عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

عرفان شیعی

عرفان اسلامی در بستر تشیع

شرح القیصری علی فصوص‌الحکم (حسن‌زاده الآملی):

(اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ‌5 فرجعت إلیه عواقب الثناء6 من کلّ حامد و محمود7 و8وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ اَلْأَمْرُ کُلُّهُ‌9 فعمّ‌10 ما ذمّ و حمد، و ما ثمّ إلاّ محمود أو مذموم).

أی، قال تعالى: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِینَ‌، و خصّ ماهیّة الحمد للّه، و لا شکّ أنّ الخلق یحمد أیضا و یثنی بلسان الحقّ‌، کما یثنی على الأنبیاء و المؤمنین و بلسان بعضهم

________________________________________

(5) . الفاتحة (1):2.

(6) . انتهاء و إن کان متعلّقا بغیره ابتداءا من کلّ حامد و محمود (جامی).

(7) . و نعم ما قیل:

بى‌تکلّف عکس عاکس را بدید حمد حق تابید و حامد شد پدید

(8) . و أشار ثانیا إلى رجوع المحامد و المذامّ کلّها إلیه بقوله سبحانه و إلیه یرجع الأمر کلّه (جامی).

(9) . هود (11):123.

(10) . أی هذا القول منه تعالى، أو الأمر الراجع إلیه المفهوم من هذا السؤال (جامی).

جلد: 1، صفحه: 523

بعضا، و الحمد أنّما یکون على صفات الکمال، و هی کلّها للّه فی الحقیقة، فرجعت عواقب الصفات الکمالیّة - الموجبة للثناء - إلى الحقّ تعالى، بعد اضافتها إلى الخلق و اتصافهم بها، سواء کان الحامد حقّا أو خلقا، و المحمود حقّا أو خلقا؛ إذ هو الّذی یحمد نفسه تارة فی مقامه الجمعی و اخرى فی مقامه التفصیلی.

و لمّا کان فی الحقیقة ما یسمّى خلقا عدما لا وجود له، و الموجود هو الحقّ لا غیره، عمّم الحکم و أکد بالکلّ‌؛ و قال: وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُ اَلْأَمْرُ کُلُّهُ‌ أی، سواء کان محمودا أو مذموما.

و السرّ فیه: أنّ ما1 فی الوجود خیر کلّه، و کونه مذموما لیس إلاّ بالنسبة إلى بعض الأشیاء، ألا ترى أنّ الشهوة من حیث إنّها ظلّ المحبّة الذاتیّة الساریة فی الوجود محمودة، و عدمها و هو العنّة مذمومة، و من حیث أنّها سبب بقاء النّوع، و موجبة للّذة التی هی نوع من التجلّیات الجمالیّة أیضا محمودة، و عند وقوعها على غیر موجب الشرع مذمومة، لکونها سببا لانقطاع النسل، و موجبا للفتن العائدة إلى العدم.

و هکذا جمیع صور المذام، فالکلّ منه و إلیه من حیث الکمال، و الاستدلال بالآیات و أمثالها أنّما هو تأنیس للمحجوبین و عقولهم الضعیفة، و إلاّ أهل الکشف یشاهدون الأمر فی نفسه کذلک.

(اعلم، أنّه ما تخلّل شیء شیئا إلاّ کان2 محمولا فیه)3.

لأنّ المتخلّل هو الّذی ینفذ فی الشیء و یدخل فی جوهره، فالداخل محمول و مستور فیه، و المدخول فیه حامل له و ظاهر.

(فالمتخلّل - اسم فاعل - محجوب4 بالمتخلّل - اسم مفعول - فاسم المفعول هو الظاهر، و اسم الفاعل هو الباطن المستور، 

________________________________________

(1) . موصولة.

(2) . أی الشیء المتخلّل، اسم فاعل (جامی).

(3) . أی فی المتخلّل، اسم مفعول (جامی).

(4) . أی مستور (جامی).