شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
و حقیقة العلم واحدة، و حقیقة الحیاة واحدة، و نسبتهما8 إلى الحیّ و العالم نسبة واحدة.
و نقول فی علم الحقّ: إنّه قدیم، و فی علم الإنسان: (إنّه محدث9، فانظر10 ما أحدثته الإضافة من الحکم فی هذه الحقیقة المعقولة).
تأکید لبیان الارتباط، کقول الشاعر مؤکّدا فی المدح:
و لا عیب فیهم غیر أنّ ضیوفهم تعاب بنسیان الأحبّة و الوطن
________________________________________
(8) . أی نسبة حقیقة الحیاة و العلم (جامی).
(9) . أی محدث بالحدوث الزمانی و غیر ذاته و غیر صفاته، و لا یصحّ هذا الحکم کلّیا إلاّ فی علمه الحاصل له باعتبار أحدیّة جمع روحه و جسمه، و إلاّ فقد صرّح الشیخ صدر الدین القونوی فی بعض رسائله بأنّ الأرواح الکلّیة التی للکمّل مقارنة للعقل الأول فی الوجود واقعة معه فی وصف واحد. و لا شکّ أنّ لها فی تلک الحالة یکون بعض العلوم حاصلا و أقلّها الشعور بنفسها (جامی).
(10) . و کأنّه لم یتعرّض الملک بناء على أنّ الحکم بقدم صفاته و حدوثها مطلقا لا یصحّ، کما فی الحقّ تعالى و الإنسان؛ فإنّ بعض الملائکة کالعقل الأوّل من الدائمات بدوام الحقّ، لا یمکن أن یکون حادثا، و بعضها یمکن أن یکون حادثا.
اللهمّ إلاّ أن یحکم بحدوثها و حدوث صفاتها مطلقا؛ بناء على أنّ الخلق الجدید فی کلّ آن، لکن باعتبار أشخاصها لا أنواعها (جامی).
جلد: 1، صفحه: 271
أی، استناد کلّ موجود عینیّ و ما یتبعه من اللّوازم إلى هذه الامور الکلّیة واجب من حیث أنّها مؤثّرة فیه، إلاّ أنّ لهذه الموجودات أیضا حکما و أثرا فی هذه الامور الکلّیة بحسب اقتضاء أعیان الموجودات، و ذلک لأن الحیاة حقیقة واحدة، و العلم حقیقة واحدة، و کلّ منهما متمیّز عن الآخر، فنقول فی الحقّ تعالى: إنّه حیّ عالم، و حیاته و علمه عین ذاته، فیحکم بأنّهما عینه و بعدم امتیاز أحدهما عن الآخر فی المرتبة الأحدیّة و نقول بقدمهما و فی غیره تعالى کالملک و الإنسان یحکم بأنّهما غیره، و نقول: إنّهما حادثان فیهما.
فاتصافهما بالحدوث و القدم، و کونهما عینا أو غیرا، أنّما هو باعتبار الموجودات العینیّة، فکما حکمت هذه الامور فی کلّ ماله وجود عینیّ، کذلک حکمت الموجودات علیها بالحدوث و القدم.
و هذا الحکم أنّما نشأ من الاستناد و الإضافة، و إلاّ عند اعتبار کلّ منهما وحده لا یلزم ذلک.
قوله: (فانظر إلى هذا الارتباط1 بین المعقولات2 و الموجودات العینیّة،
________________________________________
(1) . الواقع (جامی).
(2) . الکلّیة (جامی).