عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

الفقرة الرابعة :


جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

قال رضی الله عنه : "فقلت : له السمع" بالنصب عامله محذوف تقدیره : أنا سامع السمع.

(والطاعة)، أی وأنا مطیع الطاعة

(لله) لأنه الموجود الحقیقی والفاعل المؤثر

(ولرسوله)، لأنه خلیفة الله الحقیقی وأقرب فاعل مجازی إلیه تعالى

(وأولی) أی أصحاب .

(الأمر) الإلهی القائمین به علم وتنفیذه.

(منا)، أی من جنسنا وهی المرتبة الثالثة التی ظهر فیها الشیخ رضی الله عنه بذاته وعینه.

لأن الأولى مرتبة الله

والثانیة مرتبة الرسول

والثالثة مرتبة أولی الأمر.

(کما أمرنا)، أی أمرنا الله تعالى بقوله :" و أطیعوا الله وأطیعوا أول وأولی الأمر منکم" آیة 59 سورة النساء.

فإطاعة الله تعالى إطاعة الرسول، وإطاعة الرسول إطاعة أولی الأمر.

فالإطاعة واحدة تضاف إلى الله تعالى من حیث حقیقة الوجود.

وتضاف إلى الرسول من حیث ما هو المشهود.

وتضاف إلى أولی الأمر منا فی حضرة القیود.

فالله مشهود فهو للرسول کما قال : "إن الذین یبایعونک إنما یبایعون الله ید الله قوق أیدیهم "آیة 10 سورة الفتح.

ولم یذکر ید الرسول علیه السلام الغیبتها فی ید الله، وإنما عبر عنها بید الله.

والقیاس : یدک فوق أیدیهم، ولکن لما کانت مبایعته هی مبایعة الله کانت یده هی ید الله .

کذلک والرسول مقید بظهور مخصوص بل بظهورات کثیرة متنوعة.

فهو أولو الأمر منا، ویلزم من ذلک أن من عصى أولی الأمر فقد عصى الرسول.

ومن عصى الرسول فقد عصى الله .

(فحققت)، أی جعلت محققة

(الأمنیة)، أی ما تمناه، أی طلبه منی رسول الله فی الرؤیا من الخروج إلى الناس بکتاب "فصوص الحکم" لینتفعوا به.

وأخلصت فی ذلک (النیة)

فلم أنو إلا الخروج إلى الناس بما رأیت من رسول الله فی تلک الرؤیا، فقیدت ظهوری فی مقام شهودی بما یبصره الناس من تخاطیط حدودی

(وجردت) عن جمیع التعلقات التقییدیة المعتادة إلى قبل ذلک

(القصد) إلى ما ذکر

(والهمة) المحمدیة التی شهدتها فی عالم الخیال المقید وظهرت بها فی عالم الخیال المطلق

(إلى إبراز)، أی إظهار ولم یقل تصنیف ولا تألیف لکونه لم یتصرف فیما شهد من الحضرة المحمدیة فی تلک الرؤیا

(هذا) إشارة إلى محسوس عنده مجمل فی تفصیل نشأته

(الکتاب) الذی هو «فصوص الحکم» وهو الوراثة المحمدیة الجامعة أخذها من ید رسول الله صلى الله علیه وسلم فخرج بها للناس من حضرته علیه السلام.

بالنسبة إلیهم وأما بالنسبة إلیه فلا خروج.

فتشهده الناس صورة محیی دینه وتشهد کتابه الذی أخذه من رسول الله صلى الله علیه وسلم کتابة جامعة الحروف والأصوات .

ویشهد نفسه هو صورة محمدیة غیبیة شهادتها صورة کتابیة ذات حروف وأصوات ، وبرزخیتها صورة وراثیة جامعة المشارب النبیین علیهم السلام.

(کما)، أی على صورة ما

(حده)، أی بینه وحصره

(لی) فی تلک الرؤیا

(رسول الله )، فتحققت به روحی

وکتبه قلم فتوحی فی صحیفة لوحی.

(من غیر زیادة) على ذلک (ولا نقصان)، منه فإن الزیادة والنقصان تغییر وتبدیل لکتابه المنزل علیه من حضرة نبیه وهو محفوظ من ذلک.


شرح مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

فأمرنا بانتفاع الکتاب على الوجه الأبلغ (فقلت السمع) أخذه وقبوله هذا القبض منه (والطاعة) تلقیه الأمر قبل الشروع بحسن القبول ووعده الجمیل وهو الإخراج.

(لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا) تخصیص الطاعة بالمذکورین بالجمع المطلق .

إشارة إلى أن طاعة أحدهم عین طاعة الآخر فلا اختلاف فی أصل الطاعة لأن الطاعة فی الکل الأحکام الإلهیة.

وعطف رسوله بإظهار اللام إشارة إلى أنه علیه السلام مرتبة الصفات فلا یستر ذاته تعالى بل یظهره ویبین الأحکام الإلهیة.

وعطف أولی الأمر بإضمار اللام. إشارة إلى أن أولی الأمر مرتبة الأفعال فالعطف إشارة إلى ظهور الحق وأحکامه فی مراتب أفعاله والإضمار إشارة إلى ستره فیها.

ولما بین سبب حصوله فی قلبه وهو فیضه علیه السلان

بقوله : خذه . وأخذه بقوله : فقلت: السمع والطاعة والأمر بالإخراج لیس من أسباب الوجود الذهنی بل من أسباب الوجود الخارجی.

فیکون الرسول وإعطائه مثلا مقدمة کلیة من الشکل الأول .

والشیخ وأخذه بقوله : فقلت: السمع مقدمة أخرى صغراء.

فبهذین المقدمتین الصحیحین أوجد الله تعالى روح هذا الکتاب فی قلب الشیخ.

شرع فی بیان سبب وجوده فی الشهادة وکیفیة الإخراج على الوجه الذی أمر فقال : (فحققت الأمنیة) تثبیت المطلوب وتصویره فی ذهنه قبل الإبراز إلیه.

(وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة) عن الاشتغال بالأغراض النفسانیة سرا وعلانیة .

فبهذه الأربعة التی کانت کالمقدمتین للشکل الأول المنتجتین للنتیجة الصادقة.

أیضا أوجد الله تعالى هذا الکتاب المعطى له من ید رسول الله علیه السلام فی الشهادة.

فالغرض نزاهة الکتاب عن التلبی على الوجه الأبلغ ظاهرا وباطنا فی وجوده المثالی الذی فی ید رسول الله صلى الله علیه وسلم ووجوده القلبی ووجوده الشهادی. فعلی هذا لا یجوز إضافة الأمنیة إلى الرسول علیه السلام وإلا یلزم العدول عن الحقیقة إلى المجاز بلا نکتة .

لا سیما یستلزم تنافر الکلام وذلة عن سنن إخوانه وهو مخل للفصاحة .

(إلى إبراز هذا الکتاب) الثابت فی الخارج بتعبیر المؤید بالاعتصام من الکتاب الثابت المحقق فی الذهن أو فی ید رسول الله.

أی ترجمت وجوده الشهادی من وجوده المثالی أو الذهنی .

(کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم من غیر زیادة ولا نقصان) ظاهر. ولما ورد من ظاهر کلامه أن یقال : لما لا یجوز أن یکون کل منها أو بعضها أی من تحقیق الأمنیة وتخلیص النیة وتجرید القصد والهمة من التصرفات الشیطانیة فی صورة الحق ازال هذه الشبهة.


شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

و قوله رضی الله عنه : "فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا فحققت الأمنیة وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده إلى رسول الله، علیه السلام، من غیر زیادة ولا نقصان".

قلت: إنه یلفظ بالسمع والطاعة أی إطاعة فی أن یترجم عن معانیه بلفظه ویقرب فهمه بالتنزل إلى مبالغ الناس، ولو کان لفظ هذا الکتاب هو لفظ رسول الله، علیه السلام، لم یکن فیه شعر لقوله تعالى: "ما علمناه الشعر وما ینبغی له" (یس: 69).

فإذن قوله: من غیر زیادة ولا نقصان إنما یعنی فی معانیه.

ولذلک قال فی دعاءه: (حتى أکون مترجما لا متحکما) فهو مترجم والترجمان هو الذی ینقل المعانی إلى لغة یعرفها من یترجم له بها.


شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

قال الشیخ - رضی الله عنه - : "فحقّقت الأمنیّة وأخلصت النیّة " .

قال العبد : تحقیق کلّ شیء إدراک حقیقته ، والبلوغ إلى حقّیّته ، وإظهار حقیقته وحقّیّته عند الغیر وله .

وقد یکون بمعنى أن یجعله حقّا ، کما قال تعالى حکایة عن یوسف علیه السّلام : " هذا تَأْوِیلُ رُؤیایَ من قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّی حَقًّا " آیة 100 سورة یوسف .

أی کانت رؤیا مشهودة فی حضرة الخیال ، فجعلها ربّی موجودة فی الحسّ یقظة .

وحقّیّة کلّ رؤیا وصورة ممثّلة أن توجد فی العین وتتحقّق فی الحسّ .

فمعنى قوله : « حقّقت الأمنیة » أظهرتها فی الحسّ .

وتسوغ إضافة الأمنیّة إلى رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم وإلى الشیخ رضی الله عنه فبمعنى أنّ الرؤیا له ، وأنّه هو المتکفّل ببیانها والمتفرّد بتبیانها وعیانها ، وهی أمنیّته فحقّقها .

أی أظهرها على ما أمر به فی رؤیاه ، فالأمنیة على هذا ذات جهتین حقیقیّتین :

جهة إلى رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم بالأصالة ومن کونه آمرا بذلک .

وجهة إلى الشیخ رضی الله عنه لکونه هو المحقّق لها فی الوجود الحسّی .

قال رضی الله عنه : "وجرّدت القصد والهمّة إلى إبراز هذا الکتاب " .

قال العبد : تجرید القصد والهمّة هو أن یکون أحدیّ التوجّه والعزیمة فیما همّ به ونوى من غیر أن یتخلَّله متخلَّل فی ذلک .

قال رضی الله عنه  : " کما حدّه لی رسول الله - صلَّى الله علیه وسلَّم - من غیر زیادة ولا نقصان » لکونه ممتثلا أمره على ما أمره ، وعلى الوجه الذی أراده والحدّ الذی عیّنه ورسم - صلَّى الله علیه وسلَّم - فإنّ مقام الأمانة لا یحتمل الزیادة والنقصان ".


شرح الفصوص الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

قوله ( کما أمرنا ) أشار إلى قوله تعالى :" أَطِیعُوا الله وأَطِیعُوا الرَّسُولَ وأُولِی الأَمْرِ مِنْکُمْ ".

قوله ( فحققت الأمنیة ) أی جعلت أمنیتى حقا کأنه کان یتمنى أن یأخذ من الرسول هذا العلم والإذن بإفشائه ، فإذا رأى هذه الرؤیا تحققت أمنیته ، إذ کان الکتاب الذی أعطاه فی المنام صورة هذا العلم الذی فاض من روحه علیه الصلاة والسلام علیه ( وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله من غیر زیادة ولا نقصان).


مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

قوله: "فقلت: السمع والطاعة لله" بالنصب. أی، سمعت السمع وأطعت الطاعة لله، لأنه رب الأرباب. "ولرسوله" لأنه خلیفته وقطب الأقطاب.

"وأولى الأمر" أی، الخلفاء والأقطاب الذین لهم الحکم فی الباطن أو السلاطین والملوک الذین هم الخلفاء للخلیفة الحقیقیة فی الظاهر.

وقوله: (منا) أی، من جنسنا وأهل دیننا.

وقوله: "کما أمرنا" إشارة إلى قوله: "وأطیعوا الله وأطیعوا الرسول وأولى

الأمر منکم".

وإلى قوله: "وإذا ولیتم أمیرا فأطیعوه ولو کان عبدا حبشیا" .

وفی التحقیق کل الطاعة لله تعالى: تارة فی مقام جمعه، وتارة فی مقام تفصیله وأکمل مظاهره.

و قوله : (فحققت الأمنیة وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب، کما حده لی رسول الله، صلى الله علیه وسلم، من غیر زیادة ولا نقصان.)

أی، جعلت أمنیة رسول الله، صلى الله علیه وسلم، حقا محققا، أی، ثابتا فی الخارج وظاهرا فی الحس بتعبیری إیاه وإظهاری فحواه على النفوس المستعدة الطالبة لمعناه.

کما قال تعالى حکایة عن یوسف، علیه السلام: "هذا تأویل رؤیای من قبل قد جعلها ربى حقا". أی، أخرجها وأظهرها فی الحس. فاللام للعهد، أو عوض عن الإضافة.

و "الأمنیة" هو المقصود والمطلوب. وإنما أضفناها إلى رسول الله، صلى الله علیه وسلم، دون الشیخ، لأن الآمر بالإخراج هو الرسول والشیخ مأمور، أراد ذلک أو لم یرد.

اللهم إلا أن یقول الشیخ طلبه بلسان استعداد عینه وروحه عن حضرة روح رسول الله، صلى الله علیه وسلم، فحینئذ تکون الأمنیة من طرفه.

والأول أولى. وإطلاق هذه اللفظة المأخوذة من "التمنی" على الأنبیاء سائغ، کما

قال تعالى: "وما أرسلنا من قبلک من رسول ولا نبی إلا إذا تمنى ألقى الشیطان فی أمنیته فینسخ الله ما یلقى الشیطان ثم یحکم الله آیاته".

وتجرید القصد والهمة، إنما هو عن الأغراض النفسانیة والالقاءات الشبهیة الشیطانیة.

فإنه یلقىفی القلب عند کل حال من الأحوال ما یناسبها، والعارف المحقق یعلم ذلک فیخلصها عما ألقاه لأنه المؤید بنور الله.

قوله: "کما حده" أی، عینه من غیر زیادة منى فی المعنى أو نقصان.


خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

(فحققت الأمنیة) أی: لما أمرت بأخذ ذلک الکتاب وإخراجه إلى الناس الموجبین للفوز برتبة

الکمال والتکمیل فی علوم تتزین بها، وتکمل بقیة العلوم الیقینیة التی هی مناط أعلى مراتب السعادة الأبدیة.

وهی علوم الکل من الأنبیاء علیهم السلام - أدرکت أمنیتی محققة إذ وجدت ذلک عن کشف تام نبوی على یدی أکملهم، ولیس للولی الاطلاع على ذلک بنفسه.

کان رضى الله عنه یتمنى ذلک مدة مدیدة منذ أطلعه الله، وأشهده أعیان رسله وأنبیائه فی مشهد أقیم فیه بـ «قرطبة" سنة ست وثمانین وخمسمائة على ما یأتی فی فص هود علیه السلام ذکره الشیخ رضى الله عنه فی المنام لبعضهم.

(وأخلصت النیة) أی: جردتها عن طلب العوض من الثناء والثواب یجعلها مجرد قصد الامتثال إذ ترکه یوجب النزول عن الرتبة العالیة التی یخلص فیها الکشف عن شوب الوهم والخیال.

(وجردت القصد والهمة) عن توجیههما إلى ما سوى الامتثال؛ لیتم السمع والطاعة فتصح الاستقامة؛ فلا یکون الکشف إلا به إدراجا فیخاف اختلاله بشوب الوهم والخیال، فجعلتهما متوجهین (إلى إبراز هذا الکتاب)، إلى عالم الشهادة.

(کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم من غیر زیادة)، إذ لو زاد و میز لم یکن الکل فصوص الحکم لاختلاط الأدنى بالأعلى، وإلا کان مع ذلک مفتریا على أمر رسول الله صلى الله علیه وسلم .

وقد نهى الشیخ له أن یجلد کتابه هذا مع کتاب آخر له أو لغیره.

(ولا نقصان)، لما فیه من کتمان ما أمر بتبلیغه فیدخل تحت قوله تعالى: "وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" [المائدة: 67].


شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا . فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

فقال رضی الله عنه : ( فقلت : السمع والطاعة لله ولرسوله ولأولی الأمر منّا کما أمرنا ) إشارة إلیه .

ولا یخفى أنّ هذا الأمر وإن کان ظاهرا من خاتم النبوّة - صورته المثالیّة - ولکنّه تحقیقا منه ومن الله ومن صاحب الزمان ، وهو یحتمل أن یکون الشیخ نفسه على ما یؤمی إلیه « منّا » .

( فحقّقت الامنیّة ) أی جعلت امنیّة إظهار هذا الکتاب منه أو من الخاتم حقّا ، بجعل الواقع مطابقا لها . ولمّا کان إصدار الجزئیّات وتسطیر النقوش الدالَّة على ما فی الکتاب وإبرازها من مکامن القوّة والإمکان إلى مجالی الفعل والعیان إنّما یتمّ بأمور ثلاثة - :

الأوّل تعقّلها ، وهو الهمّة ،

والثانی تخیّلها وهو القصد

والثالث انعقاد جمعیّة الجوارح وتوجّهها جملة نحو تحصیل المتخیّل وتصویره، وهو النیّة.

إلى ذلک أشار بقوله رضی الله عنه : ( وأخلصت النیّة وجرّدت القصد والهمّة إلى إبراز هذا الکتاب کما حدّه لی رسول الله صلَّى الله علیه وسلَّم ، من غیر زیادة ولا نقصان ) .

ولا یخفى أنّ تحقیق تلک الامنیّة وإبراز ذلک الکتاب من المکامن المعنویّة وسواد بطونه إلى المظاهر الصوریّة الحرفیّة ، وبیاض زبره وتسطیره - معصوما عن التغییر والتبدیل والزیادة والتقصیر فی طریق إبرازه ومکامن إخراجه من المدارک المعنویّة الفکریّة والمشاعر الخیالیّة المثالیّة ، والمخارج اللفظیّة الکلامیّة ، والصحائف الرقمیّة الکتابیّة .

ممّا لا یفی به قوّة البشر ، ولا یتیسّر ذلک لأحد من الکمّل فإنّها مثار السهو والتحریف ، ومواقع الغلط والتصحیف على ما ورد فی التنزیل " وَما أَرْسَلْنا من قَبْلِکَ من رَسُولٍ وَلا نَبِیٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّیْطانُ فی أُمْنِیَّتِه ِ "

اللهم إلَّا أن یکون خاتما قد أسلم شیطانه على یده  .

ثمّ لمّا استشعر أن یقال ذلک ، ویتوهّم إنّ إخراج الکتاب على ذلک الحدّ ممّا لا یمکن أن یتیقّن به ، دفع ذلک على طریقة الأدب فی صیغة الدعاء والطلب قائلا أوّلا على سبیل الإجمال وعموم الأحوال.


شرح الجامی للملا عبد الرحمن ابن أحمد ابن محمد المتوفی 898 هـ :

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا .

فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

(فقلت: السمع والطاعة الله) لأنه رب الأرباب (ولرسوله) لأنه خلیفته وقلب الأقطاب (وأولی الأمر) أی الخلفاء الذین لهم الحکم فی الباطن.

أو الملوک الذین هم الخلفاء للخلیفة الحقیقی فی الظاهر (منا) أی من نوعنا وأهل دیننا (کما أمرنا به) فی قوله تعالى : "أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ" آیه 54 سورة النساء.

وفی التحقیق : الطاعة کلها الله سبحانه تارة فی مقام جمعه وتارة فی منام تفضیله.

ویمکن أن تجعل الإشارة فی الوجوه الثلاثة:

إلى طاعته صلى الله علیه وسلم من ثلاث حیثیات :

أحدها من حیث کونه صلى الله علیه وسلم مظهرة لاسم الله .

وثانیها من حیث کونه صلى الله علیه وسلم رسولا منه .

وثالثها من حیث کونه الولی، الأشهر على جمیع الکمال .

(فحققت الأمنیة)، أی أدرکت حقیقة أمنیته و مراده صلى الله علیه وسلم بالکتاب الذی أعطانیه بتحدیده وتعیینه أمنیته ومراده به.أو جعلتها محققة فی الخارج.

فعلى الأول یکون المقصود من الإبراز فی قوله فیما بعد:

إلى إبراز هذا الکتاب إخراجه من العلم إلى العین.

وعلى الثانی إبرازه بعد ذلک الإخراج إلى المنتفعین به.

(وأخلصت إلیه) عن الأغراض النفسانیة (وجردت القصد والهمة) عنها قصرت إحدى القصد والهمة فیما هممت به من غیر أن یشوبه شائبة غرض (إلى إبراز هذا الکتاب ) من العلم إلى العین .

أو إلى المنتفعین به (کما حده لی) وعین (رسول الله صلى الله علیه وسلم من غیر زیادة منی)، أی بأن أبرز ما حده صلى الله علیه وسلم لی (ولا نقصان) بأن لا أبرز بعض ما حده صلى الله علیه وسلم فإن مقام الأمانة لا یحتمل الخیانة بالزیادة والنقصان.


کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:

قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولی الأمر منا کما أمرنا . فحققت الأمنیة، وأخلصت النیة وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حده لی رسول الله صلى الله علیه وسلم  من غیر زیادة ولا نقصان.)

(فقلت: السمع و الطاعة لله و لرسوله و أولی الأمر منا کما أمرنا ). 

أشار إلى امتثال قوله تعالى: "أطِیعوا اللّه وأطِیعوا الرّسُول وأولی الْأمْرِ مِنْکُمْ" [ النساء: 59] و هم الأقطاب والخلفاء والولاة منا ولهم لأمر فیما هو مباح لهم ولنا، فإذا أمرونا بالمباح و أطعناهم فی ذلک أجرنا فی ذلک أجر من أطاع الله فیما أوجبه علیه.

وذلک لأنه إذا أمر الإمام المفترض الطاعة بأمر مباح وجبت إطاعته، وارتفع حکم الإباحة، فافهم لتعلم ما منزلة الخلافة والإمامة وما أثمرت هذه المرتبة. 

فکأنه قال رضی الله عنه: السمع و الطاعة للمتحقق بأحدیة الجمع، والمتنزل إلى مرتبة الفرق بالرسالة، و المتلبس بخلعة الخلافة و النیابة آمرا و ناهیا من نبی وأطعته بالانقیاد له مع تحقیقی بمرتبة الجمع لتحقیقی بجمع الجمع، فافهم . 

وإنما أظهر رضی الله عنه اللام فی الرسول لیفصل بین الحق والخلق بإعادة حروف الجر ولم یجمع بین الله و الرسول فیه إشارة إلى بعد الحقائق الخفیة والخلقیة . 

ورد فی الخبر الصحیح أنه صلى الله علیه و سلم قال لخطیب : "بئس الخطیب أنت". رواه مسلم و أبو داود و النسائی.

لما سمعه قد جمع بین الله تعالى ورسوله فی ضمیر واحد لا یوحی من الله تعالى ومن یعصمها، وفی قول الرسول صلى الله علیه وسلم کفایة لمن أنار الله بصیرته . 

أما ترى عدم إظهار اللام فی قوله رضی الله عنه: و أولی الأمر منا بلا إعادة لقرب المناسبة و الدلالة على أنهم منه صلى الله علیه و سلم . 

قال الله تعالى: "لقدْ جاءکُمْ رسُولٌ مِنْ أنْـفُسِکُمْ" [ التوبة: 128] . 

فمن شدة الملابسة حذف اللام فی الثانی، و لبعد المناسبة أثبت فی الأول لیکون أدل على الفصل فافهم . 

قال الشیخ قدس سره: [فحققت الأمنیة، و أخلصت النیة و جردت القصد و الهمة إلى إبراز هذا الکتاب کما حدّه لی رسول الله صلى الله علیه و سلم من غیر زیادة و لا نقصان و سألت الله تعالى أن یجعلنی فیه و فی جمیع أحوالی من عباده الذین لیس للشیطان علیهم سلطان، و أن یخصنی فی جمیع ما یرقمه بنانی و ینطق به لسانی و ینطوی علیه جنانی بالإلقاء السّبوحی و النفث الروحی فی الروع النفسی بالتأیید الاعتصامی حتى أکون مترجما لا متحکما، لیتحقق من یقف علیه من أهل الله أصحاب القلوب أنه من مقام التقدیس المنزه عن الأغراض النفسیة التی یدخلها  التلبیس] .

قال الشارح: قوله رضی الله عنه: (فحققت الأمنیة ) أی جعلت مواد رسول الله صلى الله علیه وسلم حقا، وأظهرت عتبة فی الخارج إخراجا محققا. 

قال الشارح القیصری قدّس سره: أی جعلتها حقا محققا أی ثابتا فی الخارج و ظاهرا فی الحس بتعبیری إیاه، و إظهاری فحواه. 

کما قال تعالى حکایة عن یوسف علیه السلام: “هذا تأویلُ رؤیای مِنْ قبْلُ قدْ جعلها ربِّی حقًّا" [ یوسف: 100]: أی أخرجها فی الحس انتهى کلامه . 

اعلم أیدک الله وإیانا بروح منه أن تعبیر الرؤیا عند المصنف رضی الله عنه هو الجواز عن صورة ما رآه إلى صورة أخرى.

والتأویل عبارة عما یؤّوّل إلیه تلک الرؤیا ویراد منها، والرؤیا موطن التعبیر والتأویل کان ما کان، والرأی کان من یکون هذا مذهبه رضی الله عنه، فالتعبیر جواز من صورة المرئی إلى صورة تناسبها. 

فلهذا قال الشیخ رضی الله عنه: إن التجلی الصوری فی حضرة الخیال یحتاج إلى علم آخر وهو علم المناسبات تدرک به ما أراد الله بهذا مثلا أن المعانی التی رؤیت فی الرؤیا یأخذها، و یکسبها ألفاظ و یعبر بها عن المعانی التی رآها کما یفعل لإخبار معناها وإعلام فحواها.

وذلک وإن کان تعبیرا ولکن لیس هو التعبیر المصطلح الذی نحن بصدد بیانه وما ذلک إلا مغالطة واشتباها . 

وأما قوله قدّس سرّه: إن هذه الحکایة کحکایة یوسف علیه السلام . 

قال تعالى: "هذا تأویلُ رؤیای مِنْ قبْلُ قدْ جعلها ربِّی حقًّا" [ یوسف: 100] . 

فلیست الحکایة کالحکایة ولا الرؤیا کالرؤیا، وکیف لا؟

و رؤیة یوسف علیه السلام هی المثل المضروب، وهی رؤیة الإخوة، و الأبوین ساجدین له على صورة الکواکب، والشمس، والقمر فصدق فی قوله علیه السلام: هذا تأویل رؤیای فإنه جاوز، وعبر من صورة إلى صورة أخرى أرید منها قد جعلها حقّا فی الخارج، فعرف أن الذی رآه  أرید منها هذه إلا ما رأى من الکواکب، والشمس، والقمر فأین صورة رؤیاه علیه السلام ؟

فإنها مثل مضروب وجسر یعبر، وصورة مسألتنا .

فإنه رضی الله عنه أمر بإبراز عین الکتاب بلا تأویل و لا تعبیر سیما إن کانت صورة واقعته رضی الله عنه فی الرؤیا کما قررناه، فیکون فی الیقظة عند اتخاذ المدارک، فیرى فی الیقظة ما یرى فی المنام، و لا یسمّى ذلک رؤیا المنام لأنه فی الیقظة، فافهم . 

( و أخلصت النیة ): أی جعلتها للإطاعة خالصة، فجردت القصد. 

( فجردت القصد والهمّة) القصد : التوجه فى الصدق والإخلاص لله ورسوله.

والمراد من الهمّة الهمّة الحقیقیة التی هی جمع الهمم بصفاء الإلهام .

فتلک همم الشیوخ الأکابر من أهل الله، فتجریدها جمع الهمم، و تفریدها بأحدیة الهمّة و جعلها همّة واحدة لأحدیة المتعلق کما أن تجرید القصد أن تجعل المقاصد المتکثرة مقصدا واحدا هربا من الکثرة لتوحید الکثرة أو للتوحید، فافهم . 

إلى إبراز هذا الکتاب قوله رضی الله عنه: هذا الکتاب مشیر إلى أنه کان بالألفاظ و الحروف المرتبة و ذلک لأن مخدرات المعانی من حیث أنها معان صرفة قاصرات الطرف ما تبرجن عن خیام المراتب، و لا تبرزن إلى مراتب الصون إلا مبرقعات بحجاب صور الألفاظ، و الحروف، و القوالب . 

فلهذا ما أمر رضی الله عنه إلا لیبرز ما کان مستورا و هو کتاب فصوص الحکم حیث کان فی أمر الکتاب مسطورا کما حدّها لی رسول الله صلى الله علیه و سلم، یشیر إلى ما صرّح رضی الله عنه فی آخر الخطبة بأن ما وقف علیه لا یسعه کتاب ولکن ما أظهر .

( إلا ما حدّه لی رسول الله صلى الله علیه و سلم ): أی بحدود الألفاظ، و رسوم قوالب العبارات المدوّنة المبوّبة المسمّاة بفصوص الحکم، فإنه کتاب فصّلت آیاته، و خطاب بینت متشابهاته، فمحکماته متشابهات، و متشابهاته محکمات من غیر زیادة و لا نقصان.

ولو رام رضی الله عنه زیادة على ذلک ما استطاع لأنه غیر مختار بل هو فیه  مجبور مقهور، فإنه الحضرة حضرة الأمانة.

(من غیر زیادة و لا نقصان) فکما لا تقبل النقصان کذلک لم تقبل الزیادة فإن التصرف بغیر الإذن خیانة مع أن الزیادة فی غیر محلها نقصان و جنایة.

أما ترى أن الأصابع خمسة فإن زادت فالزائد منها نقص .  


ممدّالهمم در شرح فصوص‌الحکم، علامه حسن‌زاده آملی ره، ص9
السّمع و الطاعة للَّه و لرسوله و أولی الأمر منّا کما امرنا.
به من فرمود این کتاب فصوص الحکم است. آن را بگیر و به مردم برسان تا از او نفع برند. من گفتم: السمع و الطاعة مر خداى و رسول خداى و اولى الامر را آن چنان که به ما امر فرمودند. (یعنى سمع و طاعت آن چنان که به ما امر فرمودند)
این بیان عذرخواهى است از إبراز آن چه که یافته، زیرا عارف سالک باید امین اللّه باشد و اسرار دوست را آشکار نکند. امّا عذرخواهى مى‌‏کند که اگر من اظهار کردم به فرمان رسول مأمور بودم.
در تنزّل و عروج مراتب وجود، قوس نزول و قوس صعودى است. اگر این دو قوس را حلقه‌‏اى در نظر بگیریم، این دو قوس در موطن قلب ولى دور مى‏‌زند. چه عارف در اسفار اربعه مقامات وجود نزولا و عروجا سیر مى‏‌کند و چون آن دو قوس حلقه‏‌اى هستند که به قلب عارف ارتباط دارند، قلب عارف آن حلقه را چون نگین است و چون در این کتاب درباره خواص ذاتى کلماتى چند که از آدم تا خاتم انتخاب مى‏‌شود صحبت شده و هر یک از آن کلمات تامه در سیر أطوار نزولى و عروجى وجود به منزله نگین آن حلقه‏‌اند هر باب آن را به عنوان فصّ (نگین) تعبیر کرد و نیز چون قلب مجمع‏ حقایق است و آن حلقه سیر علمى است پس قلب یعنى فصّ و نگین، زبده و عصاره حکم است و آن انبیا و خلاصه کلمات که حکم بر قلوبشان نازل شده زبده موجوداتند، آنان را فصوص الحکم نامید و هر یک از فصوص با تعبیر خاصى معرفى مى‌‏شود. (کلم یعنى فصوص و حکم آن حلقه‌‏هاست) و قلب انسان کامل محل نقوش حکم الهیه است.
فحقّقت الأمنیة و أخلصت النیّة و جردت القصد و الهمّة الى إبراز هذا الکتاب کما حدّه لی رسول اللّه- ص- من غیر زیادة و لا نقصان؛پس مقصود و مطلوب رسول اللّه (ص) را محقق گردانیدم و نیّتم را خالص کردم و قصد و همّتم را تجرید کردم براى إبراز این کتاب چنانکه رسول اللّه (ص) براى من معلوم فرمود. بدون کم و زیاد.

نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج‏1، ص: 32-33

فقلت: السّمع و الطّاعة للّه و لرسوله و أولى الامر منّا کما امرنا.

یعنى‏: بعد از آنکه رسول را- صلعم- بخواب دیدم، و مرا امر فرمود که:

«این کتاب را بستان و به میان مردمان بر، تا به آن انتفاع یابند» من گفتم که:

«فرمان‏بردارم خداى- تعالى- را و رسول او را، و أولو الأمری که از ما باشد.» قوله: «السّمع و الطاعة» منصوب است، با آنکه مفعول مطلق است، و فعل از وى محذوف است، یعنى: سمعت السّمع و اطعت الطّاعة للّه که ربّ الارباب است، و «لرسوله» که‏ قطب الأقطاب‏ است. «و اولى الامر منّا» که او نیز از زمره اولیاء و احباب است. و «کما امرنا» بیان انقیاد است مر طاعت خدا و رسول و اولی‏الامر [را]. و عارف در اطاعت اولی‏الامر و رسول از آن جهت، مطیع و منقاد است، که او در هر مظهرى حق را مى‏بیند که در مقام تفصیل آمر، اوست، چنانکه در مقام جمع، آمر هم اوست: و حکماء متقدّمه که ایشان فرمان‏بردارى رسل نمى‏کردند، و خداپرستى، به خود، مى‏کردند، و مقلّد رسل نمى‏گشتند، از آن بود که هر چند، حکیم و دانا بودند، امّا کمال توحید ذاتى و عرفان حقیقى نداشتند که اوامر رسول را اوامر غیر مى‏پنداشتند، و ندانستند که: آمر در مظهر تفصیلى، همان آمر در مقام جمع است، و نصّ قرآن، بر این معنى ناطق: قال اللّه- تعالى- «مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ» (س 4- 80).

و اگر سائلى پرسد که: رسول- صلعم- این کتاب را «فصوص الحکم» نام نهاده و نزد اهل تحقیق، هر اسمى را با مسمّا نسبتى باشد.

جواب گوییم که: مناسبت آن است که به ارواح انبیاء، منزل شده، و معنى‏ «فصّ» خلاصه است و «نگین»؛ و در این عبارت و تسمیه، اشارتى لطیف است؛ و آن این است که: مراتب تنزّلات و معراج وجود، دورى است؛ پس مراتب، مشبّه باشد به حلقه خاتم؛ و دل انسان کامل، به مثابه نگین آن خاتم باشد؛ و محلّ نقوش حکم و اسرار باشد؛ چنانکه نگین، محلّ نقش است. و دلیل بر این که نگین خاتم وجود انسان، دل است، آن است که: در آخر فصّ اوّل، شیخ فرمود که: «فصّ کلّ حکمة الکلمة الّتى تنسب الیها» و مراد از «کلمه» دل آن «کامل» است که آن فصّ به وى منسوب است،

و اگر سائلى پرسد که: چون رسول- صلعم- او را، در خواب، این کتاب بنمود و فرمود: «خذه منّى» و شیخ چون بیدار شد، این کتاب [را] املا فرمود و نبشت، عبارت نیز، عبارت رسول است یا نه؟

جواب گوییم که: مراد از «خذه منّى» نه آنست که: کتاب محسوس موجود در خارج بستان؛ که چون بیدار شد، با وى، هیچ کتاب نبود؛ بلکه فرمود وى را که این معانى و اسرار در سرّ و غیب، از من فراگیر؛ و به عالم محسوس شهادت بر؛ و در کسوت تقریر و تحریر، درآور؛ و به عبارتى مناسب، از آن تعبیر کن؛ تا چون اهل کمال ادراک آن معانى کنند؛ سبب انتفاع و ارتفاع ایشان گردد.

فحقّقت الامنیّة، و أخلصت النّیّة و جردت القصد و الهمّة الى ابراز هذا الکتاب کما حدّه لى رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و سلّم- من غیر زیادة و لا نقصان.( مسعود بن عبد الله شیرازى(بابا رکنا)، نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص، 1جلد، موسسه مطالعات اسلامى دانشگاه مک گیل - تهران، چاپ: اول، 1359)

آن آرزو را محقّق گردانیدم؛ و در خارج آن را تقریر و تحریر کردم؛

و از بهر طالبان مستعد آن را تحریر کردم؛ و در تخلیص نیّت و تجرید همّت، کوشیدم؛ تا از وسواس شیطانى، و هواجس نفسانى، مبرّا و معرّا باشد. و همچنان‏که رسول، آن را معیّن گردانید مرا، بى‏زیادتى از معنى، و نقصانى از مراد، اظهار آن کردم .. و لام [در «الأمنیّة»] لام عهد است و عوض است از مضاف الیه. «و امنیّه» یا مضاف باشد به «رسول» یعنى: امنیّه رسول را محقّق کردم؛ و آن امنیّه، اظهار این کتاب بود، که رسول- صلعم- مى‏خواست که این کتاب را به خلق برسانند ...

یا مضاف باشد امنیّه به شیخ- رض- به آن معنى که: لسان استعداد روح شیخ، از روح رسول، این تمنّى کرده باشد که: «من مستعدّ این امانتم، این امانت را به من سپار، تا من، چنانکه تو فرمایى بى‏زیاده و نقصان، به خلق سپارم.» پس تقدیر سخن چنین باشد که: فحقّقت أمنیّة الرّسول، أو أمنیّة روحى.

و اگر کسى گوید که: اطلاق امنیّه به رسول کردن، در آداب، چگونه باشد؟؟

چنین گوئیم که: چون در قرآن، اطلاق امنیّت به رسل فرمود. حیث قال: «وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِیٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّیْطانُ فِی أُمْنِیَّتِهِ، فَیَنْسَخُ اللَّهُ ما یُلْقِی الشَّیْطانُ. ثُمَّ یُحْکِمُ اللَّهُ آیاتِهِ».( س 22- 52)  اگر ما نیز بگوییم که: رسول را آرزو بود؟ توان بود.


شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 73

فقلت: السّمع‏ و الطّاعة للّه و لرسوله و أولى الأمر منّا کما أمرنا.

گفتم گوشوار استماع در گوش کنم و طیلسان اطاعت بر دوش افکنم و به حکم قضیّه مرضیّه: أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ‏ فرمان خداى را انقیاد کنم و در متابعت امر رسول کمر اطاعت بر میان جان بندم که اطاعت ربّ الارباب و خلیفه او که قطب الاقطاب است از مواجب و لوازم است؛ و خلفا و اقطاب دیگر را که اولوالامراند در باطن، و حاکم حقیقى در ولایت جان ایشان‌‏اند

فرمان‏بردارى کنم و سلاطین و ملوک را که خلفاى خلیفه حقیقت‏اند در ظاهر مطیع باشم که امر جهان مطاع واجب الاتباع حضرت رسالت را استماع نموده‏ام که مى‌‏فرماید:

«إذا ولّیتم أمیرا فأطیعوه و لو کان عبدا حبشیّا»

یقین مى‏‌دانم که این همه فرمان‏بردارى به حقیقت طاعت خدا است؛ گاه در مقام جمعش و گاه در مقام تفصیل. و اکمل مظاهرش.

و در قول شیخ که مى‌‏فرماید: (که فرمود: خ ل) کتاب در دست رسول بود، اشارت است بدانکه اسرار و حکم مودعه درین کتاب از آن قبیل است که در دست تصرف رسول و در تحت تملّک او بود و اختصاص تمام بدان حضرت داشت، چنانکه مى‏گویى فلان شهر در دست فلان امیر است یعنى در تحت تصرّف اوست، لاجرم فرمان رسول علیه السلام بدان نهج وارد شد که این کتاب را که منبع اسرار و حکم است در سرّ و غیب خویش، از من بگیر و در عالم خلق و شهادت این شاهد رعنا را به حلیه عبارات و زیور اشارات خویش که مناسب آن دلبر زیبا باشد جلوه ده، تا به ارتفاع حجاب، ارباب الباب را انتفاع حاصل شود.

قال رضى اللّه عنه:

فحقّقت الأمنیة و أخلصت النیّة و جرّدت القصد و الهمّة إلى إبراز هذا الکتاب کما حدّه لى رسول اللّه علیه السّلام من غیر زیادة و لا نقصان.

یعنى اظهار کردم در حسّ و اخراج کردم از غیب به شهادت مطلوب و مقصود رسول را علیه السلام یا مطلوب و مقصود خود را که به زبان استعداد عین و روح از حضرت رسول طالب آن بودم و نیّت را خالص ساختم و از اغراض نفسانیّه و القائات شیطانیّه به تجرید قصد و همت پرداختم از براى ابراز و اظهار این کتاب بر آن وجهى که حضرت خواجه علیه السلام تعین فرموده بى‌‏زیاده و نقصان.


حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 515

فقلت: السّمع و الطّاعة للَّه و لرسوله و أولى الأمر منّا کما أمرنا.
شرح السّمع و الطّاعة منصوب است، زیرا که مفعول مطلق است و فعل از وى محذوف. اى: سمعت السّمع و أطعت الطّاعة. و عارف در طاعت رسول و اولى الامر از آن جهت است که در هر مظهرى مشاهد حق است. و جمعى از حکما که‏تقلید رسول نکردند از آن بود که توحید ذاتى و عرفان حقیقى نداشتند، و امر رسول را امر غیر مى‏پنداشتند، و ندانستند که آمر در مظهر تفصیلى همان در مظهر جمع است، که من یطع الرّسول فقد أطاع اللّه.
امّا نسبت این کتاب به فصوص آنست که: معنى «فص» نگین خاتم بود، و مراتب تنزّلات و مبدأ و معاد، مظاهر وجود در وى است؛ پس مشبّه باشد به حلقه خاتم؛ و دل انسان کامل به مثابه نگین آن خاتم بود. چنانکه در آخر این فص فرمود که و فصّ کلّ حکمة الکلمة الّتی نسبت إلیها؛ و مراد از کلمه دل آن کامل است که آن فص به وى منسوب است.
فحقّقت الأمنیّة و أخلصت النّیّة و جرّدت القصد و الهمّة

إلى إبراز هذا الکتاب کما حدّه لی رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و سلّم- من غیر زیادة و لا نقصان؛ و سألت اللّه- تعالى- أن یجعلنی فیه و فی جمیع أحوالى من عباده الّذین لیس للشّیطان علیهم سلطان.
شرح [این‏] عبارت است از التجاى عارفان به جناب صمدیّت، از ملاحظه حظوظ در مقام عبودیّت.
عبدنا الهوى ایّام جهل و إنّنا لفی غمرة من سکرنا من شرابه‏
و عشنا زمانا نعبد الحقّ للهوى‏ من الجنّة الأعلى و حسن ثوابه‏
فلمّا تجلّى نوره فی قلوبنا         عبدنا رجاء فی اللّقاء و خطابه‏
فمرجع انواع العبودیّة الهوى‏ سوى من یکن عبدا لعزّ جنابه‏
فنعبده من غیر شی‏ء من الهوى‏ و لا للنّوى من ناره و عقابه‏