شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
(و لهذا کان آدم خلیفة)4.
أی، و لأجل حصول هذه الجمعیّة لآدم، صار خلیفة فی العالم.
(فإن لم یکن) آدم (ظاهرا بصورة من استخلفه) و هو الحقّ (فیما استخلفه فیه) و هو العالم.
أی، إن لم یکن متّصفا بکمالاته، متّسما بصفاته، قادرا على تدبیر العالم (فما هو خلیفة).
(و إن لم یکن فیه5 جمیع ما تطلبه الرعایا التى استخلف علیها، لأنّ6 استنادها) أی، استناد الرعایا (إلیه) أی، إلى آدم الذی هو الخلیفة، فلیس بخلیفة، و حذف الجواب لدلالة الجواب الأوّل الذی یأتی بعده7 علیه؛ و إنّما کان العالم مسندا إلیه لأنّه
________________________________________
(1) . أی الشرائع.
(2) . أی الوهم.
(3) . قال صدر المتألهین فی الأسفار: «و الوهم کأنّه عقل ساقط عن مرتبته». (الأسفار ج 3 ص 362). و لأستاذه السیّد الداماد فی الجذوة الحادیة عشرة من جذواته (ص 94 من طبع هند) تحقیق أنیق فی ذلک، فراجع النکتة 515 من کتابنا هزار و یک نکته.
(4) . أی خلیفة من اللّه على العالم (جامی).
(5) . أی فی آدم (جامی).
(6) . تعلیل للطلب، أی ذلک الطلب أنّما یقع منهم؛ لأنّ استناد الرعایا فی تحصیل حاجاتهم إلیه لکونه خلیفة علیهم (جامی).
(7) . و هو قول الشیخ (ره): «و الاّ فلیس بخلیفة».
جلد: 1، صفحه: 299
ربّ للعالم بحسب مرتبته1، و عبد للحقّ بحسب حقیقته2.
و إذا کان العالم مستندا إلیه (فلا بدّ أن یقوم3 بجمیع ما یحتاج إلیه، و إلاّ فلیس بخلیفة علیهم، فما صحّت4 الخلافة إلاّ للإنسان الکامل) أی، و إذا کان الأمر کذلک فما صحّت هذه المرتبة إلاّ له.
و اعلم، أنّ لکلّ فرد من أفراد الإنسان نصیبا من هذه الخلافة، یدبّر به ما یتعلّق به کتدبیر السلطان لملکه، و صاحب المنزل لمنزله، و أدناه تدبیر الشخص لبدنه، و هو5الحاصل للأولاد بحکم الوراثة من الوالد الأکبر، و الخلافة العظمى أنّما هی للإنسان الکامل.
و اعلم، أنّ الشیطان6 أیضا مربوب لحقیقة آدم، و إن کان أخرجه7 من الجنّة و أضلّه بالوسوسة؛ لأنّها8 یمدّ من عالم الغیب مظاهر جمیع الأسماء، کما أنّ ربّه یمدّ الأسماء کلّها، فهو9 المضلّ بنفسه فی الحقیقة لنفسه، لیصل کلّ من أفراده إلى الکمال المناسب له، و یدخل الدار الطالبة إیّاه من الجنّة و النار، و لو لا ذلک الامداد لا یکون
________________________________________
(1) . أی منصب الخلافة.
(2) . و ذاته.
(3) . أی فلا بدّ أن یقوم آدم بجمیع ما یحتاج إلیه، أی الرعایا إلیه و «إلاّ» أی و إن لم یقم آدم بجمیع ما یحتاج إلیه الرعایا. و إذا کان ذلک فی قوة قوله: و إن لم یکن فیه جمیع ما تطلبه الرعایا کان کالتکرار له، فاقتصر فی الجزاء على قوله: «فلیس بخلیفة علیهم» و لم یصرّح بالجزاء فی الأول (جامی).
(4) . من أفراد العالم إلاّ للإنسان و من أفراد الإنسان إلاّ للإنسان الکامل؛ لأنّه فیما عدا الکامل لم تحصل شرائط الخلافة بالفعل و فیما عدا الإنسان بالقوة أیضا (جامی).
(5) . أی هذا المنصب من الخلافة.
(6) . کلّ ممکن ذو وجهین: وجه یلی ربّه و هو ملاک اللطف و المحبّة، و إن شئت قلت: الوجوب و الإمکان، و إن شئت قلت: الوجود و الماهیّة، و إن شئت قلت: النور و الظلمة، و إن شئت قلت: العشق و الهوى.
و فی بعض المقامات یعبّر بالعقل و الجهل و فی بعضها بالملک و الشیطان (نوری).
(7) . قیل اقتضاء التفصیل هو الشیطان الذی یخرجه من جنّة الإجمال لتصیر کلّ عین من الأعیان الثابتة موجودة بوجوده الخاصّ، و یصل کلّ منها إلى الکمال المناسب له.
(8) . أی حقیقة آدم.
(9) . أی آدم.
جلد: 1، صفحه: 300
له1 سلطنة علیه2.
و من هنا یعلم سرّ قوله تعالى: فَلاٰ تَلُومُونِی وَ لُومُوا أَنْفُسَکُمْ3 و به قامت الحجّة علیهم؛ لأنّ أعیانهم اقتضت ذلک، فاضلاله لآدم و اخراجه من الجنّة الروحانیّة، لا یقدح فی خلافته و ربوبیّته.
(فأنشأ صورته4 الظاهرة).
أی، صورته الموجودة فی الخارج من جسمه و روحه من حقائق عالم الملک و الملکوت، لذلک قال: (من حقائق العالم5 و صوره)6.
و ما اکتفى بذکر الصور (و أنشأ صورته الباطنة7 على صورته تعالى)8.
أی، و أنشأ صورته الموجودة فی العلم - و هی عینه الثابتة - متّصفة بصفات الحقّ تعالى و أسمائه، و لمّا کانت الحقیقة تظهر بالصورة فی الخارج، اطلق الصورة على الأسماء و الصفات مجازا؛ لأنّ الحقّ بها یظهر فی الخارج.
و اعلم، أن کلا من «الظاهر» و «الباطن» ینقسم إلى قسمین: باطن مطلق و باطن مضاف، و ظاهر مطلق و ظاهر مضاف، فأمّا الباطن المطلق فهو الذات الإلهیّة و صفاته و الأعیان الثابتة، و الباطن المضاف هو عالم الأرواح، فإنّه ظاهر بالنسبة إلى الباطن المطلق، باطن بالنسبة إلى الظاهر المطلق و هو عالم الأجسام، لذلک جعل صورته
________________________________________
(1) . أی للشیطان.
(2) . على آدم.
(3) . إبراهیم (14):22.
(4) . أی صورته الجسمانیة العنصریة (جامی).
(5) . أی من الموجودات المتحقّقة فی العالم (جامی).
(6) . أی صور العالم التی هی تلک الموجودات المتحقّقة، فهی معطوفة على «الحقائق» عطف تفسیر، أو من أعیانه الثابتة و صوره الخارجیّة، بأن أفاض على أعیانه الثابتة الوجود فصارت صورا خارجیّة، فأنشأ صورة الإنسان منها (جامی).
(7) . أحدیة جمع روحه و قلبه و قواه الروحانیّة (جامی).
(8) . أحدیّة جمع صفاته و أسمائه (جامی).
جلد: 1، صفحه: 301
الظاهرة1 - أی صورة الإنسان - من حقائق العالم و صوره.
و یجوز أن یراد ب «الصورة الظاهرة» جسمه و بدنه، فإنّه مرکّب من حقائق عالم الکون و الفساد، و یؤیّده قوله2 آخرا: (فقد علمت حکمة نشأة جسد آدم، أعنی صورته الظاهرة).
و ب «الصورة الباطنة»3 روحه و قلبه، و القوى الروحانیّة المتّصفة بصفات الحقّ و أسمائه.
________________________________________
(1) . أی جعل صورته الظاهرة من الجسمانیات و المجرّدات؛ لأنّ المجرّدات و إن کانت باطنة، و لکن بالنسبة إلى الباطن المطلق ظاهرة فصحیح قوله: «فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم و صوره» أی من جسمه و روحه، مع أنّ الروح من مراتب الباطن.
(2) . أی الشیخ (ره).
(3) . أی أن یراد بالصورة.