الفقرة الحادی عشر :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
..............
شرح مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
قال : (فأول ما ألقاه المالک) أی مالک یوم إبراز الکتاب، إذ ما تجلى الله للشیخ بالتجلی الذاتی القهاری إلا فی یوم الإبراز کقوله تعالى : "مالک یوم الدین" 3 الفاتحة. (على العبد) أی على
عبده فی هذا الیوم لظهور عبودیته بکماله فیه واختصاصه العبادة به اختصاصا تاما.
فیکون عبدا محضا فکان فی سائر الأیام لیس عبدا بالنسبة إلیه
کقوله تعالى : " إیاک نعبد " فتحقق بقوله تعالى: "ملک یوم الدین. إیاک نعبد وإیاک نستعین " وهذا المعنى من رموز الشریعة وإشاراته اللطیفة التی لا تحصل إلا لمن تنور قلبه بنور البصیرة.
ویجوز أن یراد بالمالک الرسول علیه السلام أی أول ما أمره المالک على طریق الإلقاء للإبراز إلى العالم الشهادی.
إذ إلقاء الفصوص على الهیئة المذکورة على الشیخ لیس إلا وهو أمر علیه للإخراج من العالم المثالی إلى العالم الشهادی فیکون مأمورا فی الترتیب .
فدل قوله : فأول ما ألقاه على أن إبراز کل فص بل کل معنى فی هذا الکتاب بلفظ بأمر الرسول على حده جزءا فجزءا بعد أمره على الوجه الکلی .
بقوله : خذه واخرج به إلى الناس فالأمر بالإخراج غیر الأمر بکیفیة الإخراج فامر بهما فأخذ للإخراج من ید الرسول فصا بعد فص لا جملة .
ففیه زیادة تنزیه من التصرف من عند نفسه وإنما ألقى إلیه هذا أولا لأن کلمته أول الموجودات وأصلها .
وإنما قال المالک لأنه هو المالک لما بیده .
کما قال وبیده علیه السلام کتاب فهو صاحب الکتاب .
وإنما قال العبد لأن من امتثل أوامر سیده فهو عبد .
کما قال فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله (من ذلک) الکتاب المثالی المرسوم الذی بیده علیه السلام .
فمن للتبعیض المتضمن لمعنى الابتداء لأن من تدل على أن الکتاب مبدأ موضع الإلقاء وذلک إشارة إلى علو مرتبة الکتاب فأطلعه الله تعالى أو معانی الکتاب بلا صورة ورسم وترتیب لأنه اطلاع سری مجرد من الصورة .
ثم أعطاه الرسول الکتاب للإبراز مرسومة بغیر عبارة على هذا الترتیب المخصوص .
فالعبارة مستندة إلى الشیخ بالتأیید الاعتصامی وهو العربی الفصیح اللسان العارف باللغات العربیة واصطلاحات کل طائفة .
والمعانی المرسومة من الرسول تقوله کما حد لی رسول الله ، والمعانی المجردة من الله تعالى لقوله : ولما أطلعنی الله فذلک الکتاب لا ریب فیه وإنما لم یقل على قلب العبد لیدل على أن نسخة هذا الکتاب هو الکتاب المثالی الذی بید رسول الله صلى الله علیه وسلم علیه السلام مع المعانی المرتسمة فى قلبه المآخوذه من الصور المرتسمة فیه.
فحین أبرز فقد أحاط ظاهره وباطنه ونظر فیه بقلبه وبصر عینه کما قال.
وجردت القصد والهمة فلا یقع من جانبه خطأ أصلا فهو صحیح مطابق بالأصل الصحیح .
فإن من حفظ الألفاظ فی قلبه وکتب هذه العبارات من النسخة الصحیحة المطابقة لما فی القلب.
فقد کتب من النسختین الصحیحتین المنظورتین ببصر القلب والعین .
فلا یحتمل الخطأ لصحة الأصل واهتمام الکاتب .
ولذا قال ألقاه ولم یقل ألهمه فإن الإلقاء یشعر بأن یکون الملقی صوریة.
کقوله تعالى : "إنی ألقی إلی کتاب کریم" 29 سورة النمل.
وقوله تعالى : "وألق عصاک " 117 سورة الأعراف. إلى غیر ذلک.
فهذا القول أکد دلالة على نفی احتمال الخطأ من الهمة على قلب العبد .
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ:
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
..................
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
..............
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
.............
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال الشیخ الأکبر رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
قوله: "فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک" مبتدأ. خبره، قوله: (فص حکمة إلهیة فی کلمة آدمیة.)
وإنما قال: "المالک" و "العبد" لأن الإلقاء لا یمکن إلا أن یکون بین الملقى والملقى علیه.
والملقى هو الله تعالى، من حیث ربوبیته، و "الرب" هوالمالک لأنه من جملة معانیه.
والملقى علیه هو العبد.
وأیضا، إلقاء هذه المعانی لیس إلا لتکمیل المستعدین القابلین للوصول إلى مقام الجمع والوحدة الحقیقیة.
وذلک لا یمکن إلا بالتربیة. ولما کان الملقى علیه عبدا، ذکر ما یقابله وهو المالک الذی هو بمعنى الرب.
والمراد بـ "العبد" نفسه.
أی، أول ما ألقاه الله تعالى فی قلبی على سبیل الإلهام من الحکم والأسرار "فص حکمة إلهیة" وإن کان معطی الکتاب هو الرسول، صلى الله علیه وسلم.
ویمکن أن یکون المراد بـ "المالک" الرسول، لأنه الاسم الأعظم الإلهی باعتبار اتحاد الظاهر والمظهر.
ولا یجوز أن یقال، المراد بالمالک هو الحق وبالعبد هو النبی، صلى الله علیه وسلم، لما یلزم من إساءة الأدب، وإن کان عبدا له ورسولا منه و "ذلک" إشارة إلى الکتاب.
أی، أول ماألقاه المالک على قلب العبد من ذلک الکتاب، أی من معانیه، فص حکمة إلهیة.
و "فص" الشئ خلاصته وزبدته، وفص الخاتم ما یزین به الخاتم ویکتب علیه اسم صاحبه لیختم به على خزائنه.
وقال ابن السکیت: "کل ملتقى عظمین فص".
وفص الأمر مفصله. وقال الشاعر:
ورب امرء خلته مائقا .... ویأتیک بالأمر من فصه
والأولان أنسب بالمقام.
ومعنى "الحکمة" ما ذکر من أنها علم بحقائق الأشیاء على ما هی علیه.
وعمل بمقتضاه ففص کل حکمة:
على الأول، عبارة عن خلاصة علوم حاصلة لروح نبی من الأنبیاء المذکورین، علیهم السلام، التی یقتضیها الاسم الغالب علیه، فی فیضها على روح ذلک النبی بحسب استعداده وقابلیته.
وعلى الثانی، هو القلب المنتقش بالعلوم الخاصة به. ویؤید هذا الوجه ماذکره فی آخر الفص
من قوله: "وفص کل حکمة الکلمة التی نسبت إلیها".
فمعنى قوله: "فص حکمة إلهیة" أی، محل الحکمة الإلهیة هو القلب الثابت فی الکلمة الآدمیة، والإلهیة اسم مرتبة جامعة لمراتب الأسماء وحقائقها کلها.
ولهذا صار الاسم (الله) متبوعا لجمیع الأسماء والصفات وموصوفا بها.
وتخصیص الحکمة الإلهیة بالکلمة "الآدمیة"، هو أن آدم، علیه السلام، لما خلق للخلافة وکانت مرتبته جامعة لجمیع مراتب العالم.
صار مرآة للمرتبة الإلهیة قابلا لظهور جمیع الأسماء فیه، ولم تکن لغیره تلک المرتبة ولا قابلیة ذلک الظهور، لذلک خصها به.
وأیضا، هو مظهر لهذا الاسم، کما قیل:
"سبحان من أظهر ناسوته سر سنا لاهوته الثاقبثم بدا فی خلقه ظاهرا فی صورة الآکل والشارب"
والمراد بـ "الکلمة الآدمیة"، الروح الکلى الذی هو مبدأ النوع الإنسانی.
کما قال، رضى الله عنه: "فآدم هو النفس الواحدة التی خلق منها هذا النوع الإنسانی".
وسیأتی بیانه فی آخر الفص، إن شاء الله.
ولما کان آدم أبو البشر،علیه السلام، أول أفراده فی الشهادة ومظهر الاسم (الله) من حیث جامعیته خواص أولاده الکمل.
خص، رضى الله عنه، الفص باسمه وبین فیه ما یختص بکلمته، کما بین ما یختص بکلمة کل نبی فی الفص المنسوب إلیه.
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
وإذا کان جمیع الکتاب بإلقاء الله تعالى (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک) أورد هذه العبارة تنزها عن دعوى الربوبیة التی تظهر عن أهل الشطح وغیرهم على سبیل الغلبة تحقیقا لاقتدائه بالنبی صلى الله علیه وسلم حیث کان مفتخرا بالعبودیة.
فالعجب من بعض الجهال من طلبة الکتاب، إذ یدعی الربوبیة لنفسه، ویزعم أنه مقتدی بالشیخ،" ومن یضلل الله ما له من هاد" [الرعد: 33].
ثم إنه أطلق المالک والعبد إشارة إلى أنه ملکه بجمیع أسمائه، وأنه صار عبدا من جمیع جهاته لجمیع تلک الأسماء؛ فافهم، والله الموفق والملهم.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
تبیینا لما مهّده آنفا من عدم تعمّله وتحکَّمه فی إظهار هذا الکتاب، وأنّه مأمور مجبور فی ذلک ، جبر العبید بین یدی الملاک ، وتحت أمرهم .
على أنّ « المالک » من الأسماء له مزید اختصاص ب « الکلام » - الذی هو الملقى إلیه - من حیث التوافق فی العدد والمواد والهیئة الصوریّة الداخلة فیها سوى الوضع الخارجی منه فقط.
أیضا الدال فی « العبد » لبروزه فی عینه یستأهل أن یفیض علیه من مالکه الکامل کلّ المراتب بکمالها ، وجودیّة کانت أو شهودیّة ، فیکون المراد بالعبد مطلق العبد الکامل ، أعنی الخاتم وورثته .
وأیضا فإنّ أوّل ما القی « ألم » التی هی مالک أزمة الفرقان والقرآن على ما لوّح علیه من (ذلِکَ الْکِتابُ ) ، هو هذا ، لکن إنّما یجد هذا المعنى من له ذوق استشعار الحقائق العلیّة من الألواح الحرفیّة ، مقدسا عن التعمّلات الجعلیّة الوضعیّة . وملخّص هذا الکلام بما یقرب الأفهام : أنّ أوّل ما یظهر على الدال الباین العین من الکلام الکامل :
شرح الجامی للملا عبد الرحمن ابن أحمد ابن محمد المتوفی 898 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
(فأول ما ألقاه المالک) الحق مطلقا أو باعتبار ظهوره وتجلیه فی الصورة المحمدیة (على العبد) المملوک له أراد به نفسه رضی الله عنه عن الملقی بالمالک وعن الملقى إلیه بالعبد .
إشارة إلى أنه سبحانه مالک آمر وهو مملوک مأمور والمملوک المأمور فی امتثال ما أمر به معذور (من ذلک)، أی من کتاب فصوص الحکم.
کتاب مجمع البحرین فی شرح الفصین الشیخ ناصر بن الحسن السبتی الکیلانی 940هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : (فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.)
( فأول ما ألقاه) یلقی الروح من أمره على من یشاء من عباده، فکأن الروح هو الملقی إلى قلوب العباد من أمره، و یکون ذلک الروح عین الرسالة، و عین الرسول، و عین المرسل، فارتفعت الوسائط إن کان عین الوحی هو عین الروح، و کان الملقی هو الله لا غیره، فهذا الروح لیس الملک، بل عین المالکة هی الرسالة فافهم .
( المالک على العبد من ذلک) الملک هو القوة و الشدة، و یطلق على القدرة و التصرف، و ملک الدابة هادیها، و الملکوت مبالغة لکونها تشتمل على الظاهر و الباطن، و هذه المعانی التی تضمّها هذه الکلمات کلها صادقة فی حق الحق تعالى فإنه سبحانه: "ذو القُوّةِ المتینُ" [ الذاریات: 58] . "إنّ بطش ربِّک لشدِیدٌ" [ البروج : 12].
و الهادی یهدی من یشاء، و القادر على کل شیء، و الفاعل ما یشاء و بیده ملکوت کل شیء، فیکون المراد من المالک مالک الملک .
قال الله تعالى: "قلِ اللّهُمّ مالک الْمُلْکِ تُـؤْتی المُلْک منْ تشاءُ و تنْزعُ المُلْک مِمّنْ تشاءُ وتعِز منْ تشاءُ و تذِل منْ تشاءُ بیدِک الخیْـرُ إنّک على کُل شیْءٍ قدِیرٌ" [ آل عمران: 26] و ملکه عبده، و هو صلى الله علیه و سلم أشرف عباده .
قال تعالى فی مقام الامتنان و الاقتناء به و الاعتناء علیه: "سُبْحان الّذِی أسْرى بعبْدِهِ" [ الإسراء: 1] فهو أشرف أسمائه ،فکما أن المالک یملک عبده على کل حال، و بعد الوفاة له الولاء .
کذلک الحق مع عبده، فإنه تعالى یرثه لیورثه من یشاء من عباده، و کما أن المالک فی ملکه یتصرف من یشاء، و یفعل ما یرید .
کذلک الحق سبحانه یفعل فیه ما یشاء، و یحکم ما یرید و لا یسأل عمّا یفعل فی ملکه، و کما أن الملک لا یملک لنفسه نفعا و لا ضرّا، کذلک العبد مأمور مملوک لمالک، سید یقضی فیه ما یشاء و لا یمتنع عن تصرف مالکه أصلا .
قال تعالى: "و للّهِ یسْجُدُ منْ فی السّماواتِ والْأرضِ طوْعاً وکرْهاً " [ الرعد : 15]. أی جبرا واختیارا، فلا یملک لنفسه شیئا بل لا یملک نفسه لأن العبد وما له لمولاه فهو عبد الله لا عبد بالله، فافهم .
أو یکون المراد من المالک هو النبی صلى الله علیه و سلم لأنه الخلیفة فله التصرف و التملک فیما استخلف علیه العبد الکامل، فالمراد من العبد نفسه رضا الله عنه.
فألقاه صلى الله علیه و سلم حیث حدّه له رضی الله عنه، فکان النصر الآدمی، و إنما قال على العبد إشارة إلى أن الأمر جبری قهری من ولی الأمر ولا یمکن الخروج عن الطاعة، فإنه خروج عن الأصل و هو العبودیة و العبد مأجور، وفی امتثال أمر مالکه معذور .
قال رضی الله عنه فی "الفتوحات " : أنا العبد المحض الخالص لا أعرف للربوبیة طعما و إنه فی کل زمان واحد، و منحنی الله ذلک هبة، أنعم بها علیّ لم أنلها بعمل، بل باختصاص إلهی أرجو من الله أن یمسک هذه العبودیة علینا، و لا یحول بیننا و بینها إلى أن تلقاه بها، فبذلک فلیفرحوا هو خیر لهم ما یجمعون انتهى کلامه رضی الله عنه .
ورد فی الخبر: إنه لما ألقی إبراهیم علیه السلام فی النار، قال : "اللهم إنک واحد فی السماء و أنا فی الأرض واحد عبدک" ذکره أبو نعیم فی الحلیة عن أبی هریرة .
فکما أن لا إله إلا هو فی أحدیته، کذلک لا عبد إلا المصمت فی عبودیته، فإن حاد العبد عن هذه المرتبة بوصف ما ربانی، و إن کان محمود کصفة رحمانیة و أمثالها، فقد زال عن المرتبة التی خلق لها، و حرم من الکمال و المعرفة بالله على قدر ما اتصف به من صفات الحق، فیقل أو یکثر، فافهم هکذا ذکره رضی الله عنه فی باب واحد و ثمانین من » الفتوحات« .
و قال رضی الله عنه فی رسالة القدس: فالقوی منا المتمکّن هو الذی یخرق حجاب الجمعیة الکبرى العامة بینه و بین ربه حتى یشاهد ألوهیة ربه دون ألوهیة نفسه فیتعبد.
فیعرف عبودیته، فیکون أقوى الأقویاء حینئذ، و أشهدها لرفعه ذلک الحجاب الأقوى، و هو التحقق بالمرتبة الألوهیة، فیکون منزلته أعلى، و قوّته أعظم، و هناک یتمیز فیتجارى مع العالم فی الرفعة، و الانحطاط .
و هنالک رأیت مبلغ العارفین، و العالمین و أما المدرک الذی أومأنا إلیه، فبعید أن تسمعه من أحد، أو تراه فی غیر هذه الرسالة على درج هذا التحقیق لکن تجده مبدّدا فی أشیاء کثیرة یومئ إلیه، و لا یوضح مثل هذا الإیضاح، فافهم .
فإن الحرف أثمر النتیجة، و کان بالمؤمنین رءوف رحیم، و أمّا من أخرق هذا الحجاب، فهو فی معرض عتاب .
قال تعالى: " کذلک یطبعُ اللّهُ على کُل قلْبِ مُتکبِّرٍ جبّارٍ" [ غافر: 36] .
و ختم علیه بالشقاء کفرعون، و کل من ادّعى الربوبیة بحق، فافهم حجبهم الربانیة عن استیفاء الخدمة، فافهم .
و أما من خرق حجاب الجمع العام الذی مستودع عنده، فنفذ من ورائه إلى عبودیته، و عاین ألوهیة الحق المقدّسة، و وحّدها أولئک هم أهل التقوى وأهل المغفرة.
فإذا عرفت هذا اعلم أن الشارح القیصری قدّس سره قال: ولا یجوز أن یقال المراد بالمالک هو الحق، وبالعبد النبی صلى الله علیه و سلم لما یلزم من إساءة الأدب، انتهى کلامه.
وإنی أظن أن عین ماء نقول فی الصلاة وفی غیرها، وما أنکرها أحد من السلف ولا الخلف، وهی: اللهم صلّ على محمد عبدک ورسولک.
وقال صلى الله علیه وسلم حدیث أبی هریرة: " لا إنی عبد الله ورسوله " الحدیث مع من تقدم فی العبودیة.
وقال تعالى عن عیسى علیه السلام و على نبینا صلى الله علیه و سلم: قال "إنِّی عبْدُ اللّهِ آتانی الکِتاب و جعلنی نبیا" [ مریم: 30] .
و قال تعالى فی اعتنائه صلى الله علیه و سلم: "سُبْحان الّذِی أسْرى بعبْدِهِ لیْلًا مِن الْمسْجِدِ الحراِم إلى المسْجِدِ الْأقصى الّذِی باکرْنا حوْلهُ لنریهُ مِنْ آیاتنا إنّهُ هُو السّمِیعُ الْبصِیرُ" [ الإسراء: 1] .
ورد : "إن الله قد خیره إن شاء عبدا، وإن شاء نبیا ملکا"، فأشار إلیه جبریل علیه السلام أن تواضع.
فقال صلى الله علیه و سلم: جلوسه للأکل جلسة المستوقر، و قال: "إنما أنا عبد آکل ما یأکل العبد، وأجلس کما یجلس العبد". ذکره القاضی عیّاض فی "الشفاء" بل هذا عند العالم هو الأدب.
""قال الشیخ رضی الله عنه فی الباب الثالث عشر وثلاثمائة فی الفتوحات : اعلم أیدک الله أن أصل أرواحنا روح محمد صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم فهو أول الآباء روحا وآدم أول الآباء جسما ونوح أول رسول أرسل .
ومن کان قبله إنما کانوا أنبیاء کل واحد على شریعة من ربه .
فمن شاء دخل فی شرعه معه ومن شاء لم یدخل فمن دخل ثم رجع کان کافرا .
ومن لم یدخل فلیس بکافر ومن أدخل نفسه فی الفضول وکذب الأنبیاء کان کافرا ومن لم یفعل وبقی على البراءة لم یکن کافرا.
وأما قوله تعالى "وإِنْ من أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ" لیس بنص فی الرسالة .
وإنما هو نص فی إن فی کل أمة عالما بالله وبأمور الآخرة وذلک هو النبی لا الرسول.
ولو کان الرسول لقال إلیها ولم یقل فیها . ونحن نقول إنه کان فیهم أنبیاء عالمون بالله ومن شاء وافقهم ودخل معهم فی دینهم وتحت حکم شریعتهم کان.
ومن لم یشأ لم یکلف ذلک وکان إدریس علیه السلام منهم ولم یجیء له نص فی القرآن برسالته بل قیل فیه" صِدِّیقاً نَبِیًّا".
فأول شخص استفتحت به الرسالة نوح علیه السلام وأول روح إنسانی وجد روح محمد وأول جسم إنسانی وجد جسم آدم وللوارثة حظ من الرسالة.
ولهذا قیل فی معاذ وغیره رسول رسول الله .
وما فاز بهذه الرتبة ویحشر یوم القیامة مع الرسل إلا المحدثون الذین یروون الأحادیث بالأسانید المتصلة بالرسول علیه السلام فی کل أمة.
فلهم حظ فی الرسالة وهم نقلة الوحی وهم ورثة الأنبیاء فی التبلیغ .
والفقهاء إذا لم یکن لهم نصیب فی روایة الحدیث فلیست لهم هذه الدرجة ولا یحشرون مع الرسل بل یحشرون فی عامة الناس.
ولا ینطلق اسم العلماء إلا على أهل الحدیث .
وهم الأئمة على الحقیقة . وکذلک الزهاد والعباد وأهل الآخرة من لم یکن من أهل الحدیث منهم کان حکمه حکم الفقهاء .
لا یتمیزون فی الوراثة ولا یحشرون مع الرسل بل یحشرون مع عموم الناس ویتمیزون عنهم بأعمالهم الصالحة لا غیر.
کما أن الفقهاء أهل الاجتهاد یتمیزون بعلمهم عن العامة ومن کان من الصالحین ممن کان له حدیث مع النبی صَلَّى اللهُ عَلیهِ وسَلَّم فی کشفه وصحبه فی عالم الکشف والشهود وأخذ عنه حشر معه یوم القیامة .أهـ
وکان من الصحابة الذین صحبوه فی أشرف موطن وعلى أسنى حالة ومن لم یکن له هذا الکشف فلیس منهم ولا یلحق بهذه الدرجة صاحب النوم ولا یسمى صاحبا ولو رآه فی کل منام حتى یراه وهو مستیقظ کشفا یخاطبه ویأخذ عنه ویصحح له من الأحادیث ما وقع فیه الطعن من جهة طریقها.
فهؤلاء الآباء الثلاثة هم آباؤنا فیما ذکرناه . والأب الرابع هو إبراهیم علیه السلام هو أبونا فی الإسلام وهو الذی سمانا مسلمین وأقام البیت على أربع أرکان .
فقام الدلیل على أربع مفردات متناسبة وکانت النتیجة تناسب المقدمات فانظر من کانت هذه مقدماته وهو محمد وآدم ونوح وإبراهیم علیه السلام ما أشرف ما تکون النتیجة والولد عن هؤلاء الآباء روح طاهر وجسد طاهر ورسالة وشرع طاهر واسم شریف طاهر.
ومن کان أبو هؤلاء المذکورین فلا أسعد منه وهو أرفع الأولیاء منصبا ومکانة .
ولما کانت النشأة ظهرت فی الجنان أولا واتفق هبوطها إلى الأرض من أجل الخلافة لاعقوبة المعصیة .
فإن العقوبة حصلت بظهور السوآت والاجتباء والتوبة قد حصلا بتلقی الکلمات الإلهیة .
فلم یبق النزول إلا للخلافة فکان هبوط تشریف وتکریم لیرجع إلى الآخرة بالجم الغفیر من أولاده السعداء من الرسل والأنبیاء والأولیاء والمؤمنین .
ولکن الخلافة لما کانت ربوبیة فی الظاهر لأنه یظهر بحکم الملک فیتصرف فی الملک بصفات سیده ظاهرا وإن کانت عبودیته له مشهودة فی باطنه .
فلم تعم عبودیته جمیعه عند رعیته الذین هم أتباعه وظهر ملکه بهم وبأتباعهم والأخذ عنه .
فکان فی مجاورتهم بالظاهر أقرب وبذلک المقدار یستتر عنه من عبودیته فإن الحقائق تعطی ذلک.
ولذلک کثیرا ما ینزل فی الوحی على الأنبیاء "قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُوحى إِلَیَّ " .
وهذه آیة دواء لهذه العلة فبهذا المقدار کانت أحوال الأنبیاء الرسل فی الدنیا البکاء والنوح فإنه موضع تتقی فتنته."" أهـ
فلهذا عرض شیخنا عبد الرحمن الجامی قدّس سره عن هذا فی شرحه مع أن مأخذه کله منه، بل قال فی الخطبة: إنه اختصار منه و انتخاب .
و قال: المالک هو الحق مطلقا، أو باعتبار ظهوره فی المظهر المحمّدی ولکن، ثم قال قدّس سرّه: أراد الشیخ رضی الله عنه من العبد نفسه، فإذا کان الأمر هکذا کیف یصحّ أن یکون المراد بالملک هو الحق مطلقا إذ الحکم ما نزلت إلا بواسطة المظهر المحمّدی .
فتأمّل جعلنی الله و إیاکم عبدا محضا خالصا لا شبهة، ولا تشبیه .
نصوص الخصوص فى ترجمة الفصوص (بابا رکنا شیرازی)، ج1، ص: 47-49
فأول ما ألقاه المالک على العبد من ذلک:
فصّ اوّل فص حکمة الهیة فى کلمة آدمیة
«فأوّل» مبتدا است و «فصّ» خبر وى. یعنى: اوّل چیزى که اللّه- تعالى- [بر] سبیل الهام، از این کتاب و معانى آن- که حکم و اسرار است- در دل من القاء کرد، فص حکمة الهیّه است در کلمه آدمیّه؛ که آن اوّل فصّى است از «فصوص الحکم». و چون «إلقاء» نسبتى است بین المنتسبین، که آن «ملقی» است و «ملقى علیه»، بیان مىکند که: ملقى «مالک» است. یعنى: ربّ- تعالى-؛ و ملقى علیه «عبد»؛ یعنى: مربوب. و «ملقى» این قصوص، و معانى و اسرار آن؛ که معبّر است به «حکم».
و اگر کسى گوید که: در این مقام، از میان دیگر اسماء. اختیار اسم «مالک» چرا کرد؟
گوییم که: از براى مناسبت «عبد»؛ که مملوک است نسبت به تقابل.
و اگر گویند که: تخصیص «مالک» بمعنى «ربّ» چرا کردى؟
گوییم که: وصول به مقام جمع و وحدت، جز به تربیت مربّى مرشد، مر مربّاى مسترشد [را] ممکن نگردد؛ و این مقام مقتضى تربیت است.
و «فصّ» از روى لغت، نگین است؛ و خلاصه هر چیزى را نیز فصّ گویند.
و فصّ جاى اسم صاحب خاتم است. و سبب زینت خاتم [هم] اوست؛ بلکه خاتم را به وى خاتم خوانند.
و «حکمة» علم است به حقایق اشیاء چنانکه آن است، و عمل به مقتضاى آن.
و «الهیّة» اسم مرتبهاى از مراتب اللّه است؛ که آن مرتبه، جامع جمیع مراتب اسمایى است.
و «کلمة آدمیة» آن روح کلّى است که مبدأ نوع انسان است.
پس بدان که: فصّ هر حکمتى که در این کتاب گوید مراد از آن، یا خلاصه و زبده آن علوم باشد که روح آن نبىّ به آن مخصوص گشته باشد، و آن حکمت از حضرت اسمى از اسماء بحسب استعداد او، به روح او، فایض شده باشد.
یا: فصّ هر حکمتى دل آن صاحب حکمت باشد که آن علوم و معانى و اسرار، به آن منقّش گشته باشد؛ چنانکه در آخر این فصّ، گفته شده که:
«و فصّ کلّ حکمة. الکلمة الّتی نسبت إلیها»
پس در این محل، معنى سخن آن باشد که: محلّ حکمت الهیّه. آن دلى است. ثابت، در کلمه آدمیّه. و حکمت الهیّه. از سایر کلمات- که انبیااند- به کلمه آدمیه. از آن جهت مخصوص گشت، که آدم علیه السّلام خلیفه
حق بود؛ و جامع جمیع مراتب بود. از بهر آنکه: آدم، به مثابه آینه بود، که جمال جمله اسماء در او پیدا بود. یا آنکه آدم، خود، مظهر اسم اللّه بود.
و در این معنى گفتهاند:
سبحان من اظهر ناسوته سرّ سنا لاهوته الثّاقب
ثمّ بدا فى خلقه ظاهرا فى صورة الاکل و الشّارب
شرح فصوص الحکم (خوارزمى/حسن زاده آملى)، ص: 88-90
قال رضى اللّه عنه:
فأوّل ما ألقاه المالک على العبد من ذلک.
یعنى آنچه اول القاء کرد مالک جهان بر بنده خود از حکم و اسرار فص حکمت الهیّه است.قال رضى اللّه عنه:
[1] [فص حکمة الهیة فى کلمة آدمیّة]
فص حکمة الهیة فى کلمة آدمیة فص هر چیزى خلاصه و زبده اوست. و فص خاتم عبارت باشد از نگین که اسم صاحبش بر آن نویسند تا مهر کند بر خزائن خویش.
و حکمت دانستن اشیاست بر آن وجه که اوست، و عمل کردن به مقتضاى آن.
پس فص هر حکمت عبارت باشد از خلاصه علومى که حاصل بود روح نبى را از انبیاى مذکورون علیهم السلام به حسب اقتضاى اسمى که غالب بود بر آن روح، یا فص عبارت باشد از روح آن نبى که منتقش است به علوم و اسرارى که حاصل است او را به حسب قابلیت و استعدادش.
پس معنى فص حکمة الهیّة فى کلمة آدمیّة، آن باشد که محلّ حکمت الهیّه که دل است ثابت است در کلمه آدمیّه.
و «الهیّت» اسم مرتبهایست که جامع بود همه مراتب اسماء و حقایق آن را، و ازین روى «اسم اللّه» متبوع شد جمیع اسما و صفات را و موصوف گشت بدان همه.
و «حکمت الهیّه» از آن جهت تخصیص کرده شد به کلمه آدمیّه که آدم چون مخلوق از براى خلافت بود و مرتبه او جامع جمیع مراتب عالم، پس آینه مرتبه الهیّه آمد و قابل ظهور همه اسماء شد و غیر او را این مرتبه و قابلیّت چنین ظهور نى و در حقیقت مظهر «اسم اللّه» اوستکما قیل:
سبحان من أظهر ناسوته سرّ سنا لاهوته الثّاقب
ثمّ بدا فى خلقه ظاهرا فى صورة الآکل و الشّارب
و مراد به کلمه آدمیّه «روح» کلّى است که مبدأ نوع انسانى و خلیفه حقیقى حضرت سبحانى و آیینه جمالنماى ربّانى اوست کما قیل فى خطابه. بیت:
اى آینه جمال شاهى که توئى و اى مظهر اسرار الهى که توئى
بیرون ز تو نیست هرچه در عالم هست در خود بطلب هرآنچه خواهى که توئى
و چون آدم که ابو البشر است علیه السلام، اول افراد روح کلّى در عالم شهادت و مظهر حضرت الهیّت اوست، تخصیص فص الهیّه به اسم او کرده و در وى بیان فرموده آنچه مختص به کلمه اوست، چنانکه بیان کرد آنچه را مخصوص است به هر نبى در فصّى که منسوبست بدو(فص آدمى در بیان خلیفه است؛ و شیثى در عطایا و منح و هبات است؛ یعقوبى در بیان دین است؛ شعیبى در قلب و تجدّد امثال است؛ عزیرى در بیان سرّ قدر است؛ یوسفى در عالم مثال و نوم و خیال-- و تمثل است؛ صالحى و محمدى در فردیت است؛ سلیمانى در رحمت امتنانى و رحیمى است؛ یونسى در ذکر و ادب انسانى است؛ و اسماعیلى در خلود عذاب و اقسام جنّت و نار و احوال نفوس در برازخ و قیامت که عمده مباحث اسفار در این موضوع از این فص است. و الیاسى در دعا و اجابت است؛ و فص هودى در تنزیه و تشبیه یعنى در حدّ و بىحدّى است؛ و هکذا هر فصّى حائز یکى از مسائل عرشى عرفانى است).
حل فصوص الحکم (شرح فصوص الحکم پارسا)، ص: 515
فأوّل ما ألقاه المالک على العبد من ذلک:
1 فصّ حکمة إلهیّة فی کلمة آدمیّة
بدان که: فصّ هر حکمتى که درین کتاب گوید، مراد از آن یا خلاصه و زبده آن علوم باشد، که روح آن نبى به آن مخصوص است؛ و آن حکمت از حضرت اسمى از اسماء، به حسب استعداد او، بر روح او فایض شده باشد؛ یا خود مراد دل آن صاحب حکمت بود، که آن علوم و معانى و اسرار در و منتقش گشته باشد. پس تقدیر کلام این باشد که: محلّ حکمت الهى آن دلیست ثابت در کلمه آدمیّت، و تخصیص حکمت إلهیّه به کلمه آدمیّت از آن جهت بود که آدم خلیفة اللّه است، و جامع جمیع مراتب.