شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(فتقبل8 الحکم9 فی10 الأعیان الموجودة، و لا تقبل التفصیل
________________________________________
(8) . أی الأمور الکلّیة (جامی).
(9) . أی الحکم علیها بالقدم و الحدوث مثلا عند تحققها فی الأعیان الموجودة المتکثّرة؛ فإنّ الشیء ما لم یتحقّق لم یتّصف بالقدم و الحدوث (جامی).
(10) . خ ل: من.
جلد: 1، صفحه: 273
و لا التجزّئ1، فإنّ ذلک محال علیها2).
أی، تقبل تلک الامور الکلّیة الحکم من الموجودات العینیّة حال کونها عارضة علیها، و لا تقبل التفصیل و لا التجزّئ؛ و ذلک لأنّ الحقیقة الکلّیة إن انقسمت ففی کلّ من أقسامها إن بقیت بأعیانها فلا انقسام، کالإنسانیّة فی کلّ شخص.
و إن بقیت3 دون عینها، فعین تلک الحقیقة منعدمة حینئذ؛ لانعدام بعضها.
و إن لم تبق فکذلک أیضا.
هذا، مع أنّ الحقیقة البسیطة4 لا یمکن أن یطرأ علیها التجزّئ أصلا.
(فإنّها بذاتها5,6 فی کلّ موصوف بها، کالإنسانیّة7 فی کلّ شخص من هذا النوع الخاصّ لم تتفصّل8 و لم تتعدّد9 بتعدّد الأشخاص10).
أی، فإنّ تلک الحقیقة الکلّیة بذاتها موجودة فی کلّ موصوف بها، کالإنسانیّة و هو الکلّی الطبیعیّ الذی للإنسان، فإنّها موجودة فی کلّ شخص شخص من هذا النوع، و لم تتفصّل و لم تتعدّد بتعدّد الأشخاص.
فإن قلت: الحصّة11 التی فی زید منها غیر الحصّة التی فی عمرو منها، فیتفصّل بهذا الاعتبار.
________________________________________
(1) . بسبب تعدّد تلک الأعیان و تکثّرها (جامی).
(2) . أی على الأمور الکلّیة (جامی).
(3) . أی بقیت بعض أجزاء تلک الحقیقة.
(4) . فی بعض النسخ تکون العبارة هکذا: «فالحقائق البسیطة و المرکّبة لا یمکن أن یطرأ علیها التجزی أصلا».
(5) . لا بالتفصیل و التجزئة، فإنّ الموجود منها فی کلّ موجود عینی حصّة لا جزء. و الحصة عبارة عن تمام الحقیقة مکتنفة بعوارض مشخّصة (جامی).
(6) . و کلّیّتها.
(7) . المتحقّقة المتحصّصة (جامی).
(8) . بالتجزئة (جامی).
(9) . أجزائها (جامی).
(10) . بأن یکون فی کلّ شخص جزء، بل هی بذاتها، و کلّیتها موجودة فی کلّ شخص شخص (جامی).
(11) . الحصّة طبیعة مقیّدة بقید شخصى على أن یکون القید خارجا عنها، و الإضافة إلیه داخلا فیها على أنّها إضافة، و على أنّها مضاف إلیه، و على أنّها نسبة و تقیید لا على أنّها ضمیمة و قید. (الأسفار).
جلد: 1، صفحه: 274
قلت: إن أردت بالحصّة بعض تلک الحقیقة فغیر صحیح؛ لأنّ البعض غیر الکلّ، فلا تکون تلک الحقیقة فی شیء من الأفراد.
و إن أردت أنّ تلک الحقیقة تکتنف بعوارض مشخّصة لها فی زید، فتصیر بهذا الاعتبار غیر الحقیقة المکتنفة بعوارض اخر التی لعمرو، فمسلّم، و لا یلزم منه التفصیل فی نفس الحقیقة.
و هکذا الحقیقة الجنسیّة بالنسبة إلى أنواعها؛ لأنّها فی کلّ نوع منها مع عدم التجزّئ و التعدّد.
(و لا برحت1,2 معقولة).
أی، لا تزال تلک الحقیقة الکلّیة موجودة فی العقل لا تتغیّر بالعروض على معروضاتها، و لا تتکثّر بتکثّر موضوعاتها، کالحقائق الموجودة فی الأعیان3.
و هذا البیان للتنبیه و الإشارة إلى أنّ الذات الواجبیة - التی هی حقیقة الحقائق کلّها - ظاهرة فیها، من غیر طریان التجزّئ و التکثّر علیها فی تلک المراتب، و لا یقدح فی وحدة عینها تکثّر مظاهرها.
________________________________________
(1) . عطف على قوله: «لم یتعدّد» (ص).
(2) . و لا برحت تلک الأمور الکلّیة معقولة غیر زائلة عن الوجود العقلی إلى الوجود العینی (جامی).
(3) . أی لا تتکثّر کما تتکثّر الحقائق الموجودة فی الأعیان.