شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و لا نشکّ1 أنّا کثیرون بالشخص و النّوع).
یجوز أن یکون «أنّا» عبارة عن لسان أهل العالم؛ أی: أهل العالم کثیرون بالأشخاص و الأنواع التی فیه.
و یجوز أن یکون عن لسان الأفراد الإنسانیّة؛ أی: أنّا کثیرون بالشخص و بحسب الأنواع التی فینا؛ لترکّبنا من العالمین الروحانیّ و الجسمانیّ، و یؤیّد الثانی ما بعده، و هو:
(و أنّا و إن کنّا على حقیقة واحدة)؛ أی: و إن کنّا مشتملة على حقیقة نوعیّة هی (تجمعنا، فنعلم قطعا أن ثمّة فارقا، به) أی: بذلک الفارق (تمیّزت الأشخاص بعضها عن بعض، و لو لا ذلک)؛ أی: الفارق (ما کانت الکثرة فی الواحد) أی: حاصلة و متصوّرة فی الواحد (فکذلک أیضا و إن وصفنا)2؛ أی الحق (بما وصف به نفسه من جمیع الوجوه، فلا بدّ من فارق).
لمّا شبّه فی الأوّل أراد أن ینزّه هنا؛ لیجمع بین التنزیه و التشبیه على ما هو طریقة الأنبیاء.
(و لیس) ذلک الفارق (إلاّ افتقارنا إلیه فی الوجود، و توقّف وجودنا علیه؛ لإمکاننا و غناه عن مثل ما افتقرنا إلیه3).
و إنّما حصر الفارق فی افتقارنا و غناه؛ لأنّ غیرهما أیضا عائد إلیهما، سواء کان وجودیّا، أو عدمیّا.
________________________________________
(1) . و لمّا انساق (رضى اللّه عنه) کلامه فی بیان جهة الارتباط بین الواجب و الممکن إلى ما یوهم الاتّحاد دفعه بقوله: و لا نشکّ، یعنی أهل العالم (جامی).
(2) . أی و إن وصفنا الحقّ سبحانه و أعطانا الاتّصاف بما وصف به نفسه من جمیع الوجوه - أی وجوه الصفات و أنواعها أو وجوه الأوصاف القولیّة و الفعلیّة - فلا بدّ من فارق بیننا و بینه لا نشارکه أو لا یشارکنا فیه أصلا (جامی).
(3) . من الموجد (جامی).
جلد: 1، صفحه: 282
(فبهذا1 صحّ له الأزل و القدم الذی2 انتفت عنه الأوّلیة التی لها افتتاح الوجود عن عدم،
________________________________________
(1) . الوجوب الذاتی و الغناء (جامی).
(2) . خ ل: الذاتی.