عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

فصّ حکمة سبّوحیّة1,2,3 فی کلمة نوحیّة

لمّا کان بعد مرتبة الإلهیّة و المبدئیة4 مرتبة عالم الارواح التی هی العقول المجرّدة، و لهم تنزیه الحقّ من النقائص الامکانیّة؛ لأنّ جمیع کمالاتهم بالفعل موجودة، و نقائصهم أنّما هی من حیث احتیاجهم و امکانهم بحسب وجوداتهم المتعیّنة و ذواتهم المتقیّدة،

________________________________________

(1) . السبّوح بمعنى المسبّح اسم مفعول، کالقدوس بمعنى المقدّس، و معنا المنزّه عن کلّ نقص و آفة، و لمّا کان الغالب على نوح علیه السّلام تسبیح الحقّ و تنزیهه لتمادی قومه على التشبیه و عبادة الأصنام، فکان یعالجهم بالضدّ، وصف حکمته بالسبّوحیة. و لمّا کان بعد مرتبة المبدئیة و المفیضیّة مرتبة الأرواح المجرّدة و الأملاک النوریة التی من شأنها تسبیح الحقّ و تقدیسه - کما قالوا: نحن نسبّح بحمدک و نقدّس لک - أردف الحکمة النفثیة بالحکمة السبّوحیة (جامی).

(2) . السبوح المنزّه عن کلّ نقص و آفة و لما کان شیث علیه السّلام مظهر الفیض الإلهی الرحمانی و الفیض لا یکون إلاّ بالأسماء الداخلة تحت اسم الرحمن، و الرحمانیة تقتضی الاستواء على العرش؛ لأنّ الفیض کما لا یکون إلاّ بالأسماء کذلک لا یمکن إلاّ على القوابل فحکمة العطاء و الوهب اقتضت التعدّد الأسمائی و وجوب المحلّ الموهوب له واصل القابلیة للطبیعة الجسمانیة، فغلب على قومه حکم التعدّد و القوابل حتّى إذا بعد عهد النبوّة و تطاول زمان الفترة اتّخذوا الأصنام على صورة الأسماء و حسبوا الأسماء أجساما و أشخاصا و المعاد جسمانیا محضا؛ لاقتضاء دعوته ذلک، فأوجب حالهم أن یدعوا إلى التنزیه و ینبّهوا على التوحید و التجرید، و یذکروا الأرواح المقدسة و المعاد الروحانی، فبعث نوح علیه السّلام بالحکمة السبّوحیة و الدعوة إلى التنزیه و رفع التشبیه، فکان یشبه فی الدعوة إلى الباطن، إلى شیث علیه السّلام نسبة عیسى علیه السّلام إلى موسى علیه السّلام (ق).

(3) . سبّوح و قدّوس یرویان بالفتوح و الضم و هو أکثر، و الفتح أقیس و هو من أبنیة المبالغة للتنزیه (مجمع).

(4) . فی الفصّ الشیثی.

جلد: 1، صفحه: 408

و کلّ منزّه أنّما ینزّه الحقّ عمّا فیه من النقص، اردف الحکمة السبّوحیّة بالحکمة النفثیّة.

و لمّا کان الغالب على نوح علیه السّلام تنزیه الحقّ لکونه أوّل المرسلین، و من شأن الرّسول أن یدعو أمّته إلى الحقّ الواجب المنزّه عن النقائص الامکانیّة، و ینفی الإلهیّة عن کلّ ما وقع علیه اسم الغیریّة، و إن کان یعلم أنّه أیضا مجلى إلهیّ‌، و کان الغالب على قومه عبادة الأصنام، و هو منزّه عنها، قارن الحکمة السبّوحیّة بالکلمة النوحیّة للمناسبة بینهما، و معنى السبّوح المسبّح و المنزّه، اسم مفعول کالقدّوس بمعنى المقدّس.