الفقرة الثانیة:
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم.)
(وصلى)، أی أنزل رحمته الله سبحانه وتعالى
(على ممد الهمم) جمع همة وهی الباعث القلبی المصمم على الشیء وإمداد جمیع الهمم من حضرة الذات المحمدیة التی هی کنایة عن الروح الکل المذکور
(من خزائن) متعلق بممد (الجود) الإلهی
(والکرم) الربانی، إشارة إلى أن هذا الإمداد فی الحقیقة من الله تعالى وإن کان هو السبب فیه .
کما قال : «إن الله هو المعطی وأنا القاسم».
(بالقیل)، أی القول متعلق بممد أیضا .
(الأقوم)، أی المستقیم الذی لا اعوجاج فیه وهو حقیقة الصدق.
إشارة إلى أن الإمداد إنما هو بالقول من حروف و کلمات کما ذکرنا، ویجوز أن یراد بذلک أن الحدیث النبوی یمد أصحاب البدایات فی طریق السعادات .
(محمد) ابن عبد الله المکی القرشی
(وعلى آله) أی أهل بیت نبوته ممن دخل حرم اصطفائه وطاف بکعبة ذاته ووقف تحت لوائه .
ولهذا قال علیه السلام: «سلمان منا آل البیت» مع أنه فارسی، والنبی علیه السلام عربی، ولم یذکر الصحابة لأن فی ذکر الآل وما یریده منهم کفایة عنهم.
إذ المراد بالآل ما ذکرنا ، فیشمل الصحابة رضی الله عنهم .
(وسلم) معطوف على صلى بصیغة الفعل الماضی فیهما .
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم.)
(وصلى الله على ممد الهمم) على قلوب الأمة بحسب استعداداتهم والتوجهات القلبیة التی تبتنی علیها جمیع السعادات العلمیة والعملیة.
أی همة الرجال التی تقلع بها حجب جبال النفسانیة وتنجذب القلوب إلى الله تعالى وتصل إلى المقصود.
(من خزائن الجود والکرم) أخذ الرسول علیه السلام بقلبه من الخزائن الثلاثة الکلیة الذاتیة والأسمائیة والصفاتیة فیفیض على قلوبهم بلسانه الأفصح بقدر استعداداتهم ومناسباتهم بالخزائن .
والمراد تنزیه الهمم وتقدیسها (بالقیل الأقوم) أی بالکلام الأبلغ الأفصح الجامع بین التشبیه والتنزیه على وجه الاعتدال .
بحیث لا میل فیه إلى أحد طرفیه وهو القرآن الکریم بالنسبة إلى سائر الکتب السماویة ثم کلام الرسول بالنسبة إلى کلام الأنبیاء من قبله .
فلا قصور فی الإمداد أصلا وإنما القصور لو کان لکان فی استعداد الناس فهذا الإمداد المخصوص أعظم سعادة ونعمة لنا من رسول الله .
لذلک خص التصلیة به فلا یحتمل أن یکون اللام فی الهمم للاستغراق إلا باعتبار أن محمدا صلى الله علیه وسلم مظهر الاسم الأعظم (محمد وآله وسلم) .
یجوز أن یعطف الآل على ممد الهمم فیخرج عن الأمداد وعلى محمد فیدخل فیه وراثة وکلا المعنیین حسن.
ولما فرغ من الحمد والتصلیة شرع فی بیان سبب التألیف وکیفیته کما هو دأب المصنفین .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلَّى الله على ممدّ الهمم ، من خزائن الجود والکرم ، بالقیل الأقوم ، محمّد وآله وسلَّم ) .
قوله: (ممد الهمم من خزائن الجود والکرم بالقیل الأقوم).
قلت: قد عینه الشیخ، رضی الله عنه، هذا المدد أنه بالقیل الذی هو القول.
فأما مدد العوام من أهل الطریق بالقول الأقوم فهو ما فی الحدیث النبوی المختص بالعبادة وذلک هو العلم النافع المقتضی للعمل الصالح.
وأما ما یختص بالخواص من أهل الطریق وهم الصوفیة فالقیل الأقوم الذی هو المدد المذکور فهو ما فی الحدیث النبوی من الإرشاد إلى مکارم الأخلاق، فإن التصوف خلق وما فی الحدیث أیضا من النهی عن سفساف الأخلاق، إذ هو أیضا مما یرشد إلى تبدیل کل خلق دنی بکل خلق سنی .
قال صلى الله علیه وسلم علیه السلام: "بعثت لأتمم مکارم الأخلاق" وأحکام هذین الإرشادین هی کلها من المنقول والمعقول فالقیل الأقوم هنا هو فی مراتب المنقول والمعقول.
أما ما یختص بخاصیة الخاصة هنا هو ما فی الحدیث النبوی من الإشارات إلى التوحید المستفاد من تجلیاته تعالى المخصوص بها، علیه السلام.
مثل قوله صلى الله علیه وسلم: أصدق کلمة قالتها العرب قول لبید: «ألا کل شیء ما خلا الله باطل» وهو أیضا مدد بالقیل الأقوم.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
( قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : وصلَّى الله على ممدّ الهمم ، من خزائن الجود والکرم ، بالقیل الأقوم ، محمّد وآله وسلَّم ) .
ولنشرع الآن - بعد حمد الله أوّلا وآخرا وباطنا وظاهرا ،
والصلاة والسلام على الختوم الکمّل ، وعلى إخوانهم من کل إمام مکمّل وهمام مؤمّل .
ولا سیّما على سیّدهم محمد المصطفى ، وعلى عباده الذین اصطفى .
فی شرح باقی الکتاب ، والله الموفّق للصواب .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلَّى الله على ممدّ الهمم ، من خزائن الجود والکرم ، بالقیل الأقوم ، محمّد وآله وسلَّم ( .
( وصلى الله على ممد الهمم من خزائن الجود والکرم ) الهمة قوة القصد فی طلب کمال یلیق بحال العبد ، فعلة من الهم بمعنى القصد ، أی نوع منه کالجلسة من الجلوس ولکل طالب استعداد خاص یطلب بهویته لما یلیق به وتلک الاستعدادات من مقتضیات أسماء الله تعالى وکل اسم یقتضی استعدادا خاصا فهو خزانة کمال یقتضیه ذلک الاستعداد فی الحضرة الواحدیة التی ظهرت فیها الأعیان وفصلت فتلک الأسماء خزائن الجود والکرم .
ولما کان محمد الخاتم صلى الله علیه وسلم ، صاحب الاسم الأعظم الشامل لحقائق جمیع الأسماء ، کان ممد الکل همة بما فی خزانة الاسم الذی یرب الحق تعالى صاحب تلک الهمة به.
قوله ( بالقیل الأقوم ) متعلق بالممد فهو القول الحق الذی هو أعدل الأقوال ، من قام إذا اعدل واستوى ، یقال أقام العود إذا قومه وعدله ویسمى القیام من الرکوع الاعتدال
( محمد وعلى آله وسلم ) وإنما کان قوله أقوم الأقوال ، وإن کان قول کل نبى حقا لأنه
أکملهم وأمته خیر الأمم ومصدر قوله التوحید الذاتی من مقام " قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِه ما أَوْحى ".
- وهو المقام الأقدم المقوم لکل اسم ، فیفیض بقوله منه ما فی کل اسم من المعانی والحقائق على کل استعداد ما یطلب بهمته ، وأما سائر الأنبیاء فیفیض کل منهم بقوله ما فی بعض الأسماء ، فعسى أن یکون فی أمته من یطلب بهمته معنى لم یکن عند سائرهم فیقوم قوله بحاجة البعض دون البعض ، وأما نبینا صلى الله علیه وسلَّم فیقوم بمطلوب الکل فیکون قوله أقوم .
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم.)
قوله: (وصلى الله على ممد الهمم) إتیان بما یجب بعد حمد الحق تعالى منالصلاة على من هو فصل الخطاب والواسطة بین أهل العالم ورب الأرباب علما وعینا، کما مر بیانه فی الفصل الثامن. قیل: "الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائکة الاستغفار، ومن الناس الدعاء."
واعلم، أن الرحمة من الله یتعلق بکل شئ بحسب استعداد ذلک الشئ و
طلبه إیاها من حضرة الله تعالى: فالرحمة على العاصین المذنبین، الغفران والعفو عنهم، ثم ما یبتنى على المغفرة من الجنة وغیرها.
وعلى المطیعین الصالحین، الجنة والرضاء ولقاء الحق تعالى، وغیر ذلک (مما لا عین رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).
وعلى العارفین الموحدین مع ذلک، إفاضة العلوم الیقینیة والمعارف الحقیقیة.
وعلى المحققین الکاملین المکملین من الأنبیاء والأولیاء علیهم السلام، التجلیات الذاتیة والأسمائیة والصفاتیة، وأعلى مراتب الجنان من جنات الأعمال والصفات والذات، وأعنى بجنة الذات والصفات ما به ابتهاج المبدأ الأول من ذاته وکمالاته الذاتیة.
فالرحمة المتعلقة بقلب النبی، صلى الله علیه وآله، وروحه، هی أعلى مراتب التجلیات الذاتیة والأسمائیة لکمال استعداده وقوة طلبه إیاها، وفیضها من الاسم الجامع الإلهی الذی هو منبع الأنوار کلها لأنه ربه.
لذلک قال تعالى: "إن الله وملائکته یصلون على النبی". ولم یقل: إن الرحمن والرحیم أو غیرهما.
ولما کانت الملائکة مظاهر الأسماء التی هی سدنة الاسم الأعظم، والسادن لا بد له من متابعة سیده، حصل له الفیض من جمیع الأسماء، واستغفر له مظاهرها بأسرها.
ودعاء المؤمنین له، صلى الله علیه وسلم، إنما هو مجازاة ذاتیة یقتضى أعیانهم الثابتة بلسان استعداداتهم الذاتیة ذلک.
وکما کان، صلى الله علیه وسلم، واسطة لوجوداتهم فی العلم والعین ماهیة ووجودا، کذلک کان واسطة لکمالاتهم.
قال تعالى: "وما أرسلناک إلا رحمة للعالمین".
وممد لکل عین، وهمتها بإیصالها إلى کمالها کفرا کان أو أیمانا، إذ من ربه یفیض ما یفیض
لحقائق العالم.
فاللام فی (الهمم) لاستغراق الجنس، لأنه الجمع المحلى بالألف واللام،وهو یفید الاستغراق، کما تقرر عند علماء الظاهر.
وإن جعلنا إمداده مخصوصا بالکمال السابق فی الذهن بحسب الظاهر، فاللام للعهد.
أی، یمد الهمم القابلة للکمال بإرشاده طریقه وإیضاحه تحقیقه، وتسلیکه سبیلا یوجب الکشف والشهود وترغیبه فیما یوجب الذوق والوجود.
وأمره بالعبادات والأخلاق المرضیة ونهیه عما یوجب النقص والرین من المنهیات الشرعیة لیترقى الهمم العالیة إلى أوجها وذروتها ویتخلص من قیود الحضیض بذکر مقامها الأصلی ونشأتها.
و (الهمم) جمع (الهمة)، وهی مأخوذة من (الهم)، وهو القصد. یقال: هم بکذا. إذا قصده.
قال تعالى: "ولقد همت به وهم بها".
وفی الاصطلاح، توجه القلب وقصده بجمیع قواه الروحانیة إلى جناب الحق لحصول الکمال له أو لغیره.
قوله: (من خزائن الجود والکرم) متعلق بقوله : (ممد الهمم). والخزائن هی الحقائق الإلهیة المعبر عنها بالأسماء والصفات.
ولما کان کل من هو الجواد الکریم لا یعطى ما یعطى إلا من خزائنه بحسب جوده وکرمه، أضاف "الخزائن" إلى "الجود والکرم". و (اللام) فیهما عوض عن الإضافة.
أی، من خزائن جوده وکرمه تعالى.
وقیل: "الفرق بینه وبین الکرم، أن الجود صفة ذاتیة للجواد ولا یتوقف بالاستحقاق ولا بالسؤال بخلاف الکرم، فإنه مسبوق بالاستحقاق القابل والسؤال منه"
وإمداد النبی، صلى الله علیه وسلم، الهمم من خزائن الجود والکرم التی للحضرة الإلهیة، إنما هو لقطبیته وخلافته: فالخزائن لله والتصرف لخلیفته
قوله: (بالقیل الأقوم) متعلق بـ "ممد الهمم" بالقول الأصدق الأعدل الذی لا انحراف فیه بوجه من الوجوه.
، لأنه مظهر الاسم الجامع الإلهی، وهو بلسان استعداد مرتبته الواقعة على غایة الکمال والاعتدال یستفیض من الحق فیفیض على الهمم بحسب استعداداتهم.
وهو أصدق الألسنة وأفصحها کما قیل: لسان الحال أفصح من لسان القال.
ولسان الحال والقال یتبع لسان الاستعداد، فإذا کان الاستعداد فی غایة الکمال، یکون القال والحال فی غایة الصدق.
فقوله، صلى الله علیه وسلم، أقوم الأقوال وحاله أصدق الأحوال.
قوله: (محمد وآله وسلم) عطف بیان "ممد الهمم".
وهذا إشارة إلى أن النبی، صلى الله علیه وسلم، یمد أرواح جمیع الأنبیاء السابقین علیه بحسب الظهور والزمان حال کونه فی الغیب، لکونه قطب الأقطاب أزلا وأبدا.
کما یمد أرواح الأولیاء اللاحقین به بإیصالهم إلى مرتبة کما لهم فی حال کونه موجودا فی الشهادة ومنتقلا إلى الغیب، وهو دار الآخرة .
فأنواره غیر منقطعة عن العالم قبل تعلق روحه بالبدن وبعده، سواء کان حیا أو میتا.
و (آله)، علیهم السلام، أهله وأقاربه.
والقرابة إما أن یکون صورة فقط، أو معنى فقط، أو صورة ومعنى.
فمن صحت نسبته إلیه صورة ومعنى فهوالخلیفة والإمام القائم مقامه، سواء کان قبله، کأکابر الأنبیاء الماضین، أو بعده، کالأولیاء الکاملین.
ومن صحت نسبته إلیه معنى فقط، کباقی الأولیاء السابقین علیه کمؤمنی آل فرعون وصاحب یس، فهو ولده الروحی القائم بما تهیأ لقبوله من معناه.
لذلک قال، صلى الله علیه وسلم: "سلمان منا" إشارة إلى القرابة المعنویة، ومن صحت نسبته إلیه صورة فقط، فهو إما أن یکون بحسب طینته، کالسادات والشرفاء، أو بحسب دینه ونبوته، کأهل الظاهر من المجتهدین وغیرهم من العلماء والصلحاء والعباد وسائر المؤمنین.
فالقرابة المعتبرة التامة هی القرابة الجامعة للصورة والمعنى، ثم القرابة المعنویة الروحیة، ثم القرابة الصوریة الدینیة، ثم القرابة الطینیة.
و "التسلیم" من الله عبارة عن تجلیه له، علیه السلام، من حضرة الاسم" السلام" الموجب لسلامته عن کل ما یوجب النقص والرین المهیئ للتجلیات الجمال المخلص عن سطوات الجلال.
ومن المؤمنین قولا، الدعاء له، وفعلا، الاستسلام والانقیاد طوعا لا کرها.
کما قال تعالى: "فلا وربک لا یؤمنون حتى یحکموک فیما شجر بینهم ثم لا یجدوا فی أنفسهم حرجا مما قضیت ویسلموا تسلیما".
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم.)
(وصلى الله على محمد الهمم) :"أی أفاض الاسم الجامع لجمیع الکمالات رحمته لجامع جمیع التجلیات ذاتا واسما وصفة، فلما کان المقام مقام الدعاء عدل من الجملة الإسمیة إلى الجملة الفعلیة؛ لیدل على التجدد والاستمرار، یشیر إلى أن الصلاة من الله تعالى مجدد دائما ابدا على ممد الهمم."
لما أوجب تحصیل الحکمة بطریق الکشف والعیان؛ إذ طریق النظر مخطر، وذلک بتوجیه القصد والهمة بعد تصفیة القلب، وتزکیة النفس، ولا یتأتى ذلک لغیر الکامل بالذات إلا بواسطة الکامل لوجوب المناسبة بین المفیض والمستفیض توسل بالروح الأکمل الذی له إمداد همم المستعدین للکمال بإیصالها إلى أقصى النهایات مصونة عن أغالیط الأوهام والخیالات بأفضل الوسائل التی هی الصلاة المفیدة.
وصلته بربه لیستفیض منه، فیفیض على من یناسبه من (خزائن الجود والکرم)، الجود: إفادة ما ینبغی، لا لعوض ولا لغرض، والکرم: الابتداء بالنعم من غیر موجب وخزائنهما الأسماء الإلهیة.
وفیه إشارة إلى أن إمداد الهمم إنما یتأتى لمن له التصرف فی الخزائن الإلهیة بالاستفاضة منها للإفاضة على المستعدین، حتى یتم به صلاح العالم.
وهذا هو سبب بعثة الرسل إذ المصالح الدنیویة لا تنتظم إلا بشرع وضعه شارع مستحق الطاعة؛ لتمیزه عن غیره بآیات تدل على أنه من عند ربه، مع وعد الثواب والعقاب للموافق والمخالف، لئلا یقع الهرج فیما بین الناس بمعارضة الشهوة، والغضب، و المصالح الأخرویة، لا یستقل العقل بدرکها کعدم استقلال نور البصر بالإبصار بدون نور الشمس.
(بالقیل الأقوم) وهو القرآن الذی دل إعجازه، وهی أنه للعلم الأزلی أوفق، والأخبار النبویة التی دل القرآن المجید على أن صاحبها :"وما ینطق عن الهوى إن هو إلا وحی یوحى" [النجم: 3 ،4] .
یمد الهمم بذلک من حیث إن تدبره یکشف عن أکثر العلوم، على أن الأمور الکشفیة إنما یتحقق صدقها وبراعتها عن الأوهام والخیالات باستعانته، والاستشهاد منه، وتأخیره عن قوله من خزائن الجود والکرم یدل على أنه إنما نزل من
خزائن الجود والکرم، وعلى أن الخزائن الإلهیة إنما تعرف عنه؛ لأنها توقیفیة، فلا تعرف إلا بواسطته، أو بواسطة الإجماع الذی دل على صدقه.
(وآله وسلم) توسل بآله ، صلى الله علیه وسلم لبعد ما بیننا وبینه من المناسبة، فلا بد فی تحصیلها من واسطة.
والمعلوم بذلک إذ لا أکمل منهم بعده ثمراته طلب السلامة له، ولهم فی تحصیل تلک الکمالات وإفاضتها على المستحقین لیسلم عن القصور؛ فافهم، والله الموفق والملهم.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم.)
فلذلک اختتمه بقوله: ( وصلَّى الله على ممدّ الهمم من خزائن الجود والکرم بالقیل الأقوم ، محمّد ، وعلى آله وسلَّم ) کما أنّ لکلّ أحد بحسب صورته الخارجیّة هویّة عینیّة یتمیّز بها عند الحسّ ، ویتحقّق تشخّصه بین بنی نوعه بانفراده بها ، کذلک بحسب حقیقته الجمعیّة له هویّة معنویّة یتمیّز بها فی نفسه وعند الکمّل من المتطلَّعین علیها ، وهو قصده ونیّته لاستخراج ما استجنّ فیه من الکمالات الواقعة تحت رؤیته ، منتهى مدى بصیرته المقصورة على اعتقاده حسب استعداده ، وهو الهمّة ، وهذا هو المبدء والروح لسائر ما یتحقّق به الهویّة العینیّة ، من الأعمال والأحوال والعوارض الخارجیّة - کما أشار إلیه صلَّى الله علیه وسلَّم بقوله :" إنّما الأعمال بالنیّات" .
ثمّ إنّه صلَّى الله علیه وسلَّم لما اختصّ بین الکمّل من الأنبیاء بإتیان القرآن العربی ، المعرب عمّا علیه الوجود إجمالا وتفصیلا - بما فیه من المیزان القویم الذی له نهایة الاستقامة وتمام العدل والصدق ، إفرادا وترکیبا .
مقطعا وموصلا کان صلَّى الله علیه وسلَّم ممدّا لسائر الهمم من قولهم : « أمدّ الجیش بالعدد والعدد » أی زاد فی موادّه فإنّه صلَّى الله علیه وسلَّم یمدّ الکل فی مواد مراقی کمالهم ومعدّات معارج علمهم واستیهالهم ، بما یربی على مقترحات ألسنة استعدادهم ، ویفضل على مقتضى أسئلة قابلیّاتهم . ضرورة أنّه صلَّى الله علیه وسلَّم هو المادّة الأولى ، الفاتحة للرحمة العامّة للعالمین ، والصورة الآخرة الخاتمة للرحمة الخاصّة بالکمّل منهم بما لا مزید علیه فی الإمکان ، فیکون ذلک الإمداد من خزائن الجود والکرم ، لا من دیوان مجازاة العدل والحکم .
"درجات العلماء من ورثة الأنبیاء "
ثمّ إنّه مما یستوجبون اشتمال فواتح التآلیف علیه ، التنبیه على جلالة شأن ما تضمّنته من المطالب ، تحریضا للطالبین ، وتنبیها للمبطلین من الذاهلین والمنکرین ، ولا یستراب أنّ الاطلاع على محتد أذواق الکمّل من الأنبیاء فی العلم باللَّه ، والوقوف على مبلغ مکاشفات الکلّ فیه - کما تکفّل ببیانه هذا الکتاب - ممّا اختصّ بنیله الحضرة الختمیّة ، ضرورة أنّ هویّتها هی أحدیّة جمع الکلّ علما وشهودا - على ما عرفت .
ثمّ إنّ الوارثین لعلومها تتفاوت مبالغ سهامهم منها حسب تفاوتهم فی درجات القرابة إلیها ، واختلافهم فی استجماع وجوه الانتساب بها ، فمن کانت رقائق النسب والقرابة منه إلیها مقصورة على الروابط المعنویّة منها فله من تلک السهام حقائق المعارف ببساطتها.
ولطائف العلوم بصرافة کلَّیتها بدون أن یکون لها من تلک الحضرة صورة کاشفة ولا وضع نبوی مبین .
کما للحکماء من أهل النظر ومن کان مستجمعا معها للوجوه الصوریّة والتزام الهیئات النبویّة والشعائر الشرعیّة مستنبطا من الصور السماویّة المنزلة إلیها لطائف تلک الحقائق ، فله من قداح تلک السهام ما تلبّس بالصورة المنبئة ، وارتدى بالشعائر الشرعیّة المشعرة للمشاعر .
وهم متفاوتون فی ذلک ، متخالفون فی حیازة درجات کماله ، فمنهم من استحصل منها قدرا یستأهل به أن یستفیض من تلک الحضرة فی سجال إفضالها شیئا من الحقائق حینا ومنهم من بذل الجهد فیه إلى أن وصل إلى ما یستأهل به أن یستمطر من هطل سحائب کمالها دیم العوارف من خصائص المعارف دائما .
وقد ینتهى أمر تلک المقاربة إلى أن یستفید من صورتها المشخّصة بجمیع ما یشخّصها من اللواحق کالزمان والمکان والوضع مشافها لها ومکافحا إیّاها ، جملة جامعة وکتابا کاملا یحتوی على ما تضمّنته الحقیقة الختمیّة من الحکمة الشاملة والعلم المحیط بسائر الأذواق والمشارب ، على ما اقتضى ذلک الوقت إظهارها وإشاعتها ، واستدعى ألسنة استعداد أبنائه الاغتذاء بها وإفاضتها .
وهذا هو الغایة فی القرابة وما یستتبعها من الوراثة ، فهو الخاتم لتلک الوراثة خاصّة ، وهو الشیخ المؤلَّف - کما علم من تصفّح کلامه فی کتبه - وإلى ذلک کلَّه أشار بقوله :
شرح الجامی للملا عبد الرحمن ابن أحمد ابن محمد المتوفی 898 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم.)
(صلی الله) أی أفاض رحمته بالتجلیات الذاتیة والأسمائیة والصفائیة (علی ممد الهمم) القابلة للترقی فی مراتب الکمال وذلک الإمداد إنما یکون بتبیین المقام
الذی تعشقت به الهمة ، والکمالی الذی تعلقت به، وتعریف ما هو أعلى وأفضل وبیان حالة هی أعز وأکمل وذلک الإمداد إنما هو (من خزائن الجود والکرم) وهی الحضرات الأسمائیة الإلهیة (بالقیل الأقوم) الأعدل بین تعریض و تصریح وکتم وإفشاء وإیجاز و إسهاب وبشارة ونذارة (محمد وآله) الذین تؤول إلیهم أموره صلى الله علیه وسلم و مواریثه العلمیة والمقامیة والحالیة (وسلم) علیه بإسم السلام یسلم إلیه فیه حقائق الکمال ویعطیه السلامة عن سطوات تجلیات الجلال ویهبه السلامة عن الانحرافات والتحقق بحقائق المرتبة الاعتدالیة .
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (وصلى الله على ممد الهمم، من خزائن الجود والکرم، بالقیل الأقوم، محمد وعلى آله وسلم.)
( و صلى الله على ): أی أفاض الاسم الجامع لجمیع الکمالات رحمته لجامع جمیع التجلیات ذاتا و اسما و صفة، فلما کان المقام مقام الدعاء عدل من الجملة الإسمیة إلى الجملة الفعلیة لیدل على التجدد و الاستمرار. یشیر إلى أن الصلاة من الله تعالى مجدد دائما أبدا على ممد الهمم .
(ممد الهمم) جمع همّة، و الهمة تجرید القصد کحصول المطلوب، و هی و لو کانت کمالا و لکن هی للمتوسطین العارفین للترقی لأن کمال العلم یمنع التصرف بالهمة و التحکم بها و هما لأرباب الأحوال لا للمتمکنین.
فإن کان الأکابر یرون التصرف مزاحمة، و یترکون التصرف للحق فی خلقه، فإن ظهر شیء فهو لا عن قصد منهم، فالنبی صلى الله علیه و سلم یرقیهم.
ویمدهم بالتمیز بین الخواطر المذمومة والمحمودة حتى لا تتعلق هممهم بدون الحق، ویرقیهم إلى طلب الأنفس بالمقام الأقدس.
ویرغبهم فی الله لا فیما عند الله، فإذا فتحت العین بذلک المراد على فضاء الإطلاق، وشهود أحدیة المتصرف والمتصرّف فیه فلا یرى الغیر، فعلى من یرسل الهمّة، فلهذا یرى العارف التام المعرفة بغایة العجز والفقر والضعف .
قال رضی الله عنه فی "الفتوحات" : إن بعض الأبدال أرسل إلى أبی مدین قدّس سره وهو یسأل لأی شیء لا یعتاص علینا، وأنت تعتاص علیک الأشیاء؟
و نحن راغبون فی مقامک، و أنت غیر راغب فی مقامنا، انتهى کلامه .
أما ترى صلى الله علیه وسلم کیف أمر بقول: "لا أدری ما یفعل بی ولا بکم" .
وهو قائل صلى الله علیه وسلم: "بإنی علمت علم الأولین والآخرین". رواه البیهقی فی الشعب والطبرانی فی الکبیر
فکان الماضی و المستقبل فی الآن، فلو لا حضور المعلومات له فی حضرة الآن لما وصف بالعلم بها فی حضرة الآن، و مع هذا یتأدّب، و یقول : "لا أدری ما یفعل بی و لا بکم".
أمّا قوله صلى الله علیه وسلم : "کن أبا ذر" . رواه الحاکم، وابن عساکر عن ابن مسعود
لیس من مقام الهمّة بل هذه کلمة حضرة مختصّة بالإلهیین إذا أراد الله شیئا أن یقول له کن فیکون، أو نقول: إن إمداد الهمم للترقی إلى ما لا یستقبل عقول الأمة بإدراکه دون التعریف الإلهی من طریق الکشف المحقق والوحی لتسموا همم النفوس إلى طلبه.
وتهتم فی تحصیله من مظنته وتحصیل معرفة کیفیة التوجّه إلى الحق بالقلوب والقوالب أیضا من حیث تبعیتها لأحکام القلوب من خزائن الجود والکرم.
قال رضی الله عنه فی "مواقع النجوم":
الجود عطاء بغیر سؤال، والکرم عطاء بسؤال بطیبة النفس.
وقال رضی الله عنه فی "الفتوحات":
الجود من الحق امتنانی ذاتی، و الجود من الأعیان ذاتی فهذا الفرق بین الجودین.
وهذا معنى قول من قال فی الجود: إنه العطاء قبل السؤال، انتهى کلامه رضی الله عنه .
والخزائن ما سمّیت خزائن إلا باعتبار ما یختزن فیها من نفائس الجواهر والأموال وهی نفائس مکارم الأخلاق والأحوال، ومن هذه الأخلاق خلق الجمع الدال على الفرق، والفرق الدّال على الجمع، و خلق الجمع بینهما، وهو خلق جمع الجمع، وهو من أکبر الأخلاق، وأعلاها، وأسناها.
و بهذا خوطب صلى الله علیه و سلم: "وإنّک لعلى خُلقٍ عظِیمٍ" [القلم: 4]. وهو الخلق النور المستور، وهذا من أعزّ المعارف إذ لا یمکن أن یکون النور مستورا لذاته، فإنه لذاته یخرق الحجب، و یهتک الأستار، فافهم .
وأمّا أصول هذه النفائس فمتناهیة، وهی الأخلاق التی منحت عطاء وجودا وکرما،وهی ثلاثمائة.
کما ورد فی الحدیث الصحیح : "إن لله تعالى ثلاثمائة خلق من تخلق بواحد منها دخل الجنة" ذکره رضی الله عنه فی الفتوحات.
رواه الطبرانی فی الأوسط والحکیم الترمذی والدیلمی فی الفردوس والدرقطنی فی العلل.
وهذه الأخلاق خارجة عن الکسب، روی عن النبی صلى الله علیه وسلم أنه قال : "إنما هذه الأخلاق بید الله فمن شاء أن یمنحه الله خلقا حسنا فعل". ذکره الخرائطی فی مکارم الأخلاق عن أبی المنهال، ذکره فی جمع الجوامع . رواه البیهقى فی الشعب وابن معمر فی جامعة.
فلهذا قال رضی الله عنه: (من خزائن الجود والکرم ): أی من الخزائن التی ملئت من الجود والکرم، وهی خزائن المنن فلا یخرج إلا بالجود والکرم بسؤال، وبغیر سؤال فلمّا کانت المنن کثیرة متعددة طلبت عین کل منة منها خزانة.
فلهذا تعددت الخزائن بتعدد المنن الإلهیة، فإذا کان هو عین المنة فأنت الخزانة.
فالعالم خزائن المنن الإلهیة، ففیک اختزنت منته تعالى، بل أنت الخازن، و أنت الخزانة، و أنت ما یختزن فیها فلا یجمعهما إلا أنت فمنک إلیک، فافهم.
فلیس الرجل من تحقّق بربه، و إنما الرجل من تحقّق بعینه .
قال رضی الله عنه: وما فاز بهذه الدرجة ذوقا إلا نبینا صلى الله علیه وسلم، وکشفا إلا الرسل علیهم السلام، و راسخوا هذه الأمة المحمّدیة الذین هم ورثته.
ومن سواهم، فلا قدم لهم فی هذا الأمر، فرفع بعضهم فوق بعض درجات اختصاصا، ولا یصلح التکسّب بها لأنها لا أثر لها فی الکون بل هی لرفیع الدرجات ذی العرش.
وإنما هی إعدادات قابلیات بأنفسها لتجلیات إلهیات على عددها للذین هم درجات عند ربهم .
فقوله صلى الله علیه وسلم : "من تخلق بواحد منها" کما سبق فی لفظ الحدیث، و سبق الکلام باعتباره .
أراد صلى الله علیه و سلم من قام به، و ظهر فیه آثار تلک الأخلاق، فافهم .
وأمّا الخزائن على عدد أصناف الموجودات، واعتبار أشخاصها فغیر متناهیة، وما سمّیت خزائن إلا باعتبار ما یختزن فیها من الأخلاق المخزونة.
ولکن کل ما یدخل منه فی الوجود منتاه، وأمّا من حیث الأنواع والأمهات فمتناهیة الأصول فافهم.
وأمّا الخزائن باعتبار ما تحوی، فثلث خزانة تحتوی على ما تقتضیه الذوات من حیث ما هی ذوات، و خزانة تحوی على ما تقتضیه النسب الموجبة للأسماء من حیث أنها أفعال لا من حیث المفعولات ولا الانفعلات ولا الفاعلات .
وکل خزانة من هذه الخزائن تنفتح إلى خزائن، وتلک الخزائن إلى خزائن أخرى وهلمّ جرّا، فهی تدخل تحت الکم بوجه ولا تدخل بوجه آخر .
فالحاصل أنه کل ما دخل منها فی الوجود حصره الکم، فافهم .
فإذا انکشف للعالم المکاشف خزائن الأعیان لا یخشى من الإنفاق، أما ترى إشارة جوامع الکلم فی خطاب المؤمنین وهو قوله سبحانه: "قلْ لوْ أنْـتمْ تمْلکُون خزائن رحْمةِ ربِّی إذاً لأمْسکْتمْ خیشْة الِإنفاقِ" [ الإسراء: 100] .
الممسوک عند العالم بالأعیان الثابتة، وعارفها هو خشیة الإنفاق: أی لا تخشون النفاد والقلة لا خزائن الرحمة، فإنه ینفق بلا خشیة إملاق لعلمه أن المخزون ینفد وما عند الله باق.
ومن هذا المقام ما ورد فی الخبر عن بلال رضی الله عنه أو عن غیره من الصحابة أنه قال له صلى الله علیه وسلم : "أنفق ولا تخف من ذی العرش إقلالا، فتبسّم رسول الله صلى الله علیه و سلم وقال: بهذا أمرت " . ذکره القاضی عیاض فی"الشفاء" فافهم . رواه الضیاء فی المختارة.
(بالقیل الأقوم): أی الأبین المتوسط بین إفراط التنزیه و تفریط التشبیه .
قال رضی الله عنه: لو أتى نوح علیه السلام ما أتى به النبی صلى الله علیه و سلم لأتته قومه لأنه علیه السلام جادلهم بالتی هی أحسن بالقول الأسدّ الأقوم .
وهو قوله تعالى: "لیس کمِثلهِ شیْءٌ وهُو السّمِیعُ البصِیر"ُ [ الشورى: 11] .
فإنه جمع التنزیه و التشبیه فی آیة واحدة، بل فی نصفها هذا من جوامع الکلم و فصل الخطاب جمع الأضداد، و قطع الخصومة و العناد .
بخلاف نوح علیه السلام، فإن دعوته تنزیه بحت فما قبل من الأمة إلا قلیل، و قد انقطع بعده بخلاف المحمدیین فافهم .
فی الزیادة إلى نزول عیسى علیه السلام بل إلى یوم الدین فافهم،
وذلک من اعتدالهم وکونهم وسطا: أی لا إفراط فیهم ولا تفریط .
قال الله تعالى: "جعلْناکُمْ أمّةً وسطاً " [ البقرة: 143] .
سیدنا محمد صلى الله علیه و سلم جمع الله سبحانه لاسمه الأشرف بین حروف الاتصال و الانفصال، لیدل الاسم على وصول المسمى به تعالى فبحرف الانفصال أشار بفصله عن العالم، و بحروف الاتصال أشار باتصاله بالأصل إشارة إلى جمعه بین الحالین، و حیازته الأمرین التنزیه والتشبیه ویتم له صلى الله علیه و سلم الأمر من جمیع جهاته اسما ومسمى، والحمد لله المنعم المفضل .
"" قال الشیخ جلال الدین السیوطی فی الخصائص:
ومن خصائصه صلى الله علیه وسلم أن الله تعالى قرن اسمه باسمه فی کتابه عند ذکر طاعته ومعصیته وفرائضه وأحکامه ووعده ووعیده؛ تشریفا وتعظیما.
قال تعالى : "وأطیعوا الله ورسوله إن کنتم مؤمنین" [الأنفال : 1].
قال تعالى : "ویطیعون الله ورسوله" [التوبة: 71].
قال تعالى : " إنما المؤمنون الذین آمنوا بالله ورسوله " [الحجرات: 15]
قال تعالى : " براءة من الله ورسوله" [التوبة:1].
قال تعالى : "وأذان من الله ورسوله " [التوبة:3].
قال تعالى : " یا أیها الذین آمنوا استجیبوا لله ولرسوله" [الأنفال: 24].
قال تعالى : "ذلک بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن یشاقق الله ورسوله فإن الله شدید العقاب" [الأنفال:12].
قال تعالى : "ذلک بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن یشاق الله فإن الله شدید العقاب " [الحشر:4].
قال تعالى : " ومن یعص الله ورسوله" [الجن:23].
قال تعالى : "ویحاربون الله ورسوله" [المائدة:33]
قال تعالى : " من دون الله ولا رسوله" [التوبة:16].
قال تعالى : "ما حرم الله ورسوله" [التوبة:29].
قال تعالى : "قل الأنفال لله والرسول" [الأنفال: 1].
قال تعالى : "فردوه إلى الله والرسول" [النساء: 59].
قال تعالى : "ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سیؤتینا الله من فضله ورسوله" [التوبة:59]
قال تعالى : "أغناهم الله ورسوله من فضله" [التوبة: 74].
قال تعالى : "کذبوا الله ورسوله" [التوبة:90].
قال تعالى : "أنعم الله علیه و أنعمت علیه " [الأحزاب:37]، انتهى. ""
وکذلک اسمه أحمد صلى الله علیه وسلم بل العارفون یعرفون أخلاق الناس بحروف الأسماء، و یستدلون بها على أطوار المسمین، و ذلک من علم المناسبات .
و إنه قال صلى الله علیه و سلم : "لکل نبیّ آل وعدة وآلی وعدتی المؤمن" .
و فی حدیث أنس رضی الله عنه : "آل محمد کل تقیّ " .
""قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه فی الفتوحات المکیة الباب الثالث والسبعون فی الرد على الحکیم الترمذی السؤال الحادی والخمسون ومائة : قوله آل محمد؟
الجواب : قال رسول الله صلى الله علیه وسلم "لکل نبی آل وعدة وآلی وعدتی المؤمن ومن أسمائه تعالى الْمُؤْمِنُ وهو العدة لکل شدة"
و الآل یعظم الأشخاص فعظم الشخص فی السراب یسمى الآل فآل محمد هم العظماء بمحمد.
ومحمد صلى الله علیه وسلم مثل السراب یعظم من یکون فیه وأنت تحسبه محمدا العظیم الشأن کما تحسب السراب ماء وهو ماء فی رأى العین.
فإذا جئت محمدا صلى الله علیه وسلم لم تجد محمدا ووجدت الله فی صورة محمدیة ورأیته برؤیة محمدیة.
کما أنک إذا جئت إلى السراب لتجده کما أعطاک النظر فلم تجده فی شیئیته ما أعطاک النظر ووجدت الله عنده .
أی عرفت أن معرفتک بالله مثل معرفتک بالسراب أنه ماء فإذا به لیس ماء وتراه العین ماء فکذلک إذا قلت عرفت الله وتحققت بالمعرفة عرفت أنک ما عرفت الله.
فالعجز عن معرفته هی المعرفة به فما حصل بیدک إلا أنه لا یتحصل لأحد من خلقه وکل من استند إلى الله عظم فی القلوب وعند العارفین بالله وعند العامة .
کما أنه من کان فی السراب عظم شخصه فی رأى العین .
ویسمى ذلک الشخص آلا وهو فی نفسه على خلاف ما تراه العیون من التضاؤل تحت جلال الله وعظمته .
کذلک محمد یتضاءل تضاؤل السراب فی جنب الله لوجود الله عنده فهذا إذا فهمت ما قلناه معنى آل محمد. "" أهـ.
( و سلم) قال رضی الله عنه: بعد الصلاة إطاعة أمره و رضا نفسه حیث قال سبحانه :
"صلُّوا علیْهِ وسلِّمُوا تسْلِیماً "[ الأحزاب: 56] . بالتأکید یرید السلامة عن سطوات التجلیات الجلالیة والانحرافات الطبیعیة التی هی أسفل سافلین.
وذلک من تجلی الاسم السلام المؤید للسلامة عن کل ما یوجب النقصان فی الکشف والعیان، و للناجی بین العیان والإیمان .
قال تعالى: "ما زاغ البصرُ وما طغى" [ النجم: 17] فله حاق الوسط بلا إفراط ولا نقصان .
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 27-29
و صلّى اللّه على ممدّ الهمم من خزائن الجود و الکرم، بالقیل الاقوم محمّد و [على]آله و سلّم.
بعد از حمد حق، صلوات بر واسطه وصول خلق به حق باد. و صلوات از اللّه تعالى مر عباد را، رحمت کردن وى بود بر ایشان و از ملائکه استغفار کردن باشد از بهر ایشان. و از مردمان دعا کردن باشد بر یکدیگر. و صلوات از حق- تعالى- که آن رحمت است، بر حسب اشخاص متفاوت گردد: بر عاصیان، عفو از زلّات باشد؛ و بر مطیعان، رسانیدن ایشان به جنّات باشد؛ و بر عارفان، لقا و بقا، و علوم و معارف، و رفعت درجات باشد و بر محقّقان از انبیاء و اولیاء تعاقب تجلیّات، از ذات باشد. و آن محمّد مصطفى است- صلعم- که استعداد او أتمّ و أکمل بود، لاجرم حضرت عزّت- جلّ جلاله- از اسم اعظم جامع فیض، صلوات به وى مىرساند. و مىفرماید که: «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبِیِّ ... [الآیه]»( س 33- 56) و نفرمود که: «انّ الرّحمن و الرّحیم یصلّى علیه» .. و چون استعداد او- صلوات اللّه علیه- اتمّ بود، و واسطه وجود عالم، و ظهور آن از علم، به عین، و از غیب به عین، و از غیب به شهادت او بود. که «لولاک لما خلقت الکون»... و بحکم «وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ»( س 21- 107) ، ممدّ هر عین، بل، مددکننده همّتهاى عامّه خلایق، او بوده باشد، خواه کافر، و خواه مؤمن، و ممدّ خواصّ باشد به رسانیدن فیض کمالات از حضرت حق، به ایشان، على سبیل الإرشاد، پس، الف و لام [در الهمم] اگر استغراق را باشد، کافر و مؤمن را شامل گردد؛ چرا که جمع محلّى به لام، مفید استغراق است ... و اگر لام عهد باشد، مخصوص باشد به «همم ایشان» که قابل کمالات باشند «و همم» جمع همّة است؛ و مأخوذ است از «همّ» و آن «قصد» است؛ و در اصطلاح عرفا «همّت» توجّه قلب باشد به جمیع قوّتهاى روحانى، بجانب جناب ربّانى، تا کمال، از بهر خود، یا از بهر غیرى حاصل کند، و استمداد مردم همّت را از انفاس کامله کمّل این معنى دارد. «من خزائن» متعلّق است به «ممدّ الهمم»، یعنى: محمّد- صلعم- مدد هر یک از خزائن جود و کرم مىکند؛ که آن خزائن، حقایق الهى است؛ که آن را «اسماء و صفات» گویند. و هرآینه، چون افاضه این کمالات، ایشان را بىعلت معاوضه و تهمت غرض است. اضافه آن به جود و کرم مناسب باشد و فرق، میان جود و کرم آن است که: «جود»، صفتى ذاتى است مر جواد را که آن را بىسابقه سؤال و استحقاق آنکس به وى رساند و «کرم» صفتى است کریم را که مسبوق باشد به استحقاق و طلب.
و «بالقیل الأقوم» متعلّق است به «ممدّ الهمم»، یعنى: محمّد- صلعم- [که] ممدّ همم است، از خزانه جود و کرم، به سخن راستتر ... و از بهر آن، سخن محمّد راستترین سخنها است، که او عارف بود به استعدادات، و همچنانکه در ظاهر به لسان قال مىگوید، به باطن، بلسان حال، مىگفت- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- که: «وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحى»( س 53- 3) مصدّق آن است، پس، قول او، اقوم اقوال، و حال او اصدق احوال باشد. و «محمّد» عطف بیان «ممدّ الهمم» است، یعنى: محمّد است، که ممدّ همم انبیاء سابق، و اولیاء لاحق است، چرا که انوار او منقطع نیست از عالم، خواه، پیش از تعلّق نور روح او با بدن، و خواه بعد از تعلّق.
«و آل محمّد» عطف است بر محمّد ... و آل او «نزدیکان او» باشند، و نزدیکى و نسبت به حضرت نبوّت، یا من حیث الصورة فقط باشد، و آن سادات و شرفااند؛ یا من حیث المعنى فقط، و آن اولیااند؛ و حدیث
«السلمان منّا» و «کلّ تقىّ آلى». اشارت بدین نسبت است، یا من حیث الصورة و المعنى باشد، و آن خلفا و ائمّه قائمه بحقاند، خواه، انبیاء پیشین، و خواه خلفاء و اقطاب باز پسین.
و «سلّم» عطف است بر «صلّى» و سلام از حقّ- تعالى- مر انبیا و اولیاء را تجلّى حق باشد، بر ایشان. از حضرت اسم «السّلام» که معنى او این است که موجب سلامت است از هر نقصى و عیبى .. و سلام از مؤمنان، انقیاد باشد، قوله تعالى:
«فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّى یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً»( س 4- 65) اشاره به این معنى است.
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 64-67
قال رضى اللّه عنه:
و صلّى اللّه على ممدّ الهمم.
یعنى خداى رحمت کند بر مدددهنده همّتها که آن صاحب فصل الخطاب و واسطه در میان اهل عالم و ربّ الأرباب است، هم در علم و هم در عین.
و هرآینه دانستهاى که رحمت حضرت الهى و فیضان فضل نامتناهى متعلق نمىشود به هر چیزى مگر به حسب استعداد و بهاندازه طلب او از جناب ربّ العباد. لاجرم نصیب عصات از آن رحمت مغفرت است و جنان، و نصیب مطیعان رضا و لقاى ملک منّان، و نصیب عارفان موحّد لذّت معارف یقینیّه و ذوق ایقان، و نصیب محققان کامل و رهنمایان مکمّل از انبیاء و اولیاء که ناهجان مناهج دین و واقفان مراصد یقیناند، انوار تجلیّات ذاتیّه و آثار لمعات اسمائیّه و صفاتیّه.
بیت:
هر کس به قدر همّت دارد ازو نصیبى عشّاق و شوق جانان زهّاد و گفت و گویش
کى وصل او توانم دریافتن و لیکن آن به که بگذرانم عمرى به جستوجویش
رویى به غیر رویش امروز اگر ببینم فردا ز روى خجلت چون بنگرم به رویش
پس رحمت متعلقه به قلب نبى کریم و حبیب ملک قدیم، اعلى مراتب تجلیّات ذاتیّه و اسنى فیضانات اسمائیّه و صفاتیّه است، از براى کمال استعداد و قوّت طلبش. و فیض او از اسم جامع «الهى» است که منبع انوار نامتناهى است.
لاجرم شیخ صلاة حبیب را علیه السلام، به اللّه تخصیص کرد و نیز اقتفاى کتاب کریم نمود که مىگوید: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبِیِ.
و چون وجود او علیه السلام واسطه جمیع وجودات است و به حکم:
ما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ کمال رحمت بر همه کائنات اوست، پس به مدد اعیان و همم رابطه کمالات اهل عالم شد و به تخصیص هممى را که قابل استفاضه کمالات است به ارشاد طریق و ایضاح تحقیق و تسلیک سبیلى که موجب کشف و شهود و ترغیب در آنچه سبب مصادقت ذوق وجود باشد مددکارى مىنماید تا همم عالیه را ترقى به اوج کمال و تعالى (تعلّی- خ) به ذروه جلال حاصل شود. و چون مرتبه قطبیّت و درجه خلافت از حضرت الهیّت حبیب راست، لاجرم امین خزاین کرم وجود، و مائده سالار کمالات وجود اوست، پس مدد همم از خزاین جود و کرم هم او تواند نمود، و لهذا قال رضى اللّه عنه:
من خزائن الجود و الکرم.
«خزائن» عبارت از حقایق الهیّه است که معبّرست به اسماء و صفات. و این خزائن ملک ملک یوم دین است. و ولایت تصرّف وظیفه حبیب امین. و امداد او علیه السلام به قول اصدق اعدل است ازآنجهت که طلب فیض به زبان استعداد مىکند، افاضه نیز به حسب استعدادات مىنماید. و در طلب او از خزائن جود و کرم و در استفاضه عوالى همم، از آن امین کریم الشیم شایبه خروج از سنن اعتدال نیست، و لهذا قال رضى اللّه عنه:
بالقیل الأقوم
یعنى مددکارى او از خزائن حق به قول اعدل اصدق است. بیت:
اى خدا، جان را تو بنما آن مقام کاندرو بىحرف مىروید کلام
قال رضى اللّه عنه:
محمّد و على آله و سلّم.
محمد عطف بیان ممدّ همم است و در انتهاج منهاج بیان اشارت است بدانکه امداد او علیه السلام در وضوح و تبیان به منزله لوازم بیّنه ذاتیّه است. و چون او قطب الاقطاب است ازلا و ابدا، انوار إمداد او قطعا منقطع نیست از عالم، لاجرم هنوز صدرنشین صفه غیب بود که ارواح انبیاى سابقین را مددکارى مىنمود. و چون مسند عالم شهادت به جود او زینت و شرف یافت در ایصال ارواح اولیاء به مراتب کمالات مىشتافت و در هنگامى که انتقال از شهادت به غیب نموده لحظهاى مدد او از عالم منقطع نبوده است، بلکه واسطه ظهور عالم و رابطه بقاى نسل آدم مدد بىغایت اوست. لاجرم عارفان بینا و کاملان دانا در اقتحام عقبات مدد از وى جویند و در مخاطبه او گویند: نظم.
بگشاى کار مشکلم، تو دلم ده که بىدلم مکن اى دوست منزلم، بجز از گلستان تو
ملک و مردم و پرى، ملک و شاه و لشکرى فلک و ماه و مشترى خجل از آستان تو
همه خلقان چو مورچگان به سوى خرمنت دوان همه عالم نوالهاى ز نوال نهان تو
بمبر جان و عقل را ز سر خوان فضل خود چه خورد یا چه کم کند مگسى دو ز خوان تو
طمع جمله طامعان بود از خرمنت جوى دوده مختصر بود دو جهان در جهان تو
آل رسول، اهل و قرابت اوست و قرابت با او علیه السلام، یا از روى صورت و معنى باشد: (یا از روى صورت و معنى صحیح گردد- خ)، یا تنها از راه صورت بود، یا از روى معنى فقط باشد. پس هرکه نسبت او با خواجه- علیه السلام- از روى صورت و معنى صحیح گردد (از روى صورت و معنى قرابت داشته باشد- خ) یعنى در ظاهر و باطن مستقیم بود خلیفه و امام و نائب و قائم مقام رسول علیه السلام او باشد. بیت:
نى غلط گفتم که نایب با منوب گر دو پندارى قبیح آید نه خوب
خواه آن صحیح النّسب پیش ازو بود به صورت: چون اکابر انبیاء؛ و خواه بعد ازو چون اقطاب اولیاء و بدین نسبت اشارت نمود آنجا که فرمود که:
الحسین منّى و أنا من الحسین
بیت:
من خود چه کسم کیم کدامم کآید به زبان دوست نامم؟
و هرکه نسبت او به حضرت خواجه علیه السلام تنها از روى معنى صحت یابد، چون مؤمن آل فرعون و صاحب یاسین و باقى اولیاء بعد از اقطاب اینچنین ذات، ولد روحى خواجه کائنات و متهیّئ از براى قبول کمالات او بود. و بدین قرابت معنویّه اشارت کرد آنجا که گفت:
«و سلمان منّا»؛
و آنکه نسبت او از راه صورت است فقط، یا به حسب طین باشد چون سادات و شرفاء یا به حسب دین چون اهل ظاهر از مجتهدین و غیر ایشان از علما و صلحا و سائر مؤمنین.
پس قرابت معتبره تامّه قرابتى است که جامع باشد صورت و معنى را؛ بعد از آن قرابت معنویّه روحیّه؛ بعد از آن قرابت صوریّه دینیّه، بعد از آن قرابت طینیّه.
و تسلیم بارى تعالى عبارت است از تجلّى او مر خواجه را علیه السلام، از حضرت «اسم سلام» که موجب سلامت است از نقص و شین، و مهیّئ است تجلیّات جمالى را بىشایبه کیف و أین، و واسطه ارتقاست به اعلى مراقى کمال، و حافظ است از سطوات نظرات جلال و تسلیم مؤمنان از روى قول دعاست و از راه فعل استسلام و انقیاد طوعانه کرها کما قال اللّه تعالى: فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّى یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً.
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 514