شرح القیصری علی فصوصالحکم (حسنزاده الآملی):
و هو غذاء له کالماء یتخلّل الصوفة فتربو5 به و تتسع،
________________________________________
(5) . أی الصوفة.
جلد: 1، صفحه: 524
فإن کان الحقّ هو الظاهر فالخلق مستور فیه، فیکون الخلق جمیع أسماء الحقّ سمعه و بصره و جمیع نسبه و ادراکاته، و إن کان الخلق هو الظاهر فالحقّ مستور باطن فیه، فالحقّ سمع الخلق و بصره و یده و رجله و جمیع قواه، کما ورد فی الخبر الصحیح)1 و2.
لمّا بنى تقریره على التخلّل رجع أیضا إلیه، فقال: (ما تخلّل شیء شیئا) أی، ما دخل شیء فی شیء إلاّ کان الداخل مستورا فی المدخول فیه، فالمتخلّل الّذی هو اسم الفاعل، أی: الداخل محجوب مستور فی المتخلّل الّذی هو اسم المفعول، أی: المدخول فیه، فالمدخول فیه هو الظاهر، و الداخل هو الباطن، و الظاهر أنّما یتغذّى بالباطن؛ لأنّ الفیض علیه لا یحصل إلاّ منه، فالباطن غذاء الظاهر، إذ به قوامه و وجوده.
و أورد الشیخ رضی اللّه عنه المثال المحسوس لزیادة الایضاح، و إذا کان الأمر کذا فلا یخلو إمّا أن یکون الحقّ ظاهرا و الخلق باطنا، أو بالعکس، فإن کان الحقّ ظاهرا، أی: محسوسا بتجلّیه فی مرتبة من مراتب الاسم الظاهر، فالخلق مستور فیه و باطنه، فیکون الخلق جمیع أسماء الحقّ و صفاته من السمع و البصر و الارادة و غیرها، و جمیع النّسب التی هی ملحقة بالحقّ شرعا، کما مرّ من أنّ الحقّ إذا کان متجلّیا فی مرایا الأعیان، لا یکون الظاهر إلاّ هو،3 و الأعیان باقیة فی الغیب على حالها، و إن کان الخلق هو الظاهر فی مرآة الحقّ، فالحقّ مستور فیه و باطنه.
فالحقّ سمع الخلق و بصره و جمیع قواه الباطنة، و هذا نتیجة قرب النوافل،4و الأوّل نتیجة قرب الفرائض.5
________________________________________
(1) . إشارة إلى مقامی قرب الفرائض و النوافل؛ فإنّ الأصل هو الحقّ الواجب فهو الفرض، و الخلق هو النفل الزائد (ق).
(2) . یشیر - رض - إلى مقامی قرب الفرائض و النوافل، و ذلک أنّ وجود الحقّ هو الأصل الواجب و هو الفرض، و وجود العالم و هو العبد نفل و فرع علیه؛ لأنّ وجود الحقّ لکمال سعته وسع الحقّ المطلق و الخلق المقیّد (جندی).
(3) . أی الحقّ.
(4) . أی کون الخلق سمع الحقّ.
(5) . أی کون الحقّ سمع الخلق.
جلد: 1، صفحه: 525
و إنّما جاء بالید و الرجل الّذین هما من الظاهر، مع أنّ کلامه فی الباطن، لورود الخبر الصحیح کذلک، و فی الحدیث تنبیه على أنّ الحقّ عین باطن العبد و عین ظاهره، لما جاء بالسمع و البصر و هما أسماء القوى، و بالید و الرجل و هما أسماء الجوارح، فالحقّ عین قوى العبد و جوارحه.