الفقرة الثامنة :
جواهر النصوص فی حل کلمات الفصوص شرح الشیخ عبد الغنی النابلسی 1134 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم وما یعقب کل حال من الأحوال وبه سمی عقوبة وعقابا وهو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله.
فالدین العادة قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک.
ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله: وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار.)
ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله، وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار .
(ثم السر الذی فوق هذا)، أی الحکمة التی هی أعلى من المذکور (فی هذه المسألة) التی هی مسألة الدین والانقیاد، وأن الجزاء علیه هو عینه .
إعلم (أن جمیع الممکنات) الموجودة فی الحس والعقل لم تزل (على أصلها) الذی کانت علیه (من العدم) ما اکتسبت الوجود أصلا ولا تغیرت عما کانت علیه .
(ولیس) لها (وجود) یظهر منها (إلا وجود الحق تعالی) ظاهرة (بصور أحوال ما هی علیه من الممکنات) المعقولة والمحسوسة (فی أنفسها وأعیانها)، أی ماهیاتها وعوارضها الممکنة الثابتة غیر المنفیة المعدومة، غیر الموجودة المکشوف عنها بالعلم القدیم فی حضرة القیومیة، وبالسمع القدیم والبصر القدیم فی حضرة الاستواء على العرش والنزول إلى سماء الدنیا (فقد علمت) من هذا یا أیها العارف .
(من یلتذ)، أی ینعم ذاته بذاته فی حضرات أسمائه وصفاته (ومن یتألم) فی ذاته بذاته فی تلک الحضرات، فإنه ما هناک غیر الحق تعالی ولا لذة ولا ألم، لأنهما من جملة أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها .
من حیث ظهور نفسه وعینه بها فی الحضرات الکثیرة والأسماء التی لا یبلغها العدد ولا یحصیها الحد (و) قد علمت أیضا (ما یعقب کل حال من الأحوال) التی علیها الممکن فی نفسه مما سمی خیرا وشرا.
(وبه)، أی بسبب أنه یعقب الحال (سمی) ما یعقب من الجزاء (عقوبة وعقابا) أیضا فی الآخرة (وهو)، أی إسم العقوبة والعقاب (سائغ)، أی قابل أن یسمی به الجزاء (فی الخیر والشر) .
فیقال للثواب أیضا فی الآخرة عقوبة وعقاب (غیر أن العرف) الشرعی (سماه)، أی الجزاء فی الخیر ثوابا ومثوبة (وفی الشر عقابا) وعقوبة (ولهذا)، أی لکون الأمر کذلک (سمی) فی اللغة العربیة (أو شرح)، أی بین مع اختلاف المعنى (الدین) الذی هو الانقیاد (بالعادة لأنه)، أی الدین (عاد)، أی رجع (علیه) من قبل نفسه (ما یقتضیه ویطلبه حاله) من الجزاء
(فالدین) معناه (العادة) إما بطریق الترادف فی المعنى اللغوی أو بالخصوص فی معنى الدین والعموم فی معنى العادة. فالعام یشرح الخاص ویبینه .
(قال الشاعر) من العرب فی ثبوت هذا المعنى (کدینک) بخطاب المذکر (من أم الحویرث) تصغیر الحارث .
(قبلها) وهو شطر بیت (أی عادتک)، فالدین العادة (ومعقول العادة)، أی المعنى الذی یعقل منها (أن یعود الأمر) الأول الذی مضى (بعینه إلى حاله) الذی کان علیه (وهذا) المعنى (لیس ثم) بالفتح، أی هناک یعنی غیر موجود إذ لا یتکرر شیء فی الوجود أصلا.
ثم علل معقول العادة بقوله (فإن العادة تکرار) لأنها مشتقة من الوجود بمعنی الرجوع.
شرح فصوص الحکم مصطفى سلیمان بالی زاده الحنفی أفندی 1069 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم وما یعقب کل حال من الأحوال وبه سمی عقوبة وعقابا وهو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله.
فالدین العادة قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک.
ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله: وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار.)
(ثم السر الذی فوق هذا) السر (فی مثل) هذه (المسألة أن الممکنات) ثابتة (على اصلها من العدم) بیان للأصل (ولیس وجود إلا وجود الحق) ملتبسة (بصور أحوال ما هی علیه المم?نات فی أنفسها وأعیانها) وهو الحق الخلق وهو غیر الوجود الواجبی .
(فقد علمت من یتلذذ أو من یتألم) وهو حقیقة الوجود من حیث تعینه بأحوال المم?نات فهو وجوده بمقام العبودیة .
وأما الوجود الواجبی فهو منزه عن التلذذ والتالم وعلى هذا السر الدین کله لله من الله .
فالمتلذذ والمتألم فی هذا السر هو العبد بعینه کما فی الوجهین الأولین لکن تلذذ العبد وتألمه فی هذه الصورة کله من الحق فی علم العبد.
فقوله هی راجع إلى المم?نات قبله والممکنات الثانی بدل منه (و) علمته (ما) أی شیء أو الذی (یعقب کل حاله من الأحوال)، وما یعقب کل حال من الأحوال إلا الحال بمعنی یتعاقب کل من الأحوال الأخرى فکان کل منها جزاء للأخری فکان الجزاء کله من تجلیات الحق وکل مفعول یعقب .
(وبه) أی وسبب کون الجزاء بعقب حالا بعد حال (سمی) الجزاء (عقوبة وعقابا وهو) أی العقاب (سائغ) جائز بحسب اللغة .
(فی الخیر والشر غیر أن العرف الشرعی سماه) أی الجزاء (فی الخبر ثوابا وفی الشر عقابة ولهذا) أی ولأجل أن الجزاء کل حال یعقبه حال أخرى.
(سمی أو شرح الدین) الذی هو الجزاء (بالعادة) إنما سمی بالعادة (لأنه) أی الشان (عاد علیه) أی على العبد ما یقتضیه ویطلبه حاله من الجزاء. فما فاعل عاد وضمیر المفعول فی یقتضیه راجع إلى ما .
ویطلبه تفسیر لیقتضیه الضمیر المجرور راجع إلى العبد فعاد علیه ما یطلبه حاله فالمقتضی حال العبد والمقتضى الجزاء .
فإذا عاد علیه ما یطلبه (فالدین العادة) بهذا المعنی کما أن الجزاء یسمى عقابا لتحقق التعقب فی مفهومه .
و(قال الشاعر "إمرئ القیس " : ?دینک من أم الحویرث قبلها
"" قول امرئ القیس فى معلقته "قفا نبکی من ذکرى حبیب ومنزل"
کدینک من أم الحویرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل
ففاضت دموع العین منی صبابة …. على النحر حتى بل دمعی محملی
یرید: کدأبک وحالک وعادتک. فالعرب تقول: ما زال هذا دینه و دأبه ودیدنه ودیدنه أی عادته.""
(ای عادتک ومعقول العادة) أی المفهوم من العادة عقلا (أن یعود الأمر بعینه إلى حاله) الأول (وهذا) المعنى المعقول من العادة (لیس) موجود (ثمة) أی فی الجزاء ولیس فی الوجود .
(فإن العادة) بمقتضى العقل (ت?رار) ولا تکرار فی التجلیات الإلهیة
شرح فصوص الحکم عفیف الدین سلیمان ابن علی التلمسانی 690 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم وما یعقب کل حال من الأحوال وبه سمی عقوبة وعقابا وهو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله.
فالدین العادة قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک.
ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله: وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار.)
ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم وما یعقب کل حال من الأحوال وبه سمی عقوبة وعقابا وهو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله.
فالدین العادة قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک.
ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله: وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار.
شرح فصوص الحکم الشیخ مؤید الدین الجندی 691 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم وما یعقب کل حال من الأحوال وبه سمی عقوبة وعقابا وهو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله.
فالدین العادة قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک.
ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله: وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار.)
قال رضی الله عنه : « ثم السرّ الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أنّ الممکنات على أصلها من العدم ، ولیس وجود إلَّا وجود الحق بصور أحوال ما هو علیه الممکنات فی حقائقها وأعیانها ، فقد علمت من یلتذّ ومن یتألَّم ، وما یعقب کلّ حال من الأحوال ، وبه سمّی عقوبة وعقابا ، وهو سائغ فی الخیر والشرّ .
غیر أنّ العرف سمّاه فی الخیر ثوابا وفی الشرّ عقابا ، وبهذا سمّی أو شرح الدین بالعادة ، لأنّه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله ، فالدین العادة ، قال الشاعر : کدینک من أمّ الحویرث قبلها ، أی عادتک
قال العبد : تحقّق فی السرّ الأوّل أنّ التجلَّی بما یسرّ وبما لا یسرّ على العبد بموجب أحوال عینه الثابتة ، وفی هذا السرّ - الذی فوق السرّ الأوّل - أنّ العبد هو الوجود الحق المتعیّن بموجب عینه الثابتة وصورة معلومیته الأزلیة وحقیقته الأصلیة ولم یوجد العین الثابتة فی عینها ، بل هی على استهلاکها الأزلی الأصلی فی الحق .
کما کان الله ولا شیء معه ، فهو الآن على ما علیه کان ، فتعیّن کلّ وجود - بموجب أحوال کل عین عین من مطلق التجلَّی الوجودی - بصورة حالة علیها حقیقة العین ، فاستدعت الصورة والحالة الظاهرة من العین فی وجود الحق تجلَّیا آخر بما یسرّ وبما لا یسرّ وینفع أو یضرّ وهی حالة استتبعتها الحالة الأولى وأعقبتها .
فتألَّم أو تنعّم أو تعذّب والتذّ بها الوجود الحق المتعیّن فی خصوصیة هذه العین الثابتة التی هی شأن من شؤون الحق أیضا ، والعبد صورة ذلک الشأن فی الوجود العینیّ الحقّ أو الوجود الحق بصورة العین ، فما تألَّم وما تنعّم دینا ولا آخرة إلَّا الحق المتعیّن بک وفیک بحسبک ، ولا حسب للحق إلَّا أنت ، وبحسبک یظهر لک أو علیک ، فافهم .
شرح فصوص الحکم الشیخ عبد الرزاق القاشانی 730 هـ :
قال رضی الله عنه : (ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم ، ولیس إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها ).
تحقق من السر الأول أن التجلی بما یسر وبما لا یسر من مقتضیات أحوال العبد ، ومن هذا السر أن الممکنات على عدمها الأصلی ، فإن الوجود لیس إلا وجود الحق ، فوجود العبد هو وجود الحق المتعین بصورة عینه التی هی صورة من صور معلوماته المنقلب فی صور أحوال عینه وهی الأحوال التی علیها الممکنات فی أعیانها ، فهی ضمیر راجع إلى الممکنات المذکورة قبله والممکنات بدل منه أو ضمیر مبهم ، والممکنات تفسیره : أی بصور الأحوال التی علیها الممکنات من الأمر .
قال رضی الله عنه : ( فقد علمت من یلتذ ومن یتألم ) أی علمت أنه لا یلتذ بالثواب ولا یتألم بالعقاب إلا الحق المتعین بصورة هذه العین الثابتة التی هی شأن من شؤون الحق ( وما یعقب کل حال من الأحوال ) وأن الذی یعقب کل حال من أحوال العبد تجلّ إلهی فی صورة تقتضیها تلک الحال.
قال رضی الله عنه : ( وبه سمى عقوبة وعقابا ، وهو سائغ فی الخیر والشر ، غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا ) أی ویکون ذلک عقیب الحال سمى عقوبة وعقابا ، فالخیر والشر فی هذا المعنى أی فی تعقبه الحال سواء ، إلا أن العرف خصصه فی الخیر بالثواب .
"" إضافة بالی زادة : (ولیس إلا وجود الحق ) وهو الحق الخلق وهو غیر الوجود الواجبی ( فقد علمت من یلتذ ومن یتألم ) وهو حقیقة الوجود من حیث تعینه بأحوال الممکنات فهو وجوده بمقام العبودیة ، وأما الوجود الواجبی فهو منزه عن التلذذ والتألم وعلى هذا السر الدین کله لله من الله ، فالمتلذذ والمتألم فی هذا السر هو العبد بعینه کما فی الوجهین الأولین ، لکن تلذذ العبد وتألمه فی هذه الصورة کله من الحق فی علم العبد ( وعلمت ما یعقب ) قوله : کل مفعول یعقب : أی یتعاقب کل حال من الأحوال للأخرى فکان کل منها جزاء للأخرى اهـ بالى زادة.""
قال رضی الله عنه : ( ولهذا سمى أو شرح الدین بالعادة لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله ) أی شرح الدین الذی هو الجزاء بالعادة لأنه عاد علیه من صورة أحواله ومقتضاها.
"" إضافة بالی زادة : فما فاعل عاد وضمیر یقتضیه راجع إلى ما ، ویطلبه تفسیر یقتضیه ، وحاله فاعل یقتضیه ، والضمیر المجرور راجع إلى الدین ( لیس ثم ) أی فی الجزاء أولیس فی الوجود ، فإن العادة تکرار ولا تکرار فی التجلیات الإلهیة اهـ بالی زادة . ""
قال رضی الله عنه : ( فالدین العادة ، قال الشاعرکدینک من أم الحویرث قبلهاأی کعادتک ، ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله وهذا ) أی الفوز بعینه ( لیس ثم ) أی لیس فی الدین ( فإن العادة تکرار ) ولیس الدین فی الحقیقة تکرارا ، لأن الحال المقتضیة لهذا التجلی الذی هو الدین لم تعد أصلا ، بل تعین التجلی بصورتها لا غیر.
مطلع خصوص الکلم فی معانی فصوص الحکم القَیْصَری 751هـ :
قال رضی الله عنه : (ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم ، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعینها .
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم ) . أی ، الأعیان الممکنة باقیة على أصلها من العدم غیر خارجة من الحضرة العلمیة ، کما قال فیما تقدم : والأعیان ما شمت رایحة الوجود بعد . ولیس وجود فی الخارج إلا وجود الحق متلبسا بصور أحوال الممکنات ، فلا یلتذ بتجلیاته إلا الحق ، ولا یتألم منها سواه .
ف ( من ) فی قوله : ( من العدم ) للبیان ، والمبین : ( على أصلها ) .
واعلم ، أن الالتذاذ والتألم من صفات الکون . فإسناد هما إلى الحق لأحد الطریقین : أحدهما ، اتصافه بصفات الکون فی مقام التنزل . وثانیهما ، رجوع الکون وصفاته إلیه . وأما باعتبار الأحدیة ، فالکل مستهلک فیها ، فلا التذاذ ولا تألم .
وإنما جعل هذا السر فوق سر ( القدر ) ، لأنه من لسان الأحدیة المستعلیة على الکثرة وألسنتها.
( وما یعقب کل حال من الأحوال ) عطف على ( من ) . أی ، فقد علمت من الملتذ ومن المتألم وما الذی یعقب کل حال من الأحوال . أی ، کما أن الحق هو الملتذ من التجلیات وهو المتألم بها ، فالأحوال التی یعقب حالا بعد حال هی أیضا تجلیاته لا غیره .
و ( کل ) منصوب على أنه مفعول ، وفاعله ضمیر یرجع إلى ( ما ) .
( وبه یسمى عقوبة وعقابا ) . أی ، وبکونه یعقب حالا بعد حال سمى الجزاء عقوبة وعقابا . فالعقوبة مأخوذة من (العقب).
(وهو سائغ فی الخیر والشر ، غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا ) . أی ، العقاب جائز أن یستعمل فی الخیر والشر بحسب أصل اللغة ، إلا أن العرف الشرعی خصص الخیر بالثواب والشر بالعقاب .
(ولهذا سمى أو شرح الدین ب ( العادة ) لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله .
فالدین ( العادة ) وقال الشاعر : کدینک من أم الحویرث قبلها . أی ، عادتک .
)أی ، ولأجل أن کل حال یعقبه حال آخر ، هو جزاء ، سمى الدین الذی هو الجزاء بالعادة ، أو فسر بها . ( لأنه ) الضمیر للشأن . أی ، لأن الشأن عاد إلیه ما یقتضیه ویطلبه حاله من الجزاء . ثم استشهد بقول الشاعر فی استعمال ( الدین ) وإرادة (العادة ) .
(ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله . وهذا لیس ثمة ، فإن العادة تکرار).
أی ، المفهوم من ( العادة ) عقلا أن یعود الأمر إلى حاله کما کان .
وهذا المعنى لیس موجودا فی الجزاء . فإن العادة تقتضی التکرار ، ولا تکرار فی الوجود .
وکیف فی الجزاء ؟
بل حال یعقب الحال الأولى بحسب ما یقتضیه الأول .
خصوص النعم فى شرح فصوص الحکم الشیخ علاء الدین المهائمی 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم وما یعقب کل حال من الأحوال وبه سمی عقوبة وعقابا وهو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله.
فالدین العادة قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک.
ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله: وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار.)
(ثم) أی: بعد بیان السر الدال على أن الکل من العبد إلى العبد (السر الذی فوق هذا فی هذه المسألة) الدال على أن الکل من الحق إلى الحق، أی إلى صورته الظاهرة فی المظاهر، (أن الممکنات) أی: الموجودات الممکنة وإن وجدت الآن، فهی باعتبار ذواتها
(على أصلها من العدم)، ولیس لها حذف ذلک إشعارا بأنها بهذا النظر لیست بشیء، فکیف یثبت لها أمر، فکأنه (لیس) فی الواقع أصلا (وجود إلا وجود الحق)، لکنه تصور. (بصور أحوال ما هی على الممکنات فی أنفسها)، أی: بحسب نفس الأمر بحیث لو تحققت بأنفسها فی الخارج لکانت کذلک.
(وأعیانها) الثابتة فی العلم الأزلی، وإنما اعتبر فی ثبوتها هذین الأمرین؛ لأنه لما جعلها معدومة بحسب الأصل، ولا أثر للعدم فلا بد من اعتبار ثبوتها؛ لیتصور تأثیرها فی صور الحق بوجه أقوى من وجه ألحقها بالمعدومات مع أنه الأصل، فاعتبر فیه أمرین؛ لأن الغلبة فی الأکبر للأکثر.
وإذا کانت الممکنات على أصلها من العدم وأعیانها ما شمت رائحة من الوجود، فالواقع علیه الجزاء لیس الممکنات من حیث هی ممکنات، ولا أعیانها بل صورة الوجود المحققة لذوات الأشیاء هی التی وقع علیها الجزاء بما تعاقب علیها من صوره العارضة.
(فقد علمت من یلتذ ومن یتألم)، وهی صورة الحق المحققة للذوات، وعلمت (ما یعقب) من صورة العارضة الملذة والمؤلمة.
(کل حال من الأحوال) العارضة الممکنات، فهو المنعم والمعذب صورته الأصلیة بصوره العارضة المتعاقبة علیهما (وبه) أی: ویکون الجزاء صورا متعاقبة على أحوال الممکنات (سمی ) الجزاء (عقوبة وعقابا).
قال الشیخ رضی الله عنه : ( هو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله. فالدین العادة قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک.)
ثم استشعر سؤالا بأن مقتضى ذلک أن یسمی جزاء الخیر أیضا بالعقاب والعقوبة، فقال: (وهو) أی اسم العقوبة والعقاب (سائغ) بالمعنى المذکور (فی) الجزاء (الخیر والشر)، کالتواب باعتبار کونه من تاب، إذا رجع (غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا ، وفی الشر عقابا) للتفرقة بینهما مع الاختصار، (وهذا) أی: ولتحقق عود الجزاء من الشیء إلى نفسه، إما من العبد إلى العبد أو من صورة الحق إلى صورته، (سمی) الدین الذی بمعنی الجزاء بطریق النقل (أو شرح) أی: فسر من غیر اعتبار نقل (الدین) المذکور (بالعادة لأنه) أی: صاحب الجزاء (عاد علیه ما یقتضیه، ویطلبه حاله) فالجزاء العادة، فإذا کان (الدین) هو الجزاء، والجزاء (العادة)، فالدین العادة من غیر احتیاج إلى نقل.
واستشهد على استعمال الدین بمعنى العادة بما قال الشاعر :
کدأبک من أم الحویرث قبلها
أی: عادتک إذ لا یصح فیه معنى الانقیاد، ولا معنى الجزاء؛ لعدمهما فیه.
"" من معلقة امرئ القیس قفا نبک من ذکرى حبیب ومنزل
کدأبک من أم الحویرث قبلها … وجارتها أم الرباب بمأسل
ففاضت دموع العین منی صبابة…على النحر حتى بل دمعی محملی
کدأبک: أی کعادتک، وروى أبو عبیدة قصیدة إمرئ القیس (کدینک مِنْ أُمِّ الْحُوَیْرِثِ قَبْلَهَا) والدین هنا بمعنى: الدأب والعادة ""
ثم استشعر سؤالا، وهو أن الجزاء تجل إلهی، وهو لا یعود ولا یتکرر، فکیف حکمتم بعود الجزاء؟
فقال: (ومعقول العادة) أی: مفهومها الحقیقی، (أن یعود الأمر بعینه إلى حاله) المتقدمة، (وهذا) أی: عود الأمر بعینه إلى حاله (لیس ثمة) أی: فی الواقع فضلا عن الجزاء حتى یسمى الدین الذی معناه بهذا الاعتبار عادة، فإن العادة باعتبار هذا المفهوم (تکرار) لحالة واحدة، ولا تکرار فی الموجودات.
شرح فصوص الحکم الشیخ صائن الدین علی ابن محمد الترکة 835 هـ :
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
قال رضی الله عنه : (ثمّ السرّ الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة : أنّ الممکنات على أصلها من العدم ، ولیس وجود إلَّا وجود الحقّ بصور أحوال ما هی علیه ، أی الممکنات فی أنفسها وأعیانها ) .
فلئن قیل : إذا ثبت أنّ الممکنات على عدمها الأصلی ، فکیف یتصوّر لها أحوال یظهر الحقّ بصورها ؟
قلنا : إنّ الممکنات إذا لوحظت من حیث أنفسها وأعیانها - أی ذواتها و أصالتها فهی الاعتبارات المسمّاة بالشؤون الذاتیّة ، وهی عین الذات ، وإنّما یقال لها « الممکن » إذا لوحظت خارجة عن الوجود الحقّ ، مقابلة له وکأنّا بیّنا زیادة بیان لهذه المسئلة فی کتاب « التمهید » فلیطالب ثمّة .
الثواب والعقاب
قال رضی الله عنه : ( فقد علمت من یلتذّ ومن یتألَّم ، وما یعقب کلّ حال من الأحوال ، وبه سمّی عقوبة وعقابا ، وهو شائع فی الخیر والشرّ ،غیر أنّ العرف سمّاه فی الخیر « ثوابا » وفی الشرّ « عقابا ») فإن عقب الشیء آخره ، ولذلک یقال للولد : عقب .
وبهذه النسبة خصّص بحث الدین بالفصّ الیعقوبی ، الذی هو آخر الآباء فی هذه السلسلة ، فإنّ « الیعقوب » فی أصل اللغة هو ذکر الحجلة لما له من عقب الجری.
"الحجل : طائرٌ فی حجم الحمام من رتبة الدَّجاجیّات ، ومنه أنواع عدة ، أحمرُ المنقار والرجلین ، طیَّب اللحم "
الدین هو العادة
قال رضی الله عنه : ( وبهذا سمّی - أو شرح الدین ) الذی هو الجزاء - ( بـ « العادة » ، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله ) من الصور الملائمة وغیر الملائمة - على ما سبق تفصیله.
قال رضی الله عنه : ( فالدین : العادة .
قال الشاعر :
کدینک من امّ الحویرث قبلها أی : عادتک .ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله، وهذا) العود بعینه ( لیس ثمّ ) أی فی الدین ، ( فإنّ العادة تکرار ) ولا تکرار فی الوجود أصلا.
شرح الجامی لفصوص الحکم الشیخ نور الدین عبد الرحمن أحمد الجامی 898 هـ:
قال الشیخ رضی الله عنه : ( ثم السر الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أن الممکنات على أصلها من العدم، ولیس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها.
فقد علمت من یلتذ ومن یتألم وما یعقب کل حال من الأحوال وبه سمی عقوبة وعقابا وهو سائغ فی الخیر والشر غیر أن العرف سماه فی الخیر ثوابا وفی الشر عقابا، وبهذا سمى أو شرح الدین بالعادة، لأنه عاد علیه ما یقتضیه ویطلبه حاله.
فالدین العادة )
قال رضی الله عنه : (ثم السر الذی فوق هذا) السر الذی ذکرنا (فی هذه المسألة أن الممکنات) لا تزال ثابتة (على أصلها من العدم)، أی على أصلها الذی هو العدم ما شمت رائحة الوجود.
فمن فی قوله من العدم بیانیة (ولیس وجود إلا وجود الحق) متلبسا (بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها وأعیانها)، أی بصورة أحوال تکون الممکنات علیها.
فقوله : الممکنات تفسیر للضمیر وإضافة الأحوال إلى الموصول بیانیة (فقد علمت من یلتد) بإدراک ما یلائم (ومن یتألم) بإدراک ما لا یلائم .
فالملتذ والمتألم هو الحق سبحانه إذ لا التذاذ ولا تألم لما لا وجود له لکن بعد تلبسه بصورة أحوال الممکنات وتجلیه بها.
قال رضی الله عنه : (و) کذلک قد علمت (ما یعقب على حال من الأحوال) فإنه من تجلیاته سبحانه بصوره حال تابع لحال آخر مترتب علیه (وبه)، أی بهذا التعقب (سمی) الجزاء (عقوبة وعقابا) فالعقوبة والعقاب مأخوذان من العقب.
قال رضی الله عنه : (وهو)، أی استعمال العقوبة والعقاب (سائغ) بحسب أصل اللغة (فی الخیر والشر) إذا کانا مترتبین على أمر آخر جزاء له (غیر أن المرف سماه فی الخیر ثوابأ وفی الشر عقابا ولهذا)، أی لأجل أن کل جزاء حال یعقب حالا آخر (سمی أو شرح).
أی فسر (الدین) الذی هو الجزاء (بالعادة لأنه)، أی لأن صاحب الدین عاد علیه ما یقتضیه استعداده، (ویطلبه حاله فالدین) الذی هو الجزاء هو (العادة) .
قال الشیخ رضی الله عنه : ( قال الشاعر: کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک. ومعقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله: وهذا لیس ثم فإن العادة تکرار. لکن العادة حقیقة معقولة، والتشابه فی الصور موجود: فنحن نعلم أن زیدا عین عمرو فی الإنسانیة وما عادت الإنسانیة، إذ لو عادت تکثرت وهی حقیقة واحدة والواحد لا یتکثر فی نفسه.
ونعلم أن زیدا لیس عین عمرو فی الشخصیة: فشخص زید لیس شخص عمرو مع تحقیق وجود الشخصیة بما هی شخصیة فی الاثنین. فنقول فی الحس عادت لهذا الشبه، ونقول فی الحکم الصحیح لم تعد. )
اعلم أن حاصل کلام الشیخ رضی الله عنه : أن الدین الذی، أوصى به إبراهیم بنیه الدین الذی هو الأحکام الوضعیة الشرعیة والمعانی الثلاثة اللغویة معتبرة فیه أیضا. فإنه یستتبع انقیاد العبد له وجودا و عدما .
وعلیه یترتب انقیاد مشرعه للعبد، فأنقیاد المشرع له جزاء الانقیاد وجودا و عدما والجزاء فی الحقیقة عین الفعل الذی هو جزاء له لکن فی صورة أخرى.
فتحقق العادة التی هی العود لکنه قد وقع فی أداء هذا المعنى مسامحات لقلة اعتداده رضی الله عنه بالعبارة ووضوح المقصود عند ذوی الفهم.
ثم استشهد على استعمال الدین فی معنى العادة بنون الشاعر فقال :
قال رضی الله عنه : (کدینک من أم الحویرث قبلها أی عادتک ومعقول العادة أن یعود الأمر)
ثانیا : (بعینه إلى حاله الأول و) هذا العود بعینه (لیس ثمة)، أی فی صورة الجزاء (فإن العادة)، بهذا التفسیر (تکرار)، ولا تکرار فی الوجود فکیف فی الجزاء.
ممدّالهمم در شرح فصوصالحکم، علامه حسنزاده آملی، ص 223
ثم السّرّ الذی فوق هذا فی مثل هذه المسألة أنّ الممکنات على أصلها من العدم، و لیس وجود إلّا وجود الحقّ بصور أحوال ما هی علیه الممکنات فی أنفسها و أعیانها. فقد علمت من یلتذ و من یتألم و ما یعقب کلّ حال من الأحوال و به یسمّى عقوبة و عقابا و هو سائغ فی الخیر و الشّرّ غیر أن العرف سمّاه فی الخیر ثوابا و فی الشرّ عقابا، و لهذا سمّى أو شرح الدین بالعادة، لانّه عاد علیه ما یقتضیه و یطلبه حاله: فالدین العادة. قال الشاعر:
کدینک من أم الحویرث قبلها، اى عادتک.
سپس سرّى است فوق این مسأله که ممکنات، بر اصل عدمشانند (یعنى اصلى که عدم است) و وجودى جز وجود حق نیست که متلبس به صور احوال ممکنات است.
(پس لذت نمیبرد مگر حق به تجلیات خودش و متألم نمیشود از آن تجلیات جز حق تعالى). پس دانستى که لذت نمیبرد به ثواب و متألم نمیشود به عقاب مگر حق (یعنى حق متعین به صورت عین ثابت که شأنى از شئون حق است) و دانستى نیز که چه چیزى در عقب هر حالى از احوالى است، از این روى جزا را عقوبت و عقاب نامیدند که عقوبت مأخوذ از عقب است و عقاب به این معنى در خیر و شر به حسب اصل لغت سائغ (سائغ یعنى جایز) و جایز است جز اینکه در عرف، در خیر، ثواب میگویند و در شر، عقاب (و چون در پى هر حالى حال دیگرى میآید که جزاى اوست) از این روى دینى که جزاست، عادت (عادت از ریشه عود و عودت مشتق است) نامیده شد، زیرا صاحب دین، کسى است که بر او عود کرده است آن چه را که حال او اقتضا و طلب میکند.
[معنى و مفهوم عادت]
و معقول العادة أن یعود الأمر بعینه إلى حاله، و هذا لیس ثمّ، فإن العادة تکرار.
معنى و مفهوم عادت این است که امرى بعینه به حال اولش عود کند و در دین (یعنى در صورت جزا) این عود بعینه نیست، زیرا عادت تکرار است.
یعنى مفاد و مفهوم عادت تکرار است که برگشت امر به حالت اولش میباشد و این معنى در جزا نیست بلکه حالى است که پس از حالى پیش میآید.