یکون عالما إلا بعد أن یکون حیا، وکذلک الصفات.

وجمیع الأسماء والصفات مستندة إلى الذات، فلها المقام الأقدم من حیث المرتبة الأحدیة وإن کانت الأسماء والصفات أیضا قدیمة .

قوله: (إن اختلفت الملل والنحل لاختلاف الأمم) للمبالغة. و (الملة) الدین، و (النحلة) المذهب والعقیدة.

أی، أصل طرق الأنبیاء واحد، وإن اختلفت أدیانهم وشرائعهم لأجل اختلاف أممهم.

وذلک لأن أهل کل عصر یختص باستعداد کلی خاص یشمل استعدادات أفراد أهل ذلک العصر وقابلیة معینة کذلک ومزاج یناسب ذلک العصر.

والنبی المبعوث إلیهم إنما یبعث بحسب قابلیاتهم واستعداداتهم فاختلفت شرائعهم باختلاف القوابل.

وذلک لا یقدح فی وحدة أصل طرقهم وهو الدعوة إلى الله ودین الحق، کما لا یقدح اختلاف المعجزات فی وحدة حقیقة المعجزة.

ولذلک کان معجزات کل منالأنبیاء، علیهم السلام، بحسب ما هو غالبة على ذلک القوم: کما أتى موسى بما یبطل السحر لغلبته علیهم.

وعیسى، علیه السلام، بإبراء الأکمة والأبرص، لماغلب على قومه الطب.

ونبینا، صلى الله علیه وسلم، بالقرآن الکریم المعجز بفصاحته کل مغلق بلیغ ومصقع فصیح، لما کان الغالب على قومه التفاخر بالفصاحة والبلاغة.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

(الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم)، الحمد: إظهار کمالات الذات، وما یتعلق بها من الأفعال والصفات، والله علم للفرد الموجود من واجب الوجود بالذات، اعتبرت معه الصفات أم لا، وقیل: مع جمیع الصفات .

"فاعلم أیدک الله وإیانا بروح منه أن الحمد و الثناء له ثلاث مراتب: حمد الحمد و حمد المحمود لنفسه، وحمد غیره له وما ثم مرتبة رابعة.

ثم فی الحمد الذی یحمد الشیء نفسه، أو یحمده غیره تقسیمات، إما أن یحمده بصفة فعل، وإما بصفة تنزیه وما تم حمد ثالث بهذا التقسیم."

والإنزال لغة: تحریک الشیء من علو إلى سفل، استعیر لإظهار أمر فی السوافل بعد کمونه فی العوالی، والحکم: جمع حکمة، وهی العلم الیقینی بحقائق الأشیاء وأحکامها مع العمل بمقتضاه، والقلب جوهر مجرد فی ذاته، متصرف فی البدن بواسطة النفس، التی هی جسم لطیف، تنبعث عنه القوى المدرکة والمحرکة، متوسط بینها وبین الروح الذی هو من عالم الأمر، وهو الجوهر المجرد فی ذاته وأفعاله.

والکلم: جمع کلمة، وهی اللفظ الموضوع المفرد، استعیرت لحقیقة الإنسان الکامل لجمعها ظهورات الأسماء الإلهیة والحقائق الکونیة مثل جمع الکلمة للحروف، وقد تستعار الحروف للحقائق البسیطة حمدا لله تعالى على إنزال الحکم لإفادتها السعادة الأبدیة بتکمیل القوة النظریة والعملیة، واعتبر إنزالها على القلوب؛ لأن الإنزال علیها إنما یکون بعد الإنزال

على الأرواح، والإنزال علیها قد لا یسری أثره إلى القلب عند تکدره، والنفس غیر قابلة له إلا إذا تنورت بنور القلب بعد کمال الترکیة، فحینئذ یسری نور القلب إلیها، ثم منها على سائر الأعضاء، فإن امتلات نورا سرى على نفوس من یناسبهم، ثم على سائر ما فی العالم، حتى یتم صلاح بتمامه.

ولذلک خص الحمد بإنزال الحکم على القلوب، وخص قلوب الکمل إذ قلوب غیرهم غیر مستعدة لقبول الحکم على الکمال؛ إذ لا تخلو عن شائبة الوهم والخیال، ولا یتأتى العمل منها بمقتضاها.

"اعلم أیدک الله وإیانا بروح منه أن القلب عبارة عن النشأة الجامعة بین الحقائق الجسمانیة والقوى المزاجیة، وبین الحقائق الروحانیة والخصائص النفسیة، وهو جوهر برزخی له وجه إلى جمیع الأطراف وله مقام المضاهات، وأن یتسع لانطباع التجلی الذاتی الذی ضاق عنه العالم الأعلى والأسفل بما اشتملا علیه."

(بأحدیة الطریق الأمم)، الطریق: ما یوصل السیر فیه إلى المقصد، وأحدیته جمعه فوائد الطرق، کأنها تصیر بعد تفرقها واحدة والأمم الأقرب، وذلک طریق الکشف الجامع فوائد طرق النقل والعقل من الوصول إلى المقصد، وهو تحصیل الکمالات العلمیة والعملیة مع الحلو عما یلزم طریق النقل من التقلید، وطریق النظر من الشبهات الموجبة للتفرقة والبعد بترتیب المقدمات.

ولذلک لا یکاد یرتفع اختلاف مذاهب أرباب النظر (من المقام الأقدم)، أی: منزلها من التعین الأول المتضمن للعلم بالذات، ومن التعین الثانی المتضمن للعلم بالأسماء والصفات، وهما وإن ترتبا عقلا فهما أقدم من غیرهما فی الوجود مساوقان فیه فی الواقع.

وإنما اعتبرنا انهما؛ لأنه لا بد للکل من العلم بالذات والصفات جمیعا على وجه لا یحتمل الغلط والقصور، وسائر المقامات لا تخلو عن أحدهما، ومقام الإطلاق لا یعتبر فیه العلم أصلا ؛ فهو إنما ینزل من أحد التعینین على القلوب المناسبة له، وهی التی أجازته مع غایة الصفاء فیها.

"أعلم فی قوله: (من المقام الأقدم): أی أقدم من القدیم، وهو أحدیة الذات التی هی منبع فیضان  الفیض الأقدس على الأعیان الثابتة. وإنما قال : من المقام الأقدم؛ لأن أحدیة الذات أقدم من أحدیة الأسماء المسماة بالواحدیة القدیمة التی هی مرتبة الألوهیة، فافهم."

(وإن اختلفت الملل و النحل)، أی: ملل من أنزلت علیهم من الأنبیاء ونحل أممهم، فإن ذلک لا یخل بأحدیة طریقهم فی جمعها فوائد سائر الطرق فی الإیصال إلى المقصد المذکور، ولا تکون علومهم من المقام الأقدم، بل غایة ذلک اختلاف وجوه مشیهم فیه، وذلک لاختلاف استعدادات (الأمم)، فالأحکام الفرعیة المتعلقة بالجوارح أو القلوب، وإن اختلفت باختلاف الاستعدادات؛ فهی نازلة من المقام الأقدم، معدة فی الإیصال إلى المقصد لمن جعلت طریقا لوصوله حین جعلت، ثم سندت على من بعدهم بعدما کانت منفتحة لمن تقدمهم، ولهذا لا یتأتی فی الاعتقادات الأصلیة أصلا.

" فما زلنا من الخلاف؛ لأنهم: أی أهل التحقیق قد خالفوا المختلفین، ولذلک خلقهم، فما تعدی کل خلق ما خلق له، فالکل طائع فی عین الخلاف.

وهنا مسألة دوریة ذکرها الشیخ رضی الله عنه فی «الفتوحات»: وهی إن الشرائع اختلفت لاختلاف النسب الإلهیة، واختلاف النسب الاختلاف الأحوال، واختلاف الأحوال لاختلاف الأزمان، واختلاف الزمان لاختلاف الحرکات الفلکیة، واختلاف الحرکات الفلکیة الاختلاف التوجهات، واختلاف التوجهات الاختلاف المقاصد، واختلاف المقاصد الاختلاف التجلیات، واختلاف التجلیات الاختلاف الشرائع، واختلاف الشرائع لاختلاف النسب الإلهیة، فدار الدور، انتهى کلامه ."


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

شرح خطبة المؤلف

(الحمد لله منزل الحکم ) الحمد عند التحقیق عبارة عن تعریف حدود المراد , والإبانة عن غایة کمال المحمود ومنتهى مقامه فی آیات ذوات أفراد وأعداد ثمّ إنّ لتلک الآیات والأفراد - من حیث التفرقة الکونیّة العالمیّة وظهور سلطان التعیّن فیها - وجهین من الدلالة والإشعار :

أحدهما نحو الإظهار : وهو الذی یلی الإطلاق الذاتی الوجودی فیه لسان الحمد .

والآخر نحو الإخفاء : وهو الذی یلی التقیّد العدمی الکونی فیه لسان التسبیح .

والأوّل لظهوره یفهمه کل أحد - دون الثانی - کما ورد فی التنزیل : " وَإِنْ من شَیْءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِه ِ وَلکِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِیحَهُمْ ." 

وبیّن أن تلک الأشیاء متخالفة بحسب ظهورها بالوجهین وغلبة أحکام الإطلاق والتقیّد : فمنها ما ظهر بوجه یتکلَّم بلسان التسبیح فقط ومنها ما ظهر بوجه یتکلَّم بلسان الحمد فقط ومنها ما ظهر بوجه یتکلَّم بهما .

وإذ قد تقرّر أنّ التسبیح حقّه هو الَّذی یؤدّى بالحمد ، وذلک هو اللائق بجنابه الأقدس ، فإنّ تنزیهه تعالى لیس ممّا یقابل التشبیه .


کما ستطلع علیه فی طیّ الکتاب وقد عرفت ممّا سلف لک من البیان أن قلب الکمّل هو المختصّ بذلک أتى بالکلام المعرب الجامع بین الکثرة الکونیّة المسبّحة والوحدة الوجودیّة الحامدة  وهو المعبّر عنه بالحکم - حمد الله على إنزاله إیّاها .

وکأنّک قد نبّهت على أنّ موضوع ما فی هذا الکتاب من الأبحاث إنّما هو ذلک بحسب تدرّجه فی مراقی الکمال وتطوّراته ، إلى أن بلغ الرتبة الختمیّة فلذلک قال : ( على قلوب الکلم ) إشارة إلى ما هو بصدد تحقیقه إجمالا ، على ما هو دأب أئمّة التألیف وأدبهم . والمراد من « الکلم » هو الکمّل من الأنبیاء - کما لا یخفى على الواقف بمصطلحاتهم .

ثمّ هاهنا تلویح :

وهو أنّ لل « حکم » إلى « القلب » مناسبة بیّنة یتبیّن لأهله بأدنى تأمل :

( ا ا ف یم ) ، وکذلک لل « منزل » و « الکلم »  ، ولکن أبعد ، وفق ما لهما من 132 النسبة إلیه : ( یم ون ا ا م ) ، ( ا ف یم ا ) ، ( ا ف ا م یم ) ، ( ا ف یم ا ).

ثمّ إنّ القلب بحسب ظهور الرابطة الجمعیّة المذکورة فیه ، والرقیقة الاتحادیّة التی فیها - على ما نبّهت إلیها فی المقدمة - قد انفرد بقرب من الطریق لا یتطرق لفنائه طوارق النسب والأبعاد ، به یعبد وقرب من المکانة ینطوی عنده بساط أعداد الوسائط والمناسبات  ، به یحمد . وأشار إلى طریقه المعبّد ومقامه المحمود ، منبّها إلى تحقیق طریق الإنزال ، وتبیین مبدئه ، ثمّ إلى منتهاه وغایته قوله :

(بأحدیّة الطریق الأمم من المقام الأقدم ) فـ « من » ابتدائیّة ، أی أنزل من حیث أقدم وأعلى من أن ینسب إلیه القدم المقابل للحدوث بطریق هو أقرب وأدنى من أن یشار إلیه بالقرب المقابل للبعد فالباء فیه معنى الظرفیّة ، متعلَّق بـ " المنزل " ، کقولهم : « حججت بطریق الکوفة » .

وقد جاء الإنزال بمعنى الإظهار کقولهم : " أنزل ببنی فلان سور " . واستعماله بـ « على » قرینة له .

ثمّ إنّ الاختلاف الَّذی هو دلیل غلبة أحکام التعیّن الموجب للقصور عن أداء التسبیح والتحمید حقّهما ، موجود فی قلوب الکمّل ، التی هی أصول أغصان الظهور والإظهار وبحور جداول الشعور والإشعار ، بحسب تباین استعدادات ما یتفرّع عنها من الأمم ، وتقابل مقتضیات مشاربهم ومقترحات نیّاتهم ومقاصدهم .

فقوله : ( وإن اختلفت الملل والنحل لاختلاف الأمم ) إشارة إلى ذلک وتنبیه على أنّ الأحدیّة هذه لیست مما تنافیه وجوه التکثّر أو تقابله - بل تجمعها وتتحقّق بها - ف « إن » هاهنا للتوکید .

وقوله : « لاختلاف الأمم » علَّة للاختلاف الأوّل وبیان أنّ ذلک الاختلاف مما لا بدّ منه بأصوله وتفاریعه وشعبه وشوارعه ، ضرورة تکثّر الوجوه بها ، وتنوّع ألسنة التسبیح والتحمید منها  .

فلولاه ولو لأنا ....      لما کان الَّذی کانا

وفیه إشارة إلى غایة الإنزال ونهایته ، یعنی : اختلاف الأمم المتفرّع عن اختلاف الملل المتأصّل له ضرورة أنّه سببه .

وحیث أنّ مبدأ طریق الإنزال ومنتهاه الأمم ، فیه تلویح بشیء من معانی « ا ل م » - فلا تغفل .

تلویح :

حاء حقیقة الحقّ إذا اکتسى بصورة الدال الدالَّة على دولة الظهور ودوران أحکامه ، فالمرکَّب إنّما یدلّ على الغایة من أطرافها ونهایتها - وهو " الحد " - فإذا ظهر علیه واو الهویّة وهاؤها هو « الوحدة » الکاشفة عن غایة رتبة الوصول إلى الوجود ، وکنه طرف البطون منه ، کما أنّه إذا امتزج بـ « میم » الجمعیّة العلمیّة والکمال هو « الحمد » الدالّ على تمام مرتبة الإظهار .

وممّا یؤیّد هذا تأییدا بیّنا أنّ ما بطن فی « لله » من بیّنات أصله هو الظاهر فی الحمد بعینه  کما لوّح إلیه .

على أنّ الحاء والمیم اللتین هما تمام الأسماء الإحصاء والألف واللام والمیم ، التی هی تمام مرتبة الإظهار - کما اومی إلیه - قد انطوت فی " الحمد " مع الدال ، على الصورة الجمعیّة لها.

ثمّ إنّ الحاء والمیم کما أنّهما إذا ظهرتا بالدال هو « الحمد » کما بیّن کذلک إن أحاطتا بکاف کنه الکلّ هو " الحکم " .

ثمّ اعلم أنّ للألف تنزّلا من سماء قدس تجرّده الذاتی وعلوّ تنزّهه الحقیقی إلى أرض عرضه المزاجی ، وهی باء بسطها وبیانها ، وصورة ذلک هو « ل » وهو لام « الکلام »الذی إذا اختفى الألف فی صورة جمعیّته وبسطه هو « الکلم » ومن ثمّة ترى عدده ( 30 ) باعتبار اختفاء نقطة الباء فیها ، وهو معنى الإنزال ، وحیث وصف طریقه بما هو بیّنات اللام إشارة خفیّة إلى هذا التلویح ، وبیّن أنّ وقوع أمثال ذلک فی مطلع الکتاب من آیات تحقیق رؤیاه وتصدیق کشفه عند أهله .

ثمّ إنّ الحمد حسبما عرفت معناه ولخّصت مغزاه - لا یخفى علیک أنّه ما تنفّس عن مطلع الظهور صبح کماله إلَّا بمیامن أنفاس الخاتم وأفعاله وأقواله ، وما سطع أشعّة تمام إظهاره من أعلام الإعلان إلَّا بتبیین ورثته من آله .

فلذلک اشتقّ من « التحمید » بمعنى المبالغة فی الحمد صیغة معربة عن أنّه المحمود لا غیر وله الفضل فیه ، لیکون اسما له .

فإنّه ما لم یعرب عن هذا الوجه یکون قاصرا عن أداء تمام الحمد ، ولا یکون الاسم مطابقا لمسمّاه کما بیّن تحقیقه فی « الرسالة المحمدیة » - ومن ثمّة ترى أئمّة التألیف یستردفون الحمد بالصلاة علیه وعلى آله .

تقرّبا إلى المنتسبین إلى حضرته المنیفة وتطفّلا إلیهم بما یورث الوصول إلى مدارج أقدامهم الشریفة ، وتنبیها على أنّهم هم السابقون والمصلون فی مضمار أداء الحمد ، والفاتحون لأبواب کماله ، الخاتمون علیها بخاتم التمام ، فهی إذن من الحمد ، کما أنّ تسمیته بما ینبئ أنّه المحمود منه أیضا .


شرح الجامی للملا عبد الرحمن ابن أحمد ابن محمد الجامی 898 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

بسم الله الرحمن الرحیم

(الحمد) هو إظهار کمال المحمود إذ لا کمال إلا للحق سبحانه جمعا أو فرقا . وکذلک لا مظهر له إلا هو سبحانه جمعا أو فرقا، فجنس الحمد أی حقیقته المطلقة الشاملة کل حامدیة ومحمودیة إذا لوحظ الحمد بعین الجمع واستهلاک المظاهر فی الظاهر.

أو فی کل فرد منه إذا لوحظ بعین التفرقة واستنار الظاهر بالمظاهر، وکل فرد منه إذا لوحظ بعین جمع الجمع خالص (لله) أی الذات المطلقة المجردة من جمیع النسب حتى نسبة الإطلاق والتجرد إلیها فهو الحامد فی کل مرتبة والمحمود بکل فضیلة ومنقبة لا حامد سواه، ولا یحمد أحد إلا إیاه .

اعلم أنه لا یقع حمد مطلق من حامد إلا لفظا وإذا أضیف الحمد إلى اسم من أسماء الله فلا یکون ذلک إلا من حیث حضرة خاصة من حضرات الأسماء یدل علیها حال الحامد ویقید بها .

ولما کان حال الشیخ رضی الله عنه فی هذا المقام تقیید حمده بتنزیل الحکم، لأنه رضی الله عنه کان فی صدد بیان الحکم المنزل على قلوب الأنبیاء علیهم السلام، أردف اسم الله بقوله :

(منزل الحکم) وجعله وصفا له تصریح بما بشیر إلیه حاله وهو اسم فاعل.

إما من التنزیل أو من الإنزال وتحققهما إنما هو باعتبار أن الحکم إنما تنزل من الحضرات العالیة الإلهیة المطلقة إلى مرتبة التقیید والتعبیر أعنی حقائق القلوب الکمالیة الإنسانیة .

لأن العلو الحقیقی لإطلاق الذاتی وحضرة الربوبیة الفعالة والتقیید والانسفال للمرتبة العبدانیة القابلة.

ثم إن جعله من التنزیل أولى لأنه ینبئ عن التدریج، ولا یخفى أن نزول العلوم والمعارف على کتاب استعدادات أرواح الأنبیاء علیهم السلام وإن کان دفعیا لا یمکن ظهورها على قلوبهم بالفعل والتفصیل إلا على سبیل التدریج، وذلک إما باعتبار أن الحکم النازلة على قلب کل نبی إنما نزلت بحسب مصالح أمنه مدة بقائه فیهم.

وإما باعتبار أن بعض الحکم بعد القلب، فیضان بعض أخر فبعضها یتقدم وبعضها یتأخر.

وإما باعتبار أن نزولها إما على طریق سنسنة الترتیب التی أولها العقل الأول والتدریج فیه ظاهر وما على طریق الوجه الخاص.

والتدریج فیه باعتبار أن النازل ینزل على الروح أولا بحسب الإجمالی ثم على القلب ثانیة بالتفصیل.

والحکم الشرائع المشتملة على العلوم والمعارف التی هی الحکمة العلمیة ، وعلى الأخلاق المرضیة والأعمال الصالحة التی هی الحکمة العملیة .

(على قلوب الکلم). القلب حقیقة جامعة بین الحقائق الجسمانیة والقوى المزاجیة وبین الحقائق الروحانیة والخصائص النفسانیة .

والتجلی الخصیص بحدائق الجوهر الروحانی والنفسانی مجلى متعین من حضرة القدس والنزاهة والوحدة و العلو والفعل والشرف والحیاة و النوریة.

والتجلی المخصوص بالجسم متعین بأضداد ما للروح والنفس.

وذلک لتعیین التجلی فی کل قابل بحسبه .

فلما ظهرت الحقیقة القلبیة بأحدیة الجمع استعدت قبول محل إلهی وفیض جمعی کمالی إحاطی لا یمکن تعیینه فی کل واحد من الجوهرین، ولا فی حقائق کل من الطرفین على الانفراد .

وهذا الفیض المخصوص بالقلب إنما یکون تعینه من الحضرة الإلهیة العمانیة الجمعیة ، وإذا تحققت ذلک فاعلم أن إنزال الحکم من الحضرة الأحدیة الجمعیة الإلهیة إنما تکون على قلوب الأحدیة الجمعیة الکمالیة الإنسانیة بین حقائق الروح والنفس والجسم لا على الروح والنفس فقط، أو على القوى الجسمانیة وحدها فلذلک خص القلوب بالذکر.

والمراد بالکلم التی هی جمع کلمة أعیان الأنبیاء علیهم السلام ولذلک أضاف القلوب إلیها .

قال الشیخ الکبیر صدر الدین القونوی رضی الله عنه فی کتاب : "النفحات" أن الصورة معلومیة کل شیء فی عرصة العلم الإلهی الأزلی مرتبة الحرفیة ، فإذا صبغه الحق بنوره الوجودی الذاتی وذلک بحرکة معقولة معنویة یقتضیها شأن من الشؤون الإلهیة المعبر عنه بالکتابة .

تسمى تلک الصورة أعنی صورة معلومیة الشیء المراد تکوینه کلمة.

وبهذا الاعتبار سمی الحق سبحانه الموجودات کلمات.

ونبه على ذلک فی غیر موضع من کتابه العزیز فسمى عیسی على نبینا وعلیه الصلاة والسلام کلمة .

وقال أیضا: "لا تبدیل لکلمات الله" آیه 64 سورة  یونس.

وقال فی حق أرواح عباده : "إلیه یصعد الکلم الطیب" 10 سورة فاطر. أی الأرواح الطاهرة.

فإذا فهمت هذا عرفت أن شیئیة الأشیاء من حیث صرافتها شیئیة ثبوتیة فی عرصة العلم ومقام الاستهلاک فی الحق سبحانه .

وأنها بعینها فی عرصة الوجود العینی باعتبار انبساط نور وجود الحق علیها وعلى لوازمها وإظهارها لها لا له سبحانه فی کلمة وجودیة.

فلها بهذا الاعتبار الثانی شیئیة وجودیة بخلاف الاعتبار الأول .

(بأحدیة الطریق الأمم) الأمم بالفتحتین المتوسط بین القریب والبعید.

قال ابن السکیت الأمم بین القریب والبعید والمراد بالطریق :

إما طریق التوحید الذی علیه جمیع الأنبیاء ومتابعیهم المشار إلیه بقوله :وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِی مُسْتَقِیمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذَلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ (153) سورة الأنعام.

وتوصیفه بالأمم باعتباراته متوسط بین قرب التنزیه وبعد التشبیه .

وأما الجمعیة الکمالیة الإنسانیة بین حقائق الروح الذی له القرب وبین حقائق الجسم الذی له البعد فإنها کالطریق لنزول الحکم من حضرة الأحذیة الکمالیة الإلهیة على القلوب.

والمراد بأحدیة الطریق إما وحدته النوعیة التی تتحد فیها أفراده، وإما أحدیة جمعه للمتقابلات، والباء إما للملابسة على أن یکون الجار والمجرور صفة لمصدر محذوف.

أی تنزیه ملتبسة بأحدیة الطریق، أو حالا من الحکم أو القلوب أو الکلم ولا یخفى وجه صحة کل منها لفظا ومعنى.

وإما للسببیة متعلق بالتنزیل فإنه مسببة عن سلوک طریق التوحید وعن اتصاف القلب بالجمعیة الکمالیة الإنسانیة أیضا.

وإما متعلق به على ما یقتضیه معنى الإخبار، أی الله سبحانه وتعالى ینزل الحکم مخبرة بأحدیة العریق.

وأما الظرفیة کما فی قولهم : حججت بطریق الکوفة، فإن کلا من طریق التوحید والجمعیة الإنسانیة طریق التنزیل ومحله (من المقام الأقدم) من ابتدائیة.

أی هذا التنزیل مبتدأ من مقام هو أقدم من أن یکون قدمه مقابلا للحدوث ، والمراد به مرتبة الأحدیة الذاتیة التی هی منبع لفیضان الأعیان واستعداداتها فی الحضرة العلمیة أولا.

ووجودها وکمالاتها فی الحضرة العینیة بحسب عوالمها وأطوارها الروحانیة والجسمانیة ثانیة.

وإنما کانت أقدم، لأن المراتب الإلهیة وإن کانت کلها فی الوجود سواء لکن العقل یحکم بتقدم بعضها على بعض الحیاة على العلم والعلم على الإرادة والإرادة على القدرة وأقدمها الأحدیة الذاتیة (وإن اختلفت الملل) أی الأدیان المتعددة بتعدد أصحاب الشرائع (والنحل) أی المذاهب المتشعبة من کل دین بتعدد المجتهدین.

وقوله : (لاختلاف الأمم) علة لاختلاف الأمم لاختلاف الملل والنحل.

أی هذا الاختلاف إنما وقع لاختلاف واقع بین الأمم فی أمزجتهم و أحوالهم ومراتبهم وعرفهم وعاداتهم ومأخذ نظرهم ومعتقداتهم.

فاختلفت بشرائعهم ومذاهبهم فی تلک الشرائع بسبب ذلک الاختلاف وذلک لا یقدح فی وحدة أصل طرقهم وهو الدعوة إلى الله والدین الحق.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

 قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم , بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلفت النحل والملل لاختلاف الأمم.)

قال الشیخ الأکبر الحاتمی رضی الله عنه : (بسم الله الرحمن الرحیم) کلمة بسم الله من الإلهیین بمنزلة کلمة الحضرة.

فلما أراد رضی الله عنه ظهور عین الکتاب المسطور فی الرق المنشور، قال: بسم الله الرحمن الرحیم، فالأدیب خلاق فی هذه الدار ببسم الله الرحمن الرحیم ؛ لیعصم فی معاملته من مشارکة الشیطان حیث أمره بالمشارکة فی الأموال والأولاد، فهو ممتثل هذا الأمر الإلهی وحریص علیه، ونحن مأمورون بألقابه فی هذه المشارکة، فطلبنا وطلبنا ما نتقید به لکونه نجیا عئا لا نراه فأعطانا الله اسمه تعالى.

فلما سمینا الله تعالى أعمالنا عند الشروع فیها توحدنا بهما، وعصمنا الله من مشارکة الشیطان.

فإن الاسم الإلهی هو الذی یباشرها، ویحول بیننا وبینه حتى أن بعض أهل الکشف یشهدون هذه المدافعة التی بین الاسم الإلهی من العبد فی حال الشروع و بین الشیطان.

وإذا کان العبد بهذه الصفة کان على بینة من ربه، وفاز ونجا من هذه المشارکة، وکان له البقاء فی الحفظ والعصمة فی جمیع أعماله وأحواله.

ذکره رضی الله عنه فی الباب الثالث والخمسین وثلاثمائة من «الفتوحات» وإنما عدل رضی الله عنه عن قوله: "کن أدبا مع الله تعالى ورسوله صلى الله علیه وسلم ، فإنه إذا أراد شیئا یقول له کن وحیث صدر منه صلى الله علیه وسلم فی غزوة تبوک: «کن أبا ذر» الحدیث.

"نظر ناظر من المسلمین فقال: یا رسول الله، هذا رجل یمشی على الطریق، فقال رسول الله -صلى الله علیه وسلم-: "کن أبا ذر" فلما تأمله القوم، قالوا: یا رسول الله، هو والله أبو ذر، فقال رسول الله -صلى الله علیه وسلم-: "رحم الله أبا ذر یمشی وحده، ویموت وحده، ویبعث وحده" . المستدرک على الصحیحین

قال انه فی «الفتوحات»الباب 595 : "من أراد التکوین فلیقل بسم الله وإن کتبه فلیکتبه بالألف وقال الأدب مع الله أن لا تشارک فیما أنت فیه مشارک " فافهم

بعض أسرار بسم الله على العموم لا باعتبار خصوص المقام.

اعلم أنه لما ثبت أن الأسماء الإلهیة سب وجود العالم، وأنها المسلطة علیه والمؤثرة لذلک، قال : بسم الله خیر مبتدأ مضمر ، وهو ابتداء العالم وظهوره کأنه یقول ظهور العالم بسم الله الرحمن الرحیم، فظهر به العالم.

واختصت به ثلاثة من الأسماء؛ لأن الحقائق تعطى ذلک:

فالله هو الاسم الجامع الأسماء کلها والرحمة صفة عامة فهو رحمن الدنیا ما رحم کل شیء من العالم فی الدنیا،

ولما کانت الرحمة فی الآخرة لا تختص إلا بقبضة السعادة، وانفرد عن أخیه فی الآخرة.

فتم العالم بهذه الثلاثة الأسماء جملة فی الاسم الله، وتفصیلا فی الاسمین الرحمن الرحیم .

قوله: (بسم الله): بالباء ظهر الوجود، وبالنقطة تمیز العابد من المعبود.

قیل للشبلی قدس سره أنت الشبلی، قال: «أنا النقطة التی تحت الباء».   وهو إشارة إلى وجود العبد بما تقتضیه حقیقة العبودیة.

"قال العارف سیدی ابن الفارض سلطان العاشقین مشیرا إلى ذلک بقوله:

ولو کنت لی من نقطة الباء خفضة     …… رفعت إلى ما لم تنله بحیلة

فبالتعین وقع التمیز، وقد علمت أن أول تعین هو الحقیقة المحمدیة، وهذه النقطة المراد بها ما ذکرناه مظهر هذه الحقیقة، والظاهر عین المظهر باعتبار، فکان صلى الله علیه وسلم هو هذه النقطة الجامعة لما یکون و کان."

"واعلم أن الذات تبارک وتعالى لا تعلق له بالعالم ولا بشیء لغناه الذاتی.

وأن الذی له التعلق والتأثیر بالعالم هو الأسماء والبسملة کافیة للعالم، وبها یتم أمره فإنها مشتملة على الأسم: الله والرحمن الرحیم، أما الأول فإنه له جمعیة الأسماء جمعیة إجمال، والاثنان الباقیان لهما جمعیة ذلک تفصیلا. "

ونقل الشیخ رضی الله عنه عن الشیخ أبی مدین قدس سره أنه قال: «ما رأیت شیئا إلا ورأیت الباء علیه مکتوبة». فالباء المصاحبة للموجودات من حضرة الحق فی مقام والفناء.

ثم جاءت إلها آخر إشارة إلى بقاء وجوده أخرا عند محو الرسوم، وهذا هو المقام الذی یضمحل فیه أحوال السائرین، وتنعدم فیه مقامات السالکین حتى یفنى ما لم یکن، ویبقى من لم یزل لا غیر؛ لیثبت لظهوره ولا ظلام یبقى لنوره.

ویشیر إلى هذا المقام قوله تعالى: "لا تبقی ولا تذر" [المدثر : 28] وقوله : «فإن لم تکن تراه فإنه یراک» فالألف المحمولة بالإضافة .

أعنی: ألف الله إشارة إلى تحقیق اتصال الوحدانیة، وتمحیق انفصال الغیریة وهو تحقیق المتصل بتمحیق المنفصل، فافهم.

والألف الثانیة فی اللام الثانیة تمحو آثار الغیر المتحصل: أی من الوهم المکتسب وظهور اللام بالاستقلال، وإما إلها للهویة الساریة إشارة إلى أنه منها بدأ وبها ختم وملکها الأمر فی الوجود والعدم.

وجعلها دالة على الحدوث و القدم، والله بکل شیء محیط، وصیر الکل استما ومسمی، وأرسله مکشوفا و معما الله هو الولی الأعلى

أما ترى أن اللام الثانیة لما کانت مراده الکل مجتباه کیف أعربت و اتصلت بألف الوحدانیة اتصالا شافیا حتى صار وجودها نطقا یدل على الألف دلالة صحیحة، وإن کانت الذات فیت فإن لفظک باللام تحقیق الاتصال.

ویشیر إلى هذا قول أعلم الخلق بالله صلى الله علیه وسلم : «من عرف نفسه فقد عرف ربه» فمن عرف اللام الثانیة عرف اللام بخلاف اللام الأول، فإنه مع الهمزة ولا یظهر الألف.

أما ترى تعانق الکلام مع الألف تعانقا حبیبا عشیقا لا یفارقها أبدا؛ بل فی ظهور الأول ثابت الهمزة عنها: أی عن الألف، وهی فی حجاب غرة البطون لا تقبل الحرکة والخروج لو شاء لجعله ساکنا.

قال الله تعالى: "وله ما سکن فی اللیل والنهار وهو السمیع العلیم" [الانعام : 13]، فافهم ولا تکن غلیظ الطبع قدما أصم أعمى أبکم وعلى الله قصد السبیل.

وأما قوله رضی الله عنه عن الرحمن فاعتبر فیه وجهان: فمن أعربه بدلا جعله ذاتا.

قال تعالى : "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أیا ما تدعوا له الأسماء الحسنى" [الإسراء:110]

ومن أعربه نعتا فقد اعتبره صفة قال : «إن الله خلق آدم على صورته» وفی روایة: «على صورة الرحمن» و هذه الروایة ذکرها رضی الله عنه  فی الباب الخامس من «الفتوحات» وقال: إنها صحیحة من طریق الکشف، فمن أعربه بدلا أشار إلى التحقیق بمقام الجمع الذاتی وفناء الصفات.

کما قیل: التوحید إسقاط الإضافات و هو مقام أن الله خلق آدم على صورته ، وذلک وجود العبد فی مقام قرب الحق فی حد الخلافة. فافهم

وأما من أعربه نعتا فإنه أشار إلى رتبة الجمع الصفاتی، وهو من مقام خلق آدم على صورة الرحمن وهذا مقام الوراثة ولا یکون إلا بالحجاب، وهو المعبر عنه بالمثل، وفیما قررناه دل على ما أضمرناه لمن له قلب.

قال تعالى: "ورد الله الذین کفروا بغیظهم لم ینالوا خیرا وکفى الله المؤمنین القتال" [الأحزاب:25] فکن المعمی ولا تکن من هو أضل و أعمی.

وأما الرحیم من البسملة صفة محمد صلى الله علیه وسلم بلا شبهة ولا مراء، کما شهد الله له بقوله: "بالمؤمنین رءوف رحیم" [التوبة:128]، "وکفى بالله شهیدا" [النساء: 79] ، تمت البسملة وبتمامها تم العالم خلقا وإبداعا، وکان صلى الله علیه وسلم مبدأ الوجود عقلا و نفسا

ورد: «کنت نبیا و آدم بین الماء والطین».  أی العلم والعین وصار به ختما

و به  صلى الله علیه وسلم ختم المقام روحا وجسما , کان آدم أبو البشر حامل الأسماء وهو صلى الله علیه وسلم حامل الاسم والمعین

قال : «مثلت فی أمتی فی الماء والطین وعلمت الأسماء کلها کما علم آدم الأسماء کلها» ذکره الدیلمی عن أبی رافع .

فالشهود فی الماء والطین أتم وأعم من الشهود فی عالم الأرواح أو المثال فافهم.

فإنی ما ذکرت لک فی مقام البسملة سوى قشور ما فهمته من معارفه لانه وذلک لأن الفائدة فی المحاورة و التعریف لا یکون إلا إفهام المخاطب، و إلا ما یقع فی التعریف فائدة، ولما کان فهم المخاطبین بحسب إدراکهم فیما خوطبوا به مما ظهر منا إلا بحکم الحکیم.

وإلا قال بانه: إنه وجدت البسملة أنها تتضمن ألف معنى کل معنى منها لا یحصل إلا بعد انقضاء حول.

ولا بد من حصول هذه المعانی؛ لأنه ما ظهر إلا لیعطی معناه، فلا بد من کمال ألف سنة لهذه الأمة، وهی أول دورة المیزان ومدها ستة آلاف سنة روحانیة محققة.

ولهذا ظهر فی هذه الأمة من العلوم الإلهیة ما لم یظهر الغیر هذه الأمة، فإن هذه الدورة التی انقضت کانت ترابیة فغایة سعیهم علما وعملا بالطبائع و الإلهیون فیهم غربا قلیلون جدا.

یکاد ألا یظهر لهم عین، ثم أن المقالة منهم أیضا ممتزج بالطبیعة، ولا بد ما صرف خالص سائغ للشاربین، ولا سبیل لحکم الطبع علیه أصلا، هذا هو مال الیتیم الذی لا یقربه أحد إلا بالتی هی أحسن: أی باستحقاق الوراثة المحمدیة فافهم.

نکتة: اعلم أن البسملة أربعة ألفاظ لها أربعة معانی معان فتلک ثمانیة :

وهم العرش المحیط، وهم الحملة، فهم حملة من وجه و عرش، من وجه ذکره عند فی «الفتوحات» ثم قال: فانظر واستخرج من ذاتک لذاتک،

فقلت: إطاعة لخطابه المستطاب إنهم من حیث الصور حملة، ومن حیث المعانی عرش؛ لأن الصور یصح أن یقال فیها أنها حافلة الأرواح، فلهذا تظهر فی الآخر ثمانیة؛ لأن المعانی فیها تظهر صورة قائمة بنفسها والله أعلم.

بشارة فی البسملة وهی: إنه تعالى لکمال العنایة بالعباد کما أبطن اسم المنتقم فی الجلالة، وأظهر اسما الرحمة العامة والخاصة فی الوجودین الکتابة والقراءة، کذلک أظهر حکمها فی وجودی الدنیا والآخرة وأبطن حکم المنتقم فیها إشارة إلى سریان حکم الرحمن فی الوجود فافهم.

إن هذا معنى ما قاله به فی «الفتوحات»: إن من کرمه سبحانه أن جعل تعالى فی مقابلة الوعید مانعا وهو: العفو والتجاوز وأمرنا به، ولم یجعل للوعد مانعا قال مخلوق من مخالیقه نظم

وإنی إذا أوعدته أو وعدته     ….. لمخلفا  میعادی ومنجز

هذا وهو محتاج فقیر یتیم، قال تعالى : "ما غرک بربک الکریم " [الانفطار: 6].

قال الشیخ الأکبر: [الحمد لله منزل الحکم على قلوب الکلم بأحدیة الطریق الأمم من المقام الأقدم وإن اختلف النحل والملل لاختلاف الأمم. وصلى الله على محمد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم].

قال الشیخ الکیلانی الشارح:

(الحمد لله) حقیقة، الحمد هو العبد المقدس المنزه قدمت الذات تنویها وتشریفا وتعریفا بأن النفس قد عرفت، وتصدیقا و اقتداء لبی.

قال تعالى : "إنه من سلیمان وإنه بسم الله الرحمن الرحیم" [النمل:30]

کأنک ما فهمت ما ذکره لک بلسان آخر من ألسنته رضی الله عنه ؛ لاتساع الرحمة وإطاعة الأمر حیث کی لا تمتعوا هذه الرحمة التی وسعتکم

فاعلم أیدک الله وإیانا بروح منه أن الحمد و ثناء وله ثلاث مراتب:

1 - حمد الحمد

2 - وحمد المحمود لنفسه،

3 - وحمد غیره له

وما تم مرتبة رابعة، ثم فی الحمد الذی یحمد الشیء نفسه، أو بحمده غیره تقسیمات، إما أن یحمده بصفة فعل، وإما بصفة تنزیه و ماثم حمد ثالث بهذا التقسیم

وأما حمد الحمد له فهو فی الحمدین بذاته لو لم یکن لما صح أن یکون لها حمد.

ثم أن الحمد على المحمود قسمان، منه أن یحمد بما هو علیه وهو الحمد الأعم.

ومنه أن یحمد على ما یکون منه وهو الشکر العرفی الأخص، فانحصرت الأطراف و اجتمعت المحامد.

وإما تعیین الکمالات التی تدل على ما ذکره لا یتناهى کما أخبر أعلم الخلق بالله لا حیث قال فی بیان المقام المحمود: «فأحمده بمحامد لا أعلمها الآن»

وقال صلى الله علیه وسلم : «لا أحصی ثناء علیک» ؛ لأن ما یتناهى لا یدخل فی حیطة الإحصاء والوجود، ولما کان کل عین حامدة ومحمودة فی العالم کلمات الحق الظاهرة من نفس الرحمن بفتح الفاء ونفس الرحمن ظهور الاسم الباطن، والحکم الغیب فهو الظاهر والباطن فرجعت إلیه عواقب الثناء کله؛ بل إلیک فافهم.

فلا حامد ولا محمود بل ولا الحمد إلا الله، ولا الحمد إلا العبد، فإن من هذا المشرب ما قلناه: إن حقیقة الحمد هو العبد المقدس فلا تقف مع ساحل الألفاظ، و خض بحر المعانی مجرد عن لباس الصور والأوان، لعلک تقدی بهذا فإن صعب علیک المرام من حیث أنه إلغاز وإیهام.

قل: إن الحمد فی العرف إظهار کمال المحمود فی ظهور العبد الکامل على صورة إظهار الکمال، بل کمال الإظهار، فإن ما فی الإمکان أبدع مما کان هل یکون شیء أبدع من صورة المبدع والله هو البدیع؟!

فاقنع هذا وخذ ما آتیتک، وکن من الشاکرین فإن المقام مقام الحیرة والکیل کیل السندرة لله.

الاسم الله اسم مرتبة أزلیة قدیمة، وهو مقام انفصال وجود من وجود الإله، ثم غیبه عن وجوده بوجوده سبحانه الأزلی الأبدی، فلما جمع الأبد والأزل جمع الحرفین، ولف الطرفین، وطی البردین فی اعتدال البردین .

فأوصل اللام باسم الجلالة ؛ الکمال الاتصاف وغایة العدل والإنصاف.

(وقال الله) لتحقق الاتصال التام و تمکنه فی ذلک المقام، فخرج من مضمون مجموع ما ذکرته إن فهمته أن غایة الأمر أنه حمد نفسه التی رآها وهذا من محتملات الآیة، إذا کانت الکاف غیر زائدة وصار الموجود مرآة فلا تحلت صور الممثل فی مرآة الذات.

قال لها تعالى حین أبصرت الذات وعطست و میزت نفسها: احمدی من رایت فحمدت نفسه التی رأت فی المرآة.

فقالت: الحمد لله.

فقال لها: یرحمک ربک یا آدم لهذا خلقتک فسبقت بهذا القدم رحمته غضبه.

وإنما قلت: إن الله اسم للمرتبة لا اللذات .

لقوله فیه فی أجوبة الترمذی رحمه الله: إن مدلول الله یطلب العالم بجمیع ما فیه فهو له کاسم الملک والسلطان، فهو اسم للمرتبة لا للذات انتهى کلامه رضی الله عنه.

و کیف لا والحمد ما یقع إلا على الأسماء للذات البحت؛ لأنها لا تدرک.

قال صدر الدین القونوی فی شرح الفاتحة: إن الحمد هو الثناء فی الحقیقة تعریف، والتعریف لا یصح بدون معرفة المعرف بالفتح فافهم. فکیف تقبل الحمد.

و أیضا: إن الحمد من مقام التفصیل والجمع لا الأحدیة الذاتیة فافهم.

فإذا فهمت هذا فاعلم أن الشارح الذی شرح الله صدر الخطبة بالذات المطلقة المعراة عن جمیع النسب حتى عن نسبة التجرد والإطلاق ما اتصف، وکیف یصدر من العارف ما یخرج عن میزان القسط والعدل فافهم.

فإن قیل: لم قال له الحمد لله ولم یقل بالله؟

کما یقول، العارف، قلنا: لشرف مقام اللام فإن الحمد له أعلى من الحمد بالله؛ لأن الحمد بالله أبقى الحامد وهو مقام قرب النوافل، والحمد لله أفی الحامد وهو من مقام قرب الفرائض.

فإذا قال العالم : الحمد الله: أی لا حامد لله إلا هو فأجری ألا یکون محمودا سواه.

وقال الجاهل: الحمد لله : أی لا محمود إلا الله فاشترکا فی اللفظ، و افترقا فی المعنى فالعالم أفنی الحامدین والمحمودین من الخلق.

والمحجوب أفنی المحمود من الخلق فقط.

وأما العارفون هم البائیون فلا یتمکن لهم أن یقولوا الحمد لله إلا مثل العامة، وإنما مقامهم الحمد بالله؛ لبقاء نفوسهم عندهم وغایة الأمرین ونهایته أنها قائمة بالله وهم أهل مشهد لا حول ولا قوة إلا بالله.

فلما کان له به رتبة العلم فقال: الحمد لله وما قال: الحمد بالله فإن دون رتبته.

قال له فی «الفتوحات» نقلا عن أبی العباس العریف أنه قال: العلماء لی والعارفون بی یشیر إلى ما ذکرناه.

فأثبت المقام العالی للام؛ لأن اللام لا تبقی ولا تذر.

فالعلماء هم اللامیون، و العرفاء هم البائیون، فافهم

(منزل الحکم)، مخففة من باب الأفعال یشیر فنه إلى مرتبة الإنزال الإجمالی إلى حضرة النفس الکلی التی عبر عنها بلسان الشرع، أم الکتاب وهو اللوح المحفوظ من المحو والإثبات.

کما أشار إلى هذا الإنزال الإجمالی قوله تعالى : "إنا أنزلناه فی لیلة القدر" 1 سورة  القدر .

وهو إنزال إجمالی إلى النفس المحمدیة المعبر عنها بلسان العموم السماء الدنیا.

قال بعض المفسرین: إنه تعالى أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنیا فی لیلة القدر والشرف.

أو نقول: منزل بالتشدید من باب التفعیل: أی منزل الحکم على سبیل التدریج بحسب المصالح کما قال تعالى فی القرآن

"ما ننزله إلا بقدر معلوم" [الحجر: 21] اقتضته حکمة الحکیم.

وقال تعالى : "ونزلناه تنزیلا" [الإسراء:106] : أی مرتبا بحسب المصالح.

وقال تعالى : "فإنه نزله على قلبک بإذن الله مصدقا لما بین یدیه وهدى وبشرى للمؤمنین" [البقرة: 97]؛ لأنه محل التفصیل بخلاف النفس إذا إجمال بالنسبة إلى قلب القلب، وفیه تفصیل کل أمر فهکذا نزول الحکم على الکلم على النفوس مرة، وعلى القلوب تارة أخرى.

فالأولى أشرف وأعلى، والثانی أنتم وأولى ولهذا خوطب صلى الله علیه وسلم حین کان یعجل بالقرآن قبل الفرقان

فقال تعالى: "ولا تعجل بالقرآن" [طه: 114] : أی بالإجمال قبل التفصیل إشارة إلى أن الفرقان بعد القرآن أتم وأولى، فافهم .

وأما الحکم وهی جمع حکمة، قال تعالى: "ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا" [البقرة:269]، وما کثره الله تعالى لا یدخله قلة وأمتن على نبیه وخلیفته داود علیه السلام ، وعلى نبینا صلى الله علیه وسلم بأن أتاه الحکمة وفصل الخطاب، وهو من ثمرة الحکمة أو الحکمة نفسها.

وهو إیجاز البیان فی موطن الإطناب والإسهاب فی الآخر على ما یقتضیه المقام والحال، وأوتی صاحب جمع الجمع صلى الله علیه وسلم ما لم یؤتوا وهو صدق قوله: «أوتیت جوامع الکلم». وهو من أکبر فصول الخطاب جزء من أجزاء هذا الکتاب.

وعلى لسان رتبته صلى الله علیه وسلم .

قال ولی من أولیائه "الشیخ عبد القادر الجیلانی" : "یا معشر الأنبیاء أوتیتم اللقب، وأوتینا ما لم تؤتوا".

أو نقول: منزل بالتشدید من باب التفعیل: أی منزل الحکم على سبیل التدریج بحسب المصالح کما قال تعالى فی القرآن

"ما ننزله إلا بقدر معلوم" [الحجر: 21] اقتضته حکمة الحکیم.

وقال تعالى : "ونزلناه تنزیلا" [الإسراء:106] : أی مرتبا بحسب المصالح.

وقال تعالى : "فإنه نزله على قلبک بإذن الله مصدقا لما بین یدیه وهدى وبشرى للمؤمنین" [البقرة: 97]؛ لأنه محل التفصیل بخلاف النفس إذا إجمال بالنسبة إلى قلب القلب، وفیه تفصیل کل أمر فهکذا نزول الحکم على الکلم على النفوس مرة، وعلى القلوب تارة أخرى.

فالأولى أشرف وأعلى، والثانی أنتم وأولى ولهذا خوطب صلى الله علیه وسلم حین کان یعجل بالقرآن قبل الفرقان

فقال تعالى: "ولا تعجل بالقرآن" [طه: 114] : أی بالإجمال قبل التفصیل إشارة إلى أن الفرقان بعد القرآن أتم وأولى، فافهم .

وأما الحکم وهی جمع حکمة، قال تعالى: "ومن یؤت الحکمة فقد أوتی خیرا کثیرا" [البقرة:269]، وما کثره الله تعالى لا یدخله قلة وأمتن على نبیه وخلیفته داود علیه السلام ، وعلى نبینا صلى الله علیه وسلم بأن أتاه الحکمة وفصل الخطاب، وهو من ثمرة الحکمة أو الحکمة نفسها.

وهو إیجاز البیان فی موطن الإطناب والإسهاب فی الآخر على ما یقتضیه المقام والحال، وأوتی صاحب جمع الجمع صلى الله علیه وسلم ما لم یؤتوا وهو صدق قوله: «أوتیت جوامع الکلم». وهو من أکبر فصول الخطاب جزء من أجزاء هذا الکتاب. وعلى لسان رتبته صلى الله علیه وسلم .

قال ولی من أولیائه "الشیخ عبد القادر الجیلانی": «یا معشر الأنبیاء أوتیتم اللقب، وأوتینا ما لم تؤتوا».

ذکره رضی الله عنه فی "الفتوحات" عن قطب وقته و فرد عصره عبد القادر الجیلانی قدّس سره . 

"أضاف الشیخ المحقق للکتاب :

قال الشیخ العطار : وأما قول سیدنا سلطان الأولیاء عبد القادر : «معاشر الأنبیاء أو تیتم

اللقب، وأوتینا ما لم تؤتوا» فهو من باب قول الخضر لموسى علیهما السلام "أنا على علم أو تیته لم تؤته" أو معنى ذلک، مع أنا لا نتوقف فی فضل موسى على الخضر، وفضل الله یؤتیه من یشاء.

کیف وعلم رجال هذه الأمة موروت عنه صلى الله علیه وسلم ، وقد علم ما لم یعلمه غیره ممن سبقه من الأنبیاء علیهم السلام ، فقد فاز رجال هذه الأمة بالعلم الموروث عنه صلى الله علیه وسلم .

وقال أیضا الشیخ الشعرانی معقبا على ذلک: اعلم أن قوله رضی الله عنه : «إنما أوتیتم اللقب» أی حجر علینا لقب النبی ، وإن کانت النبوة ساریة إلى یوم القیاسیة فی أکابر الرجال لأنهم نواب الأنبیاء وورثتهم.

وأما قوله: «وأوتینا ما لم تؤتوا».. فهو معنى قول الخضر علیه السلام الذی شهد بعدالته وتقدمه فی العلم لموسى علیه السلام " أنا على علم علمنیه الله لا تعلمه أنت" یرید من الوجه الخاص الذی بین کل إنسان وبین ربه.

ویحتمل أن یرید الشیخ عبد القادر بالأنبیاء هنا أنبیاء الأولیاء أصحاب التعریف الإلهی، فتکون تصریحا منه بأن الله تعالى قد أعطاه ما لم یعطهم، والله أعلم. "

والحکمة علم خاص و الفرق بین الحکمة و العلم المطلق أن لها الجعل و التحکم بخلاف العلم فإنه تابع المعلوم، فالحکیم من قامت به الحکمة فکان الحکم لها . 

قال تعالى إشارة إلى هذا المقام: "کتب على نفْسِهِ الرّحْمة" [الأنعام: 12] لأنها مقتضى الحکمة . 

قال رضی الله عنه فی الاسم الحکیم: إنّ العارف یقدم الحکیم على العلیم، فالحکیم خصوص و العلیم عموم، و لذلک ما کل علیم، انتهى کلامه رضی الله عنه . 

وذلک لأنه ثبت عند أهل الکشف الأتم والتحقیق الأوسع الأعم أن الترتیب ثابت فی الأعیان الثابتة فی الحال بثبوتها فی معدتها، وتعلق العلم الإلهی بحسب ما هی مرتبته، وما ترتبت إلا بالحکمة لأنه ما من ممکن مضاف إلى ممکن أخوالا ویمکن إضافته إلى ممکن آخر لنفسه مع قطع النظر عن أمر آخر، لکن الحکمة اقتضت هکذا وهو ذاتیّ لها، والظاهر فی العالم الشهادی ظلّ ذلک العالم المعنوی على ترتیبه. 

قال رضی الله عنه: هذا هو العلم الذی انفرد به الحق، و جهل منه فافهم، فظهرت به الحکم فی الوجود بالوجود على ترتیب أعیان الممکنات فی حال ثبوتها قبل وجودها روحا و صورة، فبان لک الفرقان بین العلمین العلم والحکمة وکلاهما . 

قال الحکیم العلیم: "ما یبدّلُ القوْلُ لدیّ"  [ ق: 29] لأنه مخالف الحکمة و هی تأبى التبدّل الخارج بخلاف النسخ فإنه من الحکمة البالغة . 

قال تعالى: "ما ننْسخْ مِنْ آیةٍ أوْ نـنْسِها ن أْتِ بخیْرٍ مِنْها أوْ مِثلها" [ البقرة : 106] فافهم .

فالعلم بالحکمة المنزلة تخفیفا أو تثقیلا إمّا بکشف سبحات الوجه حتى یرى ما فی العین الثابتة، فإنها حکم مرتبة من حکیم علیم، هذا الإنسان عین صفاء خلاصة الخاصة، و إمّا ما یکشف الغطاء عن البصر والبصیرة، أو بتعریف إلهی حتى یرى أو یعلم ما فی الوجود من الحکم المرتبة ترتیب علیم حکیم . 

أمّا قوله رضی الله عنه: بالإنزال أو التنزیل المشیر إلى التنزل من العلو، فلأن الأمر نزول من علو أحدیة الذات إلى أحدیة الجمع باعتبار الإنزال أو التنزیل الذی من المقام الأقدم الذی هو الولایة المطلقة التی هی باطن النبوة.

أو من أحدیة إلى ساحة الفرق باعتبار التنزیل و التفصیل فی مرتبتی النبوّة و الرسالة المطلقة العامة و الخاصة.

فإذا فهمت ما سردته لک فهم منصف ظهر لک أنّ القول بأن التنزیل أولى من الإنزال کما ذهب علیه الشارحان القیصری و الجامی قدّس سرهما ترجیح بلا مرجح، بل بالعکس أولى و أحرى.

لأن الشیخ رضی الله عنه قال: إن الحکم من المقام الأقدم بأحدیة الطریق الأعم، و هما بالإجمال أقرب من التفصیل، بل هما عینا الإجمال و محلا الإهمال فافهم، فإنها من فیض الأقدس لا المقدس. 

کما صرّح به رضی الله عنه بعد هذا فی قوله: ما بقی إلا قابل و القابل لا یکون إلا من فیضه الأقدس، ثم الاستدلال بأنه لا یکن ظهور الحکم على القلوب بالفعل، إلا على سبیل التدرج إدخال الزمان على الإلهیات و الخروج عن الموطن المبحوث فیه، فإن المقام مقام الأقدم . 

قال رضی اللّه عنه فی الباب السادس و السبعین فی فصل من "الفتوحات" : 

لیس فی حق الحق ماض و لا آت و آن، و إنه ما زال و لا یزال لا یتصف بأنه لم یکن ثم کان، و لأمر القضاء بعد ما کان و ربما یعطی الله تعالى هذه القوة لمن یشاء من عباده، و قد ظهر منها نفحة على النبی صلى الله علیه و سلم علم الأولین و الآخرین فعلم الماضی و المستقبل فی الآن، فلو لا حضور المعلومات له فی حضرة الآن لما وصف بالعلم بها فی حضرة الآن فافهم.

مع أن شیخنا نور الدین عبد الرحمن الجامی قدّس سره اعترف فی خطبة کتابه:

إن من عجائب هذا النوع ما فاض من قلبه إلا نور و روحه إلا ظهر کتاب "فصوص الحکم و الأسرار" دفعة واحدة على قلب المصنف رضی الله عنه انتهى کلامه . 

و أما قول الشارح القیصری قدّس سره: إنّ التنزیل أولى ثم الاستدلال بأن نزول الحکم على کتاب استعدادات الأنبیاء علیهم السلام، و لو کانت دفعة واحدة و لکن ظهورها بالفعل لا یمکن إلا على سبیل التدریج، فخروج عن المقصود لأن المراد من المبحث کیفیة النزول لا کیفیة ظهور المنزل، فافهم .

و لا تنظر إلى من قال، و انظر إلى ما قال لتکون من الرجال و لا تحرم من حقیقة صدق المقال، و تکن من الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه .

( على قلوب) اعلم أیدک الله و إیانا بروح منه أنّ القلب عبارة عن النشأة الجامعة بین الحقائق الجسمانیة و القوى المزاجیة، و بین الحقائق الروحانیة و الخصائص النفسیة، و هو جوهر برزخی له وجه إلى جمیع الأطراف و له مقام المضاهات، وأن یتسع لانطباع التجلی الذاتی الذی ضاق عنه العالم الأعلى و الأسفل بما اشتملا علیه . 

کما ورد به الإخبار الإلهی من مشکاة النبوّة، وهو قوله سبحانه: "ما وسعنی أرضی وسمائی ویسعنی قلب عبدی"  

وأن یکون مستوی له و ظاهرا بصورته، فالقلوب أبدا لم تزل مفطورة على الجلاء، مصقولة صافیة وکل قلب تجلت فیه الحضرة الإلهیة من حیث هی هو الیاقوت الأحمر، و هذا هو التجلی الذاتی فذلک قلب المشاهد الکامل المکمّل العالم الذی لا أحد فوقه فی تجلّ من التجلیات . 

قال سبحانه: "إنّ فی ذلک لذکْرى لمنْ کان لهُ قلْبٌ" [ ق: 37] لأن التقلیب و التقلب فی القلب نظیر التحوّل الإلهی فی الصور، فلا یقابل التحول الغیر المتناهی إلا التقلب الغیر المتناهی فلا تکون معرفة الحق إلا بالقلب.

ثم یقبلها العقل القدسی من القلب کما یقبل من الفکر، فمن لم یشهد التجلیات بقلبه ینکرها بالعقل لأنه یقید و الأمر مطلق غیر مقید، بل القلب بین الإصبعین یقلبها کیف یشاء العبد، أو الحق فهو متقلب بتقلب التجلیات، و التجلیات بحسب الشئون کل یوم هو فی شأن .

أو نقول: إنه یتقلب بتقلب التجلیات، و التجلیات بحسب استعدادات الأعیان، فالقلب مرآة مصقولة کلها وجه لا تصدأ، و إن أطلق علیه یوما ما الصدأ . 

کما ورد فی الحدیث :  " إن القلوب لتصدأ کما یصدأ الحدید ".  

الحدیث لیس المراد بهذا الصدأ أنه طخا و طلع على وجه القلب، بل لما تعلق و اشتغل بعلم الأسباب عن العلم بالمسبب، فکان تعلقه بغیر الله هو الصدأ، فهذه المرآة المصقولة التی هی القلب مقابلة للوجه المطلق، فتظهر فیها صور الشئون . 

قال الله تعالى :  " لا یسعنی أرضی و سمائی".  

یشیر إلى العلویات و السفلیات فإنه تعالى عرض علیها الأمانة، فأبین أبا استعدادیا . 

ثم قال :  "و یسعنی قلب عبدی المؤمن التقی النقی".  رواه الدیلمی والعجلونی، وذلک لوسع دائرته، بل لعدم تناهیه و حسن المقابلة و کمال الموطأة و المواجهة. فأین هذه السعة من سعة العارف القابل؟

لو أبقیت العرش و ما حوله ألف ألف مرة فی زاویة قلب العارف ما أحسّ به، و أین المتناهی من غیر المتناهی؟ . 

فقلب العبد , العبد الخصوصی بیت الله سبحانه و موضع نظره و معدن علومه و حضرة أسراره و مهبط ملائکته و خزانة أنواره و کعبته المقصودة و عرفانه المشهودة رئیس الجسم و ملیکه.

إذا أراد شیئا أن یقول له کن فیکون . مع السلامة من الآفات و زوال الموانع، بل بصلاحه صلاح البدن و بفساده .

فساده هو الموصوف بالسکر، و الصحو فی الإثبات و المحو، و له الأسرار و التنزل هو ذو الجلال و الجمال و الأنس و الهیبة هو قابل المعانی، و مدبر الأوانی و هو صاحب الجهل و الغفلة و الکفر و الشرک إمّا مضل، و إمّا هاد بل هو مضل هاد .

( الکلم) جمع کلمة و هی لیست سوى صور الممکنات، فالمراد هنا من الکلم أعیان الکمّل من الأنبیاء و الرسل صلوات الله علیهم أجمعین . 

قال تعالى فی عیسى علیه السلام: "و کلمتهُ ألقاها إلى مریم و روحٌ مِنْهُ فآمِنوا باللّهِ ورسُلِهِ ولا تقُولوا ثلاثةٌ انتهُوا خیْرًاً لکُمْ  إنّما اللّهُ إلهٌ واحِدٌ سُبْحانهُ أنْ یکُون لهُ ولدٌ لهُ ما فی السّماواتِ وما فی الْأرضِ وکفى باللهِ وکیلًا" [ النساء: 171] . إنما سمیت کلمة لأنها مجتمعة من الحروف العالیات . 

قال رضی الله عنه فی بعض أشعاره : 

کنا حروفا عالیات لم نُقَل... متعلقات فی ذرى أعلى القلل

و هی کالکلمة الحرفیة المرکبة من حروف النفس بفتح الفاء، و ذلک لأن کل معلوم فی عرضه الإلهی له رتبة الحرفیة فبالانصیاع بنور الوجود بحرکة معنویة ذاتیة یظهر مجموع من الحروف العالیات المسماة بالأعیان الثابتة فی مرآة الوجود، فیسمّى ذلک الظاهر المجموع بالکلمة، فکل نبی و ولی  کلمة، و نبینا صلى الله علیه و سلم بجوامع الکلم . 

و من هذا المقام قال :  "أوتیت جوامع الکلم"   

و کذا الوارث من أمته صلى الله علیه و سلم فإن لهم فیه صلى الله علیه وسلم أوتی هذه الأمة التی هی مجموع الکلمات لأنه من بعض محتملات الحدیث المذکور . 

قال صلى الله علیه و سلم :  "أوتیت جوامع الکلم"  : أی أعیان أولیائه، و أرواح وارثیه، بل کل واحد منهم جامع الکلم بقدر الاتباع و الوسع، و من وفى حقّ اتباعه کان له حکمة . 

کما قال صلى الله علیه و سلم : "ادعوا إلى الله علی بصیرة أنا و من اتبعنی" وهذا الاتباع أنتج  

المحبة والمحبة أثمرت أن یکون الحق سمعه، و بصره، و جمیع قواه صحّ له أن یکون جوامع الکلمات، و مجامع الخیرات، فافهم .

و من هذا المقام ما  ورد : "علماء أمتی کأنبیاء بنی إسرائیل"  

و یخبر صلى الله علیه و سلم فی أحادیث کثیرة بأخوة الأنبیاء علیهم السلام . 

و فی حدیث الأخوة حین قالوا: "نحن إخوانک یا رسول الله

قال: لا أنتم أصحابی، و إخوانی الذین یأتون بعدی آمنوا بی ولم یرونی الحدیث" و الإخوة هی الأسوة الحسنة فیما أخذوا من المعدن، فافهم 


ممد الهمم در شرح فصوص الحکم، علامه حسن زاده آملی ره ، ص: 1 تا 8 

مقدمة 

(بسم اللّه الرحمن الرحیم) الحمد للَّه منزّل الحکم على قلوب الکلم بأحدیّة الطریق الأمم من المقام الأقدم و إن اختلفت النحل و الملل لاختلاف الأمم. و صلى اللّه على ممدّ الهمم، من خزائن الجود و الکرم، بالقیل الأقوم، محمّد و آله و سلّم. 

الحمد للَّه‏

شیخ تأسیا بکلام اللّه کتاب خود را به بسم اللّه و الحمد للَّه افتتاح فرمود چون کلام اللّه سرمشق است. چون کمال نباشد حمد و ثنا نیست. در هر موطن، هر مظهر و هر اسم کمالى ببینیم حمد و ثنا پیش مى‏آید. هر جا ثنایى هست، آن جا کمالى هست. کمال نیست مگر از جانب خدا که اصل و خزانه اوست. إِنْ مِنْ شَیْ‏ءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ (حجر: 21) اصل و مبدأ آن جاست و این موجودات که مى‌‏بینیم لشکر صفات و اسماء اویند. 

هر کجا قدم نهاد پرتوى و اشراقى از او ظاهر شد. یعنى همه مراتب و منازل و مراحل یک حقیقت واحدة و مشکک ذات مراتبند. یک دار وجود است به تشکیک مراتب، یک مرتبه‌‏اش ظاهر و یک مرتبه غایب. محور کمالات وجود است، هر جا کمالى هست آن کمال مى‏‌گوید: اللّه اللّه، یعنى من اصلى دارم. 

هر جا نعمتى باشد بى‏ تعارف الحمد للَّه مى‌‏آید، حمد قولى، حمد فعلى، حمد حالى. چون انسان مظهر حق جلّ و علاست و در حقیقت معرفت نفس مرقات و نردبانى براى معرفت رب جلّ و علاست. 

جلوه‌‏اى کرد که بیند به جهان صورت خویش
خیمه در آب و گل مزرعه‌ی آدم زد 

حمد را به اقسام سه‌‏گانه‌‏اش، هم در مصدر که حق جلّ و علاست مى‌‏گوییم، هم در مظهر که بنده است. حمد قولى که به زبان مى‌‏آوریم و الحمد للَّه مى‏‌گوییم. چه خوب است که همه حمدها و تسبیح‌ها را آن طورى بگوییم که در قرآن مجید از زبان حق جلّ و علا آمده و تسبیحات و حمد ملائکه و انبیا و تسبیح و تقدیس آنها را حکایت مى‌‏فرماید. انسان هم زبان و ذکرش را تأسیا بأنبیاء و اولیاء و ملائکة اللّه عادت دهد و آن گونه که در قرآن آمده آن طور ذکر کند. (تشبّها به مردم بیدار ما این کار را کردیم و از ابتدا تا انتهاى قرآن هر جا که خداوند از زبان خودش خودش را و از زبان ملائکه حق جلّ و علا را ستود چگونه ستودن آنها را جمع کردیم. چه بهتر که شما هم براى حمد کردن به قرآن تأسى جویید.) 

حمد عبد به اقسام سه‌‏گانه‏‌اش‏ :

حمد قولى، 

مثلا مى‌‏گوییم الحمد للَّه رب العالمین. شکرا للَّه. 

حمد فعلى، 

آن است که بنده به حمد فعلى تن دهد، عبادت کند، وقف حق جلّ و علا باشد. در تمام افعالش، خیراتش، عباداتش وجه اللّه را بخواهد. 

سوره مبارکه هل أتى را که درباره أبرار کمّل اولیاء اللّه، امیر المؤمنین و همچنین اهل بیت پیغمبر (ص) حضرت فاطمه، امام حسن و امام حسین، آمده مى‌‏فرماید: آن بندگان خدا به آن أسیر و یتیم و مسکین فرمودند: إِنَّما نُطْعِمُکُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ چشم طمع به مردم نداشته باشید. 

 تو بندگى چو گدایان به شرط مزد مکن
 که خواجه خود صفت بنده پرورى داند 

 هدف این باشد که به کوى او قدم بردارى. هر عضوى روى فطرت تکوینی الهى خود کارکند، آن کار حمد آن عضو است. در هر حال انسان للَّه ربّ العالمین باشد. و الحمد للَّه على کل حال. دون مقام انسان است که براى اطفاى شهوت و آتش و غضب و ... کار کند. غذا مى‌‏خورد براى ابقاى طبیعت خودش. سنّة اللّه بر این جارى است که انسان همسر داشته باشد و جز از این راه زندگى اداره نمى‌‏شود. خدا را ببیند ابقاى نسل را ببیند. انسان باید خیلى بلند نظر باشد. 

حمد حالى، 

به حسب روح و قلب است. در کوى ما شکسته‌دلى مى‌‏خرند و بس بازار خود فروشى از آن سوى دیگر است‏ به گونه‌‏اى که انسان خودش حمد بشود. وجودش دارالحمد باشد که از عالم عقول است. انسان فرشته شود. 

با این حمد حالى که به حسب روح و عقل است. جان انسان به کمالات علمى و عملى متّصف شود. سرّ انسان متخلّق شود به اخلاق الهى تا کمالات براى نفسش ملکه شود و بماند. حقیقت او بشود حمد. به عدل و جود و رحمت و حکمت و دیگر اوصاف الهى متصف شود. 

مرحوم میر داماد در قبساتش فرمود: فاضل مقاماتک فی الحمد أن تجعل قسطک من حمدک لبارئک قصیا مرتبتک الممکنة من الاتصاف بکمالات الوجود کالعلم و الحکمة و العدل و الجود فیکون جوهر ذاتک حینئذ أجمل الحمد منک لبارئک الوهّاب سبحانه فانّک إذن تنطق بلسان حال کل صفة من تلک الصفات انّها فیک ظلّ صفته سبحانه و فیض جوده و صنع هبته.
(پس برترین مقامات تو در حمد این است که سهم خود از حمد براى آفریدگارت را مرتبه امکانى خود از اتصاف به کمالات وجود همچون علم، حکمت، عدل وجود قرار دهى تا جوهر ذاتت در آن هنگام زیباترین حمد از سوى تو براى آفریدگارت بخشنده‏‌ات باشد. تو در آن هنگام به زبان حال هر یک از آن صفات مى‌‏گویى که آنها در تو سایه صفت خداى سبحان و فیض جود و صنع و بخشش اویند).

جان تو دار الحمد مى‌‏شود، آن وقت اگر زبان با این دل مطابق باشد و آن زبان بگوید: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ شیرین است. 

جناب کلینى در این باره بابى از زبان ائمه (ع) عنوان کرد که بگذارید ذکر را اول دل شما بگوید. سعى کنید جان شما از عالم ذکر و ملائکه شود. همان حمد حق تعالى است و باید حفظ مراتب شود. حمد خالق به اقسام سه‏‌گانه‏‌اش‏ حمد قولى حق، 

آن است که خداوند خودش را در قرآن از زبان پیغمبر و از زبان دیگر انبیاء ستود. اینکه مى‏‌فرماید: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ، اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ، اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ این را کى و به کى مى‏گوید. آیة الکرسی و دیگر آیات از این قبیل را چه کسى مى‌‏گوید. چه خوب است که انسان به همان زبان که خداوند خودش را ستود او را بستاید. 

حمد فعلى حق، 

اظهار کمالات جمالى و جلالی اوست که آنها را از غیب به شهادت و از باطن به ظاهر و از علم به عین آورد. حمد حالى خدا، تجلیات اوست و ظهور نور ازلى‌‏اش. پس دار وجود یک پارچه دار الحمد است. زیرا دار وجود یا قول اوست یا فعل او یا تجلیات او. پس او حمد و حامد و محمود است و هر بنده که حامد است و هر مخلوق که محمود است و هر جا که حمدى مشاهده مى‌‏شود درباره همه و همه باید گفت:
 آن کس که زکوى آشناییست داند که متاع ما کجاییست‏

باز در این مقام حرف هست. گر چه به امهات آن اشارتى رفت ولى بعد از این مطالبى وابسته به آن پیش خواهد آمد. 

الحمد للَّه منزّل الحکم‏

تنزیل تدریجى و انزال دفعى است. قرآن مى‏فرماید: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ و در این عبارت نحوه‏‌اى ارشاد و هدایت نهفته است. مثلا امر به سکوت و خویشتن‏دارى و اندک اندک از عالم اله گرفتن. ما خیال مى‌‏کنیم وقتى گفتیم کسى پشت به این شهر کرد و رو به شهر دیگر (عالم اله) همه چیز را یک باره درمى‏‌یابد. خیر نمى‌‏شود؛ خیلى چیزهاست که اگر یک باره بر دل فرود آید و روى کند و انسان به آن برسد نتواند آن را هضم کند و از هم بپاشد. این نشئه، نشئه‌ی تدریج است زمان شب و روز آنا فآنا مى‏گذرد. یک هسته باید بتدریج رشد کند ولى از آن طرف تدریج نیست به آن اندازه که استعداد پیدا مى‌‏کنیم پله پله فیض مى‌‏گیریم. هر کس و هر موجود به قدر قابلیت خود فیض مى‌‏گیرد. تا چه اندازه مراقب باشد که این نهال را سرما نزند، گرما نزند، آب به موقع به آن برسد مربّى بالاى سرش باشد. هیچ هسته‌‏اى درخت نمى‏شود مگر در صراط مستقیم باشد و انسان به مقام شامخ نمى‏رسد مگر در صراط مستقیم باشد. باید در تمام کارهاى درونى و برونى، بدنى و روحى، در صراط مستقیم باشیم. یک کسى را مى‌‏خواهیم که به ما بگوید حد این است، اندازه این است. صراط مستقیم این است. از آن طرف بخل نیست که امساک کند به اندازه استعداد این طرف علم داده مى‏شود. حق تعالى علم را مى‏بخشد. ما یشاء و من یشاء، برمى‏‌گردد به اینکه جان چه کسى قابل به راه افتادن است. اینجاست که قابلیت پیش مى‏آید چون در این نشئه قرار گرفتیم تدریجا پله پله بالا مى‏آییم. در هر موطنى همه کاره اوست. وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ. بخشنده‏ اوست، وهاب اوست، رزّاق اوست. بنده به جایى مى‌‏رسد که ببیند فعل همه از اوست. نور همه از اوست. لا حول و لا قوّة الّا باللّه و همچنین است تمام صفات، تمام خیرات و تمام خوبى‏‌ها. همه برمى‏‌گردد به یک حقیقت. توحید در صفات نیست مگر همان یکى دیدن، یک قدرت، یک علم و ... اینجا مقام توحید در صفات است که لا اله الّا اللّه. این همه آوازها از شه بود. 

به هر رنگى که خواهى جامه مى‌‏پوش
 که من آن قدّ رعنا مى‌‏شناسم‏ 

یک ذات است که در دار وجود حکومت مى‌‏کند. 

به قول حاجى سبزوارى: 

 از کران أزلی تا به کران ابدى
 درج در کسوت یک پیرهنش ساخته‌‏اند 

اینجا همه طورى نگاه مى‌‏کنند در حالى که کثرتند وحدت مى‌‏بینند کثرات مقهور آن وحدتند. مراتب و منازل و مجارى تا مرتبه نازل آن هر یک مقامى دارند. «النفس فی وحدتها کل القوى» تا به توحید ذاتى برسد: یا هو من لا هو الا هو. و لا حول و لا قوة الّا باللّه. که توحید افعال است. آمد و شدن و پیر و جوان شدن، أطوار گوناگون یافتن مربوط به عالم ماده است. 

منزّل الحکم‏،

حکمت بهشت است. بهره را آن کس برد که حکمت نصیبش شد. علم خود انسان است و بنا به اتحاد عاقل و معقول وقتى انسان دانش یافت، با دانش و علم که چشم جان است و عالم را مى‏بیند، اسماء و صفات الهى را مشاهده مى‏کند، کتاب تدوینى و تکوینی او را مى‌‏خواند. وقتى که مواظب خود باشیم و به آداب شریعت خود را حفظ کنیم، اللّه اللّه گفتن‌ها، لبیک شنیدن است. یک حبه خردل، یک سر مو از نیّت و فعل و گفتار آدم از او دست برنمى‌‏دارد. همه رنگ مى‌‏گذارند. سعادتمند کسى است که جان را به ملکوت این عالم متوجه کرد. از اسرار و حکم این عالم آگاهى پیدا کرد. چنین فردى هم در میان اجتماع است و هم نیست، المؤمن غریب خوشا به حال این غریب‌ها که مثل لقمان حکیمند. او حکیم بود دل او منزل حکمت بود و مشاهده‏‌اش حکیمانه. روزها مى‌‏آمد خدمت حضرت داوود پیامبر مى‌‏نشست. کارى نداشت فقط تماشاچى بود- براى ما توفیقی است که نه امیریم نه وزیر نه کسى کارى به ما دارد. شکر خدا که مقام و منصب نداریم که دست و بال ما بند شود. حکمت بهشت است خوشا به حال دلى که منزل حکمت است. 

على قلوب الکلم‏، 

همه کلمه هستند، همه کتاب هستند، در آیات و روایات از انسان به میزان، کتاب و کلمه تعبیر شده است. انسان کامل از آن طرف که جامع اسماء و صفات و مظاهر کونیه است فقیر است، عبد است، محتاج است و دستش به گدایى بلند است. و از آن طرف که جنبه ملکوتى دارد کلمه است، مصطفى است، مجتبى است، ید اللّه است، عین اللّه است. من این طورم، من آن طورم از زبان ائمه (ع) که هرگز در مقام خود ستایى نیستند و در مقام بیان حقیقت هستند. از این باب است. از جنبه خلقى‏شان، تضرع و زارى دارند و از جنبه ملکوتیشان خبر از کمالات خود مى‌‏دهند: و اللّه ما قلعت باب خیبر بقوّة جسدانیة لکن بقوّة الهیة. 

 تقدیر به یک ناقه نشانید دو محمل
 طغراى حدوث تو و سلماى قدم را 

 انسان هم جنبه حدوثى دارد و از آن طرف از عالم اله جنبه قدمی دارد هم آن جایى است و هم اینجایى. تا اینجایى است گریه و زارى دارد و وقتى آن جایى است خبرها مى‏‌دهد. همه کلمه هستند. به قول شیخ شبسترى: 

به نزد آن که جانش در تجلیست 
همه عالم کتاب حق تعالى‏ست‏ 

عرض اعراب و جوهر چون حروف است مراتب همچو آیات وقوف است‏ از او هر عالمى یک سوره خاص یکى شد فاتحه و آن دیگر إخلاص‏ قلب در چند جاى قرآن تعریف شده است. جبرئیل قرآن را به قلب پیغمبر نازل کرد. وحى مربوط به قلب است، الهامات و خواب‌هاى شیرین و وحى‌‏هایى که مى‌‏شود مربوط به قلب است. چه وحى تشریعى که مخصوص پیغمبر است و چه وحى الهامى که به غیر پیغمبر مى‏رسد. چه در خواب و چه در بیدارى، همه مربوط به قلب انسان است. نکته: (وحى تشریعى به رحلت حضرت خاتم (ص) ختم شد و وحى الهامى براى هر مستعدى در صورت عدم موانع حتم است.) دل مستعد وحى الهامى مى‏گیرد، حقایق را مى‌‏بیند، سیر مى‏‌کند، حقایق آیات و روایات را مى‌‏بیند. اینکه پیغمبر بشود و شریعت بیاورد نمى‌‏شود. کسانى که یافتند حرفها زدند، کتابها نوشتند. ما بیچاره‏‌ایم، حقایق را نفهمیدیم، آنها که یافتند خبرها مى‏‌دهند، حرفها مى‏‌زنند و درست هم هست. خلاصه باید همه را از قلب خود بخواهیم نزول ملک و کشف و رؤیا مربوط به بیرون ما نیست. فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِیًّا، همین تمثّل یعنى درون شماست. نزول وحى درونى است. آنها که حشر با عالم أرواح پیدا مى‏‌کنند مى‏‌دانند که از درون انسان است. حساب انسان این است. کارخانه‌‏اى است که معانى را از بالا مى‌‏گیرد و در عالم خیال به صورت أشباح و اشکال درمى‌‏آورد. همان طور که اینجایى‌‏ها را مى‌‏گیرد و بالا مى‌‏برد آن جایى‏‌ها را نیز پایین مى‌‏آورد. خودش مى‌‏شود مجمع همه. 

هر که طرح کونین کرد، جمع کونین کرد. هر که دنیا و آخرت را ترک گفت جز تو نمى‌‏خواست. آخوند ملا صدرا کتابى دارد به نام «طرح الکونین» «الدنیا حرام على أهل الآخرة و الآخرة حرام على أهل الدنیا و الدنیا و الآخرة حرامان على أهل اللّه». از حضرت رسول (ص) نقل شده هر که طرح کونین کرد مقام جمع الجمع پیدا مى‏‌کند. عارفى فرمود:
دو عالم را به یک بار از دل تنگ
 برون کردیم تا جاى تو باشد 

باید این کار را بکنیم، بچشیم و برسیم. این همه بزرگان، آن همه مناجات‌ها، اشعار، حالات، سوزش دل‌ها و مقامات که دارند. همه شوخى کرده‌‏اند؟! ملّاى رومى دارد:
کرده‌‏اى تأویل حرف بکر را
خویش را تأویل کن نى ذکر را 

 اینکه گفته‌‏اند: از خودت دست بردار شوخى کرده‌‏اند؟! بالاخره انسان و هر موجودى کلمه‏‌اى از کلمات اللّه است. جدولى است از دریاى وجود بخصوص انسان که جان عالم است و درى دارد که به عالم ملکوت باز مى‏‌شود. 

بابا افضل کاشى در زمان خواجه بود. خواجه خیلى از ایشان سؤال مى‌‏کرد. در رسائل شریفش آمده است: ما را خیال کنید، چشم به بیرون بدوزید. اینجا همه شدند. درون را نگاه نکن بیرون را نگاه کن. نمى‌‏دانى خودت دروازه‏‌اى هستى براى همه عالم. حرف اینها رسیدن است تمثلات باید در خودت پیاده شود. تَنْزِیلَ الْعَزِیزِ الرَّحِیمِ. پله پله خاطرات و واردات و الهامات پیش مى‌‏آید. 

بأحدیّة الطریق الأمم من المقام الأقدم و إن اختلفت الملل و النحل لاختلاف الأمم. و صلّى اللّه على ممدّ الهمم، 

باید راه یکى شود در این مورد ائمه ما این طور فرموده‌‏اند. همّ خودت را همّ واحد گردان (یک قصد داشته باش) این همه حکمت از کجا نازل مى‌‏شود، من المقام الأقدم، (تمام قدیمند اما حفظ مراتب باید کرد) اگر چه دین‌ها و مذهب‌ها و عقل‌ها مختلف بودند به جهت اختلاف امت‌ها (یکى نوح شد، یکى موسى و یکى عیسى)


نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 21-27

قوله‏- روّح اللّه روحه- الحمد للّه منزّل الحکم على قلوب الکلم‏.

الحمد شیخ- رضى اللّه عنه- سر این کتاب را مصدّر گردانید به لفظ الحمد للّه چنانکه از حضرت عزّت تعلیم یافته بود، که کتاب مجید به لفظ تحمید، مصدّر فرموده که: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ‏( س 1- 1)و خاصّ گردانید حمد مر اللّه را، که مستحق حمد کسى باشد که صاحب کمال باشد و کمال، تامّ نیست مگر اللّه را؛ که ذوالجلال ‏والاکرام اوست؛ و هر کمالى که موجودات را است، فایض از انعام اوست.

و حمدى که صدور آن مناسب آن حضرت باشد، اولا آن است که:

او- تعالى شانه- ذات خود را به آن ستایش فرماید؛ و لسان فصیح بشر به تقصیر معترف، که:

«لا احصى ثناء علیک، انت کما أثنیت على نفسک»

و ثانیا- حمدى که شایسته باشد، آن بود، که: از انسان کامل، صادر گردد؛ که صاحب مقام خلافت عظمى و مظهر و مرآت و مجلى، او است. و حمد [حمد حقّ در مقام جمع الهى‏]

حقّ- جلّ جلاله- در مقام جمع الهى، مر ذات نامتناهى خود را، بر سه قسم‏ باشد: قولى و فعلى و حالى.

امّا قولى‏- چنانکه در کتب آسمانى تعریف نفس خود فرمود، به اکمل صفات.

امّا فعلى‏- چنانکه کمالات جمالى و جلالى را، از غیب به شهادت، و از باطن به ظاهر، و از علم، به عین، رسانید، در محلّ ولایات.

امّا حالى‏- چنانکه خود به خود، در ذات خود، متجلّى شد، به فیض اقدس اوّلى و ظهور نور ازلى، به مقتضاى تجلّیات.

امّا حمد حقّ- ذات خود را

- جلّت عظمته- در مقام تفصیل، که مظاهر عبارت از آن است، هم بر سه قسم‏ باشد: قولى و فعلى و حالى.

امّا قولى‏- حمد لسان انسان است؛ چنانکه در هر شریعت و ملّت، جارى بر زبان انبیاء ایشان است.

و امّا فعلى‏- اتیان بندگان به اعمال بدنى است از: طاعات و عبادات؛ به آن معنى که هر عضوى از اعضاء را مشغول گردانند به عملى و عبادتى که به آن مخصوص است، بر وجهى که در شریعت نبىّ آن قوم منصوص است.

و امّا حالى‏- اشتغال روح و دل است به اتّصاف به کمالات علمى و عملى، و اکتساب اخلاق الهى لم‏یزلى، که لسان نبى- صلعم- منبى از آن معانى، باین گشت که:

«تخلّقوا باخلاق اللّه»

 پس در مقام جمع و تفصیل حامد و محمود، و شاکر و مشکور و ذاکر و مذکور، همه اوست؛ و بر اوست؛ و مر اوست که الحمد للّه،

لقد کنت دهرا قبل ان یکشف الغطا اخالک أنّى ذاکر لک شاکر

فلمّا اضاء اللّیل اصبحت شاهدا بأنّک مذکور و ذکر و ذاکر


آنجا که ایاز است، فزون از نمدى نیست‏ باقى همه الطاف خداوند جهان است‏

و این تعریف و تفصیل که کردیم از زبان عرفا و ارباب حال بود.

امّا از زبان علماء و اصحاب‏

قال، این است که: لفظ الحمد- من حیث اللغة- مفهوم آن، تعظیم فاعل است از براى احسان و انعام که از وى صادر گردد، مطلقا على الأنام ... و من حیث الاصطلاح، تعریف «محمود» است به نعوت کمالیّه و اوصاف جمالیّه ... و «حمد»، اخصّ است از «مدح»؛ که شکر مخصوص به تعظیم فاعل است، بسبب آنچه از نعم و مکارم او متواصل شود به منعم علیه شاکر.

و باز أهل تحقیق در این معنى نظرى دقیق دارند، و مى‏‌گویند که: «حامد» در حال حمد، مشاهد ذات است؛ و «مادح» در مدح، ملاحظ صفات؛ و «شاکر» را نظر بر افعال مؤثّرات است.

و چون این معنى محقّق گشت که: «حامد» را در حمد نظر بر مصدر انعام است، پس قبل از ذکر انعام على التّفصیل و الإجمال ابتدا به حمد کردن، در حال، صفت اهل کمال شد. از این جهت‏ مصنف این کتاب‏، حمد را به اسم‏ اللّه‏ مخصوص گردانید، از همه اسماى حسنى؛ از آنکه اللّه به اعتبارى، اسم ذات است، من حیث هى هى، در مرتبه‏ احدیت‏؛ و به اعتبارى دیگر اسم ذات است؛ از آن روى، که محیط است بر جمله اسماء و صفات، در مرتبه‏ الوهیت‏، پس، اللّه اعظم اسماء بود؛ و آنچه اشرف ثنا باشد، مر او را سزا باشد،

[منزّل الحکم‏]

و «منزّل الحکم» اگر به فتح نون خوانى، مشتقّ از «تنزیل» باشد. و اگر به سکون نون گویى، مشتق از إنزال باشد، و معنى «تنزیل» فرو فرستادن است بتدریج. و معنى‏ «انزال» فرو فرستادن است به یک‏‌دفعه، حکم که به قلوب انبیاء منزّل شد، بسبیل تدریج بود، پس به فتح نون، اولى باشد. و مؤید این قول، آن است که گفت: «على قلوب الکلم»؛ و محلّ نزول آن قلب گردانید؛ که «قلب»، مقام تفصیل علوم و معارف است. که‏

از روح به وى فایض مى‏گردد، و از براى آن «حکم» گفت، و «معارف و علوم» نگفت، که انبیاء مظاهر اسم «الحکیم» اند، و حکمت، علم به حقایق اشیاء است، و عمل به مقتضاى آن ... از این سبب حکمت منقسم مى‏‌گردد به: علمى و عملى.

و «علم»، ادراک حقایق است و لوازم آن و «معرفت»، ادراک حقایق است على ما هى علیه .. پس، حکمت که شامل علم و عمل باشد، اتمّ و ابلغ باشد از علم و معرفت.

[قلوب‏]

و «قلوب» جمع قلب است، و «قلب» اسمى است از اسماء روح در رتبه‌‏اى از مراتب روح نزد اهل عرفان؛ و در آن مرتبه که او را «قلب» نام است، از آن است که منقلب مى‏‌باشد میان دو روى: یکى- بجانب حق تعالى متوجّه است، و استفاضه انوار از آن روى مى‏‌کند .. و یکى- به جانب نفس حیوانى، که آنچه بطریق استفاضه اخذ کرد، به وى افاضه کند، و روح را در عالم انسانى، اسماء و مراتب است، مثل: سرّ و خفا، و روح، و قلب، و کلمه، و روع و فؤاد، و صدر و نفس، و عقل؛ چنان‌که او را در عالم کبیر، مراتب و اسماست؛ مثل: عقل اوّل، و قلم اعلى، و نور، و نفس کلّى، و لوح محفوظ، و غیره.

[کلم‏]

و مراد از «کلم» اینجا، اعیان انبیاء است- علیهم السّلام- و از آن سبب اضافت «قلوب» به «کلم» کرد؛ اگر چه ارواح را نیز «کلم» گویند، کما قال اللّه تعالى: «إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ»( س 35- 10) اى الارواح الکاملة؛ بل، که جمیع موجودات را «کلم» گویند، کما قال اللّه تعالى: قُلْ لَوْ کانَ الْبَحْرُ مِداداً لِکَلِماتِ رَبِّی، لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِماتُ رَبِّی‏ [الآیة]» ( س 18- 109)  و موجودات را از آن سبب «کلمات» خوانند که مشابهتى با کلمات لفظیّه انسانى دارد؛ و وجه مشابهت آنکه: همچنان‏‌که به واسطه نفس انسانى از گذر مخارج کلمات موجود مى‌‏گردد، حقّ- عزّ و علا- چون از مرتبه‏ احدیت‏- که لا تعیّن لها و لا نعت لها است- تنزّل فرمود به مرتبه واحدیت به‏‌واسطه نفس رحمانى، انبساط وجود جمیع موجودات فرمود، پس، از آن جهت اعیان موجودات را «کلمات» خوانند.

یا: گوییم که از آن سبب، انبیاء را «کلم» خواند، و هر یک از موجودات را «کلمه» گویند، که ایجاد هر یکى را بواسطه کلمه «کن» فرمود؛ که: «إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ»( س 36- 82) ، پس اطلاق سبب کرده باشد، و مراد، مسبّب باشد.

«بأحدیّة الطّریق الأمم» با [در بأحدیّة]: سببیّت را است؛ یعنى: بسببیّت اتّحاد الطّرق، و متعلّق است به «شبه فعل» که آن «منزّل» است، یا: بمعنى «فى» باشد یعنى: فى احدیّة الطّریق، یا: بمعنى «ملابست» باشد، یعنى: ملتبسا بأحدیّة الطّریق.

و «أمم» بفتح همزه، یعنى: راست.

و حاصل کلام آن باشد که: سپاس و ستایش اللّه را که فروفرستنده حکمتهاست بتدریج، بر دلهاى انبیاء و اولیاء؛ از براى یکى گردانیدن راه راست .. و معنى «اتّحاد طریق امم» آن است که به صراط مستقیم- که آن توحید ذاتى است- برسند. و دین حق، و راه راست- که همه انبیاء و اولیاء بر آن بودند- آن است که:

نصّ قرآن بر آن ناطق است، قوله تعالى: «قل‏ تَعالَوْا إِلى‏ کَلِمَةٍ سَواءٍ بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ»( س 3- 57)، و از اینجا بود که: هر نبىّ و ولىّ لاحق، در توحید، تصدیق نبىّ و ولىّ سابق کرد، و در آن، هیچ اختلافى واقع نشد؛ بلکه اختلافى که ایشان را بود، در جزئیّات احکام و فروع بود، بحسب زمان و اهل آن؛ نه در کلیّات و اصول آن، و آنچه حقّ- جلّ و علا- فرمود که: «لکلّ منهم جعلنا شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً»( س 5- 48) ، و اولیا گفته‏‌اند که: «الطّرق إلى اللّه بعدد أنفاس الخلائق»، دلالت مى‏‌کند بر مناهج مختلفه؛ و چون همه منتهى مى‏‌گردد به حق، پس، همه طریق مستقیم باشد. لیکن مراد از طریق مستقیم، طریق خاصّ است که آن عبارت است از: استهلاک کثرت طریق سالکین از انبیاء و اولیاء در وحدت طریق مستقیم محمّدى و شریعت محمّدى بدلیل نصّ که: «وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ»( س 3- 85)...

و قوله تعالى: «إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏»( س 3- 19).

من المقام الاقدم، و ان اختلف النّحل و الملل، لاختلاف الامم.

قوله «من المقام الاقدم»، متعلّق است به «منزّل الحکم» یعنى: تنزیل حکم از مقام اقدم است، یعنى: مرتبه احدیّت ذاتى، که آن حضرت علمى است که منبع فیضان اعیان است، و استمداد هر یک. و اگر چه مراتب ذات، همه قدیم است و هیچ از آن محدث نیست. امّا عقل بحسب آنکه بعضى را از اسماء و صفات به بعضى مستند مى‏‌گرداند، حکم به‏ قدیم‏ و اقدم‏ مى‏‌کند؛ مثلا حضرت علمى حق- تعالى- اقدم باشد، از حضرت عینى، چرا که، اوّل مرتبه علمى است. و ثانى مرتبه عین. و همچنین در اسماء او- جلّ جلاله- قدیم و اقدم باشد. مثلا: ممکن نیست که مرید باشد، الّا بعد از آنکه عالم باشد؛ و ممکن نیست که عالم باشد، الّا بعد از آنکه حىّ باشد؛ پس چون اراده مستند باشد به علم، و علم به حیات، حیات أقدم باشد، بلکه همه صفات و اسماء [را] چون نسبت دهیم با ذات احدیّت البتّه ذات، اقدم باشد، تا اسماء و صفات، به وى مستند تواند بود. از این سبب به صیغه افعل تفضیل گفته.

و «ان اختلفت الملل و النّحل» از براى تأکید و مبالغه گفته، و «ملل» جمع ملّة است و «ملّة» دین باشد. و «نحل» جمع نحله است، و «نحله» مذهب و اعتقاد باشد.

یعنى: اصل طرق انبیاء یکى است: اگر چه ادیان و شرایع ایشان مختلف است که: اختلاف در ادیان و شرایع بحسب اختلاف در استعدادات امّت است و قابلیّت هر یک .. و اختلاف در استعدادات و کثرت قوابل به‌‏هیچ‏‌وجه قادح نیست در وحدت اصل طریق مستقیم؛ چنانکه ثقب و شوابک قادح نباشد در وحدت نور آفتاب، و کثرت و اختلاف در معجزات، قادح نیست در وحدت حقیقت معجزه.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: ص:63 -53

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ‏

شیخ امام محقق و عالم راسخ مدقّق، مظهر حکم الهى، مظهر اسرار نامتناهى، محیى الملة و الدّین ابو عبد اللّه محمد بن على بن العربى الطّائى الحاتمى الأندلسى، رضى اللّه عنه و ارضاه و جعل أعلى جنانه موطنه و مثواه، مى‏‌فرماید:

الحمد للّه منزّل (منزل- معا) الحکم على قلوب الکلم.

یعنى حمد و سپاس و شکر بى‏حد و قیاس، حضرت آفریدگار و جناب پروردگار را جلّت عظمته و عظمت حکمته که فرودآورنده حکمت‏هاست بر دلهاى انبیا، علیهم من الصلوات افضلها و من التحیّات أکملها.

بدانکه چون حمد و ثنا مترتّب است بر مطالعه کمال و مشاهده جمال و سرمایه کمال هر کاملى اثرى از آثار کمال حق است، و پیرایه جمال هر جمیلى پرتوى از انوار جمال مطلق است. شعر:

فکلّ ملیح حسنه من جماله‏                  معار له بل حسن کلّ ملیحة

بینائى هر دیده بینا همه او بین‏                 زیبائى هر چهره زیبا همه او دان‏

هر چیز که دانى جز ازو دان که همه اوست‏ یا هیچ مدان در دو جهان یا همه او دان‏


لاجرم جمیع محامد بدان ذات که مستجمع جمیع کمالات است راجع تواند بود. و حمد «قولى» و «فعلى» و «حالى» بحکم تخلّق باخلاق حضرت متعالى، سزاوار آن جناب عالى باشد

امّا «حمد قولى» ثناى لسانیست بدانچه حق سبحانه و تعالى بر زبان انبیا خود را بدان محمدت فرمود.

امّا «فعلى» اتیان اعمال بدنى است از طاعات و عبادات و خیرات و مبرّات از براى ابتغاى وجه احد قدیم، و توجّه بدان جناب کریم. نه از براى طلب حظوظ نفس و مرضات او.

امّا «حالى» که آن به حسب قلب و روحست، عبارتست از اتصاف به کمالات علمیّه و عملیّه و تخلّق به اخلاق الهیّه‏ و در حقیقت همه این محامد، ستایش حق است نفس خود را در مقام تفصیلى که مسمّى به «مظاهر» است از رویى که مظاهر غیر ظاهر نیست. امّا حمد او ذات خود را در «مقام جمعى الهى» از روى قول تعریفات اوست نفس خود را بصفات کمالیّه که کتب منزله و صحف منشره او بدان ناطق است.

امّا از روى فعل اظهار کمالات جمالیّه و جلالیّه است از غیب به شهادت، و از باطن به ظاهر و از علم به عین‏ در مجالى صفات و محالّ ولایات اسماء به حسب تعیّنات.

اما از روى حال عبارت از تجلیّات اوست هم در ذات خویش به فیض اقدس اوّلى و ظهور نور ازلى پس در جمع و تفصیل‏

گر بدانى حامد و محمود اوست‏ در حقیقت واجد و موجود اوست‏

پس ثنا گفتن ز ما ترک ثناست‏ کین دلیل هستى و هستى خطاست‏


لقد کنت قدما قبل أن یکشف الغطاء إخالک أنّى ذاکر لک شاکر

فلمّا أضاء اللّیل أصبحت شاهدا             بأنّک مذکور و ذکر و ذاکر

اى دهنده عقل‌ها فریاد رس‏              تا نخواهى تو نخواهد هیچ‏کس‏

هم ثنا از تست هم آن نیکوئى‏         ما کییم اوّل توئى آخر توئى‏

هم تو برگو، هم تو بشنو، هم تو باش‏ ما همه لاشیم با چندین تراش‏

ما عدم‌هاییم و هستی‌هاى ما          تو وجود مطلقى فانى‌‏نما

ما که باشیم اى تو ما را جان جان‏ تا که ما باشیم با تو در میان‏

و بى‏‌هیچ شبهه و ریب، بعد از حمد حضرت عالم الشّهادة، و الغیب، مر ذات خود را بذات خویش، آن حضرت را هیچ حمدى سزاوارتر از حمد انسان کامل مکمّل که متمکّن مقام خلافت عظمى باشد نیست؛ چه این حمد همان ثناى حق است مر ذات خود را از آن وجه که انسان کامل آینه‌‏ى جمال‏‌نماى آن حضرت است. آرى:


اصل توئى من چه کسم آینه‌‏اى در کف تو هرچه نمائى بشوم، آینه ممتحنم‏


چون شمه‌‏اى از حدائق حقایق حمد و ثنا به مشام جانت رسید، اکنون جرعه‌‏اى از جام معرفت حکمت الهیّه به کام دل باید چشید.

بدانکه «حکمت» ادراک حقایق اشیاست‏ و اوصاف و احکام آن بر آن وجهى که هست، و عمل به مقتضاى آن، و لهذا حکمت منقسم مى‏شود به علمى و عملى.

و مراد از «کلم» درین مقام اعیان انبیاءست‏- علیهم السلام- به قرینه اضافت‏ قلوب به کلم.

و گاه از کلم، ارواح کامله کمّل اراده کرده مى‏‌شود کما قال تعالى: إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ‏.

یعنى واسطه ارتقاى ارواح طیّبه به مراقى اعلى، و رابطه اعتلاى او به مدارج اقصى، عمل صالح است که قسمى است از حکمت و حضرت مولى- قدّس سره- در مثنوى معنوى بدین اشارت کرد آنجا که فرمود:

حکمت دنیى فزاید ظنّ و شک‏ حکمت دینى برد فوق فلک‏

و ما در شرح مثنوى دیباچه‌‏ى دفتر ثالث مولوى را که مى‏‌گوید: الحکم جنود اللّه تعالى فى أرضه تقوى بها أرواح المریدین، بتحقیق اقسام حکمت و توضیح حکم الهیّه موشح ساخته‌‏ایم و مقدّمه در آن باب پرداخته، طالبان حقایق و اسرار را از آن موضع مطالع انظار باید ساخت.

و در قرآن مجید و فرقان حمید در مواضع متعدده عیسى را علیه السلام که یکى از کمّل است کلمه خوانده؛ و خود همه موجودات کلمات اللّه‌‏اند چنانکه در آیه کریمه: قُلْ لَوْ کانَ الْبَحْرُ مِداداً لِکَلِماتِ رَبِّی لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ کَلِماتُ رَبِّی، وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً اشارتست بدانچه هر موجود از مرتبه «عمائیّه» که از تعیّن مبرّاست و از اسم و نعت معرّا، و ازاین‏روى مستلزم عماى فهوم و ابصار است بواسطه «نفس رحمانى» که عبارت از انبساط وجود و امتداد اوست صادر شده است.

پس اعیان موجوده چون عبارتست از تعیّنات واقعه درین نفس وجودى، لاجرم از روى مشابهات او به کلمات لفظیّه واقعه در نفس انسانى به حسب مخارج «کلمات» خوانند؛ اما در تتمیم وقوف بر سرّ حروف به تقدیم رسیده است که جمیع مظاهر اسماء و صفات‏ «کِتابٍ مَسْطُورٍ» و «رَقٍّ مَنْشُورٍ» است، و اعیان ثابته علمیه حروف عالیات، چنانکه شیخ در فتوحات مى‏‌گوید: شعر:

کنا حروفا عالیات لم تقل‏                 متعلّقات فى ذرى أعلى القلل‏

هو أنت فیه و نحن أنت و أنت هو و الکلّ فى هو هو فسل عمن وصل‏

و هیئت اجتماعى ملک و ملکوت و ظهور غیب به کسوت شهادت به منزله الفاظ و مجموع این مذکورات «کتاب مبین» که‏ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی کِتابٍ مُبِینٍ‏

و اصل این کتاب که اسما و صفات است در «حضرت عندیّت الوهیّت» که‏ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ‏. و انسان کامل که از روى ظاهر مجموعه مجموع عوالم است و به حقیقت مرآت ذات و مجلاى حضرت احدیّت و دال بر معنى مفرد کلمه این کتاب است. بیت:

شرح مى‏‌خواهد بیان این سخن‏ لیک مى‌‏ترسم ز افهام کهن‏


قال رضى اللّه عنه:

بأحدیّة الطریق الأمم.

یعنى تنزیل حضرت الهى حکم را بر دلهاى انبیاء و منوّر ساختن قلوب ایشان به نور حکمت‏هاى دینیّه و معارف یقینیّه به سبب اتحاد، نوعى طرق موصله ایشان است به حضرت حق. چه همه را توجّه بدان جناب است و التجاء بدان باب؛ و همه را دعوت به سوى اوست و انشراح صدور به جست‏جوى او. اگرچه به حکم‏ لِکُلٍّ جَعَلْنا مِنْکُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً بیت:


هر نبى و هر ولى را مسلکى است‏ لیک تا حق مى‏‌برد جمله یکیست‏

بلکه طریق وصول به حضرت خالق به عدد انفاس خلایق است اما ازین روى که همه موصل‏‌اند به جناب کریم، متحداند در اتصاف بصراط مستقیم. بیت:

سالکان را بین به درگاه آمده‏ جمله پشتاپشت و همراه آمده‏

أمم به فتح همزه قربست و طریق قریب را به قرب وصف کردن مبالغه است در نزدیکى؛ و اقرب طرق طریق مستقیم، چنانکه کوتاه‌‏ترین خطوط در اتصال دو نقطه خط مستقیم است.

قال رضى اللّه عنه:

من المقام الأقدم.

یعنى تنزیل این حکم از مقام اقدم است که آن مرتبه «احدیّت ذاتیّه» است که منبع فیضان اعیان اوست با استعداداتش در حضرت علمیه اولا، و منشأ وجودات اعیان اوست در حضرت عینیّه به حسب عوالم و اطوار روحانیّه و جسمانیّه ثانیا.

و ذات را از روى مرتبه احدیّت از آن جهت قدیم‌‏تر گفت که اسماء و صفات مستنده به ذات اگرچه قدیم‌‏اند به قدم زمانى. امّا چون در قیام محتاج‌‏اند به ذات؛ و ازین روى حکما «حادث ذاتیش» خوانند، لاجرم ذات به نسبت با اسما و صفات قدیمه اقدم باشد. و بعضى از اسما و صفات نیز از بعضى اقدم است، از آنکه هیچ ذاتى «مرید» نتواند بود تا «عالم» نباشد و عالم بودن متصوّر نیست تا «حىّ» نبود و کذلک الصّفات.

پس حاصل معنى آن است که حمد و سپاس سزاوار خداوندیست، جلّ و علا، که فرود آرنده حکمت است بر قلوب انبیا به احدیّت طریق أمم از مقام اقدم‏

یعنى از مرتبه «احدیّت ذاتیّه» به مستقیم‌‏تر طریقى که آن طریق توحید و دین حق است که جمیع انبیا و متابعان بر آن‏اند؛ واحدیّت طریق انبیا مبتنى است برین اصل. اگرچه به واسطه اختلافات استعدادات امم اختلاف صورى در ادیان و شرایع ثابت است لاجرم از براى تبیین این معنى مى‌‏فرماید رضى اللّه عنه:

و إن اختلفت الملل و النحل لاختلاف الامم.

«ملّت» دین است و «نحله» مذهب. یعنى اگرچه دین و مذهب از براى اختلاف امم و به واسطه استعداد خاصى که اهل هر عصر بدان مختصّ است مختلف مى‏‌نماید، امّا این اختلاف قادح وحدت حقیقت دین نیست، چنانکه اختلاف در صور معجزات وحدت حقیقت معجزه را مانع نتواند بود؛ و لهذا معجزه هر نبى مشابه صفتى آمد که بر آن قوم غالب بود تا به واسطه کمال آن قوم در آن صفت، ذوق اعجاز را دریافتند و به یقین دانستند که از طوق بشرى خارج است.

و مى‌‏شاید که احدیت طریق بدان معنى باشد که طرق سالکین از انبیاء و اولیاء مستهلک است در وحدت صراط مستقیم محمّدى و شریعت مرضیّه احمدى که اتباع غیر آن مقبول و مرضى نیست کما قال اللّه تعالى: وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ‏ و إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏.

بدانکه بیان احدیّت طریق امم با وجود اختلاف ملل و نحل به واسطه اختلاف امم به حسب «اسم ظاهر» بود که به تقدیم رسید. امّا به حسب «اسم باطن» باید دانست که جامع همه طرق روحانیّه دو طریق است:

یکى طریق عقول و نفوس مجرّده که آن واسطه است در وصول «فیض ربّانى» و «تجلّى رحمانى» و رابطه قبول ماست آن فیض و تجلّى را.

و دوم طریق، وجه خاصى است که هر «قلب» را از روى «عین ثابته» اش به سوى حضرت هست، و این طریق را «سرّ» خوانند. و ازین طریق خبر داد عارف ربّانى آنجا که گفت: «حدّثنى قلبى عن ربّى». و بدین «سرّ» اشارت فرمود سیّد البشر علیه السلام که:

«لى مع اللّه وقت لا یسعنى فیه ملک مقرّب و لا نبیّ مرسل».

 چه طریان این وقت از وجهى خاص است که واسطه را آنجا مجال نیست. بیت:

آن دم که دل به یار ز اسرار دم زند گر هست جبرئیل نباشد امین دل‏


و در احدیّت هریک ازین دو طریق هیچ احدى را شبه‌ه‏اى نیست؛ اما «سالک» به طریق اوّل آنست که قطع حجب ظلمانیّه مى‏‌نماید که آن «برازخ جسمانیّه» است و هتک استار نوریّه مى‏‌کند- که آن «جواهر روحانیّه» است- به کثرت ریاضات و طول مجاهدات که موجب مناسبات است در میان سالک و آنچه بدو واصل مى‏‌گردد از نفوس و عقول مجرّده تا غایتى که واصل شود به مبدا اوّل واصل متشعبات علل؛ و وصول این فریق بدین‏‌طریق در زمن طویل اقلّ من القلیل است از جهت بعد مقصد و کثرت عقبات و تطرّق آفات.

امّا سالک بر طریق دوم که اقرب طرقست آن است که قطع حجب به جذبات الهیّه مى‏‌کند و این سالک ملاحظه منازل و مقامات نمى‏‌کند مگر در حالت رجوع‏ از حق به سوى خلق و درین حال هیچ‏‌چیز ازو مخفى نماند (مختفى نماند- خ) به واسطه تنوّر او به نور الهى و تحقّق او به وجود حقّانى. لاجرم چون مشاهده او به نور حق باشد و ادراک او به بارقات تجلیّات جمال مطلق بود، هرآینه شهود او در مراتب وجود از دیگران اتم و اکمل خواهد بود آرى، بیت:

نتواند ترا شناخت مگر         دیده‌‏اى کز رخ تو دارد نور

احولست آنکه جز تو مى‏‌بیند آن‏چنان چشم بد ز روى تو دور


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 513-512  

و بدان که سخنان شیخ- رضى اللّه عنه در این کتاب، جمله مبنی بر حضرات و تنزلات است چنانچه ابتداى کتاب به حمد ذات و ذاکر اکمل صفات است.
قال: رضی اللَّه عنه- الحمد للَّه منزّل الحکم على قلوب الکلم.
شرح اضافت حمد به اسم «اللّه» کرد تعلیما عن اللّه فی کتابه. امّا حمد حق در مقام جمع الهى، ذات نامتناهى خود را، بر سه قسم است: قولى و فعلى و حالى.
امّا قولى چنانچ در کتب آسمانى تعریف نفس خود فرمود؛ و امّا فعلى‏‌چنانچه کمالات جمالى و جلالی را از غیب به شهادت و از باطن به ظاهر رسانید، و امّا حالى چنانچه خود به خود در ذات خود متجلّى شد به فیض اقدس اولى و ظهور نور أزلی به مقتضاى تجلیّات.
امّا حمد حق، ذات خود را، در مقام تفصیل، که مظاهر عبارت از آنست، هم بر سه قسم است: قولى و فعلى و حالى.
امّا قولى حمد لسان انسانست، چنانچه در هر شریعت و ملّت جارى بر زبان انبیاى ایشانست. و امّا فعلى، اتیان بندگان به اعمال بد نیست از عبادات و طاعات. بدان که هر عضوى از اعضا را مشغول گردانند به عملى و عبادتى که به آن مخصوص است، به وجهى که در شریعت نبى آن قوم منصوص است. امّا حالى، اتصاف روح و دل بود به صفات کمالات علمى و عملى و تخلّق به اخلاق الهى. پس در مقام جمع و تفصیل، حامد و محمود همه اوست که «الحمد للَّه» و این نوع حمد از زبان ارباب حال بود.
امّا نزد علما لفظ «الحمد»، من حیث اللّغة، مفهوم آن تعظیم فاعل است، به جهت انعام و إحسان، که از وى صادر گردد مطلقا على الأنام؛ و از روى اصطلاح، تعریف محمود است به نعوت کمال. و حمد أخص است از مدح، که اطلاق مدح بر عاقل و غیر عاقل به حسب محاسن صادره از وى کنند و اعمّ از شکر، که شکرمخصوص است به تعظیم فاعل، به سبب آن چه از نعم و مکارم او متواصل شوند به منعم علیه، و اهل تحقیق نظر دقیق درین معنى دارند و مى‏‌گویند: که حامد در حالت حمد، مشاهد ذات است، و مادح در مدح ملاحظ صفات است، و شاکر را نظر بر افعال مؤثّرات است. پس ابتدا به حمد کردن صفت اهل کمالست. ازین جهت مصنّف، حمد را به اسم «اللّه» مخصوص گردانید، از آن که «اللّه» به اعتبارى اسم ذات است من حیث هی هی، و به اعتبارى اسم ذات است از آن روى که محیط است به همه اسماء و صفات. پس «اللّه» اشرف اسماء بود و اشرف ثنا مر ورا سزا بود.
و بباید دانست که درجات خلق در حمد ذات الهى متفاوت است تفاوتى عظیم. زیرا که تعریف هر معرّف، و حمد هر حامد، ذات معروف و محمود را، به حسب کمال و نقصان معرفت آن معرّف و حامد بود به ذات و صفات محمود و معروف، و هر که معرفت وى اقوى و اکمل، حمدوى اتمّ و افضل. پس به حقیقت، حمد محیط، اتمّ و اشمل از اکمل خلق متصوّر افتد.
قوله: «منزل الحکم»، اگر به فتح «نون» خوانى، مشتق از تنزیل بود، و اگر به سکون «نون» گویى مشتق از انزال بود. و معنى تنزیل فرو فرستادنى به تدریج بود، و انزال فرو فرستادن به یک دفعه. و حکم که به قلوب انبیاء منزّل شد، به سبیل تدریج بود. و گفت «على قلوب الکلم»، و قلب مقام تفصیل علوم و معارف است، که از روح به وى فایض مى‏‌گردد. و از براى آن «حکم» گفت و علوم نگفت که، انبیاء مظاهر اسم «الحکم» اند، و حکمت، علم به حقایق اشیاست، چنانچه هست، و عمل به مقتضاى آن. ازین سبب حکمت منقسم مى‏گردد به علمى و عملى؛ و علم، ادراک حقایق است و لوازم آن، و معرفت ادراک حقایقست على ما هی علیه.
پس حکمت که شامل علم و عمل بود، أتم و أبلغ باشد از علم و معرفت. و انبیاء را از آن جهت «کلم» خواند که، موجودات همه کلمات «اللّه» اند، همچنان که به واسطه نفس انسانى از راه گذر مخارج کلمات موجود مى‏‌شود. حقّ- عزّ و علا- چون از مرتبه احدیّت، که لا تعیّن است، تنزّل فرمود به مرتبه واحدیّت، به واسطه‏
نفس رحمانى انبساط وجود جمیع موجودات فرمود؛ یا از آن سبب که ایجاد هر یک به واسطه کلمه‏ «کُنْ» فرمود. پس اطلاق اسم سبب بود و مراد مسبّب باشد.
باحدیّة الطریق الأمم.
شرح «با» در «احدیّت» سببیّت راست؛ یعنى به سبب اتّحاد طریق راست و هو الدّعوة الى اللّه. پس همه مستقیم بود، لکن مراد از «مستقیم» طریق خاص است؛ که آن عبارت است از کثرت طرق سالکان در وحدت طریق محمّدى‏ «وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ»، و «إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏.» من المقام الأقدم و إن اختلفت النّحل و الملل لاختلاف الأمم.
شرح أراد بالأقدم حضرة الأحدیّة. و النّحل: المذاهب و الاعتقادات.