عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(فإنّ للحقّ‌3 فی کلّ خلق4 ظهورا خاصّا)5

تعلیل على أنّ المراد مفهوم عموم الناس و خصوصهم، سواء کان ذلک الکلام عربیّا کالقرآن، أو غیر عربیّ کالتوراة و الانجیل، أی: الحقّ متجلّ لعباده على ما یعطیه استعداداتهم، فله فی کلّ خلق ظهور خاصّ‌.

(فهو الظاهر فی کلّ مفهوم6 و هو7 الباطن عن کلّ فهم).

أی، فهو المتجلّی فی کلّ مفهوم و مدرک من حیث کونه مدرکا، و هو مختف و باطن عن کلّ فهم، لعدم إدراک الفهوم جمیع تجلّیاته و ظهوراته فی مظاهره.

________________________________________

(3) . تعلیل لکون المفهوم الأول الذی هو مفهوم العامّة مرادا للحقّ من کلامه، و کذا المفهومات التی تفهم منه الخاصة و له مفهومات لا تفهمها الخاصة أیضا إلاّ خواص الخاصّة الأوحدیّون العارفون الراسخون فی العلم (ق).

(4) . فی کلّ خلق سواء کان من العوامّ أو الخواصّ (جامی).

(5) . و استعدادا معیّنا یفهم ما یفهم، فاستعداد العموم لا یتجاوز فهم المعنى الأوّل و استعداد أهل الخصوص یعمّه و سائر وجوه اللفظ (جامی).

(6) . أی کلّ مفهوم یتجلّى به على الفاهم بحسب استعداده (جامی).

(7) . أی ما ظهر من صور العالم فی التدبیر و التصرّف (جامی).

جلد: 1، صفحه: 413

(إلاّ عن فهم من قال: إنّ العالم1 صورته و مظهر هویته).

أی، هو مختف عن کلّ فهم، إلاّ عن فهم من یعرف أنّ العالم صورته و مظهر هویته، فإنّه حینئذ یشاهده فی جمیع المظاهر، کما قال أبو یزید قدّس سرّه: «الآن ثلاثین سنة ما اتکلّم، إلاّ مع اللّه، و الناس یزعمون أنّی معهم أتکلّم».

و اعلم، أنّ هذا الفهم أنّما هو بحسب الظهور و التجلّی، لا بحسب الحقیقة، فإنّ حقیقته و ذاته لا تدرک أبدا، و لا یمکن الاحاطة بها سرمدا، و لا بحسب مجموع التفصیل أیضا، فإنّ مظاهر الحقّ مفصّلا غیر متناهیة، و إن کانت بحسب الأمّهات متناهیة.

(و هو2 الاسم الظاهر کما أنّه3 بالمعنى روح ما ظهر، فهو الباطن).

أی، العالم بأسره عبارة عن اسمه الظاهر، کما أنّ الحقّ من حیث المعنى و الحقیقة روح العالم، و هذا الروح هو عبارة عن اسمه الباطن.

و اعلم، أنّ الاسم الظاهر اقتضى ظهور العالم، و الباطن اقتضى بطون حقائقه، و المقتضى و هو و إن کان باعتبار غیر المقتضی - لکون الربوبیّة غیر المربوبیّة - لکنّه باعتبار آخر عینه، و هو أحدیّة حقیقة4 الحقائق، لذلک جعل العالم عین الاسم الظاهر، و روحه عین اسم الباطن.

(فنسبته لما ظهر من صور العالم نسبة الروح المدبّر للصّورة)5.

أی، إذا کان العالم صورة الحقّ و هو روحه، فنسبة الحقّ إلى کلّ ما ظهر من صور

________________________________________

(1) . إنّ العالم کلّه روحا و مثالا و حسّا صورته التی هی عین هویته؛ فإنّ هویته المطلقة إذا ظهرت بذاتها مقیّدة بأحوالها فإنّها باعتبار تقیّدها مظهر و صورة لنفسها باعتبار إطلاقها و هذا معنى قوله: «و هویته» فالقائل بأنّ العالم صورته و هویّته یشاهده عیانا فی کل صورة. و یراه ظاهرا فی کلّ مظهر، فلا یکون باطنا عنه بهذا الاعتبار و إنکان باعتبار کنه حقیقته و عدم تناهى تجلّیاته و ظهوراته باطنا عنه أیضا (جامی).

(2) . أی العالم هو الاسم الظاهر له سبحانه کما أنّه سبحانه بالمعنى المجرّد عن الصور المختفی فیها روح ما ظهر من الصور، فهو أی الحقّ سبحانه من حیث إنّه روح ما ظهر هو الباطن (جامی).

(3) . أی الحقّ الظاهر بصورته فی الوهم (ص).

(4) . و هو الوجود المقابل للمفهوم.

(5) . أی إلى الصورة التی تدبّرها الروح فاللام فی الموضعین بمعنى إلى، فالحق سبحانه له ظاهر و باطن، و کلّ ماله ظاهر و باطن یجب أن یؤخذ فى حده ظاهره و باطنه (جامی).

جلد: 1، صفحه: 414

العالم، نسبة الروح الجزئی المدبّر للصّورة المعیّنة إلیها، فی کونه مدبّرا، کما قال:

یُدَبِّرُ اَلْأَمْرَ مِنَ اَلسَّمٰاءِ إِلَى اَلْأَرْضِ‌1، و اللاّم فی «لما ظهر» بمعنى إلى، و قوله:

(للصّورة) متعلّق بالمدبّر، و صلة النسبة محذوفة، أی: إلى الصّورة.

(فیؤخذ فی حدّ الانسان مثلا باطنه2 و ظاهره3، و کذلک کلّ محدود4) الفاء للسببیّة.

و لمّا کان ظاهر العالم ظاهر الحقّ‌، و باطنه باطن الحقّ‌، و الباطن و الظاهر مأخوذان فی تعریف الانسان و تحدیده؛ لأنّه5 معرّف بالحیوان الناطق، و الناطق باطنه و الحیوان ظاهره، أو الهیئة الاجتماعیّة الحاصلة من الجنس و الفصل ظاهره الّذی به سرّ الأحدیّة فیه، و حقائقهما المشترکة و الممیّزة باطنه، و الحق مأخوذ فی حدّه و کذلک فی کلّ محدود؛ إذ لا بدّ فی کلّ من المحدودات من أمر عامّ مشترک، و أمر خاصّ ممیّز، و کلاهما ینتهیان إلى الحقّ الّذی هو باطن کلّ شیء.

(فالحقّ‌6,7,8 محدود بکلّ حدّ9).

لأنّ کلّ ما هو محدود بحدّ مظهر من مظاهره، ظاهره من اسمه «الظاهر» و باطنه من اسمه «الباطن»، و المظهر عین الظاهر باعتبار الأحدیّة10، فالحقّ هو المحدود.

________________________________________

(1) . السجدة (32):5.

(2) . الذی هو روحه المجرّدة (جامی).

(3) . الذی هو بدنه العنصری؛ فإن الإنسان عبارة عن أحدیة جمعهما فلو اقتصر على أحدهما لم یحصل المقصود (جامی).

(4) . غیر الإنسان إذا کان له ظاهر و باطن ینبغی أن یؤخذ فی حدّه لیتمّ التحدید (جامی).

(5) . أی الإنسان.

(6) . فالحقّ سبحانه إذن محدود (جامی).

(7) . فالحق لمّا کان له أحدیة جمع الصور یمعانیها محدود (جامی).

(8) . و یأتی أیضا فی الفصّ الهودی ص 44.

(9) . یعنی کلّ حدّ مأخوذ فی حدّه فما لم یجتمع جمیع الحدود لم یتمّ حدّه؛ لأنّ کلّ ما هو محدود بحدّ صورة من صوره، و حدّ کلّ صورة من تفاصیل أجزاء حدّ ذی الصورة (جامی).

(10) . أی أحدیة حقیقة الوجود.