شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
فاقتصرت على ما ذکرته من هذه الحکم
جلد: 1، صفحه: 314
فی هذا الکتاب، على حدّ ما ثبت فی «أمّ الکتاب»1، فامتثلت ما رسم لی، و وقفت2عند ما حدّ لی، و لو رمت زیادة على ذلک ما استطعت، فإنّ الحضرة3 تمنع من ذلک، و اللّه الموفق لا ربّ غیره).
أی، محلّ نقوش کلّ حکمة روح ذلک النبیّ الّذی نسبت الحکمة إلى کلمته، و المراد ب «أمّ الکتاب» الحضرة العلمیّة، فإنّها أصل الکتب الإلهیّة.
و إنّما قال: (و لو رمت زیادة على ذلک ما استطعت) لأنّه و إن أحاط بعلوم و أسرار غیر متناهیة مودعة4 فی آدم علیه السّلام، لکنّ العبد الکامل لا تکون حرکاته و سکناته و أقواله و أفعاله إلاّ بأمر الحقّ و إرادته، فلو أراد أن یزید على ما عیّنه الحقّ بحسب نفسه، تمنعه الغیرة الإلهیّة و ما تمکّنه من ذلک، کما جاء فی النبیّ صلّى اللّه علیه و آله لَیْسَ لَکَ مِنَ اَلْأَمْرِ شَیْءٌ 5و ما عَلَیْکَ إِلاَّ اَلْبَلاٰغُ 6إِنْ أَنْتَ إِلاّٰ نَذِیرٌ7.
________________________________________
(1) . أن أذکرها و هی الحضرة العلمیّة الإلهیّة، فإنّها أصل الکتب الإلهیّة. و قیل: یحتمل أن یراد بها فاتحة کتابه؛ فإنّ الفاتحة أمّ الکتاب، و تکون إشارة إلى ما ذکر فیها من منامه الذی هو فاتح أبواب کتابه و یلائمه قوله: فامتثلت (جامی).
(2) . و لا نتجاوز.
(3) . أی الحضرة الإلهیّة أو الحضرة المحمّدیّة أو الحضرة الإلهیة من المظهر المحمّدی أو الحضرة التی أقمت أنا فیها من الحضرات الإلهیّة و المقامات العبودیة (جامی).
(4) . لأنّ الاطّلاع بالعین الثابت الإنسانی هو عین الاطّلاع بعلوم غیر متناهیة.
(5) . آل عمران (3):128.
(6) . الشورى (42):48.
(7) . فاطر (35):23.