عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

قوله: (فهو الإنسان الحادث7 الأزلیّ‌8، و النشؤ9 الدائم الأبدیّ‌، 

________________________________________

(7) . «الإنسان بحسب وجوده العینی حادث و بحسب وجوده العلمی أزلیّ‌، أمّا بحسب وجوده العلمی الروحی فإن کان من الکمّل فهو أیضا أزلی؛ فإنّ نفوس الکمّل کلیّة أزلیّة مساوقة فی الوجود للعقل الأوّل، و أما من کان نفسه جزئیه یستحیل علیه ذلک؛ لأنّ النفوس الجزئیّة لا تتعیّن إلاّ بعد حصول المزاج و بحسبه، فلا وجود لها قبل ذلک» کذا قال الشیخ الکبیر فی بعض رسائله (جامی).

الحادث بجسده الأزلی بروحه و النشوء الدائم الأبدی بحقیقته الجامعة لجسمانیّته و روحانیّته؛ لأنّه إذا انتقل من هذا العالم إلى الآخرة یعمر الآخرة فی النشأة الثانیّة (ق).

(8) . أی المتقدّم على سائر الأعیان باعتبار وجوده العلمی و عینه الثابتة (جامی).

(9) . النشوء: النموّ و الارتفاع و الازدیاد، و المراد به ذو النشوء، أی الذی ینمو و یزداد دائما أبدا فی المراتب هو الإنسان الکامل، فإن أوّل مراتبه التعیّن الأوّل الذی هو الحقیقة المحمّدیة، ثم التعیّن الثانی الذی هو صورته التفصیلیّة، ثم العقل الأوّل، ثم نفس الکلّ و هکذا إلى آخر المولّدات، الذی هو نشأته العنصریة، ثمّ - - لا یزال یزداد و ینمو بحسب التجلّیات الإلهیّة و الشؤونات الربانیّة دائما دنیا و آخرة (جامی).

جلد: 1، صفحه: 242

و الکلمة1 الفاصلة2 الجامعة3).

نتیجة لما ذکر؛ أی إذا کان به نظر الحقّ إلى خلقه فرحمهم بإعطاء الوجود، فهو الحادث الأزلیّ‌.

أمّا حدوثه الذاتیّ‌: فلعدم اقتضاء ذاته من حیث «هی هی» الوجود، و إلاّ کان واجب الوجود.

و أمّا حدوثه الزمانیّ‌: فلکون نشأته العنصریّة مسبوقة بالعدم الزمانیّ‌.

و أمّا أزلیّته: فبالوجود العلمیّ‌؛ لأنّ العلم نسبة بین العالم و المعلوم، و هو أزلیّ فعینه4 الثابتة فیه5 أزلیّة.

و بالوجود العینیّ الروحانیّ‌: فلأنّه غیر زمانیّ‌، متعال عنه و عن أحکامه مطلقا و إلیه أشار النبیّ صلّى اللّه علیه و آله بقوله: «نحن الآخرون السابقون»6.

________________________________________

- لا یزال یزداد و ینمو بحسب التجلّیات الإلهیّة و الشؤونات الربانیّة دائما دنیا و آخرة (جامی).

(1) . فإنّ الکلمة ثلاث: کلمة جامعة لحروف الفعل و التأثیر التی هی حقائق الوجوب.

و کلمة جامعة لحروف الإنفعال التی هی حقائق الإمکان.

و کلمة برزخیة جامعة بین حروف الإمکان، فاصلة متوسّطة بینهما و هی حقیقة الإنسان الکامل (جامی).

(2) . أی المائزة للحقائق أو الفاصلة بین الأرواح و صورها بمعنى الممیت، کما یأتی فی الشرح.

الممیزة للحقائق (ق).

(3) . لعموم نشآته (ق).

اعلم أنّ الشیخ الکبیر أورد فی کتاب الفکوک: أنّ الإنسان الکامل الحقیقی و هو البرزخ بین الوجوب و الإمکان، و المرآة الجامعة بین صفات القدم و أحکامه. و بین صفات الحدثان، و هو الواسطة بین الحق و الخلق و به و من فی مرتبته یصل فیض الحقّ و المدد الذی هو سبب بقاء ما سوى الحقّ فی العالم کلّه علوا و سفلا.

و لولاه من حیث برزخیّته التی لا یغایر الطرفین لم یقبل شیء من العالم المدد الإلهی الوحدانی؛ لعدم المناسبة و الارتباط و لم یصل المدد إلیه (جامی).

(4) . أی المعلوم.

(5) . و فی بعض النسخ لا تکون لفظة: «فیه».

(6) . بحار الأنوار ج 16 ص 118 ح 44، صحیح بخاری ج 1 ص 36 و 103.

و إلیه أشار العارف الرومی:

آخرین قرنها پیش از قرون در حدیث است آخرون السابقون. (مثنوى معنوى، المجلّد الأول ص 173).

جلد: 1، صفحه: 243

و الفرق بین أزلیّة الأعیان و الأرواح المجرّدة و بین أزلیّة المبدع إیّاها: أنّ أزلیّة الحقّ تعالى نعت سلبیّ‌، ینفی الأوّلیة بمعنى انفتاح الوجود عن العدم؛ لأنّه عین الوجود، و أزلیّتها دوام وجودها بدوام الحقّ مع افتتاح الوجود عن العدم؛ لکونه من غیرها.

و أمّا دوامه و أبدیّته: فلبقائه ببقاء موجده دنیا و آخرة.

و أیضا: کلّ ما هو أزلیّ فهو أبدیّ و بالعکس، و إلاّ یلزم تخلّف المعلول عن العلّة أو التسلسل فی العلل؛ لأنّ علّته إن کانت أزلیّة لزم التخلّف، و إن لم تکن کذلک لزم استنادها أیضا إلى علّة حادثة بالزمان، و حینئذ إن کان للزمان فیها مدخل یجب أن یکون معلولها غیر أبدیّ‌؛ لکون أجزاء الزمان متجدّدة1 متصرّمة بالضرورة، و الفرض بخلافه.

و إن لم یکن له فیها مدخل، فالکلام فیها کالکلام فی الأوّل فیتسلسل، و التسلسل فی العلل التی لا مدخل للزمان2 فیها باطل، و إلاّ یلزم نفی الواجب.

فالأبدیّات مستندة إلى علل أزلیّة، أبدیّة، کما أنّ الحوادث الزمانیّة مستندة إلى علل متجدّدة متصرّمة، و النفوس الناطقة الإنسانیّة حدوثها بحسب التعلّق إلى الأبدان لا بحسب ذواتها3، و الصور الاخرویّة کما أنّها أبدیّة، کذلک أزلیّة حاصلة فی الحضرة العلمیّة و الکتب العقلیّة و الصحف النوریّة، و إن کان ظهورها بالنسبة إلینا حادثا بالحدوث الزمانیّ‌، فلا تردّد.

و أمّا کونه کلمة فاصلة؛ فلتمییزه4 بین المراتب الموجبة للتکثّر و التعدّد فی الحقائق، 

________________________________________

(1) . فمعلوله و متعلّقه کذلک.

(2) . أی التسلسل فی الأمور المجتمعة باطل، أمّا إذا کانت الأمور المتسلسلة غیر مجتمعة کأجزاء الزمان و الحرکة فجائز.

فحصل من هذا الاستدلال أنّ کلّ ما هو أبدى فهو أزلی.

(3) . لأنّ المجرّد لا یمکن أن یکون حادثا؛ لأنّ کل حادث مسبوق بالمادة و المدّة، فإذا کانت النفس حادثة یلزم أن لا تکون مجرّدة، بل استعداد البدن یکون علة لظهور حقیقته العقلیّة فیه على استعداده.

(4) . أی عالم بجمیع المراتب و ممیّز لها.

جلد: 1، صفحه: 244

بل هو المفصّل لما تحویه ذاته بظهوره بحسب غلبة1 کلّ صفة علیه فی صورة تناسبها علما و عینا، و إلیه الإشارة بکونه علیه السّلام قاسما بین الجنّة و النار2؛ إذ هذه القسمة واقعة أزلا، و الآخر مطابق للأوّل.

و أمّا کونه کلمة جامعة؛ فلإحاطة حقیقته بالحقائق الإلهیّة و الکونیّة کلّها علما و عینا.

و أیضا: هو الذی یفصل3 بین الأرواح و صورها فی الحقیقة، و إن کان الفاصل4ملکا معیّنا؛ لأنّه بحکمه یفصل، و کذلک هو الجامع5 بینهما؛ لأنّه الخلیفة الجامعة للأسماء و مظاهرها.

(فتمّ العالم6 بوجوده7).

أی لمّا وجد هذا الکون الجامع تمّ العالم بوجوده الخارجیّ‌؛ لأنّه روح العالم المدبّر له و المتصرّف فیه، و لا شکّ أنّ الجسد لا یتمّ کماله إلاّ بروحه التی تدبّره و تحفظه من الآفات.

و إنّما تأخّرت نشأته العنصریّة فی الوجود العینیّ‌؛ لأنّه لمّا جعلت حقیقته متّصفة بجمیع الکمالات، جامعة لحقائقها، وجب أن توجد الحقائق کلّها فی الخارج قبل وجوده؛ حتّى یمرّ عند تنزّلاته علیها، فیتّصف بمعانیها طورا بعد طور من أطوار 

________________________________________

(1) . أی إذا اقتضى القابل ظهور صفة مخصوصة فیه فتغلب تلک الصفة من هذه النشأة التی تکون جامعة لجمیع الصفات على سائر الصفات فی الظهور لخصوصیّة القابل، فظهر من تلک الصفة فی القابل بصورة تناسب تلک الصورة تلک الصفة.

(2) . بحار الأنوار ج 8 ص 336 ح 7.

(3) . أی هو الممیت.

(4) . أی بحسب الظاهر ملک الموت.

(5) . أی هو المحیی.

(6) . أی فتمّ العالم الناقص الفاقد للجمعیّة الکمالیّة (جامی).

(7) . أی بوجوده العنصری و وصوله إلى الکمال الجمعی، فإنّه لو لم یوجد هذا الإنسان فی العالم لم یحصل کمال الجلاء و الاستجلاء الذی هو العلة الغائیة من إیجاد العالم، و إنّما قال: «بوجوده» و لم یقل: به؛ لأنّ له تعیّنا أزلیا علمیا و ظهورات فی المراتب، و بانسحاب الفیض الوجودی العینی علیه بحسب نشأته العنصریّة یتمّ العالم و یکمل (جامی).

جلد: 1، صفحه: 245

الروحانیّات و السماویّات و العنصریّات، إلى أن تظهر فی صورته النوعیّة الحسیّة، و المعانی النازلة علیه من الحضرات الأسمائیّة، لا بدّ أن تمرّ على هذه الوسائط أیضا إلى أن تصل إلیه و تکمّله.

و ذلک المرور أنّما هو لتهیئة استعداده للکمالات اللائقة به، و لاجتماع ما فصّل من مقام جمعه من الحقائق و الخصائص فیه، و للإشهاد و الاطّلاع على ما ارید أن یکون خلیفة علیه، و لهذا لا یجعل خلیفة و قطبا إلاّ عند انتهاء السفر الثالث1، و لو لا هذا المرور لما أمکن العروج للکمّل؛ إذ الخاتمة مضاهیة للسابقة، و به تتمّ الحرکة الدوریّة المعنویّة.

و ما یقال: «إنّ علم الأولیاء تذکّری لا تفکّری» و قوله علیه السّلام: «الحکمة ضالّة المؤمن2» إشارة إلى هذا المعنى، لا إلى أنّه وجد فی النشأة العنصریّة مرّة اخرى، ثمّ عرض له 

________________________________________

(1) . راجع فی معنى السلوک ص 249-146 السفر هو توجّه القلب إلى الحق، و الأسفار ثلاثة:

الأول: هو السیر إلى اللّه من منازل النفس إلى نهایة مقام القلب، و هو نهایة التجلّیات الأسمائیة.

الثانی: هو الترقّی إلى عین الجمع و الحضرة الأحدیّة.

الثالث: هو السیر باللّه عن اللّه للتکمیل، و هو مقام البقاء بعد الفناء.

قال العارف الکامل کمال الدین عبد الرزاق القاسانی المحقق لاصطلاح العرفاء: «الأسفار أربعة:

الأول: هو السیر إلى اللّه من منازل النفس إلى الوصول إلى الأفق المبین، و هو نهایة مقام القلب و مبدأ التجلیات الأسمائیة.

الثانی: هو السیر فی اللّه بالاتّصاف بصفاته و التحقّق بأسمائه إلى الأفق الأعلى و نهایة الحضرة الواحدیة.

و الثالث: هو الترقّی إلى عین الجمع و الحضرة الأحدیّة، و هو مقام قاب قوسین فأبقیت الاثنینیّة فإذا ارتفعت فهو مقام «أو أدنى» و هو نهایة الولایة.

و الرابع: هو السیر باللّه فی اللّه للتکمیل، و هو مقام البقاء بعد الفناء و الفرق بعد الجمع.

(انتهى من شرح الحکیم الإلهی السبزواری (قدس سره) للدعاء المعروف بالجوشن الکبیر) (ص 134 - ط ناصرى).

و منازل النفس بوجه ثمانیة: الشرة و الجمود و التقتیر و التبذیر و الجبن و التهور و الجربزة و البلاهة، و هاتان الأخیرتان على ما فی الشفاء إفراط الفکر و تفریطه فی تکثّر طرق جلب المنافع الدنیویة و تقلیلها فی الغایة.

و منازل القلب بالإجمال الأربعة التی هی أرکان العدالة الخاصة: من العفّة و السخاوة و الشجاعة و الحکمة.

(من حاشیة الحکیم الإلهی السبزواری (قدس سره) على شرح الدعاء المعروف بدعاء الصباح) (ص 39 - ط ناصرى).

(2) . بحار الأنوار ج 2 ص 99 ح 57.

جلد: 1، صفحه: 246

النسیان؛ بواسطة التعلّق بنطفة اخرى، و مرور الزمان علیها إلى أوان تذکّره، کما على رأی أهل التناسخ.

و أیضا: لمّا کان عینه فی الخارج مرکّبا من العناصر المتأخّرة عن الأفلاک و أرواحها و عقولها، وجب أن توجد قبله؛ لتقدّم الجزء على الکلّ بالطبع.

قوله: (فهو1 من العالم کفصّ الخاتم من الخاتم الذی هو2 محلّ النقش3 و العلامة التی4 بها یختم5 الملک على خزائنه6، و سمّاه7 «خلیفة» من أجل هذا)8.

شروع فی بیان تسمیته ب‍ «الخلیفة» شبّه حال الإنسان باعتباریه - اعتبار کونه من العالم، و اعتبار کونه عالما آخر برأسه، له شأن آخر - بالفصّ‌؛ لأنّ الفصّ أیضا قد یکون جزء9من الخاتم و هو محلّ النقش، و قد یکون مرکبا10 علیه، و إنّما یرکب فی الخاتم لیکون11جزء منه عند الفراغ من عمله، فهو آخر العمل.

کذلک الإنسان نوع من الحیوان، و آخر ما تنتهی به دائرة وجوده العینیّ‌، و کما أنّ الفصّ له شأن آخر و هو کونه محلّ النقوش التی بها یختم و یحفظ الخزائن، کذلک 

________________________________________

(1) . أی الإنسان (جامی).

(2) . أی الفصّ (جامی).

(3) . أی نقش اسم صاحب الخاتم و غیره ممّا ینقش على الفصوص (جامی).

(4) . یتمیّز بعض عن بعض (جامی).

(5) . الختم صورة الجمعیّة الإلهیّة و العلامة هی نقش الفصّ (ق).

(6) . لئلاّ یتصرف فیها أحد فیبقى محفوظا (جامی).

(7) . أی الحقّ‌.

(8) . أی من أجل هذا المعنى الذی هو الختم (جامی).

أی لأنّ نقش اسمه الأعظم - و هو الذات مع الأسماء کلّها - منقوش فی قلبه الذی هو فصّ الخاتم فیحفظ به خزانته العالم بجمیع ما فیه على النظم المعلوم و النسق المضبوط (ق).

(9) . کما إذا کان من الفضّة أیضا. أی الخاتم قد یکون من الفضّة و فصّه أیضا من الفضّة، فیکون الفصّ جزء من الخاتم فینتقش فی الفضّة، و قد یکون الخاتم من الفضة مثلا و فصّه من العقیق الذی یرکب فی الخاتم، بعد تمام الخاتم و بعد الفراغ من صنعة الخاتم ثم ینتقش فی العقیق (جامی).

(10) . کالعقیق.

(11) . خ ل: لیصیر.

جلد: 1، صفحه: 247

الإنسان هو محلّ جمیع نقوش الأسماء الإلهیّة و الحقائق الکونیّة التی یتمکّن بها من الخلافة، و بهذا الاعتبار سمّاه الحقّ «خلیفة» بقوله: إِنِّی جٰاعِلٌ فِی اَلْأَرْضِ خَلِیفَةً‌1.

قوله: (لأنّه تعالى به2 الحافظ خلقه، کما تحفظ بالختم الخزائن3، فما دام4 ختم الملک علیها، لا یجسر5 أحد على فتحها إلاّ بإذنه6، فاستخلفه7 فی حفظ العالم8، فلا یزال العالم محفوظا9 ما دام فیه هذا الإنسان الکامل10).

تعلیل لتسمیته ب‍ «الخلیفة» و ذلک لأنّ الملک إذا أراد أن یحفظ خزائنه عند غیبته عنها، یختم علیها؛ لئلاّ یتصرّف فیها أحد فتبقى محفوظة، فالختم حافظ لها بالخلافة، لا بالأصالة، فکذلک الحقّ‌، یحفظ خلقه بالإنسان الکامل عند استتاره بمظاهر أسمائه و صفاته11 و کان هو الحافظ لها12 قبل الاستتار و الاختفاء و إظهار الخلق، فحفظ الإنسان لها بالخلافة، فتسمّى ب‍ «الخلیفة» لذلک.

و حفظه للعالم عبارة عن إبقاء صور أنواع الموجودات على ما خلقت علیها، 

________________________________________

(1) . البقرة (2):30.

(2) . خ ل: لأنّه به... أی بالإنسان الکامل (جامی).

(3) . أی من التصرّف فیها (جامی).

(4) . لأنّ الخلیفة ظاهر بصورة مستخلفة فی حفظ خزانته، و اللّه یحفظ صورة خلقه فی العالم بصورته فإنّها طلسم الحفظ من حیث مظهریّته لأسمائه و واسطة تدبیره لظهور تأثیرات أسمائه فیها (ق).

(5) . أی لا یجترئ (ق).

(6) . أی الملک (جامی).

(7) . أی الحقّ الإنسان الکامل (جامی).

(8) . أی من الخلل الذی تقتضیه التفرقة و المباینة التی فی حقائق العالم من الخصوصیّات التی بها یتمیّز بعضها عن البعض، فالإنسان الکامل یکون کالختم؛ لئلاّ یفتحها مسلّطوا ملک التفرقة و المباینة علیها و اقتضاء التجلّی التقلّص و الانسلاخ عنها (جامی).

(9) . أی من الخلل.

(10) . و کان قائما بخلافة الحقّ سبحانه فی حفظ العالم (جامی).

(11) . خ ل: و صفات عزّه.

(12) . أی للخزائن.

جلد: 1، صفحه: 248

الموجب لبقاء کمالاتها و آثارها؛ باستمداده1 من الحقّ التجلّیات2 الذاتیّة و الرحمة الرحمانیّة و الرحیمیّة بالأسماء3 و الصفات، التی هذه الموجودات صارت مظاهرها و محلّ استوائها؛ إذ الحقّ أنّما یتجلّى لمرآة قلب هذا الکامل فتنعکس الأنوار من قلبه إلى العالم، فیکون باقیا بوصول ذلک الفیض إلیها.

فمادام هذا الإنسان موجودا فی العالم، یکون محفوظا بوجوده و تصرّفه فی عوالمه العلویّة و السفلیّة، فلا یجسر أحد من حقائق العالم و أرواحها على فتح الخزائن الإلهیّة و التصرّف فیها إلاّ بإذن هذا الکامل؛ لأنّه هو صاحب الاسم الأعظم، الذی به یربّی4العالم کلّه، فلا یخرج من الباطن إلى الظاهر معنى من المعانی إلاّ بحکمة، و لا یدخل من الظاهر فی الباطن شیء إلاّ بأمره، و إن کان یجهله عند غلبة البشریّة علیه، فهو البرزخ بین البحرین، و الحاجز بین العالمین، و إلیه الإشارة بقوله: مَرَجَ اَلْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیٰانِ بَیْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لاٰ یَبْغِیٰانِ‌5.

________________________________________

(1) . أی باستمداد الإنسان الکامل.

(2) . مفعول لقوله: «استمداده».

(3) . متعلّق بالتجلّیات.

(4) . خ ل: یربّ‌.

(5) . الرحمن (55):20-19.