شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):
(فهو3 العلیّ بنفسه لا بالاضافة، فما فی العالم من هذه الحیثیّة علو اضافة).
أی فوجود الکثرة أیضا هو العلیّ لذاته؛ لأنّه لیس غیر وجود الحقّ سبحانه من حیث الحقیقة4، و یجوز أن یعود الضمیر إلى الحقّ، أی: فالحقّ هو العلیّ لذاته، إذ لیس فی الوجود غیره لیتعالى علیه و عنه، فلیس فی العالم من هذه الحیثیّة - أی: من حیث الوحدة - علو اضافة، بل علوّه لذاته؛ لأنّ ظاهره ظاهر الحقّ و باطنه باطن الحقّ، و المجموع راجع إلى العین الواحدة التی هی عین الحقّ، و إن کان باعتبار آخر هو جهة الغیریّة5. و اعتبار الکثرة للعالم علو اضافة، و إلیه أشار بقوله:
________________________________________
(3) . أی الحقّ مع کونه فی عین الکثرة العلیّ لنفسه لا بالإضافة إلى غیره (جامی).
(4) . أی حقیقة الوجود المطلق المقابل للمفهوم.
(5) . و اعلم أنّ النسب الأسمائیة التی هی أمور عدمیّة فی نفسها لیست أعداما صرفة، فإنّها من حیث هی أعدام لا یمکن أن یشار إلیها و یعبّر عنها، بل لها نسبة إلى العدم بالقیاس إلى أنفسها، کما أنّ لها نسبة إلى الوجود - - بالاضافة إلیه، فهی بالاعتبار الأوّل تسمّى بالأمور العدمیّة و النسب الإمکانیّة الاعتباریة، و بالاعتبار الثانی تسمّى بالوجوه الوجودیّة، إذ بها یظهر الوجود.
و هذا الاعتبار هو الذی یسمّیه الحکیم بالوجوب اللاحق، و سائر الأحکام الثبوتیّة و الأوصاف الوجودیّة أنّما یضاف إلى تلک الوجود؛ فلذلک قال: «و لکن الوجوه...» (ص).
جلد: 1، صفحه: 492
(لکنّ الوجوه الوجودیّة متفاضلة، فعلو الاضافة موجود فی العین الواحدة من حیث الوجوه الکثیرة)1 و2.
أی، و إن کان للعالم کلّه علو بالذات من حیث الأحدیّة، لکن یقع التفاضل فی الوجوه الوجودیّة، التی هی المظاهر، بالعلم3 باللّه و عدمه، و الأعمال الحسنة و عدمها، و الاتصاف بالأحوال و عدمه، و لکلّ أیضا درجات، کما قال تعالى: وَ اَلَّذِینَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ4 و لأصحاب الأعمال و الأحوال أیضا کذلک مقامات و درجات، کما لمقابلیهم من الجهال و أصحاب الشرک و الضلال درکات، فحصل العلو الاضافی بین الموجودات بحسبها فی العین الواحدة، التی هی عین الذات من الوجوه الکثیرة.
(لذلک5 نقول فیه:6 هو7 لا هو،8 أنت9 لا أنت)10 و11.
أی، لأجل ذلک الأمر الواحد الظاهر بمظاهر مختلفة، نقول فی کلّ مظهر أنّه هو عین الحقّ فنحمله علیه حمل المواطاة ب «هو هو»، و نسلبه عنه بقولنا: لا هو،
________________________________________
- بالاضافة إلیه، فهی بالاعتبار الأوّل تسمّى بالأمور العدمیّة و النسب الإمکانیّة الاعتباریة، و بالاعتبار الثانی تسمّى بالوجوه الوجودیّة، إذ بها یظهر الوجود.
و هذا الاعتبار هو الذی یسمّیه الحکیم بالوجوب اللاحق، و سائر الأحکام الثبوتیّة و الأوصاف الوجودیّة أنّما یضاف إلى تلک الوجود؛ فلذلک قال: «و لکن الوجوه...» (ص).
(1) . فإنّ الوجوه و کثرتها لا یقدح فی تلک الوحدة، بل یجعلها مورد الأحکام المتقابلة (ص).
(2) . المتخالفة المتضادّة و غیر المتضادّة (جامی).
(3) . أی بواسطة العلم یحصل التفاضل.
(4) . المجادلة (58):11.
(5) . أی لظهور العین الواحدة بالوجوه الکثیرة (جامی).
(6) . أی فی الحقّ تعالى، و یحمل علیه کلّ وجه من تلک الکثرة من حیث الحقیقة و سلبه عنه من حیث التعیّن (جامی).
(7) . کنایة عن کلّ وجه باعتبار غیبته (جامی).
(8) . أی نقول فی الحقّ: غیب و باطن و لیس بباطن؛ لإحاطة وحدته المطلقة بالظاهر و الشاهد (ص).
(9) . کنایة عن کلّ وجه باعتبار الخطاب (جامی).
(10) . فالإثبات لإطلاق الحقّ سبحانه و السلب لتقیید الوجه (جامی).
(11) . و نقول فیه أیضا: حاضر مشاهد لیس بحاضر مشاهد لإحاطتها الغیب و البطون (ص).
جلد: 1، صفحه: 493
لتقیّده و اطلاق الحقّ.